إنّ الملائكة و جبرئيل عزّى... فاطمة
3326/ 1- مسكن الفؤاد: عن أبي عبداللَّه جعفر بن محمّد الصادق، عن أبيه، عن جدّه عليهم السلام قال:
لمّا توفّي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله جاء جبرئيل عليه السلام والنبيّ صلى الله عليه و آله مسجّى، و في البيت عليّ و فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، فقال:
السلام عليكم يا أهل بيت الرّحمة (كُلُّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوْتِ وَ إنَّما تُوفّونَ اُجورَكُم يَومَ القيامَة) الآية [ آل عمران: 185.]
إنّ في اللَّه عزّ و جلّ عزاء من كلّ مصيبة، و خلفاً من كلّ هالك، و دركاً لما فات، فباللَّه عزّ و جلّ فثقوا، و إيّاه فارجوا، فإنّ المصاب من حرم الثواب، هذا آخر وطئي من الدّنيا. [ البحار: 79/ 96 ح 47.]
3327/ 2- الكافي: الحسين، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، قال:
لمّا قبض رسول اللَّه صلى الله عليه و آله جاءهم جبرئيل والنبيّ صلى الله عليه و آله مسجّى، و في البيت عليّ و فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، فقال:
السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ المَوت)... إلى (مَتاع الغُرور).
إنّ في اللَّه عزاء من كلّ مصيبة، و دركاً من كلّ مافات، و خلفاً من كلّ هالك،
فباللَّه فثقوا، و إيّاه فارجوا، إنّما المصاب من حرم الثواب، و هذا آخر وطئي من الدنيا.
قال: قالوا: فسمعنا صوتاً فلم نر شخصاً.
تفسير العيّاشي: محمّد بن يحيى، عن سلمة بن الخطّاب، عن سليمان بن سماعة، عن الحسين بن المختار، عنه عليه السلام (مثله). [ البحار: 22/ 522 و 525.]
3328/ 3- و عن جابر بن عبداللَّه رضى الله عنه قال:
لمّا توفّي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عزّتهم الملائكة، يسمعون الحسّ، و لا يرون الشخص، فقالوا:
السلام عليكم أهل البيت و رحمة اللَّه و بركاته، إنّ في اللَّه عزاء من كلّ مصيبة ، و خَلفاً من كلّ فائت، فباللَّه فثقوا، و إيّاه فارجوا، فإنّما المحروم من حرم الثواب، و السلام عليكم و رحمة اللَّه وبركاته. [ البحار: 82/ 96 ح 47.]
3329/ 4- مستدرك الصحيحين: (3/ 57)، روى بسنده عن جابر بن عبداللَّه قال: لمّا توفّي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عزّتهم الملائكة، يسمعون الحسّ، و لا يرون الشخص.
فقالت: السلام عليكم أهل البيت و رحمة اللَّه و بركاته، إنّ في اللَّه عزاء من كلّ مصيبة، و خلفاً من كلّ فائت، فباللَّه فثقوا، و إيّاه فارجوا، فإنّما المحروم من حرم الثواب، و السلام عليكم و رحمة اللَّه و بركاته.
قال: هذا حديث صحيح الإسناد.
أقول: و ذكره ابن حجر أيضاً في إصابته: (2/ 129).
و قال: أخرجه البيهقي في «الدلائل». [ فضائل الخمسه: 3/ 41.]
3330/ 5- السيوطي في «الدرّ المنثور» في ذيل تفسير قوله تعالى: (كُلّ نَفْس ذائِقَةُ المَوْت وَ إنّما تُوَفّونَ اُجُورَكُم يَوْمَ القِيامَةِ) [ آل عمران: 185.] في أواخر سورة آل عمران.
قال: أخرج ابن حاتم عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال:
لمّا توفّي النبيّ صلى الله عليه و آله جاءت التعزية، جاءهم آت يسمعون حسّه، و لا يرون شخصه، فقال:
السلام عليكم يا أهل البيت و رحمة اللَّه و بركاته، (كُلّ نَفْس ذائِقَةُ المَوْت وَ إنّما تُوَفّونَ اُجورَكُم يَوْمَ القِيامَةِ) [ آل عمران: 185.]
إنّ في اللَّه عزاء من كلّ مصيبة، و خلفاً من كلّ هالك، و دركاً من ما فات، فباللَّه فثقوا، و إيّاه فارجوا، فإنّ المصاب من حرم الثواب، الحديث. [ فضائل الخمسه: 3/ 42.]
