غایة المرام و حجة الخصام فی تعیین الإمام جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غایة المرام و حجة الخصام فی تعیین الإمام - جلد 3

سید هاشم بن سلیمان بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قلعه الأصنام عن الكعبة


1978/الأوّل: ابن المغازلي الشافعي، باسناده عن أبي هُريرة، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله |لعليّ بن أبي طالب| يوم فتح مكّة: أما ترى هذا الصنم بأعلى الكعبة؟ قال: بلى، يا رسول اللَّه. قال: فأحْمِلُك فَتَنَاوَله؟ قال: بل أنا أحْمِلُك يا رسول اللَّه؟ فقال صلى الله عليه و آله: |واللَّه| لو أنّ ربيعة ومضر جَهَدوا أن يَحْمِلوا منّي بَضْعة وأنا حيّ لما قَدِروا، ولكن قِف يا عليّ. فضرب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يديه

[القُرنُوس: الخَرَزَة في أعلى الخُفّ.] إلى ساقي عليّ، فوق القُرنُوس،

[مناقب ابن المغازلي: 240/202.] ثمّ اقتلعه من الأرض بيده، فرفعه حتّى تبيّن بياض إبطيه، ثمّ قال له: ما ترى يا عليّ؟ قال: أرى |أنّ| اللَّه عزّ وجلّ قد شرّفني بك حتّى |إنّي| لو أردتَ أن أمسّ السماء لَمَسَسْتُها.

فقال له: تَنَاول الصنم يا عليّ، فتناوله عليّ فرمى به، ثمّ خرج رسول اللَّه صلى الله عليه و آله من تحت عليّ وقد ترك رجليه، فسقط إلى الأرض فضَحِك، فقال له: ما أضحَكك يا عليّ؟ فقال: سقطتُ من أعلى الكعبة فما أصابني شي ءٌ! فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: كيف يُصيبك |شي ءٌ| وإ نّما حَمَلك محمّد، وأنزلك جَبْرَئيل؟!

[إيهٍ: اسم فعل يراد به المواصلة والاستزادة.]

1979/الثاني: موفّق بن أحمد، باسناده عن أبي مريم، عن عليّ بن أبي طالب كرّم اللَّه وجهه، قال: انطلق بي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حتّى أتى بي إلى الكعبة، فقال لي: اجْلِس إلى جنب الكعبة. فَصَعِدَ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله |على| مَنْكِبي، ثمّ قال لي: انهض. فنهضتُ، فلمّا رأى ضَعْفي تحته قال لي: اجْلِس. فنزل وجلس، وقال لي: يا علي، اصْعَد على مَنْكِبي. فصَعِدتُ على مَنْكِبه، ثمّ نَهَض بي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فلمّا نَهضَ بي خُيِّل لي أن لو شِئْتُ نِلتُ اُفق السَّماء.

فَصَعِدتُ فوق الكعبة، وتَنَحّى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فقال لي: ألقِ صَنَمَهُم الأكبر، صَنَم قريش. وكان من نُحاس مُؤتَّداً بأوتادٍ من حديد إلى الأرض فقال لي: عَالِجْهُ. ورسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: إيهٍ

[الإسراء 81:17.] إيهٍ 'جَاءَ الحَقُّ وَزَهَق البَاطِلُ إِنَّ البَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً'

[في المصدر: ونزوت، أي قفزت.] فلم أزل اُعالجه حتّى اسْتَمْكَنْتُ منه، فقال لي: اقْذِفْهُ. فَقَذَفْتُهُ فَتَكَسّر، ونزلت

[مناقب الخوارزمي: 71.] من فوق الكعبة، فانطلقتُ أنا والنبيّ صلى الله عليه و آله نسعى، وخشينا أن يرانا أحدٌ من قريش أو غيرهم. قال عليّ عليه السلام: فما صَعِدتُه حتّى الساعة.

[مناقب ابن شهر آشوب 135:2، والآية من سورة الإسراء 81:17.]

