لمعة البیضاء فی شرح خطبة الزهراء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

لمعة البیضاء فی شرح خطبة الزهراء - نسخه متنی

محمد علی بن احمد القراچه داغی التبریزی الانصاری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




مفعلة، و المراد دفع العديلة، أو بمعنى المصدر أي دعاء دفع العدول المذكور، و ذكر في زبدة المعارف الوجه الأوّل وحده في وجه التسمية.


و الثاني مقام العمل بالشريعة، فيريد الشيطان أبداً أن يضلّ الانسان و يغويه، و يوقعه في المعصية و يوبقه، و هذا هو الهلاك العارضي و العذاب المنقرض، فهناك هلاكة كبرى و هلاكة صغرى، و أولاد رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) ممّا سوى الأئمة المعصومين و إن كانوا مأمونين من الهلاكة الكبرى من جهة الانتساب الى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله)، و الانتماء الى فاطمة الزهراء (عليهاالسّلام) من جهة كونها أحصنت فرجها فحرّم اللَّه ذريّتها على النار أي الخلود في العذاب، حيث انّه لا يخرج أحد منهم من الدنيا الّا مؤمناً خالص الايمان و الايقان، و لا يجي ء فيهم شبهة الكفر عند عروض سكرة الموت و طروّ حسرة الفوت، لكنّهم على خطر عظيم من الهلاكة الصغرى.


كما قال السجاد (عليه السّلام) للأصمعي: يا أصمعي خلقت النار لمن عصى اللَّه و لو كان سيداً قرشياً، و خلقت الجنّة لمن أطاع اللَّه و لو كان عبداً حبشيّاً، على ما ذكر عن كتاب المناقب انّه روى الأصمعي فقال: كنت ليلة في الطواف بعد موهن من الليلة، فرأيت شابّاً متعلّقاً بأستار الكعبة يناجي ربّه و يقول:


«الهي و مولاي نامت العيون، و غارت النجوم، و أنت ملك حيٌّ قيّوم، و قد أغلقت الملوك عليها أبوابها، و طاف عليها حرّاسها، و أنت يا مولاي بابك مفتوح للداخلين، و رفدك مبذول للسائلين، يا من يجيب دعاء المضطرّ في الظلم يا كاشف الضرّ و البلوى مع السقم قد نام و فدك حول البيت قاطبة، و أنت يا حيّ يا قيّوم لم تنم، أدعوك يا ربّ حزناً دائماً قلقاً، فارحم بكائي بحق البيت و الحرم، و هب لي بجودك فضل العفو عن جرمى، يا من أشار اليه الخلق في الحرم، إن كان عفوك لا يرجوه ذو سرف، فمن يجود على العاصين بالنعم».


ثم قال:




  • ألا يا رجائي أنت كاشف كربتي
    فزادي قليل لا أراه مبلّغي
    أتيت بأعمال قباحٍ رديّة
    أتحرقني بالنّار يا غاية المُنى
    فأين رجائي ثم أين مخافتي



  • فهب لي ذنوبي كلّها واقض حاجتي
    على الزاد أبكي أم لبعد مسافتي
    و ما في الورى عبد جنى كجنايتي
    فأين رجائي ثم أين مخافتي
    فأين رجائي ثم أين مخافتي



فكرّر البيت الى أن غُشي عليه، فقلت: من هذا؟ قيل: هو السجّاد زين العابدين عليّ بن الحسين (عليهماالسّلام).


فذهبت اليه فرفعت رأسه و وضعته على حجري، و بكيت عليه رحمة له، فوقع من قطرات دمعي على و جنتيه، ففتح عينيه و قال: من هذا الذي أشغلني عن ذكر مولاي؟ فقلت: عبدك الأصمعي، ثم قلت: يا مولاي ممّ هذا الحزن و العويل و البكاء الطويل، و أنتم أهل بيت العصمة و الطهارة، و فيكم نزلت آية التطهير؟!.


