تفسیر آیات الغدیر الثلاث نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسیر آیات الغدیر الثلاث - نسخه متنی

علی الکورانی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

لايصح الوعد الإلهي بقيادة مجهولة


إن الوعد النبوي بالإثني عشر إماماً من بعده.. وعدٌ إلهيٌّ من لدن حكيم خبير.. وهو وعد منه سبحانه بأئمة بعد رسوله، كما هي سنته تعالى في الأمم السابقة، ورحمةٌ منه لهذه الأمة بحل أصعب مشكلة تواجهها الأمم بعد أنبيائها على الإطلاق!

فهل تقبل عقولنا أن الله تعالى قد أمر رسوله صلى الله عليه وآله بأن يدل أمته على قادة مجهولين؟!

نحن نرى أن الله تعالى وعد الأمم السابقة على لسان عيسى عليه السلام برسول يأتي من بعده بخمس مئة سنة، ومع ذلك سماه باسمه فقال: "ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد. سورة الصف-6" صلى الله عليه وآله.

فكيف يعقل أنه تعالى وعد الأمة الخاتمة على لسان نبيها بقادتها الربانيين "القيمين على الأمة" بعد نبيها ثم لايسمي أولهم على الأقل، ولا يسمي أسرتهم، بل يكتفي بالقول إنهم من بضع وعشرين قبيلة تنتمي الى قريش!! إن التصديق بذلك يعني نسبة عدم الحكمة إلى الله عزوجل، ورسوله صلى الله عليه وآله! لأن من شأنه أن يشعل الصراع بين هذه القبائل التي تتنازع على الأمور الصغيرة، الأقل من السلطة ورئاسة الدولة بآلاف المرات كسرقة جمل في مكة؟!

فهل يجرؤ عاقل يعرف صفات ربه، على نسبة ذلك الى الله تعالى! نعم قد يكون من المصلحة في بعض الإخبارات النبوية أن يبدأ النبي صلى الله عليه وآله بإلقائها عامة تثير السؤال، حتى إذا سأله الناس عنها بينها لهم، ليكون بيانها بعد سؤالهم أوقع لثبوتها في نفوسهم.. لكن أين أسئلة المسلمين عن هؤلاء الأئمة، وأجوبة نبيهم صلى الله عليه وآله؟ إنك لاتجدها إلا في مصادر أحاديث الشيعة فقط!

من قريش، لكن من عتره النبي


لو غضضنا النظر عن كل الإشكالات على الحديث، وقبلنا أنه صدر عن النبي صلى الله عليه وآله بصيغته التي صححوها في مصادرهم.. فهو إذن يقول: إن قادة الأمة الخاتمة اثنا عشر ربانياً قيماً على الأمة، وإنهم من قريش.

ويأتي هنا السؤال: من أي قريش اختارهم الله تعالى؟ إن بطون قريش أو قبائلها أكثر من عشرين قبيلة.. وقد ثبت في صحاحهم أن الله تعالى اختار قريشاً من العرب، واختار هاشماً من قريش.. فهل يعقل من الحكيم الذي اختار الله تعالى معدن هاشم على غيره، أن يختار الأئمة الإثني عشر الوارثين لنبيه صلى الله عليه وآله.. من غير بني هاشم؟!! ففي صحيح مسلم:58:7 عن واثلة بن الأسقع: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم. انتهى.

ورواه الترمذي:245:5 وقال "هذا حديث حسن صحيح غريب". وقال عنه في ص :243 "هذا حديث حسن صحيح". ثم روى عدة أحاديث بمضمونه، منها: عن العباس بن عبدالمطلب قال: قلت يا رسول الله إن قريشاً جلسوا فتذاكروا أحسابهم بينهم، فجعلوا مثلك مثل نخلة في كبوة من الأرض.

"والكبوة المزبلة!" فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله خلق الخلق فجعلني من خير فرقهم، وخير الفريقين، ثم خير القبائل فجعلني من خير القبيلة، ثم خير البيوت فجعلني من خير بيوتهم، فأنا خيرهم نفساً، وخيرهم بيتاً. هذا حديث حسن. وروى نحوه بعده بسند آخر، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب. انتهى.

وفي صحيح البخاري:138:4 باب قول الله تعالى: وإذ كر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكاناً شرقياً. وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة. إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين، إلى قوله يرزق من يشاء بغير حساب. قال ابن عباس: وآل عمران المؤمنون من آل إبراهيم، وآل عمران وآل ياسين، وآل محمد، صلى الله عليه وسلم. انتهى.

ويطول الكلام لو أردنا أن نستعرض ما ورد من القرآن والسنة في اختيار الله تعالى لبني هاشم، واصطفائهم، وتفضيلهم، وحقهم على الأمة. وليس ذلك إلا بسبب أن النبي صلى الله عليه وآله وعترته منهم، فهم جوهرة معدن هاشم، بل هم جوهرة كل بني آدم.

ويمكن للباحث هنا أن يصل بمعادلة بسيطة، بشهادة البخاري، إلى أن هؤلاء الأئمة الإثني عشر هم آل محمد صلى الله عليه وآله.. فالأئمة بنص الحديث اثنا عشر اختارهم الله من قريش، وآل محمد بنص هذا الحديث اصطفاهم الله تعالى كآل إبراهيم. فالأئمة المبشر بهم إذن.. هم آل محمد المصطفون، المطهرون. ويؤيد ذلك ما رواه البخاري من أن علياً أول شاكٍ من هذه الأمة يوم القيامة! فهذا يعني أنه صاحب قضية هامة أعطاها الله الأولوية في محكمته الكبرى على كل قضايا الأمة، بل على قضايا الأمم قاتبة.. لأنها أعظم ظلامة في تاريخ النبوات والأمم على الاطلاق!!

قال البخاري في صحيحه:6:5 "عن قيس بن عبادة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة"!! انتهى.

وبهذا يمكننا أن نفهم قول علي عليه السلام في نهج البلاغة:82:1 :

والله ما تنقم منا قريش إلا أن الله اختارنا عليهم، فأدخلناهم في حيزنا، فكانوا كما قال الأول:

أدمت لعمري شُرْبَك المحضَ صابحاً++

و أكلك بالزُّبد المقشرة البُجْرَا

ونحن هبناك لعلاء ولم تكن++

علياً وحُطْنَا حولك الجُرد والسمرا

/ 47