غایة المرام و حجة الخصام فی تعیین الإمام جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غایة المرام و حجة الخصام فی تعیین الإمام - جلد 3

سید هاشم بن سلیمان بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فضل محبّي عليّ و شيعته


1712/الأوّل: من "مسند أحمد بن حنبل": روى عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، باسناده عن أبي المُغيرة، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام: طلبني رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فوجدني في حائطٍ نائماً، فضربني برجله، وقال: قُم، واللَّه لاُرضينّك، أنت أخي وأبو ولدي، تُقاتل على سُنّتي، فمن مات على عهدي فهو في كنز اللَّه، ومن مات على عهدك فقد قضى نَحْبهُ، ومن مات بحُبّك بعد موتك يَخْتِم اللَّه له بالأمن والايمان ماطَلَعت شمسٌ أو غَرَبت.

[فضائل الصحابة 1118/656:2، الرياض النضرة 124:3 عنه.]

1713/الثاني: من "مسند أحمد بن حنبل"، باسناده عن فاطمة الصغرى، عن حسين بن علي، عن فاطمة بنت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قالت: خرج علينا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عشيّة عَرَفة، وقال: إنَّ اللَّه عزّ وجلّ باهى بكم وغفر لكم عامة، ولعليّ خاصة، وإنّي أُرسلت إليكم جميعاً غير مُحابٍ لقرابتي، إنّ السعيد كلّ السعيد حقّ السعيد من أحبّ علياً في حياته وبعد موته.

[فضائل الصحابة 1121/658:2.]

1714/الثالث: "مسند أحمد بن حنبل"، باسناده عن أبي صالح، قال: لمّا حضرت عبداللَّه بن العباس رضى الله عنه الوفاة قال: اللهمّ إنّي أتقرّب إليك بولاية عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

[فضائل الصحابة 1129/662:2.]

1715/الرابع: "مسند أحمد بن حنبل"، باسناده عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: من أحبّ أن يستمسك بالقضيب الأحمر الذي غرسه اللَّه عزّ وجلّ في جنّة عدنٍ بيمينه، فليتمسّك بحُبّ عليّ بن أبي طالب.

[فضائل الصحابة 1132/664:2.]

1716/الخامس: عبداللَّه بن أحمد بن حنبل باسناده عن علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي، حدّثني أخي |موسى بن جعفر|، عن |أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن| جدّه عليهم السلام: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أخذ بيد حسن وحسين عليهماالسلام، فقال: من أحبّني وأحبّ هذين وأباهما |واُمّهما| كان معي في درجتي يوم القيامة.

[مسند أحمد 77:1.]

1717/السادس: عبداللَّه بن أحمد بن حنبل باسناده عن أبي ربيعة، عن ابن بُريدة، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: إنّ اللَّه يُحبّ مِن أصحابي أربعة، أخبرني أ نّه يُحِبّهم، وأمرني بحبّهم. قالوا: من هم يا رسول اللَّه؟ قال: إنّ علياً منهم.

[مسند أحمد 351:5، وزاد في المصدر: وأبوذرّ الغفاري، وسلمان الفارسي، والمِقداد ابن الأسود الكندي.]

1718/السابع: عبداللَّه بن أحمد بن حنبل، باسناده عن أبي ربيعة الايادي، عن ابن بُريدة، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: أمرني اللَّه بحُبّ أربعة، وأخبرني أ نّه يُحبّهم، إنّك يا عليّ منهم، إنّك يا عليّ منهم.

[فضائل الصحابة 1103/648:2.]

1719/الثامن: عبداللَّه بن أحمد بن حنبل، باسناده عن أسود بن عامر، عن شريك، |عن أبي ربيعة، عن ابن بُريدة، عن أبيه| عن النبي صلى الله عليه و آله قال: أمرني اللَّه عز وجل بحُبّ أربعة من أصحابي - أرى شريك قال: وأخبرني أ نّه يُحِبّهم - عليّ منهم، عليّ منهم، وأبو ذرّ، وسلمان، والمِقداد الكندي.

[فضائل الصحابة 1176/689:2، مسند أحمد 356:5.]

1720/التاسع: من "صحيح البخاري"، في الجزء السابع في الوسط، الخبر سواء.

[عبارة المصنف 'الخبر سواء' تدلّ على أنّ البخاري قد أخرج الحديث المتقدّم، والحال أنّ الحديث التاسع والعاشر حديث واحد، وقد جعلهما المصنّف اثنين، وعبارة ابن البطريق في العمدة: 447/278 هكذا: "صحيح البخاري، في الجزء السابع في وسط الجزء سواء، في باب علامة الحب في اللَّه... إلى آخر الحديث العاشر".]

1721/العاشر: وفي باب علامة الحبّ في اللَّه، لقوله عزّ وجلّ: 'قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ'.

[آل عمران 31:3.] وباسناده عن عبداللَّه، عن النبيّ صلى الله عليه و آله، |أ نّه قال: المرءُ مع مَن أحبّ.

[صحيح البخاري 191/72:8.]

1722/الحادي عشر: وباسناده عن عبداللَّه بن مسعود، قال: جاء رجلٌ إلى النبيّ صلى الله عليه و آله فقال: يا رسول اللَّه، كيف تقول في رجلٍ أحبّ قوماً ولم يَلْحَق بهم؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: المرء مع مَن أحبّ.

[صحيح البخاري 192/72:8.]

1723/الثاني عشر: وباسناده عن أبي موسى، قال قيل للنبيّ صلى الله عليه و آله: الرجل يُحِبّ القوم ولمّا يَلْحَق بهم. قال: المرءُ مع من أحبّ.

[صحيح البخاري 193/72:8.]

1724/الثالث عشر: وباسناده عن أنس بن مالك: أنّ رجلاً سأل النبيّ صلى الله عليه و آله فقال: متى الساعة |يا رسول اللَّه|؟ قال: ما أعددت لها؟ قال: ما أعددت لها من كثير صلاةٍ ولا صيامٍ ولا صدقةٍ، لكنّني اُحبّ اللَّه ورسوله. فقال: أنت مع من أحببت.

[صحيح البخاري 194/72:8.]

1725/الرابع عشر: ومن "الجمع بين الصحيحين" للحميدي، الحديث التاسع والخمسون، من المتّفق |عليه|من البخاري ومسلم، من مسند عبداللَّه بن مسعود، عن عبداللَّه بن مسعود، قال: جاء رجلٌ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فقال: يا رسول اللَّه، كيف ترى في رجلٍ أحبّ قوماً ولمّا يَلْحَق بهم؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: المرءُ مع من أحبّ.

[العمدة: 451/279 عن الجمع بين الصحيحين.]

1726/الخامس عشر: "الجمع بين الصحاح الستّة" لرَزين العبدري، في الجزء الثالث، في باب مناقب الحسن والحسين عليهماالسلام من "سنن أبي داود" عن علي عليه السلام، قال: كنت إذا سألتُ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أعطاني، وإذا سكتُّ ابتدأني، وأخذ بيد حسن وحسين يوماً، وقال: من أحبّ هذين وأباهما واُمّهما ومات متّبعاً لسنّتي، كان معي في الجنّة.

[العمدة: 461/283 عن الجمع بين الصحيحين.]

1727/السادس عشر: ابن المغازلي الشافعي، باسناده عن الزُّهري، قال: سَمِعتُ أنس بن مالك يقول: واللَّه الذي لا إله إلّا هو، سَمِعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: عنوان صحيفة المؤمن حُبّ عليّ بن أبي طالب.

[مناقب ابن المغازلي: 290/243.]

1728/السابع عشر: ابن المغازلي الشافعي، باسناده عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يدخُل من اُمّتي الجنّة سبعون ألفاً لا حساب عليهم، ثمّ التفت إلى عليّ عليه السلام فقال: هم من شيعتك، وأنت إمامهم.

[مناقب ابن المغازلي: 335/293.]

1729/الثامن عشر: ابن المغازلي الشافعي، باسناده عن محمّد بن مسلم، قال: حدّثني جعفر بن محمّد، قال: |حدثني محمد بن عليّ، قال:| حدّثني علي بن الحسين، قال: حدّثني الحسين بن عليّ، قال: حدّثني عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، قال: يا عليّ، إنّ شيعتنا يَخْرُجون من قبورهم يوم القيامة على ما هم به من العيوب والذنوب ووجوههم كالقمر ليلة البدر، وقد فُرّجت عنهم الشدائد، وسَهُلت عليهم الموارد، واُعطوا الأمن والإيمان، وارتفعت عنهم الأحزان، يخافُ الناسُ ولا يَخَافُون، ويَحْزَنُ الناسُ ولا يَحْزَنُون، شُرُكُ

[الشُّرُك: جمع شِراك، وهو سير النَّعل على ظهر القدم.] نِعالهم تتلألأ نوراً، على نُوقٍ |بيض| لها أجنحةٌ قد ذُ لّلت من غير مَهَانةٍ، ونَجُبَت من غير رياضةٍ، أعناقها من ذهبٍ أحمر ألين من الحرير، لكرامتهم على اللَّه عزّ وجلّ.

[مناقب ابن المغازلي: 339/296.]

1730/التاسع عشر: موفّق بن أحمد، باسناده عن أبي ربيعة الايادي، عن ابن بُريدة، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: إنّ اللَّه تعالى أمرني بحُبّ أربعة من أصحابي، وأخبرني أ نّه يُحبّهم. قلنا:

[في المصدر: قلت.] يا رسول اللَّه، من هم؟ وكُلّنا

[في المصدر: يا رسول اللَّه أنا منهم؟ فكلّنا.] نُحِبّ أن نكون منهم. فقال: ألا وإنّ علياً منهم، ثمّ سَكَت. ثمّ قال: ألا وإنّ علياً منهم، ثمّ سَكَت.

[مناقب الخوارزمي: 29.]

1731/العشرون: موفّق بن أحمد، باسناده عن معاوية بن ثَعْلَبة، قال: جاء رجلٌ إلى أبي ذرّ رضى الله عنه وهو جالس في المسجد، وعليّ عليه السلام يصلّي أمامه، فقال: يا أبا ذرّ، ألا تُحدّثني بأحبّ الناس إليك؟ فواللَّه لقد عَلِمتُ أنّ أحبّهم إليك أحبّهم إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.

قال: أجل، والذي نفسي بيده، إنّ أحبّهم إليّ أحبّهم إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وهو ذلك الشيخ؛ وأشار بيده إلى عليّ عليه السلام.

[مناقب الخوارزمي: 29.]

1732/الحادي والعشرون: موفّق بن أحمد، باسناده عن أبي عثمان النَّهدي، قال: |قال| رجلٌ لسلمان: ما أشدّحُبّك لعليّ؟

قال: سَمِعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: مَن أحبّ علياً فقد أحبّني، ومن أبغض علياً فقد أبغضني.

[مناقب الخوارزمي: 30.]

1733/الثاني والعشرون: موفّق بن أحمد، باسناده عن |عمّار بن ياسر، قال:| سَمِعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول لعليّ: يا عليّ، طُوبى لمن أحبّك وصدّق فيك، وويلٌ لمن أبغضك وكذّب فيك.

[مناقب الخوارزمي: 30.]

1734/الثالث والعشرون: موفّق بن أحمد، باسناده عن جابر، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: جاءني جَبْرَئيل عليه السلام من عند اللَّه عزّ وجلّ بورقة آسٍ خضراء مكتوب فيها ببياض: إنّي افترضتُ محبّة عليّ بن أبي طالب على خَلْقي،

[زاد في المصدر: عامة.] فبلّغهم ذلك عنّي.

[مناقب الخوارزمي: 27.]

1735/الرابع والعشرون: موفّق بن أحمد، باسناده عن ابن عباس رضى الله عنه، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لو اجتمع الناس على حُبّ عليّ بن أبي طالب، لَمَا خَلَق اللَّهُ عزّ وجلّ النار.

[مناقب الخوارزمي: 28.]

1736/الخامس والعشرون: موفّق بن أحمد، باسناده عن عبد اللَّه، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: إذا كان يوم القيامة يَقْعُد عليّ بن أبي طالب على الفِرْدَوس، وهو جبلٌ قد علا على الجنّة، وفوقه عرش ربّ العالمين، ومن سَفْحِهِ تَتَفجّر أنهار الجنّة وتتفرّق في الجِنان، وهو جالسٌ على كُرسيٍّ من نُور، يجري بين يديه التَّسْنِيم، لا يجوز أحدٌ الصراط إلّا ومعه براءةٌ بولايته وولاية أهل بيته، يُشرِفُ على الجنّة، فيُدخِل مُحبّيه الجنّة، ومبغضيه النار.

[مناقب الخوارزمي: 31.]

