تفسیر آیات الغدیر الثلاث نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسیر آیات الغدیر الثلاث - نسخه متنی

علی الکورانی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

النضر بن الحارث رئيس بني عبدالدار


قال ابن هشام في سيرته:195:1 :

"وكان النضر بن الحارث من شياطين قريش، وممن كان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وينصب له العدواة، وكان قدم الحيرة وتعلم بها أحاديث ملوك الفرس وأحاديث رستم واسفنديار، فكان إذا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلساً فذكر فيه بالله، وحذر قومه ما أصاب من قبلهم من الأمم من نقمة الله، خلفه في مجلسه إذا قام، ثم قال: أنا والله يا معشر قريش أحسن حديثاً منه، فهلم إلي فأنا أحدثكم أحسن من حديثه، ثم يحدثهم عن ملوك فارس ورستم واسبنديار، ثم يقول: بماذا محمد أحسن حديثاً مني؟!

قال ابن هشام: وهو الذي قال فيما بلغني: سأنزل مثل ما أنزل الله.

قال ابن إسحاق: وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول فيما بلغني: نزل فيه ثمان آيات من القرآن، قول الله عزوجل: إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين. وكل ما ذكر فيه الأساطير من القرآن". انتهى.

وذكر ابن هشام239:1 قول النضر عن النبي صلى الله عليه وآله "وما حديثه إلا أساطير الأولين اكتبتها كما اكتتبتها!".

وقال السيوطي في الدر المنثور:181:3 :

"وأخرج ابن جرير عن عطاء قال: نزلت في النضر: وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء، وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب، ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة، وسأل سائل بعذاب واقع! قال عطاء رضي الله عنه: لقد نزل فيه بضع عشرة آية من كتاب الله". انتهى.

وروى نحوه في:297:5 عن عبدبن حميد.

وقال عنه في تفسير الجلالين :540 "وهو النضر بن الحارث، كان يأتي الحيرة يتجر فيشتري كتب أخبار الأعاجم ويحدث بها أهل مكة ويقول: إن محمداً يحدثكم أحاديث عاد وثمود، وأنا أحدثكم أحاديث فارس والروم، فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن!". انتهى.

وقد عرفت أن مصادرنا وعدداً من مصادر السنيين ذكرت أن السائل بالعذاب الواقع هو جابر بن النضر بن الحارث، أو الحارث الفهري. وأن أكثر مصادر السنيين رجحت أنه أبوه النضر بن الحارث، اعتماداً على روايات عن ابن جبير وابن عباس غير مرفوعة.

فقد روى الحاكم في المستدرك:502:2 "عن سعيد بن جبير، سأل سائل بعذاب واقع، قال: هو النضر بن الحارث بن كلدة، قال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء".

وقال السيوطي في الدر المنثور:263:6 أخرج الفريابي، وعبدبن حميد، والنسائي، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه، وابن مردويه، عن ابن عباس... إلخ". انتهى.

ولم أجد في مصادر السيرة والتراجم عن الابن غير قصة هلاكه بحجر من السماء، لكفره وبغضه لأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله، ولعله كان شاباً، أو أنهم عتَّموا على ذكره حسداً لأهل البيت عليهم السلام. ويدل الموجود في مصادر السيرة على أن الأب أسوأ من الأبن بكثير، لأنه من كبار الفراعنة الذين واجهوا النبي صلى الله عليه وآله، ولعل ابنه لو عاش لفاق أباه كفراً وعتواً!!

