لمعة البیضاء فی شرح خطبة الزهراء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

لمعة البیضاء فی شرح خطبة الزهراء - نسخه متنی

محمد علی بن احمد القراچه داغی التبریزی الانصاری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




و إنّ اللَّه عزوجل جعلك سيّدة نسآء عالمك و عالمها، و سيدة نسآء الأولين و الآخرين


[علل الشرائع: 182 ح 1 باب 146، عنه البحار 43: 78 ح 65، و العوالم 11: 88 ح 1، و في دلائل الإمامة: 80 ح 20.]


و فيه عن سليمان قال: قال محمّد بن أبي بكر: لما قرأ (عليه السّلام): «و ما أرسلنا قبلك من رسول و لا نبي و لا محدّث» قلت: و هل تحدّث الملائكة إلّا الأنبياء؟ قال: مريم لم تكن نبيّة و كانت محدّثة، و اُمّ موسى بن عمران كانت محدّثة و لم تكن نبيّة، و سارة امرأة إبراهيم قد عاينت الملائكة، فبشّروها بإسحاق و من وراء إسحاق يعقوب و لم تكن نبيّة، و فاطمة بنت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) كانت محدّثة و لم تكن نبيّة


[علل الشرائع: 183 ح 2 باب 146، عنه البحار 43: 79 ح 66، و العوالم 11: 88 ح 2، و في مناقب ابن شهرآشوب 3: 336 في معجزاتها.]


قال الصدوق (رحمه اللَّه): فلمّا قرّر اللَّه عزّوجلّ في كتابه انّه ما أرسل من النسآء أحداً إلى الناس في قوله: «و ما أرسلنا من قبلك إلّا رجالاً نوحي اليهم»


[يوسف: 109.] و لم يقل نسآء، فالمحدّثون ليسوا برسل و لا أنبياء


[علل الشرائع: 183 ذيل حديث 2، عنه البحار 43: 79 ذيل حديث 66.]


و قد روي انّ سلمان الفارسي كان محدّثاً، فسئل الصادق (عليه السّلام) عن ذلك و قيل له: من كان يحدّثه؟ فقال: رسول اللَّه و أميرالمؤمنين كانا يحدّثانه بما لا يحتمله غيره من مخزون علم اللَّه و مكنونه.


و ذكر حمّاد بن عثمان قال: سمعت أبا عبداللَّه (عليه السّلام) يقول: تظهر الزنادقة سنة ثمانية و عشرين و مائة، و ذلك لأنّي نظرت في مصحف فاطمة، قال: فقلت: و ما مصحف فاطمة؟


فقال: إنّ اللَّه تعالى لمّا قبض نبيّه (صلّى اللَّه عليه و آله) دخل على فاطمة من


وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلّا اللَّه عزّوجلّ، فأرسل إليها ملكاً يسلّي عنها غمّها و يحدّثها، فحكت ذلك إلى أميرالمؤمنين فقال لها: إذا أحسست بذلك و سمعت الصوت قولي لي، فأعلمته فجعل (عليه السّلام) يكتب كلّما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفاً، قال: ثمَّ قال: أما أنّه ليس فيه من الحلال و الحرام، و لكن فيه علم ما يكون


[الكافي 1: 240 ح 2، و بصائر الدرجات: 177 ح 18، عنه البحار 43: 80 ح 68، و العوالم 11: 836 ح 4.]


و عن أبي عبيدة قال: سأل أبا عبداللَّه (عليه السّلام) بعض أصحابنا عن الجفر، فقال: هو جلد ثور مملوّ علماً، فقال له: ما الجامعة؟ قال: تلك صحيفة طولها سبعون ذراعاً في عرض الأديم مثل فخذ الفالج، فيها كلّ ما يحتاج إليه الناس، و ليس من قضيّة إلّا و فيها حتى أرش الخدش.


