تفسیر آیات الغدیر الثلاث نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسیر آیات الغدیر الثلاث - نسخه متنی

علی الکورانی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

يهوديه قريش.. أوجبت عصمه إضافيه لنبينا


تدل الآية الكريمة والنصوص العديدة على أن تبليغ النبي صلى الله عليه وآله لرسالة ربه في عترته عليهم السلام، كان من شأنه أن يزلزل الأمة الجديدة العهد بالاسلام، ويهدد أصل نبوته صلى الله عليه وآله! فما هو السبب، والظروف التي كانت قائمة؟!

إن مصدر الخطر على ترتيب النبي صلى الله عليه وآله لأمر الخلافة من بعده كان محصوراً في قريش وحدها.. وحدها.. فلا قبائل العرب غير قريش، ولا اليهود، ولا النصارى.. يستطيعون التدخل في هذا الموضوع الداخلي وإعطاء الرأي فيه، فضلاً عن عرقلة تبليغه أو تنفيذه!

والظاهر أن النبي صلى الله عليه وآله كان شبه آيس من إمكانية تنفيذ هذا الموضوع، وأنه كان يخشى ظهور الردة من مجرد تبليغه بشكل صريح ورسمي! والسبب في ذلك طبيعة قريش، وتعقيدها النفسي، وتركيبتها الذهنية المراوغة كقبائل اليهود الذين عانى منهم موسى والأنبياء عليهم السلام!

قريش منجم الفراعنه


إذا تغاضينا عن أحاديث طعن النبي صلى الله عليه وآله في أنساب زعماء قريش الذين واجهوا آيات ربهم.. وطعن عمه أبي طالب نسابة قريش رضي الله عنه في أنسابهم.. وطعن علي عليه السلام في أنسابهم.. وقلنا بصحة أنسابهم إلى إسماعيل عليه السلام.. فإنهم يكونون ذرية إسماعيل الفاسدة، لأنهم جمعوا بين صفات اليهود المعقدة من بني عمهم إسحاق، وبين غطرسة رؤساء القبائل الصحراوية الخشنة!

وقريش.. باستثناء بني هاشم والقليل القليل من غيرهم، منجم للتكبر والشيطنة! فقد حكم الله سبحانه على زعمائها بأنهم فراعنة تماماً، بالجمع لابالمفرد، فقال تعالى: "إنا أرسلنا إليكم رسولاً شاهداً عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً. فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذاً وبيلاً". المزمل15-16 .

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله عن عدد منهم لما وقف على قتلى بدر:

"جزاكم الله من عصابة شراً! لقد كذبتموني صادقاً وخونتموني أميناً. ثم التفت إلى أبي جهل بن هشام فقال: إن هذا أعتى على الله من فرعون! إن فرعون لما أيقن بالهلاك وحد الله، وهذا لما أيقن بالهلاك دعا باللات والعزى"! "حلية الأبرار:127:1 أمالي الطوسي:316:1 وعنه البحار:272:19 ورواه في مجمع الزوائد:91:6".

وروى ابن هشام في:207:1 قول أبي جهل:

"تنازعنا نحن وبنو عبدمناف الشرف: أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تحاذينا على الركب، وكنا كفرسي رهان قالوا: منا نبي يأتيه الوحي من السماء، فمتى ندرك مثل هذه! والله لانؤمن به أبداً، ولا نصدقه!". انتهى. ورواه في عيون الأثر: 146:1 وابن كثير في سيرته:506:1 .

