غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 11

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 11

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


وقال الزمخشري في "ربيع الابرار" في الباب الحادي والثمانين: جعل معاوية لجعدة بنت الاشعث امرأة الحسن مائة الف درهم حتى سمته، ومكث شهرين وانه يرفع من تحته طستا من دم وكان يقول: سقيت السم مرارا ما أصابني فيها ما أصابني في هذه المرة، لقد لفظت كبدي.

وفي "حسن السريرة":

___________________________________

ألفه الشيخ عبدالقادر بن محمد بن الطبرى ابن بنت محب الدين الطبرى مؤلف الرياض النضرة. لما كان سنة سبع وأربعين من الهجرة دس معاوية إلى جعدة بنت الاشعث بن قيس الكندي زوجة الحسن بن علي أن تسقي الحسن السم ويوجه لها مائة الف ويزوجها من ابنه يزيد. ففعلت ذلك.

كان معاوية يرى أمر الامام السبط عليه السلام حجر عثرة في سبيل امنيته الخبيثة بيعة يزيد، ويجد نفسه في خطر من ناحيتين: عهده إليه عليه السلام في الصلح معه بأن لا يعهد إلى أحد من جانب، وجدارة أبي محمد الزكي ونداء الناس به من ناحية اخرى، فنجى نفسه عن هذه الورطة بسم الامام عليه السلام، ولما بلغه نعيه غدا مستبشرا، وأظهر الفرح والسرور وسجد وسجد من كان معه.

قال ابن قتيبة: لما مرض الحسن بن علي مرضه الذي مات فيه، كتب عامل المدينة إلى معاوية يخبره بشكاية الحسن، فكتب اليه معاوية: إن استطعت أن لا يمضي يوم بي يمر إلا يأتيني فيه خبره فأفعل. فلم يزل يكتب اليه بحاله حتى توفي فكتب اليه بذلك، فلما أتاه الخبر أظهر فرحا وسرورا حتى سجد وسجد من كان معه، فبلغ ذلك عبدالله ابن عباس وكان بالشام يومئذ فدخل على معاوية فلما جلس قال معاوية: يا ابن عباس هلك الحسن بن علي؟ فقال ابن عباس: نعم هلك، إنا لله وإنا إليه راجعون. ترجيعا مكررا، وقد بلغني الذي أظهرت من الفرح والسرور لوفاته، أما والله ما سد جسده حفرتك، ولا زاد نقصان أجله في عمرك، ولقد مات وهو خير منك، ولئن اصبنا به لقد اصبنا بمن كان خيرا منه جده رسول الله صلى الله عليه وسلم فجبر الله مصيبته، وخلف علينا من بعده أحسن الخلافة. ثم شهق ابن عباس وبكى. الحديث.

___________________________________

الامامة والسياسة 144:1.

وفي العقد الفريد 298:2: لما بلغ معاوية موت الحسن بن علي خر ساجدا لله، ثم أرسل إلى ابن عباس وكان معه في الشام فعزاه، وهو مستبشر. وقال له: ابن كم سنة مات أبومحمد؟ فقال له: سنه كان يسمع في قريش فالعجب من أن يجهله مثلك قال: بلغني انه ترك أطفالا صغارا، قال: كل ما كان صغيرا يكبر، وإن طفلنا لكهل وإن صغيرنا لكبير، ثم قال: مالي أراك يا معاوية! مستبشرا بموت الحسن بن علي؟ فوالله لا ينسأ في أجلك، ولا يسد حفرتك، وما أقل بقائك وبقائنا بعده؟ وذكره الراغب في المحاضرات 224:2.

وفي حياة الحيوان 58:1، وتاريخ الخميس 294:2، وفي ط: 328: قال ابن خلكان: لما مرض الحسن كتب مروان بن الحكم إلى معاوية بذلك وكتب إليه معاوية: أن أقبل المطي إلي بخبر الحسن، فلما بلغ معاوية موته سمع تكبيرة من الخضراء فكبر أهل الشام لذلك التكبير فقالت فاختة بنت قريظة لمعاوية: أقر الله عينك، ما الذي كبرت لاجله؟ فقال: مات الحسن. فقالت: أعلى موت ابن فاطمة تكبر؟ فقال: ما كبرت شماتة بموته، ولكن استراح قلبي.

___________________________________

إلى هاهنا ذكره الزمخشرى ايضا في "ربيع الابرار" في الباب الحادى والثمانين، و البدخشى في "نزل الابرار". ودخل عليه ابن عباس فقال: يا ابن عباس! هل تدري ما حدث في أهل بيتك؟ قال: لا أدري ما حدث إلا اني أراك مستبشرا وقد بلغني تكبيرك، فقال: مات الحسن. فقال ابن عباس: رحم الله أبا محمد. ثلاثا، والله يا معاوية! لا تسد حفرته حفرتك، ولا يزيد عمره في عمرك، ولئن كنا اصبنا بالحسن فلقد اصبنا بامام المتقين وخاتم النبيين، فجبر الله تلك الصدعة وسكن تلك العبرة، وكان الخلف علينا من بعده.

وكان ابن هند جذلانا مستبشرا بموت الامام أميرالمؤمنين عليه السلام قبل ولده الطاهر السبط، فبلغ الحسن عليه السلام وكتب اليه فيما كتب: قد بلغني انك شمت بما لا يشمت به ذووالحجى، وإنما مثلك في ذلك كما قال الاول:

وقل للذي يبقى خلاف الذي مضى++

:تجهز لاخرى مثلها فكأن قد

وإنا ومن قد مات منا لكالذي++

يروح فيمسي في المبيت ليقتدي

ولارضاء معاوية منع ذلك الامام الزكي عن أن يقوم؟ أخوه الحسين السبط بانجاز وصيته ويدفنه في حجرة أبيه الشريفة التي هي له، وهو أولى إنسان بالدفن فيها، قال ابن كثير في تاريخه 44:8: فأبى مروان أن يدعه، ومروان يومئذ معزول يريد أن يرضي معاوية. وقال ابن عساكر 226:4 قال "مروان": ما كنت لادع ابن أبي تراب يدفن مع رسول الله، قد دفن عثمان بالبقيع، ومروان يومئذ معزول يريد أن يرضي معاوية بذلك، فلم يزل عدوا لبني هاشم حتى مات.

هذه نماذج من جنايات معاوية على ريحانة الرسول صلى الله عليه وآله ولعل فيما أنساه التاريخ أضعافها، وهل هناك مسائل ابن حرب عما اقترفه السبط المجتبى سلام الله عليه من ذنب استحق من جرائه هذه النكبات والعظائم؟ وهل يسع ابن آكلة الاكباد أن يعد منه شيئا في الجواب؟ غير انه عليه السلام كان سبط محمد صلى الله عليه وآله وقد عطل دين آباء الرجل الذي فارقه كرها ولم يعتنق الاسلام إلا فرقا، وانه شبل علي خليفة الله في أرضه بعد نبيه صلى الله عليه وآله وهو الذي مسح أسلافه الوثنيين بالسيف، وأثكلت امهات البيت الاموي بأجريتهم، ولما ينقضي حزن معاوية على اولئك الطغمة حتى تشفى بأنواع الاذى التي صبها على الامام المجتبى إلى أن اغتاله بالسم النقيع، ولم يملك نفسه حتى استبشر بموته، وسجد شكرا، وأنا لا أدري أللاته سجد أم لله سبحانه؟ وان لسان حاله كان ينشد ما تظاهر به مقول نغله يزيد:

قد قتلت القرم من ساداتهم++

وعدلنا ميل بدر فاعتدل

ليت أشياخي ببدر شهدوا++

جزع الخزرج من وقع الاسل

لعبت هاشم بالملك فلا++

خبر جاء ولا وحي نزل

وانه بضعة الزهراء فاطمة الصديقة حبيبة رسول الله صلى الله عليه وآله ومنها نسله الذين ملاوا الدنيا أوضاحا وغررا من الحسب الوضاء، والشرف الباذخ، والدين الحنيف، كل ذلك ورغبات معاوية على الضد منها، وما تغنيه الآيات والنذر.

