کوثر فی احوال فاطمة بنت النبی الطهر (ص) جلد 5

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کوثر فی احوال فاطمة بنت النبی الطهر (ص) - جلد 5

سید محمد باقر موسوی؛ مصحح: محمدحسین رحیمیان

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تذلّهم واخلفني فيهم، إنّك على كلّ شي ء قدير.

[ البحار: 28/ 45 ح 8، عن امالى الطوسى.]

وروى الخوارزمي في مناقبه، عن عبدالملك بن عليّ الهمدانيّ، عن محمّد بن الحسين البزّاز، عن محمّد بن محمّد بن عبدالعزيز، عن هلال بن جعفر، عن محمّد بن عمر الحافظ، عن عليّ بن موسى الخزّاز، عن الحسن بن علي الهاشمي، عن إسماعيل بن أبان، عن أبي مريم، عن ثوير بن أبي فاختة، عن عبدالرّحمان بن أبي ليلى، (مثله).

[ البحار: 37/ 191 ح 75، عن الطرائف.]

3276/ 3- محمّد بن العبّاس، عن محمّد بن همّام، عن محمّد بن إسماعيل العلويّ، عن عيسى بن داود النجّار، عن موسى بن جعفر، عن أبيه عليهماالسلام قال:

جمع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب و فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام و أغلق عليهم الباب، و قال:

يا أهلي! و يا أهل اللَّه! إنّ اللَّه عزّ و جلّ يقرأ عليكم السلام، و هذا جبرئيل معكم في البيت و يقول: إنّ اللَّه عزّ و جلّ يقول: إنّي قد جعلت عدوّكم لكم فتنة فما تقولون؟

قالوا: نصبر و نستكمل جزيل ثوابه، فقد سمعناه يعدّ الصّابرين الخير كلّه.

فبكى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حتّى سمع نحيبه من خارج البيت.

فنزلت هذه الآية: (وَ جَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعضٍ فِتْنةً أَتَصْبِرونَ وَ كانَ ربُّكَ بَصيراً)

[ الفرقان: 20.]

إنّه سيصبرون، أي: سيصبرون كما قالوا صلوات اللَّه عليهم.

[ البحار: 28/ 81 ح 41، و 24/ 220 ح 16، عن كنز الفوائد.]

3277/ 4- كتاب المحتضر للحسن بن سليمان؛ نقلاً من كتاب «الدرّ المنتقى في مناقب أهل التقى» يرفعه بإسناده إلى سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، قال:

كان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ذات يوم جالساً، إذ أقبل الحسن عليه السلام، فلمّا رآه بكى، ثمّ قال: إليّ يا بنيّ! فما زال يدنيه حتّى أجلسه على فخذه اليمنى.

ثمّ أقبل الحسين عليه السلام، فلمّا رآه بكى، ثمّ قال: إليّ يا بنيّ! فما زال يدنيه حتّى أجلسه على فخذه اليسرى.

ثمّ أقبلت فاطمة عليهاالسلام، فلمّا رآها بكى، ثمّ قال: إليّ يا بنيّة! فما زال يدنيها حتّى أجلسها بين يديه.

ثمّ أقبل أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فلمّا رآه بكى، ثمّ قال: إليّ يا أخي! فما زال يدنيه حتّى أجلسه إلى جنبه الأيمن.

فقال له أصحابه: يا رسول اللَّه! ما ترى واحداً من هؤلاء إلّا بكيت؟

قال: يابن عبّاس! لو أنّ الملائكة المقرّبين و الأنبياء و المرسلين اجتمعوا على بغضه و لن يفعلوا لعذّبهم اللَّه بالنّار.

قلت: يا رسول اللَّه! هل يبغضه أحد؟

فقال: يابن عبّاس! نعم؛ قوم يذكرون أنّهم من اُمّتي لم يجعل اللَّه لهم في الإسلام نصيباً.

يابن عبّاس! إنّ من علامة بغضهم له تفضيل من هو دونه عليه، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً؛ ما خلق اللَّه نبيّاً أكرم عليه منّي، و ما خلق وصيّاً أكرم عليه من وصيّي عليّ.

