غایة المرام و حجة الخصام فی تعیین الإمام جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غایة المرام و حجة الخصام فی تعیین الإمام - جلد 3

سید هاشم بن سلیمان بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

في أ نّه حامل اللّواء يوم القيامة


2067/الأوّل: روى صَدر الأئمّة عند المخالفين أخطَب خَوارزم، أبو المؤيّد موفّق بن أحمَد المَكّي الخَوارزمي، بإسناده المتَّصل عن سلمان، قال: سمِعتُ النبيّ صلى الله عليه و آله يقول: أوّل النّاس وروداً عليّ الحَوض يوم القيامة، أوّلهم إسلاماً، عليّ بن أبي طالب.

[التوبة 3:9.]

2068/الثاني: موفّق بن أحمَد، بإسناده عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، قال: قال أبي: دفع النبيّ صلى الله عليه و آله الرّاية يوم خَيْبَر إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام، ففَتَح اللَّه تعالى عليه، وأوْقَفَه يوم غدير خُمّ، فأعلَم النّاسَ أ نّه مَولى كلّ مؤمن ومؤمنة، وقال له: أنت منّي وأنا منك.

وقال له: تُقاتل على التأويل كما قاتَلت على التَّنزيل.

وقال له: أنتَ منّي بمَنزِلة هارونَ من موسى.

وقال له: أنا سِلمٌ لِمَن سالَمْتَ، وحَربٌ لِمَن حارَبْت.

وقال له: أنتَ العُروة الوُثقى.

وقال له: أنتَ تُبيّن لهم ما يشتبه عليهم من بعدي.

وقال له: أنت إمام كلّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ، ووليّ كلّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ بعدي.

وقال له: أنت الذي أنزَل اللَّه فيه: 'وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلى النَّاسِ يَوْمَ الحَجِّ الأكْبَرِ'.

[اسم الإمام المهدي عليه السلام اسم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله كما صرحت به الأحاديث الصحيحة المتواترة عن النبيّ صلى الله عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام، واسم أبيه الحسن العسكري عليه السلام، وهذا الحديث مخالف للمشهور، فلعلّه مؤول بوجهٍ من وجوه التأويل، أو زيد فيه 'اسم أبيه كاسم أبي' لأغراض معينة، وقد أشرنا إلى ذلك في هامش الحديث 56 من الباب 11 من المقصد الأول، وراجع الحديث 117 من أحاديث هذا الباب.]

وقال له: أنتَ الآخِذ بُسنَّتي والذّابّ عن ملّتي.

وقال له: أنا أوّل مَن تنشقّ الأرض عنه وأنتَ معي.

وقال له: أنا عند الحَوض وأنت معي.

وقال له: أنا أوّل مَن يَدْخُل الجنّة وأنت معي، تَدخُلها والحسَن والحسين وفاطمة.

وقال له: إنّ اللَّه تعالى أوحى إليّ أن أقوم بفَضْلِك، فقمتُ به في النّاس، وبلّغتُهم ما أمرني اللَّه بتَبليغهِ.

وقال له: اتّقِ الضّغائن التي لك في صُدورِ مَن لا يُظهِرها إلّا بعد مَوتي، أولئك يَلْعَنهم اللَّه ويلعَنُهم اللّاعِنون.

ثمّ بكى صلى الله عليه و آله، فقيل له: ممّ بكاؤك يا رسول اللَّه؟

قال: أخبَرني جَبْرَئيل عليه السلام أ نّهم يَظْلِمُونه، ويَمْنَعونه حقّه، ويُقاتلونه، ويَقْتُلون وُلدَه وَيظْلِمونهم بعده، وأخبرني جَبْرَئيل عن اللَّه عزّ وجلّ أ نّ ذلك الظُّلم يَزول إذا قام قائمهم، وعَلَت كلمتُهم، واجتمعَت الاُمّة على محبّتهم، وكان الشانئ لهم قليلاً، والكارِهُ لهم ذليلاً، وكَثُر المادِح لهم، وذلك حين تَغَيُّر البلاد، وضَعْف العِباد، واليأس من الفَرَج، فعند ذلك يَظْهَر القائم فيهم.

قال النبيّ صلى الله عليه و آله: اسمه كاسمي، واسمُ أبيه كاسمِ أبي،

[مناقب الخوارزمي: 23.] هو من وُلدِ ابنَتي، يُظهِر اللَّه الحقّ بهم، ويُخمِد الباطل بأسيافِهم، ويتبعُهم النّاس راغباً إليهم وخائفاً منهم.

قال: وسكَن البُكاء عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ثمّ قال: معاشِر المُسلمين، أبشِروا بالفَرج، فإنّ وَعْدَاللَّهِ لايُخلَف، وَقضاؤه لايُرَدّ، وهو الحكيم الخبير، وإنّ فتح اللَّه قريب.

اللهمّ إنّهم أهلي فأذهِب عنهم الرِّجسَ وطَهِّرهُم تَطهيراً، اللهمّ اكلأهم وارعَهُم، وكُن لهم، وانصُرهم، وأعِزّهم ولاتُذِلّهم، واخلُفني فيهم، إنّك على ما تشاء قدير.

[العَسيب: جريدة النخل المستقيمة يُكْشَطُ خُوصُها.]

