تفسیر آیات الغدیر الثلاث نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسیر آیات الغدیر الثلاث - نسخه متنی

علی الکورانی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ملاحظات عامه حول الأقوال المخالفه


الملاحظة الأولى:

مع أن البخاري عقد للآية في صحيحه بابين: الأول في:88:5 وروى فيه حديثا عن عائشة في التبليغ وعدم الكتمان، والثاني في:9:8 وروى فيه عن الزهري في التبليغ، كما روى حديثين تضمنا الآية في:50:6 وفي:210:8 وكذا مسلم:110:1 .

مع هذا، فلم يرويا ولا روى غيرهما من أصحاب الصحاح شيئاً في تفسير الآية، ما عدا رواية الترمذي في الحراسة، والتي قال عنها إنها غريبة.

ونحن لانرى أن عدم روايتهم لحديثٍ دليلاً ولا مؤشراً على ضعفه، فكم من حديثٍ هو أصح مما في الصحاح لم يرووه، وكم من حديثٍ روته الصحاح، وذكر له علماء الجرح والتعديل عللاً كثيرة.

لكنا نريد القول: إن أصحاب الصحاح حريصون على رد مذهب أهل البيت عليهم السلام، وهم يعرفون أن آية التبليغ هذه يستدل بها أهل البيت وشيعتهم على مذهبهم، فلو كان عندهم رواية قوية في ردها لرووها وكرروها، حتى لاتبقى روايات الشيعة بلا معارض قوي. فمن ذلك نستكشف أن تركهم لروايتها ليس بسبب ضعف سندها، بل بسبب ما رأوه من ضعف متنها، وتعارض صيغها، وورود الإشكالات على كل واحدة منها! فاضطروا بذلك إلى عدم الرد على روايات الشيعة، وما وافقها من روايات السنة، وبذلك بقيت بلا معارض من الصحاح الستة!

الملاحظة الثانية:

أن روايات السنيين في تاريخ نزول الآية قد غطَّت الثلاث وعشرين سنة، التي هي كل مدة بعثة النبي صلى الله عليه وآله ما عدا حجة الوداع التي نزلت فيها سورة المائدة! وهو أمر يوجب الشك في أن الغرض من سعة تلك الروايات، واستثنائها تلك الفترة وحدها، هو التهرب من الفترة التاريخية التي نزلت فيها السورة!

الملاحظة الثالثة:

أن سبب نزول الآية في مصادرنا سبب واحد، بتاريخ واحد، على نحو الجزم واليقين. أما في مصادر إخواننا السنيين فأسبابٌ متعددة، بتواريخ متناقضة، وعلماؤهم منها في شكٍّ وحيرة، ولم تروها صحاحهم الستة. وفي رواياتهم ما يوافق قول أهل البيت عليهم السلام وإن لم يقبله خلفاء قريش!

وعندما نواجه من كتاب الله تعالى آيةً يتفق المسلمون على أنها نزلت مرة واحدة في تاريخ واحد، ونجد أنهم يروون تاريخاً متفقاً عليه، وفيهم أهل بيت نبيهم صلى الله عليه وآله ويروي بعضهم أسباباً أخرى متعارضة مختلفاً فيها.. فإن السبب المجمع على روايته يكون أقوى وأحق بالإتباع والفتوى.

تقييم الأقوال المخالفه على ضوء الآيه


في الآية خمس مسائل لابد من تحديدها لمعرفة السبب الصحيح في نزولها:

المسألة الأولى: في المأمور به في الآية لا يستقيم معنى الآية الشريفة إلا بحمل "أنزل" فيها على الماضي الحقيقي، لأنها قالت "بلغ ما أنزل إليك" ولم تقل: بلغ ما سوف ينزل إليك.. وبيان ذلك: أولاً، ظهور الفعل في الماضي الحقيقي، وعدم وجود قرينةٍ توجب حمله على ما سوف ينزله الله تعالى في المستقبل. بل لم أجد استعمال "أنزل" في القرآن لما سوف ينزل أبداً، على كثرة وروده في الآيات.

