لمعة البیضاء فی شرح خطبة الزهراء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

لمعة البیضاء فی شرح خطبة الزهراء - نسخه متنی

محمد علی بن احمد القراچه داغی التبریزی الانصاری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


تأذن لي في المصير إلى منزل أبي؟ فأذن.

فذهبت فنزل جبرئيل بالخبر، و انّ فاطمة تريد الشكاية من عليّ فلا تقبل منها في عليّ شيئاً، فدخلت فاطمة فقال النبي (صلّى اللَّه عليه و آله): جئت تشكين عليّاً؟ فقالت: إي و ربّ الكعبة، فقال لها: ارجعي إليه فقولي له: رغم أنفي لرضاك، ففعلت كذلك فقالت القول المذكور ثلاثاً.

فقال عليّ (عليه السّلام): شكوتني إلى خليلي و حبيبي رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله)؟ و اسوأتاه من رسول اللَّه، أشهد اللَّه يا فاطمة أنّ الجارية حرّة لوجه اللَّه، و انّ الأربعمائة درهم التي فضلت من عطائي صدقة على فقراء المدينة.

ثمّ ذهب عليّ (عليه السّلام) إلى النبي (صلّى اللَّه عليه و آله) فهبط جبرئيل من اللَّه تعالى أن يا محمّد قل لعليّ: قد أعطيتك الجنّة بعتقك الجارية في رضاء فاطمة، و النار بالأربعمائة درهم التي تصدّقت بها، فادخل الجنّة من شئت برحمتي، و اخرج من النار من شئت بعفوي، فعندها قال عليّ (عليه السّلام): أنا قسيم اللَّه بين الجنة و النار، والصلاة والسلام على محمّد و آله الأبرار

[علل الشرائع: 163 ح 2، عنه البحار 43: 147، ح 3، و بشارة المصطفى: 101، و تفسير البرهان 4: 224 ح 8، و العوالم 11: 493 ح 4.]

في أولاد فاطمة


و كان للزهراء (عليهاالسّلام) خمسة أولاد، الأول و الثاني: الحسن والحسين (عليهماالسّلام)، و لها إحدى عشر سنة أو إثنتا عشرة سنة.

و في كشف الغمة: انّها ولدته في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة، و قيل: ولدته لستة أشهر، و الصحيح خلافه.

و نقل أنّها ولدته بعد اُحد بسنتين، و كان بين وقعة اُحد و مقدم النبي (صلّى اللَّه عليه و آله) المدينة سنتان و ستة أشهر و نصف، فولادته لأربع سنين و ستة أشهر و نصف من التاريخ، و بين اُحد و بدر سنة و نصف، وروي أنّها ولدته

في شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة، إنتهى

[كشف الغمة 2: 137، عنه البحار 44: 136 ح 4، و انظر أيضاً الذريّة الطاهرة للدولابي: 101 ح 93.]

و أمّا الحسين (عليه السّلام) فروى المجلسي (رحمه اللَّه) انّ الحسين (عليه السّلام) وُلِد عام الخندق يوم الخميس أو الثلاثاء لخمس خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة بعد أخيه الحسن (عليه السّلام) بعشرة أشهر و عشرين يوماً

[البحار 43: 237 ح 1.]

و قال في كشف الغمة: كان ولادته لخمس خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة، علقت فاطمة (عليهاالسّلام) به بعد أن ولدت أخاه الحسن (عليه السّلام) بخمسين ليلة، إنتهى

[كشف الغمة 2: 212، عنه البحار 44: 200 ح 19.]

و المشهور في مدّة حمله (عليه السّلام) أنّه ستة أشهر، و أنّه كان بينه و بين يحيى مشابهة في ذلك، و في المظلوميّة، و الشهادة، و إهداء رأسه إلى ظالم عتلّ زنيم مولود من الزنية، و غير ذلك من الاُمور الكثيرة المفصّلة في محلّها.

