لمعة البیضاء فی شرح خطبة الزهراء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

لمعة البیضاء فی شرح خطبة الزهراء - نسخه متنی

محمد علی بن احمد القراچه داغی التبریزی الانصاری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




عنك فى الدنيا، اى قطع الامة من حقوقك الدنيوية من فدك و العوالى، او الارث، او لذة الرئاسة و لو من جهة خلافة على (عليه السلام) و نحو ذلك، و فى بعض النسخ: و ما عندالله خير لك مما قطع عنك.


(فاحتسبى الله) من الاحتساب بمعنى الاعتداد، و يطلق الاحتساب ايضا على فعل من ينوى بعمله وجه الله تعالى اى اصبرى طلبا لرضاء الله، و ادخرى ثوابه عندالله، او توكلى على الله و قولى حسبى الله، فقالت (عليهاالسلام) حينئذ: حسبى الله.


و يقال: هو فى مقام انشاء التوكل على الله اى الله تعالى محسبى و كافئى و هو حسبى و نعم الوكيل اى اعتمد فى امورى عليه، فكلما رآه مصلحة فى حقى فهو اولى بى من نفسى.


و فى بعض النسخ بعد قولها حسبى الله: و نعم الوكيل، و فى بعضها بعد قوله (عليه السلام) فاحتسبى الله: فرفعت يدها الكريمة فقالت: رضيت و سملت، فامسكت (عليهاالسلام) حينئذ عن الكلام و سكتت.


فسحقا سحقا لابن ابى قحافة، و بعدا بعدا لابن صهاك الحبشية، و العجب كل العجب ان بنت خير النبيين، و سيدة نساءالعالمين تخرج من بيتها لطلب حقها الواضح المبين، فلا ينصرها احد من الانصار و المهاجرين و لا من سائر المسلمين، و بنت ابى بكر بن ابى قحافة داعى ضيافة عبدالله بن جدعان تخرج الى قتال اميرالمؤمنين (عليه السلام)، فيجتمع لنصرها جنود مجندة من الصحابة و التابعين، و عساكر مجتمعة من المردة و الشياطين.




  • ترا اى سنه ها چاك باد
    تو اى خور ز مشرق دگر بر مياى
    تو اى پرده ى سبز شو سرنگون
    به هم برزن اى دست حق نه سپهر
    خدا را تو اى دست دستى برار
    زاهريمنان دهر را پاك كن
    به هم پيچ اين چرخ خاكسترى
    نشسته حميراء بر اورنگ زر
    تفو بر تو اى گردش روزگار
    ترا مهربانى همه بازن است
    بمردان ندارى سر ياورى
    خدا را تو اى چشم بينش ببين
    كه آمد چو دخت رسول خداى
    پى حق خود پا به مسجد گذاشت
    در آمد به مسجد چو طهر بتول
    نه بشنيد گفت رسول خداى
    نكرده كسى حجتش را قبول
    نه شرم از خدا و نه شرم از رسول



  • ترا دشمن اى چرخ چالاك باد
    تو اى مه ز مغرب بپرواز جاى
    تو اى گردش چرخ شو واژگون
    به هم در نورد اين ره كين و مهر
    يكى دست از جان پرستى برار
    دل و سينه بد دلان چاك كن
    بگستر يكى مسند عبقرى
    همه سر مكلل به در و گهر
    سيه مر ترا باد ليل و نهار
    اگر سوى بازار و گر برزن است
    هميشه به ايشان كنى داورى
    تو اى بينش آفرينش ببين
    سوى مسجد از بهر پيمان وراى
    به آن نقد حجت كه در دست داشت
    نكردند اصحاب گفتش قبول
    ندادند پاسخ به اين نيك راى
    نه شرم از خدا و نه شرم از رسول
    نه شرم از خدا و نه شرم از رسول



لقد احسن من قال:




  • بئر معطلة و قصر مشرف
    فالقصر مجدهم الذى لا يرتقى
    و البئر علمهم الذى لا ينزف



  • مثل لآل محمد مستطرف
    و البئر علمهم الذى لا ينزف
    و البئر علمهم الذى لا ينزف




و نعم ما قال ابوبكر بن قريعة فى ابيات له:




  • يا من يسائل دائبا
    لا تكشن مغطا
    و لرب مستور بدا
    لولا حدود صوارم
    لنشرت من اسرار
    تغنيكم عما رواه
    و اريتكم ان الحسين اصيب
    و لاى شى ء الحدت
    و لما حمت شيخيكم
    واها لبنت محمد
    ماتت بغصتها اسيفة



  • عن كل مسالة سخيفة
    فلربما كشفت جيفة
    كالطبل من تحت القطيفة
    امضى مضاربها الخليفة
    آل محمد نكتا لطيفة
    مالك و ابوحنيفة
    فى يوم السقيفة
    فى الليل فاطمة العفيفة
    عن طى حجرتها المنيفة
    ماتت بغصتها اسيفة
    ماتت بغصتها اسيفة






  • ان الجواب لحاضر
    لكننى اخفيه خيفة



  • لكننى اخفيه خيفة
    لكننى اخفيه خيفة



[كشف الغمة 2: 127، عنه البحار 43: 190، نحوه.



]


و فى قصيدة مهيار بن مردويه الشاعر المذيلة بابيات بعض الشيعة:




  • يابنة الاطهر كم تقرع
    سيرى النار غدا
    غضب الله لشيخ
    مر لم يعطف لشكواك
    و اقتدى الناس به بعد
    فرحوا يوم اهانوك
    لهف نفسى و على مثلك
    و لقد اخبرهم ان
    دفعا النص على ارثك
    و تعرضت لامر
    فاستشاطا ثم ما ان
    و ادعيت النحلة المشهود
    فزوى الله عن الرحمة
    و نفى عن بابه الواسع
    شيطانا نفاك



  • بالظلم عصاك
    فظ اتى نحو حماك
    ليلة الطف اراك
    و لا استحيى بكاك
    فارى ولداك
    بما ساء اباك
    فلتبك البواكى
    رضاه فى رضاك
    لما دفعاك
    تافه فانتهراك
    كذبا ان كذباك
    فيها بالصكاك
    زنديقا زواك
    شيطانا نفاك
    شيطانا نفاك



[شرح نهج البلاغة لابن ابى الحديد 16: 235 باب 45.







و روى ابن ابى الحديد عن ابى بكر الجوهرى باسناده الى ابن الصباح انه قال: انشدنا ابوالحسن رواية المفضل للكميت:




  • اهوى عليا اميرالمؤمنين و لا
    و لا اقول اذا لم يعطيا فدكا
    الله يعلم ماذا ياتيان غدا
    يوم القيامة من عذر اذا اعتذرا



  • ارضى بسب ابى بكر و لا عمرا
    بنت النبى رسول الله قد كفرا
    يوم القيامة من عذر اذا اعتذرا
    يوم القيامة من عذر اذا اعتذرا



قال ابن الصباح: فقال لى ابوالحسين: اتقول انه قد اكفرهما فى هذا الشعر؟ قلت: نعم، قال: كذلك هو.


[شرح النهج لابن ابى الحديد 16: 232 باب 45.]


و الشيخ العالم العامل الشيخ الصالح الجزائرى كتب الى الشيخ المحقق شيخنا البهائى (رحمه الله) كتابة هذه لفظها:


و يقول سيدى، و سندى، و من عليه بعد الله و اهل البيت معولى و معتمدى، فى هذه الابيات لبعض النواصب بتر الله اعمارهم و خرب ديارهم: (اهوى عليا اميرالمؤمنين..) الى آخر الابيات الثلاثة؟ فالمأمول من انفاسكم الفاخرة، و الطافكم الظاهرة ان تشرفوا خادمكم بجواب منظوم يكسر سورة هذه النواصب.