ثانياً، أن الآية نزلت في آخر شهور نبوته صلى الله عليه وآله، وإذا حملنا الفعل على المستقبل يكون معناها: إنك إن لم تبلغ ما سوف ننزله عليك في هذه الشهور الباقية من نبوتك، فإنك لم تبلغ رسالة ربك أبداً! وهو معنى لم تجى ء به رواية، ولم يقل به أحدٌ من علماء الشيعة، ولا السنة!

وإذا تعين حمل لفظ "أنزل إليك" على الماضي الحقيقي، دلَّ على أن الله تعالى كان أنزل على رسوله أمراً ثقيلاً، وأمره بتبليغه فكان الرسول يفكر في ثقله على الناس، وفي كيفية تبليغه لهم، فجاءت الآية لتقول له: لاتتأخر في التنفيذ، ولا تفكر في موقف الناس، هل يؤمنون أو يكفرون.. ولكن نطمئنك بأنهم سوف لن يكفروا، وسنعصمك منهم.

وهذا هو تفسير أهل البيت عليهم السلام وما وافقه من أحاديث السنيين.

المسألة الثانية: فيما يصحح الشرط والمشروط به في التبليغ وقد اتضح ذلك من المسألة الأولى، وأنه لامعنى لقولك: يا فلان بلغ رسائلي التي سوف أرسلها معك، فإنك إن لم تفعل لم تبلغ رسائلي! لأنه من المعلوم أنه إن لم يفعل، فلم يبلغ رسائلك، ويكون كلامك من نوع قول الشاعر: وفسر الماء بعد الجهد بالماء!

نعم يصح أن تقول له عن رسالة معينة فعلية أو مستقبلية: إن هذه الرسالة مهمة وضرورية جداً، وإن لم تبلغها، فإنك لم تبلغ شيئاً من رسائلي!

قال في تفسير الميزان:49:6 :

فالكلام موضوع في صورة التهديد وحقيقته بيان أهمية الحكم، وأنه بحيث لو لم يصل إلى الناس ولم يراع حقه، كان كأن لم يراع حق شي ء من أجزاء الدين. فقوله: وإن لم تفعل فما بلغت، جملة شرطية سيقت لبيان أهمية الشرط وجوداً وعدما، لترتب الجزاء الأهم عليه وجوداً وعدماً، وليست شرطية مسوقة على طبع الشرطيات الدائرة عندنا، فإنا نستعمل إن الشرطية طبعاً فيما نجهل تحقق الجزاء للجهل بتحقق الشرط، وحاشا ساحة النبي صلى الله عليه وآله من أن يقدر القرآن في حقه احتمال أن يبلغ الحكم النازل عليه من ربه، وأن لايبلغ! انتهى.

المسألة الثالثة: في نوع تخوف النبي صلى الله عليه وآله ولا بد من القول بأن الخوف الذي كان عند النبي صلى الله عليه وآله كان خوفاً على الرسالة وليس على شخصه من القتل أو الأذى، وذلك لشجاعته وعصمته عن التباطؤ عن التبليغ بسبب الخوف من ذلك صلى الله عليه وآله.

فإن الله تعالى كان أخبر رسوله صلى الله عليه وآله من الأيام الأولى لبعثته، بثقل مسؤولية النبوة والرسالة وجسامة تبعاتها.. وكان صلوات الله عليه وآله موطِّناً نفسه على ذلك كله، فلا معنى لأن يقال بأنه تلكأ بعد ذلك، أو تباطأ أو امتنع في أول البعثة، أو في وسطها أو في آخرها، حتى جاءه التهديد والتطمين!!

وقد تبين مما تقدم أن الخوف الذي كان يعيشه النبي صلى الله عليه وآله عند نزول الآية، ليس إلا خوفه من ارتداد الأمة، وعدم قبولها إمامة عترته من بعده، وأن يقول قائل منهم جارى ابن عمه، ويشكوا في رسالته!المسألة الرابعة: في معنى الناس في الآية قال الفخر الرازي في تفسيره: مجلد6 جزء50:12 :

واعلم أن المراد من "الناس" ها هنا الكفار بدليل قوله تعالى: إن الله لايهدي القوم الكافرين... لايمكنهم مما يريدون. انتهى.

