تفسیر آیات الغدیر الثلاث نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسیر آیات الغدیر الثلاث - نسخه متنی

علی الکورانی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

اقوال العلماء السنيين


اختلف المفسرون والفقهاء السنيون في سبب نزول الآية وفي تفسيرها، على أقوال عديدة، أهمها سبعة أقوال، أحدها موافقٌ لتفسير أهل البيت عليهم السلام، وستة مخالفة.. ونورد فيما يلي الأقوال المخالفة مع مناقشاتها:

القول الأول:

يزعم أنها نزلت في أول البعثة وأن الله تعالى بعث النبي وأمره بتبليغ رسالته فخاف على نفسه إذا بلغ! فامتنع عن تبليغ الإسلام، أو تباطأ! فهدده الله تعالى وطمأنه.. فقام النبي صلى الله عليه وآله بالتبليغ!

وهذا يعني أن الآية نزلت قبل23 سنة من نزول سورة المائدة! وقد ذكر الشافعي هذا التفسير بصيغة "يقال" مما يدل على أنه غير مطمئن إليه! قال في كتاب الأم:168:4 :

قال الشافعي رحمه الله: ويقال والله تعالى أعلم: إن أول ما أنزل الله عليه: إقرأ باسم ربك الذي خلق، ثم أنزل عليه بعدها ما لم يؤمر فيه بأن يدعو إليه المشركين، فمرت لذلك مدة. ثم يقال: أتاه جبريل عليه السلام عن الله عزوجل بأن يعلمهم نزول الوحي عليه ويدعوهم إلى الإيمان به فكبر ذلك عليه وخاف التكذيب وأن يتناول، فنزل عليه: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس. فقال يعصمك من قتلهم أن يقتلوك حين تبلغ ما أنزل إليك ما أمر به، فاستهزأ به قوم فنزل عليه: فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين. إنا كفيناك المستهزئين. انتهى.

كفي للرد على هذا القول:

أولاً، أن الآية من سورة المائدة، وقد تقدم أنها آخر ما نزل من القرآن أو على الأقل من آخر ما نزل، بينما يدعي هذا القول أن الآية من أوائل ما نزل!!

وثانياًً، أن الشافعي قد ضعف هذا الوجه، لأنه نقله بصيغة يقال ويقال، ولم ينسبه إلى النبي صلى الله عليه وآله، بل لم يتبناه.

وثالثاًً، أنه لايمكن قبول هذه التهمة المشينة للنبي صلى الله عليه وآله، أنه تلكأ أو امتنع عن تبليغ رسالات ربه، بسبب خوفه من التكذيب والأذى والقتل، حتى جاءه التهديد الإلهي بالعذاب، والتأمين من الأذى، فتحرك وبلغ!!

فهذا التصور لايناسب شخصية المؤمن العادي، فضلاً عن النبي المعصوم صلى الله عليه وآله الذي هو أعظم الناس إيماناً وشجاعة، وقد صرحت الآيات الكريمة بأنه كان حريصاً على تبليغ الرسالة، وهداية الناس أكثر مما فرض الله تعالى عليه.

رواية "يقال" التي ذكرها الشافعي

قال السيوطي في الدر المنثور:298:2 :

أخرج أبوالشيخ عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله بعثني برسالة فضقت بها ذرعاً، وعرفت أن الناس مكذبي فوعدني لأبلغن أو ليعذبني، فأنزل: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك. "وكذا في أسباب النزول:438:1".

وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يهاب قريشاً فأنزل الله: والله يعصمك من الناس، فاستلقى ثم قال: من شاء فليخذلني، مرتين أو ثلاثاً.

وأخرج عبدبن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبوالشيخ عن مجاهد قال: لما نزلت: بلغ ما أنزل إليك من ربك، قال: يا رب إنما أنا واحدٌ كيف أصنع يجتمع علي الناس؟! فنزلت: وإن لم تفعل فما بلغت رسالته!. انتهى.

ورواه الواحدي في أسباب النزول:139:1 والطبري في تفسيره:198:6 .

وقال النيسابوري في الوسيط:208:2 وقال الأنباري: "كان النبي صلى الله عليه وآله يجاهر ببعض القرآن أيام كان بمكة، ويخفي بعضه إشفاقاً على نفسه من شر المشركين إليه وإلى أصحابه...". انتهى.

ويكفي لرد هذه الروايات مضافاً إلى أن الآية جزء من سورة المائدة التي نزلت قبيل وفاته صلى الله عليه وآله، أنها روايات غير مسندة، بل هي قولٌ للحسن البصري ومجاهد وابن جريح وأمثالهم، لاأكثر. وستعرف أن الحسن البصري يقصد رسالةً معينة، وأنه أخذ هذا التعبير من خطبة النبي صلى الله عليه وآله في يوم الغدير، وخاف أن يرويها على حقيقتها!

رواية "يقال" تتحول إلى رأي يتبناه العلماء!

مع أن المفسرين يعرفون أن الآية نزلت في أواخر حياة النبي صلى الله عليه وآله، ويعرفون أن تفسيرها بحدث في أوائل البعثة إنما هو قول مفسرين من متفقهة التابعين في العصر الأموي! أو روايات غير تامة السند! لكن مع ذلك تراهم يفسرونها بهذا الوجه ويقدمون نزول الآية جهاراً نهاراً ثلاثاً وعشرين سنة! ويزداد تعجبك عندما ترى منهم مفسرين محترمين مثل الزمخشري والفخر الرازي! والسبب في ذلك أنهم يريدون الفرار من تفسيرها ببيعة الغدير، ولا يجدون مفراً إلا بأحد أمرين:

إما تفسيرها بأول البعثة والقول بأن النبي صلى الله عليه وآله خاف وتباطأ في تبليغ الرسالة فهدده الله تعالى وطمأنه بالعصمة من الناس!

وإما تفسيرها بروايات رفع الحراسة المزعومة التي لايؤيدها التاريخ، ولا يساعد عليها نص الآية، كما سترى.

قال الزمخشري في الكشاف:659:1 :

والله يعصمك: عِدَةٌ من الله بالحفظ والكلاءة، والمعنى: والله يضمن لك العصمة من أعدائك... فإن قلت: أين ضمان العصمة، وقد شج في وجهه يوم أحد؟!... قلت المراد: أنه يعصمه من القتل! وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله: بعثني الله برسالته فضقت ذرعاً، فأوحى الله إلي إن لم تبلغ رسالاتي عذبتك، وضمن لي العصمة فقويت. انتهى. ونحوه في الوسيط:208:2 .

