لمعة البیضاء فی شرح خطبة الزهراء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

لمعة البیضاء فی شرح خطبة الزهراء - نسخه متنی

محمد علی بن احمد القراچه داغی التبریزی الانصاری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


مريم» فذكر فيه أيضاً وجوه، مثل انّ «إلّا» هنا بمعنى لكن و ما نافية أي لكن لم تلده مريم، و تذكير الضمير حينئذٍ بجعلها في الشرف كالمذكّر، أو باعتبار الإنسان أو الشخص المذكر.

أو انّ إلّا بمعنى الواو أي و ما ولدته مريم، بجعل ما نافية أيضاً على نحو ما مرّ، أو موصولة كناية عن عيسى (عليه السّلام) أي أفضل من عيسى أيضاً، أو بمعنى حتى و ما موصولة أيضاً على المعنى السابق.

أو انّ إلّا للإستثناء المنقطع و المراد من الموصولة أيضاً عيسى (عليه السّلام)، أو للإستثناء المتصّل مراداً من الموصولة البنت المفروضة لمريم، و تذكير الضمير حينئذٍ بإعتبار لفظ ما، أي إلّا بنت مريم لو كان لها بنت، فيكون من باب التعليق بالمحال، و تأكيد المدح بما يشبه الذم، مثل قوله:


و لا عيب فيهم غير انّ سيوفهم
بهنّ فلول

[الفَلُّ: الثلم في السيف/ لسان العرب.

من قراع

[القِراعُ: المضاربة بالسيوف، و قيل: مضاربة القوم في الحرب/ لسان العرب.]] الكتائب@

في تسميتها باُمّ الأئمة


و منها اُمّ الأئمة النقبآء النجباء، كما ورد في الأخبار عن النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله): إنّ فاطمة أحصنت فرجها، فحرّم اللَّه ذرّيتها على النار، و تلك الذرّيّة هم الأئمة

[مستدرك الحاكم 3: 152، حلية الأولياء 4: 188، مقتل الحسين للخوارزمي 55، تاريخ بغداد 3: 54 رقم 997، المناقب لابن المغازلي: 353 ح 403، الجامع الصغير للسيوطي 1: 352 ح 2309.]

و عن عبد اللَّه بن سليمان قال: قرأت في الإنجيل في وصف النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله): نكّاح النسآء، ذو النسل القليل، إنّما نسله من مباركة، لها بيت في الجنّة لا صخب فيه و لا نصب، يكفلها هو في آخر الزمان كما كفّل زكريّا اُمّك، لها فرخان مستشهدان

[كمال الدين: 160 ح 18 باب 8، أمالي الصدوق: 224 ح 8 مجلس 46، عنهما البحار 16: 144 ح 1.]

و ورد في قوله تعالى: «مرج البحرين يلتقيان»

[الرحمن: 19.] انّه قال: عليّ و فاطمة بحران عميقان لا يبغي أحدهما على الآخر

[مناقب ابن شهرآشوب 3: 318، عنه البحار 43: 32 ح 39، و نحوه نور الأبصار: 226.]

و في رواية: «بينهما برزخ»

[الرحمن: 20.] رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله)، «يخرج منهما اللؤلؤ و المرجان»

[الرحمن: 22.] الحسن و الحسين (عليهماالسّلام). ذكرهما في الصافي و غيره

[تفسير الصافي 5: 109، و تفسير القمّي 2: 344، و تفسير البرهان 4: 266 ح 9، و مناقب ابن شهرآشوب 3: 318 عنه البحار 43: 32 ح 39، و نحوه روضة الواعظين: 148، و شواهد التنزيل 2: 285 ح 919.]

و عن الباقر (عليه السّلام) في قوله تعالى: «و لقد عهدنا إلى آدم من قبل»

[طه: 115.] كلمات في محمّد، و عليّ، و فاطمة، و الحسن، و الحسين، و الأئمة من ذرّيتهم (عليهم السّلام)، انّه كذا نزلت على محمّد (صلّى اللَّه عليه و آله)

[مناقب ابن شهرآشوب 3: 320، عنه البحار 43: 32 ح 39، و نحوه الكافي 1: 416 ح 23، و تفسير الصافي 3: 323، و تفسير كنز الدقائق 8: 361.]

