لمعة البیضاء فی شرح خطبة الزهراء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

لمعة البیضاء فی شرح خطبة الزهراء - نسخه متنی

محمد علی بن احمد القراچه داغی التبریزی الانصاری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


في يوم القيامة فيوضع عن يمين العرش، فيرقى النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله)، ثمّ يرقى من بعده أميرالمؤمنين (عليه السّلام) فيجلس في مرقاة دونه، ثم الحسن (عليه السّلام) في مرقاة دونه إلى آخرهم، ثم يؤتى بإبراهيم و موسى و عيسى و الأنبياء، فيجلس كلّ واحد على مرقاته من دون المراقي.. الحديث

[راجع الأنوار النعمانية 1: 24.]

الثامن: ما رواه أبوحمزة الثمالي قال: دخل عبداللَّه بن عمر على زين العابدين (عليه السّلام) و قال له: يا ابن الحسين أنت الذي تقول انّ يونس بن متّى انّما لقى من الحوت مالقى لأنّه عرض عليه ولاية جدّي فتوقّف عندها؟ فقال: بلى ثكلتك اُمّك، قال: فأرني آية ذلك إن كنت من الصادقين.

فأمر بشدّ عينيه بعصابة و عيني بعصابة، ثمّ أمر بعد ساعة بفتح أعيننا، فإذا نحن على شاطئ بحر تضطرب أمواجه، فقال ابن عمر: يا سيّدي دمي في رقبتك، اللَّه اللَّه في نفسي، ثمَّ قال (عليه السّلام): يا أيّها الحوت، فأطلع حوت رأسه من البحر مثل الجبل العظيم و هو يقول: لبّيك لبّيك يا ولي اللَّه، فقال: من أنت؟ فقال: أنا حوت يونس يا سيّدي، إنّ اللَّه لم يبعث نبيّاً من آدم إلى أن صار جدّك محمّد (صلّى اللَّه عليه و آله) إلّا و قد عرض عليه ولايتكم أهل البيت، فمن قبلها من الأنبياء سلم و تخلّص، و من توقّف عنها و تتعتع في حملها لقي ما لقى آدم من المصيبة، و مالقى نوح من الغرق، و ما لقى إبراهيم من النار، و ما لقى يوسف من الجبّ، و مالقى أيّوب من البلاء، و ما لقى داود من الخطيئة، ألا انّ اللَّه بعث يونس فأوحى إليه أنْ يا يونس تولّ أميرالمؤمنين عليّاً و الأئمة الراشدين من صلبه، فقال: كيف أتولّى من لم أره و من لم أعرفه؟ فذهب مغاضباً، فأوحى اللَّه تعالى لي: أن التقم يونس و لا توهنن عظمه.

فمكث في بطني أربعين صباحاً يطوف معي البحار في ظلمات ثلاث، ينادي: «أنْ لا إله إلّا أنت سبحانك انّي كنت من الظالمين، قد قبلت ولاية عليّ بن أبي طالب و الأئمة الراشيدين من ولده» فلمّا أن آمن بولايتكم أمرني ربّي فقذفته على ساحل

البحر، فقال زين العابدين (عليه السّلام): ارجع أيّها الحوت إلى و كرك، فرجع الحوت و استوى الماء

[المناقب لابن شهرآشوب 138:4، عنه البحار 39:46 ح 34، و مدينة المعاجز 28:2 ح 371، و تفسير البرهان 4: 37 ح 8، و نحوه دلائل الإمامة: 210 ح 134، و الأنوار النعمانية 1: 24.]

التاسع: ما أورده الصدوق (رحمه اللَّه) نقلاً عن جماعة ثقات قال: لما وردت حرّة بنت حليمة السعديّة على الحجاج بن يوسف الثقفي و جلست بين يديه، فقال لها: أنت حرّة بنت حليمة، قد قيل عنك انّك تفضّلين عليّاً على أبي بكر و عمر و عثمان؟! قالت: لقد كذب الذين قالوا انّي اُفضّله على هؤلاء خاصّة.

قال: و على من غير هؤلاء؟ قالت: اُفضّله على آدم، و نوح، و لوط، و إبراهيم، و موسى، و داود، و سليمان، و عيسى بن مريم (عليهم السّلام)، فقال لها: ويلك أقول لك انّك تفضّلينه على الصحابة، فتزيدين عليهم سبعة من الأنبياء من أولي العزم، فإن لم تأتي ببيان ما قلت ضربت عنقك.

