غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 11

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 11

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


ابوالحسن في المنام كأنه دخل من باب الجامع، ورأى في ركن المسجد نورا وإذا بالنبي صلى الله عليه وآله وأبي بكر وعمر جلوس والامام الغزالي قائم وبيده "الاحياء" وقال: يا رسول الله! هذا خصمي ثم جثا على ركبتيه وزحف عليهما إلى أن وصل إلى النبي صلى الله عليه وآله فناوله "كتاب الاحياء" وقال: يا رسول الله! انظر فيه فإن كان فيه بدعة مخالفة لسنتك كما زعم تبت إلى الله، وإن كان شيئا تستحسنه حصل لي من بركتك فأنصفني من خصمي، فنظر فيه رسول الله صلى الله عليه وآله ورقة ورقة إلى آخره ثم قال: والله إن هذا شيئ حسن، ثم ناوله أبابكر رضي الله عنه فنظر فيه كذلك، ثم قال: نعم، والذي بعثك بالحق يارسول الله! إنه لحسن. ثم ناوله عمر رضي الله عنه فنظر فيه كذلك ثم قال كما قال أبوبكر رضي الله عنه. فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله بتجريد أبي الحسن وضربه حد المفتري فجرد وضرب ثم شفع فيه أبوبكر بعد خمسة أسواط وقال: يا رسول الله!إنما فعل ذلك إجتهادا في سنتك وتعظيما. فعفا عنه أبوحامد عند ذلك، فلما استيقظ أبوالحسن من منامه وأصبح أعلم أصحابه بما جرى ومكث قريبا من الشهر متألما من الضرب ثم سكن عنه الالم ومكث إلى أن مات وأثر السياط على ظهره وصار ينظر كتاب "الاحياء" ويعظمه وينتحله أصلا أصيلا.

وفي لفظ اليافعي: وبقيت متوجعا لذلك خمسا وعشرين ليلة، ثم رأيت النبي صلى الله عليه وآله جاء ومسح علي وتوبني فشفيت ونظرت في "الاحياء" ففهمته غير الفهم الاول. و ذكره السبكي في طبقاته 132:4 وقال: هذه حكاية صحيحة حكاها لنا جماعة من ثقات مشيختنا عن الشيخ العارف ولي الله سيدي ياقوت الشاذلي، عن شيخنا السيد الكبير ولي الله أبي العباس المرسي، عن شيخه الشيخ الكبير ولي الله أبي الحسن الشاذلي قدس الله تعالى اسرارهم

___________________________________

كذا حكى عن السبكى والمطبوع من طبقاته يخالفه في بعض الالفاظ.

وذكره المولى احمد طاش كبرى زاده في مفتاح السعادة 209:3، واليافعي في مرآت الجنان 322:3:

وقال السبكي في طبقاته: 113:4: كان في زماننا شخص يكره الغزالي ويذمه

ويستعيبه في الديار المصريه فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وأبابكر وعمر رضي الله عنهما بجانبه والغزالي جالس بين يديه وهو يقول: يا رسول الله! هذا يتكلم في، وان النبي صلى الله عليه وسلم قال: هاتوا السياط، وأمر به فضرب لاجل الغزالي، وقام هذا الرجل من النوم وأثر السياط على ظهره، ولم يزل كان يبكي ويحكيه للناس. وسنحكي منام أبي الحسن ابن حرزم المغربي المتعلق بكتاب "الاحياء" وهو نظير هذا.

قال الاميني: نعما هي لو صدقت الاحلام؟ إنا نحن نربأ صاحب الرسالة عن الاصفاق على تصديق مثل هذا الكتاب الذي هو في كثير من مواضيعه على الطرف النقيض لما صدع به من شريعته المقدسة، وليست أباطيل الغزالي بألغاز لا يحلها إلا الفني فيها، وإنما هي سرد متعارف يعرفها كل من وقف عليها من أهل العلم، وليس فهمها قصرا على قوم دون آخرين، فهي فتق لا يرتق، وصدع لا يرأب.

قال ابن الجوزي في المنتظم 169:9: أخذ في تصنيف كتاب "الاحياء" في القدس ثم أتمه بدمشق إلا انه وضعه على مذهب الصوفية وترك فيه قانون الفقه مثل انه ذكر في محو الجاه ومجاهدة النفس: ان رجلا أراد محو جاهه فدخل الحمام فلبس ثياب غيره، ثم لبس ثيابه فوقها، ثم خرج يمشي على محل حتى لحقوه فأخذوها منه وسمي سارق الحمام، وذكر مثل هذا على سبيل التعليم للمريدين قبيح، لان الفقه يحكم بقبح هذا فإنه متى كان للحمام حافظ وسرق سارق قطع، ثم لا يحل لمسلم أن يتعرض بأمر يأثم الناس به في حقه. وذكر ان رجلا اشترى لحما فرأى نفسه تستحيي من حمله إلى بيته فعلقه في عنقه ومشى، وهذا في غاية القبح، ومثله كثير ليس هذا موضعه، وقد جمعت أغلاط الكتاب وسميته "إعلام الاحياء بأغلاط الاحياء" وأشرت إلى بعض ذلك في كتابي المسمى "بتلبيس ابليس" مثل ما ذكر في كتاب النكاح: ان عائشة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: أنت الذي تزعم انك رسول الله. وهذا محال.

إلى أن قال:

وذكر في كتاب "الاحياء" من الاحاديث الموضوعة وما لا يصح غير قليل، وسبب ذلك قلة معرفته بالنقل، فليته عرض تلك الاحاديث على من يعرف، وإنما نقل نقل حاطب ليل. وكان قد صنف للمستظهر كتابا في الرد على الباطنية، وذكر في آخر

مواعظ الخلفاء فقال: روي ان سليمان بن عبدالملك بعث إلى أبي حازم: ابعث إلي من إفطارك. فبعث إليه نخالة مقلوة فبقي سليمان ثلاثة أيام لا يأكل، ثم أفطر عليها وجامع زوجته، فجاءت بعبد العزيز، فلما بلغ ولد له عمر بن عبدالعزيز. وهذا من أقبح الاشياء لان عمر ابن عم سليمان وهو الذي ولاه، فقد جعله ابن ابنه، فما هذا حديث من يعرف من النقل شيئا أصلا. الخ.

وقال ابن الجوزي في "تلبيس ابليس" ص 352: قد حكى أبوحامد الغزالي في كتاب" الاحياء" قال: كان بعض الشيوخ في بداية إرادته يكسل عن القيام فألزم نفسه القيام على رأسه طول الليل لتسمح نفسه بالقيام عن طوع. قال: وعالج بعضهم حب المال بأن باع جميع ماله ورماه في البحر إذا خاف من تفرقته على الناس رعونة الجود ورياء البذل. قال: وكان بعضهم يستأجر من يشتمه على ملا من الناس ليعود نفسه الحلم. قال: وكان آخر يركب البحر في الشتاء عند اضطراب الموج ليصير شجاعا. ثم قال:

قال المصنف رحمه الله: أعجب من جميع هؤلاء عندي أبوحامد كيف حكى هذه الاشياء ولم ينكرها؟ وكيف ينكرها وقد أتى بها في معرض التعليم؟ وقال قبل أن يورد هذه الحكايات: ينبغي للشيخ أن ينظر إلى حالة المبتدئ فإن رأى معه مالا فاضلا عن قدر حاجته أخذه وصرفه في الخير، وفرغ قلبه منه حتى لا يلتفت إليه. وإن رأى الكبرياء قد غلب عليه أمره أن يخرج إلى السوق للكد ويكلفه السؤال والمواظبة على ذلك. وإن رأى الغالب عليه البطالة استخدمه في بيت الماء وتنظيفه وكنس المواضع القذرة وملازمة المطبخ ومواضع الدخان. وإن رأى شره الطعام غالبا عليه الزم الصوم، وإن رآه عزبا ولم تنكسر شهوته بالصوم أمره أن يفطر ليلة على الماء دون الخبز وليلة على الخبز دون الماء ويمنعه اللحم رأسا. فقال:

قلت: وإني لاتعجب من "أبي حامد" كيف يأمر بهذه الاشياء التي تخالف الشريعة؟ وكيف يحل القيام على الرأس طول الليل فينعكس الدم إلى وجهه ويورثه ذلك مرضا شديدا؟ وكيف يحل رمي المال في البحر؟ وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال. وهل يحل سب مسلم بلا سبب؟ وهل يجوز للمسلم أن يستأجر على ذلك

وكيف يجوز ركوب البحر زمان اضطرابه؟ وذاك زمان قد سقط فيه الخطاب بأداء الحج، وكيف يحل السؤال لمن يقدر أن يكتسب؟ فما أرخص ما باع أبوحامد الغزالي الفقه بالتصوف؟.

وقال: وحكى أبوحامد: ان أبا تراب النخشبي قال لمريد له: لو رأيت أبا يزيد مرة واحدة كان أنفع لك من رؤية الله سبعين مرة. فقال: قلت: وهذا فوق الجنون بدرجات.

هذه جملة من كلمات ابن الجوزي حول "إحياء العلوم" ومن أمعن النظر في أبحاث هذا الكتاب يجده أشنع مما قاله ابن الجوزي، وحسبك ما جاء به من حلية الغناء والملاهي وسماع صوت المغنية الاجنبية والرقص واللعب بالدرق والحراب، ونسبة كل ذلك إلى نبي القداسة رسول الله صلى الله عليه وآله فقال

___________________________________

راجع احياء العلوم 276:2. بعد سرد جملة من الموضوعات تدعيما لرأيه السخيف: فيدل هذا على ان صوت النساء غير محرم تحريم صوت المزامير، بل إنما يحرم عند خوف الفتنة، فهذه المقاييس والنصوص تدل على إباحة الغناء، والرقص، والضرب بالدف، واللعب بالدرق والحراب، والنظر إلى رقص الحبشية والزنوج في أوقات السرور كلها قياسا على يوم العيد فانه وقت سرور، وفي معناه يوم العرس، والوليمة، والعقيقة، والختان، ويوم القدوم من السفر، وسائر أسباب الفرح وهو كل ما يجوز به الفرح شرعا، ويجوز الفرح بزيارة الاخوان ولقائهم واجتماعهم في موضع واحد على طعام أو كلام فهو ايضا مظنة السماع. ثم ذكر سماع العشاق تحريكا للشوق وتهييجا للعشق وتسلية للنفس. وفصل القول في ذلك بما لا طائل تحته، وخلط الحابل بالنابل، وجمع فيه بين الفقه المزيف وبين السلوك بلا فقاهة.

ومن طامات كتاب "الاحياء" أو من شواهد جهل مؤلفه المبير ومبلغه من الدين والورع رأيه الساقط في اللعن قال في ج 121:3: وعلى الجملة ففي لعن الاشخاص خطر فليجتنب، ولا خطر في السكوت عن لعن ابليس مثلا فضلا عن غيره، فإن قيل: هل يجوز لعن يزيد لانه قاتل الحسين أو أمره به؟ قلنا: هذا لم يثبت أصلا، فلا يجوز

أن يقال: إنه قتله، أو أمر به ما لم يثبت فضلا عن اللعنة، لانه لا تجوز نسبة مسلم إلى كبيرة من غير تحقيق ثم ذكر أحاديث في النهي عن لعن الاموات فقال:

فإن قيل: فهل يجوز أن يقال: قاتل الحسين لعنه الله، أو الآمر بقتله لعنه الله؟ قلنا: الصواب أن يقال: قاتل الحسين إن مات قبل التوبة لعنه الله لانه يحتمل أن يموت بعد التوبة، فإن وحشيا قاتل حمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم قتله وهو كافر، ثم تاب عن الكفر والقتل جميعا، ولا يجوز أن يلعن والقتل كبيرة، ولا تنتهي إلى رتبة الكفر، فاذا لم يقيد بالتوبة واطلق كان فيه خطر، وليس في السكوت خطر فهو أولى.

فهلم معي أيها القارئ الكريم إلى هذه التافهات المودوعة في غضون "إحياء العلوم" هل يراها النبي الاعظم صلى الله عليه وآله شيئا حسنا، وحلف بذلك؟ وهل سره دفاع الرجل عن ابليس اللعين أو عن جروه يزيد الطاغية الذي أبكى عيون آل الله وعيون صلحاء امة محمد صلى الله عليه وآله في ريحانته إلى الابد؟!

وهل يحق لمسلم صحيح ينزه عن النزعة الاموية الممقوتة، ويطلع على فقه الاسلام وطقوسه، ويعلم تاريخ الامة، ويعرف نفسيات أبناء بيت امية الساقط، ولا يجهل أو لا يتجاهل بما أتت به يد يزيد الطاغية الاثيمة، وما نطق به ذلك الفاحش المتفحش وما أحدثه في الاسلام من الفحشاء والمنكر، وما ثبت عنه من أفعاله وتروكه، وما صدر عنه من بوائق وجرائم وجرائر، أن يدافع عنه بمثل ما أتى به هذا المتصوف الثرثار البعيد عن العلوم الدينية وحياتها؟ وهو لا يبالي بما يقول، ولا يكترث لمغبة ما خطته يمناه الخاطئة، والله من وراءه حسيب، وهو نعم الحكم العدل، والنبي الاعظم، ووصيه الصديق، والشهيد السبط المفدى هم خصماء الرجل يوم يحشر للحساب مع يزيد الخمور والفجور- ومن أحب حجرا حشره الله معه- وسيذوق وبال مقاله ويرى جزاء محاماته.

ولست أدري إلى الغاية ان حد المفتري الذي أقامه رسول الله صلى الله عليه وآله على أبي الحسن ابن حرازم إن كان بحق- ولابد أن يكون ما يفعله النبي حقا- فلما ذا درأته عنه شفاعة الشيخ أبي بكر؟ ولا شفاعة في الحدود. وإن لم يكن أبوالحسن مستحقا

له فبماذا أقامه رسول الله صلى الله عليه وآله؟ ولماذا أرجأ الشيخ رأيه في اجتهاد ابن حرازم إلى أن جرد وضرب خمسة أسواط؟ وكيف خفي على رسول الله صلى الله عليه وآله ما يدرأ به الحد من شبهة الاجتهاد؟ ومن سنته الثابته درألحدود بالشبهات. وهل تقام الحدود في عالم الطيف؟

اللامشى يسجد على أرض النهر


قال السمعاني: سمعت أبابكر الزاهد السمرقندي يقول: بت ليلة مع الامام اللامشي- الحسين بن علي أبي علي الحنفي المتوفى 522- في بعض بساتينه فخرج من باب البستان نصف الليل ومر على وجهه فقمت أنا وتبعته من حيث لا يعلم، فوصل إلى نهر كبير عميق، وخلع ثيابه، واتزر بميرز وغاض في الماء، وبقي زمانا لا يرفع رأسه فظننت أنه غرق فصحت وقلت: يا مسلمون! غرق الشيخ فإذا بعد ساعة قد ظهر وقال: يا بني لا نغرق. فقلت:

يا سيدي! ظننت أنك غرقت، فقال: ما غرقت ولكن أردت أن أسجد لله سجدة على ارض النهر فإن هذه أرض أظن أن أحدا ما سجد لله عليها سجدة "الجواهر المضية في طبقات الحنفية" 215:1.

مرحى بالسخافه وزه بمستسخف الناس الذين يخضعون لامثال هذه السفاسف، وحيا الله هذه النفس التي لم يأخذ بخناقها إنقطاع النفس طيلة تلك المدة تحت الماء، وليس ذلك من خرافة القصاصين بعجيب، ولا عجب فإن المغالاة في الحب يستسهل وقوع ما يحيله العقل.

الطلحى يستر سوأته بعد موته


أخرج ابن الجوزي وإبن كثير بالاسناد عن أحمد الاسواري وكان ثقة وهو تولى غسل إسماعيل بن محمد الحافظ

___________________________________

أبوالقاسم الطلحى الشافعى من اهل اصبهان قال ابن الجوزى: إمام في الحديث والتفسير و اللغة حافظ متقن دين ولد 459 وتوفى باصبهان سنة 535. انه قال: أراد أن ينحي الخرقة عن سوأته وقت الغسل

فجذبها الشيخ اسماعيل من يده وغطى فرجه، فقال الغاسل: أحياة بعد الموت؟

المنتظم 90:10، تاريخ ابن كثير 217:12.

قال الاميني: لا حياة بعد الموت لامثال الطلحي، إلى يوم الوقت المعلوم، لكن الغلو في الحب يحيى ويميت ويميت ويحيي.

طاعة الحيوانات والجمادات للمنبجى


قال الامام أبومحمد ضياء الدين الوتري في "روضة الناظرين" ص 36: قال الشيخ عقيل بن شهاب الدين أحمد المنبجي العمري أحد أحفاد عمر بن الخطاب، وكان يلقب بالغواص: أعطاني الله الكلمة النافذة في كل شئ، ثم داخله وجد فقام: وقال: يا هوام! يا حجارة! يا شجر! صدقوني، فإني ما ادعيت باطلا، فوفدت الوحوش من الجبل وقد ملا زئيرها وصراخها البقاع ودارت به، ورقصت الحجارة، فهذه صاعدة وهذه نازلة، واشتبكت الاغصان بعضها ببعضها، ثم حضر فسكت وعاد كل لما كان عليه.

وقال الوتري: كان يلقب بالغواص، وذلك لانه مر بجماعة من تلامذة شيخه السروجي بالفرات، ففرش سجادته على الماء وجلس عليها وغاص بالماء إلى الجانب الآخر، ثم ظهر من الماء، ولا بلل بثيابه، فذكر ذلك إخوانه لشيخه مسلمة السروجي فقال: عقيل غواص. فاشتهر بذلك

___________________________________

روضة الناظرين ص 35.

قال الاميني: حقا إن تأثير هذا الرجل في المواليد الثلاث أقوى من تأثير الله سبحانه في تصديقها إياه إن حققت المزاعم والتافهات، فقد جاء في الذكر الحكيم: و إن من شئ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم.

___________________________________

سورة الاسراء: 47. وسبح لله ما في السموات والارض

___________________________________

سورة الصف: 2. ولله يسجد ما في السموات والارض

___________________________________

سورة النحل: 52. والنجم والشجر يسجدان

___________________________________

سورة الرحمن: 7.

ألم تر ان الله يسجد له من في السموات ومن في الارض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس

___________________________________

سورة الحج: 19. ومع ذلك لم يسمع أحد للوحوش والدواب نعيقا، وللشجر هفيفا، وللاحجار صعودا وحبوطا، بعنوان السجدة و التسبيح، فهو لا محالة إما بلسان ملكوتي، أو بعنوان جعل الاستعداد، أو الشهادة التكوينية التي لا تفارق كل موجود على حد قول القائل:

وفي كل شئ له آية++

تدل على انه واحد

وعليه ينزل قوله تعالى: شهد الله انه لا إله إلا هو. أي خلق ما يشهد له بأحد الوجوه المذكورة، وإلا فهي دعوى لا شهادة لها إن اريد بها ظاهرها.

أو ان للموجودات في تسبيحها وسجودها لغة وأطوارا لا يحسها البشر، إلا من اصطفاه الله من عباده المنتجبين، وعلمه منطق الطير، وعرفه لغة الحجر والشجر والهوام، لكن الشيخ الغواص أعطاء الله الكلمة النافذة في كل شئ حتى زارت وصرخت له الوحوش، ورقصت الحجارة، واشتبكت اغصان الاشجار، فحظيت بسماعها ورؤيتها آذان اولئك الغالين في فضائله ومقلهم، فحيى الله منحة المولى سبحانه لعبده أكثر مما عنده، ولك إمعان النظر وتدقيق البحث حول السجادة والغوص، وهذه كلها سهلة غير مستصعب على الشيخ مهما كان حفيد عمر الخلفية، وقد سمعت كراماته الظاهرة في العناصر الاربعة في الجزء الثامن ص 83 تا 87 ط 1، هكذا يخلق أو يختلق الغلو الفضائل، وافقت العقل أم لم توافق.

كرامة لابن مسافر الاموى


قال عمر بن محمد: خدمت الشيخ عدي- ابن مسافر الشامي الاموي المتوفى 8-557 سبع سنين شهدت له فيها خارقات أحدها: أني صببت على يديه ماء فقال لي: ما تريد؟ قلت اريد تلاوة القرآن ولا أحفظ منه غير الفاتحة وسورة الاخلاص، فضرب بيده في صدري فحفظت القرآن كله في وقتي، وخرجت من عنده وأنا أتلوه بكماله. "شذرات الذهب" لابن العماد الحنبلي 180:4،

قال الاميني: ليت هذا الاموي أدرك عهد الخليفة الثاني فيضرب بيده في صدره فلا يتجشم بمقاساة الشدة لحفظ سورة البقرة في أثني عشر عاما. لكنه لم يدرك. وليت شعري هل كان يرضخ راوي هذه الاسطورة لها لو كان صاحبها علويا؟ أو ان رضوخه قصر على الاموي فحسب؟