و سئل الحسين بن روح
أحد النوّاب الأربعة للقائم (عليه السّلام)
: كم بنات رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) فقال: أربع، فقيل: أيّهنّ أفضل؟ فقال: فاطمة، قيل: و لم صارت فاطمة أفضل و كانت أصغرهنّ سنّاً، و أقلّهنّ صحبة لرسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله)؟ قال: لخصلتين خصّها اللَّه بهما: انّها ورثت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله)، و نسل رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) منها، و لم يخصّها بذلك إلّا بفضل إخلاص عرفه من نيّتها

[مناقب ابن شهرآشوب 3: 323، عنه البحار 43: 37، و العوالم 11: 141 ح 62.


و روى ابن خالويه عن كتاب الآل، عن أبي عبد اللَّه الحنبلي، عن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) انه لمّا خلق اللَّه آدم و حوّاء تبخترا في الجنّة، فقال آدم




(عليه السّلام) لحوّاء: ما خلق اللَّه خلقاً هو أحسن منّا، فأوحى اللَّه إلى جبرئيل: إئت بعبدي الفردوس الأعلى.

فلمّا دخلا الفردوس نظرا إلى جارية على درنوك من درانيك الجنّة، و على رأسها تاج من نور قد أشرقت الجنان من حسن وجهها، فقال آدم (عليه السّلام): حبيبي جبرئيل من هذه الجارية التي قد أشرقت الجنان من حسن وجهها؟ فقال: هذه فاطمة بنت محمّد نبيّ من ولدك يكون في آخر الزمان.

قال: فما هذا التاج على رأسها؟ قال: بعلها عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)، قال: فما القرطان اللذان في اُذنيها؟ قال: ولداها الحسن و الحسين، قال آدم (عليه السّلام): حبيبي جبرئيل أخلقوا قبلي؟ قال: هم موجودون في غامض علم اللَّه قبل أن تخلق بأربعة آلاف سنة

[راجع كشف الغمة 2: 83، عنه البحار 43: 52 ح 48، و نحوه في مقتل الحسين للخوارزمي: 65، و لسان الميزان 3: 403 رقم 4815 في ترجمة عبد اللَّه بن محمّد بن شاذان، ينابيع المودة 2: 319 ح 922، الصراط المستقيم 1: 209 فصل 87، العوالم 11: 41 ح 18.]

و روي في زبدة المعارف عن الصادق (عليه السّلام) انّه طلب أبي- محمّد الباقر (عليه السّلام) جابر بن عبد اللَّه الأنصاري و قال له: إنّ لي اليك حاجة متى يكون لك أن تلاقيني في الخلوة حتى أسألك عن شي ء اُريده، قال جابر: جُعلت فداك أنا حاضر كلّما أردت.

فطلبه أبي إلى الخلوة فقال: يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد اُمّي فاطمة (عليهاالسّلام)، و عمّا أخبرت به انّه مكتوب في اللوح.

قال جابر: أشهد باللَّه انّي دخلت على اُمّك فاطمة في حياة رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) لأهنّيها بولادة الحسين (عليه السّلام)، فرأيت في يدها لوحاً أخضر ظننت انّه من زمرّد، و رأيت فيه كتاباً أبيض شبه النور، فقلت لها: بأبي و اُمّي أنت يا بنت رسول اللَّه ما هذا اللوح؟ فقالت: هذا اللوح أهداه اللَّه إلى رسوله فيه إسم أبي و بعلي، و إسم ابنيّ، و أسماء الأوصياء من ولدي، فأعطانيه

ليسرّني بذلك.