وقال الرازي في تفسيره: مجلد 6 جزء50-12:48 :

"يا أيها الرسول بلغ.. روي عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وآله قال: إن الله بعثني برسالته فضقت بها ذرعاً وعرفت أن الناس يكذبوني، واليهود والنصارى، وقريش يخوفوني فلما أنزل الله هذه الآية، زال الخوف بالكلية...

في قوله: والله يعصمك من الناس سؤال: وهو كيف يجمع بين ذلك وبين ما روي أنه شج وجهه، وكسرت رباعيته؟

والجواب من وجهين: أحدهما أن المراد يعصمه من القتل... وثانيها: أنها نزلت بعد يوم أحد". انتهى.

وقد خان الرازي الأمانة في النقل، فأضاف في نقله عن الحسن البصري "اليهود والنصارى"، لأنه يريد تفسير الآية بالعصمة من اليهود والنصارى، ويبعدها عن قريش!! ولا نلومه على حبه لقريش خاصة لجده أبي بكر بن أبي قحافة، ولكن نطالبه بالأمانة العلمية! فالمصادر التي نقلت هذا القول عن البصري لم يرد فيها ذكر لليهود والنصارى! وستعرف أن البصري أخذ روايته من حديث الغدير!!

أما ابن كثير فقد زاد على الرازي وغيره كعادته! قال في البداية:53:3 "روى ابن أبي حاتم في تفسيره، عن أبيه، عن الحسن بن عيسى بن ميسرة الحارثي، عن عبدالله بن عبدالقدوس، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عبدالله بن الحارث قال: قال علي: لما نزلت هذه الآية: وأنذر عشيرتك الأقربين، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إصنع لي رجل شاة بصاع من طعام وإناء لبناً، وادع لي بني هاشم، فدعوتهم وإنهم يومئذ لأربعون غير رجل، أو أربعون ورجل، فذكر القصة نحو ما تقدم، إلى أن قال: وبدرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الكلام فقال: أيكم يقضي عني ديني ويكون خليفتي في أهلي؟ قال فسكتوا وسكت العباس خشية أن يحيط ذلك بماله، قال: وسكتُّ أنا لسن العباس.

ثم قالها مرة أخرى فسكت العباس، فلما رأيت ذلك، قلت: أنا يا رسول الله! قال: أنت... ومعنى قوله في هذا الحديث: من يقضي عني ديني ويكون خليفتي في أهلي، يعني إذا مت، وكأنه صلى الله عليه وسلم خشي إذا قام بإبلاغ الرسالة إلى مشركي العرب أن يقتلوه، فاستوثق من يقوم بعده بما يصلح أهله، ويقضي عنه، وقد أمنه الله من ذلك في قوله تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس. الآية.

والمقصود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استمر يدعو إلى الله تعالى ليلاً ونهاراً وسراً وجهاراً، لايصرفه عن ذلك صارف، ولا يرده عن ذلك راد، ولا يصده عنه ذلك صاد، يتبع الناس في أنديتهم ومجامعهم ومحافلهم وفي المواسم ومواقف الحج...". انتهى. وكرر كلامه بلفظه تقريباً في سيرته:460:1 .

وقد خلط ابن كثير في كلامه هذا كثيراً، وتعصب أكثر! فقد بتر حديث "وأنذر عشيرتك الأقربين" وحذف منه اختيار النبي صلى الله عليه وآله خليفته من عشيرته الأقربين بأمر ربه تعالى، وأورد بدله حديثاً محرفاً، وفسره المحرف بأن النبي صلى الله عليه وآله كان يخاف أن يقتله القرشيون، فطلب من بني هاشم شخصاً يكون خليفته في أهله ويقضي دينه، فقبل ذلك علي عليه السلام، ثم انتفت الحاجة إلى ذلك بنزول الآية!!

لقد تجاهل ابن كثير أن النبي صلى الله عليه وآله كان مأموراً في تلك المرحلة بدعوة عشيرته الأقربين فقط، ولم يكن مأموراً بعد بدعوة قريش وبقية الناس! وأنه لامحل لما حبكته الرواية من خوفه من القتل والأذى!

ثم إن ابن كثير تفرد بربط آية العصمة بآية الأقربين، ولم أجد أحداً سبقه إليه ولا تبعه عليه، ولا ذكر هو من أين أخذه؟! وكأن المهم عنده أن يحرف كلام النبي صلى الله عليه وآله في حديث الدار ويميع نصه على أن علياً أخوه ووزيره وخليفته من بعده! وفي نفس الوقت يبعد آية التبليغ عن سورة المائدة ويوم الغدير!! وهذا قليل من كثير من عمل ابن كثير، وإليك الحديث الذي بتره: قال الأميني في الغدير:207:1 :

"وها نحن نذكر لفظ الطبري بنصه حتى يتبين الرشد من الغي: قال في تاريخه:217:2 من الطبعة الأولى: إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعاً، وقلت- وإني لأحدثهم سناً وأرمصهم عيناً وأعظمهم بطناً وأحمشهم ساقاً-: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه. فأخذ برقبتي ثم قال: إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا. قال: فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع".

وقال الأميني:279:2 :

"وبهذا اللفظ أخرجه أبوجعفر الإسكافي المتكلم المعتزلي البغدادي المتوفى240 في كتابه نقض العثمانية، وقال: إنه روي في الخبر الصحيح.

ورواه الفقيه برهان الدين في أنباء نجباء الأبناء48-46: وابن الأثير في الكامل.24:2 وأبوالفدا عماد الدين الدمشقي في تاريخه.116:1 وشهاب الدين الخفاجي في شرح الشفا للقاضي عياض 37:3 "وبتر آخره" وقال: ذكر في دلايل البيهقي وغيره بسند صحيح. والخازن علاء الدين البغدادي في تفسيره.390: والحافظ السيوطي في جمع الجوامع كما في ترتيبه392:6 نقلاً عن الطبري، وفي:397 عن الحفاظ الستة: ابن إسحاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، وأبي نعيم، والبيهقي. وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة."254:3 انتهى.

