لمعة البیضاء فی شرح خطبة الزهراء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

لمعة البیضاء فی شرح خطبة الزهراء - نسخه متنی

محمد علی بن احمد القراچه داغی التبریزی الانصاری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


و في خبر آخر: إنّ الشهود كانوا أربعين ألفاً من الملائكة

[المناقب لابن شهرآشوب 3: 347، عنه البحار 43: 109.]، و في خبر آخر: ملائكة السماوات و الأرضين

[المصدر نفسه.]

وروي أنّ العاقد في هذه المعاقدة كان هو اللَّه سبحانه، و القابل جبرئيل كما أنّ الخاطب راحيل

[المناقب لابن شهرآشوب 2: 182، عنه البحار 3: 107.]، و في خبر آخر: انّ جبرئيل كان هو الخاطب خطب على صفوف الملائكة في السماء الرابعة، و العاقد و القابل هو اللَّه سبحانه

[كشف الغمة 1: 359، عنه البحار 43: 120 ح 30.]

و في رواية اُخرى: إنّ جبرئيل و ميكائيل عقدا نكاح عليّ و فاطمة (عليهماالسّلام)، فكان جبرئيل هو المتكلّم عن عليّ (عليه السّلام)، و ميكائيل عن فاطمة

[المناقب لابن شهرآشوب 3: 346، عنه البحار 43: 109.]

و في رواية اُخرى: إنّ اللَّه تعالى أوحى إلى جبرئيل أن زوّج النور من النور، و كان الوليّ هو اللَّه، و الخطيب جبرئيل، و المنادي ميكائيل، و الداعي إسرافيل، و الناثر عزرائيل، و الشهود ملائكة السماوات

[المصدر نفسه.]، و يجوز اتحاد الخطيب و العاقد و اتحادهما مع القابل.

و بالجملة فلمّا تمّ العقد نادى المنادي تحت العرش من جانب اللَّه سبحانه: ألا أنّ اليوم يوم وليمة عليّ بن أبي طالب، و انّي زوّجته فاطمة بنت محمّد (صلّى اللَّه عليه و آله)، و أمر اللَّه سبحانه سحابة بيضاء فقطرت عليهم من لولوئها و زبرجدها و يواقيتها، فقامت الملائكة فنثرت من سنبل الجنة و قرنفلها

[أمالي الصدوق: 449 ح 1، مجلس 83، عنه البحار 43: 102 ح 12.]

و صاحب النثار هنا رضوان، و طبق النثار شجرة طوبى، و أوحى اللَّه إلى سدرة المنتهى أن انثري ما عليك، فنثرت الدر و الجوهر و المرجان، فابتدرت الحور

العين فالتقطن منها، فهنّ يتفاخرن بما أخذن من ذلك و يقلن: هذا من نثار فاطمة بنت محمّد (صلّى اللَّه عليه و آله)

[أمالي الطوسي: 257 ح 464 المجلس العاشر، عنه البحار 103: 274 ح 31.]

و في الخبر انّه دخلت اُمّ أيمن يوماً على النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله) و في ملحفتها شي ء، فقال لها رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله): ما معك يا اُمّ أيمن؟ فقالت: إنّ فلانة أملكوها فنثروا عليها فأخذت من نثارها، ثمّ بكت اُمّ أيمن و قالت: يا رسول اللَّه زوّجت فاطمة و لم تنثر عليها شيئاً.

فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله): لم تكذبين فإنّ اللَّه تعالى لمّا زوّج فاطمة عليّاً أمر أشجار الجنّة أن تنثر عليهم من حليّها وحللها و ياقوتها و درّها و زمرّدها و استبرقها، فأخذوا منها ما لا يعلمون، و لقد نحل اللَّه طوبى في مهر فاطمة (عليهاالسّلام) فجعلها في منزل عليّ (عليه السّلام)

[أمالي الصدوق: 236 ح 3 مجلس 48، عنه البحار 43: 98 ح 10، و العوالم 11: 433 ح 60، و روضة الواعظين: 146.]

