لمعة البیضاء فی شرح خطبة الزهراء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

لمعة البیضاء فی شرح خطبة الزهراء - نسخه متنی

محمد علی بن احمد القراچه داغی التبریزی الانصاری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


تزعمان ان ابابكر فيها ظالم فاجر، ثم قال لما ذكر نفسه: و انتما تزعمان انى فيها ظالم فاجر، فاذا كانا يزعمان ذلك فكيف يزعم هذا الزعم مع كونهما يعلمان ان رسول الله (صلى الله عليه و آله) قال (لا اورث) ان هذا لمن اعجب العجائب.

و لو لا ان هذا الحديث- اعنى حديث خصومة العباس و على (عليه السلام) عند عمر- مذكور فى الصحاح المجمع (عليها) لما اطلت العجب من مضمونه، اذ لو كان غير مذكور فى الصحاح لكان بعض ما ذكرناه يطعن فى صحته، و انما الحديث فى الصحاح لا ريب فيه.

[شرح النهج 16: 226.]

و روى عن عكرمة، عن مالك بن اوس بن الحدثان قال: جاء العباس و على الى عمر فقال العباس: اقض بينى و بين هذا الكذا و كذا (اى يشتمه)، فقال الناس: افصل بينهما، فقال: لا افصل بينهما قد علما ان رسول الله قال: لا نروث ما تركناه صدقة.

[شرح النهج 16: 226، و اثبتنا ما بين المعقوفتين من المصدر.]

قلت: و هذا ايضا مشكل لانهما حضرا يتنازعان لا فى الميراث، بل فى ولاية صدقة رسول الله (صلى الله عليه و آله) ايهما يتولاها عمالة لا ارثا، و على هذا كانت الخصومة، فهل يكون جواب ذلك قد علما ان رسول الله (صلى الله عليه و آله) قال: لا نورث؟

[المصدر نفسه.]

و روى ايضا عن ابى البحترى قال: جاء العباس و على الى عمر و هما يختصمان، فقال عمر لطلحة و الزبير و عبدالرحمن و سعد: انشدكم بالله اسمعتم رسول الله يقول: كل مال نبى فهو صدقة الا ما اطعمه اهله انا لا نورث؟ فقالوا: نعم.

قال: و كان رسول الله يتصدق به و يقسم فضله، ثم توفى فوليه ابوبكر سنتين يصنع فيه ما كان يصنع رسول الله، و انتما تقولان انه كان بذلك خاطئا، و كان بذلك ظالما و ما كان بذلك راشدا، ثم وليته بعد ابى بكر فقلت لكما: ان شئتما قبلتكماه

على عمل رسول الله و عهده الذى عهد فيه، فقلتما: نعم، و جئتمانى الآن تختصمان يقول هذا اريد نصيبى من ابن اخى، و يقول هذا اريد نصيبى من امراتى، والله لا اقضى بينكما الا بذلك.

[شرح النهج 16: 227.]

قلت: و هذا ايضا مشكل لان اكثر الروايات انه لم يرو هذا الخبر الا ابوبكر وحده، ذكر ذلك اعظم المحدثين حتى ان الفقهاء فى اصول الفقه اطبقوا على ذلك فى احتجاجهم بالخير برواية الصحابى الواحد، حيث قال شيخنا ابوعلى: لا يقبل فى الرواية الا رواية اثنين كالشهادة.

فخالفه المتكلمون و الفقهاء كلهم، و احتجوا بقول رواية ابى بكر وحده (نحن معاشر الانبياء لا نورث) حتى ان بعض اصحاب ابى على تكلف لذلك جوابا فقال: قد روى ان ابابكر يوم حاج فاطمة (عليهاالسلام) قال: انشدالله امرء سمع من رسول الله فى هذا شيئا، فروى مالك بن اوس بن الحدثان انه سمعه من رسول الله، و هذا الحديث السابق ينطق بانه استشهد عمر طلحة و الزبير و عبدالرحمن و سعدا فقالوا: سمعناه من رسول الله (صلى الله عليه و آله)، فاين كانت هذه الروايات ايام ابى بكر، و ما نقل ان احدا من هؤلاء يوم خصومة فاطمة و ابى بكر روى من هذا شيئا.