ثم شكا صاحب الغدير من تحريف الذين حرفوا الحديث لإرضاء قريش، ومنهم الطبري، الذي رواه في تفسيره بنفس سنده المتقدم في تاريخه، لكنه حذف كلام النبي صلى الله عليه وآله في حق علي عليه السلام، فقال: ثم قال: إن هذا أخي وكذا وكذا. وتبعه على ذلك ابن كثير في البداية والنهاية:40:3 وفي تفسيره:.351:3 انتهى.

القول الثاني:

أنها نزلت في مكة قبل الهجرة بدون تحديد، فاستغنى بها النبي عن حراسة عمه أبي طالب، أو عمه العباس!

وهذا القول هو المشهور في مصادر السنيين، ورواياته نوعان: نوعٌ نص على تاريخ نزولها تصريحاً أو تلويحاً، وأنه في مكة.

ونوعٌ لم يصرح بذلك ولم يربط نزولها بحراسة أبي طالب أو العباس، ولكنه ربطه بإلغاء النبي صلى الله عليه وآله لحراسته، وينبغي حمله على القول الأول، لأن أصله رواية الترمذي عن عائشة، وقد فهم منها البيهقي وغيره أنها تقصد مكة، كما ستعرف.

فالنوع الأول: كالذي رواه السيوطي في الدر المنثور:299-2:298 قال: "أخرج ابن مردويه والضياء في المختارة، عن ابن عباس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي آية أنزلت من السماء أشد عليك؟

فقال: كنت بمنى أيام الموسم، واجتمع مشركو العرب وأفناء الناس في الموسم فنزل علي جبريل فقال: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس. قال: فقمت عند العقبة فناديت: يا أيها الناس من ينصرني على أن أبلغ رسالة ربي ولكم الجنة؟ أيها الناس قولوا لاإله إلا الله، وأنا رسول الله إليكم، تنجوا، ولكم الجنة.

قال فما بقي رجل ولا امرأة ولا صبي إلا يرمون علي بالتراب والحجارة، ويبصقون في وجهي، ويقولون كذاب صابي ء، فعرض علي عارض فقال: يا محمد إن كنت رسول الله فقد آن لك أن تدعو عليهم كما دعا نوح على قومه بالهلاك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم اهد قومي فإنهم لايعلمون، وانصرني عليهم أن يجيبوني إلى طاعتك، فجاء العباس عمه فأنقذه منهم وطردهم عنه. قال الأعمش: فبذلك تفتخر بنو العباس...

وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبدالله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج بعث معه أبوطالب من يكلؤه، حتى نزلت والله يعصمك من الناس، فذهب ليبعث معه، فقال: يا عم إن الله قد عصمني لاحاجة لي إلى من تبعث!!

وأخرج الطبراني وأبوالشيخ وأبونعيم في الدلائل وابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس، وكان يرسل معه عمه أبوطالب كل يوم رجالاً من بني هاشم يحرسونه، فقال: يا عم إن الله عصمني لاحاجة إلى من تبعث!". انتهى. والرواية في معجم الطبراني الكبير:205:11 .

وفي مجمع الزوائد:17:7 :

"قوله تعالى: والله يعصمك من الناس، عن أبي سعيد الخدري قال: كان عباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن يحرسه، فلما نزلت: والله يعصمك من الناس، ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرس". رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عطية العوفي وهو ضعيف.

"وعن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس، وكان يرسل معه عمه أبوطالب كل يوم رجالاً من بني هاشم، حتى نزلت هذه الآية: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس، فأراد عمه أن يرسل معه من يحرسه، فقال: يا عم إن الله قد عصمني من الجن والأنس". رواه الطبراني وفيه النضر بن عبدالرحمن وهو ضعيف.

والنوع الثاني: أصله ما رواه الترمذي في سننه:317:4 "عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحرس، حتى نزلت هذه الآية: والله يعصمك من الناس، فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من القبة، فقال لهم: يا أيها الناس انصرفوا، فقد عصمني الله. هذا حديث غريب. وروى بعضهم هذا الحديث عن الجريري، عن عبدالله بن شقيق قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس، ولم يذكروا فيه عن عائشة". انتهى.

ورواه الحاكم في المستدرك:313:2 عن عائشة أيضاً وقال عنه: "هذا حديث صحيح الأسناد، ولم يخرجاه". انتهى.

والظاهر أن حديث عائشة يقصد أن الآية نزلت في مكة أيضاً ومعنى

"فأخرج رأسه من القبة" أي من الخيمة التي كان فيها، وقال لحراسه انصرفوا.

ويؤيد ذلك أن البيهقي رواه في سننه:9:8 وعقب عليه بقول الشافعي المتقدم فقال: "قال الشافعي: يعصمك من قتلهم أن يقتلوك حتى تبلغهم ما أنزل إليك، فبلغ ما أمر به فاستهزأ به قوم، فنزل: فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين، إنا كفيناك المستهزئين". انتهى.

ويؤيده أيضاًً أن المراغي نقل في تفسيره: مجلد2 جزء160:4 رواية السيوطي الأولى عن ابن مردويه عن ابن عباس، ورواية الطبراني أيضاً ثم قال: "روى الترمذي وأبوالشيخ... أن النبي صلى الله عليه وآله كان يحرس في مكة قبل نزول هذه الآية...". وكذلك ذكر غيره، مع أنه لايوجد في رواية عائشة في الترمذي ما يدل على أنها تقصد مكة، فلعل كلمة "في مكة" سقطت من نسخة الترمذي الفعلية!

وقال السيوطي في الدر المنثور:291:2 عن حديث عائشة: "وأخرج عبدبن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبوالشيخ والحاكم وأبونعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل، وابن مردويه، عن عائشة.. إلخ".

وروى السيوطي عدة روايات بنفس مضمونه عن غير عائشة، وبعضها قد يفهم منه أن نزول الآية في المدينة، فجعلناه في القول الثالث.

قال في الدر المنثور:299-2:298 "وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال: كان العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم فيمن يحرسه فلما نزلت: والله يعصمك من الناس، ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرس. وأخرج أبونعيم في الدلائل عن أبي ذر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لاينام إلا ونحن حوله من مخافة الغوائل، حتى نزلت آية العصمة: والله يعصمك من الناس". انتهى.