فاجابه الشيخ بهاء الدين (رحمه الله) بقوله: الثقة بالله وحده ايها الاخ الافضل، الصفى الوفى الالمعى الذكى، اطال الله بقاك و ادام فى معارج العز ارتقاك، عرفت ما هذر به هذا المخذول فقابلت التماسك بالقبول، و طفقت اقول:




  • يا ايها المدعى حب الوصى و لم
    كذبت والله فى دعوى محبته
    فكيف تهوى اميرالمؤمنين و قد
    فان تكن صادقا فى ما نطقت به
    و انكر النص فى خم و بيعته
    اتيت تبغى قيام العذر فى فدك
    ان كان فى غصب حق الطهر فاطمة
    فكل ذنب له عذر غداة غد
    فلا تقولوا لمن ايامه صرفت
    بل سامحوه و قولوا لا نؤاخذه
    فكيف و العذر مثل الشمس اذ بزغت
    لكن ابليس اغواكم و صيركم
    عميا و صما فلا سمعا و لا بصرا



  • تسمح بسب ابى بكر و لا عمرا
    تبت يداك ستصلى فى غد سقرا
    اراك فى سب من عاداه مفتكرا
    فابرا الى الله ممن خان او غدرا
    و قال ان رسول الله قد هجرا
    اتحسب الامر بالتمويه مستترا
    سيقبل العذر ممن جاء معتذرا
    و كل ظلم ترى فى الحشر مغتفرا
    فى سب شيخكم قد ضل او كفرا
    عسى يكون له عذرا اذا اعتذارا
    و الامر متضح كالصبح اذ ظهرا
    عميا و صما فلا سمعا و لا بصرا
    عميا و صما فلا سمعا و لا بصرا



[راجع الانوار النعمانية 1: 124.







ثم انه روى ابن ابى الحديد و غيره انه لما سمع ابوبكر خطبتها المذكورة، و ما وقع بين الناس من الاختلاف و الهمهمة فى سوء تلك المقدمة، و خاف ان تنعكس القضية، شق عليه ذلك فصعد المنبر فقال:


ايها الناس ما هذه الرعة الى كل قالة؟ اين كانت هذه الامانى فى عهد رسول الله؟ الا من سمع فليقل و من شهد فليتكلم، انما هو ثعالة شهيده ذنبه، مرب لكل فتنة، هو الذى يقول كروها جذعة بعد ما هرمت، يستعينون بالضعفة و يستنصرون بالنساء، كام طحال احب اهلها اليها البغى، الا انى لو اشاء ان اقول لقلت، و لو قلت لبحت مانى ساكت ما تركت.


ثم التفت الى الانصار فقال: يا معشر الانصار قد بلغنى مقالة سفهائكم، و احق من لزم عهد رسول الله انتم، فقد جاءكم فآويتم و نصرتم، الا انى لست باسطا يدا و لسانا على من لم يستحق ذلك منا، ثم نزل.


[شرح النهج لابن ابى الحديد 16: 214، عنه البحار 29: 325 ح 10.]]


قال ابن ابى الحديد: قرات هذا الكلام على النقيب ابى يحيى جعفر بن يحيى بن ابى زيد البصرى و قلت له: بمن يعرض؟ فقال: بل يصرح، قلت: لو صرح لم اسالك، فضحك فقال: بعلى بن ابى طالب، قلت: هذا الكلام كله لعلى يقول؟ قال: نعم انه الملك يا بنى، قلت: فما مقالة الانصار؟ قال: هتفوا بقول على، فخاف من اضطراب الامر عليهم فنهاهم.


فسالته عن غريبه فقال: اما الرعة
بالتخفيف- اى الاستماع و الاصغاء، و القالة: القول و ثعالة: اسم الثعلب علم غير مصروف مثل ذؤالة للذئب، و شهيده ذنبه: اى لا شاهد له على ما يدعيه الا بعضه و جزء منه، و اصله مثل قالوا: ان الثعلب اذا اراد ان يغرى الاسد بالذئب فقال: انه قد اكل الشاة التى كنت اعددتها لنفسك و كنت حاضرا، قال: فمن يشهد لك بذلك؟ فرفع ذنبه و عليه دم، و كان الاسد قد افتقد الشاة فقبل شهادته و قتل الذئب.


و مرب: ملازم من ارب بالمكان، و كروها جذعة: اعيدوها الى الحال الاولى






يعنى الفتنة و الهجر، و ام طحال امرأة بغى فى الجاهلية يضرب بها المثل فيقال: ازنى من ام طحال، انتهى.


[شرح النهج لابن ابى الحديد 16: 215، عنه البحار 29: 326.]