3331/ 6- طبقات ابن سعد: (ج 12 القسم 2 ص 48) روى بسنده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهم السلام، قال:
لمّا بقي من أجل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ثلاث، نزل جبرئيل، فقال: يا أحمد!- و ساق الحديث-.. إلى أن قال:
فقال جبرئيل: يا أحمد! إنّ اللَّه قد اشتاق إليك.
قال: فامض يا ملك الموت! لما أمرت به.
قال جبرئيل: السلام عليك يا رسول اللَّه! هذا آخر مواطئي الأرض، إنّما كنت حاجتي من الدنيا.
فتوفّي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و جاءت التعزية، يسمعون الصوت والحسّ، و لا يرون الشخص:
السلام عليكم يا أهل البيت و رحمة اللَّه و بركاته-.. إلى قوله-: إنّما المصاب من حرم الثواب...
و زاد فيه: السلام عليكم و رحمة اللَّه و بركاته. [ فضائل الخمسه: 3/ 43.]
3332/ 7- ثمّ رواه بطريق آخر، قال في آخره: فقال عليّ عليه السلام: أتدرون من هذا؟
قالوا: لا.
قال: هذا الخضر عليه السلام.
و قد تقدّم هذا الحديث في فضائل النبيّ صلى الله عليه و آله في باب «ملك الموت يستأذن على النبيّ صلى الله عليه و آله» (في: 1/ 157، فراجع كتاب «فضائل الخمسة» نقله عن كنز العمّال: (4/ 54)).
و قد ذكره ابن حجر أيضاً في إصابته: (2/ 127 و 128) بطريق عديدة، و ذكر عليّ بن سلطان أيضاً في مرقاته: (5/ 503) في المتن.
قال: و عن جعفر بن محمّد عن أبيه.. إلى أن قال: و ذكر الحديث كما تقدّم باختلاف يسير، ورواه البيهقي في دلائل النبوّة. [ فضائل الخمسه: 3/ 159.]
تعزية فاطمة في موت أبيها
3333/ 1- الخصال: عن أبيه، عن سعد بن عبداللَّه، عن محمّد بن عيسى اليقطينيّ، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن، عن أبي بصير، و محمّد بن مسلم، عن أبي عبداللَّه، عن آبائه عليهم السلام، قال:
قال أميرالمؤمنين عليه السلام: مروا أهاليكم بالقول الحسن عند موتاكم، فإنّ فاطمة عليهاالسلام بنت محمّد صلى الله عليه و آله لمّا قبض أبوها ساعدتها بنات بني هاشم.
فقالت: دعوا التعداد، و عليكم بالدعاء. [ البحار: 82/ 75 ح 8.]
3334/ 2- معاني الأخبار: عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن سلمة بن الخطّاب، عن القاسم بن يحيى، عن الحسن بن راشد، عن عليّ بن إسماعيل، عن عمرو بن أبي المقدام، قال:
سمعت أباجعفر عليه السلام يقول في هذه الآية: (وَ لا يَعْصينَكَ في مَعْروفٍ) [ الممتحنه: 12.]
قال: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال لفاطمة عليهاالسلام: إذا أنا متّ فلا تخمشي عليّ وجهاً، و لا ترخي عليّ شعراً، و لا تنادي بالويل، و لا تقيمي عليّ نائحة.
ثمّ قال: هذا المعروف الّذي قال اللَّه عزّ و جلّ في كتابه: (وَ لا يَعْصينَكَ في مَعْروفٍ). [ البحار: 82/ 76 ح 11.]
3335/ 4- البحار: و يجوز النوح بالكلام الحسن، و تعداد فضائله باعتماد
الصدق، فإنّ فاطمة عليهاالسلام فعلته في قولها:
يا أبتاه! من ربّه ما أدناه | يا أبتاه! إلى جبرئيل أنعاه |
يا أبتاه! أجاب ربّاً دعاه [ البحار: 82/ 106. |
3336/ 5
ماذا على مَنْ شمّ تربة أحمد | أن لا يشمّ مدى الزمان غواليا |
صبّت عَلَيّ مصائب لو أنّها | صبّت على الأيّام صرن ليالياً [ البحار: 82/ 106. |
3337/ 6- وروى ابن بابويه عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال لفاطمة عليهاالسلام حين قتل جعفر بن أبي طالب عليه السلام: لا تدعين بذلّ، و لا بثكل و لا حرب، و ما قلت فيه فقد صدقت. [ البحار: 82/ 105.]]
