غایة المرام و حجة الخصام فی تعیین الإمام جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غایة المرام و حجة الخصام فی تعیین الإمام - جلد 3

سید هاشم بن سلیمان بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خاتمة


وأختم كتابي هذا برِسالَتَي أبي عثمان عمرو بن بَحْر الجاحظ، وهو من أعيان علماء المُخالفين من العامّة، ممّا ذكر فيهما واستَدلّ على أ نّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب هو الإمام بعد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله دون أبي بكرٍ، بأدلّةٍ قطعيّةٍ وبَراهين بيّنةٍ، وهو لايُتَّهم في ذلك، بل هو حُجّة عليه وعلى جميع الفِرَق القائلين بإمامة أبي بكر.

والجاحظ هذا، من المُتعصِّبين المُنْحَرِفين عن أمير المؤمنين عليه السلام، بل هو عثمانيّ مرواني.

وفي الرسالتَين أيضاً تفضيلُ بَني هاشم على غيرِهم، وهاتان الرسالتان أوْرَدهما الشيخ الفاضل الثّقة الوَرِع عليّ بن عيسى تغمّده اللَّه تعالى برَحمتِه في أوّل كتاب "كشف الغُمّة".

الرسالة الاُولى


قال رحمه الله: وقع إليّ رسالة من كلام أبي عثمان عَمرو بن بَحْر الجاحظ في التَفضيل، اُثبِتُها مختَصِراً ألفاظَها، وتَرْجمَتها:

رسالة أبي عثمان عمرو بن بَحْر الجاحظ في التَّرجيح والتفضيل، نُسِخت من مجموع الأمير أبي محمّد الحسن بن عيسى المُقتَدِر باللَّه، قال:

هذا كتابُ مَن اعتزَل الشّكّ والظّنَّ والدَّعوى والأهواء، وأخذ باليَقينِ والثّقةِ من طاعةِ اللَّه وطاعة رسولِه صلى الله عليه و آله، وبإجماع الاُمّة بعد نبيّها صلى الله عليه و آله، ممّا تضمّنه الكتاب والسُنّة، وتَرك القَول بالآراء، فإنّها تُخطى ءُ وتُصيب، لأ نّ الاُمّة أجمَعت أ نّ النبيّ صلى الله عليه و آله شاوَر أصحابَه في الأسرى ببَدرٍ، واتّفق رأيُهم على قَبول الفِداء منهم، فأنزَل اللَّه تعالى: 'مَا كَانَ لِنَبِىٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرى'

[التوبة 119:9.] الآية، فقد بانَ لك أ نّ الرّأي يُخطئ ويُصيب ولايُعطي اليقين، وإنّما الحُجّة للَّه ولرسوله، وما أجمَعت عليه الاُمّة من كتاب اللَّه وسنّة نبيّها، ونحن لم نُدرِك النبيّ صلى الله عليه و آله ولا أحداً من أصحابه الذين اختَلفت الاُمّة في أحقّهم فنعلَم أيّهم أولى ونكون معهم، كما قال اللَّه تعالى: 'وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ'

[النحل 78:16.] ونعلم أيّهم على الباطل فنجتنبهم، وكما قال اللَّه تعالى: 'وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِن بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيئاً'

[في كشف الغمة: ويقيم حدودهم.] حتى أدركنا العلم، فطلبنا معرفة الدّين وأهله، وأهل الصّدق والحقّ، فوجدنا النّاس مختَلِفين يبرأ بعضُهم من بعض، ويجمَعهُم في حال اختلافِهم فريقان:

أحدُهما قالوا: إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله مات ولم يستَخلِف أحداً، وجعل ذلك إلى المسلمين يختارونه، فاختاروا أبا بكر.

والآخرون قالوا: إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله استَخْلَف عليّاً عليه السلام فجعَله إماماً للمُسلمين |بعده|.