وفي تفسير القمي:276:1 :

"قال رسول الله صلى الله عليه وآله لقريش: إن الله بعثني أن أقتل جميع ملوك الدنيا وأجرَّ الملك إليكم، فأجيبوني إلى ما أدعوكم إليه تملكوا بها العرب، وتدين لكم بها العجم، وتكونوا ملوكاً في الجنة. فقال أبوجهل: اللهم إن كان هذا الذي يقوله محمد هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم، حسداً لرسول الله صلى الله عليه وآله، ثم قال: كنا وبنو هاشم كفرسي رهان، نحمل إذا حملوا، ونطعن إذا طعنوا، ونوقد إذا أوقدوا، فلما استوى بنا وبهم الركب، قال قائل منهم: منا نبي! لانرضى بذلك أن يكون في بني هاشم، ولا يكون في بني مخزوم!!". وقال الأبشيهي في المستطرف:58:1 :

"قال معاوية لرجل من اليمن: ما كان أجهل قومك حين ملكوا عليهم امرأة! فقال: أجهل من قومي قومك الذين قالوا حين دعاهم رسول الله صلى الله عليه وآله: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء، أو ائتنا بعذاب أليم، ولم يقولوا: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك، فاهدنا إليه".

وقال البياضي في الصراط المستقيم:49:3 :

"قال معاوية: فضل الله قريشاً بثلاث: وأنذر عشيرتك الأقربين، ونحن الأقربون. وإنه لذكر لك ولقومك، ونحن قومه. لإيلاف قريش، ونحن قريش. فقال رجل أنصاري: على رسلك يا معاوية، قال الله: وكذب به قومك، وأنت من قومه. إذا قومك عنه يصدون، وأنت من قومه. إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً، وأنت من قومه!! فهذه ثلاث بثلاث، ولو زدتنا لزدناك!! فأفحمه". انتهى.

وفرعون وقومه.. عندما أخذهم الله بالسنين، طلبوا من موسى عليه السلام أن يدعو لهم ربه.. بينما رسول الله صلى الله عليه وآله دعا ربه على قريش الظالمة العاتية، فأخذهم الله بالسنين، وأصيبوا بالفقر والقحط، حتى أكلوا العلهز.. وما استكانوا لربهم وما يتضرعون!!

قال الحاكم في المستدرك:394:2 :

"عن ابن عباس قال: جاء أبوسفيان إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد أنشدك الله والرحم، قد أكلنا العلهز! يعني الوبر والدم، فأنزل الله عزوجل: "ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون. هذا حديث صحيح الأسناد، ولم يخرجاه". انتهى.

وقال في معجم البلدان:458:3 "والعلهز: دم القراد والوبر، يلبك ويشوى ويؤكل في الجدب! وقال آخرون: العلهز دم يابس يدق مع أوبار الأبل في المجاعات. وأنشد بعضهم:

وإن قرى قحطان قرفٌ وعلهزٌ++

فأقبح بهذا ويح نفسك من فعلِ

دولكن أتباع الخلافة القرشية لايعجبهم هذا الحديث، ولا يفسرون به الآية! بل يزعمون أن القرشيين خضعوا لربهم وتضرعوا، ودعا لهم الرسول صلى الله عليه وآله!! فانظر إلى ما قاله عباد قريش مثل ابن كثير في البداية والنهاية: 101:6 قال: "لما دعا على قريش حين استعصت أن يسلط الله عليها سبعاً كسبع يوسف، فأصابتهم سنة حصدت كل شي ء، حتى أكلوا العظام والكلاب والعلهز. ثم أتى أبوسفيان يشفع عنده في أن يدعو الله لهم، فدعا لهم فرفع ذلك عنهم!!". انتهى.

ومشكلة ابن كثير أنه يحب رائحة آل أبي سفيان، وإلا فهو مؤلفٌ في السيرة والتاريخ، يعرف أن مجي ء أبي سفيان كان بعد أن أشفق النبي صلى الله عليه وآله على حالة قريش، وأرسل إليهم بأحمال من المواد الغذائية وبعض الأموال لعلهم يستكينوا لله تعالى ويؤمنوا به وبرسوله!! وبعد أن اعتدى بنو بكر حلفاء قريش على خزاعة حلفاء النبي وجده عبدالمطلب.. وقتلوا منهم، واعانتهم قريش على الخزاعيين، رغم الهدنة الموقعة بينهم وبين النبي!