أقول: للعلّامة المجلسي رحمه الله بيان في تفسير بعض كلمات الروايات في باب «التعزية والمأتم»، و ذكر أقوال بعض الفقهاء في ذلك، مثل الشهيد و العلّامة و الشيخ رضوان اللَّه تعالى عليهم أجمعين.
و ذكر في استحباب التعزية رواياتاً.
و ذكر موارد الحرمة من النياحة والثكل، و غير ذلك من فعل أهل الجاهليّة، و أنّ الميّت يعذّب ببكاء أهله، و لأنّ في بعض الأفعال مثل اللطم و الخدش و جزّ الشعر و... السخط لقضاء اللَّه، و إلى غير ذلك من المسائل و المطالب في الباب، فراجع المأخذ. [ البحار: 82/ 71، باب التعزيه و الماتم.]
إحراق بيتها
3338/ 1- الاحتجاج: عن عبداللَّه بن عبدالرحمان، قال:
ثمّ إنّ عمر احتزم بإزاره، و جعل يطوف بالمدينة، و ينادي: أنّ أبابكر قد بويع له، فهلمّوا إلى البيعة.
فينثال الناس، فيبايعون، فعرف أنّ جماعة في بيوت مستترون، فكان يقصدهم في جمع، فيكبسهم و يحضرهم في المسجد، فيبايعون حتّى إذا مضت أيّام أقبل في جمع كثير إلى منزل عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فطالبه بالخروج، فأبى.
فدعا عمر بحطب، و نار، و قال: والّذي نفس عمر بيده؛ ليخرجنّ أو لاُحرقنّه على ما فيه.
فقيل له: إنّ فيه فاطمة عليهاالسلام بنت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و ولد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و آثار رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.
و أنكر الناس ذلك من قوله.
فلمّا عرف إنكارهم، قال: ما بالكم؟ أتروني فعلت ذلك، إنّما أردت التهويل.
فراسلهم عليّ عليه السلام: أن ليس إلى خروجي حيلة، لأنّي في جمع كتاب اللَّه الّذي قد نبذتموه، و ألهتكم الدنيا عنه، و قد حلفت أن لا أخرج من بيتي، و لا أضع ردائي على عاتقي، حتّى أجمع القرآن.
قال: و خرجت فاطمة عليهاالسلام بنت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إليهم، فوقفت على الباب، ثمّ قالت: لا عهد لي بقوم أسوء محضراً منكم، تركتم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله جنازة بين
أيدينا، و قطعتم أمركم فيما بينكم، فلم تؤمّرونا، و لم تروا لنا حقّنا، كأنّكم لم تعلموا ما قال يوم غدير خمّ؟
واللَّه؛ لقد عقد له يومئذ الولاء ليقطع منكم بذلك منها الرجاء، ولكنّكم قطعتم الأسباب بينكم و بين نبيّكم، واللَّه حسيب بيننا و بينكم في الدنيا و الآخرة. [ البحار: 88/ 204 ح 3، العوالم: 11/ 404.]
3339/ 2- روي عن الصادق عليه السلام أنّه قال: لمّا استخرج أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه من منزله خرجت فاطمة عليهاالسلام، فما بقيت هاشميّة إلّا خرجت معها حتّى انتهت قريباً من القبر.
فقالت: خلّوا عن ابن عمّي، فوالّذي بعث محمّداً بالحقّ؛ لئن لم تخلّوا عنه لأنشرنّ شعري، و لأضعنّ قميص رسول اللَّه صلى الله عليه و آله على رأسي، و لأصرخنّ إلى اللَّه تبارك و تعالى، فما ناقة صالح بأكرم على اللَّه منّي، و لا الفصيل بأكرم على اللَّه من ولدي.
قال سلمان رضى الله عنه: كنت قريباً منها، فرأيت واللَّه؛ أساس حيطان المسجد؛ مسجد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله تقلّعت من أسفلها حتّى لو أراد رجل أن ينفذ من تحتها نفذ.
فدنوت منها، فقلت: يا سيّدتي و مولاتي! إنّ اللَّه تبارك و تعالى بعث أباك رحمة، فلا تكوني نقمة.