وكان النضر عضو مجلس الفراعنة المتآمرين على النبي صلى الله عليه وآله قال ابن هشام:191:1 "ثم إن الإسلام جعل يفشو بمكة في قبائل قريش في الرجال والنساء، وقريش تحبس من قدرت على حبسه، وتفتن من استطاعت فتنته من المسلمين. ثم إن أشراف قريش من كل قبيلة... اجتمع عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبوسفيان بن حرب، والنضر بن الحارث أخو بني عبدالدار، وأبوالبختري بن هشام، والأسود بن المطلب بن أسد، وزمعة بن الأسود، والوليد بن المغيرة، وأبوجهل بن هشام، وعبدالله بن أبي أمية، والعاص بن وائل، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج السهميان، وأمية بن خلف، أو من اجتمع منهم... قال: اجتمعوا بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة، قال بعضهم لبعض: إبعثوا إلى محمد فكلموه وخاصموه حتى تعذروا فيه. فبعثوا إليه: إن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك فأتهم، فجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم... فقالوا له: يا محمد، إنا قد بعثنا إليك لنكلمك، وإنا والله ما نعلم رجلاً من العرب أدخل على قومه مثل ما أدخلت على قومك، لقد شتمت الآباء وعبت الدين وشتمت الآلهة، وسفهت الأحلام وفرقت الجماعة، فما بقي أمرٌ قبيحٌ إلا قد جئته فيما بيننا وبينك- أو كما قالوا-: فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب به مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً.

وإن كنت إنما تطلب به الشرف فينا فنحن نسودك علينا.

وإن كنت تريد به ملكاً ملكناك علينا.

وإن كان هذا الذي يأتيك رئياً تراه قد غلب عليك- وكانوا يسمون التابع من الجن رئياً- فربما كان ذلك بذلنا لك أموالنا في طلب الطب لك حتى نبرئك منه، أو نعذر فيك!

فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بي ما تقولون، ما جئت بما جئتكم به أطلب أموالكم، ولا الشرف فيكم، ولا الملك عليكم، ولكن الله بعثني إليكم رسولاً، وأنزل علي كتاباً، وأمرني أن أكون لكم بشيراً ونذيراً، فبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم، فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه عليَّ أصبر لأمر الله، حتى يحكم الله بيني وبينكم.... الى آخر مناظرتهم.

وقال ابن هشام:331:2 :

"عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: لما أجمعوا لذلك واتعدوا أن يدخلوا دار الندوة ليتشاوروا فيها في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، غدوا في اليوم الذي اتعدوا له وكان ذلك اليوم يسمى يوم الزحمة... وقد اجتمع فيها أشراف قريش من بني عبدشمس: عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبوسفيان بن حرب. ومن بني نوفل بن عبدمناف: طعيمة بن عدي، وجبير بن مطعم، والحارث بن عامر بن نوفل. ومن بني عبدالدار بن قصي: النضر بن الحارث بن كلدة... إلخ.

فقال أبوجهل بن هشام: والله إن لي فيه رأياً ما أراكم وقعتم عليه بعد.

قالوا: وما هو يا أباالحكم؟

قال: أرى أن نأخذ من كان قبيلة فتى شاباً جليداً نسيباً وسيطاً فينا، ثم نعطي كل فتى منهم سيفاً صارماً، ثم يعمدوا إليه فيضربوه بها ضربة رجل واحد فيقتلوه فنستريح منه، فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل جميعها، فلم يقدر بنو عبدمناف على حرب قومهم جميعاً، فرضوا منا بالعقل فعقلناه لهم. انتهى. ورواه الطبري في تاريخه:98:2

وكان النضر رسول قريش إلى اليهودجاء في سيرة ابن هشام:195:1

"قام النضر بن كلدة بن علقمة بن عبدمناف بن عبدالدار بن قصي... قال: يا معشر قريش إنه والله قد نزل بكم أمرٌ ما أتيتم له بحيلة بعد، قد كان محمد فيكم غلاماً حدثاً، أرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثاً، وأعظمكم أمانة، حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب، وجاءكم بما جاءكم به، قلتم ساحر، لاوالله ما هو بساحر، لقد رأينا السحرة ونفثهم وعقدهم. وقلتم كاهن، لاوالله ما هو بكاهن، قد رأينا الكهنة وتخالجهم وسمعنا سجعهم. وقلتم شاعر، لاوالله ما هو بشاعر، قد رأينا الشعر وسمعنا أصنافه كلها: هزجه ورجزه. وقلتم مجنون، لاوالله ما هو بمجنون، لقد رأينا الجنون فما هو بخنقة، ولا وسوسته، ولا تخليطه. يا معشر قريش فانظروا في شأنكم، فإنه والله لقد نزل بكم أمر عظيم...