وقد أخذ بهذا القول كثير من المفسرين والمؤلفين في السيرة، فقد ذكره الزمخشري في الكشاف:659:1 وكأنه قبله، وكذلك فعل الرازي في تفسيره: مجلد6 جزء!50:12 مع أنهما قالا كما رأيت بنزول الآية في مكة! وبذلك يكونا حملا حديث عائشة على أول البعثة، كما حملا قول الحسن البصري وأمثاله! وقد أخذ بهذا القول أيضاًً السهيلي في الروض الأنف:.290:2 والقسطلاني في إرشاد الساري:.86:5 وابن العربي في شرح الترمذي: مجلد6 جزء.174:1 والعيني في عمدة القاري مجلد7 جزء.95:14 وابن جزي في التسهيل:.244:1 والنويري في نهاية الأرب: مجلد8 جزء196:16 و19 جزء.342:18 والنيسابوري في الوسيط:.209:2 والدميري في حياة الحيوان:..79:1 وغيرهم، وغيرهم.

وممن أخذ بهذا القول صاحب السيرة الحلبية:327:3 وقد اغتنم فرصة الآية وارتباطها بحراسة النبي صلى الله عليه وآله لإثبات فضيلة لأبي بكر بن أبي قحافة فقال: "حراسه صلى الله عليه وآله قبل أن ينزل عليه قوله تعالى: والله يعصمك من الناس.. سعد بن معاذ حرسه ليلة يوم بدر، وفي ذلك اليوم لم يحرسه إلا أبوبكر شاهراً سيفه حين نام بالعريش". انتهى.

وبذلك ناقض هذا الحلبي نفسه وجاء بدليل على ضد مراده، لأن إلغاء الحراسة إذا كان قبل الهجرة، فلم تبق حاجة لحراسة أبي بكر وغيره في بدر! على أن أصل وجود عريش للمسلمين في بدر أمر مشكوك، لأن المسلمين نزلوا بالعدوة القصوى وهي منطقة مكشوفة!

مضافاً الى أن الحاكم روى رواية وصححها على شرط مسلم، تذكر أن ثلث المسلمين حرسوا النبي صلى الله عليه وآله في بدر، وهو أمر معقول. قال الحاكم:326:2 "عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال سألته عن الأنفال، قال: فينا يوم بدر نزلت، كان الناس على ثلاث منازل، ثلثٌ يقاتل العدو، وثلث يجمع المتاع ويأخذ الأسارى، وثلث عند الخيمة يحرس رسول الله صلى الله عليه وآله، فلما جمع المتاع اختلفوا فيه... فجعله إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقسمه على السواء". انتهى.

ويدل على بطلان هذا القول الذي ربط الآية بالحراسة:

أولاً: ما تقدم في القول الأول.

ثانياً: نفس روايات القول الثالث وغيره، التي تنص على أن إلغاء الحراسة المزعوم حصل في المدينة، وليس في مكة.

ثالثاً: أن عمدة رواياته رواية القبة عن عائشة، ورواية حراسة العباس.. أما الروايات الأخرى فكلها غير مسندة، وغرض بعضها تقليل دور أبي طالب في نصرة النبي صلى الله عليه وآله كما هو واضحٌ، وأن أباطالب لم بكن له دور في مكة.

كما يلاحظ في الرواية الأولى أنها تريد إثبات فضيلة للعباس بأنه كان حارس النبي صلى الله عليه وآله في مكة بدل أبي طالب، وأنه هو الذي عصم الله به رسوله من الناس! مع أن دور العباس قبل الهجرة كان دوراً عادياً مثل بقية بني هاشم الذين تضامنوا مع النبي صلى الله عليه وآله وتحملوا معه حصار الشعب، ولم يعرف عنهم أنهم أسلموا ولا برزوا في نصرته، ولم يهاجروا معه إلى المدينة مثل علي وحمزة. ومن المعروف أن العباس قد أسر في بدر، وأسلم عند فكاك الأسرى.

هذا مضافاً إلى تضعيف الهيثمي وغيره لهذه الرواية، كما يؤيده ضعف متنها وركته. وسيأتي قول الألباني بعدم صحة نسبتها إلى عائشة.

رابعاًً: ما سيأتي في إثبات استمرار حراسته صلى الله عليه وآله الى آخر عمره الشريف، ونفي كل ما يدل على إلغائها، ومن ذلك رواية القبة.

القول الثالث:

أنها نزلت في المدينة بدون تاريخ!

فقد روى السيوطي عدة روايات تربط نزول الآية بإلغاء النبي صلى الله عليه وآله للحراسة، وليس فيها أن ذلك كان في مكة أو في المدينة، ولكن يفهم من نص بعضها أو رواة بعضها، أن نزولها كان في المدينة.

قال في الدر المنثور:299-2:298 :

"وأخرج الطبراني وابن مردويه عن عصمة بن مالك الخطمي قال: كنا نحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل، حتى نزلت: والله يعصمك من الناس، فترك الحرس.

وأخرج ابن جرير وأبوالشيخ عن سعيد بن جبير قال: لما نزلت: يا أيها الرسول... إلى قوله: والله يعصمك من الناس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لاتحرسوني، إن ربي قد عصمني.

وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن عبدالله بن شقيق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتقبه ناس من أصحابه، فلما نزلت: والله يعصمك من الناس، فخرج فقال: يا أيها الناس إلحقوا بملاحقكم، فإن الله قد عصمني من الناس.

وأخرج عبدبن حميد وابن جرير وأبوالشيخ عن محمد بن كعب القرظي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زال يحارسه أصحابه، حتى أنزل الله: والله يعصمك من الناس، فترك الحرس حين أخبره أنه سيعصمه من الناس.

وأخرج عبدبن حميد وابن مردويه عن الربيع بن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرسه أصحابه، حتى نزلت هذه الآية: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك.. الآية". انتهى.

ورواه ابن شبة في تاريخ المدينة:301:1 عن عبدالله بن شقيق وعن محمد بن كعب القرظي. ورواه الطبري في تفسيره:199:6 عن عبدالله بن شقيق. وابن سعد في الطبقات: مجلد1 جزء.113:1 والبيهقي في دلائل النبوة:180:2 .