1737/السادس والعشرون: موفّق بن أحمد، باسناده عن عبداللَّه بن مسعود، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: أوّل من اتّخذ عليّ بن أبي طالبٍ أخاً من |أهل| السماء إسرافيل، ثمّ ميكائيل، ثمّ جَبْرَئيل، وأوّل من أحبّه من أهل السماء حَمَلة العرش، ثمّ رِضوان خازن الجَنّة،

[في المصدر: الجنان.] ثمّ مَلَك الموت، وإنّ مَلَك الموت يترحّم على مُحبّي عليّ بن أبي طالب كما يترحّم على الأنبياء.

[مناقب الخوارزمي: 31.]

1738/السابع والعشرون: موفّق بن أحمد، باسناده عن أنس، قال: رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في المنام، فقال لي: يا أنس، ما حملك على أن لا تُؤدّي ما سَمِعت منّي في حقّ عليّ بن أبي طالب حتّى أدركتك العقوبة؟ ولولا استغفار عليّ لك ما شَمَيْتَ رائحة الجنّة أبداً،ولكن أبشر

[في طبعة جماعة المدرسين: انشر.] في بقيّة عمرك أنّ أولياء

["أولياء" ليس في المصدر.] عليّ وذُريّته ومحبّيهم السابقون الأولون إلى الجنّة، وهم جيران أولياء

["أولياء" ليس في المصدر.] اللَّه، وأولياء اللَّه حمزة وجعفر والحسن والحسين، وأمّا عليّ فهو الصِّدّيق الأكبر لا يخشى يوم القيامة من أحَبّه.

[مناقب الخوارزمي: 32، وطبعة جماعة المدرسين: 50/72.]

1739/الثامن والعشرون: موفّق بن أحمد، باسناده عن مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: مَن أحبّ علياً قَبِل اللَّه صلاته وصيامه وقيامه، واستجاب دُعاءهُ، ألا ومَن أحبّ علياً أعطاه اللَّه بكلّ عِرقٍ في بَدَنه مدينةً في الجنّة، ألا ومَن أحبّ آل محمّدٍ أمن من الحساب والصراط والميزان، ألا وَمن مات على حُبّ آل محمدٍ فأنا كفيله بالجنّة مع الأنبياء، ألا ومن أبغض آل محمدٍ جاء يوم القيامة مكتوبٌ بين عينيه: آيس من رحمة اللَّه.

[مناقب الخوارزمي: 32.]

قال مؤلّف هذا الكتاب: أمّا موفّق بن أحمد فهو عاميّ المذهب، ومالك بن أنس هو الذي تُنْسَب إليه الفرقة المالكية، أحد الفِرق الأربع من العامة، ونافع بن الأزرق

[في النسخة: ونافع هو الأزرق، والظاهر أنّ الذي في السند هو نافع مولى ابن عمر، المتوفّى سنة 117 وقيل: 120 ه، فهو يروي عن عبداللَّه بن عمر ويروي عنه مالك بن أنس، راجع تهذيب الكمال 298:9، سير أعلام النبلاء 95:5، وفيات الأعيان 367:5.

أما نافع بن الأزرق الخارجي الملعون فالظاهر أنه غير الأول، فقد اتّفقت أغلب المصادر على أنه توفّي سنة 65 ه، راجع المعارف لابن قتيبة: 622، معجم الفرق الاسلامية: 26.] مولى عمر بن الخطّاب، وهو من الخوارج، وابن عمر هو عبداللَّه وهو من رؤوس النواصب الذين لم يُبايعوا عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين، وهذه الرواية من عجيب روايتهم، لأنهم أعداؤه عليه السلام، وأنا أذْكُر هذا الحديث بزيادة من طريق العامة.

1740/التاسع والعشرون: ذكر محمّد بن أحمد بن عليّ بن شاذان في المائة رواية، من طريق العامة في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام، قال: روى عبداللَّه بن عمر، قال: سَألْنَا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عن عليّ بن أبي طالب، فغَضِب فقال: ما بال أقوام يَذْكُرون مَن له منزلةٌ عند اللَّه كمنزلتي ومقام كمقامي إلّا النبوّة، ألا ومَن أحبّ علياً فقد أحبّني، ومن رضي اللَّه عنه كافاه بالجنّة، ألا ومَن أحبّ علياً استغفرت له الملائكة، وفُتِحت له أبواب الجنّة، يَدْخُل من أيّ بابٍ شاء بغير حساب، ألا ومَن أحبّ علياً أعطاه اللَّه كتابه بيمينه، وحاسبه حساباً يسيراً، حساب الأنبياء.

ألا ومَن أحبّ علياً لايَخْرُج من الدنيا حتّى يشرب من الكوثر، ويأكُل من شجرة طُوبى، ويرى مكانه في الجنّة، ألا ومَن أحبّ علياً يُهوّن اللَّه عليه سَكَرات الموت، وجعل قبره روضةً من رياض الجنّة، ألا ومَن أحبّ علياً أعطاه اللَّه في الجنّة بكُلّ عِرقٍ في بدنه حوراء، وشفّعه في ثمانين من أهل بيته، وله بكُلّ شعرةٍ على بَدَنه مدينةٌ في الجنّة.

ألا ومَن عَرَف علياً وأحبّه، بعث اللَّه إليه مَلَك الموت كما يبعث إلى الأنبياء، ورفع عنه أهوال مُنكَر ونَكِير، ونَوّر قبره وفَسّحه مسيرة سبعين عاماً، وبيّض وجهه يوم القيامة، ألا ومَن أحبّ علياً أظلّه اللَّه في ظِلّ عرشه مع الصدّيقين والشُّهداء والصالحين، فآمنه من الفَزَع الأكبر، وأهوال الصاخّة،

[الصَّاخّة: الصيحة التي تكون يوم القيامة.] ألا ومن أحبّ علياً تقبّل اللَّه حسناته، وتجاوز عن سيّئاته، وكان في الجنّة رفيق حمزة سيّد الشهداء.

ألا ومَن أحبّ عليّاً أثبت اللَّه الحكمة في قلبه، وأجرى على لسانه الصواب، وفتح اللَّه عليه أبواب الرحمة، ألا ومن أحبّ علياً سُمّي أسير اللَّه في الأرض، وباهى اللَّه به ملائكته وحَمَلة عرشه، ألا ومن أحبّ علياً ناداه ملك من تحت العرش: أن يا عبداللَّه استأنف العمل، قد غَفر اللَّهُ لك الذَّنوب كلّها، ألا ومَن أحبّ علياً جاء يوم القيامة وجهه كالقمر ليلة البدر، ألا ومَن أحَبّ عليّاً وضع اللَّه على رأسه تاجَ الكرامةِ، وألْبَسَهُ حُلَلَ العِزّ.

ألا ومَن أحبّ علياً مرّ على الصراط كالبرق الخاطِف، ولم يَرَ صُعوبة المرور، ألا ومَن أحبَ علياً كتب اللَّه له براءةً من النار، وبراءةً من النفاق، وجوازاً على الصراط، وأماناً من العذاب، ألا ومن أحبّ علياً لايُنْشَر له ديوان، ولا يُنْصَب له ميزان، وقيل له: ادخُل الجنّة بغير حساب.

ألا ومن مات على حُبّ آل محمّدٍ صافحته الملائكة، وزارته أرواح الأنبياء، وقضى اللَّه له كُلّ حاجة كانت له عند اللَّه، ألا ومن مات على بُغض آل محمّدٍ مات كافراً، ألا ومن مات على حُبّ آل محمّدٍ مات على الايمان، وكُنتُ أنا كفيلُهُ بالجنّة.

[مائة منقبة: 37/64.]

1741/الثلاثون: موفّق بن أحمد، باسناده عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها وعمّها الحسن بن عليّ عليهم السلام، قالا: حدّثنا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لمّا اُدْخِلتُ الجنة رأيتُ فيها شجرةً تحمل الحُليّ والحُلل، أسفلها خيلٌ بُلق،

[الأبلق: الذي فيه سواد وبياض.] وأوسطها حُور عِينٍ، وفي أعلاها الرِّضوان.

قلت: يا جَبْرَئيل، لمن هذه الشجرة؟ قال: هذه لابن عمّك عليّ بن أبي طالب، إذا أمر اللَّه الخَليقة بالدُّخول إلى الجنّة يُؤتى بشيعة عليّ حتّى يُنْتَهى بهم إلى هذه الشجرة، فيَلْبَسون |الحُليّ و| الحُلَل، ويركبون الخيل البُلْق، وينادي منادٍ: هؤلاء شيعة عليّ، صبروا في الدنيا على الأذى، فحُبُوا اليوم.

[مناقب الخوارزمي: 32.]

1742/الحادي والثلاثون: موفّق بن أحمد، باسناده عن أبي علقمة مولى بني هاشم، قال: صلّى بنا النبيّ صلى الله عليه و آله الصبح، ثمّ التفت إلينا، وقال: معاشر أصحابي، رأيت البارحة عمّي حمزة بن عبد المطلب، وأخي جعفر بن أبي طالب وبين أيديهما طَبَقٌ من نَبْقٍ،

[النَّبق: ثمر شجر السِّدر.] فأكلا ساعةً، ثمّ تحوّل النَّبْق عِنَباً فاكلا ساعةً، ثمّ تَحوّل العنب رُطَباً فاكلا ساعةً، فدنوتُ منهما، وقلت: بأبي أنتما واُمّي، أيّ الأعمالِ وجدتما أفضل؟ فقالا: فديناك بالآباء والاُمّهات، وجدنا أفضل الأعمال الصلاة عليك، وسقي الماء، وحُبّ عليّ بن أبي طالب.

[مناقب الخوارزمي: 33.]

1743/الثاني والثلاثون: موفّق بن أحمد، باسناده عن ابن بُريدة، عن أبيه رضى الله عنه، قال: قال |لنا| رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ذات يومٍ: إنّ اللَّه تعالى أمرني أن اُحِبّ أربعةً من أصحابي، أخبرني أ نّه يُحِبّهم.

قال: فقلنا: مَن يا رسول اللَّه؟ قال: إنّ علياً منهم. ثمّ قال

[في المصدر: ثم ذكر.] ذلك في اليوم الثاني مثل ما قال في اليوم الأول، فقلنا: من هم يا رسول اللَّه؟ قال: إنّ علياً منهم. ثمّ قال مثل ذلك في اليوم الثالث، فقلنا: مَن هم يا رسول اللَّه؟ فقال: إنّ علياً منهم، وأبا ذَرّ الغِفاري، والمِقداد بن الأسود الكندي، وسلمان الفارسي رضي اللَّه عنهم.

[مناقب الخوارزمي: 33.]

1744/الثالث والثلاثون: موفّق بن أحمد، باسناده عن أبي محمد القاسم بن جعفر بن محمد بن عبداللَّه بن محمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب، حدّثني جعفر ابن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي الباقر، عن أبيه علي بن الحسين سيّد العابدين، عن أبيه الحسين بن علي الشهيد عليهم السلام، قال: سَمِعتُ جدّي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: مَن أحبّ أن يحيا حياتي، ويموت ميتتي، ويَدْخُل الجنّة التي وَعَدني ربّي، فليتولَّ علي بن أبي طالب وذُريّته الطاهرين، أئمة الهُدى، ومصابيح الدُّجى من بعده، فانّهم لن يُخْرِجُوكم من باب الهُدى إلى باب الضلالة.

[مناقب الخوارزمي: 34.]

1745/الرابع والثلاثون: موفّق بن أحمد، باسناده عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: حُبّ عليّ بن أبي طالب حَسَنةٌ لا تَضُرّ معها سيّئةٌ، وبغضه سيّئةٌ لا تنفع معها حسنة.

[مناقب الخوارزمي: 34.]

1746/الخامس والثلاثون: موفّق بن أحمد، باسناده عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: من أحبّ أن يستمسك بالقضيب الأحمر الذي غرسه اللَّه في جنّة عَدنٍ، فليتمسّك بحُبّ عليّ بن أبي طالب.

[مناقب الخوارزمي: 35.]

1747/السادس والثلاثون: موفّق بن أحمد، قال: في "معجم الطبراني" باسناده إلى فاطمة الزهراء عليهاالسلام قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: إنّ اللَّه باهى بكم وغَفَر لكم عامّة، ولعليّ خاصّة، وإنّي رسول اللَّه إليكم غير هائبٍ لقومي، ولا مُحابٍ لقرابتي، هذا جَبْرَئيل عليه السلام يُخبِرني |عن ربّ العالمين|: أنّ السعيد كُلّ السعيد مَن أحبّ علياً في حياته وبعد مماته، وإنّ الشقيّ كُلّ الشقيّ من أبغض علياً في حياته وبعد مماته.

[مناقب الخوارزمي: 37.]

1748/السابع والثلاثون: موفّق بن أحمد، باسناده عن جابر، قال: كُنّا عند النبيّ صلى الله عليه و آله، فأقبل عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: قد أتاكم أخي. ثمّ التفت إلى الكعبة، فضربها بيده، وقال: والذي نفسي بيده، إنّ هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة.

ثمّ قال: إنّه أوّلكم إيماناً معي، وأوفاكم بعهد اللَّه تعالى، وأقومكم بأمر اللَّه، وأعدلكم في الرعيّة، وأقسمكم بالسويّة، وأعظمكم عند اللَّه مَزيّة.

