غایة المرام و حجة الخصام فی تعیین الإمام جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غایة المرام و حجة الخصام فی تعیین الإمام - جلد 3

سید هاشم بن سلیمان بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قضاء عليّ دَيْنَ رسولِ اللَّه


2012/الأوّل: محمّد بن عليّ الحكيم الترمذي، من أعيان علماء العامة، قال: في كتابه المسمّى ب "فتح المبين في كشف حق اليقين" في شرح "دوحة المعارف"، قال: رُوي عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: لكلّ نبيّ وصيٌّ ووارث، وإنّ عليّاً وصيّي ووارثي.

[الفردوس 5009/336:3.] رواه صاحب "الفردوس".

[فضائل الصحابة 1052/615:2.]

وعن أنس بن مالك، |قال|: قُلنا لسَلمان: أن سَلِ النبيّ صلى الله عليه و آله مَن وصيّه؟ فسأله فقال: |يا رسول اللَّه: من وصيّك؟ قال:| يا سلمان| من كان وصيّ موسى؟ قال: يُوشع بن نُون، قال: فإنّ| وصيّي ووارثي مَن يقضي دَيْني ويُنجِز وَعْدي، عليّ ابن أبي طالب عليه السلام، رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده.

[القِطارُ من الإبل: عدد منها بعضه خلف بعض على نَسَقٍ واحد.]

وقال صلى الله عليه و آله: عليّ منّي، وأنا من عليّ، ولايؤدّي عنّي إلّا أنا أو عليّ. رواه صاحب "بحر المعارف" قدّس سِره.

ورُوي أ نّ أمير المؤمنين "كرّم اللَّه وجهه" قد أدّى سبعين ألفاً من دَيْنِه، وكان أكْثَره من المَوعود. كذا في كتاب "الأوصال".

وروى عن الصادق عليه السلام بعضُ مَن تصدّى لجَمع مناقبه رضى الله عنه، أ نّه قال: كان عليّ رضى الله عنه يأمُرُ منادياً ينادي في مسجد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: ألا مَن كان له دَينٌ أو عِدَةٌ، فليأت علياً، يقضي دَيْنَه، وبُنجِز وَعْدَه، فأقبل النّاس من كلّ ناحيةٍ إلى عليّ رضى الله عنه فيَقضِيهم في كلّ ما يَدّعونَه من غير بيّنةٍ ولا يمينٍ، ويُنجِز جميع عِدَاته، فأقبل النّاس أفواجاً، فقال أبو بكر لعمر: أرى النّاس أفواجاً يُقبِلون إلى عليّ يَقضِيهم دُيون رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ويُنجِز وَعْدَه مِن غير بيّنةٍ، ولايمين، فليتَ شعري مِن أين له هذا المال وقد منَعناه فَدَك والخُمْسَ والفَي ء؟

فقال عمر: أنتَ أكثر منه مالاً، فنادِ مثل ما نادى. فأمر أبو بكر منادياً يُنادي: ألا مَن كان له عند رسول اللَّه صلى الله عليه و آله دَين أو عِدَة فليأتِ أبا بكر، ليَقضي دَيْنَه، ويُنجِز وَعْدَه، فأقبَل جابربن عبد اللَّه الأنصاري، وجَرير بن عبداللَّه البَجَلي، فذَكرا له دَيناً وعِدةً عند رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فَقضّاهُما من غير بيّنةٍ ولايَمين.

فأقبَل أعرابيّ إلى المدينةِ حتّى انتهى إلى منادي أبي بكر ينادي: ألا مَن كان له عند رسول اللَّه صلى الله عليه و آله دَينٌ أو عِدَةٌ فليأتِ أبا بكر خليفة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ليقضي دَيْنَه وعِدَته، فأقبَل الأعرابي إلى أبي بكر فسلّم عليه وقال له: إنّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه و آله وَعَدني بمأتي ناقة حُمْر، سُود الحَدَق، بأزمّتها وأداتها.

فَنَظَر أبو بكر إلى عمر وأصحابه، فقال عمر: يا أعرابي، ما هذه النُّوق على هذه الصِّفة تُوجد في الدُّنيا! فقال الأعرابي: يا عجَباً، أيَعِدني رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بعِدَةٍ لاتُوجَد؟ فقالوا: هذا عليّ بن أبي طالب عليه السلام أخو نبيّ اللَّه يدعو النّاس إلى قَضاء دَينِه وإنجاز وَعدِه، فَسِر إليه.