1980/الثالث: ابن شهر آشوب، رواه من طريق العامة، قال: ذكر أبو بكر الشيرازي في "نزول القرآن في شأن أمير المؤمنين عليه السلام"، عن قَتَادة، عن ابن المسيّب، عن أبي هُريرة، قال: قال لي جابر بن عبداللَّه: دَخَلنا مع النبيّ صلى الله عليه و آله مَكّة، وفي البيت وحوله ثلاثمائة وستّون صنماً، فأمر بها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فاُلقيت كُلّها لوجهها.

وكان على البيت صَنَمٌ طويلٌ يقال له هُبَل، فنظر النبيّ صلى الله عليه و آله إلى عليّ، فقال: يا عليّ، تَرْكَب عليّ، أو أركَب عليك، لاُلقي هبلاً عن ظهر الكعبة؟ قلت: يا رسول اللَّه، بل تَرْكَبني. فلمّا جلس على ظهري لم أستطع حمله لثِقْل الرسالة، فقلت: يا رسول اللَّه، أركبك. فَضَحِكَ ونزل، وطأطأ إليّ ظهره، واستويتُ عليه، فوالذي فَلَق الحبّة وبرأ النَّسَمة، لو أرَدْتُ أن أمسك السماء لمسكتها بيدي، فألقيت هُبَل عن ظهر الكعبة، فأنزل اللَّه: 'وَقُلْ جَاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ البَاطِلُ' الآية.

[في المصدر: البيت.]

1981/الرابع: ابن شهر آشوب: رواه أيضاً من طريق العامة، قال: استنابه يوم الفتح في أمرٍ عظيمٍ، فانّه وَقَف حتّى صَعِدَ على كَتِفيه، وتَعَلّق بسطح الكعبة،

[مناقب ابن شهر آشوب 135:2.] وصَعِد، وكان يَقْلَع الأصنام بحيث تهتزّ حِيطان البيت، ثمّ يرمي بها فَتُكْسَر.

رواه أحمد بن حنبل، وأبو يعلى الموصلي في مسنديهما، وأبو بكر الخطيب في تاريخه، والخطيب الخوارزمي في أربعينه، ومحمد بن الصبّاغ الزعفراني في "الفضائل"، وأبو عبداللَّه النَّطَنزي في "الخصائص".

[الأداوَى: جمع إداوة، إناء صغير يُحمَل فيه الماء.]

1982/الخامس: كتاب "المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة"، بالاسناد عن مجاهد، عن ابن عباس: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله مَرّ داخلاً إلى الكعبة، وإذا هو بأداوى

[الأخلاق: جمع خَلَق، وهو الشي ء البالي الممزّق.] لابن مسعود مُعَلّقة، فقال لأمير المؤمنين عليه السلام: يا عليّ، ائتني بإداوة من تلك الأداوى، فأتاه بواحدةٍ، فشرِب منها وتوضّأ، ثمّ نَظَر إلى ابن مسعود، فقال له: ما هذه الأخلاق

[مَرَث التمر بيده في الماء: مَرَسَهُ حتّى تَفَرّق فيه.] التي أجدها في إداوتك؟ فقال ابن مسعود: فداك أبي واُمّي يا رسول اللَّه، ثَقُل عليّ الماء بمكّة، فأخذتُ تُمَيراتٍ، فَمَرثْتَهُنّ

[الصِنو: النظير أو المثل.] بإداوتي ليَعْذُب الماء عليّ. فقال صلى الله عليه و آله: حَلاَلٌ وماء طَهُور.

ثمّ قام وأخذ المِفتاح من شيبة وفتح الباب، وقال العباس بن عبد المطّلب: يا رسول اللَّه، أليس أنا عمّك وصِنْو

[النساء 58:4.] أبيك؟ فقال: بلى، فما حاجتك يا عمّ؟ فقال: تُعطيني مفتاح الكعبة. فقال: هو لك يا عمّ، فهبط جَبْرَئيل عليه السلام، وقال: إنّ اللَّه يُقرئك السلام، ويقول لك 'أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا'