قال: ونزلت فيه: 'إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ البَرِيَّةِ'.

[البينة 7:98.]

قال: وكان أصحاب النبيّ صلى الله عليه و آله إذا أقبل عليّ عليه السلام قالوا: قد جاء خير البريّة.

[مناقب الخوارزمي: 62.]

1749/الثامن والثلاثون: موفّق بن أحمد، قال: روى الناصر للحقّ، باسناد في حديثٍ طويل، قال: لمّا قَدِم عليّ عليه السلام على رسول اللَّه بفتح خيبر، قال صلى الله عليه و آله: لولا أن تقول فيك طائفةٌ من اُمّتي ما قالت النصارى في المسيح عليه السلام، لقلتُ فيك اليوم مقالاً لا تَمُرّ بملأٍ إلّا أخذوا التُّراب من تحت قدميك ومن فَضْل طهورك يستشفون به، ولكن حسبك أن تكون منّي وأنا منك، تَرِثني وأرثِك |وأنت منّي| بمنزلة هارون من موسى إلّا أ نّه لا نبيّ بعدي، وأ نّك تُبرى ء ذمّتي، وتقاتل على سُنّتي، وأنك غداً في الآخرة أقرب الناس منّي، وأ نّك أوّل من يَرِد على الحوض، وأوّل من يُكسى معي، وأولّ داخلٍ في الجنّة من اُمّتي، وأنّ شيعتك على منابر من نور، وأن الحقّ على لسانك، وفي قلبك، وبين عينيك.

[مناقب الخوارزمي: 96.]

1750/التاسع والثلاثون: موفق بن أحمد، باسناده عن أبي حاتم محمد بن محمد الطالقاني أبي مسلم، عن الخالص الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن الناصح علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين |بن عليّ ابن أبي طالب|، عن الثقة محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن الرضا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن الأمين موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن الزكي زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن البَرّ الحسين بن علي بن أبي طالب، عن المرتضى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، عن المصطفى محمد الأمين سيد الأوّلين والآخرين صلى الله عليه و آله، أ نّه قال لعلي بن أبي طالب: يا أبا الحسن، كلّم الشمس، فانّها تُكلّمك.

قال عليّ عليه السلام: السلام عليك أيّها العبد المطيع

[في المصدر: السلام عليكِ يا أيتها العبدة الصالحة المطيعة.] للَّه تعالى. فقالت الشمس: وعليك السلام يا أمير المؤمنين، وإمام المتّقين، وقائد الغُرّ المحجّلين.

يا علي، أنت وشيعتك في الجنّة. يا علي، أوّل من تنشق الأرض عنه محمّد ثمّ أنت، و أوّل من يُحبى محمّد ثمّ أنت، وأوّل من يُكسى محمد ثمّ أنت.

قال: فانكبّ عليٌّ عليه السلام ساجداً وعيناه تَذْرِفان بالدموع، فانكبّ عليه النبي صلى الله عليه و آله وقال: يا أخي وحبيبي، ارفع رأسك فقد باهى اللَّه بك أهل سبع سماوات.

[مناقب الخوارزمي: 63.]

1751/الأربعون: موفّق بن أحمد، باسناده عن أبي مريم، قال: سَمِعتُ عمّار ابن ياسر رضى الله عنه يقول: سَمِعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: يا علي، إنّ اللَّه تعالى زيّنك بزينةٍ لم يزيّن العباد بزينةٍ هي أحبّ إليه منها، زهّدك فيها، وبغّضها إليك، وحبّب إليك الفقراء فرضيت بهم أتباعاً، ورَضُوا بك إماماً.

يا علي، طوبى لمن أحبّك وصدّق بك، والويل لمن أبغضك وكذّب عليك، أمّا من أحبّك وصدّق بكَ فإخوانك في الدين، وشركاؤك في الجَنة،

[في المصدر: في دينك وشركاؤك في جنتك.] وأمّا من أبغضك وكذّب عليك فحقيقٌ على اللَّه تعالى يوم القيامة أن يقيمه مقام الكذّابين.

[مناقب الخوارزمي: 66.]

1752/الحادي والأربعون: موفّق بن أحمد، باسناده عن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جدّه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: قال النبيّ صلى الله عليه و آله يوم فتح خيبر: لولا أن تقول طوائف من اُمّتي ماقالت النصارى في عيسى بن مريم، لقلتُ اليوم فيك مقالاً لا تمُرّ على ملأٍ من المسلمين إلّا أخذوا من تُراب رجليك وفضل طهورك يستشفون به، ولكن حسبك أن تكون منّي وأنا منك، ترثني وأرثك، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أ نّه لا نبي بعدي.

يا علي، أنت تؤدّي ديني، وتقاتل على سُنّتي، وأنت في الآخرة أقرب الناس منّي، وإنّك - يا عليّ - غداً على الحوض خليفتي، تذود عنه المنافقين، وأنت أول من يَرِد على الحوض وأنت أوّل داخل في الجنة من اُمّتي، وإنّ شيعتك على منابر من نُور رواءً مرويين

[في النسخة: رواءً مسرورين.] مبيضّة وجوههم حولي، أشفع لهم فيكونون غداً في الجنّة جيراني، وإنّ أعداءك غداً ظماءًمظمّئين مسودّة وجوههم مقمحين.

|يا عليّ| حربك حربي، وسلمك سلمي، وسرّك سرّي، وعلانيتك علانيتي، وسريرة صدرك كسريرة صدري، وأنت باب علمي، وإنّ ولدك ولدي، ولحمك لحمي، ودمك دمي، وإنّ الحقّ معك، والحقّ على لسانك وفي قلبك وبين عينيك، والايمان خالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي، وإنّ اللَّه عزّ وجلّ أمرني أن اُبشّرك أ نّك أنت وعترتك في الجنّة، وعدوّك في النار، لا يرِد على الحوض مبغضٌ لك، ولا يغيب عنه محبّ لك.

قال علي: فخررت ساجداً للَّه تعالى وحمدته على ما أنعم به عليّ من الاسلام والقرآن وحَبّبني إلى خاتم النبيّين وسيّد المرسلين.

[مناقب الخوارزمي: 75.]

1753/الثاني والأربعون: موفّق بن أحمد، باسناده عن علي بن جعفر بن محمد، حدّثني أخي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن جدّه علي بن أبي طالب عليهم السلام: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أخذ بيد حسن وحسين، وقال: من أحبّني وأحبّ هذين وأباهما واُمّهما، كان معي في درجتي يوم القيامة.

قال: أخرج هذا الحديث أبو عيسى في جامعه.

[مناقب الخوارزمي: 82، سنن الترمذي 3733/641:5.]

1754/الثالث والأربعون: موفّق بن أحمد باسناده عن أحمد بن عامر بن سليمان، حدّثني أبو الحسن علي بن موسى الرضا، حدّثني أبي موسى بن جعفر، حدّثني أبي جعفر بن محمد، حدّثني أبي |محمّد بن| علي بن الحسين، حدّثني أبي |عليّ بن| الحسين، |حدّثني أبي الحسين بن عليّ| حدّثني أبي علي بن أبي طالب عليه السلام، عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، أ نّه قال: يا عليّ، إنّ اللَّه قد غفر لك ولأهلك، ولشيعتك ومحبّي شيعتك، ومحبّي محبّي شيعتك،

["ومحبي محبي شيعتك" ليس في المصدر.] فابشِر فانّك الأنزع البطين، منزوعٌ من الشِّرك، بطينٌ من العلم.

[مناقب الخوارزمي: 209.]

1755/الرابع والأربعون: موفّق بن أحمد، بالاسناد السابق عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، أ نّه قال: يا علي، إذا كان يوم القيامة أخذتُ بحُجْزة اللَّه، وأخذتَ أنت بحُجْزتي، وأخذ ولدك بحُجْزتك، وأخذ شيعة ولدك بحُجْزتهم، فتُرى أين يُؤمَر بنا!

[مناقب الخوارزمي: 210.]

1756/الخامس والأربعون: موفق بن أحمد، باسناده عن زيد بن يُثَيْع، قال: سَمِعت أبا بكر يقول، رأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله خَيّم خَيمةً وهو متّكئ على قوسٍ عربية، وفي الخَيمة عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، فقال: يا معاشر المسلمين، أنا سِلم لمن سالم أهل |هذه| الخيمة، وحرب لمن حاربهم، ووليّ لمن والاهم، وعدوّ لمن عاداهم، لايُحبّهم إلّا سعيد الجَدّ،

[الجَدّ: الحظّ.] طيّب المولد، ولا يُبْغِضهم إلّا شقيّ الجَدّ رديّ المولد.

[في المصدر: رديّ الولادة.]

فقال رجل: يا زيد، باللَّه أنت سمعت هذا من أبي بكر؟

[في المصدر: يا زيد، أنت سمعت أبا بكر يقول هذا.] قال: إي وربّ الكعبة.

[مناقب الخوارزمي: 211.]

1757/السادس والأربعون: موفّق بن أحمد، باسناده عن علقمة، عن أبي ذرّ رضى الله عنه، عن أمير المؤمنين عليه السلام، قال: إنّ جَبْرَئيل نزل على النبيّ صلى الله عليه و آله فقال: يا محمد، إنّ اللَّه يأمُرُك أن تُحبّ علياً، وتُحبّ من يُحبّه، فانّ اللَّه تعالى يُحبّ علياً ويُحبّ من يُحبّه.

[ينابيع المودة: 125 عن الخوارزمي.]

1758/السابع والأربعون: موفّق بن أحمد، باسناده عن ابن عباس، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: من صافح علياً فكأ نّما صافحني، ومن صافحني فكأ نّما صافح أركان العرش،

[زاد في المصدر: الرفيع.] ومن عانقه فكأ نّما عانقني، ومن عانقني فكأ نّما عانق الأنبياء كلّهم، ومن صافح محبّاً لعليّ غفر |اللَّه| له الذنوب، وأدخله الجنّة بغير حساب.

[مناقب الخوارزمي: 226.]

1759/الثامن والأربعون: موفّق بن أحمد، باسناده عن عبداللَّه بن مسعود، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لمّا خلق اللَّه تعالى آدم ونفخ فيه من روحه، عطس آدم، فقال: الحمد للَّه، فأوحى اللَّه تعالى إليه: حمدتني عبدي، وعزّتي وجلالي، لولا عبدان اُريد أن أخْلُقهما في دار الدنيا ما خلقتك.

قال: إلهي فيكونان منّي؟ قال: نعم يا آدم، ارفع رأسك وانظُر. فرفع رأسه، فاذا مكتوب على العرش: لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه نبيّ الرحمة، عليّ مقيم الحجّة، ومن عرف حقّ عليّ زكا وطاب، ومن أنكر حقّه لُعن وخاب، أقسمت بعزّتي وجلالي أن أدخل الجنّة من أطاعه وإن عصاني، وأقسمت بعزّتي أن اُدخل النار من عصاه وإن أطاعني.

[مناقب الخوارزمي: 227.]

1760/التاسع والأربعون: موفّق بن أحمد، باسناده عن أنس، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: إذا كان يوم القيامة ينادون عليّ بن أبي طالب بسبعة أسماء: يا صدّيق، يا دالّ، يا عابد، يا هادي، يا مهدي، يا فتى، يا عليّ، مُر أنت وشيعتك إلى الجنّة بغير حساب.

[مناقب الخوارزمي: 228.]

1761/الخمسون: موفّق بن أحمد، باسناده عن ابن عباس، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: إذا كان يوم القيامة أقام اللَّه عزّ وجلّ جَبْرَئيل ومحمّداً على الصراط، فلا يجوز أحدٌ إلّا من كان معه براءة |من| عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

[مناقب الخوارزمي: 229.]

1762/الحادي والخمسون: موفّق بن أحمد، باسناده عن ابن عباس، قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في بيته، فغدا عليه عليّ بن أبي طالب عليه السلام بالغَداة، وكان يُحبّ أن لا يَسْبِقه إليه أحدٌ، فدخل فإذا النبي صلى الله عليه و آله في صحن البيت فإذا رأسه في حجر دِحية بن خليفة الكلبي، فقال: السلام عليك، كيف أصبح رسول اللَّه صلى الله عليه و آله؟ فقال: بخير يا أخا رسول اللَّه. فقال عليّ عليه السلام: جزاك اللَّه عنّا أهل البيت خيراً.

قال له دِحية: إنّي لَاُحبّك، وإنّ لك عندي مِدحةً أزُفّها إليك، أنت أمير المؤمنين، وقائد الغُرّ المحجّلين، أنت سيد ولد آدم يوم القيامة ما خلا النبيّين والمرسلين، لواء الحمد بيدك يوم القيامة، تُزَفّ أنت وشيعتك إلى الجنّة مع محمد وحزبه إلى الجِنان زفّاً زفّاً، قد أفلح من تولّاك، وخَسِر من تخلّاك، فبحُبّ محمد حبّوك، ومبغضوك لن تنالهم شفاعة محمّد صلى الله عليه و آله، ادنُ منّي صفوة اللَّه، فأخذ رأس النبيّ صلى الله عليه و آله فوضعه في حجره.