قال ابن عبّاس: فلم أزل له كما أمرني به رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و وصّاني بمودّته، و أنه لأكبر عمل عنده.

قال ابن عبّاس: ثمّ قضى من الزمان و حضرت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله الوفاة، فحضرته، فقلت له: فداك أبي و اُمّي يا رسول اللَّه! قد دنا أجلك، فما تأمرني؟

فقال: يابن عبّاس! خالف من خالف عليّاً عليه السلام و لاتكوننّ عليه ظهيراً و لاوليّاً.

قلت: يا رسول اللَّه! فلم لا تأمر النّاس بترك مخالفته؟

قال: فبكى صلى الله عليه و آله حتّى اُغمي عليه.

ثمّ قال: يابن عبّاس! سبق الكتاب فيهم، و علم ربّي، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً؛ لا يخرج أحد ممّن خالفه وأنكر حقّه من الدنيا حتّى يغيّر اللَّه ما به من نعمة.

يابن عبّاس! إن أردت وجه اللَّه و لقاءه و هو عنك راض، فاسلك طريق عليّ بن أبي طالب عليه السلام، ومل معه حيث ما مال، وارض به إماماً، و عاد من عاداه، و وال من والاه.

يابن عبّاس! احذر أن يدخلك شكّ فيه، فإنّ الشكّ في عليّ عليه السلام كفر.

[ البحار: 28/ 82 ح 43.]

3278/ 5- محمّد بن جرير الطبري، عن زرارة بن يعلى بن أحمد البغداديّ، عن أبي قتادة، عن جعفر بن محمّد، عن محمّد بن بكير، عن جابر بن عبداللَّه الأنصاريّ، عن سلمان الفارسيّ رحمه الله، قال:

قلنا يوماً: يا رسول اللَّه! من الخليفة بعدك حتّى نعلمه؟

قال لي: يا سلمان! ادخل عليَّ أباذر و المقداد و أباأيّوب الأنصاري، و اُمّ سلمة زوجة النبيّ صلى الله عليه و آله من وراء الباب.

ثمّ قال لنا: اشهدوا وافهموا عنّي أنّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام وصيّي و وارثي، و قاضي ديني و عداتي، و هو الفاروق بين الحقّ و الباطل، و هو يعسوب المسلمين، و إمام المتّقين، و قائد الغرّ المحجّلين، و الحامل غداً لواء ربّ العالمين، و هو و ولداه من بعده، ثمّ من ولد الحسين ابني أئمّة تسعة هداة مهديّون إلى يوم القيامة.

أشكو إلى اللَّه جحود اُمّتي لأخي و تظاهرهم عليه، و ظلمهم له، و أخذهم حقّه.

قال: فقلنا له: يا رسول اللَّه! و يكون ذلك؟

قال: نعم؛ يقتل مظلوماً من بعد أن يملأ غيظاً، و يوجد عند ذلك صابراً.

قال: فلمّا سمعت ذلك فاطمة عليهاالسلام أقبلت حتّى دخلت من وراء الحجاب، و هي باكية.

فقال لها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: ما يبكيك يا بنيّة؟

قال:

[ كذا، و الصحيح: قالت.] سمعتك تقول في ابن عمّي و ولديّ ما تقول.

قال: و أنت تظلمين، و عن حقّك تدفعين، و أنت أوّل أهل بيتي لحوقاً بي بعد أربعين.

يا فاطمة! أنا سلم لمن سالمك، و حرب لمن حاربك، أستودعك اللَّه و جبرئيل و صالح المؤمنين.

قال: قلت: يا رسول اللَّه! من صالح المؤمنين؟

قال: عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

[ البحار: 36/ 264 ح 85، عن كشف اليقين.]

3279/ 6- روي: أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله كان يوماً جالساً و حوله عليّ و فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، فقال لهم: كيف بكم إذا كنتم صرعى و قبوركم شتّى؟

فقال الحسين عليه السلام: أنموت موتاً، أو نقتل قتلاً؟

فقال: بل تقتل يا بنيّ! ظلماً، و يقتل أخوك ظلماً، و يقتل أبوك ظلماً، و تشرّد ذراريكم في الأرض.