فلما قال لهم ذلك النضر بن الحارث بعثوه، وبعثوا معه عقبة بن أبي معيط إلى أحبار يهود بالمدينة، وقالوا لهما: سلاهم عن محمد وصفاً لهم صفته، وأخبراهم بقوله، فإنهم أهل الكتاب الأول، وعندهم علم ليس عندنا من علم الأنبياء. فخرجا حتى قدما المدينة، فسألا أحبار يهود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفا لهم أمره، وأخبراهم ببعض قوله وقالا لهم: إنكم أهل التوراة، وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا؟

فقالت لهما أحبار يهود: سلوه عن ثلاث نأمركم بهن، فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل، وإن لم يفعل فالرجل متقول فَرَوْا فيه رأيكم. سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول: ما كان أمرهم، فإنه قد كان لهم حديث عجيب؟ وسلوه عن رجل طواف قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها، ما كان نبأه؟ وسلوه عن الروح ما هي؟ فإذا أخبركم بذلك فاتبعوه فإنه نبي، وإن لم يفعل فهو رجلٌ متقول، فاصنعوا في أمره ما بدا لكم... إلى آخر القصة. ورواها في عيون الأثر:142:1 .

كاتب الصحيفة الملعونة الأولى ضد بني هاشم

قال ابن هشام:234:1 :

"اجتمعوا بينهم أن يكتبوا كتاباً يتعاقدون فيه على بني هاشم، وبني المطلب، على أن لاينكحوا إليهم ولا ينكحوهم، ولا يبيعوهم شيئاً ولا يبتاعوا منهم، فلما اجتمعوا لذلك كتبوه في صحيفة، تعاهدوا وتواثقوا على ذلك، ثم علقوا الصحيفة في جوف الكعبة توكيداً على أنفسهم، وكان كاتب الصحيفة منصور بن عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبدمناف بن عبدالدار بن قصي. قال ابن هشام: ويقال النضر بن الحارث، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشل بعض أصابعه".

وقال ابن واضح اليعقوبي في تاريخه:31:2 :

"وهمت قريش بقتل رسول الله، وأجمع ملأها على ذلك، وبلغ أباطالب فقال:

والله لن يصلوا إليك بجمعهم++

حتى أغيَّبَ في التراب دفينا

ودعوتني وزعمت أنك ناصح++

ولقد صدقت وكنت ثَمَّ أمينا

وعرضت ديناً قد علمت بأنه++

من خير أديان البرية دينا

فلما علمت قريش أنهم لايقدرون على قتل رسول الله صلى الله عليه وآله وأن أباطالب لايسلمه، وسمعت بهذا من قول أبي طالب، كتبت الصحيفة القاطعة الظالمة ألا يبايعوا أحداً من بني هاشم، ولا يناكحوهم، ولا يعاملوهم، حتى يدفعوا إليهم محمدا فيقتلوه.

وتعاقدوا على ذلك وتعاهدوا، وختموا على الصحيفة بثمانين خاتماً، وكان الذي كتبها منصور بن عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبدمناف بن عبدالدار، فشلت يده.

ثم حصرت قريش رسول الله وأهل بيته من بني هاشم وبني المطلب بن عبدمناف في الشعب الذي يقال له شعب أبي طالب ست سنين من مبعثه. فأقام ومعه جميع بني هاشم وبني المطلب في الشعب ثلاث سنين، حتى أنفق رسول الله ماله، وأنفق أبوطالب ماله، وأنفقت خديجة بنت خويلد مالها، وصاروا إلى حد الضر والفاقة.

ثم نزل جبريل على رسول الله فقال: إن الله بعث الأرضة على صحيفة قريش فأكلت كل ما فيها من قطيعة وظلم، إلا المواضع التي فيها ذكر الله! فخبر رسول الله أباطالب بذلك، ثم خرج أبوطالب ومعه رسول الله وأهل بيته حتى صار إلى الكعبة فجلس بفنائها، وأقبلت قريش من كل أوب فقالوا: قد آن لك يا أباطالب أن تذكر العهد وأن تشتاق إلى قومك، وتدع اللجاج في ابن أخيك! فقال لهم: يا قوم أحضروا صحيفتكم فلعلنا أن نجد فرجاً وسبباً لصلة الأرحام وترك القطيعة، وأحضروها وهي بخواتيمهم. فقال: هذه صحيفتكم على العهد لم تنكروها؟ قالوا: نعم.

