غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 11

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 11

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


واستدل به الجمهور على أن الاولى ترك اللحية على حالها، وأن لا يقطع منها شيئ وهو قول الشافعي وأصحابه، وقال القاضي عياض: يكره حلقها وقصها وتحريقها. وقال القرطبي في المفهم: لا يجوز حلقها ولا نتفها ولا قص الكثير منها قال القاضي عياض: وأما الاخذ من طولها فحسن. قال: وتكره الشهرة في تعظيمها كما يكره في قصها، وجزها قال: وقد اختلف السلف هل لذلك حد: فمنهم من لم يحدد شيئا في ذلك إلا أنه لا يتركها لحد الشهرة ويأخذ منها، وكره مالك طولها جدا، ومنهم من حدد بمازاد على القبضة فيزال، ومنهم من كره الاخذ منها إلا في حج أو عمرة.

2- قال الغزالي في الاحياء 146:1: قوله صلى الله عليه وسلم: اعفوا اللحى. أي كثروها وفي الخبر: إن اليهود يعفون شواربهم، ويقصون لحاهم، فخالفوهم وكره بعض العلماء الحلق ورآه بدعة. وقال في ص 148: وقد اختلفوا فيما طال منها فقيل: إن قبض الرجل على لحيته وأخذ ما فضل عن القبضة فلا بأس، فقد فعله ابن عمر وجماعة من التابعين، واستحسنه الشعبى وابن سيرين، وكرهه الحسن وقتادة وقالا: تركها عافية احب لقوله صلى الله عليه وسلم: اعفوا اللحى. والامر في هذا قريب إن لم ينته إلى تقصيص اللحية وتدويرها من الجوانب، فإن الطول المفرط قد يشوه الخلقة ويطلق ألسنة المغتابين بالنبز إليه، فلا بأس بالاحتراز عنه على هذه النية.

3- قال ابن حجر في فتح الباري 288:10 عند ذكر حديث نافع: كان ابن عمر إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته فما فضل أخذه: الذي يظهر أن ابن عمر كان لا يخص هذا التخصيص بالنسك، بل كان يحمل الامر بالاعفاء على غير الحالة التي تشوه فيها الصورة بإفراط طول شعر اللحية أو عرضه، فقد قال الطبري: ذهب قوم إلى ظاهر الحديث فكرهوا تناول شيئ من اللحية من طولها ومن عرضها، وقال قوم: إذا زاد على القبضة يؤخذ الزائد، ثم ساق بسنده إلى ابن عمر انه فعل ذلك، وإلى عمر انه فعل ذلك برجل، ومن طريق أبي هريرة انه فعله، وأخرج ابوداود من حديث جابر بسند حسن قال: كنا نعفي السبال إلا في حج أو عمرة. وقوله: نعفي. بضم اوله وتشديد الفاء أي نتركه وافرا، وهذا يؤيد ما نقل عن ابن عمر فإن السبال بكسر المهملة وتخفيف الموحدة جمع سبلة بفتحتين وهي ما طال من شعر اللحية فأشار جابر

إلى أنهم يقصرون منها في النسك ثم حكى الطبري اختلافا فيما يؤخذ من اللحية، هل له حد أم لا؟ فأسند عن جماعة الاقتصار على أخذ الذي يزيد منها على قدر الكف، وعن الحسن البصري: انه يؤخذ من طولها وعرضها ما لم يفحش، وعن عطاء نحوه قال: وحمل هؤلاء النهي على منع ما كانت الاعاجم تفعله من قصها وتخفيفها، قال: وكره آخرون التعرض لها إلا في حج أو عمرة، وأسنده عن جماعة واختار قول عطاء، وقال: إن الرجل لو ترك لحيته لا يتعرض لها حتى أفحش طولها وعرضها لعرض نفسه لمن يسخر به، واستدل بحدث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذ من لحيته من عرضها وطولها، وهذا أخرجه الترمذي، ونقل عن البخاري انه قال في رواية عمر بن هارون: لا أعلم له حديثا منكرا إلا هذا، وقد ضعف عمر بن هارون مطلقا جماعة.

وقال عياض: يكره حلق اللحية وقصها وتجذيفها، وأما الاخذ من طولها وعرضها إذا عظمت فحسن، بل تكره الشهرة في تعظيمها كما يكره في تقصيرها كذا قال: وتعقبه النووي بانه خلاف ظاهر الخبر في الامر بتوفيرها قال: والمختار تركها على حالها وأن لا يتعرض لها بتقصير ولا غيره. وكان مراده بذلك في غير النسك لان الشافعي نقص على استحبابه فيه.