فقال النبيّ صلى الله عليه و آله: ما هذه الهمهمة؟ فقال عليّ عليه السلام بما جرى، فقال: يا عليّ، لم يكن دِحية، ولكن كان جَبْرَئيل، سمّاك باسم سمّاك اللَّه به، فهو الذي ألقى محبّتك في صدور المؤمنين، ورهبتك في صدور الكافرين.

[مناقب الخوارزمي: 231.]

1763/الثاني والخمسون: موفّق بن أحمد، باسناده عن ابن مسعود، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: علي بن أبي طالب حَلقة مُعلّقةً بباب الجنّة، من تعلّق بها دخل الجنّة.

[مناقب الخوارزمي: 232.]

1764/الثالث والخمسون: موفّق بن أحمد، باسناده عن أبي عمر طاهر بن عبداللَّه بن مغنم، قال: حبُّ عليّ بن أبي طالب شجرةٌ، فمن تعلّق بغُصْن من أغصانها دخل الجنة.

1765/الرابع والخمسون: موفّق بن أحمد، باسناده عن سلمان الفارسي، عن النبيّ صلى الله عليه و آله أ نّه قال لعلي عليه السلام: يا عليّ، تختّم باليمين تَكُن من المُقرّبين.

قال: يا رسول اللَّه، ومَن المُقرّبون؟ قال: جَبْرئيل وميكائيل.

قال: فبم اتختّم يا رسول اللَّه؟ قال: بالعقيق الأحمر: فانّه جبلٌ أقرّ للَّه بالوحدانية، ولي بالنبوة، ولك بالوصيّة، ولولدك بالإمامة، ولمُحبّيك بالجنّة، ولشيعة ولدك بالفِرْدَوس.

[مناقب الخوارزمي: 234.]

1766/الخامس والخمسون: موفّق بن أحمد، باسناده عن زِرّ بن حُبَيْش، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، قال: قال |لي| رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لا يُحبّك إلّا كل

["كل" ليس في المصدر.] مؤمن تقيّ، ولا يبغضك إلّا كلّ

["كل" ليس في المصدر.] فاجرٍ رديّ.

[مناقب الخوارزمي: 234.]

1767/السادس والخمسون: موفّق بن أحمد، باسناده عن ابن عباس: أنّ النبي صلى الله عليه و آله نظر إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال له: أنت سيّد في الدنيا، وسيّد في الآخرة، من أحبّك فقد أحبّني، وحبيبك حبيب اللَّه، ومن أبغضك فقد أبغضني، وبغيضك بغيض اللَّه، والويل لمن أبغضك بعدي.

[مناقب الخوارزمي: 234.]

1768/السابع والخمسون: موفّق بن أحمد، قال: روى جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن عليّ عليهم السلام أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال له: إنّ في السماء حرساً وهم الملائكة، وفي الأرض حرسٌ وهم شيعتك يا عليّ.

[مناقب الخوارزمي: 235.]

1769/الثامن والخمسون: موفّق بن أحمد، روى الناصر للحقّ باسناده عن النبيّ صلى الله عليه و آله أ نّه قال: يدخُل من اُمّتي الجنّة سبعون ألفاً بغير حساب. فقال عليّ عليه السلام: مَن هُمّ يا رسول اللَّه؟ قال: هم شيعتك |يا عليّ| وأنت إمامهم.

[مناقب الخوارزمي: 235.]

1770/التاسع والخمسون: موفّق بن أحمد، باسناده عن زينب بنت علي، عن فاطمة بنت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لعليّ بن أبي طالب عليه السلام: أما إنّك يابن أبي طالب وشيعتك في الجنّة، وسيجي ء أقوامٌ ينتحلون حُبّك، ثمّ يَمْرُقون من الاسلام كما يَمْرُق السهم من الرميّة، لهم نَبَزٌ،

[النَبَز: اللقب.] يقال لهم الخارجة، فان لقيتهم فاقْتُلهم فانّهم مشركون.

[مناقب الخوارزمي: 257.]

1771/الستون: إبراهيم بن محمد الحَمُّوئي، باسناده عن أبي القاسم عبداللَّه بن |أحمد بن| عامر الطائي، حدّثني أبي سنة ستين ومائتين،

[في المصدر: سنة ست وثمانين ومائتين.] قال: حدثنا عليّ بن موسى الرضا عليهما التحية والثناء سنة أربع وأربعين ومائتين،

[كذا ولا يصحّ إذ الثابت أنّ شهادة الإمام الرضا عليه السلام كانت سنة 203 ه، وقيل: 202 ه.] حدّثني أبي موسى ابن جعفر عليهماالسلام، حدّثني أبي جعفر بن محمد صلوات اللَّه عليهما، حدّثني أبي محمّد بن علي صلوات اللَّه عليهما، حدّثني أبي علي بن الحسين عليهماالسلام، حدّثني أبي الحسين بن علي عليهما التحية والثناء، حدّثني أبي علي بن أبي طالب صلوات اللَّه عليه، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: أتاني جَبْرَئيل عن ربّي عزّ وجلّ وهو يقول: ربّي يقرئك السلام، ويقول لك: بشّر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ويؤمنون بك وبأهل بيتك الجنّة، فلهم عندي جزاء الحسنى، وسيَدْخُلُون الجنّة.

[فرائد السمطين 246/307:1.]

1772/الحادي والستون: ابن أبي الحديد في "شرح نهج البلاغة" وهو من أعيان علماء المعتزلة، قال: قال صاحب كتاب "الغارات"، قال: روى يونس بن أرقم، عن يزيد بن أبي زياد، عن أبي فاختة مولى اُمّ هاني، قال: كنتُ عند عليّ عليه السلام فأتاه رجلٌ عليه زِيّ السفر، فقال: يا أمير المؤمنين، إنّي أتيتك من بلدة ما رأيت لك |بها| محبّاً. قال: من أين أتيت؟ قال: من البصرة.

قال: أما إنّهم لو يستطيعون أن يُحبّوني لأحبّوني، إنّي وشيعتي في ميثاق اللَّه، لا يزداد فينا رجل ولا ينقص إلى يوم القيامة.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 94:4، الغارات: 283.]

1773/الثاني والستّون: ابن أبي الحديد، قال: روى أبو غسّان النَّهدي، قال: دخل قومٌ من الشيعة على عليّ عليه السلام في الرحبة وهو على حصيرٍ خَلَق

[الخَلَق: البالي.] فقال: ما جاء بكم؟ قالوا: حُبُّك يا أمير المؤمنين. قال: أما إنّه من أحبّني رآني حيثُ يُحبّ أن يراني، ومن أبغضني رآني حيث يكره أن يراني.

ثمّ قال: ما عبداللَّه أحدٌ قبلي إلّا نبيّه عليه السلام، ولقد هجم أبو طالب علينا وأنا وهو ساجدان، فقال: أوفعلتموها؟ ثمّ قال لي وأنا غلام: ويحك انْصُر ابن عمّك، ويحك لا تَخْذُله، وجعل يَحُثّني على موازرته ومكاتفته.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 104:4، وفي المصدر: ومكانفته، وكلاهما بمعنى المعاونة والمعاضدة.]

1774/الثالث والستون: ابن أبي الحديد، قال: روى جعفر الأحمر، عن مسلم الأعور، عن حَبّة العُرني، قال: قال عليّ عليه السلام: من أحبّني كان معي، أما إنّك لو صُمتَ الدهر كلّه، وقمتَ الليل كلّه، ثمّ قُتِلت بين الصفا والمروة - أو قال: بين الركن والمقام - لما بعثك اللَّه إلّا مع هواك بالغاً ما بلغ، إن في جنةٍ ففي جنّة، وإن في نارٍ ففي نار.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 105:4.]

1775/الرابع والستون: ابن أبي الحديد، قال: روى حمّاد بن صالح، عن أيوب، عن كَهْمَس: أنّ علياً عليه السلام قال: يهْلَكُ فيّ ثلاثة: اللّاعن، والمستمع المُقرّ، وحامل الوِزر، وهو المَلِك المُتْرَف الذي يُتَقَرَّب إليه بلعني، ويُبْرَأ عنده من ديني، ويُنْتَقَص عنده حسبي، وإنّما حَسَبي حَسَب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وديني دينه. وينجو فيّ ثلاثة: من أحبّني وأحبّ محبّي، ومن عادى عدوّي.

فمن اُشْرِب قلبه بغضي، أو أ لّب عليّ

[في المصدر: أ لّب على بغضي.] أو انتقصني، فليعلم أنّ اللَّه عدوّه وجَبْرَئيل

[في المصدر: عدوه وخصمه.] واللَّه عدوّ للكافرين.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 105:4.]

1776/الخامس والستون: ابن أبي الحديد، عن أحمد بن حنبل، في "المسند"، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: النظر إلى وجهك يا عليّ عبادة، أنت سيّد في الدنيا، وسيّد في الآخرة، من أحبّك أحبّني، وحبيبي حبيب اللَّه، وعدوّك عدوّي، وعدوّي عدوّ اللَّه، الويل لمن أبغضك.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 171:9.]

1777/السادس الستّون: ابن أبي الحديد، عن أحمد بن حنبل، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: |أيها الناس|، اُوصيكم بحُبّ ذي قُرباها أخي وابن عمّي عليّ بن أبي طالب، لا يُحبّه إلّا مؤمن، ولا يُبْغِضه إلّا منافق، من أحبّه فقد أحبّني، ومن أبغضه فقد أبغضني، ومن أبغضني عذّبه اللَّه بالنار.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 172:9.]

1778/السابع والستون: ابن أبي الحديد، قال: قال عليّ عليه السلام: لو ضربتُ خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يُبْغِضني ما أبْغَضني، ولو صَبَبتُ الدنيا بِجَمَّاتِها

[الجَمَّات: جمع جَمّة، وهو من السفينة مجتمع الماء المترشّح من ألواحها، والمراد لو كفأت عليهم الدنيا بجليلها وحقيرها.] على منافقِ على أن يُحبّني ما أحبّني، وذلك أ نّه قضى فانقضى على لسان النبيّ الاُمّي صلى الله عليه و آله أ نّه قال: |يا عليّ|، لا يُبْغِضك مؤمنٌ، |ولا يُحِبّك منافق|.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 173:18.]

1779/الثامن والستون: أبو نُعيم في "حلية الأولياء" في الجزء الثالث، باسناده عن عَديّ بن ثابت، عن زِرّ بن حُبيش، قال سمعت عليّ بن أبي طالب عليه السلام يقول: والذي فلق الحبّة وبَرَأ النَّسمة وتَرَدّى بالعظمة أ نّه لعهدُ النبيّ |الاُمّي| صلى الله عليه و آله إليّ، أ نّه لا يُحبّك إلّا مؤمنٌ، ولا يُبْغِضك إلّا منافق.

قال أبو نُعيم: هذا حديث صحيح، متّفق عليه، رواه جماعة.

[حلية الأولياء 185:4.]

1780/التاسع والستّون: أبو نُعيم في "حلية الأولياء" يلي الحديث الأوّل بلا فاصلة، عن زِرّ بن حُبيش، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام: أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال: إنّ ابنتي فاطمة لَيَشْتَرك في حبّها البَرّ والفاجر، وإنّي كتب إليّ - أو عَهِد إليّ - أ نّه لا يُحِبّك إلّا مؤمن، ولا يُبْغِضك إلّا منافق.

قال الحافظ أبو نُعيم: روى هذا الحديث جماعة من أهل الكوفة وغيرهم.

[حلية الأولياء 185:4.]

1781/السبعون: ومن الجزء الثاني من كتاب "الفردوس"، بالاسناد عن سلمان الفارسي رضى الله عنه، قال: قال النبيّ صلى الله عليه و آله: يا عليّ، مُحبّك محبّي، ومبغضك مُبغضي.

[الفردوس 8304/316:5.]

1782/الحادي والسبعون: ومن "الجمع بين الصحيحين" في المجلد الأول، من مسند علي بن أبي طالب عليه السلام، عن النبيّ صلى الله عليه و آله أ نّه قال: لا يُحبّك إلّا مؤمن، ولا يُبْغِضك إلّا منافق.

[العمدة: 342/218 عن الجمع بين الصحيحين.]

1783/الثاني والسبعون: ومن الجزء الأول من كتاب "حلية الأولياء"، روى أبو نُعيم باسناده عن حُذيفة، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: من سرّه أن يحيا حياتي، ويموت ميتتي، ويتمسّك بالقصبة الياقوتة التي خلقها اللَّه بيده ثمّ قال |لها|: كوني فكانت، فليتولّ علي بن أبي طالب |من بعدي|.

[حلية الأولياء 86:1 و174:4.]

