تفسیر آیات الغدیر الثلاث نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسیر آیات الغدیر الثلاث - نسخه متنی

علی الکورانی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الوهابيون و حديث الغدير


من العجيب أن يبقى القول الموافق لأهل البيت عليهم السلام في سبب نزول آية التبليغ حياً في مصادر إخواننا السنيين! لأنه ينسف الأسس التي أقام القرشيون عليها خلافتهم، وبذلوا جهودهم ليقنعوا بها المسلمين.

ولهذا ترى النواصب يغيظهم وجود حديث الغدير، وحديث آية التبليغ وأمثاله، ويودون لو أن شيئاً منها لم يكن موجوداً في الصحاح والمصادر.. وتراهم بدل أن يبحثوها بحثاً علمياً على ضوء القرآن والمتفق عليه من السنة.. يكيلون التهم والسباب للشيعة وعلماءالشيعة لأنهم اطلعوا عليها، وأخرجوها لهم من مصادرهم!!

قال الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة644:5 :

عصمته من الناس: كان يحرس حتى نزلت هذه الآية: والله يعصمك من الناس، فأخرج رسول الله رأسه من القبة، فقال لهم: يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله. أخرجه الترمذي:175:2 وابن جرير:199:6 والحاكم:3:2 من طريق الحارث بن عبيد عن سعيد الجريري، عن عبدبن شقيق، عن عائشة قالت: فذكره. وقال الترمذي: حديث غريب. وروى بعضهم هذا الحديث عن الجريري عن عبدالله بن شقيق قال: كان النبي يحرس.. ولم يذكروا فيه: عن عائشة.

قلت: وهذا أصح، لأن الحارث بن عبيد- وهو أبوقدامة الأيادي- فيه ضعف من قبل حفظه، أشار إليه الحافظ بقوله: صدوق يخطي ء. وقد خالفه بعض الذين أشار إليهم الترمذي، ومنهم إسماعيل بن علية الثقة الحافظ، رواه ابن جرير بإسنادين عنه عن الجريري مرسلاً.

قلت: فهو صحيح مرسلاً، وأما قول الحاكم عقب المسند عن عائشة: صحيح الأسناد فمردود، لما ذكرنا، وإن تابعه الذهبي.

نعم الحديث صحيح، فإن له شاهداً من حديث أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا نزل منزلاً نظروا أعظم شجرة يرونها فجعلوها للنبي فينزل تحتها وينزل أصحابه بعد ذلك في ظل الشجر، فبينما هو نازل تحت شجرة وقد علق السيف عليها إذ جاء أعرابي فأخذ السيف من الشجرة ثم دنا من النبي وهو نائم فأيقظه، فقال: يا محمد من يمنعك مني الليلة؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله الله. فأنزل الله: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس.. الآية. أخرجه ابن حبان في صحيحه1739 موارد وابن مردويه كما في ابن كثير198:6 من طريقين عن حماد بن سلمة: حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عنه. قلت. وهذا إسناد حسن. وذكر له ابن كثير شاهدا ثانيا من حديث جابر رواه ابن أبي حاتم.

وله شاهدان آخران عن سعيد بن جبير ومحمد بن كعب القرظي مرسلاً.

واعلم أن الشيعة يزعمون- خلافاً للأحاديث المتقدمة- أن الآية المذكورة نزلت يوم غدير خم في علي رضي الله عنه ويذكرون في ذلك روايات عديدة مراسيل ومعاضيل أكثرها، ومنها عن أبي سعيد الخدري ولا يصح عنه كما حققته في الضعيفة "4922" والروايات الأخرى أشار إليها عبدالحسين الشيعي في مراجعاته:38 دون أي تحقيق في أسانيدها كما هي عادته في سرد أحاديث كتابه، لأن غايته حشد كل ما يشهد لمذهبه سواء صح أو لم يصح، على قاعدتهم: الغاية تبرر الوسيلة! فكن منه ومن رواياته على حذر، وليس هذا فقط، بل هو يدلس على القراء- إن لم أقل يكذب عليهم- فإنه قال في المكان المشار إليه في تخريج أبي سعيد هذا المنكر بل الباطل: أخرجه غير واحد من أصحاب السنن كالإمام الواحدي..!