و في رواية اُخرى انّ رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) لمّا زوّج فاطمة من عليّ أتاه اُناس من قريش فقالوا: إنّك زوّجت فاطمة عليّاً بمهر خسيس، فقال (صلّى اللَّه عليه و آله): ما أنا زوّجت عليّاً ولكنّ اللَّه زوّجه ليلة أسرى بي عند سدرة المنتهى، و أوحى اللَّه إلى السدرة أن انثري ما عليك، فنثرت الدرّ و الجوهر و المرجان، فابتدرت الحور العين فالتقطن و هنّ يتهادينه و يقلن: هذا من نثار فاطمة بنت محمّد (صلّى اللَّه عليه و آله)

[أمالي الطوسي: 257 ح 464 المجلس العاشر، عنه البحار 43: 104 ح 15، ونحوه من لا يحضره الفقيه 3: 401 ح 4402، و مكارم الأخلاق: 208 الفصل الثالث.]

و أمر شجرة طوبى فحملت رقاعاً أي صكاكاً بعدد محبّي أهل البيت، و أنشأ من تحتها ملائكة من نور، و دفع إلى كلّ ملك صكّاً، فإذا استوت القيامة بأهلها نادت الملائكة في الخلائق فلا يبقى محبّ لأهل البيت إلّا دفعت إليه صكّاً فيه

فكاكه من النار، قال النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله): بأخي و ابن عمّي و ابنتي فكاك رقاب رجال و نساء من اُمتي من النار

[كشف الغمة 1: 362، عنه البحار 43: 123 ح 31، و نحوه الخرائج 2: 536 ح 11، و المناقب للخوارزمي: 341 ح 361.]

و في تفسير أبي الفتوح الرازي أنّ اللَّه سبحانه أمر أيضاً بسحابة بيضاء فقطرت و أمطرت صكاكاً مختومة بالمسك، فقالت الملائكة: يا ربّ ما هذه الصكاك المختومة؟ قال تعالى: إنّها ودائع شيعة عليّ و فاطمة عندكم إلى يوم القيامة، فإذا كان يوم القيامة فقوموا على الصراط فمن مرّ بكم و في قلبه من محبّتهما حبّة أعطوه واحداً من هذه الصكاك المختومة، و أدخلوه الجنة، و هذا حكم حكمت به قبل أن اُنشئ الخلق.

فإذا كان يوم القيامة وقف جبرئيل على الصراط و معه هؤلاء الملائكة، و في أيديهم تلك الصكاك المختومة، فإذا جاز أحد من شيعة عليّ و فاطمة إليهم يعطون صكّة بيده، و مكتوب في عنوانه هذا المكتوب: «بسم اللَّه الرحمن الرحيم، هذه براءة من العليّ الجبار لشيعة عليّ و فاطمة من النار».

ثمّ يؤتى بنجائب من نور، رحالها من الياقوت الأحمر، و الفرش الحرير، و الديباج العبقريّ الأخضر، فتركبهم الملائكة عليها و يمشون قدّامهم في غاية الإجلال و الإكرام و الإعزاز و الاعظام، إلى أن يصلوا إلى باب الجنّة و في أيديهم الصكاك، فينادون ملائكة اللَّه هلمّوا و اقرؤوا جوائز اللَّه، فيقول الرضوان و الملائكة الخزنة للجنة: يا أولياء اللَّه ادخلوها بسلام آمنين، فيدخلون و يترقّون درجة فدرجة.

قال (عليه السّلام): إلى أن يكونوا معنا في درجاتنا، فمن أراد أن يحيى حياتنا، و يموت موتنا، و يحشر حشرنا، و يكون معنا في درجاتنا فليتولّانا، وليتبرّأ من أعدائنا، و يوالي وليّنا، و يعادي عدوّنا و يلعنهم، فإنّ اللَّه لعنهم على لسان الأنبياء و الملائكة

[تفسير روض الجنان 14: 254/ سورة الفرقان.]

فلمّا جرى العقد هزّت السماوات من السرور و البهجة و الحبور، و فرح أهل السماوات بهذه المعاقدة، و بارك اللَّه و بارك الملائكة و سكّان الجنّة بأمر اللَّه سبحانه على عقد عليّ و فاطمة، و من بركة اللَّه سبحانه أن جعل من نسلهما الذريّة الطاهرة.

و في خبر آخر أنّه لمّا جرى العقد نادى المنادي من جانب اللَّه سبحانه: يا ملائكتي و سكّان جنّتي برّكوا على تزويج عليّ و فاطمة فقد باركت عليهما، فقال راحيل: فأيّ بركة أعظم من كرامتك إيّاهما و شيعتهما بالجنّة و هم في الحياة الدنيا؟ قال تعالى: يا راحيل من بركتي عليهما انّي جبلتهما على محبتي، و جعلت من نسلهما أئمة يدعون إلى ديني، و هم حجتي على خلقي إلى يوم القيامة

[تفسير روض الجنان 14: 255/ سورة الفرقان.]