فرجعت، و رجعت الحيطان حتّى سطعت الغبرة من أسفلها، فدخلت في خياشيمنا. [ البحار: 28/ 206 ح 5، عن الاحتجاج.]
3340/ 3- الجعابيّ، عن العبّاس بن المغيرة، عن أحمد بن منصور، عن سعيد بن عفير، عن ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن ابن أبي هلال، عن مروان بن عثمان، قال:
لمّا بايع الناس أبابكر دخل عليّ عليه السلام و الزبير و المقداد بيت فاطمة عليهاالسلام و أبوا أن يخرجوا.
فقال عمر بن الخطاب: أضرموا عليهم البيت ناراً.
فخرج الزبير و معه سيفه.
فقال أبوبكر: عليكم بالكلب.
فقصدوا نحوه، فزلّت قدمه و سقط على الأرض، و وقع السيف من يده.
فقال أبوبكر: اضربوا به الحجر.
فضرب به الحجر حتّى انكسر.
و خرج عليّ بن أبي طالب عليه السلام نحو العالية، فلقيه ثابت بن قيس بن شمّاس، فقال: ما شأنك يا أباالحسن؟
فقال: أرادوا أن يحرقوا عَلَيّ بيتي، و أبوبكر على المنبر يبايع له لا يدفع عن ذلك و لا ينكر؟
فقال له ثابت: و لا تفارق كفّي يدك أبداً حتّى أقتل دونك.
فانطلقا جميعاً حتّى عاد إلى المدينة، و فاطمة عليهاالسلام واقفة على بابها، و قد خلت دارها من أحد من القوم، و هي تقول:
لاعهد لي بقوم أسوء محضراً منكم، تركتم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله جنازة بين أيدينا، و قطعتم أمركم بينكم، لم تستأمرونا، و صنعتم بنا ما صنعتم، و لم تروا لنا حقّاً. [ البحار: 28/ 231 و 232 ح 17، عن امالى المفيد.]
3341/ 4- الكاتب، عن الزعفراني، عن الثقفي، عن أبي إسماعيل العطّار، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير، قال:
لمّا بايع الناس أبابكر خرجت فاطمة عليهاالسلام بنت محمّد صلى الله عليه و آله فوقفت على بابها، و قالت:
ما رأيت كاليوم قطّ حضروا أسوء محضر، و تركوا نبيّهم صلى الله عليه و آله جنازة بين أظهرنا، واستبدّوا بالأمر دوننا. [ البحار: 28/ 231 و 232 ح 18، عن امالى المفيد.]
3342/ 5- عن أبي المفضّل، عن أحمد بن عليّ بن مهدي- إملاء من كتابه- عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا، عن آبائه عليهم السلام، قال:
لمّا أتى أبوبكر و عمر إلى منزل أميرالمؤمنين عليه السلام و خاطباه في أمر البيعة، و خرجا من عنده خرج أميرالمؤمنين عليه السلام إلى المسجد، فحمد اللَّه و أثنى عليه بما اصطنع عندهم أهل البيت، إذ بعث فيهم رسولاً منهم، و أذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيراً.
ثمّ قال: إنّ فلاناً و فلاناً أتياني و طالباني بالبيعة لمن سبيله أن يبايعني، أنا ابن عمّ النبيّ صلى الله عليه و آله و أبوبنيه، و الصدّيق الأكبر و أخو رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، لا يقولها أحد غيري إلّا كاذب، و أسلمت و صلّيت قبل كلّ أحد.
و أنا وصيّه و زوج ابنته سيّدة نساءالعالمين فاطمة بنت محمّد، و أبوحسن و حسين سبطي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.
و نحن أهل بيت الرحمة، بنا هداكم اللَّه، و بنا استنقذكم من الضلالة.
و أنا صاحب يوم الدوح [ اشاره الى يوم غدير خم.]]، و فيّ نزلت سورة من القرآن [ اشاره الى سوره هل اتى.]، و أنا الوصيّ على الأموات من أهل بيته صلى الله عليه و آله، و أنا بقيّة على الأحياء من اُمّته، فاتّقوا اللَّه يثبّت أقدامكم و يتمّ نعمته عليكم.
ثمّ رجع إلى بيته. [ البحار: 28/ 247 و 248، عن امالى الطوسى و امالى المفيد.]
3343/ 6- محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل،