کوثر فی احوال فاطمة بنت النبی الطهر (ص) جلد 5

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کوثر فی احوال فاطمة بنت النبی الطهر (ص) - جلد 5

سید محمد باقر موسوی؛ مصحح: محمدحسین رحیمیان

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

حجّ فاطمة مع رسول اللَّه في حجّة الوداع


3223/ 1- حمويه بن عليّ، عن محمّد بن محمّد بن بكر، عن الفضل بن حباب، عن مكّي بن مروك الأهوازيّ، عن عليّ بن بحر، عن حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهماالسلام قال:

دخلنا على جابر بن عبداللَّه، فلمّا انتهينا إليه سأل عن القوم حتّى انتهى إليّ.

فقلت: أنا محمّد بن عليّ بن الحسين عليهماالسلام.

فأهوى بيده إلى رأسي، فنزع زرّي الأعلى و زرّي الأسفل، ثمّ وضع كفّه بين ثديي، و قال: مرحباً بك و أهلاً يابن أخي! سل ما شئت.

فسألته، و هو أعمى، فجاء وقت الصلاة، فقام في نساجة، فالتحف بها، فلمّا وضعها على منكبه رجع طرفاها إليه من صغرها و رداؤه إلى جنبه على المشجب فصلّى بنا.

فقلت: أخبرني عن حجّة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.

فقال بيده فعقد تسعاً، و قال: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله مكث تسع سنين لم يحجّ، ثمّ أذّن في الناس في العاشرة: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حاجّ.

فقدم المدينة بشر كثير كلّهم يلتمس أن يأتم برسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و يعمل ما عمله، فخرج و خرجنا معه حتّى أتينا ذا الحليفة، فذكر الحديث.

و قدم عليّ من اليمن ببدن النبيّ صلى الله عليه و آله، فوجد فاطمة عليهاالسلام فيمن أحلّ، و لبست ثياباً صبيغاً، و اكتحلت، فأنكر عليّ عليه السلام ذلك عليها.

فقالت: أبي أمرني بهذا، و كان عليّ عليه السلام يقول بالعراق: فذهبت إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله محرّشاً على فاطمة عليهاالسلام بالّذي صنعت مستفتياً رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بالّذي ذكرت عنه، فأنكرت ذلك.

قال: صدقت صدقت.

[ البحار: 21/ 383 ح 9، عن امالى الطوسى.]

أقول: ورواه في موضع آخر من «البحار» مع زيادة يسير في بعض رجال أسناده، و أسناده هكذا: ابن حموية، عن أبي الحسين، عن أبي خليفة، عن مكّي بن مروك، عن عليّ بن بحر، عن حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهماالسلام، قال: دخلنا على جابر بن عبداللَّه...

[ البحار: 99/ 91 ح 12.]

3224/ 2- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه؛ و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعاً، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال:

إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أقام بالمدينة عشر سنين لم يحجّ، ثمّ أنزل اللَّه عزّ و جلّ عليه: (وَ أَذِّن في النّاسِ بِالحَجّ يَأْتوكَ رِجالاً وَ عَلى كُلِّ ضامِر يَأتينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَميقٍ)

[ الحج: 27.]

فأمر المؤذّنين أن يؤذّنوا بأعلى أصواتهم بأنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يحجّ في عامه هذا.

فعلم به من حضر المدينة و أهل العوالي و الأعراب، واجتمعوا لحجّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و إنّما كانوا تابعين ينظرون ما يُؤمرون به و يتبعونه، أو يصنع شيئاً، فيصنعونه.

فخرج رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في أربع بقين من ذي القعدة، فلمّا انتهى إلى ذي الحليفة زالت الشمس فاغتسل، ثمّ خرج حتّى أتى المسجد الّذي عند الشجرة، فصلّى فيه الظهر.

ثمّ عزم بالحجّ مفرداً، و خرج حتّى انتهى إلى البيداء عند الميل الأوّل، فصفّ له سماطان، فلبّى بالحجّ مفرداً، و ساق الهدي ستّاً و ستّين، أو أربعاً و ستّين.

