لمعة البیضاء فی شرح خطبة الزهراء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

لمعة البیضاء فی شرح خطبة الزهراء - نسخه متنی

محمد علی بن احمد القراچه داغی التبریزی الانصاری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




فاطمة، انظروا من سقاكم شربة في حبّ فاطمة، انظروا من ردّ عنكم غيبة في حبّ فاطمة، خذوا بيده و أدخلوه الجنّة.


قال أبو جعفر (عليه السّلام): و اللَّه لا يبقى في الناس الّا مشرك أو كافر أو منافق، فاذا صاروا بين الطبقات نادوا كما قال اللَّه تعالى: «فما لنا من شافعين- و لا صديق حميم»


[الشعراء:، 100 و 101.]


[تفسير فرات: 298 ح 403، عنه البحار 43: 64 ح 57.]


و حديث اتحاف فاطمة (عليهاالسّلام) لسلمان من تحف الجنّة مشهور، حيث أتت اليها ثلاث من الحور العين: مقدودة لمقداد، و ذرّة لأبي ذر، و سلمى لسلمان، مع رطب من الجنّة، فأعطت شيئاً منه لسلمان و قالت: افطر عليه عشيتك و جئني غداً بنواه- و كان يفور منه رائحة المسك-.


فلمّا أفطر به الليل فلم يجد له نواة، فمضى اليها من الغدوّ و أخبرها بذلك قالت: يا سلمان و لن يكون له عجم و لا نوى، و انّما هو نخل غرسه اللَّه في دار السلام بكلام علّمنيه أبي محمد (صلّى اللَّه عليه و آله)، كنت أقوله غدوّة و عشيّة.


قال سلمان: قلت: علّميني الكلام يا سيّدتي، فقالت: إنْ سرّك أن لا يمسّك أذى الحمى ما عشت في دار الدنيا فواظب عليه، ثم قال سلمان: علّميني هذا الحرز، فقالت: «بسم اللَّه الرحمن الرحيم، بسم اللَّه النور...» الى آخر ما يأتي في جملة أدعيتها (عليهاالسّلام)


[مهج الدعوات: 5/ حرز فاطمة (عليهاالسّلام)، عنه البحار 43: 67 ح 59.]


و روي عن عليّ (عليه السّلام) في خبر طويل ما حاصله انّه قال: كنّا جلوساً عند النبي (صلّى اللَّه عليه و آله) فقال لنا: أيّ شي ء خير للنساء؟ فعجز الحاضرون عن الجواب، فرجعت أنا الى فاطمة (عليهاالسّلام) و قصصت لها الواقعة، فقالت: انّ أولى الأشياء بالمرأة أن لا يراها أحد و لا ترى أحداً، فرجعت الى النبي (صلّى اللَّه عليه و آله) فأخبرته ذلك، فقال: يا عليّ من أخبرك بذلك؟ فقلت: فاطمة،


فقال (صلّى اللَّه عليه و آله): فاطمة بضعة منّي...


[كشف الغمة 2: 94، عنه البحار 43: 54 ح 48، شرح الأخبار 3: 30 ح 970، مناقب ابن شهرآشوب 3: 332.]


توضيح: و لا يذهب عليك انّ عليّاً (عليه السّلام) لم يكن جاهلاً بجواب المسألة البتة، بل انّما فعل كذلك ليظهر للناس مرتبة فاطمة (عليهاالسّلام) في الفضيلة، و يظهر النبي (صلّى اللَّه عليه و آله) بعض فضلها على الناس ليكون ذلك حجة فيما بعده لمن بعده.


قيل: و في قوله (صلّى اللَّه عليه و آله): (فاطمة بضعة منّي)، اشارة لطيفة الى انّ فاطمة (عليهاالسّلام) مرتبة من مراتب ظهوره (صلّى اللَّه عليه و آله)، و مقام من مقامات نوره، فهي (عليهاالسّلام) كانت تتكلّم من علومه، و تخبر عن مكنونات ضميره الذي هو البحر المستدير على نفسه.