ويدل على بطلان هذا القول وغيره من الأقوال التي ربطت نزول الآية بالحراسة: أن من المجمع عليه في أحاديث سيرته صلى الله عليه وآله أنه كان يطلب من قبائل العرب أن تحميه وتمنعه مما يراد به من القتل، لكي يبلغ رسالة الله عزوجل، وقد بايعه الأنصار بيعة العقبة على أن يحموه ويحموا أهل بيته مما يحمون منه أنفسهم وأهليهم.. فلو أن آية العصمة نزلت في مكة، لما احتاج إلى شي ء من ذلك! وسنذكر في آخر البحث أحاديث طلب النبي صلى الله عليه وآله من الأنصار أن يحموه ويحرسوه.. وأنهم بايعوه على ذلك!

ثم.. إن مصادر الحديث والتفسير والتاريخ مليئة بالروايات التي ذكرت حراسة النبي صلى الله عليه وآله وأنها كانت في مكة والمدينة، خاصة في الحروب، وأنها استمرت إلى آخر حياته صلى الله عليه وآله!

وفي الفصول التي عقدها المحدثون، وكُتَّاب السيرة لحراسته صلى الله عليه وآله وقصصها، وأسماء حراسه وقصصهم.. ما يكفي لرد هذه المقولة!

والعجيب أنك ترى بعضهم يذكر كل ذلك عن الحراسة، ثم يقول إنه صلى الله عليه وآله ألغى الحراسة بعد نزول الآية في مكة قبل الهجرة، أو بعد الهجرة! فتراه كأنه حلف يميناً أن يبعد آية العصمة من الناس عن يوم الغدير! ولذا يجب رفض كل الروايات التي زعمت أنه ألغى الحراسة قبل هذا التاريخ، لأنها تزعم إلغاءها مطلقاً، في السلم والحرب والسفر والحضر!

وقد تقدمت في رواية الحاكم أن ثلث المسلمين كانوا يحرسونه صلى الله عليه وآله في بدر! وروى أحمد:222:2 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك قام من الليل يصلي فاجتمع وراءه رجال من أصحابه يحرسونه...!!!

ورواه في كنز العمال:430:12 عن مسند عبدالله بن عمرو بن العاص.

وقال عنه في مجمع الزوائد:367:10 رواه أحمد ورجاله ثقات. انتهى.

وقد كانت غزوة تبوك في آخر سنة من حياته صلى الله عليه وآله.

وقال صاحب عيون الأثر في:402:2 "وحرسه يوم بدر حين نام في العريش: سعد بن معاذ، ويوم أحد: محمد بن مسلمة، ويوم الخندق: الزبير بن العوام. وحرسه ليلة بني بصفية: أبوأيوب الأنصاري بخيبر، أو ببعض طريقها، فذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم احفظ أباأيوب كما بات يحفظني. وحرسه بوادي القرى: بلال، وسعد بن أبي وقاص، وذكوان بن عبدقيس. وكان على حرسه عباد بن بشر، فلما نزلت: والله يعصمك من الناس، ترك الحرس!!". انتهى. وقد حاول أن يجيب على حراستهم للنبي صلى الله عليه وآله في تبوك، ففسر نص الحراسة بأنه يعني انتظارهم انتهاء صلاته! قال في:119:1 "وفي حديث عمرو بن شعيب: فاجتمع رجال من أصحابه يحرسونه حتى إذا صلى... والمراد والله أعلم: ينتظرون فراغه من الصلاة! وأما حرس رسول الله صلى الله عليه وسلم من المشركين، فقد كان انقطع منذ نزلت: والله يعصمك من الناس، وذلك قبل تبوك. والله أعلم". انتهى.

ولكنه تفسير مخالف لنص الرواية في الحراسة!

وعلى كل حال، فإن هذا القول بنزول الآية في المدينة يرد القول الأول الذي جعل تاريخ نزول الآية في مكة!

والنتيجة: أن دعوى إلغائه صلى الله عليه وآله للحراسة لادليل عليها من سيرته صلى الله عليه وآله، بل الدليل على خلافها، وأن بني هاشم كانوا يحرسونه في مكة حتى هجرته، ثم كانوا هم وبقية أصحابه يحرسونه في المدينة، إلى آخر عمره الشريف.

وفي اعتقادي أن نفس محاولة تفسير الآية بإلغاء الحراسة دليلٌ على صحة تفسير أهل البيت عليهم السلام بأن الآية تقصد العصمة من الإرتداد، فترى مخالفيهم يصرون على تفسيرها بالعصمة الحسية ويربطونها بالحراسة، ويقعون في التناقض مع الواقع المعروف في قصص سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وينكرون أسطوانة الحرس التي ما زالت تواجههم في المسجد النبوي!

ومن التناقضات التي وجدناها عند أصحاب هذا القول أن الألباني تبناه في أول كلامه، ثم رد تصحيح الحاكم لحديث القبة الذي هو أساسه واعتبره صحيحاً مرسلاً، ثم ذكر له شاهداً وهو حديث اغتيال شخصٍ للنبي، الذي سيأتي في القول الخامس، وحسنه!! فاعجب لهذا التهافت!!

أنها نزلت في المدينة في السنة الثانية للهجرة بعد حرب أحد!

قال السيوطي في الدر المنثور:291:2 "وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن عطية بن سعد قال: جاء عبادة بن الصامت من بني الحارث بن الخزرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن لي موالي من يهود كثير عددهم، وإني أبرأ إلى الله ورسوله من ولاية يهود، وأتولى الله ورسوله.

فقال عبدالله بن أبي: إني رجل أخاف الدوائر، لاأبرأ من ولاية موالي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن أبي: أباحباب أرأيت الذي نفست به من ولاء يهود على عبادة، فهو لك دونه! قال: إذن أقبل، فأنزل الله: يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض، إلى أن بلغ إلى قوله: والله يعصمك من الناس...". انتهى.

ويكفي في الدلالة على بطلان هذا القول ما تقدم في الحراسة، ويضاف إليه أنه من كلام عطية بن سعد ولم يسنده إلى النبي صلى الله عليه وآله، والآيات المذكور ة فيها هي الآيات من1 إلى67 من سورة المائدة، ولم يقل أحدٌ إن هذا الآيات نزلت في قصة ولاء ابن سلول لليهود، الذي توفي قبل نزول سورة المائدة!