فقال الحسين عليه السلام: و من يقتلنا؟

قال: شرار الناس.

قال: فهل يزورنا أحد؟

قال: نعم؛ طائفة من اُمّتي يريدون بزيارتكم برّي وصلتي، فإذا كان يوم القيامة جئتهم و اُخلّصهم من أهواله.

[ البحار: 18/ 120 ح 34، عن الخرائج.]

3280/ 7- المفيد، عن الصدوق، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن عبدالجبّار، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن عبداللَّه بن العبّاس، قال:

لمّا حضرت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله الوفاة بكى حتّى بلّت دموعه لحيته.

فقيل له: يا رسول اللَّه! ما يبكيك؟

فقال: أبكي لذريّتي و ما تصنع بهم شرار اُمّتي من بعدي، كأنّي بفاطمة عليهاالسلام بنتي، و قد ظلمت بعدي و هي تنادي: يا أبتاه! فلا يعينها أحد من اُمّتي.

فسمعت ذلك فاطمة عليهاالسلام، فبكت.

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لا تبكين يا بنيّة!

فقالت: لست أبكي لما يصنع بي من بعدك، ولكنّي أبكي لفراقك يا رسول اللَّه!

فقال لها: أبشري يا بنت محمّد! بسرعة اللحاق بي، فإنّك أوّل من يلحق بي من أهل بيتي.

[ البحار: 43/ 156 ح 2، عن امالى الطوسى.]

3281/ 8- فضائل ابن شاذان: و ممّا قاله النبيّ صلى الله عليه و آله في فضل عليّ و أهل بيته عليهم السلام: ما روي عن ابن عبّاس رضى الله عنه، قال:

كان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ذات يوم جالساً إذ أقبل الحسن عليه السلام، فلمّا رآه بكى، ثمّ قال: إليّ إليّ يا بنيّ! فما زال يدنيه حتّى أجلسه على فخذه الأيمن.

ثمّ أقبل الحسين عليه السلام، فلمّا رآه بكى، ثمّ قال: إليّ إليّ يا بنيّ! فما زال يدنيه حتّى أجلسه على فخذه الأيسر.

ثمّ أقبلت فاطمة عليهاالسلام، فلمّا رآها بكى، ثمّ قال: إليّ إليّ يا بنيّتي! فما زال يدنيها حتّى أجلسها بين يديه.

ثمّ أقبل أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فلمّا رآه بكى، ثمّ قال: إليّ إليّ يا أخي! فما زال يدينه حتّى أجلسه إلى جانبه الأيمن... الحديث بطوله.

[ مسند فاطمه الزهراء عليهاالسلام: 69.]

أقول: اختصرت النقل، والحديث طويل أوردته من «البحار» نقله عن «أمالي الصدوق»

[ البحار: 28/ 37.]، و بقيّة هذا الحديث من فضائل ابن شاذان معه سواء، إلّا أنّ صاحب «مسند فاطمة الزهراء عليهاالسلام» اختصر من آخره إلى جملة: «أمره أمري...»، و ذكر بعدها: «ثمّ ذكر مجي ء فاطمة عليهاالسلام يوم القيامة على ناقة من نوق الجنّة»، فراجع المأخذ.

3282/ 9- بإسناده عن ابن عبّاس- في حديث طويل-

[ اسناد الحديث هكذا : على بن احمد بن موسى الدقاق رحمه الله، قال: حدثنا محمد بن ابى عبدالله الكوفى، قال: حدثنا موسى بن عمران النخعى، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلى، عن الحسن بن على بن ابى حمزه، عن ابيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس (هامش البحار).] رواه عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال في فاطمة عليهاالسلام و ما يصيبها من الظلم بعده:

ثمّ ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيّام أبيها عزيزة، فعند ذلك يؤنسها اللَّه تعالى بالملائكة، فنادتها بما نادت به مريم بنت عمران، فتقول:

يا فاطمة! (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ و طَهّركِ وَاصطَفاكِ عَلى نِساءالعالَمينَ).

يا فاطمة! (اقنُتي لِرَبّكِ وَاسجدُي وَارْكَعي مَعَ الرّاكِعين).