  • آب از دريا به دريا مى رود
    از همانجا كآمد آنجا مى رود



  • از همانجا كآمد آنجا مى رود
    از همانجا كآمد آنجا مى رود




و قد قال (صلّى اللَّه عليه و آله) في الخبر المروي عن مجاهد انّ النبي (صلّى اللَّه عليه و آله) خرج يوماً و بيده يد فاطمة (عليهاالسّلام)، قال: من عرف هذه فقد عرفها، و من لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد، و هي بضعة منّي، و هي قلبي و روحي التي بين جنبيّ، فمن آذاها فقد آذاني...


[كشف الغمة 2: 94، عنه البحار 43: 54 ح 48.



و الحال انّه (صلّى اللَّه عليه و آله) قال لعليّ (عليه السّلام): يا عليّ أنت نفسي التي بين جنبيّ، فجعل عليّاً (عليه السّلام) و فاطمة (عليهاالسّلام) روحه.


و قد اُطلق النفس على عليّ كثيراً في الايات و الأخبار، تارة بالنسبة الى النبي المختار كالخبر السابق، و قوله تعالى: «قل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم و نساءنا و نساءكم و أنفسنا و أنفسكم»


[آل عمران: 61.]] فانّ المراد هنا من النفس المنسوب الى النبي (صلّى اللَّه عليه و آله) هو عليّ (عليه السّلام)، كما ورد في الأخبار من طرق


الخاصة و العامة، و سيأتي بيانه فيما بعد في توجيه الحديث المشهور المنسوب الى الرضا (عليه السّلام) مع المأمون، حيث قال المأمون: ما الدليل على ولاية جدّك؟ قال (عليه السّلام): آية أنفسنا.


و تارة بالنسبة الى اللَّه تعالى، مثل قوله (عليه السّلام) في الزيارة السابعة من كتاب تحفة الزائرين للمجلسي (رحمه اللَّه): «السلام على نفس اللَّه القائمة فيه بالسنن»


[تحفة الزائر: 106، البحار 100: 330 ح 29.]


و في الزيارة الاخرى: «السلام على نفس اللَّه العليا، و شجرة طوبى، و سدرة المنتهى، و المثل الأعلى»، و مثل قوله تعالى: «و يحذّركم اللَّه نفسه»


[آل عمران: 28.] أي يحذّركم أن تعتدوا عن طاعة علي (عليه السّلام)، أو أن تغصبوا خلافته، أو أن تنكروا ولايته.


و فسّر نفس اللَّه بالنبي (صلّى اللَّه عليه و آله) أيضاً و لا منافاة بينهما و لا مغايرة، سيّما مع ما اُشير اليه انّ عليّاً (عليه السّلام) هو نفس النبي (صلّى اللَّه عليه و آله) في الخبر و الآية، و على هذا النحو قوله تعالى حكاية عن عيسى (عليه السّلام): «تعلم ما في نفسي و لا أعلم ما في نفسك»


[المائدة: 116.]


و بالجملة فالغرض انّ عليّاً (عليه السّلام) اُطلق عليه لفظ النفس، و فاطمة (عليهاالسّلام) اُطلق عليها لفظ الروح، و الروح و إن كان في الظاهر أعلى مرتبة من النفس الّا انّها أمر اعتباري في البين، و برزخ حاجز بين البحرين، بخلاف النفس فانّ لها تأصّلاً في عالمها، و استقلالاً في مقامها، و هي مظهر تفاصيل الآثار، و بحر الفيض الذي منه تنشعب الأنهار، في مقام قول عليّ (عليه السّلام): «ينحدر عنّي السيل، و لا يرقى اليّ الطير»


[نهج البلاغة، الخطبة: 3.] فلا يلزم أن تكون فاطمة (عليهاالسّلام) أشرف من


عليّ (عليه السّلام).


و كذا الكلام في اطلاق روح اللَّه على عيسى (عليه السّلام)، و نفس اللَّه على عليّ (عليه السّلام)، و هذا المعنى جار في المقام سواء جعل الاضافة للاعظام، أو لنحو التشبيه في المقام، كما انّ اطلاق روح اللَّه على عيسى (عليه السّلام)، و روح النبي (صلّى اللَّه عليه و آله) على فاطمة لا يدلّ على كون عيسى أفضل منها، فانّ هذه امور اعتباريّة نظير الذكورة و الاُنوثة، فانّ الإتسام بصفة الانوثيّة انّما هو من جهة ترتيبها (عليهاالسّلام)


[كذا الظاهر، و في الأصل: تربيتها.] بالنسبة الى العوالم الكونيّة من حيث كونها آخر الأنوار الأربعة عشر، و منها تظهر و تنشأ الفيوضات الالهيّة.