الثالث: زينب الكبرى، و كانت في الفصاحة، و البلاغة، و الزهد، و العبادة، و الفضل، و الشجاعة أشبه الناس بأبيها و اُمّها، و كان بعد شهادة الحسين (عليه السّلام) اُمور أهل البيت بل جميع بني هاشم قاطبة بيدها، و خطبها و مكالماتها مع يزيد و ابن زياد لعنهمااللَّه مشهورة مأثورة مذكورة في كتاب الإحتجاج و غيره، و كانت زوجة عبداللَّه بن جعفر، و كان لها منه ولدان استشهدا في الطف بين يدي الحسين (عليه السّلام).

الرابع: زينب الصغرى المكنيّة باُمّ كلثوم التي اختلف الأخبار فيها، ففي بعضها أنّ عمر بن الخطاب خطبها في أيّام خلافته فامتنع عليّ (عليه السّلام) من ذلك، فدعا عمر العباس عمّ النبي (صلّى اللَّه عليه و آله) فقال له: خطبت إلى ابن أخيك فردّني، فواللَّه لأعيدنّ زمزم، و لأنزعنّ منك السقاية، و لا أدع لكم مكرمة إلّا

هدمتها، و لاقيمنّ عليه شاهدين بأنّه سرق، و لأقطعنّ يمينه

[الكافي 5: 346 ح 2، و نحو البحار 42: 94 ح 22 عن الطرائف، و انظر الصراط المستقيم 3: 129، و العوالم 11: 987 ح 2، و الوسائل 14: 217 ح 2.]

و في خبر آخر قال له: احضر غداً في المسجد عند خطبتي للناس، فلمّا حضر قال عمر في آخر خطبته: أيّها الناس لو اطلع الخليفة على رجل منكم أنّه زنا بامرأة، و لم يكن هناك شهود فماذا كنتم تفعلون؟ قالوا: قول الخليفة حجّة لو أمر برجمه لرجمناه.

فسكت عمر ثم نزل فدعا العباس في خلوة و قال: رأيت الحال؟ قال: نعم، قال: واللَّه لو لم يقبل عليّ خطبتي لقلت غداً في خطبتي أنّ هذا الرجل عليّ فارجموه، فأتى العباس عليّاً (عليه السّلام) و أصرّ عليه في ذلك حتى حوّل عليّ (عليه السّلام) أنرها بيده، فزوّجها منه

[نحوه في الاستغاثة للكوفي 1: 78، عنه العوالم 11: 990 ح 6.] و في خبر آخر قيل للصادق (عليه السّلام) في ذلك قال: هو أوّل فرج غُصِبناه، و إنّ ذلك لم يكن أشدّ و أعظم و أفضح من غصب الخلافة

[راجع الكافي 5: 346 عنه البحار 42: 106 ح 34، و العوالم 11: 987 ح 1، والوسائل 14: 433 ح 2.]

و في بعضها أنّه ذكر ذلك الخبر عند الصادق (عليه السّلام) و كان متكئاً، فجلس و قال: سبحان اللَّه ما كان أميرالمؤمنين يقدر أن يحول بينه و بينها، كذبوا لم يكن ما قالوا، و إنّما عليّ لمّا أصرّ العباس عليه بذلك أرسل إلى جنّية من أهل نجران يهوديّة يقال لها: «سحيقة بنت جريرية» فأمرها فتمثّلت مثال اُمّ كلثوم، و حجبت الأبصار عن اُمّ كلثوم، و بعث بها إلى الرجل.

فلم تزل عنده حتى أنّه استراب بها يوماً فقال: ما في الأرض أهل بيت أسحر من بني هاشم، ثم أراد أن يظهر للناس فقتل، ثم أخذت الميراث و انصرفت إلى نجران، و أظهر أمير المؤمنين (عليه السّلام) اُمّ كلثوم حينئذٍ

[الخرائج 2: 825 ح 39، عنه البحار 42: 88 ح 16، و مدينة المعاجز 3: 202 ح 828، و العوالم 11: 1006.]