ثمّ يبتدى بها الوجع، فتمرض فيبعث اللَّه إليها مريم بنت عمران تمرّضها و تؤنسها في علّتها... إلى آخر الخبر.

[ البحار: 14/ 205 ح 22، عن امالى الصدوق: 69 و 70.]

بكاء فاطمة عند وفات رسول اللَّه


3283/ 1- محمّد بن القاسم بن عبيد معنعناً عن عبداللَّه بن عبّاس رضى الله عنه قال: سمعت سلمان الفارسيّ رضى الله عنه و هو يقول:

لمّا أن مرض النبيّ صلى الله عليه و آله المرضة الّتي قبضه اللَّه فيها دخلت فجلست بين يديه، و دخلت عليه فاطمة الزهراء عليهاالسلام، فلمّا رأت ما به خنقتها العبرة حتّى فاضت دموعها على خدّيها.

فلمّا أن رآها رسول اللَّه صلى الله عليه وآله قال: ما يبكيك يا بنيّة؟

قالت: و كيف لا أبكي، و أنا أرى ما بك من الضعف، فمن لنا بعدك يا رسول اللَّه؟

قال لها: لكم اللَّه، فتوكّلي عليه، واصبري كما صبر آباؤك من الأنبياء و اُمّهاتك من أزواجهم.

يا فاطمة! أو ما علمت أنّ اللَّه تعالى اختار أباك، فجعله نبيّاً، و بعثه رسولاً، ثمّ عليّاً عليه السلام فزوّجتك إيّاه و جعله وصيّاً، فهو أعظم الناس حقّاً على المسلمين بعد أبيك، و أقدمهم سلماً، و أعزّهم خطراً، و أجملهم خلقاً، و أشدّهم في اللَّه و فيّ غضباً، و أشجعهم قلباً، و أثبتهم و أربطهم جاشاً، و أسخاهم كفّاً.

ففرحت بذلك الزهراء عليهاالسلام فرحاً شديداً.

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: هل سررت يا بنيّة؟

قالت: نعم؛ يا رسول اللَّه! لقد سررتني و أحزنتني.

قال: كذلك أمر الدنيا يشوب سرورها بحزنها.

قال: أفلا أزيدك في زوجك من مزيد الخير كلّه؟

قالت: بلى؛ يا رسول اللَّه!

قال: إنّ عليّاً عليه السلام أوّل من آمن باللَّه و هو ابن عمّ رسول اللَّه، و أخ الرسول، و وصيّ رسول اللَّه، و زوج بنت رسول اللَّه، و ابناه سبطا رسول اللَّه، و عمّه سيّدالشهداء عمّ رسول اللَّه، و أخوه جعفر الطيّار في الجنّة ابن عمّ رسول اللَّه، و المهديّ الّذي يصلّي عيسى خلفه منك و منه.

فهذه يا بنيّة! خصال لم يعطها أحد قبله و لا أحد بعده.

يا بنيّة! هل سررتك؟

قالت: نعم؛ يا رسول اللَّه!

قال: أولا أزيدك مزيد الخير كلّه؟

قالت: بلى.

قال: إنّ اللَّه تعالى خلق الخلق قسمين، فجعلني و زوجك في خيرهما قسماً، و ذلك قوله عزّ و جلّ: (فَأَصْحابُ المَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ المَيْمَنَةِ)

[ الواقعه: 8.]

ثمّ جعل الإثنين ثلاثاً، فجعلني و زوجك في أخيرها ثلاثاً، و ذلك قوله: (وَ السّابِقُونَ السّابِقونَ- اُولئِكَ المُقَرّبُونَ- في جَنّات النَعيم).

[ الواقعه: 10- 12.]

[ البحار: 22/ 496 و 497 ح 43، عن تفسير فرات.]

3284/ 2- جماعة، عن أبي المفضّل، عن محمّد بن فيروز بن غياث الجلّاب- بباب الأبواب- عن محمّد بن الفضل بن مختار البابيّ، عن أبيه، عن الحكم بن ظهير، عن الثماليّ، عن القاسم بن عوف، عن أبي الطفيل، عن سلمان الفارسيّ رحمه الله قال:

دخلت على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في مرضه الّذي قبض فيه، فجلست بين يديه، و سألته عمّا يجد.