فهي مظهر التفاصيل الجارية، و منشأ الاثار السارية، فهذه الانوثيّة أشرف من ألف ذكوريّة، و الّا ففي عالم الأرواح و العقول و النفوس لا ذكوريّة و لا اُنوثيّة، سيّما بالنسبة الى تلك الأشباح النوريّة، و لذا قيل:




  • و آنكه از تأنيث جانرا باك نيست
    از مؤنث و ز مذكر برتر است
    اين نه آن جان است كز خشك و تر است



  • روح را با مرد و زن اشراك نيست
    اين نه آن جان است كز خشك و تر است
    اين نه آن جان است كز خشك و تر است



فليس في مطلق الذكوريّة شرف بالنسبة الى الانوثيّة، كما ترى انّ الشمس مؤنّث بالنسبة الى الأحكام الظاهرة، و القمر مذكّر، فهل ترى فيها جهة نقص من هذه الجهة.


و ما ورد في نهج البلاغة انّ النساء نواقص الايمان، نواقص العقول، نواقص الحظوظ، فأمّا نقصان ايمانهنّ فقعودهنّ عن الصلاة و الصيام في أيّام حيضهنّ، و امّا نقصان عقولهنّ فشهادة امرأتين منهنّ تعدل شهادة الرجل الواحد، و امّا نقصان حظوظهنّ فمواريثهنّ على الانصاف من مواريث الرجال، فاتقوا شرار النساء و كونوا من خيارهنّ على حذر


[نهج البلاغة، الخطبة: 80، عنه البحار 32: 247 ح 195.



فهذا و نحوه انّما هو بالنظر الى ما سواها (عليهاالسّلام) من سائر الرعيّة، فانّ






جهات النقص لا تلحق ذراها و لا تبلغ مرقاها، فانّ شهادتها تعدل شهادة العالمين حتى الأنبياء، و لا حيض لها (عليهاالسّلام)، و لا قعود عن الصلاة و الصيام، و جميع مواريث أبيها لها في الاولى و الاخرى.


و عروض جهات النقص للنساء ليس الّا لما ورد في الآثار المرويّة من انّ المرأة فيها ثلثان من القوّة النفسانية، و ثلث واحد من القوّة العقلانية، و المرء بالعكس، و جميع جهات الفيض من الارث و غيره تابعة للقوّة العقلانية.


و امّا هذه المعصومة المطهّرة فليس فيها جهة نفسانية بالمرّة حتى توجب النقائص المذكورة، بل هي صِرف عقل و عقل صرف، ليس فيها شائبة الكدورة النفسيّة، و نور محض بلا شوب ظلمة بالمرّة و لو مثقال ذرّة:




  • فلو كان النساء كمثل هذي
    لفضّلت النساء على الرجال



  • لفضّلت النساء على الرجال
    لفضّلت النساء على الرجال




ذكر المقامات الأربعة للمعصومين



و ذكر بعضهم في بيان كون عليّ (عليه السّلام) بمنزلة نفس النبي (صلّى اللَّه عليه و آله)، بل كونه (عليه السّلام) نفس الحقيقة المحمّدية في كونه مظهر تفاصيل الفيوضات الالهيّة، انّ للنبي (صلّى اللَّه عليه و آله) مقامات أربعة
كما ورد في بعض الأخبار المأثورة
و هي مقام البيان، و المعاني، و الأبواب، و الامامة.


فالأوّل مقامه اللاهوتي في مرتبة الفؤاد، أي الجهة العالية من العقل الكلّي، و هو مقام «لي مع اللَّه وقت لا يسعني فيه ملك مقرّب و لا نبيّ مرسل» و اليه الاشارة في قولهم (عليهم السّلام): «لنا مع اللَّه حالات هو فيها نحن و نحن هو، و هو هو و نحن نحن»، و من هذا المقام تنحدر سيول الفيوضات الالهيّة، و لا ترقى اليه طيور العقولات الكليّة و الجزئيّة.


و الثاني مقامه الجبروتي، و هو مرتبة العقل الكلّي بنفسه من حيث هو مقام الحقيقة المحمّدية، و مقام اوّل ما خلق اللَّه العقل


[الفردوس 1: 13 ح 4، و البحار 1: 97 ح 8.]