وادّعى كلّ فريقٍ منهم الحقّ، فلمّا رأينا ذلك، أوقَفْنا الفريقَين لنبحث ونعلم المُحِقّ من المُبْطل، فسألناهم جميعاً: هل للنّاس بُدٌّ من والٍ يُقيم أعيادهم، ويَجبي زكواتِهم ويفرّقها على مستحقّيها، ويقضي بينهم، ويأخُذ لضَعيفهم من قويّهم، ويُقيم حدود اللَّه؟

[القصص 68:28.] فقالوا: لا بّد من ذلِك.

فقلنا: هل لأحدٍ أن يختارَ أحداً فيولّيه من غير نظرٍ في كتاب اللَّه وسنّة نبيّه صلى الله عليه و آله؟ فقالوا: لايجوز ذلك إلّا بالنّظر.

فسألناهم جميعاً عن الإسلام الذي أمر اللَّه به، فقالوا: إنّه الشهادتان، والإقرار بما جاء من عنداللَّه، والصّلاة، والصَّوم، والحجّ بشَرط الاستِطاعة، والعَمل بالقرآن، يُحِلّ حَلاله ويُحرِّم حَرامه. فقَبِلنا ذلك منهم.

ثمّ سألناهم جميعاً: هل للَّه خِيرَةٌ من خَلقِه اصطَفاهم واختارَهم؟ فقالوا: نعم.

فقلنا: ما بُرهانُكم؟ فقالوا: قوله تعالى: 'وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَار مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرةٌ'

[الحجرات 13:49.] فسألناهم: من الخِيرَة؟ فقالوا: هم المُتّقون.

قلنا: ما بُرهانُكم؟ قالوا: قوله تعالى: 'إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَيكُمْ'.

[النساء 95:4.]

فقلنا: هل للَّه خِيَرة من المتّقين؟ قالوا: نعم، المجاهدون |بأموالهم| بدليل قوله تعالى: 'فَضَّلَ اللَّهُ المُجَاهِدِينَ بأَمّوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى القَاعِدِينَ دَرَجَة'.

[الحديد 10:57.]

فقلنا: هل للَّه خِيرَة من المجاهدين؟ قالوا جميعاً: نَعم، السابقون من المهاجرين إلى الجهاد، بدليل قوله تعالى: 'لَا يَسْتَوِى مِنكُم مَن أَنفَقَ مِن قَبْلِ الفَتْحِ وَقَاتَلَ'

[الزلزلة 7:99.] الآية، فقَبِلنا ذلك منهم لإجماعهم عليه، وعَلمِنا أ نّ خِيرةَ اللَّه من خَلقِه المجاهدون السّابقون إلى الجِهاد.

ثمّ قلنا: هل للَّه خِيرَة منهم؟ قالوا: نعَم. قلنا: مَن هُم؟ قالوا: أكثَرهم عَناءً في الجِهاد، وطَعْناً وضَرْباً وقَتْلاً في سبيل اللَّه، بدليل قوله تعالى: 'فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ'،

[البقرة 110:2.] 'وَمَا تُقَدِّمُواِ لأَنفُسِكُم مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ'

[سورة ق 33 - 31:50.] فقَبِلنا ذلك منهم وعَلِمناه، وعَرفنا أ نّ خِيَرة الخِيَرةِ أكثَرهم في الجهاد |عَناءً|، وأبذَلهم لنَفسِه في طاعة اللَّه، وأقتَلهم لعدُوّه.

فسألناهم عن هذَين الرَّجُلَين: علي بن أبي طالب عليه السلام وأبي بكر، أيُّهما كان أكثَر عَنَاءً في الحَرْب، وأحسَن بلاءً في سبيل اللَّه؟ فأجمَع الفريقان على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام أ نّه كان أكثَر طَعْناً وضَرْباً، وأشَدّ قِتالاً وأدبّ في دين اللَّه ورسولِه صلى الله عليه و آله، فثبَت بما ذكرناه من إجماع الفَريقَين ودلالة الكِتاب والسّنّة أ نّ عليّاً عليه السلام أفضَل.