[المصدر نفسه.]

و روى ايضا عن مالك بن اوس بن الحدثان قال: سمعت عمر و هو يقول للعباس و على و عبدالرحمن و الزبير و طلحة: انشدكم الله هل تعلمون ان رسول الله قال: انا معاشر الانبياء لا نروث ما تركناه صدقة؟ قالوا: اللهم نعم، قال: انشدكم الله هل تعلمون ان رسول الله يدخل فى فيئة اهله السنة من صدقاته ثم يجعل ما بقى فى بيت المال؟ قالوا: اللهم نعم.

فلما توفى رسول الله قبضها ابوبكر فجئت يا عباس تطلب ميراثك من ابن اخيك، و جئت يا على تطلب ميراث زوجتك من ابيها، و زعمتما ان ابابكر كان

فيها خائنا فاجرا، والله لقد كان فيها مطيعا تابعا للحق، ثم توفى ابوبكر فقبضتها فجئتما تطلبان ميراثكما، اما انت يا عباس فتطب ميراثك من ابن اخيك، و اما على فيطلب ميراث زوجته من ابيها، و زعمتما انى فيها خائن و فاجر والله يعلم انى فيها مطيع تابع للحق، فاصلحا امركما و الا والله لم ترجع اليكما، فقاما و تركا الخصومة و امضيت الصدقة.

[شرح النهج 16: 229.]

و عن مالك بنحوه و قال فى آخره: فغلب على عباسا عليها، فكانت بيد على (عليه السلام)، ثم بيد الحسن، ثم بيد الحسين، ثم على بن الحسين، ثم الحسن بن الحسن، ثم زيد بن الحسن.

[المصدر نفسه.]

قلت: و هذا الحديث يدل صريحا على انهما جاءا يطلبان الميراث لا الولاية، و هذا من المشكلات لان ابابكر حسم المادة اولا و قرر عند العباس و على و غيرهما ان النبى (صلى الله عليه و آله) لا يورث، و كان عمر من المساعدين له على ذلك، فكيف يعود العباس و على بعد وفاة ابى بكر يحاولان امرا قد كان قد فرغ منه و يئس من حصوله، اللهم الا ان يكونا ظنا ان عمر ينقض قضاء ابى بكر فى هذا المسالة، و هذا بعيد لان عليا و العباس كانا فى هذه المسالة يتهمان عمرا بموالاة ابى بكر على ذلك، الا تراه يقول: نسبتمانى و نسبتما ابابكر الى الظلم و الخيانة، فكيف يظنان انه ينقض قضاء ابى بكر و توريثهما؟

[المصدر نفسه.]

انتهى ما ذكره ابن ابى الحديد من روايات ابى بكر الجوهرى مع ما علقه عليها فى بعض الموارد- على ما مرت اليه الاشارة-.

و هذه الاخبار المذكورة فى المقامين نبذة يسيرة من الاخبار الواردة من طرق الخاصة و العامة فى المسالتين، و هذه الجملة كافية فيما نحن بصدده من تمهيد المقدمة بذكر ما يحتاج اليه عند بيان مسالتى المخاصمة.

و اذا عرفت ما مرت اليه الاشارة فاعلم انه لابد هنا فى تنقيح المرام و توضيح المقام من ايراد فصلين، يتضح فى الاول منهما مسالة هى من فروع الاصول، و فى الثانى مسالة منحلة الى مسالتين من اصول الفروع، يتبين بهما حقيقة الحال فى هذا المجال، و ينكشف عن وجه المرام ستر الاشكال، و ان استبق السلف فى هذا الميدان، و لم يقصروا فى التسابق الى قصب البيان و التبيان، و لم يتركوا مجالا لجائل و لا مقالا لقائل، الا انا ايضا نقتفى على آثارهم، و نقتبس من انوارهم، ليكون الناظر فى كتابنا هذا على بصيرة من حقيقة الحال، خبيرا بما قيل هنا او يقال من وجوه المقال، و على الله استعين انه خير معين.

الفصل الاول


اما الفصل الاول المشتمل على تحقيق الحال فى المسالة الاصولية، فالكلام فيه مبتن على مقدمات خمسة.