وفي الذكر الحكيم: سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الارض بغير الحق،

وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها، وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا، وإن

يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا، ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا

وكانوا عنها غافلين.

الاعراف: 146

معاوية و شيعة أميرالمؤمنين على بن ابي طالب


لم يبرح معاوية مستصغرا كل كبيرة في توطيد سلطانه، مستسهلا دونه كل صعب، فكان من الهين عنده في ذلك كل بائقة، ومن ذلك دؤبه على سفك دماء الشيعة- شيعة الامام الطاهر- في أقطار حكومته، وفي جميع مناطق نفوذه، واستباحة أموالهم وأعراضهم، وقطع اصولهم بقتل ذراريهم وأطفالهم، ولم يستثن النساء، وهم المعنيون بثناء صاحب الرسالة صلى الله عليه وآله عليهم السابقة أحاديثه في الجزء الثالث ص 78 ط 2.

وهب أن هذا الثناء لم يصدر من مصدر النبوة، أو أن روايته لم تبلغ ابن آكلة الاكباد، فهل هم خارجون عن ربقة الاسلام المحرم للنفوس والاموال والحرمات بكتابه وسنة نبيه؟ وهل اقترفوا إثما لا يغفر أو عثروا عثرة لا تقال غير ولا يتهم لامام أجمع المسلمون على خلافته وحث النبي صلى الله عليه وآله امته على اتباعه وولاءه إثر ما نزل في كتاب الله من ولايته؟ أو أن ابن صخر حصل على حكم لم يعرفه المسلمون يعارض كل تلكم الاحكام الواردة في الكتاب والسنة؟ أو انه لا يتحوب بارتكاب الموبقات فيلغ في الدماء ولوغا؟!.

بعث بسر بن أرطاة بعد تحكيم الحكمين، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يومئذ حي، وبعث معه جيشا آخر، وتوجه برجل من عامر ضم اليه جيشا آخر، ووجه الضحاك بن قيس الفهري في جيش آخر، وأمرهم أن يسيروا في البلاد فيقتلوا كل من وجدوه من شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام وأصحابه، وأن يغيروا على سائر أعماله، ويقتلوا أصحابه، ولا يكفوا أيدهم عن النساء والصبيان. فمر بسر لذلك على وجهه حتى انتهى إلى المدينة فقتل بها ناسا من أصحاب علي عليه السلام وأهل هواه، وهدم بها دورا، ومضى إلى مكة فقتل نفرا من آل أبي لهب، ثم أتى السراة فقتل من بها من أصحابه، وأتى نجران فقتل عبدالله بن عبدالمدان الحارثي وابنه، وكانا من

أصهار بني العباس عامل علي عليه السلام، ثم أتى اليمن وعليها عبيدالله بن العباس عامل علي بن أبي طالب وكان غائبا، وقيل: بل هرب لما بلغه خبر بسر فلم يصادفه بسر ووجد ابنين له صبيين فأخذهما بسر لعنه الله

___________________________________

كذا جاء في غير موضع من لفظ الحديث. وذبحهما بيده بمدية كانت معه، ثم انكفأ راجعا إلى معاوية.

وفعل مثل ذلك سائر من بعث به، فقصد العامري إلى الانبار فقتل ابن حسان البكري وقتل رجالا ونساء من الشيعة قال أبوصادقة

___________________________________

أخرجه أبوالفرج مسندا حذفنا إسناده روما للاختصار. أغارت خيل لمعاوية على الانبار فقتلوا عاملا لعلي عليه السلام يقال له: حسان بن حسان، وقتلوا رجالا كثيرا ونساء، فبلغ ذلك علي بن أبى طالب صلوات الله عليه فخرج حتى أتى المنبر فرقيه فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وآله ثم قال:

إن الجهاد باب من أبواب الجنة، فمن تركه ألبسه الله ثوب الذلة، وشمله البلاء، وريب بالصغار، وسيم الخسف، وقد قلت لكم: أغزوهم قبل أن يغزوكم فانه لم يغز قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا. فتواكلتم وتخاذلتم وتركتم قولي ورائكم ظهريا، حتى شنت عليكم الغارات، هذا أخو عامر قد جاء الانبار فقتل عاملها حسان بن حسان وقتل رجالا كثيرا ونساء، والله بلغني انه كان يأتي المرأة المسلمة والاخرى المعاهدة فينزع حجلها ورعاثها ثم ينصرفون موفورين لم يكلم أحد منهم كلما، فلو أن امرءا مسلما مات دون هذا أسفا لم يكن عليه ملوما بل كان به جديرا. الحديث.