حتّى انتهى إلى مكّة في سلخ أربع من ذي الحجّة، فطاف بالبيت سبعة أشواط، ثمّ صلّى ركعتين خلف مقام إبراهيم عليه السلام، ثمّ عاد إلى الحجر فاستلمه، و قد كان استلمه في أوّل طوافه.

ثمّ قال: إنّ الصفا و المروة من شعائر اللَّه، فابدأ (فأبدؤوا، خ ل) بما بدأ اللَّه عزّ و جلّ به.

و إنّ المسلمين كانوا يظنّون أنّ السعي بين الصفا و المروة بشي ء صنعه المشركون.

فأنزل اللَّه عزّ و جلّ: (إِنَّ الصَفا وَالمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّه فَمَنْ حَجَّ البَيْتَ أَوْ اعتَمَر فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما)

[ البقره: 158.]

ثمّ أتى الصفا، فصعد عليه، واستقبل الركن اليمانيّ، فحمد اللَّه و أثنى عليه، و دعا مقدار ما يقرأ سورة البقرة مترسّلاً، ثمّ انحدر إلى المروة، فوقف عليهما، كما وقف على الصفا، ثمّ انحدر و عاد إلى الصفا، فوقف عليها، ثمّ انحدر إلى المروة حتّى فرغ من سعيه.

فلمّا فرغ من سعيه و هو على المروة أقبل على الناس بوجهه، فحمد اللَّه و أثنى عليه، ثمّ قال:

إنّ هذا جبرئيل- و أومأ بيده إلى خلفه- يأمرني أن آمر: من لم يسق هدياً أن يحلّ، و لو استقبلت من أمري ما استدبرت لصنعت مثل ما أمرتكم، ولكنّي سقت الهدي، و لا ينبغي لسائق الهدي أن يحلّ حتّى يبلغ الهدي محلّه.

قال: فقال له رجل من القوم

[ هو عمر بن الخطاب، على ما ورد فى غيره من الروايات، و هو لم يومن بذلك حتى مات... (هامش البحار).]: لنخرجنّ حجّاجاً و رؤوسنا و شعورنا تقطر؟

فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: أما إنّك لن تؤمن بهذا أبداً!

فقال له سراقة بن مالك بن جعشم الكنانيّ: يا رسول اللَّه! علّمنا ديننا، كأنّا خلقنا اليوم، فهذا الّذي أمرتنا به لعامنا هذا أم لما يستقبل؟

فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: بل هو للأبد إلى يوم القيامة.

ثمّ شبّك أصابعه، و قال: دخلت العمرة في الحجّ إلى يوم القيامة.

قال: و قدم عليّ عليه السلام من اليمن على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و هو بمكّة، فدخل على فاطمة عليهاالسلام، و هي قد أحلّت، فوجد ريحاً طيّباً، و وجد عليها ثياباً مصبوغة.

فقال: ما هذا يا فاطمة؟

فقالت: أمرنا بهذا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.

فخرج عليّ عليه السلام إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله مستفتياً.

فقال: يا رسول اللَّه! إنّي رأيت فاطمة عليها السلام قد أحلّت، و عليها ثياب مصبوغة.

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: أنا أمرت الناس بذلك، فأنت يا عليّ! بما أهللت؟

قال: يا رسول اللَّه! إهلال كإهلال النبيّ صلى الله عليه و آله.

فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: قرّ على إحرامك مثلي، و أنت شريكي في هديي، الحديث.

[ البحار: 21/ 390- 392 ح 13، عن الكافى.]

ورواه في موضع آخر من «البحار»، أوردناه مختصراً في عنواننا هذا، فراجع.

[ البحار: 21/ 395.]

3225/ 3- عليّ، عن أبيه؛ و محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد جميعاً، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبيّ، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال:

إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حين حجّ حجّة الإسلام خرج في أربع بقين من ذي القعدة حتّى أتى الشجرة، فصلّى بها، ثمّ قاد راحلته حتّى أتى البيداء، فأحرم منها و أهلّ بالحج، و ساق مائة بدنة و أحرم الناس كلّهم بالحجّ.

- و ساق الحديث مثل حديث معاوية بن عمّار-... إلى أن قال:

و أقبل عليّ عليه السلام من اليمن حتّى وافى الحجّ، فوجد فاطمة عليهاالسلام قد أحلّت، و وجد ريح الطيب، فانطلق إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله مستفتياً.

