کوثر فی احوال فاطمة بنت النبی الطهر (ص) جلد 5

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کوثر فی احوال فاطمة بنت النبی الطهر (ص) - جلد 5

سید محمد باقر موسوی؛ مصحح: محمدحسین رحیمیان

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

إنّ فاطمة اغتسلت قبل وفاتها و دفنت بذلك الغسل بوصيّتها


3463/ 1- روي مرفوعاً إلى سلمى- اُمّ بني رافع- قالت:

كنت عند فاطمة عليهاالسلام بنت محمّد صلى اللَّه عليه و آله في شكواها الّتي ماتت فيها.

قالت: فلمّا كان في بعض الأيّام و هي أخفّ ما نراها، فغدا عليّ بن أبي طالب عليه السلام في حاجته، و هو يرى يومئذ أنّها أمثل ما كانت.

فقالت: يا أمة!

[ في المصدر: يا أمة اللَّه.] اسكبي لي غسلاً.

ففعلت، فاغتسلت كأشدّ ما رأيتها.

ثمّ قالت لي: أعطيني ثيابي الجدد.

فأعطيتها، فلبست، ثمّ قالت: ضعي فراشي و استقبليني.

ثمّ قالت: إنّي قد فرغت من نفسي، فلا أكشفنّ أنّي مقبوضة الآن، ثمّ توسّدت يدها اليمنى و استقبلت القبلة، فقبضت.

فجاء عليّ عليه السلام و نحن نصيح، فسأل عنها، فأخبرته.

فقال: إذاً واللَّه؛ لا تكشف، فاحتملت في ثيابها، فغيّبت.

[ البحار: 43/ 187، عن كشف الغمّة: 2/ 64، و رواه أيضاً في: 81/ 335 مع اختلاف يسير (الهامش).]

قال العلّامة المجلسي رحمه اللَّه: أقول: إنّ هذا الحديث قد رواه ابن بابويه رحمه اللَّه كما ترى؛

3464/ 2- و قد روى أحمد بن حنبل في مسنده عن اُمّ سلمى، قالت:

اشتكت فاطمة عليهاالسلام شكواها الّتي قبضت فيه، فكنت اُمرّضها، فأصبحت يوماً كأمثل ما رأيتها في شكواها ذلك.

قالت: و خرج عليّ عليه السلام لبعض حاجته.

فقالت: يا اُمّاه! اسكبي لي غسلاً.

فسكبت لها غسلاً، فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل.

ثمّ قالت: يا اُمّاه! أعطيني ثيابي الجدد.

فأعطيتها فلبستها، ثمّ قالت: يا اُمّاه! قدّمي لي فراشي وسط البيت.

ففعلت فاضطجعت و استقبلت القبلة، و جعلت يدها تحت خدّها، ثمّ قالت: يا اُمّاه! إنّي مقبوضة الآن، و قد تطهّرت فلا يكشفني أحد، فقبضت مكانها.

قالت: فجاء عليّ عليه السلام، فأخبرته.

و اتّفاقهما من طرق الشيعة والسنّة على نقله مع كون الحكم على خلافه عجيب، فإنّ الفقهاء من الطريقين لا يجيزون الدفن إلّا بعد الغسل إلّا في مواضع ليس هذا منه، فكيف رويا هذا الحديث، و لم يعلّلاه و لا ذكرا فقهه، و لا نبّها على الجواز، و لا المنع.

و لعلّ هذا أمر يخصّها عليهاالسلام، و إنّما استدلّ الفقهاء على أنّه يجوز للرجل أن يغسّل زوجته بأنّ عليّاً عليه السلام غسّل فاطمة عليهاالسلام، و هو المشهور.

و روى ابن بابويه مرفوعاً إلى الحسن بن عليّ عليهماالسلام:

أنّ عليّاً عليه السلام غسّل فاطمة عليهاالسلام.

و عن عليّ عليه السلام: أنّه صلّى على فاطمة عليهاالسلام و كبّر عليها خمساً، و دفنها ليلاً.

و عن محمّد بن عليّ عليهماالسلام: أنّ فاطمة عليهاالسلام دفنت ليلاً.

[ البحار: 43/ 188.]

أقول: ذكر في هامش «البحار» في باب التكفين و آدابه بعد رواية عبداللَّه بن محمّد بن عقيل عن «مصباح الأنوار» ما هذا لفظه:

3465/ 3- و روى مثله الشيخ في أماليه

[ أمالي الطوسي: 2/ 15.] عن ابن حمويه، قال: حدّثنا أبوالحسين، قال: حدّثنا أبوخليفة، قال: حدّثنا العبّاس بن الفضل، قال: حدّثنا محمّد بن أبي رجاء أبوسليمان، عن إبراهيم بن سعد، عن أبي إسحاق، عن أبي عبداللَّه بن علي بن أبي رافع، عن أبيه عن سلمى- امرأة أبي رافع- قالت:

مرضت فاطمة عليهاالسلام، فلمّا كان اليوم الّذي ماتت فيه، قالت: هيّئي لي ماء.

فصببت لها، فاغتسلت كأحسن ما كانت تغتسل.

ثمّ قالت: ائتني بثياب جدد، فلبستها.

ثمّ أتت البيت الّذي كانت فيه، فقالت: افرشي لي في وسطه.

ثمّ اضطجعت و استقبلت القبلة، و وضعت يدها تحت خدّها، و قالت: إنّي مقبوضة الآن، فلا أكشفن، فإنّي قد اغتسلت.

قالت: و ماتت، فلمّا جاء عليّ عليه السلام أخبرته.

فقال: لا تكشف، فحملها يغسلها عليهاالسلام، انتهى.

و قد أخرج المؤلّف العلّامة المجلسي رحمه اللَّه هذا الحديث في «البحار» و قال في بيانه: لعلّها عليهاالسلام إنّما نهت عن كشف العورة والجسد للتنظيف، و لم تنه عن الغسل، انتهى.

[ البحار: 43/ 172.]

3466/ 4- و روى ابن شهراشوب في «المناقب»، عن ابن حمويه؛ و ابن حنبل و ابن بطه بأسانيدهم، قالت سلمى امرأة أبي رافع:

اشتكت فاطمة عليهاالسلام شكواها الّتي قبضت فيها، و كنت اُمرّضها، فأصبحت يوماً أسكن ما كانت.

فخرج عليّ عليه السلام إلى بعض حوائجه.

فقالت: اسكبي لي غسلاً.

فسكبت فقامت و اغتسلت أحسن ما يكون من الغسل، ثمّ لبست أثوابها الجدد.

ثمّ قالت: افرشي فراشي وسط البيت، ثمّ استقبلت القبلة و نامت، و قالت: أنا مقبوضة، و قد اغتسلت فلا يكشفني أحد، ثمّ وضعت خدّها على يدها و ماتت.

[ المناقب: 3/ 364، البحار: 81/ 335- 337 (الهامش).]

أقول: إنّ المحشّي بعد نقل الأخبار و كلام الإربلي رحمه اللَّه استشكل في ذلك بأنّ الحديث مرفوع و مناقض للأخبار القطعيّة من أنّ عليّاً عليه السلام غسّلها و دفنها في البيت و...

و قال: و عندي إنّ هذا الحديث و سائر ما قيل في كيفيّة غسلها عليهاالسلام و دفنها من أساطير القصاصين...

و أتى بهذه العجيبة: و هي وصيّتها أن لا تكشف و تواري كما هي، و حاشا فاطمة صلوات اللَّه عليها أن تجهل أنّ الغسل إنّما يجب بسبب الموت، و فيضان النفس، و حاشا عليّاً صلوات اللَّه عليه أن يواريها من دون دفن، و يخالف بذلك سنّة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله.

و استشكل أيضاً في أنّ كثير بن عبّاس ولد قبل وفاة النبيّ صلى اللَّه عليه و آله بأشهر في سنة عشر من الهجرة... فكيف كان كاتباً... لا عبرة بهذه الأحاديث المختلقة و ما شابهها، و لا حاجة لتوجيهها و تأويلها، و لا حول و لا قوّة إلّا باللَّه العليّ العظيم، انتهى.

[ البحار: 81/ 335- 337 (الهامش).]

و قد اختصرت في نقل كلام هذا المحشّي، واكتفيت بمواضع الحاجة من كلامه، فراجع المأخذ، ولكن عمدة الإشكالات يرجع إلى كتابة كثير بن عبّاس، لعلّه سها الراوي، و ذكره في موضع غيره و سائر الروايات خالية عنه، مثل رواية «المناقب» و رواية «كشف الغمّة» و رواية ابن حنبل.

و أمّا أنّ هذه الروايات مناقضة للأخبار القطعيّة... فيمكن أن يقال:

إذا ثبت هذا المعنى- أعني غسلها قبل وفاتها و دفنها بتلك الغسل بتوصيتها عليهاالسلام- لا مانع من توجيه تلك الأخبار القطعيّة و من تأويلها بتأويلات المعقولة المقبولة، أفلا يكون اتّفاق النقل من طرق الشيعة والسنّة يكشف عن واقع الأمر؟

مع أنّ الحكم على خلافه عند جميع الفقهاء من الطريقين.

فعلى هذا يمكن التقيّة في صدور تلك الأخبار القطعيّة، لا في مثل هذه الأخبار المخالف لحكم الفقهاء جميعاً.

و من البعيد كلّ البعيد أن ينقل الكذب والاختلاق الفريقين، سيّما أمثال هؤلاء الناقلين من أئمّة نقل الحديث عند الفريقين، و لم يتوجّهوا على كذبه و اختلافه، مع خلافه لحكم جميع الفقهاء من الطرفين.

و هذا الاتّفاق في النقل يكشف عن أن يكون المسألة هذه في زمان هؤلاء مشهوراً أو مقبولاً بحيث لم يتمكّنوا من الحكم بكذبه، و لا يجدوا مفرّاً على إنكاره، ولكن مثل ابن بابويه رحمه اللَّه لم يظفر على الإسناد مسنداً صحيحاً، أو ظفر ولكن ما وصل إلينا.

و أمّا حكم ابن الجوزي أيضاً على أنّ الحديث لا يصحّ، و جعله من الموضوعات؛ فقد ردّه جلال الدين عبدالرحمان السيوطي، و قال: إنّ الحكم بكونه موضوعاً غير مسلّم... و أنّ ذلك لعلّه خصيصة لفاطمة عليهاالسلام خصّها بها أبوها صلى اللَّه عليه و آله، كما خصّ أخوها إبراهيم بترك الصلاة عليه.

و في عقيدتي، للتأمّل والبحث والفحص والتفكّر في المسألة مجال، و لا يحسن الحكم القاطع على اختلاقه، و نسبته إلى القصّاصين والوضّاعين كما فعل ابن الجوزي، فنعم ما تفطّن به السيوطي، و ربّ كلمة حقّ ينطق بها من لا معرفة له بشأنها.

أبعيد أن تكون لها عليهاالسلام خصيصة خصّها بها رسول صلى اللَّه عليه و آله؟ و كم لها عليهاالسلام من خصيصة اُخرى مثل ذلك؟

أليس من خصائصها أنّها عليهاالسلام شهيدة، والشهيد لا يغسل و يدفن بثيابه أصابها الدم أولم يصبها و اشترطوا موته في المعركة، و كانت عليهاالسلام موتها في المعركة والمعركة لم تتمّ حتّى بعد موتها عليهاالسلام؟

و لعلّ الأخبار القعطيّة صدرت عن تقيّة، لأنّا نعلم علماً يقينيّاً أنّ الرجلان إذا علما أنّ عليّاً عليه السلام لم يغسلها لنبشا قبرها بهذا الحجّة و يجعلانها وسيلة و يتوسّلان بها إلى النيل بمقاصدهما، و عليّ عليه السلام حينئذ لم يتمكّن من الدفاع عن نبش قبرها، فيفشى سرّ اللَّه الأكبر.

و من خصائصها عليهاالسلام أنّ اللَّه لعليّ عليه السلام تزويج النساء ما دامت فاطمة عليهاالسلام حيّة.

و منها، أنّ اللَّه تعالى حرّم الجنابة في المسجد إلّا لها و...

و منها؛ أنّها عليهاالسلام حوراء إنسية، و أنّ اللَّه تعالى يقول: (خُلِقَ الإِنْسانُ مِنْ نُطفَة...)

[ النحل: 4.]؛

و في الروايات: أنّ الميّت يغسل لأجل خروج النطفة منه الّتي خلقه اللَّه عزّ و جلّ منها بسبب الموت، و أنّ اللَّه تعالى خلقها من ثمار الجنّة، أو من تفّاحة الجنّة... لأنّها عليهاالسلام تحوّلت في ظاهر الحال في صورة نطفة النبيّ صلى اللَّه عليه و آله، أمّا في

الواقع، فهي ليست كنطفة سائر الآدميّين، و لأجل ذلك كانت حوراء إنسيّة.

و من خصائصها عليهاالسلام؛ أنّها سيّدة نساءالعالمين من الأوّلين والآخرين.

و أنّها عليهاالسلام اُمّ أبيها.

و أنّها عليهاالسلام الطاهرة البتول لم تر حمرة قطّ، تبتّلت من الحيض والنفاس، و ترجع كلّ ليلة بكراً.

قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله: إنّ ابنتي فاطمة عليهاالسلام حوراء، إذ لم تحض و لم تطمث و...

