لمعة البیضاء فی شرح خطبة الزهراء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

لمعة البیضاء فی شرح خطبة الزهراء - نسخه متنی

محمد علی بن احمد القراچه داغی التبریزی الانصاری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




و وجه اختصاص تولّدها بتلك الساعة لعلّه أن تكون مستورة عن عيون الأجانبة، و بها (عليهاالسّلام) فسّر قوله تعالى: «إنّا أنزلناه في ليلة مباركة إنّا كنّا منذرين- فيها يفرق كلّ أمر حكيم»


[الدخان: 3 و 4.] أي إنّا أنزلنا نور فاطمة (عليهاالسّلام) في ليلة الجمعة، أو أنزلنا نور الإمامة في فاطمة الزهراء (عليهاالسّلام)، و هي الليلة المباركة، فالضمير في «إنّا أنزلناه» راجع إلى نور الإمامة، و لذا ورد استحباب قراءة سورة القدر عشر مرّات في تلك الساعة من كلّ ليلة خصوصاً ليلة الجمعة، و ليلة القدر أيضاً هي تلك الليلة المباركة.


وروي أنّه لمّا حان وقت حملها نزل جبرئيل بأمر اللَّه تعالى، فأمر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله) أن يترك المخالطة مع الناس، و يختار الخلوة و العزلة، و يشتغل بعبادة اللَّه سبحانه، و لا يأكل من طعام أهل الدنيا و لو لقمة، و لا يشرب من مياههم ولو جرعة، بل يكون صائماً أبداً و يفطر برطب الجنّة أو تينها أو تفّاحها، إلى أن انعقد النطفة من طعام الجنّة بعد أن تكوّن أصل تلك النطفة في ليلة الاسراء بأكل هذه الطيّبات، على ما مرّ في تسميتها بالإنسيّة الحوراء.


و في الليلة المتمّمة للأربعة قارب (صلّى اللَّه عليه و آله) مع خديجة اُمّ المؤمنين قبل عشاء الآخرة، فانعقد تلك النطفة الطيّبة النوريّة، فولدتها بعد تسعة أشهر من الحمل في متمّم العشرين من جمادي الآخرة، و كان حملها و ولادتها بمكّة في دار خديجة، و هي دار كريمة معروفة نزلت فيها حوّاء و مريم و آسية مع جمع كثير من الملائكة.


كما ورد في الرواية المبيّنة لكيفية ولادتها التي رواها الصدوق في أماليه عن المفضّل بن عمر حيث قال: قلت لأبي عبداللَّه (عليه السّلام): كيف كان ولادة فاطمة (عليهاالسّلام)؟ فقال: نعم، إنّ خديجة لمّا تزوّج بها رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) هجرتها نسوة مكة، فكنّ لا يدخلن عليها و لا يسلّمن عليها، و لا يتركن امرأة تدخل عليها.


فاستوحشت خديجة لذلك، و كان جزعها و غمّها حذراً عليه، فلمّا حملت بفاطمة كانت فاطمة تحدّثها من بطنها و تصبّرها، و كانت تكتم ذلك من رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله)، فدخل رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) يوماً فسمع خديجة تحدّث فاطمة فقال لها: يا خديجة من تحدّثين؟ قالت: الجنين الذي في بطني يحدّثني و يؤنسني.


قال (صلّى اللَّه عليه و آله): يا خديجة هذا جبرئيل يخبرني- أو قال: يبشّرني- انّها اُنثى و أنّها النسلة الطاهرة الميمونة، و انّ اللَّه تبارك و تعالى سيجعل نسلي منها، و سيجعل من نسلها أئمة و يجعلهم خلفائه في أرضه بعد انقضاء وحيه.


فلم تزل خديجة على ذلك إلى أن حضرت ولادتها، فوجّهت إلى نسآء قريش و بني هاشم: أن تعالين لتلين منّي ما تلى النسآء من النسآء، فأرسلن إليها: أنت عصيتنا و لم تقبلي قولنا، و تزوّجت محمّداً يتيم أبي طالب فقيراً لا مال له، فلسنا نجي ء و لا نلي من أمرك شيئاً.