قال جابر: فأعطتنيه اُمّك فاطمة فقرأته و استنسخته، فقال أبي (عليه السّلام): هل لك يا جابر أن تعرضه عليّ؟ قال: نعم، فمشى معه أبي (عليه السّلام) حتى انتهى إلى منزل جابر، فأخرج إلى أبي صحيفة من رقّ، قال جابر: أشهد باللَّه انّي هكذا رأيته في اللوح مكتوباً:

«بسم اللَّه الرحمن الرحيم، هذا كتاب من اللَّه العزيز العليم لمحمّد نوره و سفيره و حجّته و دليله، نزل به الروح الأمين من عند ربّ العالمين، عظّم يا محمّد أسمائي، و اشكر نعمائي، و لا تجحد آلائي، انّي أنا اللَّه لا إله إلّا أنا، قاصم الجبارين، مذلّ الظالمين، و ديّان يوم الدين، انّي أنا اللَّه لا إله إلّا أنا فمن رجا غير فضلي، و خاف غير عدلي، عذّبته عذاباً لا اُعذّبه أحداً من العالمين، فايّاي فاعبد و عليّ فتوكّل.

إنّي لم أبعث نبيّاً فأكملت أيّامه، و أنقضت مدّته إلّا جعلت له وصيّاً، و انّي فضّلتك على الأنبياء، و فضّلت وصيّك على الأوصياء، و أكرمتك بشبابك بعده و بسبطيك الحسن و الحسين، فجعلت حسناً معدن علمي بعد انقضاء مدّة أبيه، و جعلت حسيناً خازن وحيي، و أكرمته بالشهادة، و ختمت له بالسعادة، فهو أفضل من استشهد، و أرفع الشهداء درجة عندي، جعلت كلمتي التامّة معه، و حجتي البالغة عنده، بعترته اُثيب و اُعاقب.

أوّلهم عليّ سيد العابدين، و زين الأولياء الماضين، و إبنه شبيه جدّه المحمود محمّد الباقر لعلمي، و المعدن لحكمي، سيهلك المرتابون في جعفر، الراد عليه كالراد عليّ، حقّ القول منّي لأكرمنّ مثوى جعفر، و لاسرّنّه في أشياعه و أنصاره و أوليائه.

و انتجبت بعده موسى، و دفعت به فتنة عمياء حندس، لأنّ خيط فرضي لا ينقطع، و حجتي لا تخفى، و انّ أوليائي لا يشقون، ألا و من جحد واحداً منهم فقد جحد نعمتي، و من غيّر آية من كتابي فقد افترى عليّ، و ويل للمفترين الجاحدين

عند انقضاء مدّة عبدي موسى، و حبيبي و خيرتي.

إنّ المكذّب بالثامن مكذّب بكلّ أوليائي، و عليّ ولييّ و ناصري، و من أضع عليه أعباة النبوّة، و أمتحنه بالإضطلاع، يقتله عفريت مستكبر، يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح إلى جنب شرّ خلقي.

حقّ القول منّي لأقرّنّ عينيه بمحمّد إبنه، و خليفته من بعده، فهو وارث علمي، و معدن حكمي، و موضع سرّي، و حجتي على خلقي، لا يؤمن به عبد إلّا جعلت الجنّة مثواه، و شفّعته في سبعين من أهل بيته كلّهم قد استوجبوا النار، و أختم بالسعادة لابنه عليّ ولييّ و ناصري، و الشاهد في خلقي، و أميني على وحيي، اُخرج منه الداعي إلى سبيلي، و الخازن لعلمي الحسن.

ثمَّ أكمل ذلك بإبنه رحمة للعالمين، عليه كمال موسى، و بهاء عيسى، و صبر أيّوب، سيذلّ أوليائي في زمانه، و يتهادى رؤوسهم كما يتهادى رؤوس الترك و الديلم، فيقتلون و يشرّدون، و يحرقون و يكذّبون، خائفين مرعوبين وجلين، تصبغ الأرض بدمائهم، يفشو الويل و الأنين في نسآئهم، أولئك أوليائي حقّاً، بهم أدفع كلّ فتنة عميآء حندس، و بهم أكشف الزلازل، و أدفع الآصار و الأغلال، أولئك عليهم صلوات من ربّهم و رحمة، و أولئك هم المهتدون»

[زبدة المعارف: 486، و في كمال الدين: 308 ح 1، الإختصاص: 210، أمالي الطوسي: 291 ح 566، البحار 36، 195 ح 3، العوالم 11: 848 ح 6، مشارق الأنوار: 103.]