و أنّها عليهاالسلام هي الوحيدة، كملت من النساء، و صارت أفضل من رجال العالمين، و هي نقطة دائرة الخمسة الطاهرين في حديث الكساء، والملائكة المقرّبين تنزّلوا عليها بصحيفة من اللَّه تعالى، و لها مصحف اُخرى، و أمثال هذه الخصائص لها عليهاالسلام كثيرة لا تحصى.

فلم لا يمكن أن تكون لها عليهاالسلام هذه الخصيصة أيضاً جعل لها اللَّه تعالى، كما أنّها عليهاالسلام لم تنجس بالجنابة، و لذلك لم تسدّ بابها عن المسجد، و أخبر بها أبوها صلى اللَّه عليه و آله.

والإنصاف؛ أنّ هذه الروايات من الفريقين بضميمة المعرفة بشأنها عليهاالسلام عنداللَّه و عند رسوله و ضميمة شهادتها عليهاالسلام كافٍ في تقوية هذه الخصيصة لها.

و هذه القرائن أقوى من كلّ دليل، و إن لم تقم بخصوص هذه المسألة دليل معتبر يثبتها قطعاً، و لا نكون متحجّراً في عدم جواز تأويل الأخبار الّتي تدلّ على غسل عليّ عليه السلام لها، و إن كانت كثيرة، إذا كان احتمال التقيّة موجوداً.

سيّما أنّ ابن الجوزي جعل الحديث من أحاديث الموضوعة و نسب نوح، والحكم الراويان من روات الحديث إلى التشيّع، و جرحهما بهذه النقيصة.

ولكن السيوطي ردّ ما ذكر ابن الجوزي في الجرح، و أثبت أنّ المسألة من

خصائصها عليهاالسلام، فلا تغفل و تدبّر!

[ أقول: و قام المقرم رحمه اللَّه في كتاب «وفاة الصدّيقة الزهراء عليهاالسلام» ما هذا لفظه (مختصراً): لا خلاف بين المسلمين أنّ الإنسان بعد موته لابدّ من أن يغسل إلّا فاطمة الزهراء عليهاالسلام، فإنّ الأحاديث دلّت على أنّها تطهرت قبل الوفاة، و لبست ثياباً جدداً، و قالت:... إنّي مقبوضة الآن، و قد تطهّرت فلا يكشفني أحد.

رواه أحمد في المسند: (6/ 461)، و ابن حجر في الإصابة بترجمتها، و أبونعيم في حليةالأولياء: (2/ 43).

و رواه شارح همزية البوصيري بهامش شرح الشمائل الترمذيّة: (2/ 125)...

و نصّ عليه الخفاجي في شرح الشفا... والسيوطي في اللآلي المصنوعة: (2/ 228)...

والإربلي في كشف الغمّة: (ص 150)- بعد أن روى حديث أحمد بن حنبل.

و أنّ الدولابي أيضاً، روى حديث الغسل الّذي اغتسلته قبل الوفاة، و دفنت به- قال: و قد اتّفق عليه الخاصّة والعامّة مع كون الحكم على خلاف ما ورد من تشريع الغسل...

و وافقه المحدّث النوري على كونه من خصائصها عليهاالسلام.

و ما ورد في بعض الروايات من أنّ عليّاً عليه السلام غسلها بعد الوفاة لا ينافي كون الغسلين من خصائصها عليهاالسلام، كما اعترف به بعضهم... (وفاة الصدّيقة الزهراء عليهاالسلام: 122- 114).]

3467/ 5- أخبرنا عبيداللَّه بن علي المقري، أنبأنا أبومنصور محمّد بن أحمد الخيّاط، أنبأنا عبدالملك بن محمّد بن بشر، حدّثنا أبوعليّ أحمد بن الفضل بن خزيمة، حدّثنا محمّد بن سويد الطحان، حدّثنا عاصم بن عليّ، أنبأنا إبراهيم بن سعد، عن محمّد بن إسحاق، عن عبيداللَّه بن أبي رافع، عن أبيه، عن اُمّه سلمى قال: اشتكت فاطمة عليهاالسلام حيضتها.

فقالت لي يوماً- و خرج عليّ عليه السلام- يا أمتاه! اسكبي غسلاً.

فسكبت، ثمّ قامت فاغتسلت كأحسن ما كانت أراها تغتسل.

ثمّ قالت: هات لي ثيابي الجدد، فأتيتها بها فلبستها.

ثمّ جاءت إلى البيت الّذي كانت فيه.

فقالت لي: قدّمي الفراش إلى وسط بيت، ثمّ اضطجعت و وضعت يدها تحت خدّها و استقبلت.

ثمّ قالت: يا أمتاه! إنّي مقبوضة اليوم، و إنّي قد اغتسلت، فلا يكشفني أحد، فقبضت مكانها.