قال جبرئيل: ثمّ نسخت الكتابة في قطعة من حرير مختومة بخواتيم الملائكة، و هاهي هذه نزلت بها إليك، و أمرني اللَّه تعالى أن أعرضها عليك، ثم أختمها بالمسك الأذفر، و أجعلها وديعة عند رضوان خازن الجنّة- وروي أنّها كانت قطعة حرير مطويّة من حرائر الجنة-.

فوضعها جبرئيل في يد رسول اللَّه، فنشرها النّبيّ المحبور، فإذا فيها سطر مكتوب بالنور: «إنّ اللَّه تعالى اطلع على الأرض فاختار منهم عليّاً و زوّجه بنتك فاطمة، و هو أخوك في الدين و ابن عمّك في النسب».

ثمَّ قال جبرئيل: و أمرني اللَّه تعالى أن أقول لك أن تزوّج فاطمة من عليّ، و تبشّرهما بولدين زكيّين طاهرين نجيبين خيّرين فاضلين في الدنيا و الآخرة، قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله): يا عليّ فها أنا اُريد أن أعمل بما أمر اللَّه به في تزويج فاطمة، فقال عليّ (عليه السّلام): يا رسول اللَّه قد بلغ أمري إلى أن يذكرني اللَّه في الملأ الأعلى، و يجري حديثي في الجنّة، و يزوّجني فاطمة في حضور الملائكة.

قال النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله): يا عليّ إذا أكرم اللَّه وليّه أعطاه مالا عين

رأت، و لا اُذن سمعت، و لا خطر على قلب بشر، فقال عليّ (عليه السّلام): ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ

[تفسير روض الجنان 14: 255/ سورة الفرقان، و البحار 43: 103 ح 12.]

فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله): يا عليّ قم إلى المسجد و أنا على عقبك حتى أحضر المهاجرين و الأنصار، و أتمم هذا الأمر العظيم على رؤوس الأشهاد و الأنظار، و اُبيّن لهم من فضلك ما تقرّ به القلوب و الأبصار.

في تزويجهما في الأرض


روي عن عليّ (عليه السّلام) أنّه قال: لمّا أمرني النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله) بالخروج إلى المسجد ليخرج هو أيضاً على الأثر و يتمّم هذا الأمر، فخرجت من عنده و لا أدري كيف أسير من غاية الحبور و شدّة الفرح و السرور، فلقيني أبوبكر و عمر فقالا لي: ما الخبر؟ فقلت: انّ رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) زوّجني فاطمة و قال: إنّ اللَّه تعالى عقدها لك في السماء، و النّبيّ البشير يجي ء على أثري إلى المسجد ليتمّم هذا الأمر الخطير، ففرحا أيضاً بذلك و أتيا معي إلى المسجد.

فجاء رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) على الأثر أقرب من مدّ الطرف و رجع البصر، و وجهه يتهلّل و يتبشّر، فدعا (صلّى اللَّه عليه و آله) بلال و قال له: إذهب في الحال و ناد المهاجرين و الأنصار

[نحوه كشف الغمة 1: 367.]

و في خبر آخر أنّه بعد أن نزل محمود الملك و صرصائيل و جبرئيل بهذا الخبر، أرسل (صلّى اللَّه عليه و آله) أنس بن مالك- و كان حاضراً عنده حين نزول الوحي- بهذه المقدّمة و قال: انطلق و ادع لي أبابكر، و عمر، و عثمان، و عليّاً، و طلحة، و الزبير، و من حضر من الأصحاب، فلمّا اجتمعت الصحابة و أخذوا مجالسهم و هو (صلّى اللَّه عليه و آله) جالس حينئذٍ في المسجد عند المنبر،

فأخبرهم الخبر، و بلّغ اليهم ما نزل في أمر عليّ و فاطمة.

ثم صعد المنبر وخطب في حضور الصحابة و قال: «الحمدللَّه المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع لسلطانه، المرهوب من عذابه، المرغوب إليه فيما عنده، النافذ أمره في أرضه و سمائه، الذي خلق الخلق بقدرته، و ميّزهم بأحكامه، و أعزّهم بدينه، و أكرمهم بنبيّه محمد.