، و أول ما خلق اللَّه روحي


[البحار 57: 309، الانوار النعمانية 1: 13، كلمات مكنونة للفيض: 70.]

،


و اوّل ما خلق اللَّه نوري أو نور نبيك يا جابر


[البحار 15: 24 ح 43 و 44، عن رياض الجنان.]]، و لا منافاة بين تلك الأخبار لصحّة كلّ منها بوجه من الاعتبار.




  • عباراتنا شتّى و حسنك واحد
    و كلّ الى ذاك الجمال يشير



  • و كلّ الى ذاك الجمال يشير
    و كلّ الى ذاك الجمال يشير




و هو محلّ اجتماع الفيوضات السارية و السيول الجارية، و جبرئيل و سائر الملائكة الأربعة حملة العرش دون هذه المرتبة، و بالنسبة اليها قال جبرئيل: «لو دنوت انملة لاحترقت»


[البحار 18: 382 ح 86، عن مناقب ابن شهرآشوب 1: 179/ في معراجه (صلّى اللَّه عليه و آله).





  • اگر يك سر موى برتر برم
    فروغ تجلّى بسوزد پرم



  • فروغ تجلّى بسوزد پرم
    فروغ تجلّى بسوزد پرم




و هو اوّل موجود من الموجودات، و اليه ينتهي الكائنات، و فيه قيل ما قيل:




  • احمد ار بگشايد آن پرّ جليل
    تا آبد مدهوش ماند جبرئيل



  • تا آبد مدهوش ماند جبرئيل
    تا آبد مدهوش ماند جبرئيل




و الثالث مقامه الملكوتي، و هو مرتبة النفس الكلّية، و من هذا المقام تنشعب الفيوضات الالهية الى محلّ قرارها كالطيور الى أوكارها، و جبرئيل من أهل هذه المرتبة و خدّام تلك الرتبة.


و الرابع مقامه الناسوتي، و هو مرتبة الجسم الكلّي في عالم البشريّة، فالنبوة و تبليغ الأحكام الالهيّة من صفات هذه المرتبة، و هي مقام «انّما أنا بشر مثلكم يوحى اليّ أنّما إلهكم واحد»


[فصلت: 6.]





  • گربه ظاهر مثلكم باشد بشر
    با دل يُوصى اليّ ديده ور



  • با دل يُوصى اليّ ديده ور
    با دل يُوصى اليّ ديده ور




و بشريّته هذه أعلى رتبة و صفاء و نوريّة بمراتب كثيرة من هذه العقول البشريّة في الأنبياء و الرعيّة.


و هذه المراتب الأربعة تجري في بواقي الأنوار الأربعة عشر أيضاً، حذو النعل بالنعل و القذّة بالقذّة، و هم من أجزاء هذه الدائرة العالية، و سكّان تلك الرتبة السامية، و إن كان بعضهم مقدّماً على بعض في المرتبة مع اتحاد الذوات في






الحقيقة، تقدّم السراج المشتعل اوّلاً على السراج المشتعل منه ثانياً.


كما قال عليّ (عليه السّلام): أنا من محمّد كالضّوء من الضّوء


[أمالي الصدوق: 511 ح 10 مجلس 77، عنه البحار 21: 26 ح 25، و في علل الشرائع: 172 ح 1.]]، و الّا فهم من نور واحد و حقيقة واحدة، كما قال (صلّى اللَّه عليه و آله): أنا و عليّ من نور واحد


[الفردوس 2: 191 ح 2952، عنه البحار 38: 150 ح 120.]


و في حديث آخر نقله المقدّس الأردبيلي (رحمه اللَّه) قال (صلّى اللَّه عليه و آله): كنت أنا و عليّ نوراً بين يدي الرحمان قبل أن يخلق عرشه بأربعة عشر ألف عام- و في رواية العوالم: قبل آدم بأربعين ألف عام- فلم نزل نتمحّض في النور حتى إذا وصلنا الى حضرة العظمة في ثمانين ألف سنة، ثم خلق اللَّه الخلائق من نورنا، فنحن صنائع اللَّه و الخلق كلّهم صنائع لنا.