فقالت: ما أنا فضّلته على هؤلاء الأنبياء، بل اللَّه تعالى فضّله في القرآن العظيم عليهم في قوله في حقّ آدم: «و عصى آدم ربّه فغوى»

[طه: 121.] و قال في حقِّ عليّ (عليه السّلام): «كان سعيهم مشكوراً»

[الاسراء:19.]

فقال: أحسنت يا حرّة فبم تفضيله على نوح و لوط؟ قالت: اللَّه تعالى فضّله عليهما بقوله: «ضرب اللَّه مثلاً للذين كفروا امرأة نوح و امرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما»

[التحريم: 10.] و عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) كان زوجته بنت محمد (صلّى اللَّه عليه و آله) فاطمة الزهراء، التي يرضى اللَّه لرضاها، و يسخط بسخطها.

فقال الحجاج: أحسنت يا حرّة، فبم تفضيله على أبي الأنبياء إبراهيم خليل اللَّه؟ فقالت: اللَّه فضّله عليه بقوله: «و إذ قال إبراهيم ربّ أرني كيف تحيي الموتى قال

أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئنّ قلبي»

[البقرة: 260.] و أميرالمؤمنين (عليه السّلام) قال قولاً لم يختلف فيه أحد من المسلمين: لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً، و هذه كلمة لم يقلها قبله و لا بعده أحد.

قال: أحسنت يا حرة، قال: فبم تفضيله على موسى نجيّ اللَّه؟ قالت: يقول اللَّه تعالى فيه: «فخرج منها خائفاً يترقب قال ربّ نجني من القوم الظالمين»

[القصص: 21.] و عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) بات على فراش رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) لم يخف حتى أنزل اللَّه في حقّه: «و من الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات اللَّه»

[البقرة: 207.]

قال: أحسنت يا حرّة، فبم تفضيله على داود؟ فقالت: اللَّه فضّله عليه بقوله: «يا داود انّا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحقّ و لا تتّبع الهوى»

[ص: 26.]، قال لها: فأيّ شي ء كانت حكومته؟ قالت: في رجلين أحدهما كان له الكرم و للآخر غنم، فنفشت الغنم في الكرم فرعته، فاحتكما إلى داود فقال: تباع الغنم و ينفق ثمنها على الكرم حتى يعود على ما كان عليه، فقال له ولده: يا أبة بل يؤخذ من صوفها ولبنها، فقال اللَّه عزّ و جلّ: «ففهّمناها سليمان»

[الأنبياء: 79.]، و إنّ أميرالمؤمنين (عليه السّلام) قال: إسألوني عمّا فوق السماء، و اسألوني عمّا تحت الأرض، و اسألوني قبل أن تفقدوني.

فقال لها: أحسنت يا حرة، فبم تفضيله على سليمان؟ فقالت: اللَّه فضّله عليه بقوله: «وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي»

[ص: 35.] و مولانا قال: يا دنيا طلّقتك ثلاثاً لا رجعة لي فيك، فعند ذلك أنزل اللَّه عليه: «تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوّاً في الأرض و لا فساداً و العاقبة للمتقين»

[القصص: 83.]

فقال لها: أحسنت يا حرّة، فبم تفضيله على عيسى بن مريم؟ قالت: اللَّه فضّله عليه بقوله: «و إذ قال اللَّه يا عيسى بن مريم ءأنت قلت للناس اتخذوني و اُمّي الهين من دون اللَّه»

[المائدة: 116.]، و عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) لما ادعوا النصيريّة فيه ما ادعوا لم يعاتبه اللَّه سبحانه، فقال: أحسنت يا حرّة خرجت من جوابك، و أعطاها و سرّحها سراحاً حسناً

[راجع الأنوار النعمانية 1: 25، و الفضائل لشاذان بن جبرئيل: 136، عنه البحار 46: 134 ح 25، و احقاق الحق 5: 47.]

أقول: هذا الجواب منها قد ورد في الأخبار ولكن لم يجتمع في خبر.

و في كتاب المناقب مسنداً إلى صعصعة بن صوحان، أنّه دخل على أميرالمؤمنين لمّا ضُرب فقال: يا أميرالمؤمنين أنت أفضل أم آدم أبوالبشر؟ قال عليّ (عليه السّلام): تزكية المرء نفسه قبيح، قال اللَّه تعالى لآدم: «يا آدم اسكن أنت و زوجك الجنة...»