[التوبة 19:9.] فاستعاد المفتاح من العباس، وأعاده إلى شيبة، ودخل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إلى الكعبة، فاذا هو بصورة إبراهيم فقال: لا تَعْبدوا الصُّور والتَّماثيل، فانّ اللَّه عزّ وجلّ يُبْغِضها ويُبْغِض صانعها، وجعل يَحُلّها بطَرَف ردائه، فلمّا خرج قال لشيبة: اغلِق الباب. ثمّ رفع رأسه فاذا هو بصَنَمٍ على ظهر الكعبة، فقال لعليّ عليه السلام: يا عليّ، كيف لي بهذا الصَّنَم؟ فقال: يا رسول اللَّه، انكبّ لك فَارْقَ على ظهري وتَنَاوَلْه.

فقال النبيّ صلى الله عليه و آله: يا عليّ، لو جَهَدت اُمّتي من أوَّلها إلى آخرها أن يَحْمِلوا عُضواً من أعضائي ما قَدَروا على ذلك، ولكن ادنُ منّي يا عليّ. قال: فدنوتُ منه، فضرب بيده إلى ساقي، فأقلعني من الأرض وانتصب بي، فإذا أنا على كَتِفيه. فقال: يا عليّ، سَمّ وخُذهُ فأخذتُ الصَّنم، فضربتُ به الأرض. فَتَفَتَّت ثلاثاً، فقال النبيّ: يا عليّ، ما ترى وأنت على كَتِفي؟ قلت، خيراً، فداك أبي واُمّي يا رسول اللَّه، لو أرَدْتُ أن أمسّ السماء بيدي لقَدَرت. فقال له: يا عليّ، زادك اللَّه شَرَفاً إلى شَرَفك.

ثمّ انحسر صلى الله عليه و آله من تحتي فوقعتُ على الأرض وضَحِكت، فقال: ما يُضْحِكك يا عليّ. فقلت: فِداك أبي واُمّي يا رسول اللَّه، وقعتُ من أعلى الكعبة إلى الأرض، فلم أتألّم من الوَقْع، فقال: يا عليّ، كيف تَتَألّم وقد حَمَلَك محمّد، وأنزلك جَبْرَئيل؟!

ومضى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فقال العباس يفتخر: أنا سيّد قريش وأكرمها حسباً، وأفخرها مركباً، وبيدي سِقاية الحاجّ لا يليها غيري. فقال شَيبة: لا، بل أنا سيّد قُريش، وبيدي سِدانة الكعبة، لا يليها غيري. فقال عليّ عليه السلام: أبغضتماني بمقالتكما، أنا سيّدكما وسيد أهل الأرض بعد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، أنا الذي ضربت وجوهكما حتّى آمنتما، فأقررتما أنّ محمّداً رسول اللَّه صلى الله عليه و آله. فَغَضِبا من قوله، وأتيا النبيّ صلى الله عليه و آله فأخبراه بما قال عليّ عليه السلام لهما، فَهَبَط جَبْرَئيل عليه السلام، وقال: يا محمد، الحقّ يُقرئك السلام، ويقول لك: قُل لشيبة والعباس: 'أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الحَاجِّ وَعِمَارَةَ المَسْجِدِ الحَرَامِ كَمَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ'

[في المصدر: كذب عليّ متعمداً فليلج.] الآية، يا محمّد، عليٌّ خيرٌ منهما.

حديث خاصِف النَّعل


1983/الأوّل: من "مسند أحمد بن حنبل"، روى عبداللَّه بن أحمد بن حنبل، باسناده عن شَريك، قال: حدثنا منصور، ولو أنّ غير منصور حَدّثني ما قَبِلته منه، ولقد سألتُه فأبى أن يُحَدّثني، فلمّا جَرَتْ بيني وبينه المعرفة، كان هو الذي دعاني إليه، وما سألته عنه ولكنّه هو ابتدأني به، فقال: حدّثني رِبعي بن حِراش، قال: حدّثنا عليّ بن أبي طالب عليه السلام بالرّحبة، قال: اجتمعت قريش إلى النبيّ صلى الله عليه و آله وفيهم سُهيل بن عمرو، فقالوا: يا محمد، إنّ قومنا لَحِقُوا بك فارْددهم علينا. فغَضِب حتّى رُؤي الغَضَبُ في وجهه، ثمّ قال: لتَنْتَهُنّ يا معشر قريش أو لَيَبْعَثَنّ اللَّهُ عليكم رجلاً منكم، امتحن اللَّه قلبه للايمان، يَضْرِب رِقابَكُم على الايمان.