القول الخامس:

أنها نزلت على أثر محاولة شخص اغتيال النبي صلي الله عليه و آله

وقد تناقضت رواياتهم في ذلك، فذكر بعضها أن الحادثة كانت في غزوة بني أنمار المعروفة بذات الرقاع، وأن شخصاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله بقصد اغتياله وطلب منه أن يعطيه سيفه ليراه، فأعطاه النبي صلى الله عليه وآله إياه بكل سهولة..! أو كان علقه وغفل عنه، أو دلى رجليه في البئر... إلخ!

قال السيوطي في الدر المنثور2 :299-298 :

"وأخرج ابن أبي حاتم عن جابر بن عبدالله قال: لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بني أنمار نزل ذات الرقاع بأعلى نخل، فبينا هو جالس على رأس بئر قد دلى رجليه! فقال غورث بن الحرث: لأقتلن محمداً، فقال له أصحابه: كيف تقتله؟ قال أقول له أعطني سيفك، فإذا أعطانيه قتلته به! فأتاه فقال: يا محمد أعطني سيفك أشِمْهُ، فأعطاه إياه فرعدت يده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حال الله بينك وبين ما تريد، فأنزل الله: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك، الآية.

وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل منزلاً اختار له أصحابه شجرة ظليلة فيقيل تحتها، فأتاه أعرابي فاخترط سيفه ثم قال: من يمنعك مني؟ قال: الله، فرعدت يد الأعرابي وسقط السيف منه، قال: وضرب برأسه الشجرة حتى انتثرت دماغه فأنزل الله: والله يعصمك من الناس!

وأخرج ابن حبان وابن مردويه عن أبي هريرة قال: كنا إذا صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر تركنا له أعظم دوحة وأظلها فينزل تحتها، فنزل ذات يوم تحت شجرة، وعلق سيفه فيها فجاء رجل فأخذه فقال: يا محمد من يمنعك مني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله يمنعني منك، ضع عنك السيف فوضعه، فنزلت: والله يعصمك من الناس". انتهى.

وقال بعضهم: إن شخصاً أراد اغتيال النبي صلى الله عليه وآله فقبضوا عليه: ففي الدر المنثور:299:2 "أتى النبي صلى الله عليه وسلم برجل فقيل هذا أراد أن يقتلك! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لم تُرَعْ، ولو أردت ذلك لم يسلطك الله علي..". انتهى.

ومما يدل على بطلان هذا القول وأنها لم تنزل في قصة غورث ولا شبهها:

أولاً، أن غزوة ذات الرقاع أو بني أنمار كانت في السنة الرابعة من الهجرة "سيرة ابن هشام:225:3 "

وهو تاريخٌ قبل نزول سورة المائدة بسنوات، كما أن بعض رواياتها بلا تاريخ، وبعضها غير معقول!

ثانياً، أن المصادر الأساسية التي روت قصة غورث وغزوة ذات الرقاع، لم تذكر نزول آية العصمة فيها، بل ذكر أكثرها تشريع صلاة الخوف والحراسة المشددة على النبي صلى الله عليه وآله حتى في الصلاة، وهو كافٍ لرد رواية نزول الآية فيها!

أما ابن هشام فقد ذكر أن الآية التي نزلت في قصة غورث هي قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم... "سيرة ابن هشام:227:3 تحقيق السقا" ولكن ذلك لايصح أيضاً، لأن تلك الآية من سورة المائدة أيضاً!

وأما البخاري وغيره فقد رووا فيها تشريع صلاة الخوف وتشديد الحراسة معاً! قال في صحيحه:53:3 "عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أخبره أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل نجد، فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم قفل معه، فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرق الناس في العضاه يستظلون بالشجر، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت سمرة فعلق بها سيفه، قال جابر فنمنا نومة فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا، فجئناه فإذا عنده أعرابي جالس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا اخترط سيفي وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده صلتا! فقال لي من يمنعك مني؟ قلت له: الله، فها هو ذا جالس، ثم لم يعاقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

عن أبي سلمة عن جابر قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بذات الرقاع فإذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها للنبي صلى الله عليه وسلم، فجاء رجل من المشركين وسيف النبي صلى الله عليه وسلم معلق بالشجرة، فاخترطه فقال له: تخافني؟ فقال لا. قال فمن يمنعك مني؟ قال الله. فتهدده أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأقيمت الصلاة، فصلى بطائفة ركعتين ثم تأخروا وصلى بالطائفة الأخرى ركعتين.

وقال مسدد عن أبي عوانة عن أبي بشر: اسم الرجل غورث بن الحرث". انتهى.

وروى الحاكم نحوه:29:3 وذكر فيه أيضا أن النبي صلى الله عليه وآله صلى بعد الحادثة صلاة الخوف بالحراسة المشددة! وقال عن الحديث: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

وكذلك روى أحمد قصة غورث في:364:3 و390 وذكر فيها صلاة الخوف ولم يذكر نزول الآية! وراجع أيضاً:59:4 ورواها الهيثمي في مجمع الزوائد:9:8 وفيها تفصيلات كثيرة وليس فيها ذكر نزول الآية!!

وروى الكليني صيغة معقولة لقصة غورث، قال في الكافي:127:8 :

"أبان عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: نزل رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة ذات الرقاع تحت شجرة على شفير واد، فأقبل سيل فحال بينه وبين أصحابه، فرآه رجل من المشركين، والمسلمون قيام على شفير الوادي ينتظرون متى ينقطع السيل، فقال رجل من المشركين لقومه: أنا أقتل محمداً، فجاء وشد على رسول الله صلى الله عليه وآله بالسيف ثم قال: من ينجيك مني يا محمد؟ فقال: ربي وربك، فنسفه جبرئيل عن فرسه فسقط على ظهره، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وأخذ السيف، وجلس على صدره وقال: من ينجيك مني يا غورث؟ فقال: جودك وكرمك يا محمد! فتركه، فقام وهو يقول: والله لأنت خير مني وأكرم". انتهى.