و في الكتاب المزبور، و في توحيد ابن بابويه أيضاً انّه روى عبد العظيم بن عبداللَّه الحسني قال: دخلت على مولاي و سيّدي عليّ بن محمّد (عليه السّلام)، فلمّا نظر بي قال: مرحباً بك يا أبا القاسم، أنت وليّنا حقّاً، قال: فقلت له: يا ابن رسول اللَّه انّي اُريد أن أعرض عليك ديني، فإن كان مرضياً ثَبَتُّ عليه حتى ألقى ربّي عزوجلّ، قال: هات يا أبا القاسم.

فقلت: إنّي أقول: إنّ اللَّه تبارك و تعالى واحد ليس كمثله شي ء، خارج عن الحدّين: حدّ الابطال و حدّ التشبيه، و انّه ليس بجسم، و لا صورة، و لا جوهر، و لا

عرض، بل هو مجسّم الأجسام، و مصوّر الصور، و خالق الأعراض و الجواهر، و ربّ كلّ شي ء و مالكه و جاعله و محدثه، و انّ محمّداً (صلّى اللَّه عليه و آله) عبده و رسوله خاتم النبيين لا نبيّ بعده إلى يوم القيامة.

و أقول: إنّ الإمام و الخليفة و وليّ الأمر بعده أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)، ثمَّ الحسن، ثمَّ الحسين، ثم عليّ بن الحسين، ثمَّ محمّد بن عليّ، ثمَّ جعفر بن محمّد، ثمَّ موسى بن جعفر، ثمَّ عليّ الرضا، ثمَّ محمّد بن عليّ، ثمَّ أنت يا مولاي.

فقال (عليه السّلام): و من بعدي الحسن ابني، و كيف الناس بالخلف من بعده، قال: فقلت: و كيف ذلك يا مولاي؟ قال: لأنّه لا يرى شخصه، و لا يحلّ ذكره بإسمه حتى يخرج فيملأ الأرض قسطاً و عدلاً بعد ما مُلئت ظلماً و جوراً.

قال: قلت: أقررت و أقول: إنّ وليّهم وليّ اللَّه، و إنّ عدوّهم عدوّ اللَّه، و طاعتهم طاعة اللَّه، و معصيتهم معصية اللَّه، و أقول: إنّ المعراج حقّ، و المساءلة في القبر حق، و إنّ الجنّة حق، و النار حق، و الصراط حق، و الميزان حق، و إنّ الساعة آتية لا ريب فيها، و إنّ اللَّه يبعث من في القبور، و أقول: إنّ الفرائض الواجبة بعد الولاية الصلاة، و الصوم، و الحج، و الجهاد، و الأمر بالمعروف، و النهي عن المنكر.

فقال عليّ بن محمّد (عليه السّلام): يا أبا القاسم و اللَّه هذا دين اللَّه الذي ارتضاه لعباده، فأثبت عليه ثبتك اللَّه بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة

[التوحيد للصدوق: 81 ح 37، عنه البحار 3: 268 ح 3، كمال الدين: 379 ح 1، عنه البحار 69: 1 ح 1، و أمالي الصدوق: 278 ح 24 مجلس 54.]

و أيضاً في الكتاب المذكور روى عن عبد اللَّه بن أبي أوفى، عن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله): لمّا خلق اللَّه إبراهيم الخليل كشف اللَّه عن بصره، فنظر إلى جانب العرش فرأى نوراً فقال: إلهي و سيدي ما هذا النور؟ قال: يا إبراهيم هذا محمّد صفييّ، فقال: إلهي و سيدي أرى إلى جانبه نوراً آخر، فقال: يا إبراهيم هذا عليّ ناصري، فقال: إلهي و سيدي أرى إلى جانبهما نوراً ثالثاً، فقال: يا إبراهيم

هذه فاطمة تلى أبيها و بعلها، فطمت محبّيها عن النار.

