تفسیر آیات الغدیر الثلاث نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسیر آیات الغدیر الثلاث - نسخه متنی

علی الکورانی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المساواه الإنسانيه


وقد تضمن المبدأين التاليين:

- مبدأ الوحدة الإنسانية بين البشر، وإلغاء التمايز القومي.

- مبدأ حسن معاملة النساء، وعدم ظلمهن.

وحده الأمه الإسلاميه


وقد تضمن المبادئ التالية:

1- مبدأ إلغاء آثار الجاهلية ومآثرها وتشريعاتها المخالفة للإسلام.

2- مبدأ الأخوة والتكافؤ بين المسلمين.

3- مبدأ احترام الملكية الشخصية، وتحريم أموال المسلمين على بعضهم.

4- مبدأ احترام حياة المسلم، وتحريم دماء المسلمين على بعضهم.

5- مبدأ احترام عرض المسلم وكرامته، وتحريم أعراضهم على بعضهم.

6- مبدأ من قال لاإله إلا الله، فقد عصم ماله ودمه.

7- مبدأ ختام النبوة به صلى الله عليه وآله، وختام الأمم بأمته.

8- مبدأ شهادة النبي على الأمة في الآخرة، وموافاتها له على الحوض.

9- مبدأضرورة الدقة والحذر من محقرات الأعمال التي تجر إلى الإنحراف.

10- مبدأ التحذير من الكذب على النبي صلى الله عليه وآله، والتحقق فيما ينقل عنه.

وقد روى المسلمون فقرات الخطب التي تتعلق بالمبادئ الخمس الأولى من هذا الأساس بكثرة، وحفظوها وكرروها، حتى ليتصور الإنسان لأول وهلة أنها الموضوع الوحيد في خطب حجة الوداع!

والسبب في ذلك: أن المجتمع العالمي كان في عصره صلى الله عليه وآله مجتمع تمييزٍ حادٍ على أساس قومي وقبلي وطبقي.. وكان يحكمه "قانون الغلبة والقوة" فالغالب على حق دائماً، سواء كان حاكماً، أو قبيلة، أو فارساً، أو صعلوكاً!! فما دام استطاع أن يقهر الآخرين، أو يغزوهم ويقتلهم ويسرق أموالهم، أو يغصبها منهم عنوة، أو يحتال عليهم بحيلة.. فهو على حق!

فجاءت تشريعات الإسلام لتلغي ذلك كله، وتعلن تساوي الناس أمام الشرع، وتحرم كل أنواع الاعتداء على الحقوق الشخصية، وتركز احترام الإنسان وملكيته وكرامته.

فالأمر الذي جعلهم يحفظون هذه المبادئ من خطب النبي صلى الله عليه وآله أكثر من غيرها، هو إعجاب المسلمين المؤمنين بها، وكونها تمثل حلاً لمشكلة الغزو والقتل التي كانوا يعانون منها.

وقد كان لهذه التوجيهات بصيغها الإلهية والنبوية البليغة، تأثير كبير على مجرى احترام الإنسان وماله وعرضه ورأيه في حياة النبي صلى الله عليه وآله وبعد وفاته، إذ لولاها لساء وضع مجتمع المسلمين أضعاف ما وصل إليه من سوء! ولعادت النظرة إلى الإنسان والتصرف معه إلى الحالة الجاهلية مئة بالمئة!

ولا يحتاج المرء الى جهد ليلاحظ هبوط هذه القيم والقوانين هبوطاً حاداً بعد النبي صلى الله عليه وآله.. وأن أكثر الناس احتراماً للإنسان وحرياته المشروعة، هم عترة النبي وأهل بيته الطاهرون،

ثم الأقرب منهم فالأقرب! فعلي عليه السلام هو الحاكم الوحيد بعد النبي صلى الله عليه وآله الذي لم يجبر أحداً على بيعته، ولم يستعمل قانون الطوارئ أو الأحكام العرفية، ولا أي قانون استثنائي، حتى مع خصومه والممتنعين عن بيعته، بل حتى في حروبه.. مع أنه ابتلي بثلاثة حروب استوعبت مدة خلافته كلها!