و بالجملة فعلى فرض صحّة الرواية السابقة لا قدح في ذلك لعليّ (عليه السّلام) و لو بملاحظة التقيّة، فإنّ الضرورات تبيح المحظورات، و كذلك بالنسبة إلى اُمّ كلثوم مع أنّ ظاهر الإسلام يوجب صحّة المناكحة، كما يشهد بذلك تزويج النبي (صلّى اللَّه عليه و آله) لعائشة و حفصة، و تزويجه عثمان لرقيّة و اختها

[قال الشيخ المفيد في المسائل السرويّة صفحة 86 (المجلد السابع من مجموعة مصنفات الشيخ المفيد): إنّ الخبر الوارد بتزويج أميرالمؤمنين (عليه السّلام) ابنته من عمر غير ثابت، و طريقه من الزبير ابن بكار، و لم يكن موثوقاً به في النقل، و كان متهماً فيما يذكره، و كان يبغض أميرالمؤمنين (عليه السّلام) و غير مأمون فيما يدّعيه على بني هاشم،... و الحديث بنفسه مختلف، فتارة يروي أنّ أميرالمؤمنين (عليه السّلام) تولّى العقد له على ابنته، و تارة يروي أنّ العباس تولّى ذلك عنه، و تارة يروي أنّه لم يقع العقد إلّا بعد وعيد من عمر و تهديد لبني هاشم، و تارة يروي أنّه كان عن إختيار و ايثار.

ثمّ انّ بعض الرواة يذكر أنّ عمر أولدها ولداً أسماه زيداً، و بعضهم يقول: أنّه قتل قبل دخوله بها، و بعضهم يقول: إنّ لزيد بن عمر عقباً، و منهم من يقول: انّه قتل و لا عقب له، و منهم من يقول: إنّه و اُمّه قتلا، و منهم من يقول: إنّ اُمّه بقيت بعده، و منهم من يقول: إنّ عمر أمهر اُمّ كلثوم أربعين ألف درهم، و منهم من يقول: مهرها أربعة آلاف درهم، و منهم من يقول: كان مهرها خمسمائة درهم، و بدوّ هذا الإختلاف فيه يُبطل الحديث، فلا يكون له تأثير على حال.]

الخامس: محسن، و كان قريباً بالوضع فسقط بصدمة عمر حين صدم الباب عليها، لمّا أراد إخراج عليّ (عليه السّلام) من بيته قهراً إلى المسجد ليبايع أبابكر بعد أن بويع بالخلافة.

و في الإحتجاج أنّ عمر أرسل قنفذاً مع جماعة كثيرة- و كان رجلاً فظّاً غليظاً جافياً من الطلقاء أحدّ بني تيم- فذهبوا إلى عليّ (عليه السّلام)، فاستأذنوا للدخول فلم يأذن عليّ (عليه السّلام)، فرجع أصحابه و جدل هو عند الباب، فأمرهم عمر بالرجوع و الدخول و إن لم يأذن عليّ، فلمّا رجعوا حرّجتهم

[أي ضيّق عليهم.] فاطمة أن يدخلوا البيت بغير إذن، فرجعوا إلى عمر فأخبروه، فقال: مالنا و للنساء.

ثمّ أمر اُناساً حوله فحملوا الحطب معه فجعلوه حول منزل عليّ (عليه السّلام)، ثمّ نادى عمر حتى أسمع عليّاً (عليه السّلام): واللَّه لتخرجنّ

و لتبايعنّ خليفة رسول اللَّه أو لأضرمنّ عليك، ثمّ رجع إلى أبي بكر خوفاً أن يخرج عليّ (عليه السّلام) بسيفه و قال لقنفذ: إن خرج و إلّا فاقتحم عليه، فإن امتنع فأضرم عليهم بيتهم ناراً.

فاقتحم قنفذ و أصحابه بغير إذن فأحاطوا بعليّ (عليه السّلام) و ضبطوه، و ألقوا في عنقه حبلاً، و حالت فاطمة (عليهاالسّلام) بين زوجها و بينهم عند باب البيت، فضربها قنفذ بالسوط على عضدها، و ألجأها إلى عضادة باب بيتها فدفعها، فكسر ضلعاً من جنبها و ألقت جنيناً من بطنها، فلم تزل صاحبة فراش حتى ماتت من ذلك شهيدة

[الإحتجاج 1: 210.]

و هذا أيضاً مستند إلى عمر، فلا ينافي هذه الرواية ما ورد انّ أوّل معاملة تعامل يوم القيامة هي معاملة المحسن مع عمر بن الخطاب، مع أنّ عمر صدمها ثانية في المسجد عند مطالبته فدك- كما يأتي إليه الإشارة- و في هذه المقامات تفصيلات لا تليق بالباب.