فجاء عليّ عليه السلام، فأخبرته.

فقال: لا، واللَّه؛ لا يكشفها أحد، فدفنها بغسلها ذلك.

و قد رواه نوح بن يزيد عن إبراهيم بن سعد بهذا الإسناد،

و رواه عبدالرزاق، عن معمّر، عن عبداللَّه بن محمّد بن عقيل: أنّ فاطمة عليهاالسلام اغتسلت هكذا ذكر مرسلاً، و هذا حديث لا يصحّ؛ محمّد بن إسحاق مجروح، و عاصم ليس بشي ء، و نوح والحكم كلاهما متشيّع، و ابن عقيل ضعيف، و حديثه مرسل، و كيف يصحّ الغسل للموت قبل الموت، هذا لا يصحّ إضافته إلى فاطمة عليهاالسلام...

قلت: الحديث أخرجه أحمد في مسنده، حدّثنا أبوالنضر إبراهيم بن سعد به، و أخرجه عبداللَّه بن أحمد عالياً، عن محمّد بن جعفر الوركاني، عن إبراهيم بن سعد أبوالنضر.

والوركاني من رجال الصحيح، فما بقي غير نوح والحكم و عاصم.

قال الحافظ ابن حجر في القول المسدد : و أمّا حمل ابن الجوزي عليّ بن إسحاق، فلا طائل فيه، فإنّ العلماء قبلوا حديثه و أكثر ما عيب عليه التدليس، والرواية عن المجهولين.

و أمّا هو في نفسه فصدوق و هو حجّة في المغازي عند الجمهور، و شيخه عبيداللَّه بن عليّ بن أبي رافع يعرف بعبادل، قال أبوحاتم: شيخ لا بأس به.

و مرسل عبداللَّه بن محمّد بن عقيل يعضد مسند ابن إسحاق، و قد رواه الطبراني في معجمه من طريق عبدالرزاق، فكيف يأتي الحكم عليه بالوضع؟

نعم؛ هو مخالف لما رواه غيرهما من أنّ عليّاً عليه السلام و أسماء غسلا فاطمة عليهاالسلام، و قد تعقب ذلك أيضاً و شرح ذلك بطول، إلّا أنّ الحكم بكونه موضوعاً غير مسلّم....

و لفظ رواية ابن عقيل: أنّ فاطمة عليهاالسلام لمّا حضرتها الوفاة أمرت عليّاً عليه السلام فوضع لها غسلاً، فاغتسلت و تطهرت، ودعت بثياب أكفانها، فأتيت بثياب غلاظ خشن، فلبست و مست من الحنوط، ثمّ أمرت عليّاً عليه السلام أن لا تكشف إذا قبضت، و أن تدرج كما هي في ثيابها.

فقلت لها: هل علمت أحداً فعل ذلك؟

قالت: نعم.

ثمّ كثير بن عياش رواه الطبراني عن إسحاق بن إبراهيم، عن عبدالرزاق به؛ و رواه أبونعيم في «الحلية» عن الطبراني.

و أما إنكار ابن الجوزي الغسل للموت قبل الموت؛ فجوابه أنّ ذلك لعلّه خصيصة لفاطمة عليهاالسلام خصّها بها أبوها صلى اللَّه عليه و آله، كما خصّ أخوها إبراهيم بترك الصلاة عليه، واللَّه أعلم.

[ اللآلي المصنوعة: 2/ 427- 428 (ط. مصر ص ب 578).]

3468/ 6- محمّد بن يحيى، عن العمركيّ بن عليّ، عن عليّ بن جعفر، عن أخيه أبي الحسن عليه السلام، قال:

إنّ فاطمة عليهاالسلام صدّيقة شهيدة، و أنّ بنات الأنبياء لا يطمثن.

[ الكافي: 2/ 356 ح 2.]

3469/ 7- اُنموذج اللبيب في خصائص الحبيب: لمّا احتضرت عليهاالسلام غسّلت نفسها، و أوصت أن لا يكفّنها أحد، فدفنها عليّ عليه السلام بغسلها ذلك.

[ العوالم: 11/ 534، عن الإحقاق: 19/ 177.]

3470/ 8- و روى الدولابيّ حديث الغسل الّذي اغتسلته قبل وفاتها عليهاالسلام، و كونها دفنت به و لم تكشف، و قد تقدّم ذكره.

و روى من غير هذا: أنّ أبابكر و عمر عاتبا عليّاً عليه السلام كونه لم يؤذنهما بالصلاة عليها، فاعتذر أنّها أوصته بذلك، و حلف لهما فصدّقاه، و عذّراه.

/ 50