ولا يمكن قبول ذلك، لأن نص الآية "يعصمك من الناس" وهو لفظ أعم من المسلمين والكفار، فلا وجه لحصره بالكفار.. وقد تصور الرازي أن المعصوم منهم هم الذين لايهديهم الله تعالى، وأن المعنى: إن الله سيعصمك من الكفار ولا يهديهم!

ولكنه تصور خاطي ء، لأن ربْط عدم هدايته تعالى للكفار بالآية يتحقق من وجوه عديدة.. فقد يكون المعنى: سيعصمك من كل الناس، ولا يهدي من يقصدك بأذى لأنه كافر. أو يكون المعنى: بلغ وسيعصمك الله من الناس، ومن أبى ما تبلغه فهو كافر، ولا يهديه الله تعالى. وهذا المعنى الأخير هو المرجح. وقد ورد شبيهه في البخاري:139:8 قال:

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى! قالوا: يا رسول الله ومن يأبى! قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى. انتهى.

فإبقاء لفظة "الناس" على إطلاقه وشموله للجميع، يتناسب مع مصدر الأذى والخطر على النبي صلى الله عليه وآله الذي هو غير محصور بالكفار، بل يشمل المنافقين من الأمة أيضاًً.

بل عرفت أن الخطر عند نزول الآية كاد يكون محصوراً بالمنافقين. ولكن الرازي يريد إبعاد الذم في الآية عن القرشيين المنافقين، وإبعاد الأمر الإلهي فيها عن تبليغ ولاية أميرالمؤمنين علي عليه السلام!

المسألة الخامسة: في معنى العصمة من الناس

وقد اتضح مما تقدم أن العصمة الإلهية الموعودة في الآية، لابد أن تكون متناسبة مع الخوف منهم، ويكون معناها عصمته صلى الله عليه وآله من أن يطعنوا في نبوته ويتهموه بأنه حابى أسرته واستخلف عترته، وقد كان من مقولاتهم المعروفة أن محمداً صلى الله عليه وآله يريد أن يجمع النبوة والخلافة لبني هاشم، ويحرم قبائل قريش..!! وكأنه صلى الله عليه وآله هو الذي يملك النبوة والإمامة ويعطيهما من جيبه!!

فهذا هو المعنى المتناسب مع خوف الرسول صلى الله عليه وآله وأنه كان يفكر بينه وبين نفسه بما سيحدث من تبليغه ولاية علي عليه السلام.

فهي عصمةٌ في حفظ نبوته عند قريش، وليست عصمةً من القتل أو الجرح أو الأذى، كما ادعت الأقوال المخالفة. ولذلك لم تتغير حراسته صلى الله عليه وآله بعد نزول الآية عما قبلها، ولا تغيرت المخاطر والأذايا التي كان يواجهها، بل زادت.

كما ينبغي الالتفات الى أن القدر المتيقن من هذه العصمة هو حفظ نبوة النبي صلى الله عليه وآله في الأمة وإن ثقلت عليهم أوامره، وقرروا مخالفته. والغرض من هذه العصمة بقاء النبوة، وتمام الحجة لله تعالى.

وهي غير العصمة الإلهية الأصلية للرسول صلى الله عليه وآله في أفعاله وأقواله وكل تصرفاته!

وقد وفى الله سبحانه لرسوله صلى الله عليه وآله بما وعد، فقد أعلن صلى الله عليه وآله في يوم الغدير خلافة علي والعترة عليهم السلام بوضوح وصراحة، ثم أمر أن تنصب لعلي خيمة، وأن يهنؤوه بتولية الله عليهم.. ففعلوا على كره! ولم يخدش أحد منهم في نبوة النبي صلى الله عليه وآله.

ولكنهم عندما توفي فعلوا ما يريدون، وأقصوا علياً والعترة عليهم السلام!

بل أحرقوا بيتهم وأجبروهم على بيعة صاحبهم!!

/ 47