قال: يا ذريح! دع الناس يذهبون حيث شاؤوا، و اللَّه؛ إنّ اللَّه ليباهي بزائر الحسين بن عليّ عليهماالسلام، و الوافد يفده الملائكة المقرّبين، و حملة عرشه حتّى أنّه ليقول لهم:
أما ترون زوّار قبر الحسين عليه السلام أتوه شوقاً إليه و إلى فاطمة عليهاالسلام بنت رسول اللَّه محمّد صلى الله عليه و آله.
أما و عزّتي و جلالي و عظمتي؛ لأوجبنّ لهم كرامتي، و لأدخلنّهم جنّتي الّتي أعددتها لأوليائي و لأنبيائي و رسلي.
يا ملائكتي! هؤلاء زوّار قبر الحسين عليه السلام حبيب محمّد رسولي، و محمّد حبيبي، و من أحبّني أحبّ حبيبي، أحبّ من يحبّه؛
و من أبغض حبيبي و أبغضني كان حقّاً عليّ أن اُعذّبه بأشدّ عذابي، و اُحرقه بحرّ ناري، و أجعل جهنّم مسكنه و مأواه، و اُعذّبه عذاباً شديداً لا اُعذّبه أحداً من العالمين. [ 101/ 75 و 76 ح 26، عن كامل الزيارت.]
3030/ 4- أبي، عن سعد، عن ابن أبي الخطّاب؛
و حدّثني محمّد بن جعفر، عن ابن أبي الخطّاب، عن بعض أصحابه، عن جويرية بن العلا، عن بعض أصحابه، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال:
إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين زوّار الحسين بن عليّ عليه السلام؟
فيقوم عنق من الناس لا يحصيهم إلّا اللَّه عزّ و جلّ.
فيقول لهم: ماذا أردتم بزيارة قبر الحسين عليه السلام؟
فيقول: يا ربّ! حبّاً لرسول اللَّه عليه السلام، و حبّاً لعليّ عليه السلام و فاطمة عليهاالسلام، و رحمة له ممّا ارتكب منه.
فيقال لهم: هذا محمّد و عليّ و فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، فالحقوا بهم، فأنتم معهم في درجتهم، ألحقوا بلواء رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فيكونون في ظلّه، و هو في يد عليّ عليه السلام حتّى يدخلون الجنّة جميعاً، فيكونون أمام اللواء، و عن يمينه و عن يساره و من خلفه. [ البحار: 101/ 21 ح 11، عن كامل الزيارت.]
إنّ من زار الحسين يكتب له ثواب...، و إنّ فاطمة تحضر زوّار قبر ابنها الحسين
3031/ 1- أبي و محمّد الحميري معاً، عن الحميري، عن البرقي، عن أبيه، عن عبداللَّه بن القاسم الحارثي، عن عبداللَّه بن سنان، عن اُمّ سعيد الأحمسيّة، قالت: دخلت المدينة فاكتريت البغل- أو البغلة- لأدور عليه في قبور الشهداء.
قالت: قلت: ما أحد أحقّ أبدأ به من جعفر بن محمّد عليه السلام.
قالت: فدخلت عليه، فأبطأت، فصاح بي صاحب البغل: جسّيتنا عافاك اللَّه.
فقال لي أبوعبداللَّه عليه السلام: كأنّ إنساناً يستعجلك يا اُمّ سعيدة؟
قلت: نعم؛ جعلت فداك؛ إنّي اكتريت بغلاً لأدور في قبور الشهداء، فقلت: ما آتي أحداً أحقّ من جعفر بن محمّد صلى الله عليه و آله.
قالت: فقال: يا اُمّ سعيدة! فما يمنعك من أن تأتي سيّد الشهداء؟
قالت: فطمعت أن يدلّني على قبر عليّ عليه السلام.
فقلت: بأبي أنت و اُمّي! و من سيّد الشهداء؟
قال: الحسين بن فاطمة عليهماالسلام.
يا اُمّ سعيدة! من أتاه ببصيرة و رغبة فيه كان له حجّة مبرورة و عمرة متقبّلة،و كان له من الفضل هكذا و هكذا.[ البحار: 101/ 71 و 72 ح 61، عن كامل الزيارت.]
3032/ 2- أقول: وجدت بخطّ الشيخ محمّد بن عليّ الجبعي نقلاً من خطّ الشهيد رفع اللَّه درجته، نقلاً من مصباح الشيخ أبي منصور طاب ثراه، قال:
روي: أنّه دخل النبيّ صلى الله عليه و آله يوماً إلى فاطمة عليهاالسلام، فهيّأت له طعاماً من تمر و قرص و سمن، فاجتمعوا على الأكل هو و عليّ و فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، فلمّا أكلوا سجد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و أطال سجوده، ثمّ بكى، ثمّ ضحك، ثمّ جلس.
