لمعة البیضاء فی شرح خطبة الزهراء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

لمعة البیضاء فی شرح خطبة الزهراء - نسخه متنی

محمد علی بن احمد القراچه داغی التبریزی الانصاری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


فاطمة (عليهاالسلام) بعد ان رجعت من المسجد تغيرت على على (عليه السلام) بكلمات فظة ذكرت فى آخر الخطبة الشريفة السابقة تغيرا لم ير مثله منها فى مدة عمرها، و تكلم على (عليه السلام) فى جوابها بما يشتمل على نوع من التسلية، و كانت (عليهاالسلام) تجزع لاجل فدك الى آخر عمرها.

و ما فعلت بالنسبة الى على (عليه السلام) تلك الجرءة و الجسارة مع علمها بانه امام مفترض الطاعة، و لا يليق بمثله هذه المخاطبة من مثلها الا لابداء شناعة ما فعله ابوبكر من تلك الفعلة الفظيعة على الامة، و اثبات كفر العمرين كما فعل موسى (عليه السلام) باخيه من الاخذ بلحيته و الضرب على راسه حتى يعلم القوم شناعة عبادة العجل.

و كيف كانت هى لا تعلم حقيقة المسالة، و هى من معادن النبوة و الوحى و الرسالة و العصمة و الطهارة، محدثة عالمة بالجفر و الجامعة، و كان العمران عالمين بوجه المسالة؟! و هل هذا التمحل الا عنادا او مكابرة، مع انه كان ذلك الامر بمحضر على والحسنين (عليهم السلام)، فلم لم يعرفوها حكم المسالة، و لم يمنعوها عن الخروج الى المسجد فى محضر الخاصة و العامة؟.

و لو كانت بعد الرجوع ساكتة فما كانت تلك المنازعة مع على (عليه السلام)، و التغير فى وجهه، و الشكاية من القوم الى الوفاة جازعة فى كل حال من الحالات، و قد خطب على (عليه السلام) بسبعة ايام قبل موته خطبة مذكورة فى نهج البلاغة، و فيها: (بلى كانت فى ايدينا فدك من كل ما اظلته السماء، فشحت عليها نفوس قوم، و سخت عنها نفوس آخرين، و نعم الحكم الله...)

[نهج البلاغة، الكتاب: 45.] الى آخر الخطبة.

و قد روى فى الروايات الكثيرة من طرق العامة و الخاصة انها اوصت الى على (عليه السلام) ان يدفنها ليلا حتى لا يحضر العمران على صلاتها و تشييعها، و لا يعرفا قبرها و لا يزوراها، كما لم تاذن ان يعوداها فى مرضها.

و فى مصباح الانوار عن الصادق (عليه السلام) قال: دخلت فاطمة (عليهاالسلام) على ابى بكر فسالته فدكا، قال ابوبكر: النبى لا يورث، فقالت: قد قال الله تعالى: (و ورث سليمان داود)

[النمل: 16.] فلما حاجته امر ان يكتب لها، و شهد على بن ابى طالب (عليه السلام) و ام ايمن.

قال: فخرجت فاطمة (عليهاالسلام) فاستقبلها عمر فقال: من اين جئت يا بنت رسول الله؟ قالت: من عند ابى بكر من شان فدك، قد كتب لى بها، فقال عمر: هاتى الكتاب، فاعطته فبصق فيه و محاه- و ساق الحديث الى قوله:- الى ان مرضت (عليهاالسلام)، فجاءا يعودانها فلم تاذن لهما، ثم جاءا ثانية من الغد فاقسم عليها اميرالمؤمنين (عليه السلام) فأذنت لهما، فدخلا عليها و سلما فردت ضعيفا ثم قالت: سالتكما بالله الذى لا اله الا هو اسمعتما رسول الله (صلى الله عليه و آله) يقول فى حقى: من آذاى فاطمة فقد آذانى و من آذانى فقد آذى الله؟ قالا: اللهم نعم، قالت: فاشهدا انكما قد آذيتمانى.