الاولى: انه قد تقرر بالادلة العقلية و النقلية ان رسول الله (صلى الله عليه و آله) انما كان رسولا صادقا مصدقا امينا، ما يقول كذبا و لا فندا، و لا يفترى على الله ابدا، و لقد اقسم الله تعالى بالنجم اذا هوى انه: (ما ضل صاحبكم و ما غوى و ما ينطق عن الهوى ان هو الا وحى يوحى).

[النجم: 2- 4.]

و قال تعالى ايضا فى كتابه المبين فى بيان انه (صلى الله عليه و آله) رسول امين من رب العالمين: (و لو تقول علينا بعض الاقاويل- لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين)

[الحاقة 44- 46.] الى غير ذلك من الشهواهد و الأدلة.

فهو (صلى الله عليه و آله) ما كان يتفوه بشى ء فى احد مما يتعلق بامر الدنيا او الآخرة اما من جانب نفسه او من جانب الله سبحانه، الا بمقتضى الوحى الذى اليه يوحى لا باتباع النفس و داعية الهوى، و ما كان قوله مطلقا الا قول الله، و لا فعله الا

فعل الله، و ما كان يشاء شيئا الا ان يشاء الله، و هذه المقدمة لا ريبة فيها و لا شبهة تعتريها، بل هى ضرورية بديهية عند اهل الشريعة.

الثانية: انه لا شك فى عصمة فاطمة الزهراء (عليهاالسلام) و معصوميتها 2 و طهارتها من كل معصية و رذيلة، اما عندنا فللاخبار المتواترة من طرق اصحابنا، و الاجماع القطعى بل الضرورة، و قد ورد فى فضلها (عليهاالسلام) بخصوصها او فى ضمن اهل بيت العصمة و الطهارة ما لا يعد و لا يحصى من الاخبار و الآثار حتى صار كالشمس فى رابعة النهار، و قد مر نبذ منها فى مقدمة الكتاب، و هو فى الحقيقة فصل الخطاب عند اولى الالباب.

و اما عند العامة فكذلك ايضا، و قد اتفق اعاظمهم وفاقا لنا على ان آية التطهير الدالة على العصمة و الطهارة- الخلقية و الخلقية- و النظافة الجبلية الاصلية انما نزلت فى فاطمة و سائر اهل البيت (عليهم السلام) من اهل الكساء، و لبيان تفصيل كيفية الاستدلال بها على المدعى محل آخر لا حاجة لنا اليه بل مطلقا لما اشير اليه من عدم الكلام فى معصوميتها (عليهاالسلام) بين الامة.

[ولكن مع الاسف الشديد تكلم فى الآونة الاخيرة بعض من ليس له تحصيل و لا فضيلة حول عصمة الصديقة الطاهرة الشهيدة (عليهاالسلام)، و هو و ان لم يمكنه نفى العصمة عنها ولكنه حاول التشكيك فيها ببيانه و بنانه الخاسر، حيث قال: «ان العصمة التى تجلت فيى الزهراء (عليهاالسلام) قد انتجتها البيئة و المحيط الايمانى الذى عاشت و ترعرعت فيه، لانها كانت بيئة الايمان و الطهر و الفضيلة و الصلاح» و هذا القول يسنتتبع سؤالات عديدة، فلو عاشت الزهراء (عليهاالسلام) فى غير هذه البيئة و فى محيط ملوث بالرذيلة و الموبقات، او لو عاش غيرها فى هذه البيئة بالذات، فماذا سوف يحدث، و هذا القول يستلزم نفى العصمة التكوينية.

و لاجل هذه الشبه تصدى علماؤنا لازاحتها، و الفوا فى ردها كتبا و رسائل قيمة نحو كتاب (الملاحظات) و كتاب (مأساة الزهراء) و غير ذلك.