[البقرة: 35.] و إنّ أكثر الأشياء أباحنيها اللَّه تعالى و تركتها و ما قاربتها.

ثمَّ قال: أنت أفضل أم نوح؟ فقال عليّ (عليه السّلام): إنّ نوحاً دعا على قومه و أنا ما دعوت على ظالمي حقّي، و ابن نوح كان كافراً و ابناي سيدا شباب أهل الجنّة.

قال: أنت أفضل أم موسى؟ قال: إنّ اللَّه تعالى أرسل موسى إلى فرعون فقال: «إنّي أخاف أن يكذبون»

[الشعراء: 12.] حتّى قال اللَّه تعالى: «لا تخف إنّي لا يخاف لديّ المرسلون»

[النمل: 10.]، و قال: «ربّ إنّي قتلت منهم نفساً فأخاف أن يقتلون»

[القصص: 33.] و أنا ما خفت حين أرسلني رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) بتبليغ سورة براءة أن أقرأها على قريش في الموسم، مع انّي كنت قتلت كثيراً من صناديدهم، فذهبت بها إليهم و قرأتها عليهم و ما خفتهم.

قال: أنت أفضل أم عيسى بن مريم؟ فقال: عيسى كانت اُمّه في بيت المقدس،

فلمّا جاء وقت ولادتها سمعت قائلاً يقول: اخرجي، هذا بيت العبادة لا بيت الولادة، و أنا اُمّي فاطمة بنت أسد لمّا قرب وضع حملها كانت في الحرم، فانشقّ حائط الكعبة و سمعت قائلاً يقول لها: ادخلي، فدخلت في وسط البيت و أنا ولدت به، و ليس لأحد هذه الفضيلة لا قبلي و لا بعدي

[راجع الأنوار النعمانية 1: 27.]

العاشر: ما رواه الصدوق بإسناده إلى عمار بن ياسر قال: لمّا سار عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) إلى صفّين، وقف بالفرات و قال لأصحابه: أين المخاض؟ فقالوا: أنت أعلم يا أميرالمؤمنين، فقال (عليه السّلام) لرجل من أصحابه: إمض الى هذا التل وناد: يا جَلندا فأين المخاض؟ قال: فسار حتى وصل التل ونادى: يا جلندا، فأجابه من تحت الأرض خلق عظيم، قال: فبهت ولم يعلم ماذا يصنع، فأتى الى اميرالمؤمنين (عليه السّلام) فقال: جاوبني خلق كثير، فقال الامام (عليه السّلام): يا قنبر امض و قل: يا جلندا بن كركر أين المخاض؟

قال: فمضى و قال: يا جلندا بن كركر أين المخاض؟ فكلّمه واحد و قال لهم: ويلكم من عرف إسمي و إسم أبي عرف أين المخاض، و أنا في هذا المكان و قد بقيت تراباً و قدمتّ من ثلاثة ألاف سنة، و قد عرّفكم بإسمي و اسم أبي و هو لا يعلم أين المخاض؟! فواللَّه هو أعلم بالمخاض منّي، يا ويلكم ما أعمى قلوبكم، و أضعف يقينكم، امضوا إليه و اتبعوه فإنّه المخاض، فخوضوا فيه فإنّه أشرف الخلق بعد رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله)

[راجع الأنوارالنعمانية 29:1، و في الفضائل لشاذان بن جبرئيل:140، عنه البحار 33: 45 ح 14.]

أقول: وجه الإستدلال بهذا الخبر: انّ أخصّ أوصاف عيسى (عليه السّلام) و معجزاته هو إحياء الموتى، و هنا قد أحيى اللَّه تعالى الأموات لرسول عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)، فأين هذا من ذاك.

الحادي عشر: ما رواه صاحب كتاب القدسيّات، و هو من أعظم محققي الجمهور، عن النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله) انّه قال لعليّ (عليه السّلام): أنت منّي

بمنزلة هارون من موسى إلّا أنَّه لا نبيّ بعدي، ليعلموا أنّ باب النبوة قد ضمّ، و باب الولاية قد فتح، و هو إشارة إلى بعث عليّ (عليه السّلام) مع الأنبياء باطناً، و إلى سرّ الولاية التي ظهرت بعد محمّد (صلّى اللَّه عليه و آله)، ليكون علماء اُمته الذين هم الأولياء و أعين الناس في سواديّة دائرة الولاية و بياضيّتها بالنسبة إلى الحقّ

[راجع الأنوار النعمانية 1: 30.]

أقول: هذا الذي رواه من بعثة عليّ باطناً قد روى مضمونه في أخبار أهل البيت عن عليّ (عليه السّلام)، و هو إشارة إلى سرّ إلهي في الغاية القصوى من التحقيق، و هو انّه قد روي عنه (عليه السّلام) أنّه قال في جواب من ذكر فضائل الأنبياء الذين ذكرهم اللَّه في القرآن، و خصّ كلاًّ منهم بنوع من التأييدات الإلهيّة، كنجات إبراهيم (عليه السّلام) من نار نمرود و جعلها عليه برداً و سلاماً...الخ، فقال (عليه السّلام): واللَّه كنت مع إبراهيم في النار، و أنا الذي جعلتها عليه برداً و سلاماً، و كنت مع نوح في السفينة فأنجيته من الغرق، و كنت مع موسى فعلّمته التوراة، و أنطقت عيسى في المهد و علّمته الانجيل، و كنت مع يوسف في الجبّ فأنجيته من كيد إخوته، و كنت مع سليمان على البساط و سخّرت له الرياح

[راجع الأنوار النعمانية 1: 31.] و في الروايات الخاصيّة انّ النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله) كان جالساً يوماً معه رجل من الجنّ يسأله عن أشياء من أحكام الدين، فدخل عليّ (عليه السّلام) فتصاغر ذلك الجنّي خوفاً حتى صار مثل العصفور، فقال: يا رسول اللَّه أجرني من هذا الشاب، فقال النّبي (صلّى اللَّه عليه و آله): و لم تخافه؟ فقال: «انّي تمرّدت على سليمان بن داود و سلكت البحار، فأرسل إليّ جماعة من الجنّ و الشياطين فلم يقدروا عليّ، و أتاني هذا الشاب و بيده حربة، فضربني بها على كتفي و إلى الآن أثر جراحته، فقال له النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله): اُدن من عليّ حتى تطيب جراحتك، و تؤمن به، و تكون من شيعته، ففعل

[المصدر نفسه.]

و خطبة البيان

[راجع الأنوار النعمانية 1: 31.] المنقولة منه تبيّن هذا كلّه، و هي مشتملة على الأسرار التي لا يعرف معناها إلّا العلماء الراسخون.

الثاني عشر: استفاض من الروايات من أنّ إبراهيم (عليه السّلام) طلب في مدّة عمره من اللَّه سبحانه مرّة واحدة تطلّعه على الملكوت ليشاهده عياناً، فقال: يا ربّ أرني ملكوت السماوات و الأرض، فرفع الحجاب عن وجهه حتى نظر بهذه العين الباصرة إلى ما خلق اللَّه في الأرض و السماء

[المصدر نفسه.]، و أمّا مولانا أميرالمؤمنين (عليه السّلام) فقد كانت له هذه الحالة طول عمره.

كما روي أنّه (عليه السّلام) كان يخطب يوماً على المنبر فقال: أيُّها الناس سلوني قبل أن تفقدوني، واسألوني عن طرق السماوات فإنّي أعرف بها منّي بطرق الأرض، فقام رجل من القوم فقال: يا أميرالمؤمنين أين جبرئيل في هذا الوقت؟ فقال (عليه السّلام): دعني أنظر.

فنظر إلى فوق، و إلى الأرض، و إلى يمينه و يساره، فقال: أنت جبرئيل، فطار من بين القوم و شقّ سقف المسجد بجناحه، فكبّر الناس و قالوا: اللَّه أكبر يا أميرالمؤمنين من أين علمت أنّ هذا جبرئيل؟ فقال: إنّي لمّا نظرت إلى السماء بلغ نظري إلى ما فوق العرش و الحجاب، و لمّا نظرت إلى الأرض خرق بصري طبقات الأرض إلى الثرى، و لمّا نظرت يمنة و يسرة رأيت ما خلق اللَّه ولم أر جبرئيل في هذه المخلوقات، فعلمت أنّه هو

[راجع الأنوار النعمانية 1: 32، و نحوه الفضائل لشاذان بن جبرئيل: 98، عنه البحار 39: 108 ح 13، و مدينة المعاجز 1: 112 ح 64.]

وروى الشيخ الطوسي (رحمه اللَّه) عن ابن عباس قال: سمعت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) يقول: أعطاني اللَّه تعالى خمساً و أعطى عليّاً خمساً، أعطاني جوامع الكلم و أعطى عليّاً جوامع العلم، و جعلني نبيّاً و جعله وصيّاً، و أعطاني

الكوثر و أعطاه السلسبيل، و أعطاني الوحي و أعطاه الإلهام، و أسرى بي إليه (و فتح له أبواب السماء و الحجب حتى نظر إليّ فنظرت إليه)

[أثبتناه من المصدر.] كان أوّل ما كلّمني به أن قال: يا محمّد اُنظر تحتك، فنظرت [إلى] الحجب قد انخرقت، و إلى أبواب السماء قد فتحت، و نظرت إلى عليّ (عليه السّلام) و هو رافع رأسه إليّ يكلّمني و كلّمته.

و كلّمني ربّي عزّ و جلّ و قال لي: يا محمّد انّي جعلت عليّاً وصيّك و وزيرك و خليفتك من بعدك فأعلمه فها هو يسمع كلامك، فأعلمته و أنا بين يدي ربّي عزّوجلّ، فقال لي: قد قبلت و أطعت، فأمر اللَّه الملائكة أن تسلّم عليه، ففعلت فردّ (عليه السّلام)، و رأيت الملائكة يتباشرون به، و ما مررت بملائكة من ملائكة السماء إلّا هنّوني.

و رأيت حملة العرش قد نكسوا رؤوسهم إلى الأرض فقلت: يا جبرئيل لم يكس حملة العرش رؤوسهم إلى الأرض؟ فقال: يا محمّد ما من ملك من الملائكة إلّا و قد نظر إلى وجه عليّ بن أبي طالب استبشاراً به ما خلا حملة العرش، فإنّهم استأذنوا اللَّه عزّ و جلّ في هذه الساعة فأذن لهم أن ينظروا إلى عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) فنظروا إليه، فلمّا هبطت جعلت أخبره بذلك و هو يخبرني به، فعلمت أنّي لم أطأ موطأً إلّا و قد كشف لعليّ عنه حتّى نظر إليه

[أمالي الطوسي: 104 ح 161 مجلس 4، عنه البحار16: 317 ح 7، و مدينة المعاجز 2: 6 ح 353، و نحوه الفضائل لشاذان بن جبرئيل: 168، و أورد ابن بابويه صدر الحديث في الخصال: 293 ح 57 باب الخمسة، و ابن شهرآشوب في المناقب 3: 261، و الأنوار النعمانية 1: 32.]

أقول: هذا الحديث يدلّك على أنّ عليّاً (عليه السّلام) عرج إلى ملكوت السماء و هو جالس في بيته.


هذي المناقب لا قعبان من لبن
شيبا بماء فصارا بعد أبوالا


هذى المآثر لا ثوبان من يمن
خيطا قميصاً فعادا بعد اسمالا


و هذه الحالة قد كانت للأئمة أعني مشاهدات الملكوت، و بها فضّلوا على سائر الأنبياء.




وروى صاحب مشارق الأنوار باسناده إلى مفضّل بن عمر قال: سألت أباعبداللَّه (عليه السّلام) عن الإمام كيف يعلم ما في أقطار الأرض و هو في بيته مرخى عليه ستره، ثمَّ قال: يا مفضّل انّ اللَّه جعل فيه أرواحاً: روح الحياة و بها يذبّ و يدرج، و روح القوّة و بها ينهض، و روح الشهوة و بها يأكل و يشرب، و روح الإيمان و بها يأمر و يعدل، و روح القدس و بها حمل النبّوة.

فإذا قبض النّبيّ انتقل روح القدس إلى الإمام، فلا يغفل و لا يلهو، و بها يرى ما في الأقطار، و انّ الإمام لا يخفى عليه شي ء ممّا في الأرض و لا ما في السماء، و انّه ينظر إلى ملكوت السماوات فلا يخفى عليه شي ء، و لا همهمة، و لا شي ء فيه روح، و من لم يكن بهذه الصفات فليس بإمام

[راجع الأنوار النعمانية 1: 33، و نحوه بصائر الدرجات: 474 ح 13، عنه البحار 25: 57 ح 25، و الكافي 1: 272 ح 3، و مختصر بصائر الدرجات: 2.


و الدلائل و الأخبار الدالة على هذا المطلب كثيرة جدّاً، والذي اطلعت عليه منها زهاء ألف حديث.

وروى الصدوق (رحمه اللَّه) في الفقيه عن الرضا (عليه السّلام) قال: للإمام علامات: يكون أعلم الناس، و أحكم الناس، و أتقى الناس، و أحلم الناس، و أشجع الناس، و أعبد الناس، و أسخى الناس، و يلد مختوناً، و يكون مطهّراً، و يرى من خلفه كما يرى من بين يديه، و لا يكون له ظلّ.

و إذا وقع على الأرض من بطن اُمّه وقع على راحتيه رافعاً صوته بالشهادتين، و لا يحتلم، و تنام عيناه و لا ينام قلبه، و يكون محدّثاً، و يستوي عليه درع رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله)، و لا يرى له بول و لا غائط، لأنّ اللَّه عزّوجلّ قد و كّل الأرض بابتلاع ما خرج منه، و يكون رائحته أطيب من رائحة المسك.

و يكون أولى الناس منهم بأنفسهم، و أشفق عليهم من آبائهم و اُمهاتهم، و يكون أشدّ الناس تواضعاً للَّه جلّ ذكره، و يكون آخذ الناس بما يأمر به، و أكفّ الناس

عمّا نهى عنه، و يكون دعاؤه مستجاباً حتى أنّه لو دعى على صخرة لانشقت بنصفين، و يكون عنده سلاح رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) و سيفه ذوالفقار.

و يكون عنده صحيفة فيها أسماء شيعته إلى يوم القيامة، و صحيفة فيها أسماء أعدائه إلى يوم القيامة، و يكون عنده الجامعة- و هي صحيفة طولها سبعون ذراعاً فيها جميع ما يحتاج إليه ولد آدم-، و يكون عنده الجفر الأكبر و الأصغر اهاب ماعز و اهاب كبش، فيها جميع العلوم حتى أرش الخدش، و حتى الجلدة، و نصف الجلدة، و ثلث الجلدة، و يكون عنده مصحف فاطمة (عليهاالسّلام)

[من لا يحضره الفقيه 4: 418 ح 5914 باب النوادر، و معاني الأخبار: 102 ح 4، معنى الإمام المبين، و الخصال: 527 ح 1، أبواب الثلاثين، و عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 1: 422 ح 170، و نحوه في الإحتجاج 2: 448 ح 311، و كشف الغمة 3: 82، و في البحار 25: 116 ح 1، و الأنوار النعمانية 1: 34.]]، إنتهى.

فصل في ولادة الزهراء


و كان مولد الزهراء (عليهاالسّلام) بمكة بعد النبوّة بخمس سنين، و قريش تبني البيت، فيكون بثلاث سنين بعد الاسراء على المشهور، و هي السنة الخامسة و الأربعون من عام الفيل، و قيل: إنّه كان بالحساب الواقعي بأربع سنين و عشرة شهور وخمسة و عشرين يوماً بعد البعثة، أو ثلاثة أيّام بدل الخمسة و العشرين، و القول الغير المشهور كونه بسنة أو بسنتين بعد المبعث.

و في مقاتل الطالبيين: إنّ ولادتها كانت قبل النبوّة و قريش حينئذٍ تبني الكعبة

[مقاتل الطالبيين: 59، عنه البحار 43: 9 ضمن حديث 12، و العوالم 11: 46 ح 2.]

و بالجملة كان زمان ولادتها (عليهاالسّلام) أيّام حكومة يزدجرد بن شهريار من ملوك العجم، الذي كان دار سلطنته قلعة الجولاء قرب بغداد دارالسلام، و كان أمر سلطنته مستقرّاً في تلك الأيّام إلى أن انهزم في عصر عمر من جيش الإسلام، ففرّ بعد أن انهزم إلى بلاد العجم، و قتل بقلعة هرات أو بنيشابور أو غير ذلك على اختلاف الأقوال و الروايات، و كان آخر ملوك العجم، (و نقص أمره إذا تمّ).

و قد ولدت (عليهاالسّلام) يوم الجمعة وقت الصبح أي في آخر جزء من ليلة الجمعة، و هي الساعة الأخيرة التي هي أفضل الساعات و محلّ استجابة الدعوات،

/ 83