و كان أجرأهم في الكلام عليّ عليه السلام، فقال: يا رسول اللَّه! رأينا منك اليوم ما لم نره قبل ذلك.
فقال صلى الله عليه و آله: إنّي لمّا أكلت معكم فرحت و سررت بسلامتكم و اجتماعكم، فسجدت للَّه تعالى شكراً.
فهبط جبرئيل عليه السلام يقول: سجدت شكراً لفرحك بأهلك؟
فقلت: نعم.
فقال: ألا اُخبرك بما يجري عليهم بعدك؟
فقلت: بلى يا أخي! يا جبرئيل!
فقال: أما ابنتك؛ فهي أوّل أهلك لحاقاً بك بعد أن تظلم، و يؤخذ حقّها، و تمنع إرثها، و يظلم بعلها، و يكسر ضلعها.
و أمّا ابن عمّك؛ فيظلم و يمنع حقّه، و يقتل.
و أمّا الحسن؛ فإنّه يظلم و يمنع حقّه، و يقتل بالسمّ.
وأمّا الحسين؛ فإنّه يظلم، و يمنع حقّه، و تقتل عترته، و تطؤه الخيول، و ينهب رحله، و تسبى نساؤه و ذراريه، و يدفن مرمّلاً بدمه، و يدفنه الغرباء.
فبكيت، و قلت: و هل يزوره أحد؟
قال: يزوره الغرباء.
قلت: فما لمن زاره من الثواب؟
قال: يكتب له ثواب ألف حجّة و ألف عمرة كلّها معك، فضحكت. [ البحار:101/ 44 ح 84.]
3033/ 3- محمّد بن أحمد بن داود، عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن يحيى، عن الأشعري، عن موسى بن عمر، عن حسان البصري، عن معاوية، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قال لي:
لا تدع زيارة قبر الحسين عليه السلام، فإنّ من تركه رآى من الحسرة ما يتمنّى أنّ قبره كان عنده... إلى آخر الخبر. [ البحار:101/ 53 و 54 ح 8، عن التهذيب]
3034/ 4- حكيم بن داود، عن سلمة، عن الوشّا، عمّن ذكره، عن داود بن كثير، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال:
إنّ فاطمة بنت محمّد صلى الله عليه و آله تحضر زوّار قبر ابنها الحسين عليه السلام، فتستغفر لهم. [ البحار: 101/ 55 ح 14، عن كامل الزيارت.]
إنّ من زار الحسين أعطته فاطمة رقعة فيها: أمان من اللَّه لزوّار الحسين
3035/ 1- أقول: وجدت في بعض مؤلّفات أصحابنا، قال: روي عن سليمان الأعمش أنّه قال:
كنت نازلاً بالكوفة، و كان لي جار، و كنت آتي إليه و أجلس عنده، فأتيت ليلة الجمعة إليه، فقلت له: يا هذا! ما تقول في زيارة الحسين عليه السلام؟
فقال لي: هي بدعة، و كلّ بدعة ضلالة، و كلّ ذي ضلالة في النار.
قال سليمان: فقمت من عنده، و أنا ممتلى ء عليه غيظاً، فقلت في نفسي: إذا كان وقت السحر آتيه و اُحدّثه شيئاً من فضائل الحسين عليه السلام، فإن أصرّ على العناد قتلته.
قال سليمان: فلمّا كان وقت السحر أتيته، و قرعت عليه الباب، و دعوته باسمه، فإذا بزوجته تقول لي: إنّه قصد إلى زيارة الحسين عليه السلام من أوّل الليل.
قال سليمان: فسرت في أثره إلى زيارة الحسين عليه السلام، فلمّا دخلت إلى القبر، فإذا أنا بالشيخ ساجد للَّه عزّ و جلّ، و هو يدعو و يبكي في سجوده، و يسأله التوبة و المغفرة، ثمّ رفع رأسه بعد زمان طويل، فرآني قريباً منه.
فقلت له: يا شيخ! بالأمس كنت تقول زيارة الحسين عليه السلام بدعة، و كلّ بدعة ضلالة، و كلّ ذي ضلالة في النار، و اليوم أتيت تزوره؟!
فقال: يا سليمان! لا تلمني، فإنّي ما كنت أثبت لأهل البيت إمامة حتّى
كانت ليلتي تلك، فرأيت رؤيا هالتني و روّعتني.