و في حديث آخر: و الخلق بعد صنائعنا


[البحار 53: 178 ح 9 عن الاحتجاج 2: 536 ح 342، و الغيبة للطوسي: 285 ح 245.]، و في خبر آخر: أنا من عليّ و عليّ منّي


[شرح الأخبار 1: 93 ح 8، كفاية الطالب: 274، المناقب للمغازلي 223 ح 268، كنز العمال 6: 399. الصواعق المحرقة: 188، الباب التاسع.]، كما ورد: أنا من حسين و حسين منّي


[سنن الترمذي 5: 429 ح 3800، سنن ابن ماجه 1: 51 ح 144، الصواعق المحرقة: 291، كشف الغمة 2: 216، البحار 43: 295 ح 56.]، و غير ذلك.


فهم (عليهم السّلام) من صنف البشر في الصورة، و امّا في الباطن فيعجز عن درك معناهم العقول و الأفهام، و لا يبلغ اليهم طامحات الأوهام، كما قال عليّ (عليه السّلام): ظاهري ولاية و وصاية، و باطني غيب لا يدرك


[مشارق أنوار اليقين: 70.]


و قال (عليه السّلام) أيضاً- كما حكي عن معاني الأخبار للعلّامة (رحمه اللَّه)-: يا سلمان نزّلونا عن الربوبيّة، و ادفعوا عنّا حظوظ البشريّة، فانّا


عنها مبعدون، و عمّا يجوز عليكم منزّهون، ثم قولوا فينا ما شئتم، فانّ البحر لا ينزف، و سرّ الغيب لا يُعرف، و كلمة اللَّه لا تُوصف، و من قال هناك: لم و ممّ، فقد كفر.




  • كار پاكان را قياس از خود مگير
    آن يكى شير است كآدم مى خورد
    جمله عالم زين سبب گمراه شد
    هم سرى با أنبيا برداشتند
    جسم ديدند آدمى انگاشتند



  • گر چه ماند در نوشتن شير شير
    و آن يكى شير است كآدم مى خورد
    كم كسى ز ابدال حق آگاه شد
    جسم ديدند آدمى انگاشتند
    جسم ديدند آدمى انگاشتند




و المرتبة الأخيرة من الأربعة تشريعيّة، و الثلاث الاول تكوينيّة، و عليّ (عليه السّلام) حامل المرتبة الثانية، أي مظهر آثار تلك المرتبة، و واسطة الفيوض الى جميع الموجودات ممّن هو دونه، و هو مقام النفس الكلّي المظهر لآثار العقل الكلّي.


و لا يخفى انّ اطلاق نفس اللَّه على عليّ (عليه السّلام) في معنى اطلاق نفس رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله)، و اطلاق نفس رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) عليه في معنى ترتيب احكامها و آثارها عليه، و الّا فنفس عليّ (عليه السّلام) غير نفس رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله) البتة.


و لا نفس بالنسبة الى اللَّه تعالى، فانّ اللَّه تعالى أجلّ عن أن يكون له عقل أو نفس أو غير ذلك، و انّما هي اطلاقات واقعة في عالم الامكان على معان خاصّة منتسبة الى اللَّه تعالى، واقعة في ملك اللَّه هي مظاهر أمر اللَّه، و لهذا نُسبت الى اللَّه تعالى، فلا يذهب بك المذاهب الباطلة، و الاعتقادات الفاسدة، فانّ الأمر أوضح من أن يشتبه على أرباب العقول الكاملة، و الأفهام الفاضلة.


فصل:


في تحقيق الحديث المشهور الدائر في الألسنة، المستدلّ به على كون عليّ أميرالمؤمنين (عليه السّلام) هو نفس النبي (صلّى اللَّه عليه و آله)، و انّه المراد من أنفسنا في الاية.


و هو ما نُقل انّه سأل المأمون الرضا (عليه السّلام)، فقال: ما الدليل على ولاية






جدّك؟ قال (عليه السّلام): آية أنفسنا، فقال المأمون: لو لا نساءنا، فقال الرضا (عليه السّلام): لو لا أبناءنا، فسكت المأمون


[راجع أسرار الشهادة: 148.



و في نقل آخر بالعكس في الفقرتين الاخيرتين، أي انّه قال المأمون: لو لا أبناءنا، فقال الرضا (عليه السّلام): لو لا نساءنا.