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يا عليّ! بأيّ شي ء أهللت؟

فقال: أهللت بما أهلّ به النبيّ صلى الله عليه و آله.

فقال: لا تحلّ أنت، فأشركه في الهدي، و جعل له سبعاً و ثلاثين، و نحر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ثلاثاً و ستّين، و نحرها بيده.

ثمّ أخذ من كلّ بدنة بضعة، فجعلها في قدر واحدة، ثمّ أمر به، فطبخ، فأكل منه و حسا من المرق.

و قال: قد أكلنا منها الآن جميعاً، والمتعة خير من القارن السائق، و خير من الحاجّ المفرد.

قال: و سألته: ليلاً أحرم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أم نهاراً؟

فقال: نهاراً.

قلت: أيّ ساعة؟

قال: صلاة الظهر.

[ البحار: 21/ 395 و 396 ح 18.]

3226/ 4- وروي في «المنتقى» بإسناده إلى جعفر بن محمّد الصادق، عن أبيه

أبي جعفر الباقر صلوات اللَّه عليهما قال:

دخلت على جابر بن عبداللَّه الأنصاريّ فسأل عن القوم حتّى انتهى إليّ.

فقلت: أنا محمّد بن عليّ بن الحسين

- و ساق الخبر مثل خبر حاتم بن إسماعيل المتقدّم-... إلى أن قال: قدم عليّ عليه السلام من اليمن ببدن النبيّ صلى الله عليه و آله، فوجد فاطمة عليهاالسلام ممّن أحلّ، و لبست ثياباً صبغياً و اكتحلت، فأنكر ذلك عليها.

فقالت: أبي أمرني بهذا.

قال: فكان عليّ عليه السلام يقول بالعراق: فذهبت إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله محرّشاً على فاطمة عليهاالسلام للّذي صنعت، و مستفتياً لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله فيما ذكرت عنه، فأخبرته أنّي أنكرت ذلك عليها.

فقال: صدقت صدقت.

[ البحار: 21/ 403 و 404 ح 40.]

أقول: ليس في الحديثين عن «الكافي» جملة: «فأنكر عليّ عليه السلام ذلك عليها»، و لا جملة: «فذهبت إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله محرّشاً على فاطمة عليهاالسلام» إنّما الجملتان موجودتان في الرواية عن جابر، و لعلّ الراوي عن جابر كان في قلبه مرض نسب التحرّش و الإنكار على فاطمة إلى عليّ عليهماالسلام.

و أيضاً: هذا الخبر كان طويلاً جدّاً، أخذت منه أوّل الخبر، و موضع الحاجة، و هذا مثل الخبر الأوّل إلّا أنّه أطول، و فيه ذكر أعمال الحجّ و خطبة الرسول صلى الله عليه و آله و مطالب اُخرى، راجع «البحار».

3227/ 5-... لمّا أراد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله التوجّه إلى الحجّ و أداء فرض اللَّه تعالى فيه، أذّن في النّاس به، و بلغت دعوته إلى أقاصي بلاد الإسلام، فتجهّز الناس للخروج معه.

... إلى أن قال: و كاتب أميرالمؤمنين عليه السلام بالتوجّه إلى الحجّ من اليمن، و لم يذكر له نوع الحجّ.

- ثمّ ذكر قول عمر-.

فقال له النبيّ صلى الله عليه و آله: إنّك لن تؤمن بها حتّى تموت.

- هذا في جواب عمر بن الخطّاب الّذي قال: واللَّه؛ يا رسول اللَّه! لا أحللت و أنت محرم-.

ثمّ ذكر قصّة الغدير و أمر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله للمسلمين بأن يسلّموا على عليّ عليه السلام بإمرة المؤمنين، ففعل الناس ذلك كلّهم، ثمّ أمر أزواجه و سائر نساءالمؤمنين.

وأطنب عمر بن الخطّاب في تهنئته و أظهر له من المسرّة به، و قال: بخّ بخّ لك يا عليّ! أصبحت مولاي و مولى كلّ مؤمن و مؤمنة.