1784/الثالث والسبعون: ومن "حلية الأولياء" يلي الحديث السابق، من الجزء المذكور أيضاً، باسناده عن ابن عباس رضى الله عنه، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: من سرّه أن يحيا حياتي، ويموت مماتي، ويسكُن جنّة عدنٍ التي غرسها اللَّه، فليوال عليّاً من بعدي، وليوالِ وليّه، وليَقْتَدِ بالأئمّة من بعدي، فانّهم عِترتي، خُلِقُوا من طِينتي، وزُقّوا فَهْماً وعلماً، ويل للمكذّبين بفضلهم من اُمّتي، القاطعين فيهم صِلتي، لا أنالهم اللَّه شفاعتي.

[حلية الأولياء 86:1.]

1785/الرابع والسبعون: ومن الجزء الرابع من كتاب "حلية الأولياء" لأبي نُعيم أيضاً، باسناده عن زياد بن مُطَرِّف، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: من أحبّ أن يحيا حياتي، ويموت ميتتي، ويسكُن جنّة الخُلد التي وعدني ربّي، التي

["التي" ليس في المصدر.] غَرَس قُضبانها بيده، فليتولّ عليّ بن أبي طالب، فانّه لن يُخْرِجهم من هُدىً، ولن يُدخِلكم في ضَلَالة.

[حلية الأولياء 349:4.]

1786/الخامس والسبعون: أبو الحسن الفقيه محمّد بن أحمد بن شاذان، في "المناقب المائة" من طريق العامة، باسناده عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: خلق اللَّه تعالى من نور وجه عليّ بن أبي طالب سبعين ألف مَلَك يستغفرون له ولمحبّيه إلى يوم القيامة.

[مائة منقبة: 19/42.]

1787/السادس والسبعون: ابن شاذان، هذا، باسناده عن ابن عباس، قال: جاء رجلٌ إلى النبيّ صلى الله عليه و آله فقال له: أينفعني حُبّ عليّ بن أبي طالب؟ قال: لا أعلم حتّى أسال جَبْرَئيل. فأتاه جَبْرئيل في سُرعة،

[في المصدر: في الحال.] فقال النبيّ صلى الله عليه و آله: أينفع هذا الرجل حُبّ عليّ بن أبي طالب؟ فقال: لا أعلم حتّى أسأل إسرافيل. فارتفع جَبْرَئيل، فقال لإسرافيل: أينفع حبّ عليّ بن أبي طالب؟ قال: لا أعلم حتّى اُناجي ربّ العزّة جلّ جلاله، فأوحى اللَّه تعالى إلى إسرافيل، فقال: قل لجَبْرئيل يُقرى ء محمداً السلام ويقول: أنت منّي حيث شئت، وأ نّا وعليّ منك حيثُ أنت منّي، ومحبّو عليّ منّي حيثُ عليّ منك.

[مائة منقبة: 20/43.]

1788/السابع والسبعون: ابن شاذان هذا، باسناده عن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: إنّ اللَّه قد فرض عليكم طاعتي، ونهاكم عن معصيتي، وأوجب عليكم اتّباع أمري، وفرض عليكم من طاعة عليّ بن أبي طالب بعدي كما فرض عليكم من طاعتي، ونهاكم عن معصيته كما نهاكم عن معصيتي، و جعله أخي ووزيري، ووصيّي ووارثي، وهو منّي وأنا منه، حبّه إيمانٌ، وبغضه كفرٌ، محبّه محبّي، ومبغضه مبغضي، وهو مولى من أنا مولاه، وأنا مولى كلّ مسلمٍ ومسلمةٍ، وأنا وهو أبوا هذه الاُمّة.

[فضائل أمير المؤمنين عليه السلام لابن شاذان: 22/42، طبعة دار البلاغة.]

1789/الثامن والسبعون: ابن شاذان هذا، من طريق العامة، وكلّما ذكرته عنه فهو من طريق العامة، باسناده عن جابر بن عبداللَّه الأنصاري، قال: كنتُ عند النبيّ صلى الله عليه و آله جالساً إذ أقبل عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فأدناه ومسح وجهه ببُرده، وقال: يا أبا الحسن، ألا اُبشّرك بما بشّرني به جَبْرَئيل؟ فقال: بلى يا رسول اللَّه؟ قال: إنّ في الجنّة عيناً يقال لها تَسْنِيم، يَخْرُج منها نَهران لو أنّ بهما سفن الدنيا لَجَرَت، |وعلى شاطئ التَّسْنِيم أشجارٌ| قُضبانها من اللؤلؤ والمَرجان الرطب، وحشيشها من الزَّعفران، على حافّتيهما كراسي من نُور، عليها اُناس جُلُوسٌ، مكتوب على جباههم بالنور: |هؤلاء المؤمنون|، هؤلاء مُحبّو عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

[مائة منقبة: 29/55.]

1790/التاسع والسبعون: ابن شاذان هذا، باسناده عن عبداللَّه بن العباس، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لعليّ بن أبي طالب عليه السلام: يا عليّ، إنّ جَبْرَئيل عليه السلام أخبرني فيك بأمرٍ قرّت به عيني، وفَرِح به قلبي، قال: يا محمّد، إنّ اللَّه تعالى قال لي: اقرأ محمداً منّي السلام، وأعلمه أنّ علياً إمام الهدى، ومِصباح الدُّجى، والحُجّة على أهل الدنيا، وأنّه الصديق الأكبر، والفاروق الأعظم، وأنّي أقسمت بعزّتي لا اُدخِل النار أحداً تولّاة وسَلّم له وللأوصياء من بعده، ولا اُدخِل الجنّة من ترك ولايته والتسليم له وللأوصياء من بعده، حقّ القول منّي لأملأنّ جهنّم وأطباقها من أعدائه، ولأملأنّ الجنّة من أوليائه وشيعته.

[مائة منقبة: 30/56.]

1791/الثمانون: ابن شاذان هذا، عن أبي سعيد الخُدري، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: ما مررت في ليلة اُسري بي بشي ءٍ من مَلَكُوت السماء، ولا على شي ءٍ من الحُجُب فوقها، إلّا وجدتها مشحونةً بملائكة اللَّه تعالى، يقولون: هنيئاً لك يا محمّد، فقد اُعْطِيت ما لم يُعْطَ أحدٌ بعدك، اُعْطِيت عليّ بن أبي طالب أخاً، وفاطمة زوجته |بنتاً|، والحسن والحسين أولاداً، ومحبّيهم شيعةً.

يا محمّد، إنّك أفضل النبيّين، وعليّ أفضل الوصيّين، وفاطمة سيدّة نساء العالمين، والحسن والحسين أكرم من دَخَل الجِنان من أولاد المرسلين، وشيعته أفضل من تضمّنه عَرَصات القيامة، وتشتمل عليه غُرف الجِنان وقُصُورها ومُتَنَزَّهها، فلم يزالوا يقولون |ذلك| في مصدري ومرجعي، فلولا أنّ اللَّه تعالى حجب عنها آذان الثقلين لما بقي أحدٌ إلّا سمعها.

[مائة منقبة: 35/61.]

1792/الحادي والثمانون: ابن شاذان هذا، عن الأصبغ بن نُباتة، قال: سُئِل سلمان الفارسي رحمة اللَّه عليه عن علي بن أبي طالب وفاطمة عليهماالسلام، فقال: سَمِعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: عليكم بعليّ بن أبي طالب فانّه مولاكم فأحبّوه، |وكبيركم فاتّبعوه، وعالمكم فأكرموه، وقائدكم إلى الجنّة فعزّزوه، وإذا دعاكم فأجيبوه|، وإذا أمركم فأطيعوه، وأحبّوه بحبّي، وأكرموه بكرامتي؛ |ما قلت لكم في عليّ| إلّا ما أمرني به ربّي|جلّت عظمته|.

[مائة منقبة: 36/62.]

1793/الثاني والثمانون: ابن شاذان هذا، باسناده عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه، عن الحسين بن علي عليهم السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: دخلتُ الجنّة فرأيت على بابها مكتوباً بالذهب:

[في المصدر: بالنور.] لا إله إلّا اللَّه مُحمّد حبيب

[في المصدر: محمد رسول.] اللَّه، عليّ بن أبي طالب وليّ اللَّه، فاطمة أمة اللَّه، الحسن والحسين صفوة اللَّه، على محبّيهم رحمة اللَّه، وعلى مبغضهم لعنة اللَّه.

[مائة منقبة: 54/87.]

1794/الثالث والثمانون: ابن شاذان هذا، عن ابن عمر، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: من أراد التوكّل على اللَّه تعالى فليُحبّ أهل بيتي، ومن أراد أن ينجو من عذاب القبر فليُحبّ أهل بيتي، |ومن أراد دُخُول الجنّة بغير حساب فليُحبّ أهل بيتي| فواللَّه ما أحبّهم أحدٌ إلّا رَبِح الدنيا والآخرة.

[فضائل أمير المؤمنين عليه السلام لابن شاذان: 51/72، طبعة دار البلاغة.]

1795/الرابع والثمانون: ابن شاذان، باسناده عن حُذيفة بن اليَمان، قال: قام النبيّ صلى الله عليه و آله وقبّل |ما| بين عيني عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وقال: يا أبا الحسن أنت عضوٌ من أعضائي، تنزل حيث نزلت، وإنّ لك في الجنّة درجةَ الوسيلة، فطُوبى لك ولشيعتك من بعدك.

[مائة منقبة: 53/86.]

1796/الخامس والثمانون: ابن شاذان، باسناده عن أبي سعيد الخُدري، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: العلم خمسة أجزاء، اُعطي عليّ بن أبي طالب من ذلك أربعة أجزاء، واُعطي سائر الناس واحداً، والذي بعثني بالحقّ بشيراً ونذيراً عليّ بجُزء الناس أعلم من الناس بجُزئهم.

وقال أيضاً: حدّثني قنبر بن أحمد، قال حدّثنا كعب بن نوفل، عن بلال بن حمامة، قال: طلع علينا النبيّ صلى الله عليه و آله ذات يومٍ ووجهه مشرقٌ كدَارة

[الدارة: الهالة المحيطة بالقمر.] القمر، فقام عبدالرحمن بن عوف فقال: يا رسول اللَّه، ما هذا النور؟ فقال: بشارة أتتني من ربّي في أخي وابن عمّي وابنتي، إنّ اللَّه زوّج علياً بفاطمة، وأمر رِضوان خازن الجِنان فهزّ شجرة طُوبى، فحملت رِقاعاً - يعني صِكاكاً - بعدد محبّي أهل بيتي، وأنشأ من تحتها ملائكةً من نورٍ، ودفع إلى كُلّ مَلَكٍ صكّاً، فإذا استوت القيامة بأهلها، نادت الملائكة في الخلائق، فلا تلقى محبّاً لنا أهل البيت إلّا دفعت إليه صكّاً فيه فَكاكه من النار، بأخي وابن عمّي وابنتي فَكاك رجالٍ ونساءٍ من اُمّتي من النار.

[فضائل أمير المؤمنين عليه السلام لابن شاذان: 78/93، طبعة دار البلاغة.]

1797/السادس والثمانون: ابن شاذان، باسناده عن أيوب السختياني، قال: كنتُ أطوف، فاستقبلني في الطَّواف أنس بن مالك فقال |لي|: ألا اُبشّرك بشي ءٍ تفرح به؟ فقلت له: بلى. فقال: كنتُ واقفاً بين يدى النبيّ صلى الله عليه و آله في مسجد المدينة، وهو قاعدٌ في الروضة، فقال |لي|: أسرِع وائتني بعليّ بن أبي طالب، فذهبت فاذا عليّ وفاطمة عليهماالسلام، فقلت له: إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله يدعوك. فجاء عليّ عليه السلام، فقال: يا عليّ، سلّم على جَبْرَئيل. فقال عليّ عليه السلام: السلام عليك يا جَبْرَئيل. فردّ عليه |جَبْرَئيل| السلام.

فقال النبيّ صلى الله عليه و آله هذا جَبْرَئيل يقول: إنّ اللَّه يقرأ عليك السلام، ويقول: طُوبى لك ولشيعتك ومحبيك، والويل ثمّ الويل لمبغضيك، إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من بُطنان العرش: أين محمد وعليّ؟ فيُزَجّ

[زَجّ بالشي ء: رمى به.] بكما في السماء حتّى تُوقَفَا بين يدي اللَّه، فيقول لنبيّه: أورد علياً الحوضَ، وهذا الكأس أعطه حتّى يسقي محبّيه وشيعته، ولا يسقي أحداً من مبغضيه، ويأمُر لمحبّيه أن يُحاسبوا حساباً يسيراً، ويُؤمر بهم إلى الجنّة.

[مائة منقبة: 79/147.]

1798/السابع والثمانون: ابن شاذان، باسناده عن عمر بن الخطّاب، قال: سَمِعتُ أبا بكر بن أبي قُحافة يقول: سَمِعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: إنّ اللَّه تعالى خلق من نور وجه عليّ بن أبي طالب ملائكةً يُسبّحون ويقدّسون، ويَكْتُبون ذلك لمحبّيه ومحبّي ولده.