فقال: يا أصمعي هيهات هيهات، خُلقت النار لمن عصى اللَّه- الى آخر ما مرّ- ثم قال (عليه السّلام): أما سمعت قوله تعالى: «فاذا نُفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذٍ و لا يتساءلون»


[المؤمنون: 101.

، انتهى


[المناقب لابن شهراشوب 4: 150، باختلاف كثير.


قال المقرّم (رحمه اللَّه) في كتاب (الامام زين العابدين (عليه السّلام)) ص 259: و هذا لا يصح عن الأصمعي، لأنّ السجاد (عليه السّلام)- كما في ارشاد الشيخ المفيد- توفي بالمدينة سنة (95)، و الأصمعي- كما في تاريخ بغداد ج 10 ص 419- توفي سنة (216) عن ثمان و ثمانين سنة، فتكون ولادته سنة (128) تقريباً بعد شهادة السجاد (عليه السّلام) بثلاث و ثلاثين سنة، نعم يمكن أن تصحّ القصّة مع الامام الكاظم (عليه السّلام)، فانّه ولد سنة (128) و استشهد سنة (183)، أو الرضا (عليه السّلام) المولود سنة (148) و المستشهد سنة (203).



و عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) انّه: كان عليّ بن الحسين (عليه السّلام) يقول: لمحسننا كِفلان من الأجر، و لمسيئنا ضعفان من العذاب


[معاني الأخبار: 106 ح 1، عنه البحار 43: 230 ح 2.]]


و كذا الحكم في أزواج النبي (صلّى اللَّه عليه و آله)، قال تعالى: «يا نساء النبي


من يأت منكنّ بفاحشة مبيّنة يضاعف لها العذاب ضعفين و كان ذلك على اللَّه يسيراً. و من يقنت منكنّ للَّه و رسوله و تعمل صالحاً نؤتها أجرها مرّتين و أعتدنا لها رزقاً كريماً»


[الاحزاب: 30 و 31.]


و ذلك لزيادة العلم و المعرفة، و تفاوت القرب و المنزلة، فصار الذنب منهنّ أقبح، و الطاعة منهنّ أحسن، و كذلك الحكم في العلماء للعلّة المذكورة، حتى ورد انّه يغفر من الجاهل سبعون سيّئة، و قد لا يغفر من العالم سيّئة واحدة


[البحار 2: 27 ح 5.]


و امّا سائر الرعيّة فهم في محلّ الخطر في كلّ مرحلة، قال (صلّى اللَّه عليه و آله): هلك العالَمون الّا العالِمون، و هلك العالِمون الّا العاملون، و هلك العاملون الّا الموحّدون، و هلك الموحّدون الّا المخلصون، و المخلصون على خطر عظيم.


تتميم: (الكلام في انّ ولد البنت ولدٌ)



عن أبي الجارود قال: قال أبو جعفر الباقر (عليه السّلام): يا أبا الجارود ما يقولون في الحسن و الحسين (عليهماالسّلام)؟ قلت: ينكرون علينا انّهما ابنا رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله)، قال (عليه السّلام): فبأيّ شي ء احتججتم عليهم؟ قلت: بقول اللَّه تعالى في عيسى بن مريم: «و من ذرّيته داود و سليمان و أيّوب و يوسف و موسى و هارون و كذلك نجزي المحسنين- و زكريّا و يحيى و عيسى و إلياس كلّ من الصالحين»


[الأنعام: 84- 85.] فجعل عيسى (عليه السّلام) من ذرّية ابراهيم (عليه السّلام).


و احتججنا عليهم بقوله تعالى: «قل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم...»


[آل عمران: 61.]] الآية، قال (عليه السّلام): فأيّ شي ء قالوا؟ قلت: قالوا: قد يكون ولد البنت من الولد و لا


يكون من الصلب.