و اما بالنسبة الى خصوص عصمة الزهراء (عليهاالسلام) فتكفينا آية التطهير، و هى قوله تعالى: «انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت و طهركم تطهيرا» مضافا الى احاديث كثيرة وردت فى هذا الموضوع نحو ما جاء فى زيارتها (عليهاالسلام): «السلام على البتولة الطاهرة، و الصديقة المعصومة» (البحار 100: 197)، و ايضا: «السلام عليك ايتها المعصومة المظلومة» و فيه ايضا: «... و صل على البتول الطاهرة الصديقة المعصومة» (البحار 100: 200)، و ايضا: «اللهم صل على السيدة المفقودة الكريمة... المعصومة من كل سوء» (البحار 102: 220)، و ما جاء ايضا فى حديث ولادتها حيث قالت النسوة: «خذيها يا خديجة طاهرة معصومة» (العوالم 11: 59)، و ما ورد عن الامام الباقر (عليهاالسلام) انه قال: انما سميت فاطمة بنت محمد الطاهرة لطهارتها من كل دنس... (العوالم 11: 82 عن مصباح الانوار)، و عنه (عليه السلام) ايضا قال: المعصومون منا خمسة: رسول الله، و على، و فاطمة، والحسن، والحسين (عليهم السلام). (العوالم 11: 86)، و قال رسول الله (صلى الله عليه و آله) ايضا: منا خمسة معصومون، قيل: يا رسول الله من هم؟ قال: انا و على و فاطمة والحسن والحسين. (العوالم 11: 86).

هذا غيض من فيض و لو اردنا المزيد لطال بنا المقام، فتلخص ان عصمتها (عليهاالسلام) لا ترتبط بالبيئة و الجو الحاكم بها و معاشرتها مع رسول الله (صلى الله عليه و آله)، فانا نرى بعض ازواج رسول الله (صلى الله عليه و آله) عشن معه مدد مديدة من سنين مبكرة ولكن لم تنفعهن هذه العشرة، فخالفن قوله و خرجن لمحاربة وصية و فعلن و ما فعلن عند دفن الامام الحسين الزكى (عليه السلام)، حتى قال على (عليه السلام) بعد وقععة البصرة: «و اما فلانة فادركها راى النساء وضغن غلافى صدرها كمرجل القين، و لو دعيت لتنال من غيرى ما اتت الى لم تفعل» (نهج البلاغة الخطبة: 156)، و قال العلامة المجلسى (رحمه الله) فى البحار 32: 242 بعد هذا الحديث: «من اسباب حقدها... اكرام رسول الله (صلى الله عليه و آله) لفاطمة (عليهاالسلام) و حسدها عليها».]

و روى البخارى و احمد فى الصحاح فى قوله تعالى: (قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة فى القربى)

[الشورى: 23.] ان رسول الله (صلى الله عليه و آله) قال: القربى هو على و فاطمة و الحسنان.

[فضائل الصحابة لاحمد: 187 ح 263، العمدة: 47 ح 34، و المناقب للمغازلى: 307 ح 352، و شواهد التنزيل 2: 196 ح 828، البخارى 6: 502 ح 1245 كتاب التفسير، البحار 29: 341 ح 10، ذخائر العقبى: 25، المعجم الكبير 3: 39 ح 2641.]

و روى انس عن النبى (صلى الله عليه و آله) فى تفسير قوله تعالى: (فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن اولئك رفيقا)

[النساء: 69.] انه قال: فاما الصديقون فاخى على، و الشهداء عمى حمزة، و الصالحون بنتى فاطمة والحسنان.

فقام العباس و قال: يا رسول الله السنا نحن و انتم من نبعة واحدة؟ فقال: بلى يا عم، ولكن الله خلقنى و عليا و فاطمة والحسنين قبل ان يخلق آدم حين لم يكن سماء و لا ارض و لا نور و لا ظلمة، و لا نار و لا جنة- الى ان قال:- فشق نور فاطمة ففتق من نورها السماوات و الارضين، فهى مخلوقة من نورها و نورها من نورالله سبحانه، فاظلمت الآفاق فضجت الملائكة، فخلق الله تعالى من نور فاطمة قناديل علقها على العرش فاضاءت السماوات و الارضون، فقالت الملائكة: ربنا لمن هذا النور؟ قال تعالى: هو نور اخترعته من نور جلالى لحبيبتى فاطمة بنت حبيبى و زوجة وليى، يا ملائكتى اشهدوا انى جعلت ثواب تقديسكم و تسبيحكم لهذه المرأة و شيعتها و محبيها الى يوم القيامة.

[تاويل الآيات: 143، عنه البحار 37: 82 ح 51.]