وقال في ص 289: أنكر ابن التين ظاهر ما نقل عن ابن عمر فقال: ليس المراد أنه كان يقتصر على قدر القبضة من لحيته بل كان يمسك عليها فيزيل ما شذ منها فيمسك من أسفل ذقنه بأصابعه الاربعة ملتصقة فيأخذ ما سفل عن ذلك ليتساوى طول لحيته، قال أبوشامة: وقد حدث قوم يحلقون لحاهم وهو أشد مما نقل عن المجوس انهم كانوا يقصونها. وقال النووي: يستثنى من الامر باعفاء اللحى ما لو نبتت للمرأة لحية فانه يستحب لها حلقها، وكذا لو نبت لها شارب أو عنفقة.

4- قال المناوي في "فيض القدير" 198:1: اعفوا اللحى وفروها، فلا يجوز حلقها ولا نتفها، ولا قص الكثير منها، كذا في التنقيح، ثم زاد الامر تأكيدا مشيرا إلى العلة بقوله: ولا تشبهوا باليهود في زيهم الذي هو عكس ذلك، وفي خبر ابن حبان بدل اليهود: المجوس. وفي آخر: المشركين. وفي آخر: آل كسرى. قال الحافظ العراقي:

والمشهور أنه من فعل المجوس فيكره الاخذ من اللحية، واختلف السلف فيما طال منها فقيل: لا بأس أن يقبص عليها ويقص ما تحت القبضة كما فعله إبن عمر، ثم جمع من التابعين واستحسنه الشعبي وابن سيرين، وكرهه الحسن وقتادة، والاصح كراهة أخذ مالم يتشعث ويخرج عن السمت مطلقا.

5- قال السيد علي القاري في شرح الشفا للقاضي:

___________________________________

هامش شرح الخفاجى 343:1. حلق اللحية منهي عنه، وأما إذا طالت زيادة على القبضة فله أخذها. 6

- في شرح الخفاجي على الشفا 343:1: وتقصير اللحية حسن كما مر، و هيئته تحصل بقص ما زاد على القبضة، ويؤخذ من طولها ايضا، وأما حلقها فمهني عنه لانه عادة المشركين.

7- قال الشوكاني في |نيل الاوطار| 136:1: اعفاء اللحية توفيرها كما في القاموس، وفي رواية للبخاري: وفروا اللحى. وفي رواية اخرى لمسلم: اوفوا اللحى. وهو بمعناه، وكان من عادة الفرس قص اللحية فنهى الشارع عن ذلك وأمر باعفائها. قال القاضي عياض: يكره حلق اللحية وقصها وتحريقها، وأما الاخذ من طولها وعرضها فحسن. ثم نقل الاقوال في حد ما زاد.

وقال في ص 142: قد حصل من مجموع الاحاديث خمس روايات: اعفوا. واوقوا. وأرخوا. وارجوا. ووفروا. ومعناها كلها تركها على حالها. قوله: خالفوا المجوس. قد سبق انه كان من عادة الفرس قص اللحية فنهى الشرع عن ذلك.

8- في شرح راموز الحديث 141:1: أشار إلى العلة في خبر ابن حبان: المجوس بدل اليهود، وفي آخر: المشركين. وفي اخرى: كسرى. قال العراقي: المشهور: انه فعل المجوس، فكره الاخذ من اللحية، واختلف السلف فيما طال. ثم نقل الاقوال التي ذكرناها.

9- أحسن كلمة تجمع شتات الفتاوى وآراء ائمة المذاهب في المسألة ما أفاده الاستاذ محفوظ في "الابداع في مضار الابتداع"

___________________________________

تأليف الاستاذ الكبير الشيخ على محفوظ أحد مدرسى الازهر الشريف "الطبعة الرابعة". ص 405 قال: ومن أقبح العادات ما اعتاده

الناس اليوم من حلق اللحية وتوقير الشارب، وهذه البدعة كالتي قبلها سرت إلى المصريين من مخالطة الاجانب واستحسان عوائدهم حتي استقبحوا محاسن دينهم وهجروا سنة نبيهم محمد صلى الله عليه وآله فعن إبن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله قال: خالفوا المشركين وفروا اللحى واحفوا الشوارب. وكان ابن عمر إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته فما فضل أخذه. رواه البخاري وروى مسلم عن ابن عمر إيضا عن النبي صلى الله عليه وآله قال: احفوا الشوارب واعفوا اللحى "إلى أن قال بعد ذكر عدة من أحاديث الباب": والاحاديث في ذلك كثيرة وكلها نص في وجوب توقير اللحية وحرمة حلقها والاخذ منها على ما سيأتي.

ولا يخفى أن قوله: خالفوا المشركين وقوله: خالفوا المجوس. يؤيدان الحرمة فقد أخرج أبوداود وابن حبان وصححه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من تشبه بقوم فهو منهم. وهو غاية في الزجر عن التشبه بالفساق أو بالكفار في أي شئ مما يختصون به من ملبوس أو هيأة، وفي ذلك خلاف العلماء منهم من قال بكفره وهو ظاهر الحديث. ومنهم من قال: لا يكفر ولكن يؤدب.

فهذان الحديثان بعد كونهما أمرين دالان على أن هذا الصنع من هيآت الكفار الخاصة بهم إذ النهي إنما يكون عما يختصون به. فقد نهانا صلى الله عليه وآله عن التشبه بهم عاما في قوله: من تشبه. ومن افراد هذا العام حلق اللحية. وخاصا في قوله: وفروا اللحى خالفوا المجوس، خالفوا المشركين.

ثم ما تقدم من الاحاديث ليس على اطلاقه فقد روى الترمذي عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يأخذ من لحيته من عرضها وطولها. وروى ابوداود والنسائي: ان ابن عمر كان يقبض على لحيته فيقطع ما زاد على الكف. وفي لفظ: ثم يقص ما تحت القبضة. وذكره البخاري تعليقا. فهذه الاحاديث تقيد ما رويناه آنفا. فيحمل الاعفاء على إعفائها من أن يأخذ غالبها أو كلها.

وقد اتفقت المذاهب الاربعة على وجوب توفير اللحية وحرمة حلقها والاخذ القريب منه.

الاول: مذهب الحنفية قال في "الدر المختار": ويحرم على الرجل قطع لحيته

وصرح في النهاية بوجوب قطع ما زاد على القبضة "بالضم" وأما الاخذ منها وهي دون ذلك كما يفعله بعض المغاربة ومخنثة الرجال فلم يبحه أحد. وأخذ كلها فعل يهود الهند ومجوس الاعاجم اه د وقوله: وما وراء ذلك يجب قطعه. هكذا عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه كان يأخذ من اللحية من طولها وعرضها، كما رواه الامام الترمذي في جامعه، ومثل ذلك في أكثر كتب الحنفية.

الثاني: مذهب السادة المالكية حرمة حلق اللحية وكذا قصها إذا كان يحصل به مثلة. وأما إذا طالت قليلا وكان القص لا يحصل به مثلة فهو خلاف الاولى أو مكروه كما يؤخذ من شرح الرسالة لابي الحسن وحاشيته للعلامة العدوي رحمهم الله.

الثالث: مذهب السادة الشافعية، قال في شرح العباب: فائدة قال الشيخان: يكره حلق اللحية. واعترضه ابن الرفعة بأن الشافعي رضي الله عنه نص في الام على التحريم. وقال الاذرعي: الصواب تحريم حلقها جملة لغير علة بها. اه د ومثله في حاشية ابن قاسم العبادي على الكتاب المذكور.

الرابع: مذهب السادة الحنابلة نص في تحريم حلق اللحية. فمنهم من صرح بأن المعتمد حرمة حلقها. ومنهم من صرح بالحرمة ولم يحك خلافا كصاحب الانصاف، كما يعلم ذلك بالوقوف على شرح المنتهى وشرح منظومة الآداب وغيرهما.

ومما تقدم تعلم أن حرمة حلق اللحية هي دين الله وشرعه الذي لم يشرع لخلقه سواه، وأن العمل على غير ذلك سفه وضلالة، أو فسق وجهالة، أو غفلة عن هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وآله

نعم: لم يكن الشبلي ولا الحافظ الذي يثني عليه بحلق لحيته في حب الله، ولا الحفاظ الآخرون الذين أطنبوا القول حول لحية أبي بكر الصديق محتاجين إلى اللحية، بل كانوا يفتقرون إلى عقل تام كما جاء فيما ذكره السمعاني في الانساب في "الرستمي" عن مطين بن احمد قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت له: يا نبي الله! أشتهي لحية كبيرة. فقال: لحيتك جيدة وأنت محتاج إلى عقل تام.