ووجه كذبه: أن المبتدئين في هذا العلم يعلمون أن الواحدي ليس من أصحاب السنن الأربعة، وإنما هو مفسر يروي بأسانيده ما صح وما لم يصح، وحديث أبي سعيد هذا مما لم يصح، فقد أخرجه من طريق فيه متروك شديد الضعف! كما هو مبين في المكان المشار إليه من الضعيفة.

وهذه من عادة الشيعة قديماً وحديثاً، أنهم يستحلون الكذب على أهل السنة عملاً في كتبهم وخطبهم، بعد أن صرحوا باستحلالهم للتقية، كما صرح بذلك الخميني في كتابه كشف الأسرار، وليس يخفى على أحد أن التقية أخت الكذب ولذلك قال أعرف الناس بهم شيخ الإسلام ابن تيمية: الشيعة أكذب الطوائف. وأنا شخصياًّ قد لمست كذبهم لمس اليد في بعض مؤلفيهم، وبخاصة عبدالحسين هذا، والشاهد بين يديك فإنه فوق كذبته المذكورة أوهم القراء أن الحديث عند أهل السنة من المسلمات بسكوته عن علته، وادعائه كثرة طرقه.

وقد كان أصرح منه في الكذب الخميني فإنه صرح في الكتاب المذكور:149 أن آية العصمة نزلت يوم غدير خم بشأن إمامة علي بن أبي طالب، باعتراف أهل السنة، واتفاق الشيعة. كذا قال عامله الله بما يستحق. وسأزيد هذا الأمر بياناً في الضعيفة، إن شاء الله تعالى. انتهى.

ونقول للباحث الألباني:

أولاً: دع عنك التهم والشتائم وإصدار الأحكام، وتصنيف من هم أصدق الطوائف الإسلامية ومن هم أكذبها، فإن السنيين والشيعيين فيهم أنواع الناس.. ولكن النواصب لهم حكم خاص..

ولا تنس أيها الباحث أن ابن تيمية الذي لم ينصف علي بن أبي طالب عليه السلام لايمكنه أن ينصف شيعته.. وقد دافعت أنت عن علي عليه السلام ورددت ظلم ابن تيمية وإنكاره حديث الغدير "من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه" فصححت الحديث واعترفت بالحق مشكوراً، وكتبت صفحات في ذلك في أحاديثك الصحيحة330:5 برقم1750 ثم قلت في:344 "إذا عرفت هذا فقد كان الدافع لتحرير الكلام على الحديث وبيان صحته: أنني رأيت شيخ الإسلام ابن تيمية قد ضعَّف الشطر الأول من الحديث، وأما الشطر الآخر فزعم أنه كذب! وهذا من مبالغاته الناتجة في تقديري من تسرعه في تضعيف الأحاديث قبل أن يجمع طرقها، ويدقق النظر فيها. والله المستعان.

أما ما يذكره الشيعة في هذا الحديث وغيره أن النبي صلى الله عليه وآله قال في علي رضي الله عنه: إنه خليفتي من بعدي، فلا يصح بوجه من الوجوه، بل هو من أباطيلهم الكثيرة التي دل الواقع التاريخي على كذبها، لأنه لو فرض أن النبي قاله لوقع كما قال لأنه "وحي يوحى" والله سبحانه لايخلف وعده!!". انتهى.

ونلاحظ أن الشيخ الألباني الذي انتقد "تسرع" إمامه ابن تيمية، تسرع هو أيضاً وجعل الإخبار التشريعي إخباراً غيبياً! وشتان ما بينهما.. فلو صح ذلك لانتقض حديثه الذي صححه وأحكمه، وهو قول النبي صلى الله عليه وآله "من كنت مولاه فعلي مولاه" فهو أيضاً "وحيٌ يوحى" فوجب على قوله بأنه إخبار غيبي عما سيقع أن يكون علي ولياًّ لكل المسلمين وسيداً لهم، وأن يكونوا معه كالعبيد كما كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله.. ولكن ذلك لم يتحقق، بل لقد هاجموا بيت علي وفاطمة عليهماالسلام في اليوم الثاني لوفاة النبي صلى الله عليه وآله أو الثالث، وهددوا المعتصمين فيه بإحراقه عليهم إن لم يخرجوا ويبايعوا.. ثم أجبروا علياًّ إجباراً على البيعة كما هو معروف.. فقوله صلى الله عليه وآله: عليٌّ خليفتي من بعدي، مثل قوله: من كنت مولاه فعلي مولاه، وإذا كان الأول إخباراً عما سيقع، كما ادعى الألباني، فكذلك الثاني، فكيف تحقق عكسه وصار معنى: من كنت سيده فعلي سيده، أنَّ الرعية أجبروا سيدهم على بيعتهم؟!