فَمضى الأعرابي إلى عليّ رضى الله عنه وذكر له، فقال عليّ رضى الله عنه: إذا كان غداً فاُعِدّ لك ذلك، إن شاء اللَّه تعالى، فانصَرف الأعرابي وهو يقول: هذا واللَّه أخو رسولِ اللَّه صلى الله عليه و آله حقّاً، هذا واللَّه قاضي دَين رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حقّاً، والمُنجِز لِعِداتهِ حَقّاً. واتصل الخبَر إلى أبي بكر، وعمر، والمهاجرين، والأنصار، فَعجِبوا من قول أمير المؤمنين رضى الله عنه.

فلمّا أصبَح الأعرابي أقبل نحو عليّ رضى الله عنه، فبعَث ابنه الحَسن رضى الله عنه، فقال: اُخرُج مع الأعرابي إلى وادي الصّبرة وادي الجِنّ، فنادِ: معاشِر الجِنّ، أنا الحَسن ابن عليّ وصيّ رسولِ اللَّه صلى الله عليه و آله، وهو يأمرُكم أن تُنجِزوا عِدَة رسولِ اللَّه صلى الله عليه و آله لهذا الأعرابي، وهي مائتا ناقةٍ حُمْر، سُود الحَدَق، بأزِمّتها وأداتِها.

ففعَل الحَسن، فَما أتَمّ كلامه حتّى أقبَلت القطارات

[نحوه في الخرائج والجرائح 8/175:1، وبحار الأنوار 4/192:41، ومدينة المعاجز 338/523:1.] من الوادي بأزمّتها،

[مناقب الخوارزمي: 235.] وكان قد خرج مع الحسن إبراهيم بن مُعاذ، وعبدالرحمن بن عَوف، والمِقداد بن الأسود، وأبو ذرّ الغِفاري، وعِدّة من المهاجرين والأنصار، فانصَرفوا وتحدّثوا بما شاهَدوا، وهذا من عجائب الكرامات، واللَّه تعالى أعلم.

2013/الثاني: موّفق بن أحمَد، قال: روى عمر بن خالد، قال: حدّثني زيد بن عليّ وهو آخِذٌ بشَعرِه، قال: حدّثنا عليّ بن الحسين وهو آخِذٌ بشَعرِه، قال: حدّثني الحسين بن عليّ وهو آخِذٌ بشَعرِه، قال: حدّثني عليّ بن أبي طالب عليه السلام وهو آخِذٌ بشَعِره، قال: حدّثني رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وهو آخِذٌ بشَعِره، قال: |يا عليّ| مَن آذى شعرةً منك فقد آذاني، وَمن آذاني فقد آذى اللَّه، وَمَن آذى اللَّه لعنه اللَّه مل ء السماوات ومل ء الأرض.

[مناقب الخوارزمي: 235.]

2014/الثالث: ابن عبّاس، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: إنّ اللَّه عزّ وجلّ زوّجك فاطمة وجَعل صَداقها الأرض، فمَن مشى عليها مُبغضاً لك مَشى حراماً.

[مناقب الخوارزمي: 236.]

وروى أبو سعيد الخُدري، وأنَس بن مالك، قالا: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يا عليّ، أنت تُبيّن لاُمّتي ما اختَلفوا فيه من بعدي. يا عليّ، أنت تُغسّل جثّتي، وتؤدّي دَيني، وتُواريني في حُفرَتي، وتُبْرِى ء ذِمّتي، وأنت صاحِب لوائي في الدُّنيا والآخِرة.

[مناقب الخوارزمي: 66.]

وهذا الباب واسع الذَّيل، مضت فيه الأحاديث من طريق العامّة، فليؤخذ من هناك.

زهد أميرالمؤمنين


2015/الأوّل: موفّق بن أحَمد، بإسناده عن أبي مريم، قال: سمِعتُ عمّار بن ياسر رضى الله عنه يقول: سمِعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: يا عليّ، إن اللَّه زيّنك بزينةٍ لم يُزَيّن العِبادَ بزينةٍ هي أحَبّ إليه منها، زهّدك فيها وبغّضها إليك، وحبّب إليك الفُقَراء وَرضّاك بهم أتباعاً ورضوا بك إماماً.