ثمّ انّ اللَّه تعالى جعل المصاهرة نسباً لاحقاً، و أمراً مفترضاً، وشج بها الأرحام، و ألزمها الأنام، فقال تعالى: «و هو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً و صهراً و كان ربّك قديراً»

[الفرقان: 54.]، فأَمْرُ اللَّه سبحانه يجري إلى قضائه، و قضائه يجري إلى قدره، فلكلّ قضاء قدر، و لكلّ قدر أجل، و لكلّ أجل كتاب، يمحو اللَّه ما يشاء و يثبت و عنده اُمّ الكتاب.

ثمّ انّ اللَّه تعالى أمرني أن اُزوّج فاطمة من عليّ، و أنا أشهدكم أنّي قد زوّجتها إيّاه على أربعمائة مثقال فضّة إن رضي بذلك عليّ»

[تفسير روض الجنان 14: 256/ سورة الفرقان.]، ثم توجّه(صلّى اللَّه عليه و آله) إلى عليّ (عليه السّلام) و تبسّم إليه و قال له: أرضيت يا عليّ؟ قال عليّ (عليه السّلام): رضيت يا رسول اللَّه.

ثمّ خرّ عليّ (عليه السّلام) ساجداً للَّه شكراً له على هذه النعمة الجزيلة و الكرامة الجميلة، و قال: الحمدللَّه الذي قرب من حامديه، و دنا من سائليه، و وعد الجنّة من يتقيه، و أنذر بالنار من يعصيه، نحمده على قديم إحسانه و أياديه، حمد من يعلم أنّه خالقه، و بارئه، و مميته، و محييه، و سائله عن مساوئه، و نستعينه و نستهديه، و نؤمن به و نستكفيه، و نشهد أن لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريك له، شهادة تبلغه و ترضيه، و انّ محمداً عبده و رسوله، صلاة تزلفه، تحظيه و ترفعه و تصطفيه، و انّ خير ما أفتتح به و أختم قول اللَّه تعالى: «و أنكحوا الأيامى منكم و الصالحين من عبادكم و إمائكم إن يكونوا فقرآء يغنهم اللَّه من فضله واللَّه واسع عليم»

[النور: 32.]

والنكاح ممّا أمر اللَّه به و يرضيه، و اجتماعُنا لما قدّر اللَّه و أذن فيه، و هذا رسول اللَّه زوّجني ابنته فاطمة على أربعمائة مثقال فضّة، و قد رضيت بذلك فاسألوه واشهدوا

[نحوه المناقب لابن شهرآشوب 3: 350، و المناقب للخوارزمي: 336 ح 357، عنه كشف الغمة 1: 358، و البحار 43: 119 ح 29، تفسير روض الجنان 14: 257/ سورة الفرقان.]

و في رواية اُخرى: فقال النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله): نعم وقد زوّجتك إبنتي فاطمة على ما زوّجها الرحمن، و قد رضيت ما رضي اللَّه لها، ثم قال (صلّى اللَّه عليه و آله): فنعم الأخ لي و نعم الختن، و هو السيد في الدنيا و الآخرة و هو من الصالحين.

فقال المسلمون: بارك اللَّه فيكما و عليكما، و جمع شملكما، و أسعد جدّكما، و أخرج منكما الكثير الصالح، ثم أمر النبي (صلّى اللَّه عليه و آله) بطبق بسر فقال للناس: إنتهبوا، فنهبوا و باركوا و تفرّقوا، فانصرف رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) إلى أزواجه

[راجع المناقب لابن شهرآشوب 3: 351، عنه البحار 43: 112 ح 24.]

و في رواية اُخرى: إنّ النبي (صلّى اللَّه عليه و آله) بعد أن نزل جبرئيل عقب الملائكة الثلاثة، و أخبر النبي (صلّى اللَّه عليه وآله) بتزويج اللَّه سبحانه فاطمة من عليّ (عليه السّلام) على نحو ما مرّ في السماء الرابعة، و أمره بتزويجها منه في الأرض أيضاً، و أخبر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) عليّاً (عليه السّلام) بذلك، أرسله إلى المسجد و أتى على أثره إليه، و أمر بلالاً بجمع المهاجرين و الأنصار، فاجتمع الأصحاب من الباب إلى المحراب، ثمّ ترقّى (صلّى اللَّه عليه و آله) درجة المنبر فحمداللَّه و أثنى عليه و قال:

«معاشر المسلمين انّ جبرئيل أتاني آنفاً فأخبرني عن ربّي عزّ و جلّ أنّه جمع الملائكة عند البيت المعمور، و أشهدهم جميعاً أنّه زوّج أمته فاطمة ابنة رسول اللَّه من عبده عليّ بن أبي طالب، و أمرني أن اُزوّجه في الأرض و اشهدكم على ذلك».