بينما استعمل أبوبكر وعمر قانون الجاهلية في القوة والقهر في السقيفة ضد الأنصار، وهموا بقتل سعد بن عبادة! ثم هاجموا الممتنعين عن بيعتهم وهم مجتمعون في بيت علي وفاطمة عليهماالسلام، مع أنهم في عزاء بوفاة النبي صلى الله عليه وآله وجنازته كانت مسجاة لم تدفن بعد! وهددوهم بإحراق البيت عليهم إن لم يخرجوا ويبايعوا! ولما تأخروا عن الخروج أشعلوا النار في الحطب، وأحرقوا الباب... الخ!!

وأما المبدأ السادس من هذا الأساس: "من قال: لاإله إلا الله فقد عصم ماله ودمه"، فقد جاء في رواية تفسير علي بن إبراهيم القمي بصيغة "وإني أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لاإله إلا الله، فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله". وهو مبدأ له ثلاثة أبعاد:

الأول: أن من أعلن الشهادتين من أي دين أو قبيلة كان فهو مسلم، يحرم ماله ودمه وعرضه، إلا إذا انطبقت عليه مواد الفئة الباغية، أو المفسد في الأرض، أو قتل أحداً عمداً، أو ارتد عن الإسلام، أو زنى وهو محصن.

الثاني: أن أهل الكتاب مستثنوْن من هذه القاعدة، والموقف منهم في الحرب والسلم نصت عليه أحكام التعايش الشرعية الخاصة بهم.

الثالث: أن النبي صلى الله عليه وآله أشهد أمته أنه تقيد في الجهاد بأمر ربه عزوجل، ولم يتعده.. فمهمته في الجهاد إنما كانت على تنزيل القرآن، وتحقيق إعلان الشهادتين فقط، أي لتكوين الشكل الكلي للأمة، ولم يؤمر بقتال المنحرفين، أو الذين يريدون أن ينحرفوا من المسلمين، لأن ذلك قتال على التأويل، يكون من بعده، لافي عهده.

وأما المبدأ السابع "ختم النبوة به صلى الله عليه وآله وختم الأمم بأمته".

فقد ورد في رواية مجمع الزوائد المتقدمة وغيرها: "فقال: لانبي بعدي، ولا أمة بعدكم، فاعبدوا ربكم، وأقيموا خمسكم، وصوموا شهركم، وأطيعوا ولاة أمركم، ثم ادخلوا جنة ربكم".

وهو مبدأ هيمنة شريعته صلى الله عليه وآله على شرائع الأنبياء السابقين عليهم السلام.. وردُّ مدعي النبوة الكذابين، الذين ظهر بعضهم في زمنه صلى الله عليه وآله، وظهر عددٌ منهم بعد وفاته.كما أنه يعطي الأمة الإسلامية شرف ختام أمم الأنبياء عليهم السلام، ويلقي عليها مسؤولية هذه الخاتمية في هداية الأمم الأخرى. وقد حدد النبي صلى الله عليه وآله لهم الخطوط العامة بعبادة الله تعالى والصلاة والصوم وإطاعة ولي الأمر.. ولكن لايبعد أن الراوي نقل ما حفظه من كلامه صلى الله عليه وآله ونسي بعضه كالزكاة والحج.

ومن الملاحظ في هذه المبدأ وجود فريضة إطاعة ولي الأمر على لسان النبي صلى الله عليه وآله! وإذا أوجب الله تعالى إطاعة أحد بدون شروط، فمعناه أنه معصومٌ لايظلم ولا يأمر ولا ينهى إلا بالحق.. وبما أن النص النبوي لم يذكر شروطاً لإطاعة أولي الأمر، فيكون مقصوده الإثني عشر إماماً المعينين من الله تعالى، الذين بشر الأمة بهم.

وأما المبدأ الثامن "شهادة النبي صلى الله عليه وآله على الأمة في الآخرة، وموافاتها له على الحوض". فقد ورد في مصادر متعددة كما مر، وفي بعضها "ألا وإني فرطكم على الحوض وأكاثر بكم الأمم، فلا تسودوا وجهي"، وفي بعضها "وإني مكاثر بكم الأمم، فلا تقتتلن بعدي".