و هذا الخبر و إن لم يُذكر في شي ء من الكتب المعتمدة المعروفة، و انّما اُسند الى حاشية نسخة من كتاب عيون أخبار الرضا في الخزانة الرضويّة في المشهد الرضوي.


و ذكر لي بعض العلماء في المشهد الحسيني: انّه رآه في بعض كتب السيد الجزائري (رحمه اللَّه)، و نقل والدي (طاب ثراه) انّه وجده في حاشية نسخة من كتاب مصباح الكفعمي، كانت عند بعض الأعيان في بلدة تبريز.


و سمعت من بعض علماء تلك البلدة: انّه موجود في بعض مصنّفات الشيخ الحرّ العاملي (رحمه اللَّه)، و بالجملة لم أظفر أنا بهذا الخبر في شي ء من الكتب المعروفة أو غير المعروفة، و كلّما ذكر مجرّد سماع و حكاية، الا انّه لابد من التأمّل في معنى الخبر و توجيهه بناءً على وروده و صحّته.


فنقول:


لا اشكال في وجه الاستدلال بآية أنفسنا، و هي قوله تعالى: «قل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم و نساءنا و نساءكم و أنفسنا و أنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة اللَّه على الكاذبين»


[آل عمران: 61.]]، و الآية نازلة في مقام مباهلة النبي (صلّى اللَّه عليه و آله) مع نصارى نجران من مضافات اليمن حين جاؤوا اليه للمعارضة، و القصة مشهورة.


و وجه عدم الاشكال في وجه الاستدلال: انّه قد قام الاجماع من الامّة على انّ المدعوّين في هذا اليوم للمباهلة لم يكونوا الا أربعة نفر، و هم عليّ و الحسنان و فاطمة، لا غيرهم من الامّة، و ظاهر الدعوة أيضاً أن يكون الداعي غير المدعوّ،


فلابدّ أن لا يُراد من أنفسنا الّا عليّ وحده، كما ادعي الاجماع على ذلك منّا و من العامة أيضاً.


كما انّ المراد من (أبناءنا) الحسنان وحدهما، كما اعترف به ابن أبي الحديد أيضاً في شرح نهج البلاغة، مدّعيا عليه الاجماع


[شرح نهج البلاغة 11: 26 باب 200.]، و يكون المراد من (نساءنا) هو فاطمة (عليهاالسّلام)، و هو الظاهر من سياق الاية أيضاً في المرحلة، فيكون حينئذٍ عليّ (عليه السّلام) نفس الرسول حقيقة بنوع من التوجيه، كما هو ظاهر الاطلاق، أو مجازاً من باب الاستعارة.


فعلى الأوّل فالدلالة على ولايته (عليه السّلام) واضحة، و على الثاني كذلك بملاحظة انّه جُعل عليّ مشبّهاً بنفس الرسول، فاُطلق عليه النفس، فيثبت عليه جميع أوصاف الرسول (صلّى اللَّه عليه و آله) الّا ما خرج بالدليل، أو الأوصاف الظاهرة التي من جملتها الولاية، فانّ عموم التشبيه في الجملة أمر ثابت بالأدلّة كعموم المنزلة في قوله (صلّى اللَّه عليه و آله): يا عليّ أنت منّي بمنزلة هارون من موسى الّا انّه لا نبي بعدي


[لهذا الحديث مصادر كثيرة، منها: صحيح مسلم 4: 108، صحيح البخاري 5: 3 و 24، مسند احمد 1: 170 و 173 صحيح الترمذي 2: 30، ذخائر العقبى: 120، كنز العمال 6: 402، نهج الحق: 216، الفردوس 5: 327 ح 8331.]


و ذلك كما لو قيل: زيد أسد، فيقال: قد شبّه زيد بالأسد، و لابد أن يثبت للمشبّه جميع الأوصاف الظاهرة في المشبّه به كالشجاعة و غيرها، و هي وجه الشبه، فان لم تكن هناك أوصاف ظاهرة مشهورة، فيحمل على كون وجه الشبه جميع الأوصاف الثابتة من باب عموم الحكمة.