و روى البخارى فى صحيحه ان رسول الله (صلى الله عليه و آله) قال: فاطمة بضعة منى فمن اغضبها اغضبنى.

[صحيح البخارى 5: 83 ح 232، و انظر الخصائص للنسائى: 122 ح 133، و نظم درر السمطين: 176، و مصابيح السنة 4: 185 ح 4799، و كنز العمال 12: 112 ح 34244، و الفردوس 3: 145 ح 4389.]

و فى رواية اخرى: يريبنى ما ارابها، و يؤذينى ما اذاها.

[صحيح مسلم 7: 140، سنن الترمذى 5: 359 ح 3959، حلية الاولياء 2: 40، الصواعق المحرقة: 289، كفاية الطالب: 365، كنز العمال 12: 112 ح 34243 احقاق الحق 10: 190.]

و فى آخر: من اغضبها اغضبنى و من آذاها آذانى.

[احقاق الحق 10: 206، و نظم درر السمطين: 176.]

و فى آخر: يسرنى ما يسرها و يغضبنى ما يغضبها.

[احقاق الحق 10: 216.]

الى غير ذلك مما هو فى هذا المعنى، و هو وارد فى موارد لا تحصى، بل يمكن ان يقال: لم يخل موطن من المواطن الا تكلم (صلى الله عليه و آله) فى فاطمة (عليهاالسلام) بمثل هذا المعنى، و اغلب هذه الاخبار قوله (صلى الله عليه و آله):

فاطمة بضعة منى من آذاها فقد آذانى و من آذانى فقد آذى الله.

[كشف الغمة 2: 94، عنه البحار 43: 54، و الفصول المهمة لابن صباغ: 144، و نور الابصار: 96.]

و روى فى جامع الاصول عن صحيح الترمذى، عن زيد بن ارقم ان رسول الله (صلى الله عليه و آله) قال لعلى و فاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام): انا حرب لمن حاربتم و سلم لمن سالمتم.

[سنن الترمذى 5: 699 ح 3870، صحيح ابن ماجة 1: 52 ح 145، مستدرك الحاكم 3: 149، المقتل للخوارزمى: 61، جامع الاصول 9: 157 ح 6707، اسد الغابة 6: 225 رقم 7175، كفاية الطالب: 331.]

و فى رواية اخرى: انا حرب لمن حاربكم و سلم لمن سالمكم.

[مسند احمد 1: 442، مستدرك الحاكم 3: 149، المقتل للخوارزمى: 99، المناقب لابن المغازلى: 63 ح 90، تاريخ بغداد 7: 137 رقم 3582، كفاية الطالب: 331.]

وروى الترمذى فى صحيحه عن جابر بن عبدالله الانصارى انه قال: رايت رسول الله (صلى الله عليه و آله) فى حجة الوداع يوم عرفة و هو على ناقته القصوا يخطب، فسمعته يقول: انى تركت فيكم ما ان اخذتم به لن تضلوا: كتاب الله و عترتى اهل بيتى.

[سنن الترمذى 5: 662 ح 3786، جامع الاصول 1: 277 ح 65، ينابيع المودة 1: 99 ح 12، البحار 29: 340 ح 6.]

و فى رواية اخرى: انى تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا ابدا: كتاب الله و عترتى اهل بيتى.

[كمال الدين: 236 ح 53، امالى الطوسى: 162 ح 20 مجلس 6، ينابيع المودة 3: 294 ح 14.]

و روى ايضا عن زيد بن ارقم انه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): انى تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا و هو كتاب الله و عترتى اهل بيتى، احدهما اعظم من الآخر، و هو كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض، و عترتى اهل بيتى، و انهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، فانظروا كيف

تخلفونى فيهما.

[سنن الترمذى 5: 663 ح 3788، جامع الاصول 1: 278 ح 66، ينابيع المودة 1: 99 ح 13 البحار 29: 340 ح 7.]

و روى ايضا فى المشكاة عن ابى ذر انه قال- و هو آخذ بباب الكعبة-: سمعت النبى (صلى الله عليه و آله) يقول: مثل اهل بيتى كمثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنها هلك.

[مشكاة المصابيح 3: 1742 ح 6174، عنه ينابيع المودة 1: 93 ح 1، و فى المناقب لابن المغازلى: 132 ح 173.]

