تفسیر آیات الغدیر الثلاث نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسیر آیات الغدیر الثلاث - نسخه متنی

علی الکورانی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

احاديث النبي تفسر الإثني عشر


من المتفق عليه بين المسلمين أن كلامه صلى الله عليه وآله بمنزلة القرآن يفسر بعضه بعضاً. وذلك أصل عقلائي عند كل الأمم في تفسير نصوص أنبيائها، فإن أي أمة تجد نصاً عن نبيها بالبشارة باثني عشر إماماً من بعده، ولا تعرفهم من هم.. تنظر في نصوصه وأقواله وأفعاله الأخرى، لتعرف منها مقصوده بهؤلاء القادة المبشر بهم على لسانه! وإذا نظرنا إلى ما صدر عن نبينا الذي لاينطق عن الهوى صلى الله عليه وآله في حق عترته: علي وفاطمة والحسن والحسين وذريتهم عليهم السلام، مما اتفق عليه المسلمون، وحكموا بصحته.. لايبقى عندنا شك في أنه يقصد هؤلاء الذين مدحهم في مناسبات عديدة، وبيّن للأمة أن الله تعالى مدحهم في آياته، وطهرهم من الرجس تطهيراً، وأوجب على المسلمين مودتهم، وأوجب عليهم أن يصلوا عليهم معه في صلواتهم، وحرم عليهم الصدقة، وجعل لهم الخمس في ميزانية الدولة، وجعلهم وصيته وأمانته في أمته، وجعلهم عدلاً لكتاب الله تعالى وسماهم معه "الثقلين".

ولا يتسع المقام لبسط الكلام فيما صدر في حقهم من النبي صلى الله عليه وآله من المديح والتعظيم، والتحذير من مخالفتهم وظلمهم.. فهذه الأحاديث عبرةٌ لمن كان له قلب، وكفايةٌ لمن ألقى السمع، وشهادةٌ لمن أراد الحجة.

اثنا عشر إماماً واثنا عشر شهراً


ذكرت روايات الخطب الشريفة في حجة الوداع، أن النبي صلى الله عليه وآله ذكر الأئمة الإثني عشر، وذكر استدارة الزمن كأول ما خلق الله الأرض وقرأ الآية: إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً. ففي صحيح البخاري:126:5 عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض. السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات ذو العقدة وذو الحجة والمحرم ورجب. انتهى. ورواه أيضاً في204:5 و.235:6 وأبوداود في:.435:1 وأحمد في:37:5 .

ورواه في مجمع الزوائد:265:3 بصيغة أقرب إلى أسلوب النبي صلى الله عليه وآله من رواية البخاري، جاء فيها: "ألا وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السموات والأرض، ثم قرأ: إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم، ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم. ألا لاترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض...". انتهى.

وقد ذكر المفسرون والشراح السنيون أن المعنى إلغاء النسي ء الذي ابتدعته العرب للأشهر الحرم، وبذلك يرجع تأخير الزمن والتوقيت إلى هيئته الأولى فلا نسي ء بعد اليوم.

ولكنه تفسير غير مقنع، فإن نسي ء العرب لم يكن مؤثراً في الزمن والفلك، حتى يرجع الزمن إلى حالته الأولى بإلغاء النسي ء!

كما أنه لادليل على ارتباط استدارة الزمان بالنسي ء في كلامه صلى الله عليه وآله، فهو موضوع مستقل عن النسي ء وإن اشتبه الشراح في ربطه به!

وبما أن النبي صلى الله عليه وآله في مقام توديع أمته، وبيان مرحلة ما بعده من الهدى والضلال، والعقائد والأحكام، وطريق الجنة والنار.. فقد يقصد بإخباره باستدارة الزمن: أن مرحلة جديدة بدأت من ذلك اليوم فما بعده، من قوانين الهداية والإضلال الإلهي. وأن حركة الزمن المادي قوامها الأشهر الإثنا عشر، وحركة الزمن بقانون الهداية والضلال معالمها الأئمة الإثنا عشر عليهم السلام، الذين ينسجم وجودهم التكويني والمادي مع نظام الإثني عشر شهراً في تكوين السماوات والأرض.

ويؤيد ذلك: قداسة عدد الإثني عشر في القرآن، ونظام الإثني عشر نقيباً الذي شرعه الله في بني إسرائيل، والإثني عشر حوارياًَ لعيسى، وأن النبي صلى الله عليه وآله طلب من الأنصار في أول بيعتهم له أن يختاروا منهم اثني عشر نقيباً.. ثم بشر الأمة بالأئمة الإثني عشر من بعده.. بل تدل الأحاديث الشريفة على أن معالم الضلال في الأمة بعد النبي تتمثل في اثني عشر "إماماً" مضلاً من أصحابه، وقد شدد النبي صلى الله عليه وآله على التحذير منهم! فمقابل كل إمام هدى إمام ضلال، كما أن مقابل كل نبي عدو من المجرمين، يعمل لإضلال الناس! قال الله تعالى: "ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً. يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً. لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني، وكان الشيطان للإنسان خذولاً. وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً. وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً من المجرمين وكفى بربك هادياً ونصيراً. سورة الفرقان:27-31 .

وفي صحيح مسلم:8 :123-122 قال النبي صلى الله عليه وسلم: في أصحابي اثنا عشر منافقاً، فيهم ثمانية لايدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط، ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة وأربعة لم أحفظ ما قال شعبة فيهم! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن في أمتي- قال شعبة: وأحسبه قال: حدثني حذيفة، وقال غندر: أراه قال: في أمتي- اثنا عشر منافقاً، لايدخلون الجنة ولا يجدون ريحها حتى يلج الجمل في سم الخياط، ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة، سراج من النار يظهر في أكتافهم، حتى ينجم من صدورهم.

حدثنا أبوالطفيل قال: كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس، فقال: أنشدك بالله كم كان أصحاب العقبة؟! قال: فقال له القوم: أخبره إذ سألك. قال: كنا نخبر أنهم أربعة عشر، فإن كنت منهم فقد كان القوم خمسة عشر، وأشهد بالله أن اثني عشر منهم حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد. انتهى. ورواه أحمد في:320:4 وغيرها، ورواه كثيرون.

والنتيجة: أنه لايبعد أن يكون قصد النبي صلى الله عليه وآله أن يخبر المسلمين بأن الله تعالى أقام الحياة البشرية من يوم خلق السماوات والأرض، وخلق الجنس البشري، على قانون الهداية والضلال بإتمام الحجة، وإمهال الناس ليعملوا بالهدى أو بالضلال.. فكان لابد من وجود عنصري الهدى وعناصر الضلال معاً، كعنصري السلب والإيجاب في الطاقة، فألهم النفس البشرية فجورها وتقواها، وأنزل آدم إلى الأرض ومعه إبليس، وبعث الأنبياء عليهم السلام ومع كل نبي عدو مضل أو أكثر، وجعل بعدهم أئمة ربانيين يهدون، وأئمة ضلال منافقين يضلون.. وعدد كل منهم في هذه الأمة اثنا عشر.. وأنه قد بدأت بهم دورة جديدة من الهدى والضلال، كما بدأت بآدم وإبليس.. ولذلك استدار الزمن كهيئته في أوله بانتهاء الفترة، ووضوح الحجة. ويؤيد هذا الدليل العقلي صريح ما ورد من طريق أهل البيت عليهم السلام في تفسير آية "إن عدة الشهور عند الله اثنا عشرشهراً".

/ 47