فاغتمّت خديجة لذلك، فبينا هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة سمر طوال كأنّهنّ من نسآء بني هاشم، ففزعت منهنّ لمّا رأتهنّ، فقالت إحداهنّ: لا تحزني يا خديجة فانّا رسل ربّك إليك، و نحن أخواتك، أنا سارة، و هذه آسية بنت مزاحم و هي رفيقتك في الجنة، و هذه مريم بنت عمران، و هذه كلثوم اُخت موسى بن عمران- و في رواية اُخرى: صفوراء بنت شعيب زوجة موسى- بعثنا اللَّه إليك لنلي منك ما تلي النسآء من النسآء.


فجلست واحدة عن يمينها، و اُخرى عن يسارها، و الثالثة بين يديها، و الرابعة من خلفها، فوضعت فاطمة طاهرة مطهرة.


فلمّا سقطت إلى الأرض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة، و لم يبق في مشرق الأرض و لا في مغربها موضع إلّا أشرق فيه ذلك النور، و دخل عشر من الحور العين مع كلّ واحدة منهنّ طست من الجنة و ابريق من الجنة، و في الابريق ماء من الكوثر، فتناولته المرأة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء الكوثر،


و أخرجت خرقتين بيضاوتين أشدّ بياضاً من اللبن، و أطيب ريحاً من المسك و العنبر، فلفتها بواحدة و قنّعتها بالثانية.


ثمَّ استنطقتها فنطقت فاطمة (عليهاالسّلام) بالشهادتين و قالت: «أشهد ان لا إله إلّا اللَّه، و أنّ أبي رسول اللَّه سيد الأنبياء، و أنّ بعلي سيد الأولياء، و ولدي سادة الأسباط» ثمّ سلّمت عليهنّ و سمّت كلّ واحدة باسمها، و أقبلن يضحكن إليها، و تباشرت الحور العين، و بشر أهل السماء بعضهم بعضاً بولادة فاطمة، وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك، و قالت النسوة: خذيها يا خديجة طاهرة مطهرة، زكيّة ميمونة، بورك فيها و في نسلها.


فتناولتها فرحة مستبشرة، و ألقمتها ثديها فدرّ عليها، فكانت فاطمة تنمي في اليوم كما ينمي الصبي في الشهر، و تنمي في الشهر كما ينمي الصبي في السنة


[أمالي الصدوق: 475 ح 1 مجلس 87، عنه البحار43: 2 ح 1، و العوالم11: 55 ح 1، و روضة الواعظين: 143 و الخرائج 2: 524 ح 1، و الثاقب في المناقب: 286 ح 245، و العدد القوية 222 ح 15، و دلائل الإمامة: 76 ح 17، و قطعة منه في المناقب لابن شهرآشوب 3: 340.]


و في رواية اُخرى: تنمي في اليوم كالجمعة، و في الجمعة كالشهر


[دلائل الإمامة: 81 ح 21، عنه البحار 43: 9 ح 16.]، إلى آخر الحديث، و كانت (عليهاالسّلام) قبل أن تتولّد بثلاثة أشهر تتكلَّم في بطن اُمّها خديجة، و كانت تسلّيها ممّا كانت تلومها عليه نساء مكّة من تزوّجها بمحمّد (صلّى اللَّه عليه و آله) يتيم أبي طالب و نحو ذلك، و قد كانت تتلو من القرآن سوراً عديدة لها.


و نقل عن خديجة أنّها قالت: لمّا انعقد نطفة فاطمة (عليهاالسّلام) في رحمي ظهر فيّ نور و صفاء طويّة و طينة ارتفع به حجب السماوات و الأرضين عن نظري، و لم يبق شي ء خفيّاً عنّي و مستوراً عن بصري، فلمّا وضعتها زالت عنّي تلك الحالة.


في فضائل خديجة



و كانت خديجة اُمّها معروفة بالنجابة و البهاء و الجلالة، و أحبّ النساء عند


رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله)، و كانت أنيسه و مونسه عند الشدائد و المحن، و بذلت أموالاً كثيرة في مصارف ختم الأنبياء.