وهكذا لاتجد أثراً في هذه المصادر لنزول الآية في ذات الرقاع، أو في قصة غورث، بل تلاحظ أن النبي صلى الله عليه وآله صلى بعد الحادثة بالحراسة المشددة! فهل صار إلغاء الحراسة عند أصحاب هذا القول، أن النبي صلى الله عليه وآله لم يطمئن قلبه بالعصمة المزعومة فأمر بتشديد الحراسة؟!

ومن تخبطهم في قصة غورث وآية التبليغ، ما تراه من الرد والبدل بين ابن حجر والقرطبي، فقد قال القرطبي إن كون النبي وحده في القصة يدل على عدم حراسته حينذاك، وأن الآية نزلت قبلها!! فأجابه ابن حجر: لا، فالآية نزلت يومذاك فألغى الحرس، أما قبلها فكان أحياناً يضعف إيمانه فيتخذ الحرس، وأحياناً يقوى فيلغيه، وفي قصة غورث كان بلا حراسة لقوة إيمانه يومذاك!!

قال في فتح الباري:2752:8 "قوله باب تفرق الناس عن الإمام عند القائلة والإستظلال بالشجر. ذكر فيه حديث جابر الماضي قبل بابين من وجهين، وهو ظاهر فيما ترجم له، وقد تقدمت الإشارة إلى مكان شرحه.

قال القرطبي: هذا يدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان في هذا الوقت لايحرسه أحدٌ من الناس، بخلاف ما كان عليه في أول الأمر، فإنه كان يحرس حتى نزل قوله تعالى: والله يعصمك من الناس.

قلت: قد تقدم ذلك قبل أبواب، لكن قد قيل إن هذه القصة سبب نزول قوله تعالى: والله يعصمك من الناس، وذلك فيما أخرجه ابن أبي شيبة من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: كنا إذا نزلنا طلبنا للنبي صلى الله عليه وسلم أعظم شجرة وأظلها.. فنزل تحت شجرة، فجاء رجل فأخذ سيفه فقال: يا محمد من يمنعك مني؟ قال: الله، فأنزل الله: والله يعصمك من الناس، وهذا إسناد حسن.

فيحتمل إن كان محفوظاً أن يقال: كان مخيراً في اتخاذ الحرس، فتركه مرةً لقوة يقينه، فلما وقعت هذه القصة ونزلت هذه الآية، ترك ذلك!!. انتهى.

فأعجب لابن الحجر الذي لم يلتفت إلى أن الآية من سورة المائدة التي نزلت سنة عشر! وأن غزوة ذات الرقاع سنة أربع! وأن مجئ راويها أبي هريرة إلى المدينة كان سنة سبع! وغفل عن تشديد الحراسة وصلاة الخوف في ذات الرقاع! وهو مع ذلك يشرح رواية البخاري في صلاة الخوف!! وما ذلك إلا لأن ذهنه مملوءٌ بما زرَّقوه فيه من ربط آية العصمة بالحراسة، لإبعادها عن بيعة الغدير!!

وأخيراً.. فقد تقدمت روايات حراسة النبي صلى الله عليه وآله في تبوك، وهي بعد غزوة ذات الرقاع بنحو ست سنوات، ونضيف إليها هنا حراسته في فتح مكة الذي كان بعد هذه الحادثة بنحو أربع سنوات د! فقد روى البخاري أن المسلمين كانوا يحرسون النبي صلى الله عليه وآله حينئذ!

قال في صحيحه:91:5 عن هشام عن أبيه قال: لما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فبلغ ذلك قريشاً، خرج أبوسفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء يلتمسون الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبلوا يسيرون حتى أتوا مر الظهران، فإذا هم بنيران كأنها نيران عرفة، فقال أبوسفيان ما هذه، لكأنها نيران عرفة؟! فقال بديل بن ورقاء: نيران بني عمرو! فقال أبوسفيان: عمرو أقل من ذلك! فرآهم ناس من حرس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأدركوهم فأخذوهم، فأتوا بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم... انتهى.

ونضيف إلى ذلك أسطوانة الحراسة التي ما زالت في المسجد النبوي الشريف، والتي عرفت بهذا الاسم في عام الوفود، وهو السنة التاسعة كما في سيرة ابن هشام:214:4 تحقيق السقا! فإذا استطاع أصحاب هذا القول أن ينكروا حراسة النبي صلى الله عليه وآله، يبقى عليهم أن ينكروا وجود الأسطوانة في المسجد النبوي!! وقد يفعلون.

القول السادس:

لم يعين أصحابه تاريخ نزول الآية

ولا ربطوها بالحراسة، ولكنهم قالوا إنها عامة تؤكد على النبي صلى الله عليه وآله وجوب تبليغ الرسالة، وإلا فإنه لم يبلغها! ففي الدر المنثور:299:2 "وأخرج عبدبن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبوالشيخ عن قتادة في الآية قال: أخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أنه سيكفيه الناس ويعصمه منهم، وأمره بالبلاغ، وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قيل له: لو احتجبت فقال: والله لايدع الله عقبى للناس ما صاحبتهم". انتهى.

وهذا القول يشبه القول الأول، ويرد عليه ما تقدم، وأن رواياته غير مسندة، وأنه لاينطبق على معنى الآية، ولا يكفي لتصحيح القضية الشرطية فيها، كما ستعرف.

القول الموافق لرأي لأهل البيت


قال في الدر المنثور:298:2 وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك، على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم في علي بن أبي طالب.

وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال: كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيها لرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك- أن علياً مولى المؤمنين- وإن لم تفعل فما بلغت رسالته، والله يعصمك من الناس! انتهى.

وفي كتاب المعيار والموازنة:213 :

وعن جابر بن عبدالله وعبدالله بن العباس الصحابيين قالا: أمر الله محمداً أن ينصب علياًً للناس ويخبرهم بولايته، فتخوف رسول الله أن يقولوا حابى ابن عمه وأن يطعنوا في ذلك عليه، فأوحى الله إليه: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك. فقام رسول الله بولايته يوم غدير خم. انتهى. وقال في هامشه: وروى السيوطي في الدر المنثور عن الحافظ ابن مردويه وابن عساكر بسنديهما عن أبي سعيد الخدري قال: لما نصب رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً يوم غدير خم فنادى له بالولاية هبط جبرئيل عليه بهذه الآية: اليوم أكملت لكم دينكم...