قال: قال أبو جعفر (عليه السّلام): و اللَّه يا أبا الجارود لأعطينّك من كتاب اللَّه آية لا يردّها الّا كافر، قال: قلت: جعلت فداك و أين؟ قال: حيث قال اللَّه تعالى: «حرّمت عليكم اُمّهاتكم و بناتكم و أخواتكم- الى قوله تعالى- و حلائل أبنائكم الذين من أصلابكم»


[النساء: 23.] و سلهم يا أبا الجارود هل يحلّ لرسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) نكاح حليلتهما، فان قالوا نعم فكذبوا، و ان قالوا لا فهما و اللَّه ابنا رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله)، و ما حرمت عليه الّا للصلب


[الاحتجاج 2: 175 ح 204، عنه البحار 43: 232 ح 8، و في الكافي 8: 317 ح 501، و تفسير القمي 1: 209.]


و في احتجاجات الكاظم (عليه السّلام) مع الرشيد على ما روى الطبرسي (رحمه اللَّه) من جملة حديثٍ طويل الذيل، انّه سأل الرشيد في جملة ما سأل في هذا المجلس مخاطباً له (عليه السّلام): لِمَ جوّزتم للخاصّة و العامّة أن ينسبوكم الى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله)، و يقولوا لكم: يا بني رسول اللَّه، و أنتم بنو عليّ، و انّما ينسب المرء الى أبيه، و فاطمة هي و عاء و النبي جدّكم من قبل امّكم؟!.


فقال (عليه السّلام): يا أميرالمؤمنين لو انّ رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) نشر فخطب اليك كريمتك هل كنت تجيبه؟ فقال: سبحان اللَّه و لم لا اُجيبه؟ بل افتخر على العرب و العجم و قريش بذلك، فقال له: لكنّه (صلّى اللَّه عليه و آله) لا يخطب اليّ و لا اُزوّجه، قال الرشيد: و لم؟ قال (عليه السّلام): لانّه و لدني و لم يلدك، فقال: أحسنت يا موسى.


ثم قال: كيف قلتم انّا ذرّية النبي و النبي (صلّى اللَّه عليه و آله) لم يعقّب، و انّما العقب للذكر لا للاُنثى، و أنتم ولد للبنت و لا يكون لها عقب؟.


فقال (عليه السّلام) له (عليهم السّلام): أسألك بحقّ القرابة و القبر و من فيه الّا أعفيتني عن هذه المسألة، فقال: لا أو تخبرني بحجّتكم فيه يا ولد عليّ، و أنت يا


موسى يعسو بهم و امام زمانهم، كذا اُنهى اليّ، و لست أعفيك في كلّ ما أسألك عنه حتى تأتيني فيه بحجّة من كتاب اللَّه، و أنتم تدّعون معشر ولد عليّ انّه لا يسقط عنك منه شي ء ألف و لا واو الّا تأويله عندكم، و احتججتم بقوله تعالى: «ما فرّطنا في الكتاب من شي ء»


[الانعام: 38.] و استغنيتم عن رأي العلماء و قياسهم.


فقال (عليه السّلام): تأذن لي في الجواب؟ قال: هات، فقال (عليه السّلام): أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم، بسم اللَّه الرحمن الرحيم، «و من ذرّيته داود و سليمان و أيّوب و يوسف و موسى و هارون و كذلك نجزي المحسنين- و زكريّا و يحيى و عيسى و الياس كلّ من الصالحين»


[الانعام: 84 و 85.] من أب عيسى يا أميرالمؤمنين؟ فقال: ليس لعيسى أب.


فقال (عليه السّلام): انّما ألحقناه بذراري الأنبياء من طريق مريم (عليهاالسّلام)، و كذلك اُلحقنا بذراري النبي (صلّى اللَّه عليه و آله) من قبل اُمّنا فاطمة (عليهاالسّلام)، و ازيدك يا أميرالمؤمنين، قال: هات، قال (عليه السّلام): قول اللَّه تعالى: «فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم و نساءنا و نساءكم و أنفسنا و أنفسكم...»


[آل عمران: 61.] الاية، و لم يدّعِ أحد أنّه أدخل النبي (صلّى اللَّه عليه و آله) تحت الكساء عند مباهلة النصارى الا عليّ بن أبي طالب، و فاطمة، و الحسن، و الحسين (عليهم السّلام)، أبناءنا: الحسن و الحسين، و نساءنا: فاطمة، و أنفسنا: عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)... الحديث


[الاحتجاج 2: 338 ح 271، و في البحار 48: 125 ح 2 عن عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 1: 225 ح 91.]


و عن يحيى بن يعمر العامري قال: بعث اليّ الحجّاج فقال: يا يحيى أنت الذي تزعم انّ ولدي عليّ من فاطمة ولد رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله)؟ قلت له: إن


أمنتني تكلّمت، قال: أنت آمن.


قلت: نعم، أقرأ عليك كتاب اللَّه، انّ اللَّه تعالى يقول: «و وهبنا له اسحاق و يعقوب كلاًّ هدينا- الى أن قال- و زكريا و يحيى و عيسى و الياس كلّ من الصالحين»


[الانعام: 84 و 85.] و عيسى كلمة اللَّه و روحه ألقاها الى العذراء البتول، و قد نسبه اللَّه تعالى الى أبراهيم (عليه السّلام).


قال: ما دعاك الى نشر هذا و ذكره؟ قلت: ما استوجب لأهل العلم في علمهم ليبيّنوه للنّاس و لا يكتموه، قال: صدقت و لا تعودنّ لذكر هذا و نشره


[البحار 43: 228 ضمن حديث 1، عن بعض كتب المناقب، و في فرائد السمطين 2: 75 ح 397 و نحوه في الدر المنثور 3: 311/ سورة الانعام.]


و في خبر آخر مرسل عن عامر الشعبي قال: بعث اليّ الحجاج ذات ليلة، فخشيت فقمت و توضّأت و أوصيت ثم دخلت عليه، فنظرت فاذا نطع


[النطع- بالكسر و بالفتح و بالتحريك-: بساط من الأديم.] منشور و سيف مسلول، فسلّمت عليه فردّ عليّ السلام.


فقال: لا تخف فقد أمنتك الليلة و غداً الى الظهر، و أجلسني عنده، ثم أشار فأتى برجل مقيّد مكبول بالأغلال و الكبول، فوضعوه بين يديه فقال: انّ هذا الشيخ يقول: انّ الحسن و الحسين كانا ابني رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله)، ليأتينّي بحجة من القرآن و الّا لأضربنّ عنقه.


فقلت: يجب أن تحلّ قيوده فانّه اذا احتجّ فانّه لا محالة ذاهب، و إن لم يحتجّ فانّ السيف لا يقطع هذا الحديد، فحلّوا قيوده و كبوله فنظرت فاذا هو سعيد بن جبير، فحزنت بذلك و قلت في نفسي: كيف يجد حجّة على ذلك من القرآن.


فقال له الحجّاج: ايتني بحجّة من القرآن على ما ادّعيت و الّا أضرب عنقك، فقال له: انتظر، فسكت ساعة ثم قال له مثل ذلك، فقال: انتظر، فسكت ساعة، ثم قال مثل ذلك، فقال: أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم «و وهبنا له اسحاق و يعقوب


- الى قوله- و كذلك نجزي المحسنين».


ثم سكت و قال للحجّاج اقرأ ما بعده، فقرأ: «و زكريّا و يحيى و عيسى»


[الانعام: 84 و 85.] فقال سعيد: كيف يليق ها هنا عيسى، قال: انّه كان من ذرّيته، قال: إن كان عيسى من ذرّية ابراهيم (عليه السّلام) و لم يكن له أبٌ، بل كان ابن بنته فنسب اليه مع بُعْدِهِ، فالحسن و الحسين (عليهماالسّلام) أولى أن يُنسبا الى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) مع قربهما منه، فأمر له بعشرة آلاف دينار، و أمر بأن يحملوا ما معه الى داره، و أذن له في الرجوع.


قال الشعبي: فلمّا أصبحت قلت في نفسي: قد وجب عليّ أن آتي هذا الشيخ فأتعلّم منه معاني القرآن، لانّي كنت أظنّ انّي أعرفها فاذا أنا لا أعرفها، فأتيته فاذا هو في المسجد و تلك الدنانير بين يديه يفرّقها عشراً عشراً و يتصدّق بها، ثم قال: هذا كلّه ببركة الحسن و الحسين (عليهماالسّلام)، لئن كنّا أغممنا واحداً لقد أفرحنا ألفاً و أرضينا اللَّه و رسوله (صلّى اللَّه عليه و آله)


[البحار 43: 229 ضمن حديث 1، عن بعض كتب المناقب.]


و يدلّ على ذلك أيضاً ما في الخبر النبوي (صلّى اللَّه عليه و آله) للحسنين (عليهماالسّلام): ابناي هذان امامان قاما أو قعدا


[البحار 37: 7، مناقب ابن شهرآشوب 3: 367.]


و قوله (صلّى اللَّه عليه و آله) للحسن (عليه السّلام): ابني هذا سيد


[صحيح البخاري 5: 92 ح 257، عنه العمدة: 396 ح 796، مناقب ابن شهرآشوب 4: 20، عنه البحار 43: 298 ح 61، كنز العمال 12: 115 ح 34263.]


و قوله (صلّى اللَّه عليه و آله) أيضاً في الحسين (عليه السّلام): لا تزرموا ابني، أي لا تقطعوا عليه بوله


[مناقب ابن شهرآشوب 4: 71، عنه البحار 43: 296 ح 57، و مستدرك الوسائل 2: 556 ح 2712، نحوه.] لمّا بال في حجره و أراد بعض نسائه- و هي ام سلمة كما في بعض الأخبار- أن ترفعه من حجره.


و قوله (صلّى اللَّه عليه و آله): ارموا بني اسماعيل فانّ أباكم كان رامياً


[مستدرك الحاكم 2: 103 ح 2465، جامع الأحاديث 1: 416 ح 2843.]


و قوله تعالى: يا بني آدم يا بني اسرائيل، و قوله تعالى: «يوصيكم اللَّه في أولادكم»


[النساء: 11.]


و انّه كان يقال للصادق (عليه السّلام) كثيراً: أنت ابن الصدّيق، لانّ اُمّه امّ فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، و زوجة القاسم كانت بنت عبدالرحمان بن أبي بكر، و كان (عليه السّلام) يقول: و لدني أبو بكر مرّتين


[كشف الغمة 2: 374.]


و انّه ورد في الأخبار انّه ينادي يوم القيامة منادياً: أهل الجمع غضّوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة (عليهاالسّلام)


[راجع البحار 43: 220 ح 4، مستدرك الحاكم 3: 166 ح 4728.]، فلا يغضّ من كان هو من نسلها مطلقاً، و انّ الولد انّما يخلق من نطفة الأب و الام معاً، و انّ أهل العرف مجتمعون على اطلاق الولد و العقب و الذريّة و نحو ذلك على ولد البنت بلا شبهة.


و قد حكى انّ الرشيد أمر وزيره عليّ بن يقطين أن يخيط لأولاده ثياباً جديدة ليوم العيد، و كان له بنت مزوّجة مات زوجها فرجعت الى دار أبيها الرشيد، و عندها أولاد صغار هم أحفاد الرشيد، و كان ابن يقطين (رحمه اللَّه) شيعيّاً مشهوراً، و كان يسمع من الرشيد و تبعته كثيراً في مقام ردّ اطلاق أولاد رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) على ذرّية فاطمة (عليهاالسّلام) انّ أولاد، البنت ليسوا بأولاد استدلالاً بقول الشاعر: بنونا بنوا أبنائنا....