[مصباح الانوار: 246، عنه البحار 29: 157 ح 32. و العوالم 11: 631 ح 21.]

و فى رواية اخرى ان اسماء بنت عميس قالت: طلبنى ابوبكر ان استاذن له على فاطمة (عليهاالسلام) يترضيها، فسالتها ذلك فاذنت له، فلما دخل ولت وجهها الكريم الى الحائط، فسلم عليها فلم ترد، ثم اقبل يعتذر اليها و يقول: ارضى عنى يا بنت رسول الله، فقالت: يا عتيق اخرج فوالله ما كلمتك حتى القى الله و رسوله فاشكوك اليهما.

[مصباح الانوار: 255، عنه البحار 29: 158 ح 33.] و الاخبار فى هذا المعنى كثيرة كما ستاتى اليها الاشارة.

و فى البحار عن عائشة بنت طلحة قالت: دخلت على فاطمة (عليهاالسلام) فرايتها باكية، فقلت لها: بابى انت و امى ما الذى يبكيك؟ فقالت لى: اسائلتى عن هنة حلق بها الطائر، و حفى بها السائر، و رفعت الى السماء اثرا، ورزئت فى

الارض خبرا، ان قحيف تيم و احيول عدى جاريا اباالحسن فى السباق، حتى اذا تفريا بالخناق اسرا له الشنآن، و طوياه الاعلان، فلما خبانور الدين، و قبض النبى الامين، نطقا بفورهما، و نفثا بسورهما، و ادلا بفدك، فيالها كم من ملك ملك، انها عطية الرب الاعلى للنجى الاوفى، و لقد نحلنيها للصبية السواغب من نجله و نسلى، و انها لبعلم الله و شهادة امينه، فان انتزعا منى البلغة، و منعانى اللمظة فاحتسبها يوم الحشر زلفة، و ليجدنها آكلوها ساعرة حميم فى لظى جحيم.

[البحار 29: 182 ح 38، عن امالى الطوسى: 204 ح 52 مجلسى 7.]

قال فى البحار: و من رواياتهم الصحيحة الصريحة فى انها (عليهاالسلام) استمرت على الغضب حتى ماتت ما رواه مسلم

[صحيح مسلم 12: 76، كتاب الجهاد، حكم الفى ء.] و ابوداود

[صحيح ابى داود 3: 142 ح 2968.] فى صحاحهما ان فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه و آله) سالت ابابكر... بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه و آله) ان يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله (صلى الله عليه و آله) مما افاء الله عليه، فقال ابوبكر: ان رسول الله قال: لا نورث ما تركناه صدقة، فغضبت فاطمة فهجرته، فلم تزل بذلك حتى توفيت.

و عاشت بعد رسول الله ستة اشهر الا لياليا، و كانت تساله ان يقسم لها نصيبها مما افاء الله على رسوله من خيبر و فدك و من صدقته بالمدينة، فقال ابوبكر: لست بالذى اقسم ذلك، و لست تاركا شيئا كان رسول الله يعمل فيها الا عملته.

[البحار 29: 329.] و مثله فى جامع الاصول

[جامع الاصول 9: 637 ح 7438.] و غيره.

و روى ابن ابى الحديد عن داود بن المبارك قال: اتينا عبدالله بن موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن و نحن راجعون من الحج فى جماعة، فسالناه عن مسائل و كنت احد من ساله، فسالته عن ابى بكر و عمر، فقال: سئل جدى

عبدالله بن الحسن بن الحسن عن هذه المسالة فقال: كانت امى صديقة بنت نبى مرسل، فماتت و هى غضبى على قوم، فنحن غضاب لغضبها فاذا رضيت رضينا.