أصاب ام حكيم بنت قارظ- زوجة عبيدالله وله على ابنيها فكانت لا تعقل ولا تصغي إلا إلى قول من أعلمها انهما قد قتلا، ولا تزال تطوف في المواسم تنشد الناس ابنيها بهذه الابيات:

يامن أحس بابني اللذين هما++

كالدرتين تشظى عنهما الصدف

يا من أحس بابني اللذين هما++

سمعي وقلبي فقلبي اليوم مردهف

يا من أحس بابني اللذين هما++

مخ العظام فمخي اليوم مختطف

نبئت بسرا وما صدقت ما زعموا++

من قولهم ومن الافك الذي اقترفوا

انحى على ودجي ابني مرهفة++

مشحوذة وكذاك الافك يقترف

حتي لقيت رجالا من ارومته++

شم الانوف لهم في قومهم شرف

فالآن ألعن بسرا حق لعنته++

هذا لعمر أبي بسر هو السرف

من دل والهة حرى مولهة++

على صبيين ضلا إذ غدا السلف

قالوا: ولما بلغ على بن أبي طالب عليه السلام قتل بسر الصبيين جزع لذلك جزعا شديدا، ودعا على بسر لعنه الله فقال: اللهم اسلبه دينه، ولا تخرجه من الدنيا حتى تسلبه عقله. فأصابه ذلك وفقد عقله، وكان يهذي بالسيف ويطلبه فيؤتى بسيف من خشب ويجعل بين يديه زق منفوخ فلا يزال يضربه حتى يسأم. الاغانى 44:15 تا 47، تاريخ ابن عساكر 223:3، الاستيعاب 65:1، النزاع والتخاصم ص 13، تهذيب التهذيب 436 و 435 :1

صورة مفصلة

لقد أشن الغارة معاوية على شيعة اميرالمؤمنين عليه السلام سنة 39 وفرق جيوشه في أصقاع حكومته عليه السلام واختارا ناسا ممن لا خلاق لهم لقتل أولئك الابرياء أينما كانوا وحيثما وجدوا، فوجه النعمان بن بشير في ألف رجل إلى عين التمر.

ووجه سفيان بن عوف في ستة آلاف وأمره أن يأتي "هيت" فيقطعها ثم يأتي الانبار والمدائن فيوقع بأهلها فأتى "هيت" ثم أتى الانبار وطمع في أصحاب علي عليه السلام لقتلهم فقاتلهم فصبر أصحاب علي ثم قتل صاحبهم أشرس بن حسان البكري وثلاثون رجلا، واحتملوا ما في الانبار من أموال أهلها ورجعوا إلى معاوية.

ووجه عبدالله بن مسعدة بن حكمة الفزاري "وكان أشد الناس على على" في ألف وسبعمائة إلى ثيماء، وأمره أن يصدق من مر به من أهل البوادى ويقتل من امتنع، ففعل ذلك وبلغ مكة والمدينة وفعل ذلك.

ووجه الضحاك بن قيس وأمره أن يمر بأسفل واقصة ويغير على كل من مر به ممن هو في طاعة علي عليه السلام من الاعراب، وأرسل ثلاثة آلاف رجل معه فسار الناس

وأخذ الاموال، ومضى إلى الثعلبية وقتل وأغار على مسلحة علي، وانتهى إلى القطقطانة، فلما بلغ عليا أرسل إليه حجر بن عدي في أربعة آلاف فلحق الضحاك بتدمر فقتل منهم تسعة عشر رجلا، وقتل من أصحابه رجلان، وحجز بينهما الليل فهرب الضحاك وأصحابه ورجع حجر ومن معه.