فاغتنمت قريش لفتة القلب النبوي الرحيم، وأنكرت تحريض بني بكر ومساعدتهم، وبعثت أباسفيان الى النبي صلى الله عليه وآله تتبرأ له من نقضها للهدنة، وحملته مشروع تمديد للصلح، من نوع مشاريع السلام الإسرائيلية في عصرنا، فرفضه النبي صلى الله عليه وآله، فذهب أبوسفيان إلى علي وفاطمة عليهماالسلام يرجوهما التوسط إلى النبي صلى الله عليه وآله فلم يقبلا وعرض عليهم أن يكون هذا "الصلح" باسم الحسن والحسين عليهماالسلام ليكون فخراً لهما في العرب، فقالا: إنا لانجير أحداً على رسول الله صلى الله عليه وآله!! قال المفيد في الارشاد:132:1 :

"فصل: ولما دخل أبوسفيان المدينة لتجديد العهد بين رسول الله صلى الله عليه وآله وبين قريش، عندما كان من بني بكر في خزاعة وقتلهم من قتلوا منها، فقصد أبوسفيان ليتلافى الفارط من القوم، وقد خاف من نصرة رسول الله صلى الله عليه واله لهم، وأشفق مما حل بهم يوم الفتح. فأتى النبي صلى الله عليه واله وكتمه في ذلك، فلم يردد عليه جوابا. فقام من عنده، فلقيه أبوبكر فتشبث به وظن أنه يوصله إلى بغيته من النبي صلى الله عليه وآله فسأله كلامه له، فقال: ما أنا بفاعل لعلم أبي بكر بأن سؤاله في ذلك لايغني شيئاً. فظن أبوسفيان بعمر بن الخطاب ما ظنه بأبي بكر فكتمه في ذلك، فدفعه بغلظة وفضاضة كادت أن تفسد الرأي على النبي صلى الله عليه وآله. فعدل إلى بيت أميرالمؤمنين عليه السلام فاستأذن عليه، فأذن له وعنده فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فقال له: يا علي، إنك أمس القوم بي رحماً، وأقربهم مني قرابةً، وقد جئتك فلا أرجعن كما جئت خائباً، إشفع لي الى رسول الله فيما قصدته. فقال له: ويحك يا با سفيان، لقد عزم رسول الله صلى الله عليه وآله على أمر ما نستطيع أن نكمله فيه.

فالتفت أبوسفيان إلى فاطمة عليهاالسلام، فقال لها: يا بنت محمد هل لك أن تأمري ابنيك أن يجيرا بين الناس فيكونا سيدي العرب إلى آخر الدهر. فقالت: ما بلغ بنياي أن يجيرا بين الناس، وما يجير أحد على رسول الله صلى الله عليه وآله. فتحير أبوسفيان وسقط في يده، ثم أقبل على أميرالمؤمنين عليه السلام فقال: يا أباالحسن، أرى الأمور قد التبست علي فانصح لي. فقال له أميرالمؤمنين: ما أرى شيئاً يغني عنك ولكنك سيد بني كنانة فقم فأجر بين الناس، ثم الحق بأرضك. قال: فترى ذلك مغنياً عني شيئاً؟ قال: لاوالله لاأظن ولكني لاأجد لك غير ذلك. فقام أبوسفيان في المسجد فقال: أيها الناس، إني قد أجرت بين الناس. ثم ركب بعيره فانطلق! فلما قدم على قريش قالوا: ما ورائك؟ قال: جئث محمداً فكلمته، فوالله ما رد علي شيئاً، ثم جئت ابن أبي قحافة فلم أجد فيه خيراً، ثم لقيت ابن الخطاب فوجدته فظاً غليظاً لاخير فيه، ثم أتيت علياً فوجدته ألين القوم لي، وقد أشار في شئ فصنعته، والله ما أدري يغني عني شيئاً أم لا، فقالوا: بم أمرك؟ قال: أمرني ان أجير بين الناس ففعلت. فقالوا له: فهل أجار ذلك محمد؟ قال: لا. قالوا: ويلك والله ما زاد الرجل على أن لعب بك، فما يغني عنك؟ قال أبوسفيان: لاوالله ما وجدت غير ذلك!". انتهى.

وروى نحوه ابن كثير في البداية والنهاية:319:4

/ 47