وهو أسلوب نبوي فريد في التأكيد على الأمة في وداعها، بأنها ستوافي نبيها بين يدي ربها، ويكون كل فردٍ منها بحاجة ماسةٍ إلى أن يسقى من حوض الكوثر، شربةً لايظمأ الإنسان بعدها أبداً، ويصلح بها بدنه لدخول الجنة. وهذا التوجيه منه صلى الله عليه وآله يشبه قول أب لأولاده: إعملوا بوصيتي فإني مسافر عنكم، وسوف تأتون إلي، وتكونون في حالة فقر شديدة، وعندي أموالٌ كثيرة، وسأعرف من عمل بوصيتي منكم، ومن خالفني!

وأما المبدأ التاسع "التحذير من محقرات الأعمال التي توجب الانحراف"، ففيه إلفات إلى قاعدة مهمة في السلوك الفردي والإجتماعي، وهي أن الإنحراف يبدأ بأمر صغير، أو أمور تبدو بسيطة، يحتقرها الإنسان ولا يراها مهمة في ميزان التقوى.. وإذا بها تستتبع أموراً أخرى، وتجره إلى هاوية الهلاك الأخروي، أو الدنيوي! وهو أمر مشاهد سواء في حالات الهلاك الفردي أو الإجتماعي.. فقد يتسامح المسلم في النظر إلى امرأة أجنبية تعجبه، ويتسامح في الحديث معها، ثم في التصرف.. حتى ينجر أمره إلى الفاحشة! وقد يتسامح في اتخاذ صديق سوء، ولا ينصت إلى صوت ضميره الديني، ولا يسمع نصح ناصحيه.. حتى يغرق معه في بحر ظلمه للناس، أو بحر انحرافه ورذيلته!

وقد تتسامح الأمة في اعتداء الأجانب عليها، أو في نفوذهم السياسي، أو الإقتصادي أو الثقافي في بلادها.. فينجر الأمر إلى تسلطهم على مقدراتها، وسيطرتهم عليها..

أو يتسامح المجتمع في مظهر من مظاهر الفساد والمنكر أول ما يحدث في محلة أو منطقة منه، أو في فئة من فئاته.. أو يتسامح المجتمع في شروط حاكمه، ووزرائه وقضاته، أو في ظلمهم وسوء سيرتهم.. فينجر ذلك إلى شمول الفساد في المجتمع، وتسارع هلاكه!

فالمحقرات من الذنوب هي المواقف أو التصرفات الصغيرة، التي تكون في منطق الأحداث والتاريخ بذوراً غير منظورة، لشجرة شر كبيرة، على المستوى الفردي أو الإجتماعي!! وبهذا ورد تفسيرها عن النبي صليالله عليه وآله في مصادر الطرفين.. ففي الكافي :288:2 "عن الإمام الصادق عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله نزل بأرض قرعاء، فقال لأصحابه: إئتوا بحطبٍ، فقالوا: يا رسول الله نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب! قال: فليأت كل إنسان بما قدر عليه، فجاؤوا به حتى رموا بين يديه، بعضه على بعض، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: هكذا تجتمع الذنوب، ثم قال: إياكم والمحقرات من الذنوب، فإن لكل شي ء طالباً، ألا وإن طالبها يكتب ما قدموا وآثارهم، وكل شي ء أحصيناه في إمام مبين". انتهى.

وفي سنن البيهقي:188:10 "عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم ومحقرات الأعمال، إنهن ليجمعن على الرجل حتى يهلكنه، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب لهن مثلاً، كمثل قوم نزلوا بأرض فلاة فحضر صنيع القوم، فجعل الرجل يجي ء بالعويد، والرجل يجي ء بالعويد، حتى جمعوا من ذلك سواداً، ثم أججوا ناراً، فأنضجت ما قذف فيها". انتهى.

وهذان الحديثان الشريفان ناظران إلى التراكم الكمي للذنوب والأخطاء المحقرة، وكيف تتحول إلى خطر نوعي في حياة الفرد والمجتمع.

وقد يكون الحديثان التاليان ناظرين إلى التراكم الكيفي في نفس الإنسان والمجتمع، وشخصيتهما.. ففي الكافي:287:2 :

"عن الإمام الصادق عليه السلام قال: اتقوا المحقرات من الذنوب، فإنها لاتغفر! قلت: وما المحقرات؟: قال: الرجل يذنب الذنب، فيقول طوبى لي لو لم يكن لي غير ذلك!".