فأحضر ليوم العيد ثياباً جديدة لجميع أولاده سوى هؤلاء الصغار، فجاؤوا يوم العيد الى الرشيد باكين محزونين، فغضب الرشيد على عليّ بن يقطين و قال: لم تركت هؤلاء الصغار، و لم تحضر لهم ثياباً جديدة مثل سائر أولادي؟


قال: ما أمرتني بذلك، قال: ألم آمرك بتجديد ثياب أولادي؟ قال: نعم و لكن


أنتم تقولون أولاد البنت ليسوا بأولاد، فتنبّه الرشيد.


و البيت المذكور قيل من مجعولات العامة في ترويج هذه الشبهة، و على فرض عدم الجعل فهو محمول على المبالغة، أو على النظر العرفي، أو على المجازيّة بملاحظة طرف قوّة الابن، أو بلحاظ انّ أولاد البنت تكون في دار رجل آخر غالباً، أي عند أبيهم و خيرهم و شرّهم معه، و لا يكون للجدّ اُنس كثير بهم بخلاف أولاد الابن في ذلك غالباً.


كلام ابن أبي الحديد في انّ الحسنين ابنا رسول اللَّه



و قال ابن أبي الحديد في شرح قول عليّ (عليه السّلام) في بعض أيّام صفين حين رأى ابنه الحسن (عليه السّلام) يتسرّع الى الحرب: املكوا عنّي هذا الغلام لا يهدّني، فانّي انفس بهذين، أعني الحسن و الحسين، لئلّا ينقطع بهما نسل رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله).


فان قلت: أيجوز أن يقال للحسن و الحسين (عليهماالسّلام) و ولدهما أبناء رسول اللَّه، و ولد رسول اللَّه، و ذرّية رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله)، و نسل رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله)؟ قلت: نعم لأنّ اللَّه سمّاهم أبناءه في قوله تعالى: «فقل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم»


[آل عمران: 61.]


و انّما عنى الحسن و الحسين (عليهماالسّلام)، و لو أوصى لولد فلان بمال دخل فيه أولاد البنات، و سمّى اللَّه عيسى ذرّية ابراهيم (عليه السّلام)، و لم يختلف أهل اللغة في انّ ولد البنات من نسل الرجل.


فان قلت: فما تصنع بقوله تعالى: «ما كان محمد أبا أحدٍ من رجالكم»


[الاحزاب: 40.]؟ فقلت: أسألك من اُبوّته لابراهيم بن مارية، فكلّما تجيب به عن ذلك فهو جوابي عن


الحسن و الحسين.


و الجواب الشامل للجميع انّه عنى زيد بن حارثة، لأنّ العرب كانت تقول زيد ابن محمد (صلّى اللَّه عليه و آله) على عادتهم في تبنّي العبد، فأبطل اللَّه ذلك و نهى عن سنّة الجاهليّة و قال:


انّ محمداً (صلّى اللَّه عليه و آله) ليس أباً لواحد من الرجال البالغين المعروفين بينكم، و ذلك لا ينفي


[أثبتناه من المصدر، و في النسخة: لا يخفى.] كونه أبا الأطفال الذين لم يطلق عليهم لفظة الرجال كابراهيم و الحسن و الحسين


[شرح نهج البلاغة 11: 26 باب 200، عنه البحار 43: 234 ح 10.]، الى آخر ما ذكره، و في هذا المقام تفصيلات مذكورة في الأخبار و كلمات العلماء الأخيار، و لا حاجة الى ذكرها و التعرّض لها في المضمار.