قيل: يا رسول اللَّه، أبو بكر؟ قال: لا. قيل: فعمر؟ قال: لا، ولكن خاصِف النَّعل في الحُجرة.

ثمّ قال عليّ عليه السلام: أما إنّي قد سَمِعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: لا تَكْذِبوا عليّ، فمن كَذَب متعمّداً أولجته

[فضائل الصحابة 1105/649:2.] النار.

[فضائل الصحابة 966/571:2.]

1984/الثاني: عبداللَّه بن أحمد بن حنبل، باسناده عن زيد بن يُثَيع، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: ليَنْتَهينّ بنو وَليعة أو لأبْعَثَنّ إليهم رجلاً، |كنفسي| يُمضي فيهم أمري، يَقْتُل المُقَاتِلة، ويَسْبي الذُّرّية.

قال: |فقال| أبو ذرّ: فما راعني إلّا بَرْد كَف عُمر في حُجْزَتي من خلفي، قال: من تراه يعني؟ قلت: ما يعنيك، ولكنّه يعني خاصِف النَّعل، يعني علياً عليه السلام.

[الشِّسع: سَيرٌ يُمسِك النَّعل بأصابع القدم.]

1985/الثالث: عبداللَّه بن أحمد بن حنبل، باسناده عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد الخُدري، قال: كُنّا جلوساً في المسجد، فخرج علينا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وعليّ في بيت فاطمة عليهاالسلام، فانْقَطَعَ شِسْع

[في المصدر: صاحب.] نَعْل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فأعطاها علياً عليه السلام يُصْلِحها، ثمّ جاء فقام علينا، فقال: إنّ منكم من يُقَاتل على تأويل القُرآن كما قاتلتُ على تنزيله.

قال أبو بكر: أنا هو، يا رسول اللَّه؟ قال: لا. قال عمر: أنا هو، يا رسول اللَّه؟ فقال: لا، ولكنّه خاصِف

[في المصدر: يخفي.] النَّعل.

قال إسماعيل: فحدّثني |أبي| أ نّه شَهِد - يعني عليّاً - بالرَّحبة، فأتاه رجلٌ، فقال: يا أمير المؤمنين، هل كان من حديث النَّعل شي ء؟ قال: أو قد بلغك؟ قال: نعم. قال: اللهمّ إنّك تَعْلَم أ نّه ممّا كان يُحبّبني

[فضائل الصحابة 1083/637:2.] إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.

[في المصدر: له.]

1986/الرابع: عبداللَّه بن أحمد بن حنبل، باسناده عن المُطّلب بن عبداللَّه بن حَنْطَب، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لوفد ثقيف حين جاءوه: لتُسْلِمنّ أو لأبْعَثَنّ إليكم رجلاً منّي - أو قال: مثل نفسي - فليَضْرِبَنّ أعناقكم، وليَسْبِينّ ذراريكم، وليأخُذنّ أموالكم.

قال عمر: فو اللَّه ما اشتهيتُ الإمارة إلّا يومئذٍ، جعلتُ أنْصِب صدري لها

[فضائل الصحابة 1008/593:2.] رجاء أن يقول هذا، فالْتَفَتَ إلى عليّ، فأخذ بيده، ثمّ قال: هو هذا، مرّتين.

[في المصدر: أو ليبعثن اللَّه عليكم.]

1987/الخامس: ومن "الجمع بين الصحاح الستة" لرَزين العبدري، إمام الحرمين، من الجزء الثالث، من آخره، في ذكر غَزاة الحُدَيْبِيَة، من "سنن أبي داود" و"صحيح الترمذي"، قال: عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: لمّا كان يوم الحُدَيْبِية خرج إلينا اُناس من المشركين، من رؤسائهم، فقالوا: قد خرج إليكم من أبنائنا وأرقّائنا، وإنّما خرجوا فِراراً من خدمتنا فارْدُدهم إلينا.

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يا معشر قريش، لتَنْتَهُنَّ عن مخالفة أمر اللَّه، أو ليَبعَثنّ إليكم

[كشف الغمة 335:1.] من يَضْرِب رِقابكم بالسيف، الذين امتحن اللَّه قلوبهم للتقوى.

قال بعض أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: من اُولئك، يا رسول اللَّه؟ قال: منهم خاصِف النَّعل، وكان قد أعطى علياً عليه السلام نَعْلَه يَخْصِفها.

[زاد في المصدر: بالسيف.]

1988/السادس: التِّرمذي في صحيحه، عن رِبعي بن حِراش، في خبر: أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال يوم الحُدَيْبِية لسُهيل بن عمرو، وقد سأله ردّ جماعةٍ فَرّوا إلى النبيّ صلى الله عليه و آله: يا معشر قريش، لتَنْتَهُنّ أو ليَبْعَثنّ اللَّه عليكم من يَضْرِب رِقابكم

[في المصدر: قلبه على الايمان.] على الدِّين، قد امتحن اللَّه قلبه للايمان.

[سنن الترمذي 3715/634:5.] قالوا: من هو يا رسول اللَّه؟ قال: هو خاصِف النَّعْل، وكان أعطى عليّاً عليه السلام نَعْلَه يَخْصِفها.

[تاريخ بغداد 433:8، إحقاق الحق 609:5 عن السمعاني.]

1989/السابع: الخطيب في "التاريخ"، والسمعاني في "الفضائل": أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال: لا تَنْتَهُنّ يا معشر قريش حتّى يبعث اللَّه رجلاً امْتَحَنَ قلبه بالايمان، الحديث سواء.

[خصائص الوحي المبين: 161/212.]

1990/الثامن: أبو نُعيم الأصفهاني، بالاسناد عن رِبعي بن حِراش، قال: خَطَبنا عليّ بن أبي طالب بالمدائن، فقال: جاء سهيل بن عمرو إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فقال: ارْدُد علينا أبناءنا وأرِقّاءنا، فإنّما خَرَجُوا تَعَوّذاً بالاسلام.

فقال النبيّ صلى الله عليه و آله: لا تنتهون يا معشر قريش حتّى يبعث اللَّه عليكم رجلاً امتحن اللَّه قلبه للايمان، يَضْرِب رِقابكم على الدِّين.

[في المصدر: عند.]

1991/التاسع: ابن أبي الحديد في "شرح نهج البلاغة"، قال: قال أبو مِخْنَف: جاءت عائشة إلى اُمّ سَلَمة تُخَادِعُها على الخُروج للطلب بدم عثمان، فقالت لها: يا بنت أبي اُميّة، |أنت| أوّل مهاجرة من أزواج رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وأنت كبيرة اُمّهات المؤمنين، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقسّم لنا من بيتك، وكان جَبْرَئيل أكثر ما يكون في منزلك.

فقالت: اُمّ سَلَمَة: لأمرٍ ماقُلتِ هذه المقالة.

فقالت عائشة: إنّ عبداللَّه أخبرني أنّ القوم استتابوا عثمان، فلمّا تاب قَتَلُوه صائماً في شهرٍ حرام، وقد عَزَمتُ |على| الخُروج إلى البصرة، ومعي الزبير وطلحة، فاخْرُجي معنا، لعلّ اللَّه أن يُصْلِح هذ الأمر على أيدينا وبنا.

فقالت اُمّ سَلَمة: إنّك كنتِ بالأمس تُحَرّضين على عثمان، وتقولين أخبث القول فيه، وما كان اسمه عندك إلّا نَعْثَلاً، وإ نّك لتَعْرِفين منزلة عليّ بن أبي طالب من

[قُديد: موضع في الطريق بين مكة والمدينة.] رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، أفاُذكّرك؟ قالت: نعم.