و قمت لأخرج فقال لي: اجلس يا سلمان! فسيشهدك اللَّه عزّ و جلّ أمراً إنّه لمن خير الاُمور.

فجلست، فبينا أنا كذلك، إذ دخل رجال من أهل بيته، و رجال من أصحابه، و دخلت فاطمة عليهاالسلام ابنته فيمن دخل.

فلمّا رأت ما برسول اللَّه صلى الله عليه و آله من الضعف خنقتها العبرة حتّى فاض دمعها على خدّها.

فأبصر ذلك رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فقال: ما يبكيك يا بنيّة! أقرّ اللَّه عينك و لا أبكاها.

قالت: و كيف لا أبكي و أنا أرى ما بك من الضعف؟

قال لها: يا فاطمة! توكّلي على اللَّه، واصبري كما صبر آباؤك من الأنبياء و اُمّهاتك أزواجهم، ألا اُبشّرك يا فاطمة؟

قالت: بلى، يا نبيّ اللَّه!- أو قالت: يا أبة!-

قال: أما علمت أن اللَّه تعالى اختار أباك فجعله نبيّاً، وبعثه إلى كافّة الخلق رسولاً، ثمّ اختار عليّاً عليه السلام، فأمرني فزوّجتك إيّاه واتّخذته بأمر ربّي وزيراً و وصيّاً.

يا فاطمة! إنّ عليّاً عليه السلام أعظم المسلمين على المسلمين بعدي حقّاً، و أقدمهم سلماً، و أعلمهم علماً، و أحلمهم حلماً، و أثبتهم في الميزان قدراً.

فاستبشرت فاطمة عليهاالسلام.

فأقبل عليها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فقال: هل سررتك يا فاطمة؟

قالت: نعم؛ يا أبة!

قال: أفلا أزيدك في بعلك وابن عمّك من مزيد الخير و فواضله؟

قالت: بلى؛ يا نبيّ اللَّه!

قال: إنّ عليّاً عليه السلام أوّل من آمن باللَّه عزّ و جلّ و رسوله من هذه الاُمّة، هو و خديجة اُمّك، و أوّل من وازرني على ما جئت به.

يا فاطمة! إنّ عليّاً عليه السلام أخي وصفيّي و أبو ولديّ، إنّ عليّاً عليه السلام اُعطي خصالاً من الخير لم يعطها أحد قبله، و لا يعطاها أحد بعده، فاحسني عزاك، واعلمي أنّ أباك لاحق باللَّه عزّ و جلّ.

قالت: يا أبة! قد سررتني و احزنتني.

قال: كذلك يا بنيّة! اُمور الدنيا يشوب سرورها حزنها، و صفوها كدرها، أفلا أزيدك يا بنيّة؟

قالت: بلى؛ يا رسول اللَّه!

قال: إنّ اللَّه تعالى خلق الخلق، فجعلهم قسمين، فجعلني و عليّاً عليه السلام في خيرهما قسماً، و ذلك قوله عزّ و جلّ: (فَأَصحابُ اليَمينِ ما أَصْحابُ اليَمينِ)

[ الواقعه: 27.]

ثمّ جعل القسمين قبائل، فجعلنا في خيرها قبيلة، و ذلك قوله عزّ و جلّ: (وَ جَعَلناكُمْ شُعوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرمَكُم عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ)

[ الحجرات: 13.]

ثمّ جعل القبائل بيوتاً، فجعلنا في خيرها بيتاً في قوله سبحانه: (إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذهبَ عَنْكُمُ الرِّجْس أهْل البَيْت وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً)

[ الاحزاب: 33.]

ثمّ إنّ اللَّه تعالى اختارني من أهل بيتي، و اختار عليّاً والحسن والحسين عليهم السلام و اختارك، فأنا سيّد ولد آدم، و عليّ سيّد العرب، و أنت سيّدة النساء، والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، و من ذرّيّتك المهديّ عليه السلام يملأ

/ 50