قال له: فما مصحف فاطمة؟ فسكت طويلاً ثمَّ قال: انّكم تبحثون عمّا تريدون و عمّا لا تريدون، إنّ فاطمة مكثت بعد رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) خمسة و سبعين يوماً، و قد كان دخلها حزن شديد على أبيها، و كان جبرئيل يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها، و يطيّب نفسها، و يخبرها عن أبيها و مكانه، و يخبرها بما يكون بعدها في ذرّيتها، و كان عليّ (عليه السّلام) يكتب ذلك، فهذا مصحف فاطمة


[الكافي 1: 241 ح 5، و بصائر الدرجات: 173 ح 6، البحار 43: 79 ح 67، و العوالم 11: 835 ح 3.]


و في رواية اُخرى عن الصادق (عليه السّلام): مصحف فاطمة فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرّات، و اللَّه ما فيه من قرآنكم حرف واحد


[الكافي 1: 239، بصائر الدرجات: 172، عنه البحار 26: 38 ح 70، و العوالم 11: 837 ح 6.]، و ليس فيه من حلال و لا حرام، و لكن فيه علم ما يكون


[الكافي 1: 240 ح 2، عنه البحار 22: 545 ح 62.]




  • من نمى گويم كه آن عالى جناب
    هست پيغمبر ولي دارد كتاب



  • هست پيغمبر ولي دارد كتاب
    هست پيغمبر ولي دارد كتاب



و ذكر بعض علماء الجفر في رسالة جمعها في القواعد الجفريّة مسنداً






إلى الرواية: إنّ فاطمة الزهراء (عليهاالسّلام) لمّا صارت بعد وفاة النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله) محزونة بالأحزان الشديدة، كان جبرئيل يجي ء إليها كلّ يوم للوعظ و التسلية من جانب اللَّه سبحانه، و كان يحدّثها بعض الأخبار، و يتلو عليها جملة من الأسرار بما لا عين رأت و لا اُذن سمعت، و لا خطر على قلب بشر أو أحد من الأنام حتى الأنبياء العظام و الرسل الكرام.


و كانت (عليهاالسّلام) تكتب كلّ ما سمعت حتى اجتمعت عندها صحيفة مشتملة على أربعين ورقاً، فلمّا تمّت جعلتها في ظرف من الأديم، فختمته بخاتمها الكريم و سلّمتها إلى سعد ملازمها و خادمها و قالت له: إذهب به إلى شرق المدينة في خارج البلدة، و سر حتى يظهر لك كثيب عظيم من الرملة، فاصعد على الكثيب ترى هناك رجلاً جليلاً نجيباً في الغاية، أبيض اللحية، معتدل القامة، فسلّمها إليه و بلّغ سلامي عليه و قل: يا سيّدي هذه أمانة من سيّدة النسآء إليك، و وديعة أودعتها لديك لتوصلها و تؤدّيها إلى ولدي الأمجد حجّة اللَّه في الأرضين و خاتم الوصييّن، فإذا سلّمت الأمانة فاحفظ كلّما يقوله لك حتى تأتيني بكلّ ما يقول.


ففعل سعد ما أمرته به إلى أن أراد أن يصعد على الكثيب هبّت هناك ريح عاصف، و زعزع


[ريح زَعْزَعٌ و زَعْزاعٌ و زَعْزُوعٌ: شديدة/ لسان العرب.] قاصف، و أخذ طرف الصحيفة من يده، و ضربه على أطراف هذا الجبل و تلك الأرض حتى تخرّق الظرف، و طارت الريح بكلّ ورق من الصحيفة إلى طرف غير طرف الآخر، و سعى سعد و اجتهد ليأخذ بعض الأوراق و لو واحداً منها فلم يتمكّن بذلك، فجعل يبكي و يتضرّع فإذا هو بالشخص الموصوف الذي أمرته بايداع الصحيفة عنده، فسأل سعداً عن جهة بكائه، فحكى قصّة الواقعة و ما فعل بها الريح الشديدة العاصفة، فقال: يا سعد اصبر إلى الليل بالإتفاق لعلّنا نظفر ببعض الأوراق في أثناء الليل لما يظهر حينئذٍ من نورها كالبدر.