الى غير ذلك من الاخبار الكثيرة الواردة فى هذه المعانى و ما يشبهها، و قد شحنت بها كتب العامة و الخاصة بحيث لم يبق فيها جهة شبهة و انكار بالمرة، و بلغت فى الكثرة من طرق العامة وحدها بحيث تشبع و تغنى فى مقام الخلاف، و تكفى لاهل الانصاف و غير اهل الانصاف.

و دلالة جميع ما مر على الطهارة و العصمة واضحة، و ذلك لاطلاق الطهارة و زوال الرجس الشامل للطهارة الخلقية و الخلقية، و القولية و العملية، و لا معنى لجعل مودة ذوى القربى اجر الرسالة مع كونهم من اهل المعصية، و الصلاح المطلق لا يصدق الا مع العصمة، و المعصية تستلزم الحد و الاذية، فكيف يجوز للحاكم ان يحكم بحدها؟ فيلزم ان لا تصدر منها المعصية الموجبة للاذية.

و لا معنى للامر بالتمسك بالعاصى و لا لنجاة من تمسك به، فمع المعصية لا يبقى وجه لاخبار الثقلين، و اخبار السفينة، فثبت انها معصومة مطهرة، و من اهل القربى الذين امر الله بمودتهم و جعلها اجر الرسالة، و انها الصالحة و البضعة من النبى (صلى الله عليه و آله) التى من آذاها فقد آذى رسول الله (صلى الله عليه و آله)، و انها من الثقل الاصغر الغير المفترق من كتاب الله الذى هو الثقل الاكبر، و انها من سفن النجاة التى من تمسك بها نجا، و من تخلف عنها هلك.

الثالثة: ان ابابكر قد آذى تلك المعصومة المطهرة التى شهد بطهارتها الله

سبحانه و رسوله، لانه قد اخذ منها فدكا بالقهر و المغالبة، و كذبها فى مطالبتها اياها من باب العطية و النحلة، و طلب منها الشهود على ذلك مع كونها متصرفة فى تلك العطية- كما ستجى ء اليها الاشارة- فكذب شهودها الذين اقامتهم فى تلك الواقعة.

ثم كذبها فى مطالبة الارث من جهة ابيها رسول الله (صلى الله عليه و آله)، و كفر بآيات الله التى استشهدت (عليهاالسلام) بها فى اثناء خطبتها الشريفة المذكورة الصادرة من هذا المصدر الاعلى فى مقام التظلم و الشكاية، فكذب الصديقة الكبرى، و ترك مودة اهل القربى، و آذى هذه الصالحة العظمى التى هى بضعة النبى الاوفى، التى من آذاها فقد آذى رسول الله (صلى الله عليه و آله) و حاربها مع ان حربها حرب نبى الله و ترك التمسك بالثقل الاصغر و الاكبر، و تخلف عن سفينة النجاة، فضل و هلك.

و لا كلام فى ان ايذاءها (عليهاالسلام) ايذاء النبى (صلى الله عليه و آله)، و ايذاءه ايذاء الله و قد قال تعالى: (و ما كان لكم ان تؤذوا رسول الله)

[الاحزاب: 53.] و (الذين يؤذون رسول الله لهم عذاب اليم)

[التوبة: 61.] و (ان الذين يؤذون الله و رسوله لعنهم الله فى الدنيا و الآخرة و اعد لهم عذابا مهينا)

[الاحزاب: 57.] كما لا كلام فى ان ابابكر آذى فاطمة (عليهاالسلام) فى خصوص فدك على ما مرويجى ء، و لم ترض عنه بعد ذلك، و ماتت و هى ساخطة عليه.

و لما ضاق الخناق فى المقام على اهل النفاق، فادعى بعضهم ان فاطمة (عليهاالسلام) لم تتاذ من ابى بكر، ولكنها لم تكن عارفة بحكم المسالة، فلما جاءت الى المسجد و علمت بالكيفية، و سمعت من ابى بكر حديث نفى التوريث سكتت و رجعت الى بيتها، و ما تكلمت فى خصوص فدك بالمرة.

و لا يخفى العجب من مثل هذا الجاهل البليد بل المتعمد العنيد، فان

/ 83