ثمّ ذكر أشعار حسّان بن ثابت... إلى أن قال في أواخر الخبر:

فأنزل اللَّه سبحانه في عليّ و فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، و قد آثروا على أنفسهم مع الخصاصة الّتي كانت بهم، فقال تعالى: (وَ يُطْعِمونَ الطَعامَ عَلى حُبِّه مِسْكيناً وَ يَتيماً وَ أَسيراً- إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُريدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شكوراً)

[ الانسان: 8.]

[ البحار: 21/ 389-383 ح 10، عن اعلام الورى، والارشاد.]

أقول: الخبر طويل أخذت منه خلاصة، و مواضع الحاجة، فراجع «البحار».

3228/ 6- أبي، عن سعد، عن ابن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبي، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال:

خرج رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حين حجّ حجّة الوداع- ثمّ ساق الحديث-... إلى أن قال:

و أقبل عليّ عليه السلام من اليمن حتّى وافى الحجّ، فوجد فاطمة عليهاالسلام قد أحلّت و وجد ريح الطّيب، فانطلق إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله مستفتياً و محرّشاً على فاطمة عليهاالسلام...

[ البحار: 99/ 88 و 89 ح 6، عن العلل.]

3229/ 7- أبي، عن القاسم بن إسحاق، عن عباد الدواجيني، عن جعفر بن سعيد، عن بشير بن زيد، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لفاطمة عليهاالسلام:

اشهدي ذبح ذبيحتك، فإنّ أوّل قطرة منها يكفّر اللَّه لها كلّ ذنب عليك، و كلّ خطيئة عليك.

فسمعه بعض المسلمين، فقال: يا رسول اللَّه! هذا لأهل بيتك خاصّة؟ أم للمسلمين عامّة؟

قال: إنّ اللَّه وعدني في عترتي أن لا يطعم النار أحداً منهم، و هذا للناس عامّة.

[ البحار: 99/ 288 و 289 ح 59، عن المحاسن.]

3230/ 8- مصباح الأنوار: عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال:

أقبل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يوم النحر حتّى دخل على فاطمة عليهاالسلام، فقال: يا فاطمة! قومي فاشهدي أضحيتك، فإنّ بكلّ قطرة من دمها كفّارة كلّ ذنب، أما إنّها يؤتى بها يوم القيامة، فتوضع في ميزانك مثل ما هي سبعين ضعفاً.

قال: فقال له المقداد بن الأسود: يا رسول اللَّه! هذا خاصّة؟ أم لكلّ مؤمن عامّة؟

فقال: بل لآل محمّد صلى الله عليه و آله و للمؤمنين.

[ البحار: 99/ 300 ح 37.]

أقول: ذكر صاحب «مسند فاطمة الزهراء عليهاالسلام» مثل هذا الخبر عن السيوطي في «مسند فاطمة عليهاالسلام»، و عن البرقي في «المحاسن» مع اختلاف يسير.

ففي رواية السيوطي: بل لنا و للمسلمين عامّة.

و في رواية «المحاسن»: إنّ اللَّه وعدني في عترتي أن لا يطعم النار أحداً منهم، و هذا للناس عامة.

و من «المسند» أيضاً: و هي لآل محمّد و الناس عامة، فراجع المأخذ.

و أيضاً: ذكر رواية عن السيوطي في «مسند فاطمة الزهراء عليهاالسلام» عن البراء بن عازب؛ قدوم عليّ عليه السلام من اليمن، و لبس فاطمة عليهاالسلام ثياباً صبغياً... إلى آخر الرواية مع اختلاف يسير، فراجع المأخذ.

[ مسند فاطمه الزهراء عليهاالسلام: 247 و 248.]

و لا يخفى أنّ في رواية بشير بن زيد جملة: «كلّ ذنب عليك، و كلّ خطيئة عليك» من سهو الراوي بدليل رواية «مصباح الأنوار» فيه: «كفّارة كلّ ذنب» و ليس فيه كلمة «عليك»؛

و بدليل آخر الرواية: «و عدني في عترتي أن لا يطعم النار أحداً منهم، و هذا للناس عامة».