فقلت له: ما رأيت أيّها الشيخ؟
قال: رأيت رجلاً جليل القدر، لا بالطويل الشاهق، و لا بالقصير اللاصق، لا أقدر أصفه من عظم جلاله و جماله و بهائه و كماله، و هو مع أقوام يحفّون به حفيفاً، و يزفّونه زفيفاً، و بين يديه فارس و على رأسه تاج، و للتاج أربعة أركان، و في كلّ ركن جوهرة تضي ء من مسيرة ثلاثة أيّام.
فقلت لبعض خدّامه: من هذا؟
فقال: هذا محمّد المصطفى صلى الله عليه و آله.
قلت: و من هذا الآخر؟
فقال: عليّ المرتضى عليه السلام، وصيّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.
ثمّ مددت نظري فإذا أنا بناقة من نور و عليها هودج من نور، و فيه امرأتان، و الناقة تطير بين السماء و الأرض، فقلت: لمن هذه الناقة؟
فقال: لخديجة الكبرى، و فاطمة الزهراء عليهماالسلام.
فقلت: و من هذا الغلام؟
فقال: هذا الحسن بن علي عليه السلام.
فقلت: و إلى أين يريدون بأجمعهم؟
فقالوا: لزيارة المقتول ظلماً شهيد كربلاء الحسين بن عليّ المرتضى عليهماالسلام.
ثمّ إنّي قصدت نحو الهودج الّذي فيه فاطمة الزهراء عليهاالسلام، و إذا أنا برقاع مكتوبة تتساقط من السماء.
فسألت: ما هذه الرقاع؟ فقال: هذه رقاع فيها أمان من النار لزوّار الحسين عليه السلام في ليلة الجمعة [ اقول: فى نسخه مولف المزار الكبير بعد الكلمه: «ليله الجمعه» زياده هكذا: «ثم هتف بنا هاتف: الا انا و شيعتنا فى الدرجه العليا من الجنه».]
فطلبت منه رقعة، فقال لي: إنّك تقول: زيارته بدعة، فإنّك لا تنالها حتّى تزور الحسين عليه السلام، و تعتقد فضله و شرفه.
فانتبهت من نومي فزعاً مرعوباً، و قصدت من وقتي و ساعتي إلى زيارة سيّدي الحسين عليه السلام و أنا تائب إلى اللَّه تعالى.
فواللَّه؛ يا سليمان! لا اُفارق قبر الحسين عليه السلام حتّى يفارق روحي جسدي. [ البحار:45/ 401 و 402 ح 12.]
و رواه في موضع آخر من «البحار» عن مؤلّف «المزار الكبير» بإسناده إلى الأعمش، مع تغيير، أو زيادة قليل في بعض ألفاظ الخبر، فراجع. [ البحار:101/ 58 ح 26.]
إنّ طين قبر الحسين مع التوسّل بفاطمة شفاء من كلّ داء
3036/ 1- محمّد بن أحمد بن الحسين العسكري، عن الحسن بن عليّ بن مهزيار، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمّد بن مروان، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال الصادق عليه السلام:
إذا أردت حمل الطين؛ طين قبر الحسين عليه السلام فاقرأ فاتحة الكتاب و المعوّذتين و (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد) و (قُلْ يا أَيُّها الكافرون) و (إِنّا أَنْزَلناهُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ) و (يس) و آية الكرسي، و تقول:
اللهمّ بحقّ محمّد عبدك و حبيبك و نبيّك و رسولك و أمينك، و بحقّ أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عبدك و أخي رسولك، و بحقّ فاطمة بنت نبيّك و زوجة و ليّك، و بحقّ الحسن والحسين، و بحقّ الأئمّة الراشدين؛
و بحقّ هذه التربة، و بحقّ الملك الموكّل بها، و بحقّ الوصيّ الّذي هو فيها، و بحقّ الجسد الّذي تضمّنت، و بحقّ السبط الّذي ضمّنت؛
و بحقّ جميع ملائكتك و أنبيائك و رسلك، صلّ على محمّد و آله، و اجعل هذا الطين شفاء لي و لمن يستشفي به من كلّ داء و سقم و مرض، و أماناً من كلّ خوف.
اللهمّ بحقّ محمّد و أهل بيته، اجعله علماً نافعاً، و رزقاً و اسعاً، و شفاء من كلّ داء و سقم، و آفة و عاهة، و جميع الأوجاع كلّها، إنّك على كلّ شي ء قدير.
و تقول: اللهمّ ربّ هذه التربة المباركة الميمونة، و الملك الّذي هبط بها، و الوصيّ الّذي هو فيها، صلّ على محمّد و آل محمّد و سلّم، و انفعني بها، إنّك على كلّ شي ء قدير. [ البحار: 101/ 128 و 129 ح 39، عن كامل الزيارت.]