[مائة منقبة: 80/148.]

1799/الثامن والثمانون: ابن شاذان، باسناده عن أنس، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: إذا كان يوم القيامة يُنادى عليّ بن أبي طالب بسبعة أسماء: يا صِدّيق، يا دالّ، يا عابد، يا هادي، يامهدي، يا فتى، يا عليّ، مُر أنت وشيعتك إلى الجنّة بغير حساب.

[مائة منقبة: 83/150.]

1800/التاسع والثمانون: ابن شاذان، باسناده عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: إنّ اللَّه خلق في السماء الرابعة مائة ألف مَلَك، وفي السماء الخامسة ثلاثمائة ألف مَلَك، وفي السماء السابعة مَلَكاً رأسه تحت العرش ورجلاه تحت الثرى، وملائكة أكثر من ربيعة ومُضَر، ليس لهم طعام ولا شراب إلّا الصلاة على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومحبّيه، والاستغفار لشيعته المذنبين ومواليه.

[مائة منقبة: 88/163.]

1801/التسعون: ابن شاذان، باسناده عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: إنّ اللَّه تعالى لمّا خلق جنّة عَدنٍ قال |لها|: تزيّني، فتزيّنت وماست،

[المَيْس: التبختر.] فقال |لها| قرّي، فوعزتي وجلالي ما خلقتك إلّا للمؤمنين، فطُوبى لك ولساكنيك.

ثمّ قال: يا عليّ، ما خُلِقتْ |جنّة| عَدْنٍ إلّا لك ولشيعتك.

[مائة منقبة: 90/165.]

1802/الحادي والتسعون: ابن شاذان، باسناده عن سعد بن جُنادة يذكُر أ نّه سَمِع النبيّ صلى الله عليه و آله يقول: عليّ بن أبي طالب سيّد العرب |فقيل: ألست أنت سيّد العرب؟|. فقال: أنا سيّد ولد آدم، وعليّ سيد العرب، من أحبّه وتولّاه أحبّه اللَّه وهداه، ومن أبغضه وعاداه أصمّه اللَّه وأعماه، عليّ حقّه كحقّي، وطاعته كطاعتي، غير أ نّه لا نبيّ بعدي، من فارقه فارقني، ومن فارقني فارق اللَّه تعالى، أنا مدينة الحكمة - وهي الجنّة - وعليّ بابها، فكيف يهتدي المهتدي إلى الجنّة إلّا من بابها، عليّ خيرُ البشر، من أبى فقد كفر.

[مائة منقبة: 94/169.]

1803/الثاني والتسعون: ابن شاذان، باسناده عن محمد التقيّ، عن أبيه، عن جدّه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمّد بن علي، عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها وعمّها الحسن بن عليّ عليهم السلام، قالا: |حدّثنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال:| قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لمّا دخلت الجنّة رأيت فيها شجرةً تحمل الحُليّ والحُلل، أسفلها خيل بُلق،

[البَلَق: سوادٌ وبياضٌ في اللون.] وأوسطها حُور العين، وفي أعلاها الرِّضوان.

فقلت لجَبْرَئيل: لمن هذه الشجرة؟ قال: هذه لابن عمّك أمير المؤمنين، إذا أمر اللَّه الخليقة بدُخُول الجنّة، يُؤتى بشيعة عليّ بن أبي طالب حتّى يُنتهى بهم إلى هذه الشجرة، فيلبسون الحُليّ والحُلل، ويركبون الخيل البُلق، وينادي منادٍ، هؤلاء شيعة عليّ بن أبي طالب، صبروا في الدنيا على الأذى، فحُبوا اليوم.

[مائة منقبة: 96/171.]

وهذا الحديث قد تقدّم في الباب،

[تقدّم في الحديث 30 من هذا الباب.] وأعدناه لتغيّر بعض السند.

1804/الثالث والتسعون: ابن شاذان، باسناده عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: حدّثني جَبْرَئيل، عن ربّ العزّة جلّ جلاله، أ نّه قال: من عَلِم أن لا إله إلّا أنا وحدي، وأنّ محمداً عبدي ورسولي، وأنّ عليّ بن أبي طالب خليفتي، والأئمّة من ولده حُججي، أدخلته الجنّة برحمتي، ونجّيته من النار بعفوي، وأبحت له جواري، وأوجبت له كرامتي، وأتممت عليه نعمتي، وجعلته من خاصّتي وخالصتي، إن ناداني لبّيته، وإن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته، وإن سكت ابتدأته، وإن أساء رحمته، وإن فرّ منّي دعوته، وإن رجع إليّ قبلته، وإن قرع بابي فتحته.

ومن لم يَشْهَد أن لا إله إلّا أنا وحدي، أو شَهِد بذلك ولم يَشْهَد أنّ محمّداً عبدي ورسولي، أو شَهِد بذلك ولم يَشْهَد أنّ عليّ بن أبي طالب خليفتي، أو شَهِد بذلك ولم يَشْهَد أنّ الأئمّة من ولده حُججي، فقد جَحَد نعمتي، وصغّر عظمتي، وكفر بآياتي وكتبي ورُسُلي، إن قصدني حجبته، وإن سألني حرمته، وإن ناداني لم أسمع نداءه، وإن دعاني لم أستجب دعاءه، وإن رجاني خيّبت رجاءه، |ذلك جزاء منّي| وما أنا بظلّامٍ للعبيد.

فقام جابر بن عبداللَّه الأنصاري، فقال: يا رسول اللَّه، ومَن الأئمّة من ولد عليّ بن أبي طالب؟

قال صلى الله عليه و آله: الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، ثمّ سيّد العابدين في زمانه عليّ بن الحسين، ثمّ الباقر محمّد بن عليّ، ستدركه يا جابر، فاذا أدركته فاقرأه منّي السلام، ثمّ الصادق جعفر بن محمّد، ثمّ الكاظم موسى بن جعفر، ثمّ الرضا عليّ بن موسى، ثمّ التقيّ محمّد بن عليّ، ثمّ النقيّ عليّ بن محمّد، ثمّ الزكيّ الحسن بن عليّ، ثمّ ابنه القائم بالحقّ مهديّ اُمّتي، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جَوراً وظُلماً، هؤلاء خُلفائي وأوصيائي وأولادي وعِترتي، من أطاعهم فقد أطاعني، ومن عصاهم فقد عصاني، ومن أنكرهم أو أنكر واحداً منهم فقد أنكرني، وبهم يُمسِك اللَّهُ السماء أن تقع على الأرض، وبهم يَحْفَظ اللَّه الأرض أن تَميدَ بأهلها.

[فضائل أمير المؤمنين عليه السلام لابن شاذان: 92/105، طبعة دار البلاغة.]

1805/الرابع والتسعون: إبراهيم بن محمّد الحَمُّوئي، باسناده عن جرير بن عبداللَّه البَجَلي، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: من مات على حُبّ آل محمّد مات شهيداً، ومن مات على حُبّ آل محمد مات مغفوراً له، ألا ومن مات على حُبّ آل محمد مات تائباً، ألا ومن مات على حُبّ آل محمد مات مؤمناً مستكمل الايمان، ألا ومن مات على حُبّ آل محمد بشّره مَلَك الموت بالجنّة، ثمّ مُنْكَر ونَكير، ألا ومن مات على حُبّ آل محمد يُزَفّ إلى الجنّة كما تَزَفّ العروس إلى بيت زوجها، ألا ومن مات على حُبّ آل محمّد جعل اللَّه زوّار قبره ملائكة الرحمن، ألا ومن مات على حُبّ آل محمد مات على السنّة والجماعة، ألا ومن مات على بُغض آل محمّد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه: آيس من رحمة اللَّه، ألا ومن مات على بُغض آل محمّد مات كافراً، ألا ومن مات على بُغض آل محمّد لم يشُمّ رائحة الجنة.

[فرائد السمطين 524/255:2.]

1806/الخامس والتسعون: الحَمُّوئي، باسناده عن المِقداد بن الأسود، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: معرفة آل محمد براءةٌ من النار، وحُبّ آل محمّد جَوازٌ على الصِّراط، والولاية لآل محمد أمانٌ من العذاب.

[فرائد السمطين 525/256:2.]

جرأة عمر على رسول اللَّه


1807/الأوّل: ابن أبي الحديد، في "شرح نهج البلاغة" وهو من أعيان علماء العامة، من المعتزلة، قال: روى ابن عباس رضى الله عنه قال: دخلتُ على عمر في أوّل خلافته، وقد اُلقي له صاعٌ من تمرٍ على خَصَفة،

[الخَصَفَة: الجُلّة تُعمَل من الخُوص يوضع فيها التمر.] فدعاني إلى الأكل، فأكلتُ تمرةً واحدةً، وأقبل يأكُل |حتّى أتى عليه|، ثمّ شَرِب من جَرّة كانت عنده، واستلقى على مِرْفَقةٍ له، وطَفِق يَحْمَدُ اللَّه، يُكرّر ذلك.

ثمّ قال: من أين جئت يا عبداللَّه؟ قلت: من المسجد. قال: كيف خلّفت ابن عمّك؟ فظننته يعني عبداللَّه بن جعفر. قلت: خلّفته يلعب مع أترابه. قال: لم أعن ذلك، إنّما عنيتُ عظيمكم أهل البيت. قلت: خلّفته يمتح بالغَرْب

[مَتَحَ الماء: استخرجه، والغَرب: الدَّلو.] على نُخيلات من فلان، ويقرأ القرآن.

قال: يا عبداللَّه، عليك دماء البُدن إن كتمتنيها، هل بقي في نفسه شي ءٌ من أمر الخلافة؟ قلت: نعم. قال:أيَزْعُم أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله نصّ عليه؟ قلت: نعم، وأزيدك، سألت أبي عمّا يدّعيه فقال: صدق.

فقال عمر: لقد كان من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في أمره ذروٌ

[أي طرفٌ.] من قول لا يَثْبُتُ حُجّةً، ولا يقطع عُذراً، ولقد كان يَرْبَع في أمره وقتاً ما، ولقد أراد في مرضه أن يُصرّح باسمه فمنعتُ من ذلك إشفاقاً وحِيطةً على الاسلام، لا وربّ هذه البنيّة، لا تجتمع عليه قريش أبداً، ولو وليها لانتقضت عليه العرب من أقطارها، فعلم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أ نّي عَلِمت ما في نفسه فأمسك، وأبى اللَّه إلّا إمضاء ما حتم.

ذكر هذا الخبر أحمد بن أبي طاهر، صاحب "تاريخ بغداد" في كتابه مسنداً.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 20:12.] إلى هاهُنا كلام ابن أبي الحديد.

1808/الثاني: ابن أبي الحديد، قال في "الشرح": روى ابن عبّاس، قال: خرجتُ مع عمر إلى الشام في إحدى خرجاته، فانفرد يوماً يسيرُ على بعيره فاتّبعتُهُ، فقال لي: يابن عباس، أشكو إليك ابن عمّك، سألته أن يخرُج معي فلم يفعل، ولا أزال أراه واجداً، فيمَ تظُنّ موْجِدته؟

[المَوجِدة: الحزن والغضب.] قلت: يا أمير المؤمنين، إنّك لتعلم. قال: أظُنّه لا يزال كئيباً لفوت الخلافة؟

قلت: هو ذاك، إنّه يَزْعُم أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أراد الأمر له.

فقال: يابن عباس، وأراد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله الأمر |له|، فكان ماذا إذا لم يُرِد اللَّه تعالى ذلك! إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أراد أمراً، وأراد اللَّه غيره، فَنَفذ مراد اللَّه ولم يَنْفُذ مراد رسوله، أو كُلّما أراد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله كان؟ إنّه أراد إسلام عمّه ولم يُرِده اللَّه فلم يُسلِم.

[كان أبو طالب عليه السلام كمؤمن آل فرعون يكتم إيمانه، وجميع الأدلة النقلية والعقلية قائمة على حُسن إيمانه واعتقاده، منها نصرته وحمايته لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله وأشعاره ومآثره، وتحمّله الحصار في الشعب مع الرسول صلى الله عليه و آله وأهله وأصحابه المؤمنين، ودعاء الرسول صلى الله عليه و آله له عند موته، وغيرها من الأدلة التي يطول بذكرها الكلام. ولبعض الأعلام كتب خاصة في إيمان أبي طالب منها: إيمان أبي طالب لفخار الموسوي، وأبوطالب عمّ الرسول لمحمد كامل الحلمي، وأبو طالب مؤمن قريش لعبداللَّه الخنيزي وغيرهم.]

وقد رُوي معنى هذا الخبر بغير هذا اللفظ، وهو قوله: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أراد أن يذكُر له الأمر في مرضه، فصددته عنه خوفاً من الفتنة، وانتشار أمر الاسلام، فعَلِم رسول اللَّه ما في نفسي وأمسك، وأبى اللَّه إلّا إمضاء ما حتم.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 78:12.] إلى هنا كلام ابن أبي الحديد.