في نقش خاتمها و أدعيتها


و كان نقش خاتم الزهراء (عليهاالسّلام): «اللَّه وليّ عصمتي»، و قيل: كان خاتمها من الفضّة و نقشه: «نعم القادر اللَّه»، و قيل: «آمن المتوكلون»

[البحار 43: 9 ح 14، عن مصباح الكفعمي.]

و ذكروا أنّ لنقش هذه الكلمات في فصّ الخاتم تأثيراً عجيباً لدفع الأعداء، و حفظ الأموال و الأولاد و البدن عن شرّ الإنس و الجنّ و الأهرمن، و جميع المكاره و الآفات و الأسواء و البليّات.

و قيل: نقش خاتمها (عليهاالسّلام) نقش خاتم سليمان بن داود، و هو: «سبحان من ألجم الجنّ بكلماته».

و كان دعاؤها (عليهاالسّلام): «بسم اللَّه الرحمن الرحيم، يا حيّ يا قيّوم برحمتك أستغيث فأغثني، و لا تكلني إلى نفسي طرفة عين، و أصلح لي شأني كلّه»

[مهج الدعوات: 5، عنه العوالم 11: 299 ح 1، و نحوه مسند فاطمة للسيوطي: 2 ح 4.]

و دعاؤها المشهور بدعاء الحمّى ذكره في البحار على ما اُشير إليه سابقاً، و علّمته سلمان و هو هذا:

«بسم اللَّه الرحمن الرحيم، بسم اللَّه النور، بسم اللَّه نور النور، بسم اللَّه نور على نور، بسم اللَّه الذي هو مدبّر الاُمور، بسم اللَّه الذي خلق النور من النور، الحمدللَّه

الذي خلق النور من النور، و أنزل النور على الطور، في كتاب مسطور، في رقّ منشور، بقدر مقدور، على نبيّ محبور، الحمدللَّه الذي هو بالعزّ مذكور، و بالفخر مشهور، و على السرّآء و الضّرّآء مشكور، و صلّى اللَّه على سيّدنا محمّد و آله الطاهرين».

قال سلمان: تعلّمت هذا الدعاء و لقد علّمته أكثر من ألف نفس من أهل المدينة و مكّة ممّن بهم الحمّى، فبَرِئَ كلٌّ مِن مَرَضِهِ باذن اللَّه تعالى

[مهج الدعوات: 5، عنه البحار 43: 66 ح 59 دلائل الإمامة: 107 ح 35، و الخرائج 533:2 ح 9.]

وروى ابن طاووس هذين الدعاءين في باب حرز فاطمة.

وروي أنّه أصابت عليّاً (عليه السّلام) شدّة، فأتت فاطمةُ (عليهاالسّلام) رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) فقالت: يا رسول اللَّه ما طعام الملائكة عند ربنا؟ فقال: التحميد، فقالت: ما طعامنا؟ قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله): يا بنيّة و الذي نفسي بيده ما اقتبس في آل محمّد شهر ناراً، و اُعلّمك خمس كلمات علّمنيهنّ جبرئيل، قالت: يا رسول اللَّه ما الخمس الكلمات؟ قال: «يا ربّ الأوّلين و الآخرين، يا إله العالمين، يا ذا القوّة المتين، يا راحم المساكين، يا أرحم الراحمين».

فتعلّمتهنّ و رجعت، فلمّا أبصر بها عليّ (عليه السّلام) قال: بأبي و اُمّي ما وراءك يا فاطمة؟ قالت: ذهبت للدنيا و جئت بالدنيا و الآخرة، قال عليّ (عليه السّلام): خير أيّامك خير أيّامك

[الدعوات للراوندي: 47 ح 116، عنه البحار 43: 152 ح 10.]