ووجه عبدالرحمن بن قباث بن أشيم إلى بلاد الجزيرة وفيها شيب بن عامر جد الكرماني الذي كان بخراسان، فكتب إلى كميل بن زياد وهو بهيت يعلمه خبرهم، فقاتله كميل وهزمه وغلب على عسكره، وأكثر القتل في أهل الشام وأمر أن لا يتبع مدبر ولا يجهز على جريح.

ووجه الحرث بن نمر التنوخي إلى الجزيرة ليأتيه بمن كان في طاعة علي، فأخذ من اهل دارا سبعة نفر من بني تغلب فوقع هناك من المقتلة ما وقع.

ووجه زهير بن مكحول العامري إلى السماوة، وأمره أن يأخذ صدقات الناس فبلغ ذلك عليا فبعث ثلاثة منهم جعفر بن عبدالله الاشجعي ليصدقوا من في طاعته من كلب وبكر، فوافوا زهيرا فاقتتلوا فانهزم أصحاب علي وقتل جعفر بن عبدالله.

وبعث سنة 40 بسر بن أرطاة في جيش فسار حتى قدم المدينة وبها أبوأيوب الانصاري عامل علي عليها، فهرب أبوأيوب فأتى عليا بالكوفة، ودخل بسر المدينة ولم يقاتله أحد فصعد منبرها فنادى عليه: يا دينار! ويا نجار! ويا زريق!

___________________________________

هذه بطون من الانصار. شيخي شيخي عهدي به بالامس فأين هو؟ يعني عثمان- ثم قال: يا أهل المدينة! والله لولا ما عهد إلي معاوية ما تركت بها محتلما إلا قتلته. فأرسل إلى بني سلمة فقال: والله ما لكم عندي أمان حتى تأتوني بجابر بن عبدالله. فانطلق جابر إلى ام سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله فقال لها: ماذا ترين؟ ان هذه بيعة ضلالة وقد خشيت أن اقتل. قالت: أرى أن تبايع فاني قد أمرت ابني عمر بن أبي سلمة وختني عبدالله بن زمعة أن يبايعا، فأتاه جابر فبايعه، وهدم بسر دورا بالمدينة، ثم سار إلى مكة فخاف أبوموسى أن يقتله فهرب، وكتب أبوموسى إلى اليمن: إن خيلا مبعوثة من عند معاوية تقتل الناس، تقتل

من أبى أن يقر بالحكومة. ثم مضى بسر إلى اليمن وكان عليها عبيدالله بن عباس عاملا لعلي فهرب منه إلى علي بالكوفة، واستخلف عبدالله بن عبدالمدان الحارثي فأتاه بسر فقلته وقتل ابنه، ولقي بسر ثقل عبيدالله بن عباس وفيه ابنان له صغيران فذبحهما وهما: عبدالرحمن وقثم، وقال بعض: إنه وجدهما عند رجل من بني كنانه بالبادية فلما أراد قتلهما قال له الكناني: لم تقتل هذين ولا ذنب لهما؟ فإن كنت قاتلهما فأقتلني معهما، قال: أفعل. فبدأ بالكناني فقتله ثم قتلهما. فخرجت نسوة من بني كنانة فقالت امرأة منهن: يا هذا! قتلت الرجال، فعلام تقتل هذين؟ والله ما كانوا يقتلون في الجاهلية والاسلام، والله يابن أرطاة إن سلطانا لا يقوم إلا بقتل الصبي الصغير، والشيخ الكبير، ونزع الرحمة، وعقوق الارحام، لسلطان سوء، وقتل بسر في مسيره ذلك جماعة من شيعة على باليمن وبلغ عليا الخبر.

تاريخ الطبري 77:6 تا 81، كامل ابن الاثير 162:3 تا 167 تاريخ ابن عساكر 222:3 و 459، الاستيعاب 65:1 و 66، تاريخ ابن كثير319:7 تا 322، وفاء الوفاء 31:1.