قال مؤلّف هذا الكتاب: الذي رواه ابن أبي الحديد، ورواه عن غيره، يدُلّ على كفر عمر بن الخطاب، حيث جعل مراد اللَّه عزّ وجلّ غير مراد رسوله صلى الله عليه و آله، ومراد رسوله صلى الله عليه و آله غير مراد اللَّه تعالى، لأنّ كُلّ ما أراده اللَّه أراده رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وأمر اللَّه تعالى وأمر رسوله واحدٌ، وطاعتهم واحدةٌ، قال اللَّه تعالى: 'مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ'،

[النساء 80:4.] وقال تعالى: 'إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ'،

[الفتح 10:48.] وقال سبحانه: 'وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْىٌ يُوحَى'،

[النجم 3:53 و4.] وقال جلّ وعلا: 'وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا'

[الحشر 7:59.] فكيف يفرّق عمر بن الخطاب بين اللَّه تعالى ورسوله صلى الله عليه و آله؟! فكفر عمر بذلك، قال اللَّه جلّ جلاله: 'إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً، أُوْلَئِكَ هُمُ الكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً'.

[النساء 150:4 و151.]

1809/الثالث: ابن أبي الحديد، في "الشرح" بعد أن ذكر أحاديث فيها النصّ على أمير المؤمنين عليه السلام بالامامة والخلافة من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، قال ابن أبي الحديد: سألت النقيب أبا جعفر يحيى بن محمّد بن أبي زيد، وقد قرأت عليه هذه الأخبار، فقلت له: ما أراها إلّا تكاد تكون دالّة على النصّ، ولكنّي أستبعد أن يجتمع الصحابة على دفع نصّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله على شخصٍ بعينه، كما استبعدنا من الصحابة على ردّ نصّه على الكعبة وشهر رمضان وغيرهما من معالم الدين.

فقال |لي| رحمه الله: أبيت إلّا ميلاً إلى المعتزلة،

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 82:12.] ثمّ نقل ابن أبي الحديد عن أبي جعفر هذا أحاديث - ممّا ردّه عمر بن الخطاب على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله - كثيرة، إلى أن قال أبو جعفر في الأحاديث التي أنكرها عمر على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وإنكاره - يعني عمر - أمره عليه السلام بالنداء 'من قال لا إله إلّا اللَّه دخل الجنّة' إلى غير ذلك من اُمور كثيرة، تشتمل عليها كُتب الحديث، ولو لم يكن إلّا إنكاره قول رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في مرضه 'ائتوني بدَوَاة وكَتِفٍ، أكْتُب لكم ما لا تَضِلّون بعده'،

[في المصدر: بعدي.] وقوله ما قال،

[أي قول عمر: إنّه ليهجر، وفي رواية قال: ما شأنه، أهجر؟ استفهموه.

وقال ابن عباس: الرزية كلّ الرزية ما حال بين رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وبين أن يكتب. راجع تفاصيل رزية الخميس في صحيح البخاري 30/219:7، صحيح مسلم 22/1259:3، مسند أحمد 222:1 و346:3، 324، البداية والنهاية 200:5، الكامل في التاريخ 320:2، السيرة النبوية للذهبي: 384، تاريخ الطبري 193:3، تاريخ ابن خلدون 485:2، الملل والنحل 29:1 المقدمة الرابعة.] وسكوت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عنه.

وأعجب الأشياء أ نّه قال ذلك اليوم: حسبنا كتاب اللَّه، فافترق الحاضرون من المسلمين في الدار، فبعضهم يقول القول ما قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وبعضهم يقول: القول ما قال عمر، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وقد كثر اللَّغط وعَلَت الأصوات: 'قُوموا عنّي، فما ينبغي لنبيّ أن يكون عنده هذا التنازع'.

فهل بقي للنبوّة مزيّة أو فضل؟ إذا كان الاختلاف قد وقع بين القولين ومَيّل

[مَيَّلَ بين الشيئين: تردّد ورجّح بينهما.] المسلمون بينهما، فرجّح قوم هذا، وقوم هذا، أفليس ذلك دالّا عَلَى أنّ القوم سوّوا بينه وبين عمر، وجعلوا القولين مسألة خلاف، ذهب كلّ فريقٍ منهم إلى نُصرة واحدٍ منهما، كما يختلف اثنان من عُرض المسلمين في بعض الأحكام، فيَنْصُر هذا قوم، ويَنْصُر ذلك آخرون.

فمن بلغت قوّته وهمّته إلى هذا، كيف يُنْكَر منه أن يبايع أبا بكر لمصلحة يراها ويَعْدِل عن النّص؟ ومن الذي كان يُنْكِر عليه ذلك، وهو في القول الذي قاله للرسول صلى الله عليه و آله في وجهه غير خائفٍ من الانكار؟ ولا أنكر

[في المصدر: من الأنصار ولا ينكر.] عليه أحدٌ، لا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ولا غيره، وهو أشدّ من مخالفة النصّ في الخلافة وأفضع وأشنع.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 87:12.]

قال ابن أبي الحديد عقيب ذلك: وقد ذكرت في هذا الفصل خلاصة ما حَفِظتُ عن النقيب أبي جعفر، ولم يكن إماميّ المذهب، ولا كان يَبْرَأ من السَّلَف الصالح، ولا يرتضي قول المسرفين من الشيعة، ولكنّه كلام أجراه على لسانه البحث والجدل بيني وبينه، على أنّ العلويّ لو كان كَرّامياً

[الكَرّاميّة: فرقة مستقلّة عن الصفاتية المجسّمة، أتباع محمد بن كرّام السِّجستاني، المتوفّى سنة 255 ه. معجم الفرق الإسلامية: 195.] لا بدّ أن يكون عنده نوعٌ من تعصّبٍ وميلٍ على الصحابة |وإن قلَّ|.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 90:12.]

وكان النقيب أبو جعفر رحمه الله غزير العلم، صحيح العقل، منصفاً في الجِدال، غير متعصّب للمذهب، وإن كان علوياً، وكان يعترف بفضل الصحابة، ويثني على الشيخين.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 222:10.]

قال مؤلّف هذا الكتاب: انظُر إلى ما ذكرناه عن ابن أبي الحديد، وما نقله عن أبي جعفر يُطلعك على فساد ما أصّلوا عليه من مذهب العامّة من إنكارهم النصّ على أمير المؤمنين عليه السلام من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، مع علمهم بالنصّ عليه بالامامة والخلافة، واتّبعوا أهواءهم، فبعداً للقوم الظالمين.

1810/الرابع: ابن أبي الحديد، في "الشرح"، قال: قال أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري، قال: حدّثنا الحسن بن الربيع، عن عبد الرزّاق، عن مَعْمَر، عن الزُّهري، عن عليّ بن عبداللَّه بن العباس، عن أبيه، قال: لمّا حضرت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله الوفاة، وفي البيت رجالٌ منهم

[في المصدر: فيهم.] عمر بن الخطّاب، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: ائتوني بدواةٍ وصحيفةٍ، أكتُب لكم كتاباً لا تَضِلّون بعدي. فقال عمر كلمةً معناها أنّ الوَجَع قد غلب على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ثمّ قال: عندنا القرآن، حسبنا كتاب اللَّه.

فاختلف مَن في البيت واختصموا، فمن قائل يقول: القول ما قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ومن قائل يقول: القول ما قال عمر. فلمّا كثر

[في المصدر: أكثروا.] اللَّغط واللغو والاختلاف غَضِب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فقال: قوموا، إنّه لا ينبغي لنبيّ أن يُخْتَلَف عنده هكذا. فقاموا.

فمات رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في ذلك اليوم، فكان ابن عباس يقول: |إنّ| الرزيّة كلّ الرزيّة ما حال بيننا وبين كتاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، يعني الاختلاف واللَّغط.

قال ابن أبي الحديد: قلت: هذا الحديث قد خرّجه الشيخان محمّد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجّاج القُشيري في صحيحيهما، واتّفق المحدّثون كافة على روايته،

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 51:6، صحيح البخاري 55/65:1 و30/219:7، صحيح مسلم 21/1259:3 و22.] إلى هنا كلام ابن أبي الحديد.

1811/الخامس: ابن أبي الحديد، في "الشرح"، قال: في "الصحيحين" خرّجاه معاً عن ابن عباس، أ نّه كان يقول: يوم الخميس وما يوم الخميس! ثمّ بكى حتّى بَلّ دمعه الحصا.

قلنا: يابن عباس، وما يوم الخميس؟ قال: اشتدّ على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وجَعُه، فقال: ائتوني بكتابٍ أكْتُب لكم لا تَضِلّون بعدي أبداً، فتنازعوا فقال: إنّه لا ينبغي عندي تَنَازُع. فقال قائل: ما شأنه أهجر؟ استفهموه! فذهبوا يُعيدون عليه، فقال: دَعَوني فالذي أنا فيه خيرٌ من الذي أنتم فيه. ثمّ أمر بثلاثة أشياء، فقال: أخْرِجُوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوَفْد بنحو ما كنتُ اُجيزهم. وسُئِل ابن عباس عن الثالثة، فقال: إمّا ألّا يكون تكلّم بها، وإمّا أن يكون قالها فنسيت.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 54:2، صحيح البخاري 422/29:6، صحيح مسلم 20/1257:3.]

1812/السادس: ابن أبي الحديد، في "الشرح"، قال: وفي "الصحيحين" أيضاً، خرّجاه معاً، عن ابن عباس رحمه الله، قال: لمّا احتضر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وفي البيت رجالٌ منهم عمر بن الخطاب، قال النبيّ صلى الله عليه و آله: |هَلُمّ| أكْتُب لكم كتاباً لا تَضِلّون بعده أبداً.

فقال عمر: إنّ رسول اللَّه قد غَلَب عليه الوَجَع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب اللَّه. فاختلف القوم واختصموا، فمنهم من يقول: قرّبوا إليه يكتُب لكم كتاباً لن تَضِلّوا بعده، ومنهم من يقول: القول ما قاله عمر.

فلمّا أكثروا اللَّغو والاختلاف عنده صلى الله عليه و آله قال لهم: قوموا، فقاموا. وكان ابن عباس يقول: |إنّ| الرزيّة كلّ الرزيّة ما حال بين رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وبين أن يَكْتُب لهم ذلك الكتاب.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 55:2، صحيح البخاري 55/65:1 و30/219:7، صحيح مسلم 22/1259:3.]

1813/السابع: ابن أبي الحديد، في "الشرح"، قال: قال أبو جعفر الطبري: وروى سعيد بن جُبير، قال: كان ابن عباس رحمه الله يقول: يوم الخميس وما يوم الخميس! ثمّ يبكي حتّى تبِلّ دموعه الحَصْباء، فقلنا له: وما يوم الخميس؟ قال: يوم اشتدّ برسول اللَّه صلى الله عليه و آله وَجَعه، فقال: ائتوني باللَّوح والدَّواة - أو قال: بالكَتِف والدَّواة - أكْتُب لكم كتاباً

[في المصدر: لكم ما.] لا تَضِلّون بعدي أبدا،

["أبداً" ليس في المصدر.] فتنازعوا |فقال: اخْرُجوا| ولا ينبغي عند نبيّ أن يُتَنَازع. قالوا: ما شأنه أهجر؟ استفهموه! فذهبوا يُعيدون عليه، فقال: دَعَوني، فما أنا فيه خيرٌ مِمّا تدعونني إليه، ثمّ أوصى بثلاث، قال: أخْرِجُوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد |بنحو| ممّا كنتُ اُجيزهم، وسكت عن الثالثة عمداً، أو قالها ونسيتها.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 30:13، تاريخ الطبري 193:3.]

1814/الثامن: ابن أبي الحديد، قال: وكان في ألفاظ عمر وأخلاقه جَفَاء وعُنْجُهيّة

[العُنْجُهيّة: الكِبَر والجَفَاء والخُشُونة.] ظاهرة، يَحْسَب السامع لها أ نّه أراد بها ما لم يكن قد أراد، ويتوهّم مَن تُحْكَى له أ نّه قَصَد بها ما لم يَقْصِد، فمنها الكلمة التي قالها في مرض رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ومعاذ اللَّه أن يَقْصِد بها ظاهرها، ولكنّه أرسلها على مقتضى خشونة غريزته، ولم يتحفّظ منها، وكان الأحسن أن يقول: مغمور

[أي مُغمىً عليه.] أو مغلوب بالمرض، وحاشاه أن يعني بها غير ذلك.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 183:1.]