و من هذا الباب قوله (عليه السّلام): الطواف بالبيت صلاة


[التهذيب للطوسي 5: 116 ح 51، و الاستبصار 2: 241 ح 2، و الوسائل 9: 445 ح 6.] و لهذا استدلّوا به على كون الطواف مشروطاً بالطهارة أيضاً كالصلاة، و كذلك الحال في الاستعارة،


و هي ما لم يذكر فيه المشبّه، و انّما اُطلق المشبّه به و اُريد به المشبّه، كما في نحو: (رأيت أسداً) مراداً به زيد، و إن كان نحو زيد أسد استعارة على وجه ضعيف، و بالجملة فالاستعارة أيضاً كالتشبيه لكونها مبتنية عليه أيضاً كما قرّر في محلّه.


و امّا اعتراض المأمون على النقل الأوّل المشهور الظاهر بملاحظة سوق الاية، فوجهه انّ مراده انّ (نساءنا) ظاهر في نفسه في معنى الطائفة الاناثيّة، فيكون المراد من (أنفسنا) هي الذكور بقرينة المقابلة، فيكون المراد دعوة الذكور و الاناث بلا خصوصيّة صفة النفسيّة مجازاً أو حقيقة.


فقال الامام (عليه السّلام) عند اعتراضه هذا: لو لا أبناءنا، يعني لو كان المراد من النساء الاناث مطلقاً، و من أنفسنا الذكور لدخل الحسنان (عليهماالسّلام) في أنفسنا أيضاً، فلم يبق وجه لذكرهما على حدة بلفظ (أبناءنا)، فليس لفظ (نساءنا) مستعملاً في معنى اناثنا مطلقاً ليكون (أنفسنا) في مقابله مستعملاً في معنى ذكورنا، فبقى الاستدلال السابق في محلّه، و لم يقدح فيه الاحتمال اللاحق.


و يجوز أن يكون مراد الرضا (عليه السّلام) دخول عليّ (عليه السّلام) في (أنفسنا) مع النبي (صلّى اللَّه عليه و آله)، و يكون مراد المأمون بقوله: لو لا (نساءنا) انّ لفظ نساء جمع اُطلق على الواحد للتعظيم أو لمطابقة المضاف اليه، فليكن (أنفسنا) كذلك، و يُراد به نفس النبي (صلّى اللَّه عليه و آله) وحده بلا دخول عليّ (عليه السّلام) فيه، و يكون الدعوة حينئذٍ مبتنية على المسامحة، فيكون مراد الرضا (عليه السّلام) من قوله: لو لا (أبناءنا) انّ لفظ الأبناء اُطلق على الاثنين، فليكن (أنفسنا) أيضاً كذلك، لكونه أنسب لمعنى الجمعيّة المناسبة للتعدّد، مع كون الدعوة حينئذٍ بعيداً عن المسامحة في الجملة.


أو يكون مراد الرضا (عليه السّلام) انّ ظاهر الاطلاق في (أنفسنا) الذي اُريد به عليّ (عليه السّلام) البتة، هو الحقيقة و لو بالادّعاء لا الحقيقة، فيترتّب عليه الأحكام التي منها الولاية، و يكون مراد المأمون انّ (نساءنا) في البنت مجاز، فليكن الأنفس مجازاً في عليّ (عليه السّلام)، فلا يترتب عليه أحكام الحقيقة، إذ الاطلاق


المجازي مبناه على المسامحة، و يكون مراد الرضا (عليه السّلام) انّ (أبناءنا) حقيقة في الحسنين، فكذلك (أنفسنا) في عليّ (عليه السّلام) لتقدّم الحقيقة.


أو يكون مراد الرضا (عليه السّلام) انّ المراد من (أنفسنا) في ابتداء الحالة عند عدم استعمال اللفظة هو عليّ (عليه السّلام)، فيثبت له الولاية باعتبار الحقيقة، أو مجازاً أيضاً على ما مرّت اليه الاشارة.


و يكون مراد المأمون انّه يحتمل في لفظ النساء ارادة نساء الامة، و إن لم يتّفق الا مجي ء فاطمة (عليهاالسّلام)، فيسري هذا الاحتمال على لفظ (أنفسنا) أيضاً، فيكون المراد به ذكور الامّة مطلقاً، و ان لم يتفق الا مجي ء عليّ (عليه السّلام) وحده، و يكون مراد الرضا (عليه السّلام) انّ (أبناءنا) لم يرد به ابتداءً الا الحسنان لا أبناء الامة باجماع المسلمين حتى العامة، فليكن المراد من (أنفسنا) أيضاً في ابتداء الحالة هو عليّاً (عليه السّلام) وحده مع ظهور كون المدعوّ هو الحاضر لا غير.


و ذكر الفاضل الدربندي (رحمه الله) في أسرار الشهادة ما حاصله يرجع الى الوجه الأخير أو يغايره في الجملة، و لفظه بعد ايراد السؤال في حل معنى الخبر بقوله: فان قلت...، قلت:


ان الجواب الأول من الامام (عليه السلام) مبني على جملة من المقدمات، و ذلك من ان الحاضر عند النبي (صلى الله عليه و آله) لم يكن في يوم المباهلة الا أصحاب الكساء، و ذلك مما عليه الاجماع من الامة، و من انه لا يجوز تقديم المفضول على الأفضل، و هذا مما يقول به العدلية، و كان المأمون يعدّ نفسه منهم، و من انّه لا يجوز حمل (أنفسنا) على نفس النبي (صلّى اللَّه عليه و آله)، و ذلك لوجوه عديدة.


و اما الاعتراض من المأمون، فالمقصود انّه لِمَ لا يجوز أن يكون المدعوّ جماعة من الأصحاب الّا انّه لم يحضر الّا أميرالمؤمنين (عليه السّلام)، فاذا احتمل هذا الاحتمال يكون من اُطلق عليه (أنفسنا) جمعاً من الصحابة، فحينئذٍ اذا قدّم واحد منهم على أميرالمؤمنين (عليه السّلام) لا يتمشى قاعدة عدم جواز


تقديم المفضول على الأفضل.


فهذا الاحتمال يسدّه (نساءنا)، فانّ المدعوّات كانت جماعة لو لا انّه لم يحضر الا فاطمة الزهراء، فاذا كانت في فقرة (نساءنا) المدعوّات أعمّ، و الحاضرة أخصّ لزم حمل فقرة (أنفسنا) أيضاً على هذا النمط، لئلّا يلزم التفكيك بين فقرات الاية.


فأجاب الامام (عليه السّلام) انّ فقرة (أبناءنا) توجب حمل الفقرتين على كون المدعوّ عين الحاضر، و الحاضر عين المدعوّ، و هكذا المدعوّة عين الحاضرة، و الحاضرة عين المدعوّة، لأنّ في فقرة (أبناءنا) المدعوّين عين الحاضرين، و الحاضرين عين المدعوّين، فخذ الكلام بمجامعه و لا تغفل


[أسرار الشهادة: 148.] انتهى ما ذكره في المقام أعلى اللَّه مقامه في دار المقام.


و على النقل الثاني يكون مراد الرضا (عليه السّلام) جعل عليّ نفس الرسول حقيقة لظاهر الاطلاق، و قول المأمون: لو لا أبناءنا، بمعنى انّ الأبناء في الحسنين مجاز، لأنّهما إبنا البنت، فكذا كون عليّ (عليه السّلام) نفسه مجاز، لا يترتّب عليه حكم الحقيقة و هو الولاية، لابتناء المجاز على المسامحة.


أو انّه يدخل عليّ (عليه السّلام) حينئذٍ في الأبناء مجازاً، فقال (عليه السّلام): لو لا نساءنا، أي انّ (نساءنا) حقيقة فكذلك (أنفسنا)، لانّ الأصل الحقيقة فكذلك (أبناءنا)، أو أنّه يتعارض قرينتا المجاز في الأبناء و الحقيقة في النساء، فيتساقطان فيبقى (أنفسنا) محتملاً للأمرين و يرجّح الحقيقة.


أو أنّه لو كان الأبناء مجازاً، لكان دخول فاطمة فيها أولى من دخول عليّ (عليه السّلام)، لكون البنت ولداً كالابن بخلاف ابن العمّ، و لا أقلّ من المناسبة الواضحة في دخولها في (أبناءنا)، فلم يبق وجه في ذكر (نساءنا) على حدة، و يمكن ابداء بعض الاحتمالات الاُخر هنا بسبب التأمّل في الوجوه المذكورة، و لكن فيما ذكر كفاية لأرباب البصر و البصيرة.


/ 83