قال: فهل أحدثتم فيها حدثاً؟ قالوا: اللهم لا.

قال: فإن محمداً أعلمني عن ربه أنه بعث الأرضة فأكلت كل ما فيها إلا ذكر الله، أفرأيتم إن كان صادقاً ماذا تصنعون؟ قالوا: نكف ونمسك.

قال: فإن كان كاذباً دفعته إليكم تقتلونه.

قالوا: قد أنصفت وأجملت. وفضت الصحيفة فإذا الأرضة قد أكلت كل ما فيها إلا مواضع بسم الله عزوجل!! فقالوا: ما هذا إلا سحر، وما كنا قط أجد في تكذيبه منا ساعتنا هذه!! وأسلم يومئذ خلق من الناس عظيم، وخرج بنو هاشم من الشعب وبنو المطلب فلم يرجعوا إليه". انتهى.

قال ابن كثير في تاريخه:121:3 وسيرته:69:2 قال ابن إسحاق: فلما مزقت وبطل ما فيها، قال أبوطالب، فيما كان من أمر أولئك القوم الذين قاموا في نقض الصحيفة يمدحهم:

ألا هل أتى بحرينا صنع ربنا++

على نأيهم والله بالناس أرود

فيخبرهم أن الصحيفة مزقت++

وأن كل ما لم يرضه الله مفسد

تراوحها إفك وسحر مجمع++

ولم يلف سحرا آخر الدهر يصعد

تداعى لها من ليس فيها بقرقر++

فطائرها في رأسها يتردد

وكانت كفاء وقعة بأثيمة++

ليقطع منها ساعد ومقلد

ويظعن أهل المكتين فيهربوا++

فرائصهم من خشية الشر ترعد

ويترك حراث يقلب أمره++

أيتهم فيها عند ذاك وينجد

فمن ينش من حضار مكة عزة++

فعزتنا في بطن مكة أتلد

نشأنا بها والناس فيها قلائل++

فلم ننفك نزداد خيرا ونحمد

وبعده في السيرة:

وتصعد بين الاخشبين كتيبة++

لها حدج سهم وقوس ومرهد

ونطعم حتى يترك الناس فضلهم++

إذا جعلت أيدي المفيضين ترعد

جزى الله رهطا بالحجون تبايعوا++

على ملا يهدي لحزم ويرشد

قعودا لذي خطم الحجون كأنهم++

مقاولة بل هم أعز وأمجد

أعان عليها كل صقر كأنه++

إذا مامشى في رفرف الدرع أحرد

جرئ على جلى الخطوب كأنه++

شهاب بكفي قابس يتوقد

"ألا إن خير الناس نفسا ووالداً++

إذا عد سادات البرية أحمد

نبي الإله والكريم بأصله++

وأخلاقه وهو الرشيد المؤيد

جرئ على جلى الخطوب كأنه++

شهاب بكفي قابس يتوقد

"من الاكرمين من لؤي بن غالب++

إذا سيم خسفا وجهه يتربد

طويل النجاد خارج نصف ساقه++

على وجهه يسقي الغمام ويسعد

عظيم الرماد سيد وابن سيد++

يحض على مقرى الضيوف ويحشد

والخبر في سيرة ابن هشام:254:1 وفي هامشه: "بحرينا: قال السهيلي: يعني الذين بأرض الحبشة، والذين هاجروا إليها من المسلمين في البحر. قال السهيلي: وللنساب من قريش في كاتب الصحيفة قولان، أحدهما: إن كاتب الصحيفة هو بغيض بن عامر بن هاشم بن عبدالدار.

والقول الثاني: أنه منصور بن عبدشر

حبيل بن هاشم من بني عبدالدار أيضا!! وهو خلاف قول ابن إسحاق، ولم يذكر الزبير في كاتب الصحيفة غير هذين القولين، والزبيريون أعلم بأنساب قومهم". انتهى.