وفي سنن ابن ماجة:1417:2 :

"عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة إياك ومحقرات الأعمال، فإن لها من الله طالباً". في الزوائد: إسناده صحيح، رجاله ثقات. انتهى. ورواه الدارمي:303:2 وأحمد:70:6 و151.

ومن القواعد الهامة التي نفهمها من هذا التوجيه النبوي: أن الشيطان عندما ييأس من السيطرة على أمة في قضاياها الكبيرة، يتجه إلى التخريب والإضلال عن طريق المحقرات! "ألا إن الشيطان قد أيس أن يعبد في بلدكم هذا أبداً، ولكن سيكون له طاعة في بعض ما تحتقرون من أعمالكم، فيرضى بها". سنن ابن ماجة:1015:2:

فقد كان الإسلام الذي أنزله الله تعالى، وبناه رسوله صلى الله عليه وآله صرحاً كبيراً وقلعةً محكمة، يئس الشيطان من قدرته على هدمها، فعمد الى إقناع شخص من أهله بسحب حجر واحدٍ صغير من ركن الجدار، ثم حجر آخر.. وآخر.. حتى يفرغ تحت الأساس فينهار الصرح على من فيه! شبيهاً بالجرذ الذي سحب الحجر الأول من جدار سد مارب!

ومن الأمور الملفتة التي وردت في التوجيه النبوي في رواية علي بن إبراهيم أن إطاعة الشيطان في محقرات الذنوب عبادة له، فالذين يبدؤون بالإنحراف في مجتمع، إنما يعبدون الشيطان ولا يعبدون الله تعالى، وهم بدعوتهم الى انحرافهم يدعون الأمة العابدة لله تعالى إلى عبادة الشيطان.. "ولكنه راض بما تحتقرون من أعمالكم، ألا وإنه إذا أطيع فقد عبد!".

كما أن شهادة النبي صلى الله عليه وآله بأن الشيطان راض بما تحتقرون من أعمالكم، شهادةٌ خطيرة يخبر بها عن ارتياح الشيطان من نجاحه في مشروعه في إضلال الأمة، وهدم صرحها عن طريق المحقرات.. وهو ينفع في تفسير قوله تعالى: "ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً من المؤمنين. سبأ-20".

أما أهل البيت عليهم السلام فقد اعتبروا أن طمع الأمة بالسلطة بعد النبي صلى الله عليه وآله وصراعها عليها، كان أعظم المحقرات التي ارتكبتها بعد نبيها.. ففي بحارالأنوار:217:28 عن الإمام الباقر عليه السلام قال في تفسير قوله تعالى: "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس" قال: ذلك والله يوم قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير!". انتهى.

وأما المبدأ العاشر "تحذير النبي صلى الله عليه وآله من الكذب عليه"، فقد ورد في روايتي أحمد المتقدمتين وغيرهما، ووردت فيه أحاديث كثيرة مشددة في مصادر الشيعة والسنة، تدل على أن هذه المشكلة كانت موجودة في حياة النبي صلى الله عليه وآله، وأنه أخبر بأنها ستزداد من بعده، ويكثر الكذابون عليه!

والمتأمل في هذه المشكلة يشمئز من أولئك الكذابين، لأن عملهم عمل شيطاني من شأنه أن يشوه الإسلام ويزوره، ويمنع وصوله إلى الأجيال.. خاصة أن النبي صلى الله عليه وآله لم يؤمر بمعاقبتهم على كذبهم الماضي أو الآتي!! فهل يكفي في معالجة المشكلة تحذير الكذابين، وتحذير الأمة منهم؟!

من الواضح أن ذلك علاج لاينفع إلا في تقليل حجم المشكلة الكمي، وإن تصريح النبي صلى الله عليه وآله بوجودها، وإخباره باستمرارها وتفاقمها بعده، دليلٌ على أنه وضع لها بأمر ربه الحكيم، علاجاً كافياً.. والعلاج ليس إلا بوجود من يميز أحاديثه الصحيحة عن غيرها.. وهم عترته الذين جعلهم عدل الكتاب وأوصى بهم الأمة من بعده "إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي".. فكل حديث خالف كتاب الله تعالى فهو زخرف باطل يستحيل أن يكون صادراً من النبي صلى الله عليه وآله، لأنه لايقول ما يخالف القرآن! وكل حديث يخالف عترته الطاهرين ورثة القرآن، فهو باطل أيضاً!

/ 47