إن الإخبار في الحديثين تشريعي أيها المحدث، وبيانٌ لتكليف المسلمين وما يجب عليهم، وليس إخباراً غيبياً عما سيقع، حتى لايصح وقوع غيره!

ونقول له ثانياً: عندما ضعَّفت حديث سبب نزول آية "والله يعصمك من الناس" في بيعة الغدير، هل جمعت طرقه ودققت النظر فيها فقلت "مراسيل ومعاضيل أكثرها"؟

هل رأيت طرق الثعلبي، وأبي نعيم، والواحدي، وأبي سعيد السجستاني، والحسكاني، وبحثت أسانيدهم فوجدتها كلها مرسلة أو ضعيفة أو معضلة، ووجدت في رواتها من لم تعتمد أنت عليهم؟! أم وقعت فيما وقع فيه ابن تيمية من التسرع والتعصب الذي انتقدته عليه؟!

على أي حالٍ، لم يفت الوقت، فنرجو أن تتفضل بملاحظة ما كتبناه في تفسير الآية، وأن تدقق الطرق والأسانيد التي قدمناها، وتبحثها بموازينك التي تريدها، بشرط أن لاتناقض ما كتبته في كتبك، وأن لاتضعِّف راوياً هنا لأنه روى فضيلةً لعلي، وقد اعتمدت عليه وقبلت روايته في مكان آخر لأنه روى فضيلة لخصوم علي!

ونذكر فيما يلي أسانيد مصدر واحد هو: كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني عبيدالله بن عبدالله بن أحمد العامري القرشي، تلميذ الحاكم النيسابوري صاحب المستدرك. قال في كتابه المذكور، بتحقيق المحمودي:257-1:250

244- أخبرنا أبوعبدالله الدينوري قراءة، "قال" حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق "بن إبراهيم" السني قال: أخبرني عبدالرحمان بن حمدان قال: حدثنا محمد بن عثمان العبسي قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون قال: حدثنا علي بن عابس عن الأعمش عن أبي الجحاف "داود بن أبي عوف" عن عطية: عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك".

245- أخبرنا الحاكم أبوعبدالله الحافظ جملة "قال: أخبرنا" علي بن عبدالرحمان بن عيسى الدهقان بالكوفة قال: حدثنا الحسين بن الحكم الحبري قال: حدثنا الحسن بن الحسين العرني قال: حدثنا حبان بن علي العنزي قال: حدثنا الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله عزوجل: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك.. الآية. "قال" نزلت في علي، أمر رسول الله صلى الله عليه أن يبلغ فيه فأخذ رسول الله بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

246- رواه جماعة عن الحبري وأخرجه السبيعي في تفسيره عنه فكأني سمعته من السبيعي ورواه جماعة عن الكلبي.

وطرق هذا الحديث مستقصاة في كتاب دعاء الهداة إلى أداء حق الموالاة من تصنيفي في عشرة أجزاء.

247- أخبرنا أبوبكر السكري قال: أخبرنا أبوعمرو المقري قال: أخبرنا الحسن بن سفيان قال: حدثني أحمد بن أزهر قال: حدثنا عبدالرحمن بن عمرو بن جبلة قال: حدثنا عمر بن نعيم بن عمر بن قيس الماصر قال: سمعت جدي قال: حدثنا عبدالله بن أبي أوفى قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم وتلا هذه الآية "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته" ثم رفع يديه حتى يرى بياض إبطيه ثم قال: ألا من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. ثم قال: اللهم اشهد.