قيل: و مقصوده من لفظ الثعالة التعريض لعلى (عليه السلام)، فجعله ثعالة و جعل الزهراء (عليهاالسلام) ذنبه، بملاحظة استعانة الثعالة من ذنبها فى اثبات مدعاها، فيكون المراد استعانة على بفاطمة الزهراء (عليهاالسلام)، و يظهر ذلك من قوله: (يستنصرون بالنساء) و نحو ذلك.


و قيل: اراد بالثعالة فاطمة الزهراء (عليهاالسلام)، و جعل عليا (عليه السلام) ذنبا لها بملاحظة شهادة على (عليه السلام) فى مقام دعواها فدكا من باب العطية، و بالجملة فالخطبة المذكورة المشروحة هى الخطبة المشهورة بخطبة تظلم الزهراء و شكايتها من الخلفاء، و قد مر قبلها احتجاجات ثلاثة مشهورة ايضا.


و تلك الخطبة انما صدرت فى مقام مطالبتها فدكا من جهة الارث و التركة، كما ظهر من فقراتها السابقة، و الاحتجاجات الثلاثة المتقدمة انما وردت مبنية على دعوى العطية و النحلة، و انها مما اعطاها رسول الله (صلى الله عليه و آله) اياها من باب الهبة، و لا منافاة بين الوجهين، و لا تناقض بين الدعويين، فان خطبة مطالبة الارث انما كانت من باب المماشاة مع الخليفة بعد ان طالبت منه فدكا من باب النحلة، فردها و طلب منها اقامة الشهود عليها، فلما اقامتهم ردهم بما مر فى الاحتجاجات، و تتضح حقيقته فى اثناء ما تاتى من الكلمات، فحينئذ يئست (عليهاالسلام) من تلك المسالة فتمسكت بمسالة الارث المجمع عليها بين الامة الى حين تلك المنازعة، اذ لصاحب الحق ان يطلب حقه و يأخذه باى وجه امكن من الطرق الشرعية.


و قال بعض العامة بكون دعوى الارث متقدمة على دعوى النحلة، و الاظهر هو الاول كما تاتى اليه الاشارة.


فصل الاخبار فى دعوى فدك



و لنذكر هنا من باب المقدمة جملة من الاخبار الواردة فى الدعويين، ثم نتعرض لتحقيق الحال فى كل من المسالتين، و اكثر ما نذكره هنا من الاخبار انما هو من طرق العامة، ليكون ما يمكن الاستشهاد به من جملتها حجة على الخصم، و الا فالامر واضح فى اخبار الخاصة، بل صار بحيث بلغ مرتبة الضرورة.


و اكثر ما نورده فى هذا الباب من الشرح فهو مما اورده ابن ابى الحديد فى شرح نهج البلاغة من كتاب ابى بكر احمد بن عبدالعزيز الجوهرى فى السقيفة و فدك، و قال: و ابوبكر الجوهرى هذا عالم محدث، كثير الادب، ثقة، ورع، اثنى عليه المحدثون، و رووا عنه مصنفاته،


[شرح النهج 16: 210.]] فهنا مقامان:


المقام الاول: فى ذكر بعض الاخبار الواردة فى دعواها فدكا من باب النحلة.


روى فى البحار عن جميل بن دراج، عن الصادق (عليه السلام) قال: اتت فاطمة (عليهاالسلام) ابابكر تريد فدكا، فقال ابوبكر: هاتى اسود او احمر يشهد بذلك، قال: فاتت بام ايمن، فقال لها: بم تشهدين؟


قالت: اشهد ان جبرئيل اتى محمدا (صلى الله عليه و آله) فقال: ان الله تعالى


يقول: (فآت ذا القربى حقه) فلم يدر محمد (صلى الله عليه و آله) من هم، فقال لجبرئيل: سل ربك من هم؟ فقال: فاطمة ذو القربى فاعطاها فدكا، فكتب ابوبكر بذلك صحيفة و اعطاها اياها، و عمر محى الصحيفة.


[البحار 29: 120 ح 16، عن تفسير العياشى 2: 287 ح 49، عنه العوالم 11: 632 ح 25، و تفسير البرهان 2: 415 ح 8، و كنز الدقائق 7: 392.]