فلمّا جنّ عليهما الليل رأى سعد في البيداء أنواراً في مواضع متفرّقة بعدد أوراق الصحيفة، كلّ منها كأنّه شروق الشمس المشرقة، فقال ذلك الشيخ: قم يا سعد نطلب الأوراق، فقاما معاً و تفحّصا و جمعا من الأوراق تسعة و ثلاثين، و كان نور الورق المتمّم لأربعين يظهر لهما من مكان بعيد، فكلّما طلباه لم يظفرا به إلى أن طلع الصبح.


فقال ذلك الرجل: يا سعد قد فات منّا هذا الورق البتة، و إنّما يصل هو إلى شيعة الزهراء ممّن كان أهلاً له، فأخذ الرجل الأوراق التسعة و الثلاثين، و سلّم بعض ودائع إلى سعد ليوصلها إلى فاطمة (عليهاالسّلام).


فرجع سعد إليها فأخبرها الخبر، ثمّ انّه وقع هذا الورق الفائت إلى سمت المغرب، و كان فيه أسرار وقعت في أيدي المغربيّين، و ذلك بأنّهم أخذوا ذلك الورق فوجدوا فيه أربعين سطراً، في كلّ سطر علم معظم ممّا هو مجموع عند المغربيّين، و من جملة تلك العلوم: الطلسمات، و النيّرنجات، و الإخفاء، و طيّ الأرض، و الكيمياء، و الليمياء، و الهيميا، و السيميا، و الريميا، و النصب، و العزل، و القبض، و البسط، و العقد، و الحلّ، و التصرّف في الحياة و الممات، و الرزق، و الرمل، و الأعداد، و الجفر.


و هي أحد و عشرون علماً متداولاً بين غير المغربيّين أيضاً، و لكن تسعة عشر من هذه العلوم موجودة بين المغربيّين وحدهم لم تصل إلى غيرهم، و قد جمع العلوم الأحد و العشرين السيد حسين الأغلاطي و غيره من أهل هذا الفنّ في كتبهم، إنتهى.


بيان: لفظ المحدّثة- بضمّ الميم، و فتح الحاء، و تشديد الدال المهملة- قرئ بفتح الدال إسم مفعول من حدّثه تحديثاً إذا أخبره، سمّيت بذلك لما ظهر من الأخبار المذكورة من أنّ الملائكة كانت تحدّثها، و في وصف فاطمة: «أيّتها المحدّثة العليمة»


[البحار 100: 195 ح 12، و في المتن: (العليلة) و ما أثبتناه فمن البحار.]


و سلمان أيضاً كان يسمّى بالمحدّث- كما مرّ- من جهة كون محمّد و عليّ صلوات اللَّه عليهما يحدّثانه بالعلوم المكنونة، و في الخبر أنّ أوصياء محمّد (صلّى اللَّه عليه و آله) محدّثون، أي تحدّثهم الملائكة و فيهم جبرئيل من غير معاينة، و مثله قوله: إنّ في كلّ اُمّة محدّثين من غير نبوّة.


و قرئ بكسر الدال أيضاً بمعنى انّها كانت تحدّث اُمّها في بطنها قبل الولادة، كما يظهر من الأخبار الواردة في حمل خديجة بها و وضعها لها، و سيجى ء الإشارة إلى بعضها، أو انّها أيضاً كانت تحدّث الملائكة كما كانت الملائكة يحدّثونها، على ما مرّ في الأخبار السابقة.


و المصحف- بضمّ الميم و كسرها، و الضّم أشهر، و الحاء المفتوحة فيهما- و هو مجتمع الصحف أي مجمعها، و منه سمّى القرآن الذي صنّفه عثمان مصحفاً، لأنّ القرآن كان قبل ذلك سوراً متفرّقة، و آيات متقطّعة، و أوراق منتشرة، و صحفاً متشتتة، فإذا جمعوا الصحف و جعلوها مجتمعة في نسخة واحدة سمّوها مصحفاً، فهو كان في الأصل إسماً للقرآن الذي كتبه عثمان بخطّه، و كان يقال له الإمام أيضاً أي إمام المصاحف، لكون سائر المصاحف مستنسخة منها، ثم استعمل في تلك المصاحف أيضاً، و لهذا المقام تفصيل آخر.


فظاهر إطلاق مصحف فاطمة كون أصله صحفاً متعدّدة اجتمعت في نسخة واحدة، كما يظهر ممّا ذكره بعض علماء الجفر انّه كان أوراقاً متعدّدة، و يسمّى كلّ قطعة من جلد أو قرطاس كتب فيه شي ء صحيفة.


و في النهاية


[النهاية 3: 13/ صحف.] انّه (صلّى اللَّه عليه و آله) كتب لعيينة بن حصين كتاباً، فلمّا أخذه قال: يا محمّد أتراني حاملاً إلى قومي كتاباً كصحيفة المتلمّس، و الصحيفة الكتاب، و المتلمّس شاعر معروف و اسمه عبد المسيح بن جرير، كان قدم هو و طرفة الشاعر على الملك عمرو بن هند، فنقم عليهما أمراً فكتب لهما كتابين إلى عامله بالبحرين يأمره بقتلهما و قال: إنّي قد كتبت لكما بجائزة.


فاجتازا بالحيرة فأعطى المتلمّس صحيفته صبيّاً فقرأها فإذا فيها يأمر عامله بقتله، فألقاها في الماء و مضى إلى الشام و قال لطرفة: افعل مثل فعلي فإنّ صحيفتك مثل صحيفتي، فأبى عليه و مضى بها إلى العامل، فأمضى فيه حكمه و قتله، فضرب بهما المثل.


في تسميتها بالبتول



و منها البتول، و كان ذلك يُطلق على مريم أيضاً، و في العلل عن عليّ (عليه السّلام) انّه سئل النّبي: ما البتول، فإنّا سمعناك تقول: إنّ مريم بتول و فاطمة بتول؟ فقال (صلّى اللَّه عليه و آله): البتول التي لم تر حمرة قطّ أي لم تحض، فإنّ الحيض مكروه في بنات الأنبياء


[علل الشرائع: 181 ح 1 باب 144، عنه البحار 43: 15 ح 13، و معاني الأخبار: 64 ح 17، و مناقب ابن شهر أشوب 3: 330، و دلائل الإمامة: 149 ح 61، كشف الغمة 2: 92 و العوالم 11: 80 ح 5.]


و عن أسماء بنت عميس قالت: قلت لرسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله): قد كنت شهدتُ فاطمة و قد وَلَدَتْ بعض ولدها فلم أر لها دماً، فقال (صلّى اللَّه عليه و آله): إنّ فاطمة خلقت حوريّة في صورة إنسيّة


[المناقب لابن المغازلي: 369 ح 416، ذخائر العقبى: 44، دلائل الإمامة: 150 ح 62، كشف الغمة 2: 91، العوالم 11: 83 ح 1، و نحوه لسان الميزان 3: 291 ح 4464 في ترجمة العباس بن بكار الضبّي.]


و قال (صلّى اللَّه عليه و آله) لعائشة: يا حميراء إنّ فاطمة ليست كنساء الآدمييّن، لا تعتلّ بما تعتلّ به


[مناقب ابن شهرآشوب 3: 330، و البحار 43: 6، و العوالم 11: 80 ح 5.]


و إطلاق حميراء على عائشة لكونها بيضاء و العرب تقول للبيضاء حمراء، كما ذكر السيد أحمد العاصم، و يجوز كون اللفظ على أصل معناه، أو كناية عن مطلق الحسناء، و التصغير بحسب الظاهر تصغير المحبّة كما في بُنَيّ، و بحسب الباطن تصغير التحقير.


و عن الصادق (عليه السّلام) قال: حرّم اللَّه النساء على عليّ (عليه السّلام) ما


دامت فاطمة حيّة، لأنّها كانت طاهرة لا تحيض


[مناقب ابن شهرآشوب 3: 330، عنه البحار 43: 16، و العوالم 11: 82 ح 4، و نحوه تهذيب الأحكام 7: 475 ح 1908، و أمالي الطوسي 43 ح 48 مجلس 2.]


و قال عبيد الهروي في الغريبين: سمّيت مريم بتولاً لأنّها بتلت عن الرجال، و سمّيت فاطمة بتولاً لأنّها بتلت عن النظير


[راجع المناقب لابن شهرآشوب 3: 330، عنه البحار 43: 16، و العوالم 11: 80 ح 7، عن الغريبين.]


و في مصباح الأنوار عن الباقر (عليه السّلام) قال: إنّما سمّيت فاطمة بنت محمّد (صلّى اللَّه عليه و آله) الطاهرة لطهارتها من كلّ دنس، و طهارتها من كلّ رفث، و ما رأت قطّ يوماً حمرة و لا نفاساً


[البحار 43: 19 ح 20، و العوالم 11: 82 ح 7، عن مصباح الأنوار.]


و عن أنس بن مالك، عن اُمّه قالت: ما رأت فاطمة دماً في حيض و لا في نفاس


[أمالي الصدوق: 153 ح 9 مجلس 34، عنه البحار 43: 21 ح 9، و العوالم 11: 84 ح 3، و احقاق الحق 10: 309.]


و عن الباقر (عليه السّلام): إنّ بنات الأنبياء لا يطمثن، إنّما الطمث عقوبة، و أوّل من طمثت سارة


[علل الشرائع: 290 ح 1 باب 215، عنه البحار 43: 25 ح 21، و العوالم 11: 85 ح 8، و مستدرك الوسائل 2: 38 ح 7.]


بيان: يمكن أن يراد من البتول معنى المنقطعة عن الضرّة، إذ لا ضرّة لها لا في الدنيا و لا في الآخرة، أمّا في الدنيا فلأنّ عليّاً (عليه السّلام) لم يتزوّج عليها ما دامت حيّة، سواء قلنا بجواز تزويجه عليها أم لا، و إن كان الأظهر هو الأخير، و أمّا في الآخرة فقد رووا انّه لا يكون لعليّ في الجنّة زوجة إلّا فاطمة (عليهاالسّلام)


[راجع مناقب ابن شهرآشوب 3: 324، عنه البحار 43: 154 ح 13.]


و يجري هذا الإحتمال في معنى فاطمة أيضاً، و قد بيّنّا انّ اختلاف الأخبار


في وجه التسمية يكشف عن اعتبار معنى كلّي يصدق مع كلّ من الوجوه المحتملة، على ما مرّ في بيان معنى لفظ فاطمة.


و أصل البتل القطع أي انّها منقطعة عمّا ذكر، و عن نسآء زمانها بعدم رؤية الدم حيضاً و لا نفاساً و لا استحاضة، و من هنا أيضاً سمّيت إنسيّة حوراء.


و في النهاية


[النهاية 1: 94، لسان العرب 1: 312/ بتل، العوالم 11: 81 ح 9.]: امرأة بتول: منقطعة عن الرجال لا شهوة لها فيهم، و بها سميّت مريم اُمّ عيسى (عليه السّلام)، و سميّت [فاطمة] بالبتول أيضاً لانقطاعها عن نساء زمانها فضلاً و ديناً و حسباً، أو لانقطاعها عن الثيوبة لكونها بكراً دائماً، أو لانقطاعها عن الدنيا إلى اللَّه تعالى، من قوله تعالى: «و تبتّل إليه تبتيلاً»


[المزمل: 8.]


تكميل: في باقي أسمائها



و لها (عليهاالسّلام) أسماء غير ذلك كما ذكره الصدوق و غيره، مثل: الحَصان، الحرّة، العذراء، المباركة، الطاهرة، الزكيّة، الراضية، المرضية، الصدّيقة الكبرى، و مريم العذراء، إلى غير ذلك.


