کوثر فی احوال فاطمة بنت النبی الطهر (ص) جلد 5

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کوثر فی احوال فاطمة بنت النبی الطهر (ص) - جلد 5

سید محمد باقر موسوی؛ مصحح: محمدحسین رحیمیان

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و جعفر بن أبي طالب ذوالجناحين الطيّار في الجنّة مع الملائكة؛

و ابناك حسن و حسين سبطا اُمّتي و سيّدا شباب أهل الجنّة.

و منّا- والّذي نفسي بيده- مهديّ هذه الاُمّة الّذي يملأ الأرض قسطاً و عدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً.

قالت: فأيّ هؤلاء الّذين سمّيت أفضل؟

قال: عليّ عليه السلام بعدي أفضل اُمّتي، و حمزة و جعفر أفضل أهل بيتي بعد عليّ عليه السلام، و بعدك و بعد ابنيّ و سبطيّ حسن و حسين و بعد الأوصياء من ولد ابني هذا- و أشار إلى الحسين عليه السلام- و منهم المهديّ، إنّا أهل بيت اختار اللَّه عزّ و جلّ لنا الآخرة على الدّنيا.

ثمّ نظر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إليها و إلى بعلها و إلى ابنيها، فقال:

يا سلمان! اُشهد اللَّه أنّي سلم لمن سالمهم، و حرب لمن حاربهم، أما إنّهم معي في الجنّة.

ثمّ أقبل على عليّ عليه السلام فقال: يا أخي! إنّك ستبقى بعدي، و ستلقى من قريش شدّة من تظاهرهم عليك، و ظلمهم لك، فإن وجدت عليهم أعواناً فقاتل من خالفك بمن وافقك.

و إن لم تجد أعواناً فاصبر و كفّ يدك و لا تلق بها إلى التهلكة، فإنّك منّي بمنزلة هارون من موسى، و لك بهارون اُسوة حسنة، إذ استضعفه قومه و كادوا يقتلونه، فاصبر لظلم قريش، إيّاك و تظاهرهم عليك، فإنّك منّي بمنزلة هارون من موسى و من اتّبعه، وهم بمنزلة العجل و من اتّبعه.

يا عليّ! إنّ اللَّه تبارك و تعالى قد قضى الفرقة و الإختلاف على هذه الاُمّة، و لو شاء لجمعهم على الهدى حتّى لا يختلف اثنان من هذه الاُمّة، و لا ينازع في شي ء من أمره، و لا يجحد المفضول ذاالفضل فضله، و لو شاء لعجّل النقمة والتغيير حتّى يكذب الظالم و يعلم الحقّ أين مصيره، ولكنّه جعل الدنيا دار الأعمال

و جعل الآخرة دار القرار (لِيَجزي الَّذينَ أَساؤُوا بِما عَمِلوا و يَجْزي الَّذينَ أَحْسَنُوا بِالحُسنى)

[ النجم: 31.]

فقال علي عليه السلام: الحمدللَّه شكراً على نعمائه، و صبراً على بلائه.

[ البحار: 28/ 52- 54 ح 21، عن كمال الدين.]

3273/ 6- عبيداللَّه بن الفضل بن محمّد بن هلال، عن سعيد بن محمّد، عن محمّد بن سلام الكوفي، عن أحمد بن محمّد الواسطي، عن عيسى بن أبي شيبة القاضي، عن نوح بن درّاج، عن قدامة بن زائدة، عن أبيه، قال:

قال عليّ بن الحسين عليهماالسلام: بلغني يا زائدة! أنّك تزور قبر أبي عبداللَّه عليه السلام أحياناً؟

فقلت: إنّ ذلك لكما بلغك.

فقال لي: فلماذا تفعل ذلك، و لك مكان عند سلطانك الّذي لا يحتمل أحداً على محبّتنا و تفضيلنا و ذكر فضائلنا، والواجب على هذه الاُمّة من حقّنا؟

فقلت: واللَّه؛ ما اُريد بذلك إلّا اللَّه و رسوله، و لا أحفل بسخط من سخط، و لا يكبر في صدري مكروه ينالني بسببه.

فقال: واللَّه؛ إنّ ذلك لكذلك؟- يقولها ثلاثاً- و أقولها ثلاثاً.

فقال: أبشر، ثمّ أبشر، ثمّ أبشر! فلاُخبرنّك بخبر كان عندي في النخب المخزونة: أنّه لمّا أصابنا بالطفّ ما أصابنا، و قتل أبي عليه السلام، و قتل من كان معه من ولده و إخوته، و سائر أهله، و حملت حرمه و نساؤه على الأقتاب يراد بنا الكوفة.

فجعلت أنظر إليهم صرعى، و لم يواروا، فيعظم ذلك في صدري، و يشتدّ لما أرى منهم قلقي، فكادت نفسي تخرج.

و تبيّنت ذلك منّي عمّتي زينب عليهاالسلام بنت علي عليه السلام الكبرى، فقالت: مالي

أراك تجود بنفسك يا بقيّة جدّي و أبي و إخوتي؟

فقلت: و كيف لا أجزع و لا أهلع؟ و قد أرى سيّدي و إخوتي و عمومتي و ولد عمّي و أهلي مصرّعين بدمائهم، مرمّلين بالعراء، مسلّبين لا يكفنون و لا يوارون، و لا يعرّج عليهم أحد، و لا يقربهم بشر، كأنّهم أهل بيت من الديلم والخزر.

فقالت: لا يجزعنّك ما ترى، فواللَّه؛ إنّ ذلك لعهد من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إلى جدّك و أبيك و عمّك، و لقد أخذ اللَّه ميثاق اُناس من هذه الاُمّة لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض، و هم معروفون في أهل السماوات، أنّهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرّقة، فيوارونها، و هذه الجسوم المضرّجة، و ينصبون لهذا الطفّ علماً لقبر أبيك سيّدالشهداء عليه السلام، لا يدرس أثره، و لا يعفو رسمه على كرور الليالي و الأيّام.

و ليجتهدنّ أئمّة الكفر و أشياع الضلالة في محوه و تطميسه، فلا يزداد أثره إلّا ظهوراً، و أمره إلّا علوّاً.

فقلت: و ما هذا العهد؟ و ما هذا الخبر؟

فقالت: حدّثتني اُمّ أيمن: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله زار منزل فاطمة عليهاالسلام في يوم من الأيّام، فعملت له حريرة صلّى اللَّه عليهما، و أتاه عليّ عليه السلام بطبق فيه تمر.

ثمّ قالت اُمّ أيمن: فأتيتهم بعسّ فيه لبن وزبد، فأكل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و عليّ و فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام من تلك الحريرة، و شرب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و شربوا من ذلك اللبن، ثمّ أكل و أكلوا من ذلك التمر و الزبد.

ثمّ غسل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يده و عليّ عليه السلام يصبّ عليه الماء، فلمّا فرغ من غسل يده مسح وجهه.

ثمّ نظر إلى عليّ و فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام نظراً عرفنا فيه السرور في وجهه، ثمّ رمق بطرفه نحو السماء مليّاً، ثمّ وجّه وجهه نحو القبلة و بسط يديه و دعا، ثمّ خرّ ساجداً و هو ينشج، فأطال النشوج، و علا نحيبه و كأنّها صوب المطر.

فحزنت فاطمة و عليّ والحسن والحسين عليهم السلام، و حزنت معهم لما رأينا من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و هبناه أن نسأله حتّى إذا طال ذلك.

قال له عليّ عليه السلام و قالت له فاطمة عليهاالسلام: ما يبكيك يا رسول اللَّه! لا أبكى اللَّه عينيك، فقد اُقرح قلوبنا ما نرى من حالك؟

فقال: يا أخي! سررت بكم سروراً ما سررت مثله قطّ، و إنّي لأنظر إليكم و أحمد اللَّه على نعمته عليّ فيكم.

إذ هبط عليّ جبرئيل، فقال: يا محمّد! إنّ اللَّه تبارك و تعالى اطّلع على ما في نفسك و عرف سرورك بأخيك و ابنتك و سبطيك، فأكمل لك النعمة، و هنّاك العطيّة بأن جعلهم و ذريّاتهم و محبّيهم و شيعتهم معك في الجنّة، لا يفرق بينك و بينهم، يحبون كما تحبي، و يعطون كما تعطى، حتّى ترضى و فوق الرضا على بلوى كثيرة، تنالهم في الدنيا، و مكاره تصيبهم بأيدي اُناس ينتحلون ملّتك، و يزعمون أنّهم من اُمّتك، براء من اللَّه و منك خبطاً خبطاً و قتلاً قتلاً، شتّى مصارعهم نائية، قبورهم خيرة من اللَّه لهم ولك فيهم، فأحمد اللَّه جلّ و عزّ على خيرته، و ارض بقضائه.

فحمدت اللَّه و رضيت بقضائه بما اختاره لكم.

ثمّ قال جبرئيل: يا محمّد! إنّ أخاك مضطهد بعدك، مغلوب على اُمّتك، متعوب من أعدائك، ثمّ مقتول بعدك، يقتله أشرّ الخلق و الخليقة، و أشقى البريّة، نظير عاقر الناقة، ببلد تكون إليه هجرته، و هو مغرس شيعته و شيعة ولده، و فيه على كلّ حال يكثر بلواهم، و يعظم مصابهم.

و أنّ سبطك هذا- و أومأ بيده إلى الحسين عليه السلام- مقتول في عصابة من ذريّتك و أهل بيتك، و أخيار من اُمّتك بضفّة الفرات، بأرض تدعى «كربلاء» من أجلها يكثر الكرب و البلاء على أعدائك و أعداء ذريّتك في اليوم الّذي لا ينقضي كربه، ولا تفنى حسرته، و هي أطهر بقاع الأرض و أعظمها حرمة، و أنّها لمن بطحاء الجنّة.

فإذا كان ذلك اليوم الّذي يقتل فيه سبطك و أهله، و أحاطت بهم كتائب أهل الكفر و اللعنة تزعزعت الأرض من أقطارها، و مادت الجبال و كثر اضطرابها، و اصطفقت البحار بأمواجها، و ماجت السماوات بأهلها غضباً لك يا محمّد! و لذريّتك، و استعظاماً لما ينتهك من حرمتك، و لشرّ ما تكافى به في ذرّيتك و عترتك.

و لا يبقى شي ء من ذلك إلّا استأذن اللَّه عزّ و جلّ في حضرة أهلك المستضعفين المظلومين الّذين هم حجّة اللَّه على خلقه بعدك.

فيوحى اللَّه إلى السماوات و الأرض و الجبال و البحار و من فيهنّ:

إنّي أنا اللَّه، الملك القادر الّذي لا يفوته هارب، و لا يعجزه ممتنع، و أنا أقدر فيه على الانتصار و الانتقام، و عزّتي و جلالي؛ لاُعذّبنّ من وتر رسولي و صفّيي، و انتهك حرمته و قتل عترته، و نبذ عهده، و ظلم أهله عذاباً لا اُعذّبه أحداً من العالمين.

فعند ذلك يضجّ كلّ شي ء في السّماوات والأرضين بلعن من ظلم عترتك، و استحلّ حرمتك.

فإذا برزت تلك العصابة إلى مضاجعها تولّى اللَّه جلّ و عزّ قبض أرواحها بيده، و هبط إلى الأرض ملائكة من السماء السابعة، معهم آنية من الياقوت والزمرّد مملوءة من ماء الحياة، و حلل من حلل الجنّة، و طيب من طيب الجنّة، فغسلوا جثثهم بذلك الماء، و ألبسوها الحلل، و حنّطوها بذلك الطيب، و صلّى الملائكة صفّاً صفّاً عليهم.

ثمّ يبعث اللَّه قوماً من اُمّتك لا يعرفهم الكفّار، لم يشركوا في تلك الدماء بقول و لا فعل و لا نيّة، فيوارون أجسامهم و يقيمون رسماً لقبر سيّدالشهداء بتلك البطحاء، يكون علماً لأهل الحقّ، و سبباً للمؤمنين إلى الفوز.

و تحفّه ملائكة من كلّ سماء مائة ألف ملك في كلّ يوم و ليلة، و يصلّون

عليه، و يسبّحون اللَّه عنده، و يستغفرون اللَّه لزوّاره، و يكتبون أسماء من يأتيه زائراً من اُمّتك متقرّباً إلى اللَّه و إليك بذلك، و أسماء آبائهم و عشائرهم و بلدانهم، و يسمّون في وجوههم بميسم نور عرش اللَّه:

«هذا زائر قبر خير الشهداء، وابن خير الأنبياء».

فإذا كان يوم القيامة سطع في وجوههم من أثر ذلك الميسم نور تغشى منه الأبصار، يدلّ عليهم و يعرفون به.

و كأنّي بك يا محمّد! بيني و بين ميكائيل، و عليّ عليه السلام أمامنا، و معنا من ملائكة اللَّه ما لا يحصى عدده، و نحن نلتقطه من ذلك الميسم في وجهه من بين الخلائق حتّى ينجيهم اللَّه من هول ذلك اليوم و شدائده، و ذلك حكم اللَّه و عطاؤه لمن زار قبرك يا محمّد! أو قبر أخيك، أو قبر سبطيك لا يريد به غير اللَّه جلّ و عزّ.

و سيجد اُناس حقّت عليهم من اللَّه اللعنة والسخط أن يعفوا رسم ذلك القبر، و يمحوا أثره، فلا يجعل اللَّه تبارك و تعالى لهم إلى ذلك سبيلاً.

ثمّ قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: فهذا أبكاني و أحزنني.

قالت زينب عليهاالسلام: فلمّا ضرب ابن ملجم لعنه اللَّه أبي عليه السلام و رأيت أثر الموت منه، قلت له: يا أبه! حدّثتني اُمّ أيمن بكذا و كذا، و قد أحببت أن أسمعه منك.

فقال: يا بنيّة! الحديث كما حدّثتك اُمّ أيمن.

و كأنّي بك و ببنات أهلك سبايا بهذا البلد أذلّاء خاشعين تخافون أن يتخطّفكم الناس، فصبراً، فوالّذي فلق الحبّة و برء النسمة؛ ما للَّه على الأرض يومئذ وليّ غيركم، و غير محبّيكم و شيعتكم.

و لقد قال لنا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حين أخبرنا بهذا الخبر:

إنّ إبليس في ذلك اليوم يطير فرحاً، فيجول الأرض كلّها في شياطينه، و عفاريته، فيقول: يا معشر الشياطين! لقد أدركنا من ذرّية آدم الطلبة، و بلغنا في هلاكهم الغاية، و أورثناهم السوء إلّا من اعتصم بهذه العصابة، فاجعلوا شغلكم

بتشكيك النّاس فيهم، و حملهم على عداوتهم، و إغرائهم بهم و بأوليائهم حتّى تستحكم ضلالة الخلق و كفرهم و لا ينجو منهم ناج (وَ لَقَدْ صَدّق عَلَيْهِم إِبليس ظَنَّه).

[ سبا: 20.]

و هو كذوب أنّه لا ينفع مع عداوتكم عمل صالح، ولا يضرّ مع محبّتكم و موالاتكم ذنب غير الكبائر.

قال زائدة: ثمّ قال عليّ بن الحسين عليهماالسلام- بعد أن حدّثني بهذا الحديث-: خذه إليك، أمّا لو ضربت في طلبه آباط الإبل حولاً لكان قليلاً.

[ البحار: 28/ 55- 61 ح 23، عن كامل الزيارات: 259- 266.]

إخبار رسول اللَّه فاطمة و سائر أهل بيته بأنّهم مظلومون و مقتولون... بعده


3274/ 1- روى جابر بن عبداللَّه الأنصاري، قال:

دخلت فاطمة عليهاالسلام على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و هو في سكرات الموت، فانكبّت عليه تبكي.

ففتح عينه و أفاق. ثمّ قال:

يا بنيّة! أنت المظلومة بعدي، و أنت المستضعفة بعدي، فمن آذاك فقد آذاني، و من غاظك فقد غاظني، و من سرّك فقد سرّني، و من برّك فقد برّني، و من جفاك فقد جفاني.

و من وصلك فقد وصلني، و من قطعك فقد قطعني، و من أنصفك فقد أنصفني، و من ظلمك فقد ظلمني، لأنّك منّي و أنا منك، وأنت بضعة منّي و روحي الّتي بين جنبيّ.

ثمّ قال صلى الله عليه و آله: إلى اللَّه أشكو ظالميك من اُمّتي.