و عن حماد بن عثمان، عن الصادق (عليه السلام) قال: لما بويع ابوبكر و استقام له الامر على المهاجرين و الانصار بعث الى فدك من اخرج وكيل فاطمة عنها، فجاءت فاطمة (عليهاالسلام) الى ابى بكر، فقالت: يا ابابكر لم تمنعنى ميراثى من ابى رسول الله، و اخرجت وكيلى من فدك و قد جعلها لى رسول الله (صلى الله عليه و آله) بامر الله تعالى، فقال: هاتى على ذلك بشهود.


فجاءت بام ايمن فقالت: لا اشهد يا ابابكر حتى احتج عليك بما قال رسول الله (صلى الله عليه و آله)، انشدك بالله الست تعلم ان رسول الله (صلى الله عليه و آله) قال: ان ام ايمن امرأة من اهل الجنة؟ فقال: بلى، قالت: اشهد ان الله عز و جل اوحى الى رسول الله (صلى الله عليه و آله) بقوله: (فآت ذا القربى حقه) فجعل فدك لفاطمة (عليهاالسلام) بامر الله، و جاء على (عليه السلام) فشهد بمثل ذلك، فكتب بذلك كتابا و دفعه اليها.


فدخل عمر فقال: ما هذا الكتاب؟ فقال: ان فاطمة ادعت فدكا و شهدت لها ام ايمن و على فكتبته، فاخذ عمر الكتاب من فاطمة (عليهاالسلام) فمزقه.


[البحار 29: 127 ح 27، عن الاحتجاج 1: 234 ح 47، و فى تفسير القمى 2: 155، و العوالم 11: 751، و تفسير البرهان 3: 263، و كنز الدقائق 10: 204.]


و فى بعض الاخبار: ان عمر اخذ الكتاب مغالبة فمنعته، فدفع بيده فى صدرها و اخذ الصحيفة فمحاها او خرقها بعد ان تفل فيها، فدعت (عليهاالسلام) عليه و قالت: بقر الله بطنك كما بقرت كتابى هذا، فخرجت (عليهاالسلام) تبكى، فلما كان بعد ذلك جاء على (عليه السلام) الى ابى بكر و هو فى المسجد و حوله


المهاجرون و الانصار و حاجه فى امر فدك،


[شرح النهج لابن ابى الحديد 16: 235.] على ما ستاتى اليه الاشارة.


و فى بعض الروايات انه اخذ عمر الكتاب من يد فاطمة (عليهاالسلام) و مزقه و قال: هذا فى ء للمسلمين، و قال: اوس بن الحدثان و عائشة و حفصة يشهدون على رسول الله (صلى الله عليه و آله) انه قال: انا معاشر الانبياء لا نورث ما تركناه صدقة، و ان عليا زوجها يجر الى نفسه، و ام ايمن فهى امرأة صالحة لو كان معها غيرها لنظرنا فيه، فخرجت فاطمة (عليهاالسلام) من عندهما باكية حزينة، فلما كان بعد هذا جاء على (عليه السلام) و خاصم مع ابى بكر فى المسجد و حوله المهاجرين و الانصار.


[تفسير القمى 2: 155، عنه البحار 29: 134 ح 28، و تفسير البرهان 3: 263، و العوالم 11: 764.]


و لا يخفى ان الكلام فى هذه الدعوى انما كان فى العطية و النحلة، و حديث نفى التوريث لا ينفع فى مقابله شيئا، نعم انما يتصور نفعه فى الدعوى الثانية.


و قد مر فى الاحتجاج المنقول عن كشكول العلامة (رحمه الله) انه بعد ما تكلمت فاطمة (عليهاالسلام) بما تكلمت قال لها عمر: دعينا عن اباطيلك و احضرينا من يشهد لك بما تقولين، فبعثت الى على والحسن والحسين (عليهم السلام) و ام ايمن و اسماء بنت عميس- و كانت تحت ابى بكر بن ابى قحافة- فاقبلوا الى ابى بكر و شهدوا لما بجميع ما قالت و ادعته.