الكلام في بعض فضائل الزهراء



و قد ورد في فضل الزهراء (عليهاالسّلام) من أخبار الخاصّة و العامّة مالا يدفعها يد الانكار، حتى صار فضلها في الاشتهار مثل الشمس في رابعة النهار، فأقرّ بفضلها الأخيار و الأشرار، و الأبرار و الفجّار، و اعترف بنبلها الأولياء و الأعداء، و الأجانبة و الأقرباء:




  • و الفضل ما شهدت به الأعداء
    و الحسن ما اعترفت به الضّرّاء



  • و الحسن ما اعترفت به الضّرّاء
    و الحسن ما اعترفت به الضّرّاء




و قد قال ابن أبي طلحة الشافعي


[مطالب السؤول: 6.] و هو من أعاظم العامّة العميآء: انّ كلّ واحد من الأئمة الأحد عشر عليهم صلوات اللَّه الملك المتعال في أعلى درجة الكمال، و لهم من جهة انتسابهم الى فاطمة الزهراء (عليهاالسّلام) شرف فوق الشرف، و كمال فوق الكمال، فزادهم اللَّه فضل شرف و شرف فضل، و نيل قدر و قدر نيل، و محلّ علوّ و علوّ محلّ، و أصل تطهّر و تطهّر أصل.


فانّ فاطمة (عليهاالسّلام) قد خُصّت بفضل سجايا منصوص عليها بانفرادها،


و فُضّلت بخصائص مزايا صرّح اللفظ النبوي بايرادها، و ميّزت قرّة عين الرسول بصفات شرف يتنافس الأنفس النفيسة في آحادها.


و روى أبو داود الترمذي انّ رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) قال: فاطمة بضعة منّي، يؤذيني ما يؤذيها و يسرّني ما يسرّها


[سنن الترمذي 5: 465 ح 3895، صحيح البخاري 5: 83 ح 232، كنز العمال 12: 108 ح 34223، مستدرك الحاكم 3: 172 ح 4747.]


و في حديث آخر انّه قيل لعائشة: من أحبّ النساء الى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله)؟ قالت: فاطمة، قيل: من الرجال؟ قالت: زوجها


[سنن الترمذي 5: 467 ح 3900، جامع الاصول 9: 125 ح 6671، ينابيع المودة: 203، الطرائف: 157 ح 244، عنه البحار 38: 313 ح 15، ذخائر العقبى: 35.]


و عن عمر بن الخطاب، عن النبي (صلّى اللَّه عليه و آله): انّ عليّاً و فاطمة و الحسن و الحسين يكونون في حظيرة القدس في قبّة بيضاء، سقفها عشر الرحمان عزوجل


[كنز العمال 12: 98 ح 34167، و في البحار 43: 76 عن الفردوس.]


و عن أنس انّه قال: قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله): بينا أهل الجنّة في الجنّة يتنعّمون، و أهل النّار في النّار يعذّبون، إذا لأهل الجنّة نور ساطع، فيقول بعضهم لبعض: ما هذا النور؟ لعلّ ربّ العزّة اطلع علينا فنظر الينا؟! فيقول لهم رضوان: لا و لكن عليّ مازح فاطمة فتبسّمت، فأضاء ذلك النور من ثناياها


[البحار 43: 75 ح 62 مقتل الحسين للخوارزمي: 70، و العوالم 11: 1164 ح 4.]


و في فضائل أبي السعادات، و كشف الثعلبي في تفسير قوله تعالى: «لا يرون فيها شمساً و لا زمهريراً»


[الانسان: 13.] انّه قال ابن عباس: بينا أهل الجنّة في الجنّة بعد ما سكنوا، رأوا نوراً أضاء به الجنان، فيقول أهل الجنة: يا ربّ انّك قلت في كتابك المنزل على نبيّك المرسل: «لا يرون فيها شمساً و لا زمهريراً».


فينادي مناد: ليس هذا نور الشمس و القمر، و انّ عليّاً و فاطمة تعجّبا من شي ء


/ 83