فسألناهم ثانياً عن خِيرَتِه من المتّقين؟ فقالوا: هم الخاشعون، بدليل قوله تعالى: 'وَأُزْلِفَت الجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ' إلى قوله تعالى: 'مَنْ خَشِىَ الرَّحْمَنَ بِالَغيْبِ'،

[الأنبياء 48:21، و49.] وقال تعالى: 'لِلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يَخْشَونَ رَبَّهُم'.

[فاطر 28:35.]

ثمّ سألناهم جميعاً: مَن هم الخاشعون؟ فقالوا: هم العُلَماء، لقوله: 'إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ'.

[المائدة 95:5.]

ثمّ سألناهم جميعاً: مَن أعلَم النّاس؟ قالوا: أعملهم بالعدل، وأهداهم إلى الحقّ، وأحقّهم أن يكون مَتْبُوعاً ولا يكون تابعاً، بدليل قوله تعالى: 'يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنكُمْ'

[يونس 35:10.] فجعَل الحكومة إلى أهل العَدْلِ، فقَبِلنا ذلك منهم.

ثمّ سألناهم عن أعمل النّاس بالَعْدل مَن هو؟ فقالوا: أدلّهم عليه.

قلنا: فمَن أدلّ الناس عليه؟ قالوا: أهداهُم إلى الحقّ وأحقّهم أن يكون متبوعاً ولايكون تابعاً بدليل قوله: 'أَفَمَن يَهْدِى إِلَى الحَقِّ'

[في كشف الغمة: فيتدبرونها.] الآية، فدّل كتاب اللَّه وسنّة نبيّه صلى الله عليه و آله والإجماع أ نّ أفضَل الاُمّة بعد نبيّها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، لأ نّه إذا كان أكثَرهم جهاداً، كان أتقاهُم، وإذا كان أتقاهُم كان أخشاهم، وإذا كان أخشاهُم كان أعلَمهم، وإذا كان أعلَمهم كان أدلّ على العَدْل، وإذا أدلّ كان أهدى الاُمّة إلى الحقّ، وإذا كان أهدى كان أولى أن يكون متبوعاً وأن يكون حاكماً لاتابعاً ولا محكوماً عليه.

واجتمَعت الاُمّة بعد نبيّها أ نّه خلّف كتابَ اللَّه تعالى ذِكرُه وأمرَهم بالرّجوع إليه إِذا نابهم أمرٌ، وإلى سنّته صلى الله عليه و آله، فيقتدون بهما،

[الزمر 9:39.] ويستَنْبِطون منهما ما يزول به الاشتِباه، فإذا قرأ قارئُهم: 'وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارَ' فيقال له: أثبِتها، ثمّ يقرأ: 'إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَكُمْ' وفي قراءة ابن مسعود "ان خيركم عند اللَّه اتقاكم"، ثمّ يقرأ: 'وَأُزْلِفَتِ الجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعَيِدٍ، هَذَا ما تُوعَدُونَ لِكلِّ أَوّابٍ حَفِيظٍ مَنْ خَشِىَ الرَّحَمَنَ بِالغَيْبِ' فدلّت هذه الآية على أ نّ المتقين هم الخاشِعون.

ثمّ يقرأ حتّى إذا بلغ إلى قوله تعالى: 'إِنّمَايَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ' فيقال له: إقرأ حتّى نَنْظُر هل العلماء أفضَل من غيرهم أم لا؟ حتّى إذا بلَغ إلى قوله تعالى: 'هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ'،

[المجادلة 11:58.] |علم| أ نّ العلماء أفضَل من غيرهم.

ثمّ يقال: إقرأ، فإذا بلغ إلى قوله تعالى: 'يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمِ دَرَجَاتٍ'،

[في كشف الغمة: بالامامة فأجمعوا على.] قيل: قد دلّت هذه الآية على أ نّ اللَّه تعالى قد اختار العلماء وفضّلهم ورفَعهم درجاتٍ، وقد اجْتَمَعت الاُمّة على أ نّ العلماء من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله الذين يُؤخَذ عنهم العِلم كانوا أربعة: عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وعبداللَّه بن العبّاس رضى الله عنه، وابن مسعود، وزَيد بن ثابت، وقالت طائفة: عمر بن الخَطّاب.