وقال ابن عبدالبر في الاستيعاب 65:1: كان يحيى بن معين يقول: كان بسر بن أرطاة رجل سوء. قال أبوعمر: ذلك لامور عظام ركبها في الاسلام فيما نقل أهل الاخبار وأهل الحديث ايضا منها: ذبحه ابني عبدالله بن العباس وهما صغيران بين يدي امهما. وقال الدارقطني: لم تكن له استقامة بعد النبي عليه الصلاة والسلام وهو الذي قتل طفلين لعبيدالله بن العباس. وقال أبوعمرو الشيباني: لما وجه معاوية بن أبي سفيان بسر بن أرطاة الفهري لقتل شيعة علي رضي الله عنه قام اليه معن أو عمرو بن يزيد السلمي وزياد بن الاشهب الجعدي فقال: يا أميرالمؤمنين! نسألك بالله والرحم أن تجعل لبسر على قيس سلطانا فيقتل قيسا بما قتلت به بنو سليم من بني فهر وكنانة يوم دخل رسول الله صلى الله عليه وآله مكة. فقال معاوية: يا بسر لا إمرة لك على قيس فسار حتى أتى المدينة فقتل ابني عبيدالله وفر أهل المدينة ودخلوا الحرة حرة بني سليم. قال أبو عمرو: وفي هذه الخرجة التي ذكر أبوعمرو الشيباني أغار بسر بن أرطاة على همدان

وسبى نسائهم، فكن اول مسلمات سبين في الاسلام، وقتل أحياء من بني سعد "ثم أخرج أبوعمرو باسناده من طريق رجلين عن أبي ذر": انه دعا وتعوذ في صلاة صلاها أطال قيامها وركوعها وسجودها قال: فسئلاه مم تعوذت؟ وفيم دعوت؟ قال تعوذت بالله من يوم البلاء يدركني، ويوم العورة أن أدركه. فقالا: وما ذاك؟ فقال: أما يوم البلاء فتلقى فئتان من المسلمين فيقتل بعضهم بعضا، وأما يوم العورة فإن نساءا من المسلمات يسبين فيكشف عن سوقهن فأيتهن كانت أعظم ساقا اشتريت على عظم ساقها، فدعوت الله أن لا يدركني هذا الزمان ولعلكما تدركانه. فقتل عثمان ثم أرسل معاوية بسر بن أرطاة إلى اليمن فسبى نساء مسلمات فأقمن في السوق.

وفي تاريخ ابن عساكر220:3 تا 224: كان بسر من شيعة معاوية بن أبي سفيان وشهد معه صفين، وكان معاوية وجهه إلى اليمن والحجاز في أول سنة أربعين، وأمره أن يستقرأ من كان في طاعة علي فيوقع بهم، ففعل بمكة والمدينة واليمن أفعالا قبيحة وقد ولي البحر لمعاوية. وقتل باليمن ابني عبيدالله بن العباس. وقال الدارقطني: ان بسرا كانت له صحبة ولم يكن له استقامة بعد النبي صلى الله عليه وسلم "يعني: أنه كان من أهل الردة".

قال: وروى البخاري في التاريخ: ان معاوية بعث بسرا سنة سبع وثلاثين فقدم المدينة فبايع ثم انطلق إلى مكة واليمن فقتل عبدالرحمن وقثم ابني عبيدالله بن عباس وفي رواية الزهري: أن معاوية بعثه سنه تسع وثلاثين فقدم المدينة ليبلغ الناس فأحرق دار زرارة

___________________________________

صحابى توجد ترجمته في معاجم الصحابة. "2" صحابى مترجم له في المعاجم. بن خيرون أخي بني عمرو بن عوف بالسوق، ودار رفاعة

___________________________________

صحابى مترجم له في المعاجم. ابن رافع، ودار عبدالله

___________________________________

صحابى ترجم له اصحاب فهارس الصحابة. بن سعد من بني الاشهل، ثم استمر إلى مكة واليمن فقتل عبدالرحمن بن عبيد، وعمرو

___________________________________

صحابى مذكور في عدالصحابة. بن ام إدراكة الثقفي، وذلك ان معاوية بعثه

/ 41