والأبيات الثلاثة التي وضعناها بين قوسين لاتوجد في نسخة ابن هشام ولا ابن كثير المتداولة، وقد ذكرها الأميني رحمه الله 366:7" و في روايته عن ابن كثير.. ومن عادة قدماء الرواة والمؤلفين السنيين أن يحذفوا أمثالها، لأنها تضر بزعمهم أن أباطالب رضوان الله عليه مات مشركاً ولم يسلم!! وقال الأميني رحمه الله: "توجد في ديوان أبي طالب أبيات من هده القصيدة غير ما ذكر لم نجدها في غيره.

وقد كان في أمر الصحيفة عبرة++

متى ما يخبر غائب القوم يعجب

محى الله منها كفرهم وعقوقهم++

وما نقموا من ناطق الحق معرب

فأصبح ما قالوا من الأمر باطلا++

ومن يختلق ما ليس بالحق يكذب

انتهى. وهي أبيات من قصيدة طويلة لأبي طالب رضوان الله عليه، يبدو أنه قالها قبل القصيدة المتقدمة. وقد روى منها الشيخ المفيد رحمه في "إيمان أبي طالب" ص33 وكذا ابن شهرا شوب في مناقب آل ابي طالب:-:60:1 كما رواها البحراني رحمه الله في حلية الأبرار: 79:1 "و"86 عن تفسير علي بن ابراهيم بن هاشم قال: حدثنا علي بن جعفر، قال: حدثني محمد بن عبدالله الطائي، قال: حدثنا محمد بن أبي عمير، قال: حدثنا حفص الكناسي، قال: سمعت عبدالله بن بكر الأرجاني...: "فقال أبوطالب: يا قوم اتقوا الله وكفوا عما أنتم عليه، فتفرق القوم ولم يتكلم أحد، ورجع أبوطالب إلى الشعب، وقال في ذلك قصيدته البائية، التي أولها:

ألا من لهم آخر الليل منصب++

وشعب العصا من قومك المتشعب

وقد كان في أمر الصحيفة عبرة++

متى ما يخبر غائب القوم يعجب

محا الله منها كفرهم وعقوقهم++

وما نقموا من ناطق الحق معرب

وأصبح ما قالوا من الأمر باطلاً++

ومن يختلق ما ليس بالحق يكذب

وأمسى ابن عبدالله فينا مصدقاً++

على سخط من قومنا غير معتب

فلا تحسبونا مسلمين محمداً++

لذي عزة منا ولا متعرب

ستمنعه منا يدٌ هاشميةٌ++

مركبها في الناس خير مركب

انتهى

وقد بحثنا في المجلد الثالث من العقائد الاسلامية، افتراء قريش على بني هاشم وزعمها أن أباطالب مات مشركاً!!

وكان النضر من المطعمين جيش قريش في بدرتقدم في البحث الخامس أن النضر أحد الرهط الذين كانوا يطعمون جيش قريش في حرب بدر، وقد عده النبي صلى الله عليه وآله من أفلاذ أكباد مكة عاصمة قريش! "ابن هشام:488:2 وتاريخ الطبري:142:2".

نهاية الأول من فراعنة "سأل سائل"

قال ابن هشام في سيرته:207-2:206:

"ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلاً إلى المدينة، ومعه الأسارى من المشركين، وفيهم عقبة بن أبي معيط، والنضر بن الحارث... قال ابن إسحاق: حتى إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصفراء، قتل النضر بن الحارث، قتله علي بن أبي طالب، كما خبرني بعض أهل العلم من أهل مكة. قال ابن إسحاق: ثم خرج حتى إذا كان بعرق الظبية، قتل عقبة ابن أبي معيط. "راجع أيضاً سيرة ابن هشام:286:2 و527 وتاريخ الطبري:157:2 و286".

وفي معجم البلدان:94:1 :

الأثيل: تصغير الأثل موضعٌ قرب المدينة، وهناك عين ماء لآل جعفر بن أبي طالب، بين بدر ووادي الصفراء، ويقال له ذو أثيل.... وكان النبي صلى الله عليه وسلم، قتل عنده النضر بن الحارث بن كلدة، عند منصرفه من بدر، فقالت قتيلة بنت النضر ترثي أباها، وتمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم:

يا راكباً إن الأثيل مظنةٌ++

من صبحِ خامسةٍ، وأنت موفقُ

بلغ به ميتاً، فإن تحيةً++

ما إن تزال بها الركائب تخفق

مني إليه، وعبرةً مسفوحةً++

جادت لمائحها وأخرى تخنق

فليسمعن النضر، إن ناديته++

إن ان يسمع ميت أو ينطق

ظلت سيوف بني أبيه تنوشه++

لله أرحام هناك تشقق!