و هي أوّل من آمن برسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) من النساء، و قد نزل جبرئيل إلى النّبيّ عليه الصلاة و السلام مراراً عديدة بالسلام من اللَّه السلام على خديجة (عليهاالسّلام)، و كانت تقول في جواب كلّ سلام: إنّ اللَّه هو السلام، و منه السلام، و إليه يعود السلام، و على جبرئيل السلام، و عليك يا رسول اللَّه الصلاة والسلام


[نحوه في تفسير العياشي 2: 279 ح 12، عنه البحار 7:16 ح 11، و في تفسير البرهان 401:2.]


و هذا من كمال فضلها و فضل كمالها، حيث كانت هي عارفة فطنة عاقلة عالمة بأنّه لا يصحّ السلام على اللَّه سبحانه، و قد مرّت الإشارة إلى جملة من فضائلها (عليهاالسّلام)، و إلى أنّ سيّدة نساء أهل الجنّة أربعة: خديجة بنت خويلد، و فاطمة بنت محمّد (صلّى اللَّه عليه و آله)، و مريم بنت عمران، و آسية بنت مزاحم. وروي أنّهما رفيقتا خديجة في الجنّة، و هما أيضاً من جملة أزواج النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله) فيها، وروى كلثوم اُخت موسى بن عمران (عليهاالسّلام) أيضاً معهما.


و كانت خديجة سلام اللَّه عليها تزوّجت قبل رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) بزوجين، أوّلهما عتيق بن العائد المخزومي، و ولدت منه بنتاً واحدة و هي اُمّ محمد بن صفيّ المخزومي، ثمَّ تزوّجت هند بن زرارة التيمي و ولدت منه هند بن هند، و لذا كانت كنيتها اُمّ هند


[هناك من يذهب إلى أنّ خديجة سلام اللَّه عليها كانت بكراً لم تتزوّج بأحد قبل رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله)، راجع لمزيد الإطلاع إلى كتاب (بنات النّبيّ اُم ربائبه) تأليف العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي، و يؤيّد ذلك ما روي في كتاب المناقب لابن شهرآشوب 1: 159 حيث قال: و روى أحمد البلاذري، و أبوالقاسم الكوفي في كتابيهما، و المرتضى في الشافي، و أبوجعفر في التلخيص: انّ النبي (صلّى اللَّه عليه و آله) تزوّج بها (أبي خديجة) و كانت عذراء، و يؤكّد ذلك ما ذكر في كتابي الأنوار و البدع: انّ رقية و زينب كانتا ابنتي هالة اخت خديجة.]


ثمَّ تزوّجت برسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) و قد مضى من عمرها الشريف أربعون سنة، أو ستة و عشرون، أو ثمانية و عشرون على الخلاف و الإختلاف، و النّبي (صلّى اللَّه عليه و آله) يومئذٍ ابن خمس و عشرين سنة.


و كانت هي تحبّه حبّاً شديداً، و كانت تُنشى ء الأشعار في اظهار المحبّة للنبي المختار (صلّى اللَّه عليه و آله)، و من أشعارها التي أنشأتها فيه على ما ذكره في المقامع، قولها سلام اللَّه عليها:




  • أيا ريح الجنوب لعلّ علماً
    و لولا حمّلوك إليّ منهم
    و حقّ ودادكم انّي كتوم
    أراني اللَّه وصلكم قريباً
    فيوم من فراقكم كشهر
    و شهر من وصالكم كدهر



  • من الأحباب يطفي بعض حرّي
    سلاماً أشتريه ولو بعمري
    و انّي لا أبوح لكم بسرّي
    فكم يسر أتى من بعد عسر
    و شهر من وصالكم كدهر
    و شهر من وصالكم كدهر




و منها أيضاً:




  • يا سعد إن جزت بوادي الأراك
    و استفت غزلان النقاء سائلاً
    و إن ترى ركباً بوادي الحمى
    نعم سروا و استصحبوا مهجتي
    ما فيّ من عضو و لا مفصل
    أوعدتني بالهجر بعد الوفاء
    فاحكم بما شئت و ما ترتضي
    فالقلب ما يرضيه إلّا رضاك



  • أنشد قلباً ضاع منّي هناك
    هل لأسير الحبّ منهم فكاك
    سائلهم عنّي و من لي بذاك
    الآن عيني تشتهي أن تراك
    إلّا و قد ركب فيه هواك
    فأين الوفاء حتى تجازي بذاك
    فالقلب ما يرضيه إلّا رضاك
    فالقلب ما يرضيه إلّا رضاك



[مقامع الفضل: 230/ غسه، و انظر أيضاً أسرار الشهادة: 319.







و كانت هي أوّل من آمن برسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) من النساء، و صدّقت بما جاء به النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله) عن اللَّه تعالى، و وازرته على أموره بعد البعثة بل في كلّ حالة، فخفّف اللَّه تعالى بذلك عن النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله) كلّ شديدة.


و كان (صلّى اللَّه عليه و آله) لا يسمع شيئاً يكرهه من ردٍّ عليه و تكذيبٍ و غير ذلك ممّا كان يصدر من جهّال قومه من جهة الإيذاء له، فيحزنه ذلك إلّا فرج اللَّه عنه ذلك إذا رجع إليها، حيث كانت تثبّته و تخفّف عنه، و تهوّن عليه أمر الناس، و كانت على هذه الحالة حتى اختارت الدار الآخرة في السنة العاشرة من البعثة بعد ثلاثة أيّام من فوت أبي طالب (عليه السّلام).


و تفاصيل هذه الأمور موكولة إلى محلّها، و الغرض هنا مجرّد الإشارة إليها و التنبيه عليها، ليكون الناظر في هذا الكتاب على بصيرة في الجملة.


في تاريخ ولادة الزهراء و مدّة عمرها



و بالجملة فالمشهور انّ فاطمة (عليهاالسّلام) تولّدت بمكّة ليلة الجمعة في الساعة الأخيرة منها بخمس سنين بعد البعثة، و أقامت مع أبيها ثماني سنين بمكة، ثم هاجرت (عليهاالسّلام)- بعد الهجرة- إلى المدينة، و أقامت فيها مع أبيها عشر سنين، و مع عليّ (عليه السّلام) بعد وفاة أبيها مدّة قليلة اختلف في تعيين قدرها كما ستجي ء إليه الإشارة، و زوّجها عليّ (عليه السّلام) بعد مقدمها المدينة بسنتين في اليوم الأوّل من ذي الحجة أو غيره على ما يأتي.


و قُبض النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله) و لها ثماني عشر سنة بلا زيادة و نقيصة، أو مع نقيصة سبعة عشر يوماً، أو ثلاثة و ثمانين يوماً، أو مع زيادة سبعة أشهر، أو ما دونها.


و اختلف في مدّة عمرها بعد النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله) أنّها ثمانية أشهر، أو سبعة أشهر، أو أربعة أشهر، أو ثلاثة أشهر، أو مائة يوم، أو خمسة و سبعون يوماً، أو إثنان و سبعون، أو شهران، أو خمسة و أربعون، أو أربعون.


و قال جماعة: عمرها (عليهاالسّلام) على التحقيق ثماني عشر سنة و أربعون يوماً، منها ثماني سنة قبل الهجرة و عشرة بعد الهجرة، و الباقي بعد وفاة رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله).


و قال آخرون: الأصحّ أنّ عمرها ثماني عشر سنة إلّا سبعة عشر يوماً، فسبع


سنين و تسعة أشهر في مكة قبل الهجرة، و عشر سنين إلّا يومين بعد الهجرة، و خمسة و سبعون يوماً بعد وفاة أبيها، و بالجملة عمرها (عليهاالسّلام) ثمانية عشر سنة بزيادة في الجملة أو نقيصة كذلك.