248- أخبرنا عمرو بن محمد بن أحمد العدل بقراءتي عليه من أصل سماع نسخته قال: أخبرنا زاهر بن أحمد قال: أخبرنا أبوبكر محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا المغيرة بن محمد قال: حدثنا علي بن محمد بن سليمان النوفلي قال: حدثني أبي قال: سمعت زياد بن المنذر يقول: كنت عند أبي جعفر محمد بن علي وهو يحدث الناس إذ قام إليه رجل من أهل البصرة يقال له: عثمان الأعشى- كان يروي عن الحسن البصري- فقال له: يا بن رسول الله جعلني الله فداك إن الحسن يخبرنا أن هذه الآية نزلت بسبب رجل ولا يخبرنا من الرجل "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك". فقال: لو أراد أن يخبر به لأخبر به ولكنه يخاف. إن جبرئيل هبط على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: إن الله يأمرك أن تدل أمتك على صلاتهم، فدلهم عليها. ثم هبط فقال: إن الله يأمرك أن تدل أمتك على زكاتهم، فدلهم عليها. ثم هبط فقال: إن الله يأمرك أن تدل أمتك على صيامهم، فدلهم. ثم هبط فقال: إن الله يأمرك أن تدل أمتك على حجهم، ففعل. ثم هبط فقال: إن الله يأمرك أن تدل أمتك على وليهم على مثل ما دللتهم عليه من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم وحجهم ليلزمهم الحجة في جميع ذاك. فقال رسول الله: يا رب إن قومي قريبو عهد بالجاهلية، وفيهم تنافس وفخر، وما منهم رجل إلا وقد وتره وليهم، وإني أخاف، فأنزل الله تعالى: "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته" يريد فما بلغتها تامة "والله يعصمك من الناس" فلما ضمن الله "له" بالعصمة وخوفه أخذ بيد علي بن أبي طالب ثم قال: يا أيها الناس من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه. قال زياد: فقال عثمان: ما انصرفت إلى بلدي بشي ء أحب إلي من هذا الحديث.

249- حدثني علي بن موسى بن إسحاق عن محمد بن مسعود بن محمد قال: حدثنا سهل بن بحر قال: حدثنا الفضل بن شاذان، عن محمد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة عن الكلبي عن أبي صالح: عن ابن عباس وجابر بن عبدالله قالا: أمر الله محمداً أن ينصب علياًّ للناس ليخبرهم بولايته فتخوف رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقولوا حابى ابن عمه، وأن يطعنوا في ذلك عليه فأوحى الله إليه: "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك" الآية، فقام رسول الله بولايته يوم غدير خم.

250- حدثني محمد بن القاسم بن أحمد في تفسيره قال: حدثنا أبوجعفر محمد بن علي الفقيه قال: حدثنا أبي قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثنا أحمد بن عبدالله البرقي عن أبيه عن خلف بن عمار الأسدي عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش عن عباية بن ربعي: عن عبدالله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم "وساق" حديث المعراج إلى أن قال: وإني لم أبعث نبياً إلا جعلت له وزيراً وإنك رسول الله، وإن علياًّ وزيرك.

قال ابن عباس: فهبط رسول الله فكره أن يحدث الناس بشي ء منها إذ كانوا حديثي عهد بالجاهلية، حتى مضى "من" ذلك ستة أيام، فأنزل الله تعالى: فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك، فاحتمل رسول الله صلى الله عليه وآله، حتى كان يوم الثامن عشر أنزل الله عليه "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك" ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلالاً حتى يؤذن في الناس أن لايبقى غداً أحداً إلا خرج إلى غدير خم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس من الغد فقال: يا أيها الناس إن الله أرسلني إليكم برسالة، وإني ضقت بها ذرعاً مخافة أن تتهموني وتكذبوني حتى عاتبني ربي فيها بوعيد أنزله علي بعد وعيد، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فرفعها حتى رأى الناس بياض إبطيهما ثم قال: أيها الناس الله مولاي وأنا مولاكم، فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. وأنزل الله "اليوم أكملت لكم دينكم". انتهى.

"ملاحظة: كتب هذا الموضوع قبل أن يتوفى الألباني وأرسلت له نسخة من الكتاب.. ولم يجب عليه"!

راي أهل البيت في الآيه


في تفسير العياشي:331:1 عن أبي صالح، عن ابن عباس وجابر بن عبدالله قالا: أمر الله تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وآله أن ينصب علياًّ عليه السلام علماً للناس، ويخبرهم بولايته، فتخوف رسول الله صلى الله عليه وآله أن يقولوا حابى ابن عمه، وأن يطعنوا في ذلك عليه، فأوحى الله إليه: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس..