أقول: ورواه أيضاً بأسانيد الحافظ الحسكاني في الحديث211 وتواليه من شواهد التنزيل.157:1 ورواه أيضاً ابن عساكر في الحديث "586-585" من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق:85:2 ط1 .

وقد روى الخطيب والحافظ الحسكاني وابن عساكر وابن كثير والخوارزمي وابن المغازلي بأسانيد عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثماني عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً، وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد علي بن أبي طالب، فقال: ألست ولي المؤمنين؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم، فأنزل الله عزوجل: اليوم أكملت لكم دينكم... ومن أراد المزيد فعليه بما ألفه علماء المسلمين في هذا الحديث قرناً بعد قرن مثل رسالة الحافظ ابن عقدة، وحديث الغدير للطبري المفسر والمؤرخ الشهير، وحديث الغدير للحافظ الدارقطني، والذهبي، وعبيدالله الحسكاني، ومسعود السجستاني وغيرهم. وعليك بكتاب الغدير، وحديث الغدير من كتاب عبقات الأنوار، فإن فيهما ما تشتهي الأنفس. انتهى.

وفي تفسير الميزان:54:6 وعن تفسير الثعلبي قال قال جعفر بن محمد: معنى قوله: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك، في فضل علي، فلما نزلت هذه أخذ النبي صلى الله عليه وآله بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه.

وعنه بإسناده عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في هذه الآية قال: نزلت في علي بن أبي طالب، أمر الله النبي صلى الله عليه وآله أن يبلغ فيه فأخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.

وفي الغدير:214:1 :

نزلت هذه الآية الشريفة يوم الثامن عشر من ذي الحجة 10" ه " سنة حجة الوداع لما بلغ النبي الأعظم صلى الله عليه وآله غدير خم، فأتاه جبرئيل بها على خمس ساعات مضت من النهار فقال: يا محمد إن الله يقرؤك السلام ويقول لك: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك- في علي- وإن لم تفعل فما بلغت رسالته، الآية. وكان أوائل القوم وهم مائة ألف أو يزيدون قريباً من الجحفة فأمر أن يرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان، وأن يقيم علياً عليه السلام علماً للناس، ويبلغهم ما أنزل الله فيه، وأخبره بأن الله عزوجل قد عصمه من الناس.

وما ذكرناه من المتسالم عليه عند أصحابنا الإمامية، غير أنا نحتج في المقام بأحاديث أهل السنة في ذلك. انتهى.

وقد ذكر الأميني رحمه الله ثلاثين مؤلفاً لعلماء سنيين أوردوا فيها أحاديث نزول الآية في ولاية علي عليه السلام نذكر عدداً منهم باختصار1: ج الحافظ أبوجعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى310 أخرج بإسناده في كتاب "الولاية" في طرق حديث الغدير، عن زيد بن أرقم قال: لما نزل النبي صلى الله عليه وسلم بغدير خم في رجوعه من حجة الوداع، وكان في وقت الضحى وحر شديد، أمر بالدوحات فقمَّت، ونادى الصلاة جامعة، فاجتمعنا فخطب خطبة بالغة ثم قال: إن الله تعالى أنزل إلي: بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس...

2- الحافظ ابن أبي حاتم أبومحمد الحنظلي الرازي المتوفى327 .

3- الحافظ أبوعبدالله المحاملي المتوفى330 أخرج في أماليه بإسناده عن ابن عباس...

4- الحافظ أبوبكر الفارسي الشيرازي المتوفى407 روى في كتابه ما نزل من القرآن في أميرالمؤمنين، بالأسناد عن ابن عباس...

5- الحافظ ابن مردويه المولود323 والمتوفى416 أخرج بإسناده عن أبي سعيد الخدري أنها نزلت يوم غدير خم في علي بن أبي طالب، وبإسناد آخر عن ابن مسعود أنه قال: كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك أن علياً مولى المؤمنين...

6- أبوإسحاق الثعلبي النيسابوري المتوفى427 روى في تفسيره الكشف والبيان..

7- الحافظ أبونعيم الأصبهاني المتوفى430 روى في تأليفه: ما نزل من القرآن في علي...

8- أبوالحسن الواحدي النيسابوري المتوفى468 روى في أسباب النزول...

9- الحافظ أبوسعيد السجستاني المتوفى477 في كتاب الولاية بإسناده من عدة طرق عن ابن عباس...

10- الحافظ الحاكم الحسكاني أبوالقاسم روى في شواهد التنزيل لقواعد التفصيل والتأويل، بإسناده عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، وجابر...

11- الحافظ أبوالقاسم ابن عساكر الشافعي المتوفى571 أخرج بإسناده عن أبي سعيد الخدري...

12- أبوالفتح النطنزي أخرج في الخصائص العلوية، بإسناده عن الإمامين محمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق...

13- أبوعبدالله فخر الدين الرازي الشافعي المتوفى606 قال في تفسيره الكبير:636:3 العاشر: نزلت الآية في فضل علي، ولما نزلت هذه الآية أخذ بيده وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه...

14- أبوسالم النصيبي الشافعي المتوفى652 في مطالب السؤول...

15- الحافظ عز الدين الرسعني الموصلي الحنبلي المولود..589 .

16- شيخ الإسلام أبوإسحاق الحمويني المتوفى722 أخرج في فرايد السمطين عن مشايخه الثلاثة: السيد برهان الدين إبراهيم بن عمر الحسيني المدني، والشيخ الإمام مجد الدين عبدالله بن محمود الموصلي، وبدر الدين محمد بن محمد بن أسعد البخاري، بإسنادهم عن أبي هريرة: أن الآية نزلت في علي.

17- السيد علي الهمداني المتوفى786 قال في مودة القربى: عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: أقبلت مع رسول الله صليالله عليه وسلم في حجة الوداع، فلما كان بغدير خم نودي الصلاة جامعة، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة وأخذ بيد علي، وقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله.

فقال: ألا من أنا مولاه فعلي مولاه. اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. فلقيه عمر رضي الله عنه فقال: هنيئاً لك يا علي بن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. وفيه نزلت: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك. الآية.

18- بدر الدين بن العيني الحنفي المولود762 والمتوفى855 ذكره في عمدة القاري في شرح صحيح البخاري584:8 في قوله تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل... عن الحافظ الواحدي...

/ 47