قال: وما رُوي من قول عمر: كانت بيعة أبي بكر فَلْتةً وقى اللَّه شرّها، ومن عاد إلى مثلها فاقتلوه. قال: اعلم أنّ هذه اللفظة من عمر مناسبة للفظات كثيرة كان يقولها بمقتضى ما جَبَله اللَّه تعالى عليه من غِلظ الطينة وجَفاء الطبيعة، ولا حيلة له فيها، لأ نّه مجبولٌ عليها، لا يستطيع تغييرها، ولا ريب عندنا أ نّه كان يتعاطى أن يتلطّف، وأن يُخرج ألفاظه مخارج حسنة لطيفة، فينزِع به الطبع الجاسي والغريزة الغليظة إلى أمثال هذه اللفظات، ولا يقصِد بها شرّاً،

[في المصدر: بها سوءاً.] ولا يُريد بها ذمّاً ولا تخطئةً، كما قدّمنا من قبل في اللفظة التي قالها في مرض رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وكاللفظات التي قالها عام الحُدَيبِيَة وغير ذلك، واللَّه تعالى لا يُجازي المُكلّف إلّا بما نواه، ولقد كانت نيّته من أطهر النيّات وأخلصها للَّه تعالى.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 27:2، وفيه: للَّه سبحانه وللمسلمين.]

قال مؤلّف هذا الكتاب: لقد غلا ابن أبي الحديد في عمر بن الخطّاب، وتعصّب فيه أتمّ التعصّب، وخرج عن مذهب الاعتزال من أنّ أفعال العباد منهم لا من اللَّه، ودخل في مذهب المُجبرة أنّ العبد لا فعل له ولا قُدرة له على فعله، وعندهم أنّ المكلّف لا اختيار له في أفعاله كالحجر إن حرّكته تحرّك، وإنّما قلنا ذلك في ابن أبي الحديد لأ نّه قال في الاعتذار عن عمر في قوله لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله 'يَهْجُر': قالها عمر بمقتضى ما جَبَله اللَّه تعالى عليه من غِلظ الطينة وجَفاء الطبيعة، ولا حِيلة له فيها، لأ نّه مجبولٌ عليها، لا يستطيع تغييرها.

وهذا بعينه قول المُجبرة، وليت شعري ما الذي أوجب خروجه من مذهبه! وهل هذا إلّا محض تعصّبٍ لعمر، أعوذ باللَّه تعالى من الحميّة الجاهلية، والعجب من ابن أبي الحديد بين تعصبّه هنا لعمر وبين قوله في عمر وذمّه له، حيث جعل الخلافة شورى في ستّة، قال ابن أبي الحديد في "الشرح": |لكنّه نقض هذا الرأي السّديد بما فعله| بعد طعن أبي لُؤلؤة له، من أمر الشورى، فانّ ذلك كان سبب كلّ فتنةٍ وقعت وتقع إلى أن تنقضي الدنيا، وقد شرحنا ما أدّى إليه من أمر الشورى من الفساد، بما حصل في نفس كلّ واحدٍ من الستّة من ترشيحه للخلافة،

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 11:11.] إلى هنا كلام ابن أبي الحديد بلفظه.

1815/التاسع: ومن كتاب "سير الصحابة" لبعض رجال العامة، ما هذا لفظه في مطلع كتابه: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، ما جاءني |من| مناقب أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب، ومن أخبار النبيّ صلوات اللَّه عليهما وعلى عترتهما أجمعين، قال النبيّ صلى الله عليه و آله: سيظهر في الاسلام من الفِرَق ما ظهر في الأديان من قبله، فأمّا اليهود فإنّها افترَقت على إحدى وسبعين فِرقة، وافترقتِ النّصارى اثنتين وسبعين فِرقة، وستفترق اُمّتي من بعدي ثلاثاً وسبعين فِرقة، جميعها في النار غير واحدةٍ ناجيةٍ.

فقيل له: يا رسول اللَّه، مَن الفِرقة الناجية؟ فقال: مَن كان على ما أنا عليه وأهلُ بيتي، ومَن قام على عهدي بعد وفاتي.

فقال حُذيفة بن اليَمان: يا رسول اللَّه، هل يتّبعون شيئاً غيرك؟ قال: نعم يا حذيفة، تظهر من بعدي طوائف ثلاث، وهم: الناكثون، والقاسطون، والمارقون، فهؤلاء وأتباعهم - وايم اللَّه تعالى - أهل النار، وهم اثنتان وسبعون فرقة، وستخلف أصحابي من طُرق شتّى - ثمّ أخذ المصنّف في ذكر الاختلاف - إلى أن قال:

والخُلْف الثاني في بيت النبيّ صلى الله عليه و آله فيما أخبر به محمّد بن أبي عمر، قال: حدّثني سُفيان بن عُيينة، عن عمرو بن دينار، عن عِكرمة، قال: سَمِعتُ عبداللَّه بن عبّاس يقول: يوم الاثنين، وما يوم الاثنين! وهَملت عيناه، فقيل له: يابن عباس، وما يوم الاثنين؟ قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في غَمَرات الموت، فقال: ائتوني بصحيفة ودَواة، أكْتُب لكم كتاباً لا تَضِلّون بعدي أبداً. فتنازعوا عند رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ولم يَجُز عنده التنازع، وقال رجل من القوم: إنّ الرجل ليَهْجُر، فغَضِب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وأمر بإخراجه وإخراج صاحبه، ثمّ أتوه بالصحيفة والدَّواة، فقال: بعدما قال قائلكم ما قال! ثمّ قال: ما أنا فيه خيرٌ ممّا تدعونني إليه.

1816/العاشر: صاحب كتاب "سير الصحابة" أيضاً، بالاسناد عن سعيد بن جبير، قال: قال ابن عباس: يوم الخميس، وما يوم الخميس! ثمّ بكى حتّى بلّت دموعه الحصا، فقلت له: يابن عباس، وما يوم الخميس؟ فقال: اشتدّ المرض برسول اللَّه صلى الله عليه و آله فقال: ائتوني بدواةٍ وبياضٍ، أكتُب لكم كتاباً، لئلّا تَضِلّوا بعدي أبداً، فتنازعوا، ولا ينبغي التنازع عند رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وقال رجل منهم: ما شأنه يَهْجُر؟ استَفهِموه! فسألوه فقال: دعوني، فالذي أنا فيه خير.

1817/الحادي عشر: صاحب "سير الصحابة"، قال: حدّثنا حمّاد بن عبداللَّه، عن هِشام بن سعيد، عن بُريد بن أسلم، قال حمّاد: لا أعلم إلّا عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: ائتوني بصحيفة ودَواةٍ أكتُب لكم كتاباً لا تَضِلّون بعدي. فقالت النسوة: ائتوا رسول اللَّه بما طلب. فقام إنسانٌ ليأتي به، إذ اُغمي عليه، فلمّا أفاق قال: تبكون إذ صار كنتم عنقه

[كذا، ولعلّه: صارعتموه حقّه.] عند مرضه، وخالفتموه في حياته 'وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَىَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ'

[الشعراء 227:26.] والنسوة كُنّ: فاطمة عليهاالسلام، واُمّ سَلَمة، وعائشة، وفِضّة.

1818/الثاني عشر: صاحب "سير الصحابة"، بالاسناد عن سعيد بن جُبَير، قال: كان ابن عباس إذا ذكر ليلة الخميس بكى، فقيل له: يابن عباس، ما يبكيك؟ قال: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: يا بني عبد المطّلب، أجلسوني وسنّدوني أكْتُب لكم كتاباً لا تَضِلّون بعدي أبداً، فقال بعض أصحابه: إنّه يَهْجُر - قال: وأبى أن يُسمّي الرجل - فجئناه بعد ذلك، فأبى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أن يكتُبه لنا، ثمّ سَمِعناه يقول: عدا العَدويّ، وسيَنْكُث البَكْريّ.

1819/الثالث عشر: صاحب "سير الصحابة"، بالاسناد عن عبد اللَّه بن محمد، قال: سَمِعتُ عِكْرمة يقول: عن ابن عباس، قال: إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال: ائتوني بكَتِفٍ ودَوَاةٍ، اكتُب لكم كتاباً لا تَضِلّون بعدي. فمنعه رجلٌ. فقلت لعِكْرمة: مَن الرجل؟ فقال: إنّكم لتعرفونه مثلي، هو واللَّه المَعذول.

1820/الرابع عشر: صاحب "سير الصحابة"، بالاسناد عن ابن عباس، قال: قال النبيّ صلى الله عليه و آله في مرضه الذي قُبِض فيه: ائتوني بصحيفةٍ ودواةٍ، أكْتُب لكم كتاباً لن تَضِلّوا بعده أبداً. فقال المعذول: إنّ النبيّ يَهْجُر كما يَهْجُر المريض. فغضِب النبيّ صلى الله عليه و آله، ثمّ قال صلى الله عليه و آله: أنتم لا أحلام لكم. وقال: إنّكم قوم تجهلون، بهذا أخبرني أخي جَبْرئيل عن ربّي جل جلاله فأخْرِجوه. فأخرجناه، واللَّه لقد مضى في الحال إلى أبي بكر فأخرجه إلى السقيفة، وجمع فيها من جمع، وبايع على ما بايع.

1821/الخامس عشر: صاحب "سير الصحابة"، بالاسناد عن الحسن بن أبي الحسن، قال: سَمِعتُ عليّ بن أبي طالب عليه السلام، ثمّ سَمِعْتُه بعينه من عبداللَّه بن عباس بالبصرة، وهو عامل عليها، فكأ نّما يَنْطِقان بفمٍ واحد، وكأ نّما يقرآنه من نسخةٍ واحدةٍ، والذي عَقَلته وحَفِظته قول ابن عباس، والمعنى واحد، غير أنّ حديث ابن عباس أحْفَظه، قال: سَمِعتُه يقول: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال في مرضه الذي قُبض فيه: إئتوني بكَتِفٍ، أكتُب لكم كتاباً، لا تَضِلّون بعدي أبداً. فقام بعضهم ليأتي به، فمَنعه رجلٌ من قريش، وقال: إنّ رسول اللَّه يَهْجُر. فسَمِعه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فغَضِب، وقال: إنّكم تختَلِفون وأنا حيّ، قدأعلمت أهل بيتي بما أخبَرني به جَبْرَئيل عن ربّ العالمين أنّكم ستعمَلون بهم من بعدي، وأوصَيتُهم كما أوصاني ربّي، فاصبر صبراً جميلاً. فبكى ابن عباس حتّى بلّ لحيته، ثمّ قال: لولا مقالته لكتب لنا كتاباً لم تختلف اُمّته بعده، ولم تَفْتَرق.

1822/السادس عشر: صاحب "سير الصحابة"، بالاسناد عن أبان بن عثمان، عن بعض أصحابه: أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال في المرض الذي قُبِض فيه: ائتوني بصحيفةٍ ودَوَاةٍ، لأكْتُب لكم كتاباً لا تَضِلّون بعدي. فدعا العباس بصحيفةٍ ودَوَاةٍ، فقال بعض من حضر: إنّ النبيّ يَهْجُر. ثمّ أفاق النبيّ صلى الله عليه و آله فقال له العباس: هذه صحيفة ودَوَاة، قد أتينا بها يا رسول اللَّه. فقال: بعدما قال قائلكم ما قال! ثمّ أقبل عليهم، وقال: احْفَظوني في أهل بيتي، واستَوصوا بأهل الذمّة خيراً، وأطعِموا المساكين، وأكثِروا من الصلاة، واستَوْصوا بما مَلَكت أيمانُكم - وجعل يردّد ذلك صلى الله عليه و آله - وإنّي لأعلم أنّ منكم ناقض عهدي، والباغي على أهل بيتي.

1823/السابع عشر: صاحب "سير الصحابة"، بالاسناد عن أبي سعيد الخُدري - في حديث مكاتبة أبي بكر إلى اُسامة بن زيد بعد استخلاف أبي بكر، والحديث طويل - فكان في جواب اُسامة له، في جوابٍ طويلٍ لأبي بكر، قال اُسامة: وأنت في كلّ الاُمور على خلاف رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ألم يأمُرك بالخُروج معي؟ ألم يبعثك إلى المسير في جملتي؟ ألم تَدْخُل أنت وعمر لعيادته، فلمّا رآكما أنكر تَخَلُّفَكما عن الخروج إلى معسكري، حتّى اعتذَرتُما بالاستِعداد، وسألتماني النَّظِرة يومين أو ثلاثة، ثمّ أنفذتُ إليكما مَن يُزْعِجكما فأجَبتُما بمثل ذلك، وكُلّما دخَلتُما إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: أنفِذوا جيش اُسامة، يكرّر ذلك في الساعة الواحدة دُفُعات، حتّى خرَج أحدُكما في بعض ذلك وهو يقول: إنّ محمداً ليَهْجُر! فكيف تدّعي أ نّك لا تُخالف أمر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وأنت تُخالف أوامره لك؟ أو ما تستَحيي |مِن تَقدُّمِك

[أثبتناه من الحديث 8 الآتي في الباب 38.] على أهل بيته وهو يُقدّمهم ويؤخّرك، بفضلهم وتقصيرك، ويؤمّرهم عليك ولا يُؤمّرك عليهم؟!

وساق الحديث بطوله، وهو جوابٌ حسنٌ بذكر فضائل علي عليه السلام وأهل البيت عليهم السلام وإظهار نقص أبي بكر.

/ 31