قال: إلهي و سيدي أرى نورين يليان الأنوار الثلاثة، قال اللَّه: يا إبراهيم هذان الحسن و الحسين يليان أباهما و جدّهما و اُمّهما، قال: إلهي و سيدي أرى تسعة أنوار أحدقوا بالخمسة الأنوار، قال: يا إبراهيم هؤلاء الأئمّة من ولدهم، قال: إلهي و سيدي بمن يعرفون؟

قال: يا إبراهيم أوّلهم عليّ بن الحسين، و محمّد ولد عليّ، و جعفر ولد محمّد، و موسى ولد جعفر، و عليّ ولد موسى، و محمّد ولد عليّ، و عليّ ولد محمّد، و حسن ولد عليّ، و محمّد ولد الحسن القائم المهدي.

قال: إلهي و سيدي أرى أنواراً حولهم لا يحصى عدّتهم إلّا أنت، قال: يا إبراهيم هؤلاء شيعتهم و محبّوهم، قال: إلهي وبم يعرفون؟ قال: بصلاة الاحدى و الخمسين، و الجهر ببسم اللَّه الرحمن الرحيم، و القنوت قبل الركوع، و سجدة الشكر، و التختم باليمين، قال إبراهيم: اللّهم اجعلني من شيعتهم و محبيهم، قال: قد جعلتك.

قال المفضّل بن عمر: إنّ أبا حنيفة لمّا أحسّ بالموت روى هذا الخبر و سجد، فقبض في سجدة الشكر

[راجع الفضائل لابن شاذان: 158، عنه البحار 36: 213 ح 15.]

و في الكتاب المذكور أيضاً عن عبداللَّه بن أبي أوفى، عن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) انّه لما فتحت خيبر قالوا له (صلّى اللَّه عليه و آله): إنّ بها حبراً قد مضى له من العمر مائة سنة، و عنده علم التوراة، فأحضره بين يديه فقال له: أصدقني بصورة ذكري في التوراة و إلّا ضربت عنقك.

قال: فانهملت عيناه بالدموع و قال له: إن صدقتك قتلني قومي، و إن كذبتك تقتلني، قال له: قل و أنت في أمان اللَّه و أماني، قال له الحبر: اُريد الخلوة بك، قال له: لست اُريد تقول إلّا جهراً.

قال: إنّ في سفر من أسفار توراة إسمك و نعتك و أتباعك، و انّك تخرج من

جبل فاران، و ينادي بك و بإسمك على كلّ منبر، فرأيت في علامتك بين كتفيك خاتم يختم به النبوة و لا نبيّ بعدك، و من ولدك أحد عشر سبطاً يخرجون من ابن عمّك و اسمه عليّ، و يبلغ ملكك المشرق و المغرب، و تفتح خيبر و تقلع بابها، ثمّ تعبر الجيش على الكفّ و الزند، فإن كان فيك هذه الصفات آمنت بك و أسلمت على يديك.

قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله): أيّها الحبر أمّا النشانة فهي لي، و أمّا العلامة فهي لناصري عليّ بن أبي طالب، قال: فالتفت إليه الحبر و إلى عليّ (عليه السّلام) و قال: أنت قاتل مرحب الأعظم؟ قال عليّ (عليه السّلام): بلى قتلت مرحب الأحقر، أنا جدلته بقوّة إلهيّة، أنا معبّر الجيش على زندي و كفّي، فعند ذلك قال: مدّ يديك فأنا أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، و أنّ محمداً رسول اللَّه، و انّك معجزه، و انّه يخرج منك أحد عشر نقيباً... الحديث

[راجع البحار 36: 212 ح 14.]

بيان: اعلم إنّ الأئمة جمع إمام على وزن فعال لما يفعل به، كاللباس و يجمع على الألبسة كالإمام على الأئمّة، و مثل النظام و القوام و الكتاب و العصام، فالإمام من يؤتمّ به، قال تعالى: «إنّي جاعلك للناس إماماً»

[البقرة: 124.]] أي يأتمّ بك الناس فيتبعونك، و يسمّى كلّ من يتّبع به إماماً لأنّ الناس يأمّون أفعاله أي يقصدونها و يتبعونها.