عمود نور من السماء إلى قبر الحنبلى


ذكر ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب 46:3 في ترجمة أبي بكر عبدالعزيز بن جعفر الحنبلي المعروف بغلام الخلال المتوفى سنة 363 قال: حكى أبوالعباس ابن أبي عمرو الشرابي قال: كان لنا ذات ليلة خدمة أمسيت لاجلها، ثم إني خرجت منها نوبة الناس وتوجهت إلى داري بباب الازج، فرأيت عمود نور من جوف السماء إلى جوف المقبرة فجعلت أنظر إليه ولا ألتفت خوفا أن يغيب عني إلى أن وصلت إلى قبر أبي بكر عبدالعزيز فإذا أنا بالعمود من جوف السماء إلى القبر: فبقيت متحيرا ومضيت وهو على حاله.

قال الاميني: أبوبكر الحنبلي هذا هو شيخ الحنابلة وعالمهم في عصره صاحب التصانيف وهو الراوي عن الخلال عن الحمصي عن إمام الحنابلة أحمد: انه سئل عن التفضيل فقال: من قدم عليا على أبي بكر فقد طعن على رسول الله صلى الله عليه وآله، ومن قدمه على عمر فقد طعن على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى أبي بكر، ومن قدمه على عثمان فقد طعن على أبي بكر وعمر وعثمان وعلى أهل الشوري والمهاجرين والانصار.

وليت مثقال ذرة من ذلك النور الخيالي الممتد من قبر الرجل سطع على مكمن بصيرته ابان حياته، فلا يخضع لكلمة شيخه التافهة هذه التي تخالف الكتاب والسنة وإن مقدار الرجل ينبو عن التدخل في هذا الشأن العظيم الذي ليس هو من رجاله لكن "حن قدح ليس منها" أنى يقع قوله في التفضيل مع آيتي المباهلة والتطهير؟

ومقتضى الاولى اتحاد مولانا اميرالمؤمنين عليه السلام مع صنوه النبي الاعظم صلى الله عليه وآله فيما يمكن اتحاد شخصين فيه، وليست هي إلا الفضائل والفواضل والمكارم والمآثر ما خلا النبوة فما ظنك برجل يوازنه صلى الله عليه وآله فيما ذكرناه من الفضل؟ أليس من السخف أن يقال: من قدم عليا. إلخ؟ ومقتضى الثانية عصمته صلوات الله عليه عن جميع الذنوب والمعاصي، وهل يوازي المعصوم من يجتحر السيئات ويقترف الآثام؟ لكن صاحب النور يروي: من قدم عليا. إلخ. ولا يبالي بما يروي.

فمقتضى المقام أن يقال: من قدم أحدا على مولانا أميرالمؤمنين فقد طعن على

الكتاب الكريم ومن صدع به صلى الله عليه وآله ومن أنزله جلت عظمته.

وأنى يقع قول صاحب النور المروي عن إمامه أحمد أمام السنة المتواترة الواردة من شتى النواحي في فضل الامام صلوات الله عليه المتقدمة في الاجزاء السابقة من هذا الكتاب؟

___________________________________

وسيوافيك قول احمد وجمع آخرين من ائمة الحديث: لم يرد في حق أحد من الصحابة بالاسانيد الحسان أكثر مما جاء في حق على بن أبى طالب. وقول حبر الامة ابن عباس: ما نزل في أحد من كتاب الله ما نزل في على. فمن قدمه سلام الله عليه على أبي بكر وصاحبيه فقد جاء بالحجة البالغة، والنور الساطع، وأخذ بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها.

تمر ينقلب رطبا لابن سمعون


أخرج الخطيب في تاريخه 275:1 قال: حدثنا أبوبكر محمد بن محمد الطاهري قال: سمعت أبا الحسين ابن سمعون

___________________________________

الواعظ الشهير الامام القدوة الناطق بالحكمة كما في المنتظم والشذرات توفى 387. يذكر أنه خرج من مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم قاصدا بيت المقدس، وحمل في صحبته تمرا صيحانيا، فلما وصل إلى بيت المقدس ترك التمر مع غيره من الطعام في الموضع الذي كان يأوي إليه، ثم طالبته نفسه بأكل الرطب فأقبل عليها باللائمة وقال: من أين لنا في هذا الموضع رطب؟ فلما كان وقت الافطار عمد إلى التمر ليأكل منه فوجده رطبا صيحانيا! فلم يأكل منه شيئا، ثم عاد إليه من الغد عشية فوجده تمرا على حالته الاولى فأكل منه.