و الحَصان- بفتح الحاء- بمعنى المرأة العفيفة، و قد حصنت المرأة- مثلّت الصاد- أي عفّت، و هي بيّنة الحَصانة- بالفتح- أي العفّة، أصله من الحِصن- بالكسر- و هو المكان الذي لا يُقدر عليه لارتفاعه، و لهذا أيضاً سمّى الفرس الكريم العتيق بالحصان- بالكسر- لكون ظهره كالحصن لراكبه.


و جَعْل الحَصان- بالفتح- للمرأة الكريمة، و بالكسر للفرس بملاحظة مناسبة كون الفرس مركوباً و الإنسان راكباً، فالفتح للفوق و الكسر للتحت، كما قيل في الجَنازة و الجِنازة بالنسبة إلى الميّت و السرير على وجه، و إن قيل بالعكس أيضاً و باستعمال كلّ في كلّ.


و أحصن الرجل إذا تزوّج فهو محصِن- بالكسر- على القياس، و الهمزة


حينئذٍ للصيرورة أي صار ذا حصن، مثل أغدّ البعير أى صار ذا غدّة، و أثمر الرجل أي صار ذا ثمر، و محصَن- بالفتح- على غير القياس على ما قيل.


و يجوز أن يجعل الهمزة للتعدية فيكون الفتح أيضاً قياساً، قال تعالى: «فاذا أحصنّ فإن أتين بفاحشة»


[النساء: 25.] بصيغة المجهول و قرئ بالمعلوم أيضاً، و التي أحصنت فرجها بمعنى في فرجها على الصيرورة، و بمعنى منعته على التعدية، و المراد انّها عفّت فهي محصَنة و محِصنة- بالكسر و الفتح-.


و المحصنات من المؤمنات، و المحصَنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم أى النساء الحرائر، و حَصُنَ- بالضمّ- حصانة فهو حصين أي منيع، و يتعدّى بالهمزة و التضعيف.


و في الدعاء: «أسألك بدرعك الحصينة»


[البحار 98: 125 ح 3.] أي التي يتحصّن بها و يستدفع بها المكاره، و في دعاء الإستنجاء: «اللَّهم حصّن فرجي»


[البحار 80: 180 ح 29.] المراد من تحصينه ستره و عفّته و صونه عن المحارم، و منه الخبر: «حصّنوا أموالكم بالزكاة»


[قرب الاسناد: 117 ح 410، عنه البحار 93: 288 ح 3، و في مكارم الأخلاق: 388.]، و تحصّن العدوّ إذا دخل الحصن و احتمى به.


و الحُرّة- بضمّ الحاء- اُنثى الحرّ، و هي الشي ء الخالص الصافي من كلّ شوب و ريبة، و منه الحرّ خلاف العبد لاستخلاصه عن تصرّف الغير و تعلّقه، و استخلاصه من الرقيّة، و الحرّ من الطين و الرمل ما خلص من الإختلاط بغيره، و منه الحديث: «الطين الحرّ يجعل على دم الميت الذي لا ينقطع».


و الحرّة خلاف الاُمة، و جمعها على حرائر على غير قياس، مثل شجرة مرّة و شجر مرائر، قال السهيلي: و لا نظير لهما لأنّ باب فُعْلَة- بضمّ الفاء- يجمع على فُعَل مثل غُرفة و غُرف، و إنّما جمعت حرّة على حرائر لأنّها بمعنى كريمة و عقيلة،


و مرّة بمعنى مريرة أو بمعنى خبيثة الطعم، فجمعت أيضاً جمع فُعْلَة.


و العذراء بمعنى البكر، يقال: إمرأة عذراء أي بكر، لأنّ عُذرتها- بضمّ العين- و هي جلدة البكارة باقية، و دم العذرة دم البكارة، و هي (عليهاالسّلام) كانت بكراً دائماً، فيكون بمعنى البتول على أحد الوجوه.


و المباركة بمعنى كثير اليمن و البركة أي الزيادة، لكون الأئمة من نسلها، و استفاضة عالم الكون من ضوئها، و هي الشجرة المباركة الزيتونة التي هي لا شرقيّة و لا غربيّة.