فقال: اما على فزوجها، و اما الحسن والحسين فابناها، و اما ام ايمن فمولاتها، و اما اسماء بنت عميس فهى كانت تحت جعفر بن ابى طالب، فهى تشهد لبنى هاشم و قد كانت تخدم لفاطمة، و كل هؤلاء يجرون على انفسهم.


[الكشكول: 204، عنه البحار 29: 197، و العوالم 11: 635.]


و فى بعضها انه قال لفاطمة فاطمة: اما على فهو زوجك فهو يجر النار الى قرصه، والحسنان و لداك، و ام ايمن جاريتك و محبتك، و اسماء كانت قبل ذلك


زوجة ابن عمك جعفر و تحب بنى هاشم و انتفاعهم.


فقال على (عليه السلام): اما فاطمة فبضعة من رسول الله (صلى الله عليه و آله) من آذاها اذاه و من كذبها كذبه، والحسنان سبطاه و سيدا شباب اهل الجنة، و قال لى رسول الله (صلى الله عليه و آله): انت منى و انا منك، من ردك فقد ردنى و من اطاعك اطاعنى، و اما ام ايمن فشهد النبى (صلى الله عليه و آله) بانها من اهل الجنة و لا يكون الكاذب من اهل الجنة.


[راجع الكشكول للسيد حيدر الآملى: 205.]


و فى بعض الروايات انه شهدت بذلك ام سلمة ايضا فردوا شهادتها ايضا بحبها فاطمة (عليهاالسلام)، مع انها كانت مسلمة بين اهل الملة فى الدين و الفضيلة.


و روى ابن ابى الحديد فى الشرح عن طرق العامة انه لما كلمت فاطمة ابابكر ثم قال: يا بنة رسول الله والله ما ورث ابوك دينارا و لا درهما، و انه قال: الانبياء لا يورثون، فقالت: ان دفك و هبها لى رسول الله (صلى الله عليه و آله)، فقال: فمن يشهد بذلك.


فجاء على بن ابى طالب (عليه السلام) فشهد، و جائت ام ايمن فشهدت ايضا، فجاء عمر بن الخطاب و عبدالرحمن بن عوف فشهدا ان رسول الله (صلى الله عليه و آله) كان يقسمها، قال ابوبكر: صدقت يا بنة رسول الله، و صدق على، و صدقت ام ايمن، و صدق عمر، و صدق عبدالرحمن بن عوف، و ذلك ان مالك لابيك كان رسول الله (صلى الله عليه و آله) يأخذ من فدك قوتكم و يقسم الباقى و يحمل منه فى سبيل الله، فما تصنعين بها؟


قالت: اصنع بها كما كان يصنع بها ابى، قال: فلك على الله ان اصنع فيها كما كان يصنع فيها ابوك، قالت: الله لتفعلن؟ قال: الله لافعلن، قالت: اللهم اشهد.


و كان ابوبكر يأخذ غلتها فيدفع اليهم منها ما يكفيهم و يقسم الباقى، و كان


عمر كذلك، ثم كان على (عليه السلام) كذلك، فلما ولى الامر معاوية بن ابى سفيان اقطع مروان بن الحكم ثلثها، و اقطع عمرو بن عثمان بن عفان ثلثها، و اقطع يزيد بن معاوية ثلثها، و ذلك بعد موت الحسن بن على (عليه السلام).


فلم يزالوا يتداولونه حتى خلصت كلها لمروان بن الحكم، فوهبها لعبد العزيز ابنه، فوهبها عبدالعزيز لابنه عمر بن عبدالعزير، فردها عمر بن عبدالعزيز فى ايام خلافته الى اولاد فاطمة (عليهاالسلام)


[شرح النهج 16: 216.]- على ما ستجى ء اليه الاشارة-.


و روى فيه ايضا انه قالت فاطمة (عليهاالسلام) لابى بكر: ان ام ايمن تشهد لى ان رسول الله (صلى الله عليه و آله) اعطانى فدك، فقال لها: يا بنة رسول الله ما خلق الله خلقا احب الى من رسول الله ابيك، و لوددت ان السماء وقعت على الارض يوم مات ابوك، والله لان تفتقر عائشة احب الى من ان تفتقرى، اترانى اعطى الاحمر و الابيض حقه و اظلمك حقك و انت بنت رسول الله، ان هذا المال لم يكن للنبى و انما كان مالا من اموال المسلمين، يحمل النبى الرجال و ينفقه فى سبيل الله، فلما توفى رسول الله و ليته كما كان يليه.


قالت: والله لا كلمتك ابدا، قال: والله لا هجرتك ابدا، قالت: لادعون الله عليك، قال: لادعون الله لك، فلما حضرتها الوفاة اوصت ان لا يصلى عليها، فدفنت ليلا و صلى عليها العباس بن عبدالمطلب، و كان بين وفاتها و وفاة النبى (صلى الله عليه و آله) اثنتان و سبعون ليلة.


[شرح النهج 16: 214، و البحار 29: 328 ح 11.]


قال ابن ابى الحديد: فيه اشكال- اى فى هذا الخبر- لان فيه انها طلبت فدك و قالت: ان ابى اعطانيها و ان ام ايمن تشهد لى بذلك، فقال لها ابوبكر فى الجواب: ان هذا المال لم يكن لرسول الله و انما كان مالا من اموال المسلمين....


فلقائل ان يقول له: ايجوز للنبى (صلى الله عليه و آله) ان يملك ابنته او غير ابنته فى افياء الناس ضيعة مخصوصة، او عقارا مخصوصا من مال المسلمين


لوحى اوحى الله اليه، او لاجتهاد رايه على قول من اجاز له ان يحكم بالاجتهاد، او لا يجوز؟ للنبى (صلى الله عليه و آله) ذلك؟!


فان قال: لا يجوز، قال ما لا يوافقه العقل و لا المسلمون عليه، و ان قال: يجوز ذلك، قيل له: فان فاطمة (عليهاالسلام) ما اقتصرت على مجرد الدعوى بل قالت: ام ايمن تشهد لى، فكان ينبغى ان يقول لها فى الجواب: شهادة ام ايمن وحدها غير مقبولة، و لم يتضمن هذا الخبر ذلك، بل قال لها لما ادعت و ذكرت من يشهد لها: هذا مال من مال الله لم يكن لرسول الله...، و هذا ليس بجواب صحيح.


[شرح النهج 16: 225.]


و روى عن البحترى بن حسان قال: قلت لزيد بن على (عليه السلام) و انا اريد ان اهجن امر ابى بكر: ان ابابكر انتزع فدك من فاطمة (عليهاالسلام)، فقال: ان ابابكر كان رجلا رحيما، و كان يكره ان يغير شيئا فعله رسول الله (صلى الله عليه و آله)، فاتته فاطمة (عليهاالسلام) فقالت: ان رسول الله (صلى الله عليه و آله) اعطانى فدك، فقال لها: هل لك على هذا بينة؟


فجاءت بعلى (عليه السلام) فشهد لها، ثم جاءت ام ايمن فقالت: الستما تشهدان انى من اهل الجنة؟ قالا: بلى- قال ابوزيد: يعنى انها قالت لابى بكر و عمر- قالت: فانا اشهد ان رسول الله (صلى الله عليه و آله) اعطاها فدك، فقال ابوبكر: فرجل آخر و امرأة اخرى لتستحقى بها القضية، ثم قال ابوزيد: و ايم الله لو رجع الامر الى لقضيت فيها بقضاء ابى بكر.


[شرح النهج 16: 219.]


و نقل فى شرح ابن ابى الحديد انه كان ذلك مطلقا اى حديث حضور فاطمة (عليهاالسلام) عند ابى بكر لاجل فدك بعد عشرة ايام من وفاة رسول الله (صلى الله عليه و آله).


[شرح النهج 16: 263.]


المقام الثانى: فى ذكر بعض الاخبار الواردة فى دعواها (عليهاالسلام) فدكا من باب الارث.


روى فى كشف الغمة: ان فاطمة (عليهاالسلام) جاءت الى ابى بكر فقالت: اعطنى ميراثى من رسول الله (صلى الله عليه و آله)، قال: ان الانبياء لا يورثون ما تركوه فهو صدقة، فرجعت الى على (عليه السلام) فقال: ارجعى فقولى له: فما شان سليمان ورث داود، و قال زكريا: (فهب لى من لدنك وليا يرثنى و يرث من آل يعقوب)


[مريم: 5- 6.] فنحن اقرب الى النبى (صلى الله عليه و آله) من زكريا الى يعقوب.