ثمّ جلس و قال لعليّ (عليه السّلام): قم يا أباالحسن فاخطِب لنفسك، فخطب عليّ (عليه السّلام) و قال: الحمدللَّه شكراً لأنعمه و أياديه، و لا إله إلّا اللَّه شهادة تبلغه و ترضيه، و صلّى اللَّه على محمّد صلاة تزلفه و تحظيه، و مقامنا هذا ممّا أمر اللَّه عزّ و جلّ و رضيه، و مجلسنا ممّا قضى اللَّه به و أذن فيه، و قد زوّجني رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) ابنته فاطمة، و جعل صداقها درعي هذه، و قد رضيت بذلك فاسألوه واشهدوا.

فقال المسلمون لرسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله): زوّجته يا رسول اللَّه؟ فقال (صلّى اللَّه عليه و آله): نعم، فقالوا: بارك اللَّه لهما و عليهما، و جمع شملهما... الخ

[المناقب للخوارزمي: 348، ضمن حديث 346، عنه كشف الغمة 1: 368، عنه البحار 43: 129 ح 32.]، و هذا مبتن على ما مرّ سابقاً من خبر الدرع الذي مرّت الإشارة عليه.

و كيف كان فانصرف رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) إلى أزواجه، فأمرهنّ أن يدففن لفاطمة كما في رواية، و في رواية اُخرى أنّ أمره (صلّى اللَّه عليه و آله) بالدفّ إنّما كان في ليلة الزفاف لا في هذه الحالة.

ثمَّ انّ الأخبار في قدر مهرها مختلفة، ففي بعضها أنّ صداقها كان أربعمائة مثقال فضّة كما مرّ، و في بعضها أنّه كان درعاً له باعها من عثمان بن عفان بأربعمائة درهم سود هجريّة

[المناقب للخوارزمي: 349 ح 364، عنه كشف الغمة 1: 368، البحار 43: 130 ح 32.]، أو أنّه باعها من شخص أعرابي في ظاهر الصورة و هو جبرئيل في الحقيقة بخمسمائة درهم كما يأتي

[تفسير روض الجنان 14: 258/ سورة الفرقان.]، و في بعضها انّه كان درعاً باعها بأربعمائة و ثمانين درهماً قطريّة، و القطر قرية ببحرين.

و في بعضها عن الصادق (عليه السّلام): انّ رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) زوّج عليّاً فاطمة على درع له حطميّة تسوي ثلاثين درهماً

[قرب الإسناد:173 ح 634، عنه البحار 43: 105 ح 20، و العوالم 11: 458 ح 24، و التهذيب 7: 364 ح 40.]، و سمّيت بالحطميّة

لكونها تحطم السيوف أي تكسرها، أو انّها كما قيل الدرع العريضة الثقيلة، و قيل: هي منسوبة إلى بطن من عبد القيس يقال له حطمة بن محارب، كانوا يعملون الدروع.

و في رواية اُخرى أنّ صداقها كان درعاً حطميّة، واهاب كبش أو جدي، كانا يفرشانه و ينامان عليه

[الكافي 5: 377 ح 4، عنه البحار 43: 144 ح 42، و الوسائل 15: 10 ح 6.]، و في بعضها انّ مهرها كان برد جرد و اهاب شاة

[نحوه المناقب لابن شهرآشوب 3: 351، عنه البحار 43: 113 ح 24.]، و في الرواية المشهورة أنّ صداقها كان خمسمائة درهم، و عليه ما ورد في خبر تزويج أبي جعفر الثاني أنّه قال: إنّ محمّد بن علي بن موسى يخطب اُمّ الفضل بنت عبداللَّه المأمون، و بذل لها من الصداق مهر جدّته فاطمة (عليهماالسّلام)، و هو خمسمائة درهم جياد

[إرشاد المفيد: 359، عنه البحار 50: 76، و العوالم 11: 460 ح 30.]

و هو الأصحّ المشهور، و هو يومئذٍ خمسون ديناراً من حيث القيمة، إذ كان كلّ درهم يومئذٍ عُشر المثقال الشرعي الذي هو الدينار الشائع في هذه الأزمنة، و لعلّ هذا المبلغ كان قيمة الدرع المذكورة في أكثر الأخبار المأثورة، و الظاهر دخول الدرع في الصداق على أيّ تقدير كان، سواء كانت وحدها أو مع شي ء آخر، و الإختلافات في القدر إنّما هي بملاحظة حالة القيمة.

هذا كلّه هو حال المهر بحسب الظاهر، و أمّا في الباطن فورد أنّه لمّا زوّج رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) عليّاً فاطمة دخل عليها و هي تبكي، فقال لها: ما يبكيك؟ فواللَّه لو كان في أهل بيتي خير منه زوّجتك إيّاه، و ما أنا زوّجتك ولكنّ اللَّه زوّجك و أصدق عنك الخمس ما دامت السماوات و الأرض

[الكافي 5: 378 ح 6، عنه البحار 43: 144 ح 43، و العوالم 11: 459 ح 29.]

و في رواية اُخرى: انّ اللَّه أصدقها طوبى و هي شجرة في بيت عليّ (عليه السّلام)

[أمالي الصدوق: 236 ح 3 مجلس 48، عنه البحار 43: 98 ح 10، و العوالم 11: 433 ح 60.]، و في خبر آخر: إنّ مهر فاطمة شجرة طوبى و الخمس إلى يوم

القيامة، و في الخبر الآحْر: انّ مهرها في السماء خمس الأرض

[المناقب لابن شهرآشوب 3: 351، عنه البحار 43: 113 ح 24.]، و في رواية اُخرى: تمام الأرض، فمن مشى عليها مغضباً لها ولولدها، مشى عليها حراماً إلى أن تقوم الساعة

[المناقب للخوارزمي: 328 ح 345، و المناقب لابن شهرآشوب 3: 351، و الفردوس 5: 409 ح 8316، و فرائد السمطين 1: 94 ح 64، ينابيع المودة 2: 335 ح 975، و البحار 43: 141 ح 37.]

و في رواية طويلة عن الباقر (عليه السّلام): إنّ جبرئيل لمّا نزل بالوحي إلى النبي (صلّى اللَّه عليه و آله) في تزويج فاطمة، فقال في جملة ما أوحى به من قول اللَّه تعالى: إنّي جعلت نحلتها من عليّ خمس الدنيا ما دامت السماوات و الأرض، و ثلث الجنة، و جعلت لها في الأرض أربعة أنهار: الفرات، و نيل مصر، و نهروان، و نهر بلخ، فزوّجها أنت يا محمّد بخمسمائة درهم تكون سنّة لاُمّتك

[المناقب لابن شهرآشوب 3: 351، عنه البحار 43: 113 ح 24، و العوالم 11: 460 ح 31.]

و في خبر آخر أنّه قال النبي (صلّى اللَّه عليه و آله) لعليّ (عليه السّلام) عند تزويج فاطمة: يا عليّ زوّجت فاطمة إبنتي منك بأمر اللَّه تعالى على صداق خمس الأرض و أربعمائة و ثمانين درهماً، الآجل خمس الأرض، و العاجل أربعمائة و ثمانون درهماً

[المناقب لابن شهرآشوب 3: 352، عنه البحار 43: 113 ح 24، و العوالم 11: 461 ح 31.]

و في بعض الروايات أنّ اللَّه أمهرها ربع الدنيا فربعها لها، و أمهرها الجنة والنار تدخل أعداءها النار و أولياءها الجنة، و هي الصديقة الكبرى، و على معرفتها دارت القرون الأولى

[أمالي الطوسي: 688 ح 1399، عنه البحار 43: 105 ح 19، نحوه المناقب لابن شهرآشوب 3: 352.]

و بالجملة فلمّا تفرّق مجلس المعاقدة، و انصرف الطوائف المجتمعة، قال النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله) لعليّ (عليه السّلام): يا أباالحسن انطلق الآن فبع درعك و أتني بثمنها حتى اُهيّئ لك و لابنتي فاطمة ما يصلحكما.

/ 83