وروي أنّه لما هاجر النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله) من مكّة إلى المدينة و ابتنى بها مسجداً، و علت كلمته، و اعتلى علمه و حكمته، و تحدّث به الملوك و الشرّاف، و خاف نقمة سيفه الأكابر و الأشراف، هاجرت فاطمة (عليهاالسّلام) مع أميرالمؤمنين و نساء المهاجرين إلى المدينة، و كانت عائشة فيمن هاجر مع فاطمة (عليهاالسّلام)، فقدمت هي المدينة و كان النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله) قد تزوّج في أوّل دخوله المدينة سودة بنت زمعة، و نقل فاطمة (عليهاالسّلام) بعد الورود في المدينة إلى حجرة زمعة، ثمَّ تزوّج اُمّ سلمة و نقل فاطمة (عليهاالسّلام) من عند زمعة إلى حجرة اُمّ سلمة لتربّيها و تنظر إلى أمرها.


قالت اُمّ سلمة: تزوّجني رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) و فوّض إليّ أمر ابنته فاطمة(عليها السّلام)، فكنت اُءدّبها، و كانت واللَّه آدب منّي و أعرف بالأشياء كلّها


[دلائل الإمامة: 81 ح 21، عنه البحار 43: 9 ح 16، و العوالم 11: 61 ح 1.]


تتميم: (في خصائصها و بعض معجزاتها)



و كان لها خصائص و معجزات مفصّلة في مواضعها، و قد أشرنا إلى بعضها فيما مرّ، و ذلك مثل كونها بعد ولادتها تنشأ في اليوم كالجمعة، و في الجمعة كالشهر، و في الشهر كالسنة، و مثل تنوّر جمالها، و ظهور نور وجهها كلّ يوم لعليّ (عليه السّلام) ثلاث مرّات، على ما مرّ تفصيله في وجه تسميتها (عليهاالسّلام) بالزهراء.


و انّها كانت أبداً بتولاً عذراء، و كان ثدياها طويلين بحيث كانت تلقيهما من أعلى كتفيها على عقبها، و ترضع أولادها من وراء ظهرها، على ما ذكر بعضهم ذلك مسنداً إلى الرواية


[أقول: هذا كلام غريب لا يقبله العقل السليم.]


و كانت تدعو في أدعية صلاة الليل أوّلاً لجيرانها ثم لنفسها، فسألها الحسن (عليه السّلام) في ذلك فقالت: يا بنيّ الجار ثم الدار


[علل الشرائع: 181 ح 1، عنه البحار 43: 81 ج3، و العوالم 11: 915 ح 182.]


و كانت (عليهاالسّلام) معصومة مع عدم الإمامة، ذات معجزات و كرامات مع عدم النبوة و الإمامة، و كانت من أهل العباء و الكساء و المباهلة، و قد عُقِدَ عَقْدُ تزويجها في السماء على ما يأتي إليه الإشارة، و كانت تكلّمها الملائكة و تحدّثها.


و هي اُمّ الأئمّة النقباء النجباء، و أنجب الورى من بين النساء، ساطعاً عطر الجنة ورائحتها من بين ثدييها، و رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) كان يمسّ وجهه لما بين ثدييها كلّ يوم و ليلة يشمّها و يلتذّ من إستشمامها، و لذا كانت تسمّى ريحانة نفس النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله) و مهجتها و بهجتها.


و يختصّ بها التسبيح المشهور بتسبيح فاطمة الزهراء مع فضائله المشهورة على ما سنذكره، و هو مستحبّ مؤكّد عند النوم، و بعد الصلاة المفروضة اليوميّة، و كانت تكلّم مع اُمّها في بطنها، و امتلأت الأرض حين ولادتها من الأزهار و الرياحين و غيرها، و تنوّر جميع الموجودات من نورها حين ولادتها.


و كانت إذا اشتغلت ببعض الأمور حين الحاجة إلى الرحى و الإشتغال بها تحرّك الرحى التي في دارها بلا محرّك، و الحنطة تطرح في الرحى بنفسها


[راجع الخرائج: 530 ح 6، عنه البحار 43: 28 ح 33، و العوالم 11: 191 ح 1.]]، و قد كانت تدخل يدها في قدر الطعام حين الغليان و تقلّبها كالمغرفة


[الثاقب في المناقب: 293 ح 1، عنه العوالم 11: 197 ح 2.]