وذكر ابن العماد إيضا في شذرات ذهبه نقلا عن اليونيني- الآتي ذكره. قال قال لي عدي بن مسافر يوما: إذهب إلى الجزيرة السادسة بالبحر المحيط تجد بها مسجدا فادخله ترى فيه شيخا فقل له: يقول لك الشيخ عدي بن مسافر: احذر الاعتراض و لا تختر لنفسك أمرا ليست لك فيه إرادة. فقلت: يا سيدي! وأنى لي بالبحر المحيط؟ فدفعني بين كتفي فإذا أنا بجزيرة والبحر محيط بها وثم مسجد فدخلته فرأيت شيخا مهيبا يفكر فسلمت عليه وبلغته الرسالة فبكى وقال: جزاه الله خيرا، فقلت: يا سيدي! ما الخبر؟ فقال: اعلم أن أحد السبعة الخواص في النزع وطمحت نفسي و إرادتي أن أكون مكانه، ولم تكمل خطرتي حتى اتيتني فقلت: يا سيدى! وأنى لي بالوصول إلى جبل هكار؟ فدفعني بين كتفي فإذا أنا بزاوية الشيخ عدي فقال لي: هو من العشرة الخواص.

قال الاميني: الجنون فنون، وأرقها جنون الحب والمغالاة في الفضائل.

عبدالقادر يحيى دجاجة


قال اليافعي في مرآة الجنان 356:3: روى الشيخ الامام الفقيه العالم المقري ابوالحسن علي بن يوسف بن جرير بن معضاد الشافعي اللخمي في مناقب الشيخ عبدالقادر

___________________________________

الشيخ السيد عبدالقادر بن أبى صالح موسى الحسنى الجيلانى، مؤسس الطريقة القادرية. من كبار المتصوفين، ولد في 491 بجيلان |وراء طبرستان| وانتقل إلى بغداد شابا، وتوفى سنة 561 ودفن ببغداد وقبره مشهور يزار. بسنده من خمس طرق، وعن جماعة من الشيوخ الجلة أعلام الهدى العارفين المقتنين للاقتداء، قالوا: جاءت امرأة بولدها إلى الشيخ عبدالقادر فقالت له: يا سيدي! إني رأيت قلب ابني هذا شديد التعلق بك، وقد خرجت عن حقي فيه لله

عزوجل ولك، فقبله الشيخ وأمره بالمجاهدة وسلوك الطريق، فدخلت امه عليه يوما فوجدته نحيلا مصفرا من آثار الجوع والسهر، ووجدته يأكل قرصا من الشعير فدخلت إلى الشيخ فوجدت بين يديه إناء فيه عظام دجاجة مسلوقة قد أكلها، فقالت: يا سيدي! تأكل لحم الدجاج ويأكل ابني خبز الشعير؟ فوضع يده على تلك العظام وقال: قومي بإذن الله تعالى الذي يحيي العظام وهي رميم. فقامت الدجاجة سوية وصاحت، فقال الشيخ: إذا صار ابنك هكذا فليأكل ما شاء.

وذكرها الشيخ عبدالقادر القادري في "تفريح الخاطر" ص 32.

قال الاميني: إن خاصة الانبياء وفي الطليعة منها إحياء الموتى هل تتأتى لكل مرتاض، فلا يبقى بينه وبين النبي المرسل أي مائز؟ وهب ان الباحث تصور لصدورها من الاولياء اعتبارا آخر فتكون كرامة للولي ومعجزة للنبي الذي ينتحل شرعته، إلا أنه اعتبار اهتدى إليه الفكر بعد روية طويلة، لكنه لا خارج له تصل إليه العامة، فاطرادها بل وظهورها من غير اطراد يحط عندها من مقام النبوة لمحض المشاكلة الصورية، وكلما كان كذلك لا يمكن وقوعه.

ثم هل لاكل خبز الشعير وما جشب من الطعام بمحضه أن يوصل السالك إلى مرتبة يحيى فيها الموتى، وإن كان المولى سبحانه يعلم انه متى بلغ إلى هذه المرتبة ألهاه أكل الدجاجة المسلوقة أكلا لما؟!

وهل الرياضة شرط في حدوث القوة في النفس والملكات الفاضلة وليست شرطا في بقائها؟!

أو ليس التلهي باللذايذ مزيحة لتلكم الاحوال النفسية كما كانت الرياضة مجتذبة لها؟ فاحف القول السؤال عن هذه المشكلات، فإن أجابوك فأخبرني.

عبدالقادر يحتلم في ليلة أربعين مرة


ذكر الشعراني في الطبقات الكبرى 110:1 قال: كان الشيخ عبدالقادر "الجيلاني" رضي الله عنه يقول: أقمت في صحراء العراق وخرائبه خمسا وعشرين سنة مجردا سائحا لا أعرف الخلق ولا يعرفوني، يأتيني طوائف من رجال الغيب والجان اعلمهم

/ 41