و الطاهرة و الزكيّة معناهما المطهّرة عن الذنوب، و سوء الخلق، و جميع الأرجاس الظاهريّة و الباطنيّة، فالطاهرة عن الظاهريّة، و الزكيّة عن الباطنيّة، أو كلّ في كلّ، و في إطلاق لفظ الطاهرة إشارة إلى طهارتها في الأصل، دون أن يعرض لها الطهارة بعد الخباثة.


و إطلاق الرضيّة لرضاها عن اللَّه و رسوله حين ذهبت إلى النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله) فطلبت منه خادمة و قالت: «لا اُطيق على شدائد البيت» فعلّمها النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله) تسبيح فاطمة، و بشّر لها بثوابه، فقالت ثلاثاً: «رضيتُ عن اللَّه و رسوله» فرجعت إلى بيتها و قالت: «طلبت من أبي خير الدنيا فأعطاني خير الآخرة»


[راجع المناقب لابن شهرآشوب 3: 342، عنه البحار 43: 85 ح 8.]


أو لرضاها عن اللَّه تعالى فيما أعطاها من القرب، و المنزلة، و طهارة الطينة، و غير ذلك من المراتب العالية في الدنيا و البرزخ و الآخرة من حيث الجاه، و المنزلة، و النعمة، و الشرف، و الفضيلة.


أو لرضاها عنه تعالى في جعل الشفاعة الكبرى بيدها من الإنتقام من قتلة ولدها في الدنيا و الآخرة، و إطلاق المرضيّة لأنّ اللَّه تعالى يعطي لها في الآخرة من الكرامات الفاخرة حتى ترضى، كما قال لأبيها: «و لسوف يعطيك ربك فترضى»


[الضحى: 5.]


أو لأنّ اللَّه تعالى و رسوله و بعلها راضون عنها، أو لأنّ جميع الموجودات راضية عنها لاستفاضتها بفيوضها إلى غير ذلك.


و الصديقة الكبرى لأنّها الصديقة ظاهراً و باطناً، لفظاً كما قالت عائشة: «ما كان أصدق منها إلّا الذي ولدها»


[مستدرك الحاكم 3: 175 ح 4756، ذخائر العقبى: 44، مقتل الحسين للخوارزمي: 56، الاستيعاب 4: 377، حلية الأولياء 2: 41، كشف الغمة 2: 100.]، و معنىً بتصديقها وعد ربّها بما لا مزيد عليه قولاً و فعلاً.


و من أسمائها في السماء: المنصورة، النوريّة، السماويّة، الحانية، لكونها منصورة في قتل ولدها بقيام القائم (عليه السّلام)، «و يومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر اللَّه» «ينصر من يشآء».


و النوريّة ظاهرة، و السماويّة لكونها من العوالم العالية على ما اُشير إليه فيما مرّ، و الحانية المشفقة على زوجها و أولادها، و قيل: الحانية التي تقيم على ولدها و لا تتزوّج عطفاً و شفقة لأولادها، و من فضائل النساء كونهنّ أحنى على ولدها، و أرعى على زوجها، و هذه كناية عن غاية العطوفة و عدم القساوة.


ولها (عليهاالسّلام) أسماء اُخر في الأرض و السماء ك: الميمونة، و المعصومة، و الدرّة البيضاء، و الكوثر على أحد التفاسير في معنى الآية، مراداً من الكوثر معنى كثير الخير و البركة، من جهة كون الذرّية الطاهرة النبويّة من نسلها، مع أنّ السادات العلويّة الفاطميّة تختلط و تشتبك من جهة التكاثر و التزاوج، و التوالد والتناسل مع سائر الاُمّة حتى تصير جميع الرعيّة من نسلها (عليهاالسّلام) في آخر الأزمنة، و كلّها محرمة لها بلا شبهة وريبة.


في بيان الفواطم



و اعلم أنّ المسمّاة بفاطمة من الدوحة النبويّة و السلسلة الهاشميّة ثلاث


/ 83