[كشف الغمة 2: 106، عنه البحار 29: 207، و العوالم 11: 637 ح 30.]


و عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: قال على (عليه السلام) لفاطمة: انطلقى فاطلبى ميراثك من ابيك رسول الله (صلى الله عليه و آله)، فجاءت الى ابى بكر فاقلت: اعطنى ميراثى من ابى رسول الله (صلى الله عليه و آله)، قال: النبى لا يورث، فقالت: الم يرث سليمان داود، فغضب و قال: النبى لا يورث، فقالت: الم يقل زكريا: (فهب لى من لدنك وليا يرثنى و يرث من آل يعقوب) فقال: النبى لا يورث، فقالت: الم يقل: (يوصيكم الله فى اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين)


[النساء: 11.] فقال ابوبكر: النبى لا يورث.


[كشف الغمة 2: 106، عنه البحار 29: 207، و العوالم 11: 631 ح 20.]


و فيه ايضا: ان فاطمة (عليهاالسلام) جاءت الى ابى بكر بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه و آله) فقالت: يا ابابكر من يرثك اذا مت؟ قال: اهلى و ولدى، قالت: فمالى لا ارث رسول الله (صلى الله عليه و آله)؟ قال: يا بنت رسول الله ان النبى لا يورث، ولكن انفق على من كان ينفق عليه رسول الله، و اعطى ما كان يعطيه، قالت: والله ما اكلمك بكلمة.


[كشف الغمة 2: 106، عنه البحار 29: 206.]


و من طريق اصحابنا عن المفضل بن صالح، عن بعض اصحابه، عن احدهما (عليهماالسلام) قال: ان فاطمة (عليهاالسلام) انطلقت الى ابى بكر فطلبت ميراثها من نبى الله، فقال: ان نبى الله لا يورث، فقالت: اكفرت بالله و كذبت بكتابه، قال الله تعالى: (يوصيكم الله فى اولادكم...).


[تفسير العياشى 2: 225 ح 49، عنه البحار 29: 118 ح 12.]


و روى ايضا عن ابى صالح مولى ام هانى قال: دخلت فاطمة (عليهاالسلام) على ابى بكر بعد ما استخلف فسالته ميراثها من ابيها، فمنعها فقالت له: لئن مت اليوم من كان يرثك؟ قال: ولدى، قالت: فلم ورثت انت رسول الله (صلى الله عليه و آله) دون ولده و اهله؟ قال: ما فعلت يا بنة رسول الله.


قالت: بلى انك عمدت الى فدك و كانت صافية لرسول الله (صلى الله عليه و آله) فاخذتها و عمدت الى ما انزل الله ما السماء فرفعته عنا، فقال: يا بنت رسول الله لم افعل، حدثنى رسول الله ان الله ليطعم النبى ما كان حيا، فاذا قبضه اليه كان الامر لولى الامر، فقالت: انت و رسول الله اعلم ما انا بسائلتك بعد مجلسى، ثم انصرفت.


[شرح النهج لابن ابى الحديد 16: 232.]


و فى بعض روايات اصحابنا عن ابى سعيد الخدرى قال: لما قبض النبى (صلى الله عليه و آله) جاءت فاطمة (عليهاالسلام) تطلب فدكا.


[كشف الغمة 2: 107، عنه البحار 29: 207.]


و فى رواية عن الباقر (عليه السلام) انه قال على لفاطمة (عليهاالسلام): انطلقى فاطلبى ميراثك من النبى (صلى الله عليه و آله)، فلما جاءت و طلبت ميراثها منه قال ابوبكر: انى لا علم انشاءالله انك لا تقولين الا حاق ولكن هاتى بينتك، فجاءت بعلى (عليه السلام) فشهد، ثم جاءت بام ايمن فشهدت، فقال: لو كانت امرأة اخرى او رجل لكتبت لك بها.


[راجع كشف الغمة 2: 107، عنه البحار 29: 207.]


/ 83