يا عليّ، طُوبى لِمَن أحبّك وصدق عليك، والوَيْل لِمَن أبغضَك وكذب عليك، أمّا مَن أحبّك وصدق عليك فإخوانُك في الدّين وشُرَكاؤك في الجنّة، وأمّا مَن أبغضك وكذّب عليك فحَقيقٌ على اللَّه تعالى يوم القيامة أن يُقيمه مَقام الكذّابين.

[مناقب الخوارزمي: 67.]

2016/الثاني: موفّق بن أحمَد، بإسناده عن عبداللَّه بن أبي الهُذَيْل، قال: رأيتُ على عليّ عليه السلام قميصاً رازيّاً، إذا مَدّه بلَغ الظُّفْرَ، وإذا أرسَله كان مع نِصف الذِراع.

[مناقب الخوارزمي: 67.]

2017/الثالث: أبو المؤيد موفق بن أحمَد، بإسناده عن الحارث بن حَصيرة، قال: قال عمر بن عبدالعزيز: ما عَلِمنا أ نّ أحداً كان في هذه الاُمّة |بعد النبيّ صلى الله عليه و آله| أزهَد من عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

[في المصدر: بحبويه، وما أثبتناه من اُسد الغابة 24:4، والحُبْوة: العطاء والنفقة، وكان عليه السلام تأتيه نفقته من غَلّة بالمدينة بيَنْبُع، وكان يُطعِم منها النّاس الخبز واللّحم، وهو يأكُل الثريد بالزيت، راجع الحديث 25 الآتي في هذا الباب.]

2018/الرابع: موفّق بن أحمد، بإسناده عن سفيان قال: إذا جاءك عن عليّ عليه السلام شي ءٌ اُثبِت لك فخُذ به، ما بنى لَبِنَةً على لَبِنَةٍ، ولا قَصَبةً على قَصَبةٍ، ولقد كان يُجاء بحُبْوَتِهِ

[مناقب الخوارزمي: 67.] في جِراب من المدينة.

[الحازِر: الشديد الحموضة.]

2019/الخامس: موفّق بن أحمَد، بإسناده عن سُوَيد بن غَفلة، قال: دخَلتُ على عليّ بن أبي طالب عليه السلام القَصْرَ، فوجَدتُه جالساً وبين يدَيه صَحْفَة فيها لَبَن حازِرٌ

[مناقب الخوارزمي: 67.] أجِدُ ريحَه مِن شدّة حُموضَتِه، وفي يَدِه رغيفٌ أرى قُشار الشّعير في وَجهِه وهو يكسِره بيَدِه أحياناً، فإذا أعيى عليه كسَره برُكبَته وطرحه في اللّبن، فقال: ادُن فأصِب من طَعامِنا هذا. قلت: إنّي صائم. قال: سمِعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: مَن منَعه الصِّيام من طَعامٍ يَشْتَهيه كان حقّاً على اللَّه أن يُطعِمه من طعامِ الجنّة، ويسقِيه مِن شَرابها.

قال: فقلت لجاريتِه، وهي قائمة بقرب منه: وَيْحَك يا فِضّة، ألا تتّقين اللَّه في هذا الشّيخ، ألا تَنخُلون له طعاماً ممّا أرى فيه من النُّخالة؟

فقالت: لقد تقدّم إلينا أن لانَنْخُلَ له طعاماً. قال |لي|: ما قُلتَ لها؟ فأخبَرتُه، فقال: بأبي واُمّي مَن لم يُنْخَل له طعام، ومن لم يَشبَع من خبز البُرّ ثلاثةَ أيّامِ حتّى قبَضه اللَّه عزّ وجلّ.

[الفالوذج: حلواء تُعْمَل من الدقيق والماء والعسل.]

2020/السادس: موفّق بن أحمد، بإسناده عن عَدِيّ بن ثابت، قال: اُتي عليّ ابن أبي طالب عليه السلام بفَالُوذَج،

[مناقب الخوارزمي: 68.] فابى أن يأكُل منه وقال: شي ءٌ لم يأكُل منه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لا اُحِبّ أن آكُل منه.

[في المصدر: وتبّنهُ: ألبسهُ.]

2021/السابع: موفّق بن أحمَد، بإسناده عن عليّ بن رَبيعة، قال: رأيتُ عليّاً عليه السلام يأتَزِر، |فرأيت| تُبّاناً.

قال رضى الله عنه: التُّبّانُ: سَراويل المَلّاح، وهو سِروالٌ قصيرٌ صَغير، وتَبَّنْتُه: أي ألبْستُه

[مناقب الخوارزمي: 68.] إيّاه.

[مناقب الخوارزمي: 69.]

2022/الثامن: موفّق بن أحمَد، باسناده عن معاوية رضى الله عنه، عن رجلٍ من بني كاهِل، قال: رأيتُ على عليّ عليه السلام تُبّاناً، وقال: نِعْمَ الثَّوب، ما أسْتَره للعَورةِ، وأكَفّه للأذى.

[مناقب الخوارزمي: 69.]

2023/التاسع: موفّق بن أحمَد، بإسناده عن أبي رَزين، قال: إنّه أفضَل ثوبٍ رأيتُه على عليّ عليه السلام القميص مِن قَهْز وبُرْدَين قَطَريَّين.

قال ابن عباس: كلّ ثَوبٍ يضرِب إلى السَّواد من ثِياب اليَمن يُسَمّي قطريّاً.

قال رضى الله عنه: القَهْزُ: ضَربٌ من ثِيابٍ تُتّخذ من صُوفٍ، بفتح القاف. هكذا ذكره في "ديوان الأدب المهذّب".

وقال الغوري: القِهْز - بكسر القاف - وهو ثياب بيض، وقَطر: بَلد تُنْسَب إليه البُرود. قال أبو النّجم:

وهبطوا السِّند بجَنْبَي قَطرا.

[في المصدر: التميمي وفي تهذيب الكمال 323:30، يحيى بن سعيد بن حيّان أبو حيّان التيمي الكوفي، روى عن مُجَمّع بن عتّاب الضَّبّي.]

2024/العاشر: موفّق بن أحمَد، بإسناده عن أبي حيان، عن مُجَمِّع التيمي،

[مناقب الخوارزمي: 69.] قال: خرَج عليّ بن أبي طالب عليه السلام بسَيفهِ إلى السّوق، فقال: مَن يشتَري منّي سَيْفي هذا؟ فلو كان عندي أربعة دَراهِم أشتَري بها إزاراً ما بِعتُه.

[الدِّرّة: السَّوط يُضْرَب به.]

2025/الحادي عَشر: موفّق بن أحمد، عن أبي مطَر، قال: خرَجتُ مِن المَسجِد، فإذا رجلٌ يُنادِي مِن خَلفي: ارفَع إزارَك فإنّه أبقى لِثَوبك وأنقى لك، وخُذ مِن رأسِك إن كنت مُسلماً. فَمشِيتُ خَلْفَه وهو متّزر بإزار، مُرتَدٍ برِداء، ومعه الدِّرّة،

[أي تُفني.] وكأ نّه أعرابي بَدَويّ، فقلتُ: مَن هذا؟ فقال لي رجل: أراك غريباً بهذا البلد؟ قلت: أجَل، أنا رجلٌ مِن أهلِ البصرة.

قال: هذا عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام.

|فسار| حتّى انتهى إلى |دار| بني أبي مُعَيْط - وهو سوق الإبل - فقال: بيعُوا وَلا تَحْلِفوا، فإنّ اليمينَ تُنفِق

[في المصدر: وأبى البائع.] السّلعةَ، وتَمْحَق البَرَكة.

ثمّ أتى الى أصحاب التمر، فإذا خادمة تَبكي |فقال: ما يُبكيك؟ قالت:| باعني هذا الرجل تَمْراً بدِرْهَم، فرَدَّه مَولاي، فأبى

[في المصدر: إذا وفيت الناس.] أن يَقْبَله. فقال له: خذْ تَمْرَك وأعِطها دِرْهَمها، فإنّها خادمة ليس لها أمر، فَدَفَعه |البائِع|، فقلت: أتدري مَن هذا؟ قال: لا. قلت: هذا عليّ بن أبي طالب عليه السلام. فصَبّ تَمْرَهُ وأعطاها درهمها، وقال |له: يا مولاي| اُحبّ أن ترضى عنّي. قال: ما إرضائي عنك إذا أوفيتهم

[الكرابيس: جمع الكِرْبَاس، وهو ثوبٌ غليظ من القِطن.] حقوقَهم!

ثمّ مرَّ مجتازاً بأصحابِ التّمر، فقال: يا أصحاب التَّمْر، أطعِموا المَساكين، فَيَربوا كَسْبُكم.

ثمّ مرّ مُجتازاً ومعه المسلمون حتّى أتى أصحاب السَّمك فقال: لايُباع في سُوقِنا طافي.

ثمّ أتى دارَ فُرات، وهو سوق الكَرابيس،

[في المصدر: في قميص.] فقال: يا شيخ، أحسِن بَيعي في قميصي

[الرَّصَفَة: عين الرُّكْبَة.] بثلاثة دراهم، فلمّا عَرَفه لم يَشْتَرِ منه شيئاً، ثمّ أتى آخَر فلمّا عرَفه لم يَشْتَرِ منه شيئاً، فأتى غُلاماً حَدَثاً فاشتَرى منه قميصاً بثلاثةِ دَراهم ولَبِسه ما بين الرَّصَفَتَيْن

[مناقب الخوارزمي: 69.] إلى الَكعْبَين، وقال حين لَبِسَه: الحْمدُ للَّه الذي رزَقني مِن الرياش ما أتجَملّ به في النّاس، واُواري به عَوْرَتي.

فقيل له: يا أمير المؤمنين، هذا شي ء ترويه عن نفسِك، أو شي ءٌ سَمِعتَه من رَسولِ اللَّه صلى الله عليه و آله؟ قال: بل |شي ء| سَمِعتُه مِن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقوله عند الكُسوة.

فجاء أبو الغُلام صاحب الثَّوب، فقيل له: يا فلان، إنّه قد باع ابنُك اليوم من أمير المؤمنين قميصاً بثلاثة دَراهم. فقال |لابنه|: أفَلا أخذتَ منه دِرْهَمَين؟ وأخذ أبوه دِرْهماً، وجاء به إلى أمير المؤمنين عليه السلام، وهو جالسٌ على باب الرَّحبة ومعه المسلمون، فقال: أمْسِك هذا الدِرْهَم يا أمير المؤمنين. فقال: ما شأن هذا الدِّرهَم؟ قال: إنّ ابني قد باعك قميصاً ثمنُه دِرْهَمان بثلاثة دَراهِم. فقال: باعَني برضاي، وأخَذ برضاه.

[في النسخة: تبيعة، تصحيف وما أثبتناه من المصدر، انظر تهذيب الكمال 472:23.]

2026/الثاني عشر: موفّق بن أحمَد بإسناده عن قَبِيصة

[مناقب الخوارزمي: 71.] بن جابر، قال: ما رأيتُ في الدُّنيا أزهَد من عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

[في المصدر: في علمه.]

2027/الثالث عشر: موفّق بن أحمَد، بإسناده عن أبي الحَمراء مولى النبيّ صلى الله عليه و آله، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: من أراد أن يَنْظُر إلى آدم في وَقارِه،

[في المصدر: في شِدّته.] وإلى موسى في شِدّة بَطْشِه،

[مناقب الخوارزمي: 219.] وإلى عيسى في زُهدِه، فليَنظُر إلى هذا المُقبِل، فأقبل عليّ بن أبي طالب كرّم اللَّه وجهه.

[في النسخة: هارون بن عشرة، تصحيف وما أثبتناه من المصدر، انظر تهذيب الكمال 100:30.]

2028/الرابع عشر: صاحب كتاب "الصّفوة في فضائل العشرة" من العامّة بإسناده عن هارون بن عَنْقَرة،

[الخَوَرْنَق: قَصْرٌ بالكوفة بظاهر الحِيرة، بناه النعمان بن المنذر.] عن أبيه، قال: دخلتُ على عليّ عليه السلام بالخَوَرْنَق

[رزأه ماله: أصاب منه شيئاً فنَقَصَهُ.] وهو يَرعُد تحت سَمَلِ قَطيفةٍ، فقلت: يا أمير المؤمنين، إنّ اللَّه تعالى قد جَعل لك ولأهلِ بيتِك |في| هذا المال |نصيباً| وأنت تصنَع |بنفسِك ما تصنع|؟ فقال: واللَّه ما ارزؤكم

[صفة الصفوة: 316:1.] من مالكم شيئاً، وإنّها لَقَطيفتي التي خَرجت بها من منزلي، أو قال: من المدينة.

[صفة الصفوة: 317:1.]

2029/الخامس عشر: صاحب "الصَّفوة"، بإسناده عن أبي مُطَرِّف، قال: رأيتُ عليّاً عليه السلام مؤتزِراً بإزارٍ، مُرتَدِياً برداءٍ، ومعه الدِّرَّة، كأ نّه أعرابي، يدور حتّى بلَغ سوق الكَرَابيس، فقال: يا شيخ، أحسِن بيعي في قميص بثلاثة دراهم، فلمّا عَرَفَه لم يَشْتَرِ منه شيئاً، فأتى آخَر، فلمّا عرَفه لم يشتَرِ منه شيئاً، فأتى غلاماً حَدَثاً فاشترى منه قميصاً بثلاثة دراهم. ثمّ جاء أبو الغلام فأخبَره، فأخذ أبوه دِرهَماً، ثمّ جاء به، فقال: خُذ هذا الدِرْهَم يا أمير المؤمنين. قال: ما شأن هذا الدِّرهَم؟ قال: كان قميصنا ثمَن دِرْهَمَين. قال: با عَني رضاي، وأخذ رِضاه.

[في النسخة: عمر، تصحيف، وما أثبتناه من المصدر، انظر تهذيب الكمال 200:22.]

2030/السادس عشر: صاحب "الصَّفوة" بإسناده عن عمرو

[في المصدر: في لبوسه.] بن قيس: أ نّ عليّاً عليه السلام رُئي عليه إزارٌ مَرْقُوعٌ، فعوتِب في لُبسِهِ،

[صفة الصفوة 318:1.] فقال: يقتدي بي المؤمن، ويَخْشَع له القلب.

[صفة الصفوة 318:1.]

2031/السابع عشر: صاحب "الصّفوة"، عن أبي النَّوار، قال: رأيتُ عليّاً عليه السلام اشترى ثَوْبَين غَليظَين، خَيَّر قنبراً أحَدَهما.

[صفة الصفوة 318:1.]

2032/الثامن عشر: صاحب "الصَّفوة" بإسناده عن فُضيل بن مُسلِم، عن أبيه: أ نّ عليّاً اشترى قميصاً، ثمّ قال: اقطَعْهُ لي من هاهُنا مع أطرافِ الأصابع.

وفي رواية اُخرى: أ نّه لَبِسَهُ فإذا هو يَفْضُل عن أطراف أصابعه، فأمر به فقُطِع ما فَضَل عن أطرافِ الأصابع.

["وبرأ النسمة" ليس في المصدر.]

2033/التاسع عشر: صاحب "الصَّفْوَة"، بإسناده عن عليّ بن الأقْمَر، عن أبيه، قال: رأيتُ عليّاً عليه السلام وهو يبيعُ سيفاً له في السوق، ويقول: مَن يشتري منّي هذا السّيف، فوالذي فَلَق الحبّة وبرأ النَّسَمَة

[صفة الصفوة 318:1.] لطالما كشَفتُ به الكَرْبَ عن وجه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ولو كان عندي ثَمنُ إزارٍ ما بِعتُه.

[عُكبرى، بالمد والقصر: بُليدةٌ من ناحية الدِّجيل، بينها وبين بغداد عشرة فراسخ.]

2034/العشرون: صاحب "الصَّفْوَة" بإسناده عن رجلٍ مِن ثقيفٍ: أ نّ عليّاً عليه السلام استَعْمَله على عُكبرى،

[الظَّبْيَةُ: جِراب صغير.] قال: قال لي: إذا كان عند الظُّهر فَرُح إليّ، فرُحْتُ إليه فلم أجد عنده حاجباً يَحبِسُني دونه، فوجَدتُه جالساً وعنده قَدَح وكوز من ماء، فدَعا بظَبْيَة،

[صفة الصفوة 319:1.] فقلتُ في نفسي: لقدأمنني حين يُخرِج إليّ جَوْهراً ولا أدري|ما فيها|، فإذا عليها خاتَم، فكَسَر الخاتَم، فإذا فيها سَوِيق، فأخرَج منها فصَبّ في القدَح، وصَبّ عليه ماءً، فشَرِب وسَقاني، فلم أصبِر، فقلت: يا أمير المؤمنين، أتصنَع هذا بالعراق وطَعام العِراق أكثر من ذلك!

قال: أما واللَّه ما أختِم عليه بُخلاً عليه، ولكنّي أبتاعُ قَدْرَما يَكفيني، فأخاف أن يَفنى فيُصنَع من غيره، وإنّما حِفْظي لذلك، وأكره أن اُدخِل بَطنِي إلّا طَيِّباً.

[المَدَرُ: الطِّين.]

2035/الحادي والعشرون: وبإسناده عن مجاهد، قال: قال علي عليه السلام: جُعتُ مرّةً بالمدينةِ جوعاً شديداً، فخرَجتُ أطلُب العمَل في عَوالي المدينة، فإذا أنا بامرأة قد جمَعت مَدَراً،

[أي اتّفَقْتُ معها على اُجرةٍ.] فظَنَنْتُها تُريد بَلَّهُ فأتَيتُها، فقاطعتها

[الذَّنُوب: الدَّلْوُ العظيمة.] كلَّ ذَنوبٍ

[مَجَلَت يده: تقَرّحت من العمل، وتَكّونَ بين الجِلد واللَّحم فيها ماء.] على تمرةٍ، فَمَدَرْتُ ستّة عشَر ذَنوباً حتّى مَجَلت

[صفة الصفوة: 320:1.] يداي، فأتيت الماء فأصَبتُ منه، ثمّ أتيتُها، فقلتُ بكَفّي هكذا بين يدَيها - وبسَط إسماعيل يَدَيه وجمَعهُما - فعَدَّت لي ستّ عشرة تَمْرَة، فأتيتُ النبيّ صلى الله عليه و آله فأخبَرتهُ، فأكل معي منها.

[الأحلاس: جمع الحِلْس، وهو كلّ ما وَليَ ظهر الدابّة تحت الرَّحل والقَتب والسَّرج، وما يُبْسَط في البيت من حَصيرٍ ونحوه.]

2036/الثاني و العشرون: ابن أبي الحديد في "شرح نهج البلاغة"، وهو من أكابر علماء العامّة، من مُعتزلة بغداد، قال في "الشرح" في |زهد| أمير المؤمنين عليه السلام: وأمّا الزُّهد فهو سيّد الزُّهّاد، وبَدل الأبدال، وإليه تُشَدّ الرِّحال، وعنده تُنفَض الأحلاس،

[أي يَخْلُطاه.] ما شَبِع من طعامٍ قطُّ، وكان أخْشَن النّاس مأكلاً ومَلْبَساً.

قال: قال عبيداللَّه بن أبي رافع: دخَلتُ عليه يومَ عيدٍ، فقدّم جِراباً مختوماً، فوجَدنا فيه خُبزَ شعيرٍ يابساً مَرْضُوضاً، فقدّم فأكل، فقلتُ: يا أمير المؤمنين، كيف تَختِمُه؟ قال: خِفتُ هذَين الوَلَدين أن يَلُتّاه

[المُنَّة: القوّة.] بسَمْن أو زَيت.

وكان ثَوبُه مرقوعاً بجِلدٍ تارةً وبليفٍ اُخرى، ونَعْلاه من ليفٍ، وكان يَلْبَس الكِرباس الغليظ، فإذا وجدكمُّه طويلاً قطَعه بشَفْرةٍ ولم يَخِطْهُ، فكان لايزال مُتَساقِطاً على ذِراعَيه حتّى يبقى سَدَىً لا لُحْمَة له، وكان يأتَدِم إذا ائتدم بخَلٍّ أو مِلْح، فإن ترَقّى عن ذلك فبَعض نَباتِ الأرض، فإنْ ارتفَع عن ذلك فقليل من ألبان الإبل، ولا يأكُل اللّحم إلّا قليلاً، ويقول: لا تجعَلوا بُطونَكم مَقابِر للحيوان.