قالت: أتذكرين يوم أقبل عليه السلام ونحن معه، |حتّى| إذا هَبَط من قُدَيد

[الحَيْس: تمرٌ يُخْلَط بسَمنٍ وأقط، فيُعجن ويُدلَك شديداً حتّى يَمْتَزج، ثم يُنْدَر نَوَاه، وقد يُجْعَل فيه سَويق.] ذات الشمال، خلا بعليّ يُناجيه فأطال، فأردتِ أن تَهْجُمي عليهما، فنهيتك فعصيتني، فهجمتِ عليهما، فما لَبِثتِ أن رجعتِ باكيةً، فقلتُ: ما شأنك؟ فقلتِ: إنّي هجمتُ عليهما وهما يتناجيان، فقلت لعليّ: ليس لي من رسول اللَّه إلّا يومٌ من تسعة أيّام، فما تَدَعني يابن أبي طالب ويومي! فأقبل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله على عليّ، وهو غضبان مُحْمَرّ الوجه، فقال: ارْجِعي وراءك، واللَّه لا يُبْغِضه أحدٌ من أهل بيتي ولا من غيرهم من النّاس إلّا وهو خارج من الايمان. فرجعتِ نادبةً ساخطةً؟ فقالت عائشة: نعم أذْكُر ذلك.

قالت: واُذَكّرك أيضاً كنتُ أنا وأنتِ مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وأنت تغسلين رأسه، وأنا أحيسُ له حيْساً،

[في المصدر: يدي.] وكان الحيْس يُعْجِبه، فرفع رأسه، وقال: ليت شعري أيّتكنّ صاحبة الجمل الأذنب، تَنْبَحُها كلابُ الحوأب؟ ثمّ قال: يا بنت أبي اُميّة، إيّاك أن تَكُونِيها فتكوني ناكبةً عن الصِّراط، فرفعتُ رأسي

[السَّمُرة: ضَرْبٌ من الشجر.] من الحَيْس: وقلت أعوذُ باللَّه وبرسوله من ذلك؛ ثمّ ضرب على ظهرك وقال: إيّاك أن تَكُونيها يا حُميراء، أما إنّي قد أنذرتك. قالت عائشة: نعم، أذْكُر ذلك.

قالت: واُذكّرك أيضاً كنتُ أنا وأنت مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في سفرٍ له، وكان علي عليه السلام يَتَعَاهد نَعْلَي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فَيَخْصِفهما، ويتعاهد أثوابه فيغسلها، فنُقِبت له نَعْل، فأخذها يومئذٍ يَخْصِفها، وقعد في ظِلّ سَمُرة،

[في المصدر: أراد.] وجاء أبوك ومعه عمر فاستأذنا عليه، فقُمنا إلى الحِجاب، ودخلا فحادثاه فيما أرادا

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 217:6.] ثمّ قالا: يا رسول اللَّه، إنّا لا ندري قَدر ما تَصْحَبنا فلو أعلمتنا مَن تَسْتَخْلف علينا، ليكون لنا بعدك مَفْزَعاً؟ فقال لهما: أما إنّي قد أرى مكانه، ولو فعلت لتَفَرّقتم عنه كما تَفَرّقت بنو إسرائيل عن هارون بن عِمران. فسَكَتا ثمّ خرجا.

فلمّا خرجنا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قلتِ له وكنتِ اجرأ عليه منّا: مَن كُنتَ يا رسول اللَّه مُسْتَخْلفاً عليهم؟ قال: خاصِف النَّعْل، فنظرنا فلم نَرَ أحداً إلّا عليّاً. فقلتِ: يا رسول اللَّه، ما أرى إلّا عليّاً؟ فقال: هو ذاك. فقالت عائشة: نعم، أذْكُر ذلك.

فقالت: فأيّ خروجٍ تَخْرُجين بعد هذا؟ فقالت: إنّما أخْرُج للاصلاح بين الناس، وأرجو فيه الأجر إن شاء اللَّه. فقالت: أنت ورأيك. فانصرفت عائشة عنها، وكتبت اُمّ سَلَمة بما قالت وقيل لها إلى عليّ عليه السلام.

[في المصدر: على ماذا اُنزل الأمر، أفكر.]

/ 31