فسألنا الاُمّة: مَن أولى |الناس| بالتّقديم إذا حَضَرت الصلّاة؟ فقالوا: إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال: يؤمّ بالقَوم أقرؤهم. ثمّ أجمَعوا على أ نّ الأربعة كانوا أقرأ لكتابِ اللَّه تعالى مِن عُمَر، فسقَط عُمَر.

ثمّ سألنا الأُمّة: أيّ هؤلاء الأربعة أقرأ لكتاب اللَّه وأفقَه لدينه؟ فأختَلفوا، فوقَفناهم حتّى نَعْلَم، ثمّ سألناهم: أيّهم أولى بالإمامةِ؟ فأجمَعوا على أ نّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال: 'الأئمّة من قُرَيش' فسقَط ابن مَسعود، وزيد بن ثابت، وبقي عليّ بن أبي طالب وابن عبّاس. فسألنا: أيّهما أولى بالإمامةِ؟ فقالوا:

[كشف الغمة 36:1.] إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال: 'إذا كانا عالِمَين فَقِيهَيْنِ قرشيين، فأكبَرهما سنّاً، وأقدَمهما هِجْرَة' فسقَط عبداللَّه بن العباس، وبقي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات اللَّه عليه، فهو أحقّ بالإمامةِ لِما أجمعت عليه الاُمّة، ولدلالة الكِتاب والسُّنَّة عليه.

هذا آخر رسالة أبي عثمان عَمرو بن بَحْر الجاحظ.

[الشعوبية: فرقة يذهبون إلى تحقير شأن العرب وتصغير أمرهم، ومنشأ ذلك أن زياد ابن أبيه لما استلحقه معاوية بأبي سفيان، علم أنَّ العرب لا تُقرُّ له بذلك مع علمهم بنسبه، فعمل كتاب المثالب وألصقَ بالعرب كلَّ عيبٍ وعار وباطل، وإفك وبُهْت. ثمّ ثنى على ذلك الهيثم بن عديٍّ وكان دعيّاً، فأراد أن يعرَّ أهل الشرف تشفِّياً منهم ثمّ جدَّد ذلك أبو عبيدة مَعْمَر بن المثنَّى وزاد فيه، لأنَّ أصله كان يهودياً، أسلم جدُّه على يدَي بعض آل أبي بكر، فانتمى إلى وَلاءِ تَيم. ثمّ نشأ غَيلانُ الشعوبي الورَّاق، وكان زنديقاً ثَنَويّاً لا يُشَكُّ فيه، فعمل لطاهر بن الحسين كتاباً خارجاً عن الإسلام، بدأ فيه بمثالب بني هاشم وذِكر مناكحهم وأمَّهاتهم، ثمّ بطون قريش ثمّ سائر العرب ونسب إليهم كلَّ كذب وزور، ووضعَ عليهم كلَّ إفك وبهتان. ووصله عليه طاهرٌ بثلاثين ألفاً. وأما كتابُ المثالب والمناقب الذي بأيدي النّاس اليومَ فإنَّما هو للنَّضْر بن شُميل الحميري وخالد بن سلمة المخزومي، وكانا أنسبَ أهل زَمَانهما، أمَرَهُما هشامُ بن عبدالملك أن يبيِّنا مثالب العرب ومناقبها، وقال لهما ولمن ضمَّ إليهما: دعوا قريشاً بما لها وما عليها. فليس لقرشي في ذلك الكتاب ذِكر. انتهى. راجع خزانة الادب 53:6، دائرة المعارف الإسلامية - حسن الامين - 215:3، البيان والتبيين للجاحظ 2:3.]

/ 31