وذكره ابن العماد في الشذرات 126:3.

ابن سمعون يخبر عما يراه النائم


أخرج ابن الجوزي في المنتظم 199:7 من طريق أبي بكر الخطيب البغدادي عن أبي طاهر محمد بن علي بن العلاف قال: حضرت أباالحسين ابن سمعون يوما في مجلس الوعظ وهو جالس على كرسيه يتكلم، وكان أبوالفتح القواس جالسا إلى جنب الكرسي فغشيه النعاس ونام، فأمسك أبوالحسين عن الكلام ساعة حتى استيقظ

أبوالفتح ورفع رأسه فقال له أبوالحسين: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نومك؟ قال: نعم، فقال أبوالحسين: لذلك أمسكت عن الكلام خوفا أن تنزعج وتنقطع عما كنت فيه.

ابن سمعون وصبية الرصاص


قال إبن الجوزي في المنتظم 198:7: حكي أن الرصاص الزاهد كان يقبل رجل ابن سمعون دائما فلا يمنعه فقيل له في ذلك فقال: كان في داري صبية خرج في رجلها الشوكة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم فقال لي: قل لابن سمعون: يضع رجله عليها فإنها تبرأ، فلما كان من الغد بكرت إليه فرأيته قد لبس ثيابه فسلمت عليه فقال: بسم الله فقلت: لعل له حاجة أمضي معه وأعرض عليه في الطريق حديث الصبية فجاء إلى داري فقال: بسم الله. فدخلت وأخرجت الصبية إليه وقد طرحت عليها شيئا فترك رجله عليها، وانصرف وقامت الجارية معافاة فأنا اقبل رجله أبدا.

ملك ينزل لابى المعالى


كان أبوالمعالي البغدادي المتوفى 496 من الصلحاء الزهاد، ذكر انه أصابته فاقة شديدة في شهر رمضان فعزم على الذهاب إلى بعض الاصحاب ليستقرض منه شيئا قال: فبينما أنا اريده إذا بطائر قد سقط على كتفى وقال: يا أبا المعالي! أنا الملك الفلاني لا تمض إليه نحن نأتيك به. قال: فبكر إلي الرجل.

رواه ابن الجوزي في المنتظم 136:9، وابن كثير في تاريخه 163:12.

ألا تعجب من ابن الجوزي لا يمر على منقبة من مناقب آل الرسول صلى الله عليه وآله إلا وحكم عليها بالوضع أو الضعف أو الوهن، لكنه يرسل هذه الخزعبلات إرسال المسلم، ولا ينبس في اسنادها ببنت شفة، ولا في متونها بما يقتضيه المقام من التنفيذ والاحالة؟ كل ذلك لانه غال فيمن يحبهم، وقال لمن يشنأهم.

الله يكلم أبا حامد الغزالى


قال صاحب مفتاح السعادة 194:2: قال- أبوحامد الغزالي

___________________________________

أبوحامد محمد بن محمد الطوسى الشافعى حجة الاسلام الغزالى صاحب كتاب "إحياء العلوم" ولد بطوس 450 وتوفى 505. في بعض

مؤلفاته: كنت في بدايتي منكرا لاحوال الصالحين ومقامات العارفين حتى حظيت بالواردات، فرأيت الله تعالى في المنام فقال لي يا أبا حامد! قلت: أو الشيطان يكلمني؟ قال: لا. بل أنا الله المحيط بجهاتك الست ثم قال: يا أبا حامد! ذر أساطيرك وعليك بصحبة أقوام جعلتهم في أرضي محل نظري، وهم أقوام باعوا الدارين بحبي. فقلت: بعزتك إلا أذقتني برد حسن الظن بهم. فقال: قد فعلت ذلك والقاطع بينك وبينهم تشاغلك بحب الدنيا، فاخرج منها مختارا قبل أن تخرج منها صاغرا، فقد أمضيت عليك نورا من أنوار قدسي، فقم وقل. قال: فاستيفظت فرحا مسرورا وجئت إلى شيخي يوسف النساج فقصصت عليه المنام فتبسم وقال: يا أبا حامد! هذا ألواحنا في البداية فمحوناها، بلى إن صحبتني سأكحل بصر بصيرتك بأثمد التأييد حتى ترى العرش ومن حوله، ثم لا ترضى بذلك حتى تشاهد ما لا تدركه الابصار، فتصفو من كدر طبيعتك، وترتقى على طور عقلك، وتسمع الخطاب من الله تعالى- كما كان لموسى عليه السلام:أنا الله رب العالمين.

قال الاميني: مادح نفسه يقرءك السلام. ليت شعري هل كان يضيق فم الشيطان عن أن يقول: أنا الله المحيط بجهاتك الست، كما لم تضق أفواه المدعين للربوبية في سالف الدهر؟ فمن اين عرف الغزالي بصرف الدعوى انه هو الله؟ ولماذا لم يحتمل بعد انه هو الشيطان؟ وإن كان قد صدق الرؤيا وأذعن بان الله هو الذي خاطبه فلماذا لم يدع الاساطير وقد خوطب ب د: ذر الاساطير. ولم ينسج على نول النساج شيخه إلا التافهات؟

وليته كان يوجد في صيدلية النساج كحل آخر تحد بصر الغزالي وبصيرته حتى لا يبوء بإثم كبير مما في إحيائه من رياضيات غير مشروعة محبذة من قبله كقصة لص الحمام وغيرها، وحديث منعه عن لعن يزيد اللعين في باب آفات اللسان إلى أمثاله الكثير الباطل.

وما أحد أثمد النساج الذي يترك من اكتحل به لا يرضى بعد رؤيته العرش ومن حوله، حتى يشاهد ما لا تدركه الابصار، ويسمع الخطاب- كما سمعه موسى-: أنا الله رب العالمين؟ وأنا إلى الغاية لا أدري ان موسى عليه السلام المشارك له في السماع هل

شاركه في الرؤية؟ ولعل صاحب الهذيان يجد نفسه مربية على نبي الله موسى الذي هو من اولي العزم من الرسل، وخوطب بقول الله العزيز: لن تراني ياموسى! هكذا فليكن السالك المجاهد الغزال.

يد الغزالى في يد سيد المرسلين


قال الشيخ الامام الزاهد شمس الدين أبوعبدالله محمد بن محمد الجلالي النسائي الشافعي: رأيت في بعض تصانيف الشيخ الامام مسعود الطرازي: ان الامام أبا حامد الغزالي رحمه الله كان قد أوصى أن يلحده الشيخ أبوبكر النساج الطوسي تلميذ الشيخ الامام أبي القاسم الكرساني قال: فلما ألحده وخرج من اللحد خرج متغيرا منتقع اللون فقيل له في ذلك فلم يخبر بشيئ، فأقسموا عليه بالله إلا ما أخبرتهم فقال: إني لما وضعته في اللحد شاهدت يدا يمنى قد خرجت من تجاه القبلة وسمعت هاتفا يقول: ضع يد محمد الغزالي في يد سيد المرسلين محمد المصطفى العربي صلى الله عليه وآله فوضعتها فيها ثم خرجت كما ترون أو كما قال قدس الله روحه العزيز.

___________________________________

مفتاح السعادة 207:2.

لقد علم الغزالي أن للنساج عليه يدا واجبة بتكحيله بأثمده المتقدم ذكره، فكان منه بدء هدايته، فأحب أن يكون هو المجهز له في الغاية، وعرف ان الرجل نسيج وحده في وشي الخرافات، فأوصى إليه ما أوصى، وأحسب ان يد الغزالي التي وضعها في يد النبي محمد صلى الله عليه وآله غير التي حمل القلم الذي خط به كتاب "الاحياء" المشحون بالاباطيل والاضاليل أو غيره من كتبه التى تحوي أمثال قصة الرؤية والاثمد.

احياء العلوم للغزالى


عن الامام أبي الحسن المعروف بابن حرازم- ويقال: ابن حرزم- وكان مطاعا في بلاد المغرب انه لما وقف على "إحياء العلوم" للغزالي أمر باحراقه. وقال: هذا بدعة مخالف للسنة، فأمر باحضار ما في تلك البلاد من نسخ الاحياء، فجمعوا وأجمعوا على إحراقها يوم الجمعة، وكان إجماعهم يوم الخميس، فلما كان ليلة الجمعة رأى

/ 41