[شرح النهج 16: 232 و قريب منه ما رواه السيد ابن طاووس (رحمه الله) فى الطرائف: 252 ح 351 عن الامام الرضا (عليه السلام) حيث قال حينما سئل عن الشيخين: كانت لنا ام صالحة ماتت و هى عليهما ساخطة، و لم ياتنا بعد موتها خبر انها رضيت عنهما.]

و بالجملة قد تحقق فى صحاحهم من رواياتهم الصحيحة ان فاطمة (عليهاالسلام) كانت ساخطة عليه الى ان ماتت.

قال فى الانوار بعد ذكر جملة من اخبارهم فى هذا المعنى: و يعجبنى نقل مباحثة جرت بين شيخنا البهائى (رحمه الله) و بين عالم من علماء مصر- و هو اعلمهم و افضلهم-، و قد كان شيخنا البهائى (رحمه الله) يظهر بذلك العالم انه على دينه، فقال له: ما تقول الرافضة التى قبلكم فى الشيخين؟ فقال البهائى: قد ذكروا لى حديثين فعجزت عن جوابهم، فقال له: ما يقولون؟

قلت: يقولون ان مسلما روى فى صحيحه ان رسول الله (صلى الله عليه و آله) قال: من اذى فاطمة فقد آذانى و من آذانى فقد آذى الله، و من آذى الله فقد كفر، و روى ايضا مسلم بعد هذا الحديث بخمسة اوراق ان فاطمة (عليهاالسلام) خرجت من الدنيا و هى غاضبة على ابى بكر و عمر، فما ادرى ما التوفيق بين هذين الحديثين؟!

فقال له العالم: دعنى الليلة انظر، فلما صار الصبح جاء ذلك العالم و قال للبهائى (رحمه الله): الم اقل لك ان الرافضة تكذب فى نقل الاحاديث، البارحة طالعت الكتاب فوجدت بين الخبرين اكثر من خمسة اوراق. هذا اعتذاره من معارضة الحديثين، انتهى.

[الانوار النعمانية 1: 93.]

و روى ابن ابى الحديد عن فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) قالت: لما اشتد بفاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه و آله) الوجع و ثقلت فى علتها اجتمع عندها

نساء المهاجرين و الانصار، فقلن لها: كيف اصبحت يا بنة رسول الله؟ قالت: و الله اصبحت عائفة لدنياكم...

[شرح النهج 16: 233.] الى آخر ما سياتى فى بيان حالات مرضها (عليهاالسلام).

ثم قال ابن ابى الحديد: قلت: هذا الكلام و ان لم يكن فيه ذكر فدك و الميراث الا انه من تتمة ذلك، و فيه ايضاح لما كان عندها، و بيان لشدة غيظها و غضبها.

[شرح النهج 16: 234.]

و قال ايضا بعد نقل ما ذكره المرتضى (رحمه الله) فى رد قاضى القضاة فيما ادعاه من ان فاطمة لما سمعت الخبر عن ابى بكر كفت عن الطلب، لان طلبها انما كان من جهة عدم العلم بصدور الرواية، فلما علمت به سكتت فاصاب اولا و اصبت ثانيا مما تمسك به المرتضى (رحمه الله) فى رده من الخبر المشتمل على جملة من الخطبة الصادرة عنها المشتملة على التظلم و الشكاية مع كلام آخر فى المرحلة: قلت: ليس فى هذا الخبر ما يدل على فساد ما ادعاه قاضى القضاة، لانه ادعى انها نازعت و خاصمت، ثم كفت لما سمعت الرواية و انصرفت تاركة للنزاع راضية بموجب الاخبار.

و ما ذكره المرتضى من هذا الكلام لا يدل الا على سخطها حال حضورها، و لا يدل على انها بعد رواية الخبر، و بعد ان اقسم لها ابوبكر بالله تعالى انه ما روى عن رسول الله (صلى الله عليه و آله) الا ما سمع منه، انصرفت ساخطة، و لا فى الحديث المذكور و الكلام المروى ما يدل على ذلك، و لست اعتقد انها انصرفت راضية كما قال قاضى القضاة، بل اعلم انها انصرفت ساخطة و ماتت و هى على ابى بكر واجدة، ولكن لا من هذا الخبر بل اخبار اخر، كان الاولى بالمرتضى ان يحتج بها على ما يرويه فى انصرافها ساخطة و موتها على ذلك السخط، و اما هذا الخبر و هذا الكلام فلا يدل على هذا المطلوب.

[شرح النهج 16: 253.]

الرابعة: ذكر الفاضل المجلسى (رحمه الله): ان المخالفين رووا فى صحاحهم اخبارا كثيرة فى ان من خالف الامام و خرج من طاعته، و فارق الجماعة، و لم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية.

و روى فى جامع الاصول من صحيح مسلم و النسائى عن ابى هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله) من خرج من الطاعة و فارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية.

[جامع الاصول 4: 70 ح 2053، عن صحيح مسلم 12: 239 كتاب الامارة، و صحيح النسائى 7: 123.]

و روى البخارى و مسلم فى صحيحيهما، و روى فى جامع الاصول ايضا عنهما عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): من كره من اميره شيئا فليصبر، فانه من خرج من طاعة السلطان شبرا مات ميتة جاهلية.

[صحيح البخارى 9: 702 ح 1962، كتاب الاحكام، صحيح مسلم 12: 240 كتاب الامارة، جامع الاصول 4: 69 ح 2052.]

و فى رواية اخرى: فليصبر فان من فارق الجماعة شبرا فمات مات ميتة جاهلية.

[صحيح مسلم 12: 240 كتاب الامارة.]

و روى فى صحيح مسلم و جامع الاصول ايضا عن نافع قال: لما خلعوا يزيد و اجتمعوا على ابن مطيع اتاه ابن عمر، فقال عبدالله: اطرحوا لابى عبدالرحمن و سادة، فقال له عبدالله بن عمر: انى لم آتك لاجلس، اتيتك لاحدثك حديثا سمعته من رسول الله يقول: من خلع يدا من طاعة لقى الله يوم القيامة و لا حجة له، و من مات و ليس فى عنقه بيعة مات ميتة جاهلية.

[صحيح مسلم 12: 240 كتاب الامارة، جامع الاصول 4: 78 ح 2064.]

و اما من طرق اصحابنا فالاخبار فيه اكثر من ان تحصى، و ستاتى فى مظانها، فنقول: لا اظنك ترتاب بعد ما اسلفناه من الروايات المنقولة من طريق المخالف

و المؤالف فى ان فاطمة (عليهاالسلام) كانت ساخطة عليهم، حاكمة بكفرهم و ضلالهم، غير مذعنة بامامتهم و لا مطيعة لهم، و انها قد استمرت على تلك الحالة حتى سبقت الى كرامة الله و رضوانه.

فمن قال بامامة ابى بكر لا محيص له عن القول بان سيدة نساءالعالمين، و من ظهرها الله فى كتابه من كل رجس، و قال النبى (صلى الله عليه و آله) فى فضلها ما قال، قد ماتت ميتة جاهلية و ميتة كفر و ضلال و نفاق، و لا اظن ملحدا او زنديقا يرضى بهذا القول الشنيع، انتهى.

[البحار 29: 330- 332.]

مع انه قد ثبت سابقا بالآيات و الاخبار و الاجماع و الضرورة كونها (عليهاالسلام) معصومة مطهرة البتة.

و ما جرى فى قصة فدك، و صدر عنها من الانكار على ابى بكر، و مجاهرتها بالحكم بكفره و كفر طائفة من الصحابة و فسقهم تصريحا و تلويحا، و تظلمها و غضبها على ابى بكر، و هجرتها و ترك كلامها حتى ماتت، لو كانت معصية على خلاف الشريعة لكانت من المعاصى الظاهرة التى قد اعلنت بها على رؤوس الاشهاد، و اى ذنب اظهر و افحش من مثل هذا الرد و الانكار على الخليفة المفترض الطاعة على العالمين بزعمهم.

فلا محيص لهم عن القول ببطلان خلافة خليفتهم المنصوب باختيار بعض فسقة الامة تبعا لاغراضهم الفاسدة و اهوائهم الكاسدة، تحرزا عن اسناد هذه المعصية الكبرى الى سيدة النساء، فظهر من المقدمتين بطلان دعوى ابى بكر فى فدك و الخلافة، و انه لم يكن له حق فيهما و لو قدر قلامة.

الخامسة: قد ثبت بالاخبار المتظافرة عند الفريقين ان عليا (عليه السلام) لا يفارق الحق و الحق لا يفارقه بل يدور معه حيثما دار، و انه الفاروق بين الحق و الباطل، و ان من اتبعه اتبع الحق و من تركه ترك الحق، و قد اعترف اعاظم العامة

كابن ابى الحديد و غيره بصحة هذا الخبر.

و روى ابن بطريق عن السمعانى فى كتاب فضائل الصحابة باسناده عن عائشة قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه و آله) يقول: على مع الحق و الحق مع على، و لن يفترقا حتى يردا على الحوض.

[راجع البحار 29: 343 ح 11.]

و روى ابن شيروية الديلمى فى الفردوس بالاسناد عن اميرالمؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): رحم الله عليا، اللهم ادر الحق معه حيثما دار.

[الفردوس 2: 390 ح 3050، عنه البحار 29: 343 ح 12.]

و روى فى كشف الغمة و المناقب و غيرهما اخبارا كثيرة من كتب المخالفين فى ذلك، مضافة الى الاخبار الاخر فى المقامات الاخر من كون على (عليه السلام) اقضى الناس، و اعلمهم، و اتقاهم، و افضلهم الى غير ذلك مما ملا الخافقين، و رفع الشبهة عن البين.

و لا ريب على من له ادنى تتبع فى الآثار، و تنزل قليلا عن درجة التعصب و الانكار فى ان اميرالمؤمنين (عليه السلام) كان يرى فدكا حقا لفاطمة (عليهاالسلام)، و قد اعترف بذلك جل اهل الخلاف، و رووا انه شهد لما فى ذلك بل خاصم مع ابى بكر و عمر هنالك، و لذلك تراهم يجيبون تارة بعدم قبول شهادة الزوج، و تارة بان ابابكر يمض شهادة على (عليه السلام) لانه يجر النفع الى نفسه، و شهادة ام ايمن لقصورها عن نصاب الشهادة.

فهل يشك عاقل فى حقية دعوى كان المدعى فيها سيدة نساءالعالمين من الاولين و الآخرين باتفاق المخالفين و المؤالفين، مع اتصافها بالفضائل الغير المحصورة التى ملئت منها صحائف الاولين، و الشاهد لها اميرالمؤمنين (عليه السلام) الذى قال فيه سيدالمرسلين ما قال، مما اشرنا اليه فى هذا المجال من عدم مفارقته الحق و ملازمة الحق معه، الى غير ذلك من الفضائل الجمة التى مر

نبذ يسير منها فى تلك المرحلة، على انه قد تقرر عند الخاصة و العامة قوله (صلى الله عليه و آله): (اقضاكم على)

[شرح النهج لابن ابى الحديد 1: 18، محاضرات الادباء 4: 479، و البحار 40: 87.] مع قطع النظر فى سائر فضائله المأثورة، و علم القاضى حجة فليس لغير القاضى ان يطلب بالشهادة و بعد الشهادة يرد شهادته.

الفصل الثانى


و اما الفصل الثانى المشتمل على تحقيق الحال فى المسالة الفروعية، فالكلام فيه مبتن على تحقيق مسالتين من المسائل الفقهية، و هما مسالتا دعوى الزهراء (عليهاالسلام) فدكا من باب النحلة، ثم دعواها كونها ارثا لها من ابيها رسول الله (صلى الله عليه و آله)، فى ضمن هذا التحقيق يتحقق عند كل احد ممن له ادنى دربة من الخاصة و العامة ان فاطمة (عليهاالسلام) كانت محقه فى دعوى فدك البتة حينئذ، و انها كانت لها مختصة بها اما على سبيل النحلة و العطية، او على سبيل الارثية.

و ان ابابكر كان غاصبا حقها ظالما لها، و انه ما كان عارفا بالمسائل الشرعية، و ان طلبه البينة من الزهراء (عليهاالسلام) كان غلطا من جهة الاصول و القواعد الفرعية، و انه ما كان يعرف الفرق بين المدعى و المنكر، و ان جرحه شهود الزهراء (عليهاالسلام) بما جرح مثل طلبه منها البينة، و كذا نقله الرواية التى تمسك بها فى نفى توريث الانبياء، و ان كل ذلك لم يكن له وجه بالمرة.

فنقول: اعمل انه قد تبين مما ذكر من الاخبار و الروايات، و الخطب و الاحتجاجات المذكورة فى امر فدك، و ادعاء فاطمة (عليهاالسلام) لها انه كان لفاطمة فيها دعويان:

اولاهما و هى الدعوى الحقيقية ان فدك كانت نحلة و عطية لها من قبل ابيها فى حال حياته، و كانت فى تصرفها و قبضها، و كان فيها وكيلها حتى اخرجه

ابوبكر منها يوم تصدى لامر الخلافة و غصبها.

ثانيهما و هى الدعوى الصورية الصادرة على سبيل التنزل عن الدعوى الاولى من باب المماشاة مع الخصم و تبكيته فى المرحلة الثانية، انها كانت ارثا لها من ابيها و لم يكن له وارث غيرها، فلابد حينئذ ان تكون فدك لها اما من باب النحلة و العطية او من باب الارث البتة.

و ذكر بعضهم: ان دعوى النحلة كانت متاخرة عن دعوى الارث، و ان فاطمة (عليهاالسلام) قالت فى تحرير دعواها اولا ان فدكا ملكى و ارثى و هى فى تصرفى، فتمسك ابوبكر بروياة الصدقة، فقالت (عليهاالسلام): فعليك يا ابابكر ان تثبت حديث الصدقة، فلما اصر ابوبكر على الالتزام برواية الصدقة قالت فاطمة (عليهاالسلام): انه لو كانت رواية الصدقة ايضا صحيحة ففدك لم تكن تركة، لان النبى (صلى الله عليه و آله) و هبها لى و اعطانى بذلك وثيقة.

فطلب حينئذ ابوبكر البينة، فلما اتت (عليهاالسلام) بشهودها مع كونها صادقة مصدقة، مطهرة من الكذب و غيره من الرذائل القولية، و الفعلية، و الطبيعية بشهادة الله تعالى فى آية التطهير، و شهادة رسوله البشير النذير، و من اصدق من الله و رسوله قيلا، و من اصدق منهما حديثا، رد ابوبكر حينئذ الشهود، و جرحهم بماليس منه فى الشريعة عين و لا اثر على ما سيذكر.

و لا يخفى ان هذا ضعيف جدا بل باطل بلا كلام لوجوه كثيرة لا يناسب ذكرها المقام، و لا حاجة اليه بعد وضوح المرام، كما لا يخفى لاولى الافهام.

و فى شرح ابن ابى الحديد انه قد ذهب ابوعلى من العامة الى ان دعوى الارث كانت متقدمة على دعوى النحلة، و تعجب منه المرتضى (رحمه الله) و قال: انا لا نعرف له غرضا فى ذلك، لانه لا يصح له بذلك مذهب و لا يبطل على مخالفيه مذهب.

ثم قال الشارح المزبور: و المرتضى لم يقف على مراد الشيخ ابى على فى ذلك، و هذا شى ء يرجع الى اصول الفقه، فان اصحابنا استدلوا على جواز

/ 83