و يقال للطريق أيضاً إمام لأنّه يؤمّ أي يقصد و يتّبع، و فسّر قوله تعالى: «و إنّهما لبإمام مبين»

[الحجر: 79.] بالطريق الواضح.

و قوله تعالى: «يوم ندعو كلّ اُناس بإمامهم»

[الاسراء: 71.]، قيل: أي بكتابهم، أو بدينهم لما فيهما من المقصوديّة و المتبوعيّة، و لذلك يطلق أيضاً على كلّ نبيّ أو وصي، و على إمام الجماعة و الجمعة و نحو ذلك، و هو من اُمّة يَؤُمّه أَمّاً- من باب قتل- إذا

قصده، و معنى التبعيّة لازم للقصد، و يقال للمقتدى: المؤتمّ، لكونه طالباً للإتباع.

و أصل الأئمّة أءمِمَة، نقلت حركة الميم إلى الهمزة الثانية و اُدغمت فصار أئمة، فحينئذٍ فمنهم من يُبقي الهمزة مخفّفة على الأصل، و منهم من يسهّلها أي يخفّفها بقلبها ياءً لكونها حرف حركتها، و منهم من يقلبها ألفاً كما في آدم، و آخر بلحاظ الأصل، و منهم من يسهّلها ببين بين أي يجعلها بين نفسها و بين حرف حركتها.

و المراد من الأئمّة هم الإثنى عشر المعصومون (عليهم السّلام)، و هذا معنى اللفظ بالحقيقة العرفيّة الثانويّة، و هو المعنى الإصطلاحي المتشرعي، أو انّ اللفظ ينصرف إليه لأنّه الفرد الشايع في الإستعمالات العرفيّة إنصراف المطلق إلى الأفراد الشايعة أو الكاملة، بناء على جعل الكمال أيضاً موجباً للإنصراف كالغلبة، أو انّ اللفظ ينصرف إليه بمعونة القرينة الجاعلة لكون اللام للعهد الخارجي.

و النقباء: جمع النقيب كالكرماء في الكريم، و الشرفاء في الشريف، فعيل بمعنى الفاعل، من نقب الجدار و نحوه- من باب قتل- إذا خرقه، و المصدر النقب و كذلك النقابة- بالفتح-، و الإسم النقابة- بالكسر- الكوَلاية و الوِلاية.

و نقب البيطار بطن الدابة كذلك ليعلم ما فيها من العيوب و الأمراض، و منه النقب في الجبل للطريق الواسع فيه كأنّه خرق فيه، و لذا فسّر قوله تعالى: «فنقبوا في البلاد»

[ق: 36.] بمعنى طافوا و تباعدوا، أو ساروا في نقوبها أي في طرقها طلباً للهرب.

و نقيب القوم كالكفيل و الضمين ينقب عن الأسرار، و مكنون الضمائر و الأخبار، و هو كالعريف سمّى به لأنّه يعلم دخيلة أمر القوم، و يعرف الطريق إلى معرفة اُمورهم، قال تعالى: «و بعثنا منهم اثنى عشر نقيباً»

[المائدة: 12.] أي أمرنا موسى

بأن يبعث من الأسباط الإثنى عشر إثنى عشر رجلاً كالطلائع، يتجسّسون و يأتون بأخبار أرض الشام و أهلها للجبارين، و اختار من كلّ سبط رجلاً يكون لهم نقيباً.

و في الخبر انّ النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله) قد جعل ليلة العقبة كلّ واحد من الجماعة الذين بايعوه بها نقيباً على قوم أي رئيساً متقدّماً عليهم، و كانوا إثنى عشر نقيباً كلّهم من الأنصار

[النهاية 5: 101، لسان العرب 14: 252/ نقب.]

و كان سهل بن حنيف من النقباء الذين اختارهم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله)، و كان بدريّاً عقبيّاً اُحُديّاً، و كان له خمس مناقب، و كان عبادة بن الصامت أيضاً منهم، و قد تكرّر ذكره في الخبر.

و المنقبة: الفضيلة و المعجزة و الكرامة و نحو ذلك، لأنّها يُنقب عنها أي يُفتّش عنها للعلم بها، و في الخبر: لم أُؤمر أن أنقب عن قلوب الناس، أي أفتّش و أكشف

[المصدر نفسه.]