وفي الكافي:290:1 :

محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين جميعاً، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن منصور بن يونس، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر قال سمعت أباجعفر عليه السلام يقول: فرض الله على العباد خمساً، أخذوا أربعاً وتركوا واحدة، قلت: أتسميهن لي جعلت فداك؟

فقال: الصلاة، وكان الناس لايدرون كيف يصلون، فنزل جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد أخبرهم بمواقيت صلاتهم.

ثم نزلت الزكاة فقال: يا محمد أخبرهم من زكاتهم ما أخبرتهم من صلاتهم.

ثم نزل الصوم، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا كان يوم عاشورا بعث إلى ما حوله من القرى فصاموا ذلك اليوم، فنزل شهر رمضان بين شعبان وشوال.

ثم نزل الحج، فنزل جبرئيل عليه السلام فقال: أخبرهم من حجهم ما أخبرتهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم.

ثم نزلت الولاية... وكان كمال الدين بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام فقال عند ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله: أمتي حديثو عهد بالجاهلية، ومتى أخبرتهم بهذا في ابن عمي يقول قائل ويقول قائل، فقلت في نفسي من غير أن ينطق به لساني، فأتتني عزيمة من الله عزوجل بتلة، أوعدني إن لم أبلغ أن يعذبني، فنزلت: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لايهدي القوم الكافرين، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي عليه السلام فقال:

أيها الناس: إنه لم يكن نبي من الأنبياء ممن كان قبلي إلا وقد عمره الله ثم دعاه فأجابه، فأوشك أن أدعى فأجيب، وأنا مسؤول وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟

فقالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت وأديت ما عليك، فجزاك الله أفضل جزاء المرسلين. فقال: اللهم اشهد، ثلاث مرات.ثم قال: يا معشر المسلمين هذا وليكم من بعدي، فليبلغ الشاهد منكم الغائب.

وفي بحارالأنوار:300:94 :

ومن الدعوات في يوم عيد الغدير ما ذكره محمد بن علي الطرازي في كتابه. رويناه بإسنادنا إلى عبدالله بن جعفر الحميري قال: حدثنا هارون بن مسلم عن أبي الحسن الليثي، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهماالسلام أنه قال لمن حضره من مواليه وشيعته: أتعرفون يوماً شيد الله به الإسلام، وأظهر به منار الدين، وجعله عيداً لنا ولموالينا وشيعتنا؟

فقالوا: الله ورسوله وابن رسوله أعلم أيوم الفطر هو يا سيدنا؟ قال: لا.

قالوا: أفيوم الأضحى هو؟

قال: لا، وهذان يومان جليلان شريفان، ويوم منار الدين أشرف منهما وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجة، وإن رسول الله صلى الله عليه وآله لما انصرف من حجة الوداع، وصار بغدير خم، أمر الله عزوجل جبرئيل عليه السلام أن يهبط على النبي وقت قيام الظهر من ذلك اليوم، وأمره أن يقوم بولاية أميرالمؤمنين عليه السلام وأن ينصبه علماً للناس بعده، وأن يستخلفه في أمته، فهبط إليه وقال له: حبيبي محمد إن الله يقرؤك السلام ويقول لك: قم في هذا اليوم بولاية علي ليكون علماً لأمتك بعدك يرجعون إليه، ويكون لهم كأنت. فقال النبي صلى الله عليه وآله: حبيبي جبرئيل، إني أخاف تغير أصحابي لما قد وتروه، وأن يبدوا ما يضمرون فيه، فعرج وما لبث أن هبط بأمر الله فقال له: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس. فقام رسول الله صلى الله عليه وآله ذَعِراً مرعوباً خائفاً وقدماه تشويان من شدة الرمضاء، وأمر بأن ينظف الموضع ويقمَّ ما تحت الدوح من الشوك وغيره ففعل ذلك، ثم نادى بالصلاة جامعة فاجتمع المسلمون، وفيمن اجتمع أبوبكر وعمر وعثمان وسائر المهاجرين والأنصار، ثم قام خطيباً، وذكر الولاية فألزمها للناس جميعاً، فأعلمهم أمر الله بذلك.وفي دعائم الإسلام للقاضي النعمان المغربي:14:1 :

وروينا عن أبي جعفر محمد بن علي صلى الله عليه أن رجلاً قال له: يا بن رسول الله إن الحسن البصري حدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن الله أرسلني برسالة فضاق بها صدري، وخشيت أن يكذبني الناس، فتواعدني إن لم أبلغها أن يعذبني.