و بدليل أنّها عليهاالسلام معصومة و مطهّرة ليس لها ذنب أبداً، فلا يصحّ خطابها بمثل هذا الخطاب.

إلّا أن يقال: هذا الخطاب مثل «إيّاك أعني واسمعي يا جاره»، يكون الخطاب عليها لتعليم الناس و المؤمنين، و الصحيح ما في رواية «مصباح الأنوار»، و يكون لتعليم المؤمنين.

علّة عداوة الحميراء لفاطمة


3231/ 1- أقول: ثمّ ذكر ابن أبي الحديد، عن شيخه أبي يعقوب يوسف بن إسماعيل اللمعانيّ أسباباً للعداوة بين عائشة و بين أميرالمؤمنين و فاطمة صلوات اللَّه عليهما و بسط الكلام في ذلك... إلى أن قال:

و أكرم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فاطمة عليهاالسلام إكراماً عظيماً أكثر ممّا كان الناس يظنّونه، و أكثر من إكرام الرجال لبناتهم، فقال بمحضر الخاصّ و العامّ مراراً- لا مرّة واحدة، و في مقامات مختلفة لا في مقام واحد-:

إنّها سيّدة نساءالعالمين، و إنّها عديلة مريم بنت عمران، و إنّها إذا مرّت في الموقف نادى مناد من جهة العرش: يا أهل الموقف! غضّوا أبصاركم لتعبر فاطمة بنت محمّد صلى الله عليه و آله.

و هذه من الأحاديث الصحيحة، و ليس من الأخبار المستنقحة، و إنّ نكاحه عليّاً عليه السلام إيّاها لم يكن إلّا بعد أن أنكحه اللَّه تعالى إيّاها في السماء بشهادة الملائكة.

و كم قال مرّة: «يؤذيني ما يؤذيها، و يغضبني ما يغضبها، و إنّها بضعة منّي، يريبني ما رابها».

فكان هذا و أمثاله يوجب زيادة الضغن عند الزوجة، والنفوس البشريّة تغيظ على ما هو دون

[ فى المصدر: ثم حصل عند بعلها ما هو حاصل عندها- اعنى عليا عليه السلام- فان النساء كثيرا ما يحصلن الاحقاد فى قلوب الرجال، لا سيما و هن محدثات الليل، كما قيل فى المثل، و كانت تكثر الشكوى من عائشه و يغشاها نساء المدينه و جيران بيتها، فيقلن اليها كلمات عن عائشه، ثم يذهبن الى بيت عائشه، فينقلن اليها كلمات عن فاطمه عليهاالسلام، و كما كانت فاطمه عليهاالسلام تشكو الى بعلها كانت عائشه تشكو الى ابيها، لعلمها انبعلها لا يشكيها على ابنته، فحصل فى نفس ابى بكر من ذلك اثر ما، ثم تزايد تقريظ رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لعلى عليه السلام و تقريبه و اختصاصه فاحدث ذلك حسدا له و غبطه فى نفس ابى بكر عنه و هو ابوها.

و فى نفس طلحه و هو ابن عمها، و هى تجلس اليهما و تسمع كلامهما، و هما يجلسان اليها و يحادثانها، فاعدى اليها منهما كما اعدتهما.

اقول: ذكرت كلامه بطوله، و ان كان فيه ما يضاد نفسيه بضعه الرسول صلى الله عليه و آله و سلم، و نفسيه الامام المرتضى نفس الرسول صلى الله عليه و آله و سلم و اخيه المنتجب صلوات الله عليه و على آله لانهما كانا لا يوثران على طاعه الله شيئا، و لا يقربان ما فيه سخط الله و سخط الرسول صلى الله عليه و آله و سلم، و لذا كان لايسمع قولهما فيهما و لا يشكيها على ابنته، لما فيه من بغضها و بغض ابيها و ابن عمها طلحه اياهما، و انهم كانوا يجلسون و يغتابون النبى صلى الله عليه و آله و سلم و اخيه و بضعته، و يدبرون عليهم، فكان من تدبيرهم و سوء صنيعتهم ما وقع بعد موته صلى الله عليه و آله و سلم من غصب الخلافه، و وقوع الفتن فى حرب الجمل. (هامش البحار)] هذا.

/ 50