و أتى إليها في محرابها المائدة من الجنّة مراراً عديدة كمريم في موارد متعدّدة مفصّلة في الأخبار المأثورة، و كانت تجعل رغيفين مع قطعة لحم في طرف، و تظهر منه طعاماً معطّراً يشبع الخلق الكثير مع بقائه على حالته.


و ظهرت لها (عليهاالسّلام) أربع جوار من الجنّة: سلمى لسلمان، و ذرّة لأبي ذر، و مقدودة لمقداد، و عمارة لعمّار- كما ورد في الأخبار- أظهرت لسلمان من


رطب الجنّة و لم يكن له نواة، و علّمته دعاء الحمى الذي أوّله «بسم اللَّه النور»


[مهج الدعوات: 5، عنه البحار 43: 66 ح 59، و الخرائج 2: 533 ح 9، و الثاقب في المناقب: 297 ح 253.] كما سيذكر، و قد اشتفى به أكثر من ألف نفر بالمدينة.


و كانت (عليهاالسّلام) تغلي القدر بلانار


[الثاقب في المناقب: 301 ح 1، عنه العوالم 11: 197 ح 1.]، و تلألأ من كسائها النور لمّا رهنته عند اليهودي، حتى أشرق نوره على الحيطان و الجدران، و أسلم جماعة كثيرة من هذه الجهة


[الثاقب في المناقب: 301 ح 2، و في الخرائج 2: 537 ح 13، و العوالم 11: 228 ح 1.]


و انّها أتت إليها من جانب اللَّه سبحانه بوساطة جبرئيل عشرة أنواع من حلل الجنّة، و عشرة قطعة من حليّها مع مسند و تاج و خدمة في مجلس سرور استدعاها إليه نساء المنافقين بقصد الإستهزاء في السخريّة، فتحيّرت الفرقة الحاضرة و آمنوا من جهة هذه الكرامة الزاهرة، إلى غير ذلك من العلامات الظاهرة، و الإمارات الباهرة


[الخارئج 2: 538 ح 14، عنه البحار 43: 30 ح 37، و العوالم 11: 229 ح 3.]


عقد مفصّل بالشذور في عقد النور من النور:



إعلم أنّ تزويج فاطمة من عليّ (عليهماالسّلام) كان في أوّل يوم من ذي الحجة، أو اليوم السادس منه لاختلاف الروايات، و زفافها في الليلة الحادية والعشرين من المحرّم سنة ثلاث من الهجرة، و قيل: لأيّام خلت من شوّال بعد وفاة اُختها رقيّة زوجة عثمان بستة عشر يوماً حين رجع النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله) من غزوة بدر.


وروي زواجها في رمضان و زفافها في ذي الحجة في السنة الثانية من الهجرة، و في رواية اُخرى أنّ زواجها في السماء كان في ليلة أربعة و عشرين من رمضان، و في الأرض بأربعين يوماً بعد ذلك و زفافها في ذي الحجة، أو أنّ زواجها في الأرض كان في النصف من رجب و زفافها في ذي الحجة، أو أنّ زواجها في السماء في رجب و في الأرض في رمضان، و زفافها في ذي الحجة.


في خطبتها



و قد كان خطب فاطمة (عليهاالسّلام) جماعة كثيرة من أعيان العرب و وجوهها، و سلاطين الأطراف و ملوكها، فخابوا ممّا أملوا و لم يصلوا إلى ما طلبوا، كما خطبها أيضاً أبوبكر و عمر و غيرهما من الصحابة.


و كان (صلّى اللَّه عليه و آله) يجيب كلّ أحد و يردّ كلّ خاطب بنوع من الرد، فكان يقول: إنّ أمر فاطمة إلى ربّها، أو أنّها صغيرة ليس أوان نكاحها، أو نحو ذلك


/ 83