وكان مع ذلك أشدّ النّاس قوّةً وأعظَمهم أيداً، لم يَنْقُض الجوعُ قوّتَه، ولا يخون الإقلالُ مُنَّتَهُ،

[الجَنى: ما يُجْتَنى من الثمر.] و هو الذي طلّق الدُّنيا وكان الأموال تُجبى إليه من جميع بلاد الإسلام إلّا مِن الشّام، فكان يُفرّقها ويُمَزّقها، ثمّ يقول:

هذا جَنايَ

[شرح نهج البلاغة لابن الحديد 26:1، قال أبو هلال العسكري في هذا البيت: يُضرَبُ مثلاً لترك الاستئثار، والمثل لعمرو بن عَدِيّ، ابن أُخت جذيمة، وكان جذيمة قد نزل منزلاً، وأمر أصحابه باجتناء الكمأة، وكان بعضهم إذا وجد شيئاً يعجبه استأثر به، وكان عمرو يأتيه بجَناه على وجهه، ويقول هذا البيت... جمهرة الأمثال 1831/360:2.] وخيارهُ فيه

إذ كلُّ جانٍ يَدُه إلى فيه

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 201:2.]

2037/الثالث و العشرون: ابن أبي الحديد أيضاً في "الشرح" قال: روى النَّضْر ابن منصور، عن عُقْبَة بن عَلْقَمَة، قال: دخَلتُ على عليّ عليه السلام فإذا بين يَدَيه لبَنٌ حامِض آذتني حُموضَتُه، وكِسَرٌ يابسةٌ، فقلت: يا أمير المؤمنين، أتأكُل مثل هذا؟ فقال |لي|: يا أبا الجَنُوب، كان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يأكُلُ أيْبَس من هذا، ويلبس أخْشَن من هذا - وأشار إلى ثيابه - فإن أنا لم آخُذ بما أخَذ |به| خِفتُ أن لا ألْحَق به.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 201:2.]

2038/الرابع و العشرون: ابن أبي الحديد أيضاً، قال: روى معاوية بن عمّار، عن جعفر بن محمّد عليه السلام، قال: ما اعتَلج على عليّ عليه السلام أمران في ذات اللَّه إلّا أخَذ بأشدّهما، ولقد عَلِمتُم أ نّه كان يأكُل - يا أهل الكوفة - عندكم من مالِه بالمَدينةِ، وإنّه كان لَيأخُذ السَّويِق فيجعَله في جِراب ويختِم عليه مَخافةَ أن يُزادَ عليه مِن غَيرِه، ومَن كان أزهَد في الدُّنيا من عليّ عليه السلام.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 200:2.]

2039/الخامس و العشرون: ابن أبي الحديد في "شرح نهج البلاغة" قال: روى بكر بن عيسى، قال: كان عليّ عليه السلام يقول: يا أهل الكوفة، |إذا| أنا خرجتُ من عندكم بغير راحلتي ورَحْلي وغُلامي فُلان، فأنا خائِن، وكانت نفَقتُه تأتيه من غَلّته بالمَدينة بينْبُع، وكان يُطعِم النّاس منها الخُبزَ واللَّحم، ويأكُل هو الثَّريد بالزَّيت.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 200:2.]

2040/السادس و العشرون: ابن أبي الحديد في "الشرح"، قال: روى يوسف ابن يعقوب، عن صالح بَيّاع الأكسِية: أ نّ جَدّته لَقِيَت عليّاً عليه السلام بالكوفة ومعه تَمْرٌ يَحمِله، فسلّمت عليه، وقالت له: أعطِني - يا أمير المؤمنين - هذا التَّمر أحمِله عنك إلى بَيتِك. فقال: أبو العِيال أحَقّ بحَمْله.

قالت: ثمّ قال لي: ألا تأكُلين منه؟ فقلت: لا أريد. قالت: فانَطَلق به إلى مَنزِله، ثمّ رجَع مُرتَدِياً بتلِك الشَّمْلَة وفيها قُشور التَّمر، فصلَّى بالنّاس فيها الجُمُعة.

[النازعات 37:79 و38.]

والروايات في هذا الباب كثيرة من طريق العامّة، وفيما ذكرناه كِفاية.

/ 31