و من جملة أدعيتها (عليهاالسّلام) ما علّمه إيّاها أبوها رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله)، قال ابن طاووس (رحمه اللَّه): و وجدنا أنّ رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) قال للزهراء (عليهاالسّلام): يا فاطمة ألا اُعلّمك دعاء لا يدعو به أحدٌ إلّا استجيب له، و لا يجوز فيك سحر و لا سمّ، و لا يشمت بك عدوّ، و لا يعرض لك الشيطان، و لا يعرض عنك الرحمن، و لا ينزع عنك نعمة، و لا يردّ لك دعوة، و يقضي حوائجك كلّها؟! قالت: يا أبة لَهذا أحبّ إليّ من الدنيا و ما فيها، قال: تقولين:

«يا أعزّ مذكور و أقدمه قدماً في العزّ و الجبروت، يا رحيم كلّ مسترحم، و مفزع كلّ ملهوف إليه، يا راحم كلّ حزين يشكو بثّه و حزنه إليه، يا خير من سُئل المعروف منه و أسرعه إعطاءً، يا من تخاف الملائكة المتوقّدة بالنور منه، أسألك بالأسماء التي تدعوك بها حملة عرشك، و من حول عرشك بنورك يسبّحون شفقة من خوف عقابك، و بالأسماء التي يدعوك بها جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل، إلّا أجبتني و كشفت يا إلهي كربتي، و سترت ذنوبي.

يا من يأمر بالصيحة في خلقه فإذا هم بالساهرة يُحشرون، و بذلك الإسم الذي أحييت به العظام و هي رميم، أحي قلبي، و اشرح صدري، و أصلح شأني، يا من خصّ نفسه بالبقاء، و خلق لبريّته الموت و الحياة و الفناء، يا من فعله قول، و قوله أمر، و أمره ماض على ما يشآء.

أسألك بالإسم الذي دعاك به خليلك حين اُلقى في النار فدعاك به فاستجبت له، و قلت: (يا نار كوني برداً و سلاماً على إبراهيم)، و بالإسم الذي دعاك به موسى من جانب الطور الأيمن فاستجبت له، و بالإسم الذي خلقت به عيسى بن مريم من روح القدس، و بالإسم الذي تبت به على داود، و بالإسم الذي وهبت به لزكريّا يحيى، و بالإسم الذي كشفت به عن أيّوب الضرّ، و تبت به على داود، و سخّرت به لسليمان الريح تجري بأمره و الشياطين، و علّمته منطق الطير، و بالإسم الذي خلقت به العرش، و بالإسم الذي خلقت به الكرسي، و بالإسم الذي خلقت به الروحانيّين، و بالإسم الذي خلقت به الجنّ و الإنس، و بالإسم الذي خلقت به جميع الخلق، و بالإسم الذي خلقت به جميع ما أردت من شي ء، و بالإسم الذي قدرت به على كلّ شي ء، أسألك بحقّ هذه الأسماء إلّا ما أعطيتني سؤلي، و قضيت حوائجي، يا كريم».

فإنّه يقال لك: يا فاطمة نعم نعم

[مهج الدعوات: 139، عنه البحار 95: 404 ح 35، و العوالم 11: 325، و انظر دلائل الإمامة: 72 ح 12.]

و من جملة أدعيتها (عليهاالسّلام) في حوائج الدنيا و الآخرة هذا الدعاء:

«اللَّهُمّ قنّعني بما رزقتني، و استرني و عافني أبداً ما أبقيتني، واغفر لي وارحمني إذا توفّيتني، اللَّهُمّ لا تعيني في طلب مالم تقدّره لي، و ما قدّرته عليّ فاجعله ميسّراً سهلاً، اللَّهُمّ كاف عنّي والديّ و كلّ من نعمه عليّ خير مكافاة، اللَّهُمّ فرّغني لما خلقتني له، و لا تشغلني بما تكفّلت لي به، و لا تعذّبني و أنا أستغفرك، و لا تحرمني و أنا أسألك، اللَّهُمّ ذلّل نفسي في نفسي، و عظّم شأنك في نفسي، و ألهمني طاعتك، و العمل بما يرضيك، و التجنّب ممّا يسخطك، يا أرحم الراحمين»

[مهج الدعوات: 141، عنه البحار 95: 406 ح 36، و العوالم 11: 328.]