ثمّ دخل الحسن والحسين عليهماالسلام، فانكبّا على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و هما يبكيان و يقولان: أنفسنا لنفسك الفداء يا رسول اللَّه!

فذهب عليّ عليه السلام لينحّيهما عنه.

فرفع رأسه إليه، ثمّ قال: دعهما يا أخي! يشمّاني و أشمّهما، و يتزوّدان

منّي و أتزوّد منهما، فإنّهما مقتولان بعدي ظلماً و عدواناً، فلعنة اللَّه على من يقتلهما.

ثمّ قال: يا عليّ! أنت المظلوم بعدي، و أنا خصم لمن أنت خصمه يوم القيامة.

[ البحار: 8/ 76 ح 34، عن كشف الغمه.]

3275/ 2- الحفار، عن الجعابيّ، عن عليّ بن موسى الخزّاز، عن الحسن بن علي الهاشميّ، عن إسماعيل، عن عثمان بن أحمد، عن أبي قلابة، عن بشر بن عمر، عن مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن إسماعيل بن أبان، عن مريم، عن ثوير بن أبي فاختة، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى، قال: قال أبي:

دفع النبيّ صلى الله عليه و آله الراية يوم خيبر إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام، ففتح اللَّه عليه.

و أوقفه يوم غدير خم، فأعلم الناس أنّه مولى كلّ مؤمن و مؤمنة.

و قال له: أنت منّي و أنا منك.

و قال له: تقاتل على التأويل، كما قاتلت على التنزيل.

و قال له: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى.

و قال له: أنا سلم لمن سالمت، و حرب لمن حاربت.

و قال له: أنت العروة الوثقى.

و قال له: أنت تبيّن لهم ما اشتبه عليهم بعدي.

و قال له: أنت إمام كلّ مؤمن و مؤمنة، و وليّ كلّ مؤمن و مؤمنة بعدي.

و قال له: أنت الّذي أنزل اللَّه فيه: (وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسولِهِ إِلى الناسِ يَوْم الحَجّ الأكْبَر)

[ التوبه: 3.]

و قال له: أنت الآخذ بسنّتي، و الذابّ عن ملّتي.

و قال له: أنا أوّل من تنشقّ الأرض عنه، و أنت معي.

و قال له: أنا عند الحوض، و أنت معي.

و قال له: أنا أوّل من يدخل الجنّة، و أنت بعدي تدخلها والحسن والحسين و فاطمة عليهم السلام.

و قال له: إنّ اللَّه أوحى إليّ بأن أقوم بفضلك، فقمت به في الناس، و بلّغتهم ما أمرني اللَّه بتبليغه.

و قال له: اتّق الضّغائن الّتي لك في صدور من لا يظهرها إلّا بعد موتي، اُولئك يلعنهم اللَّه و يلعنهم اللاعنون.

ثمّ بكى النبيّ صلى الله عليه و آله.

فقيل: ممّن بكاؤك يا رسول اللَّه؟

قال: أخبرني جبرئيل عليه السلام أنّهم يظلمونه، و يمنعونه حقّه، و يقاتلونه، و يقتلون ولده و يظلمونهم بعده.

و أخبرني جبرئيل عليه السلام عن ربّه عزّ و جلّ: إنّ ذلك يزول إذا قام قائمهم، و علت كلمتهم، و أجمعت الاُمّة على محبّتهم، و كان الشاني لهم قليلاً، و الكاره لهم ذليلاً، و كثر المادح لهم، و ذلك حين تغيّر البلاد، و تضعف العباد، و الإياس من الفرج، و عند ذلك يظهر القائم فيهم.

قال النبيّ صلى الله عليه و آله: اسمه كاسمي، و اسم أبيه كاسم ابني، و هو من ولد ابنتي، يظهر اللَّه الحقّ بهم، و يخمد الباطل بأسيافهم، و يتبعهم الناس بين راغب إليهم و خائف لهم.

قال: وسكن البكاء عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فقال:

معاشر المؤمنين! أبشروا بالفرج، فإنّ وعد اللَّه لا يخلف، و قضاؤه لا يردّ، و هو الحكيم الخبير، فإنّ فتح اللَّه قريب.

اللهمّ أكلأهم واحفظهم وارعهم، و كن لهم وانصرهم و أعنهم و أعزّهم، و لا

/ 50