قال له أبوجعفر: فهل حدثكم بالرسالة؟ قال: لا.قال: أما والله إنه ليعلم ما هي، ولكنه كتمها متعمداً!

قال الرجل: يا بن رسول الله جعلني الله فداك وما هي؟

فقال: إن الله تبارك وتعالى أمر المؤمنين بالصلاة في كتابه، فلم يدروا ما الصلاة ولا كيف يصلون، فأمر الله عزوجل محمداً نبيه صلى الله عليه وآله أن يبين لهم كيف يصلون. فأخبرهم بكل ما افترض الله عليهم من الصلاة مفسراً..

وأمر بالزكاة، فلم يدروا ما هي، ففسرها رسول الله صلى الله عليه وآله وأعلمهم بما يؤخذ من الذهب والفضة والإبل والبقر والغنم والزرع، ولم يدع شيئاً مما فرض الله من الزكاة إلا فسره لأمته، وبينه لهم.

وفرض عليهم الصوم، فلم يدروا ما الصوم ولاكيف يصومون، ففسره لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وبين لهم ما يتقون في الصوم، وكيف يصومون.

وأمر بالحج فأمر الله نبيه صلى الله عليه وآله أن يفسر لهم كيف يحجون، حتى أوضح لهم ذلك في سنته.

وأمر الله عزوجل بالولاية فقال: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكوة وهم راكعون. ففرض الله ولاية ولاة الأمر، فلم يدروا ما هي، فأمر الله نبيه صلى الله عليه وآله أن يفسر لهم ما الولاية، مثلما فسر لهم الصلاة والزكاة والصوم والحج، فلما أتاه ذلك من الله عزوجل ضاق به رسول الله ذرعاً، وتخوف أن يرتدوا عن دينه وأن يكذبوه، فضاق صدره وراجع ربه فأوحى إليه: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس، فصدع بأمر الله وقام بولاية أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب صلى الله عليه يوم غدير خم، ونادى لذلك الصلاة جامعة، وأمر أن يبلغ الشاهد الغائب.وكانت الفرائض ينزل منها شي ء بعد شي ء، تنزل الفريضة ثم تنزل الفريضة الأخرى وكانت الولاية آخر الفرائض، فأنزل الله عزوجل: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً.

قال أبوجعفر: يقول الله عزوجل: لاأنزل عليكم بعد هذه الفريضة فريضة، قد أكملت لكم هذه الفرائض.

وروينا عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: أوصي من آمن بالله وبي وصدقني: بولاية علي بن أبي طالب، فإن ولاءه ولائي، أمرٌ أمرني به ربي، وعهدٌ عهده إليَّ، وأمرني أن أبلغكموه عنه. انتهى.

وروى الحديث الأول في شرح الأخبار:101:1 ونحوه في:276:2 وروى أيضاً فيه: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا جبرائيل أمتي حديثة عهدٍ بجاهلية، وأخاف عليهم أن يرتدوا، فأنزل الله عزوجل: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك- في علي- فإن لم تفعل فما بلغت رسالته، والله يعصمك من الناس. فلم يجد رسول الله صلى الله عليه وآله بدا من أن جمع الناس بغدير خم فقال: أيها الناس إن الله عزوجل بعثني برسالة فضقت بها ذرعاً فتواعدني إن لم أبلغها أن يعذبني، أفلستم تعلمون أن الله عزوجل مولاي وأني مولى المسلمين ووليهم وأولى بهم من أنفسهم؟ قالوا: بلى، فأخذ بيد علي عليه السلام فأقامه ورفع يده بيده وقال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، ومن كنت وليه فهذا علي وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار. ثم قال أبوجعفر عليه السلام: فوجبت ولاية علي عليه السلام على كل مسلم ومسلمة. انتهى. ورواه بنحوه في تفسير العياشي:333:1 وفيه:

كنت عند أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام بالأبطح وهو يحدث الناس، فقام إليه رجل من أهل البصرة يقال له عثمان الأعشى، كان يروي عن الحسن البصري.. إلخ.

وقد تقدمت بعض الأحاديث فيه في آية إكمال الدين، وهي في مصادرنا كثيرة وصحيحة تبلغ حد التواتر.

/ 47