و من جملة أدعيتها (عليهاالسّلام) للفرج من الحبس و الضيق، ما روي أنّ رجلاً كان محبوساً بالشام مدّة طويلة مضيّقاً عليه، فرأى في منامه كأنّ الزهراء (عليهاالسّلام) أتت فقالت له: اُدع بهذا الدعاء، فتعلّمه و دعا به فتخلّص و رجع إلى منزله، و هو:

«اللَّهُمّ بحقّ العرش و مَنْ علاه، و بحقّ الوحي و مَنْ أوحاه، و بحقّ النبي وَ مَنْ نبّاه، و بحقّ البيت و من بناه، يا سامع كلّ صوت، يا جامع كلّ فوت، يا بارئ النفوس بعد الموت، صلّ على محمّد و أهل بيته، و آتنا و جميع المؤمنين و المؤمنات في مشارق الأرض و مغاربها فرجاً من عندك عاجلاً بشهادة أن لا إله إلّا اللَّه، و إنّ محمداً (صلّى اللَّه عليه وآله) عبدك و رسولك (صلّى اللَّه عليه و آله) و على ذرّيّته الطيّبين الطاهرين و سلّم تسليماً»

[مهج الدعوات: 142، عنه البحار 95: 203 ح 36.]

و منها غير ذلك، و من جملة ما اختصّ بها (عليهاالسّلام) التسبيح المشهور بتسبيح الزهراء، المؤكّد عقيب الصلاة و عند النوم، كما اُشير إلى كيفيّته بالتكبير أوّلاً ثم تقديم الحمد على التسبيح أو بالعكس، و في بعض الأخبار التسبيح أوّلاً ثمّ التحميد ثمّ التكبير، و الأصل هو التكبير أوّلاً ثمّ التسبيح ثمّ التحميد.

و قد مرّ أنّها مائة في الحساب و ألف في الميزان، و انّ من قالها صبيحة كلّ يوم

كفاه اللَّه ما أهمّه من أمر الدنيا و الآخرة، و لقد أعطاها النبي (صلّى اللَّه عليه و آله) ذلك حين طلبت الخادمة منه، فأمرها بذلك، و أنّه خيرٌ ممّا طلبته على ما مرّ تفصيله.

و عن الباقر (عليه السّلام): ما عُبداللَّه بشي ء من التمجيد أفضل من تسبيح فاطمة (عليهاالسّلام)، و لو كان شي ء أفضل منه لنحله رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) لها

[الكافي 3: 343 ح 14، عنه البحار 43: 64 ح 56، و الوسائل 4: 1024 ح 1، و نحوه في التهذيب 2: 105 ح 166، العوالم 11: 288 ح 19.]

و مراده (عليه السّلام) أنّ فاطمة كانت أحبّ الأشياء عنده و أعزّها، فتخصيصها (عليهاالسّلام) بالتسبيح المسطور دليل على كون التسبيح المذكور عنده في غاية درجات الشرف و الفضيلة.

و عن الصادق (عليه السّلام): تسبيح فاطمة (عليهاالسّلام) في كلّ يوم في دبر كلّ صلاة أحبّ إليّ من صلاة ألف ركعة في كلّ يوم

[الكافي 3: 343 ح 15، و في البحار 85: 331 ح 9، الوسائل 4: 1024 ح 2، و كشف الغمة 2: 99، و التهذيب 2: 105 ح 399، و مكارم الأخلاق: 281.]

و عنه (عليه السّلام): من سبّح تسبيح فاطمة (عليهاالسّلام) قبل أن يثني رجليه من صلاة الفريضة غفر اللَّه له، و يبدأ بالتكبير

[قرب الاسناد: 4 ح 11، عنه البحار 85: 328 ح 2، و في الكافي 3: 342 ح 6، و مكارم الأخلاق ص: 281، و الوسائل 4: 1022 ح 6، و ثواب الأعمال: 196 ح 4، العوالم 11: 289 ح 23 و كشف الغمة 2: 99، و التهذيب 2: 105 ح 395.]

و كانت صلاتها المخصوصة بها انتساباً صلاتين مندوبتين، إحداهما: ركعتان يُقرأ في كلّ ركعة بعد الحمد سورة التوحيد مرّتين، و الثانية: ركعتان أيضاً يُقرأ في الركعة الأولى بعد الحمد سورة القدر مائة مرّة، و في الثانية سورة التوحيد مائة مرّة، و يُقرأ بعد الفراغ على كلّ تقدير التسبيح الآخر المشهور بتسبيح الزهراء، و هو أقلّ شهرة من الأوّل المذكور، و هو هذا:

/ 83