و النجباء: جمع النجيب نظير ما مرّ، و أصل النجيب هو الفاضل من كلّ شي ء، و قد نجب- بالضمّ- نجابة إذا كان فاضلاً نقيّاً في نوعه، و الاُنثى نجيبة، و جمعها النجب و النجائب كالكرام في الكريم و الكُرُم، و الكرائم في الكريمة، و في الخبر: الأنعام من نجائب القرآن

[النهاية 5: 17، لسان العرب 14: 41/ نجب.]، أي من أفاضل سوره.

و منه المنتجب بمعنى المختار من إنتجبه إذا اختاره و اصطفاه و استخلصه، و أصل النجب- بالتحريك- لحاءُ الشجر، و بالتسكين مصدر نجبت الشجرة إذا أخذت قشر ساقها و بقي خالصه، و هذا مستلزم للإخلاص و الخلوص و الخيرة و الصفاء، فاستعمل في المعنى السابق.

و هذا الذي ذكر في معنى النقيب و النجيب إنّما هو المعنى اللغوي بالعرف العام، و باعتباره يطلقان على الأئمة (عليهم السّلام)، و اللام فيهما للعهد، و لكلّ

منهما معنى آخر بالعرف الخاص من باب الحقيقة العرفيّة الخاصّة المتشرعيّة، و هو صنف من الأولياء و عباد اللَّه الصالحين.

كما ذكروا انّه لابدّ أن لا يكون العالم خالياً عن القطب، و الأركان الأربعة، و الأوتاد السبعة، و الأبدال الثلاثين، و النقباء الأربعين، و النجباء السبعين، و الصلحاء الثلاث مائة و الثلاثة عشر، و اختلف في بعض الأصناف إسماً و رسماً، و وجوداً و عدماً، و تقدّماً و تأخّراً، و قلّة في العدد و كثرة.

مثلاً قيل في الأبدال انّهم أربعون، إستناداً إلى ما روي عن أبي الدرداء، عن النّبي (صلّى اللَّه عليه و آله) انّه قال: إنّ الأنبياء كانوا أوتاد الأرض، فلمّا انقطعت النبوّة أبدل اللَّه مكانهم قوماً من اُمتي يقال لهم الأبدال، لم يفضلوا على الناس بكثرة صوم و لا صلاة، و لكن بحسن الخلق، و صدق النيّة، و سلامة القلوب لجميع المسلمين، و النصيحة لهم ابتغاء مرضاة اللَّه، أولئك خلفاء الأنبياء قوم اصطفاهم اللَّه لنفسه، و استخلصهم بعلمه، و هم أربعون صدّيقاً منهم ثلاثون رجلاً قلوبهم على قلب إبراهيم خليل الرحمن، بهم تقوم الأرض، و بهم يمطرون، و بهم يرزقون، و بهم ينصرون على الأعداء... الخبر.

و هكذا، و التفصيل موكول إلى محلّه، و قد أشرنا إليه في الجملة في مبحث المعاد من كتابنا المسمّى بالاصول المهمّة، الذي ألّفناه في أصول الدين و الملّة، عند الإشارة إلى بعض أحوال الرجعة، و من أراده فليراجعه.

في تسميتها بالمحدّثة


و منها المحدّثة، روي في العلل عن زيد بن عليّ قال: سمعت أبا عبداللَّه (عليه السّلام) يقول: إنّما سمّيت فاطمة محدّثة لأنّ الملائكة كانت تهبط من السماء فتناديها كما تنادي مريم بنت عمران، فتقول: يا فاطمة إنّ اللَّه اصطفاك و طهّرك و اصطفاك على نسآء العالمين، يا مريم اقنتي لربك و اسجدي و اركعي مع الراكعين، فتحدّثهم و يحدّثونها، فقالت لهم ذات ليلة: أليست المفضّلة على نسآء العالمين مريم بنت عمران؟ فقالوا: إنّ مريم كانت سيدة نسآء عالمها،

/ 83