أمحمد! ولأنت ضن ء نجيبة++

في قومها، والفحل فحل معرق

لو كنت قابل فدية، فلنأتين++

بأعزماً يغلو لديك وينفق

ما كان ضرك لو مننت وربما++

مَنَّ الفتى، وهو المغيظ المحنق

والنضر أقرب من أصبت وسيلة++

وأحقهم، إن كان عتق يعتق

فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم شعرها رق لها، وقال: لو سمعت شعرها قبل قتله لوهبته لها. انتهى.

ومن الثابت عن النبي صلى الله عليه وآله أنه كان أكره الناس للقتل، وأنه لم يقتل أحداً إلا عند اللزوم والضرورة.. وحسبك أن جميع القتلى في جميع حروبه صلى الله عليه وآله من الطرفين ومن أقام عليهم الحد الشرعي لايبلغون ست مئة شخص، وبذلك كانت حركته العظيمة صلى الله عليه وآله أعظم حركة في نتائجها، وأقل حركة في كلفتها!

وأما قتله للنضر فلأنه كان جرثومة شر وفساد! وومثله صديق النضر وشريكه في الشر، عقبة بن معيط الأموي، وكان صاحب خمارة ومبغى في مكة، وكان معروفاً بإلحاده.

وإذا صح ما قاله صلى الله عليه وآله لبنت النضر الشاعرة، فمعناه أن الله تعالى أجاز له أن يعفو عنه لابنته، لما في شعرها من قيم واستعطاف!

النضير بن الحارث.. أخ النضر و وارثه


ذكرت مصادر السيرة والتاريخ أن لواء قريش بعد النضر كان بيد آخرين من بني عبدالدار، ولم تذكر أن أخاه النضير كان فارساً مثله، ويظهر أنه صار بعد أخيه النضر رئيس بني عبدالدار، وإن لم يكن شجاعاً صاحب اللواء، فقد وصفه رواة قريش وأصحاب السير بالحلم، إشارة إلى أنه كان سياسياً محباً للدعة.. وعدوه من رؤساء قريش والمؤلفة قلوبهم، الذين أعطى النبي لكل واحد منهم مئة بعير من غنائم حنين.

قال الطبري في تاريخه:358:2 عن عطاءات النبي في حنين:

"فأعطى أباسفيان بن حرب مائة بعير، وأعطى ابنه معاوية مائة بعير، وأعطى حكيم بن حزام مائة بعير، وأعطى النضير بن الحارث بن كلدة بن علقمة أخا بني عبدالدار مائة بعير، وأعطى العلاء بن حارثة الثقفي حليف بني زهرة مائة بعير، وأعطى الحارث بن هشام مائة بعير، وأعطى صفوان بن أمية مائة بعير، وأعطى سهيل بن عمرو مائة بعير، وأعطى حويطب بن عبدالعزى بن أبي قيس مائة بعير... ونحوه في سيرة ابن هشام:929:4 وابن كثير:682:3 وتاريخ اليعقوبي. وقد تقدم ذكره في البحث الخامس، واعترافه بأنه خطط مع زعماء قريش لقتل النبي صلى الله عليه وآله في حنين، ولم يتمكنوا من ذلك!

وقد اختلط اسم النضير عند بعضهم باسم أخيه النضر، قال الرازي في الجرح والتعديل:473:8 "النضر بن الحارث بن كلدة العبدري من مسلمة الفتح، ويقال نضير وليست له رواية، سمعت أبي يقول ذلك. وقال في هامشه: وهذا هو الصواب إن شاء الله، لأن النضر بن الحارث قتل كافراً إجماعاً، وإنما هذا أخوه، واحتمال أن يكون مسمى باسمه أيضاً بعيد، وأثبت ما جاء في الروايات أن هذا هو "النضير".. راجع الإصابة الترجمتين". انتهى.

/ 47