2069/الثالث: موفّق بن أحمَد، بإسناده عن جابر بن عبداللَّه رضى الله عنه، أ نّه قال: جاءنا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ونحن مُضطَجِعون في المسجِد، وفي يَدِه عَسيبُ

[مناقب الخوارزمي: 60.] رطب، قال: تَرْقُدون في المَسجِد؟ قلنا: قد أجْفَلنا وأجْفَل عليٌّ مَعَنا. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: تَعَالَ يا عليّ، إنّه يَحِلّ لك في المَسجِد ما يَحِلّ لي، ألا تَرضى أن تكونَ منّي بمَنزِلة هارون من موسى إلّا النّبوَّة؟

والذي نفسي بيَدِه، إنّك لَذائدٌ عن حَوضي يوم القيامةِ، تَذودُ عنه رجالاً، كما يُذاد البَعير الضّال عن الماء، بعصاً مِن عَوْسَج، كأ نّي أنظُر إلى مقامِك مِن حوضي.

[في المصدر: نَعْلَيك.]

2070/الرابع: موفّق بن أحمَد، بإسناده عن زيد بن عليّ |بن عليّ بن الحسين| ابن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه، عن جَدّه، عن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، قال: قال |لي| النبيّ صلى الله عليه و آله يوم فتح خَيْبَر: لولا أن تقولَ فيك طوائف من اُمّتي ما قالتِ النّصارى في عيسى بن مريم، لقلتُ فيك اليومَ مقالاً بحيث لاتَمُرّ بملأٍ من المسلمين إلّا أخَذوا من تُرابِ رِجْلَيك

[زاد في النسخة: مقمعون يضربون بالمقامع، وهي سياط من نار.] وفَضْلِ طَهورِك يستشفون به، ولكن حَسْبُك أن تكونَ منّي وأنا منك، تَرِثُني وأرِثُك، وأنتَ منّي بمَنزِلة هارونَ من موسى، إلّا أ نّه لا نبيّ بعدي.

يا عليّ، أنت تؤدّي دَيني، وتقاتِل على سُنّتي، وأنتَ في الآخرةِ أقرَب النّاس منّي، وإنّك غداً على الحوض خَلِيفَتي، تَذُود عنه المُنافقين، وأنتَ أوّل مَن يَرِد على الحَوض، وأنت أوّل داخِلٍ في الجنّة من اُمّتي، وإنّ شيعتك على مَنَابر من نُورٍ رُواءٌ مَرويّون، مُبْيَضَّةٌ وُجوههم حَولي، أشفَع لهم، فيكونون غداً في الجنّة جيراني، وإنّ أعداءَك غداً ظِماءٌ مُظَمّؤون، مُسْوَّدةٌ وجوههم، مُقْمَحُون.

[مناقب الخوارزمي: 75.]

|يا عليّ|، حربُك حَرْبي، وسِلمُك سِلْمي، وسِرّك سِري، وعَلانِيَتُك عَلانِيَتي، وسَريرةُ صَدرِك سَريرةُ صَدْري، وأنتَ بابُ علمي، وإنّ وُلدك وُلدي، ولَحْمكَ لَحْمي، ودَمك دَمي، وإنّ الحقَّ معك، والحقَّ على لِسانك، وفي قَلبكِ، وبين عَيْنَيك، والإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمك ودمك كما خالَط لَحْمي ودَمي، وإنّ اللَّه عزّ وجلّ قد أمرني أن أُبَشِّرك أ نّك أنت وعِترتك في الجنّة، وعَدُوّك في النّار، لايَرِد عليّ الحَوض مُبغِضٌ لك، ولايَغيب عنه مُحِبٌّ لك.

قال عليّ عليه السلام: فَخَررتُ ساجداً للَّه تعالى وحمَدتُه على ما أنعَم به عليّ من الإسلام والقرآن، وحبّبني إلى خاتم النبيّين وسيّد المرسلين صلى الله عليه و آله.

[في النسخة: مخدوج، انظر هامش الحديث الخامس من الباب التاسع والستين.]

2071/الخامس: موفّق بن أحمَد، بإسناده عن مَحْدوج

[الزُّج: الحديدة التي في أسفل الرمح.] بن زيد الباهلي: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله آخى بين المُسلمين، ثمّ قال: يا عليّ أنتَ أخي، وأنتَ منّي بمَنزلة هارونَ مِن موسى غير أ نّه لا نبيّ بعدي، أما عَلِمت يا عليّ أ نّ أوّل مَن يُدعى به يوم القيامة، يدعى بي فأقوم عن يَمينِ العَرْشِ في ظُلّةٍ؟ فاُكسى حُلّةً خَضراء من حُلَل الجَنَّة، ثمّ يُدعى بالنبيِّين بعضهُم على أثر بعض، فيقومون سِماطَين عن يَمين العَرْش في ظِلِّهِ فاُكسى حُلّةً خَضراء من حُلَلِ الجنّة.

ألا وإنّي اُخبِرك يَا عليِّ أ نّ اُمّتي أوّل الاُمَم يُحاسَبون يوم القيامة، ثمّ أنت أوّل مَن تُدعى لقَرابتِك منّي ومنزِلتك عندي، ويُدفَع إليك لوائي وهو لواء الحَمْد، تسيرُ به بين السِّماطَين، آدَم وجميع خَلْقِ اللَّه يستَظِلّون بظِلّ لوائي يوم القيامة، وطوله مَسيرة ألف سنة، سِنانُه ياقوتة حَمْراء، و قَصَبته فِضّة بيَضاء، وزُجُّه

[مناقب الخوارزمي: 84، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي 48:1.] دُرّة خضراء، له ثلاث ذوائب من نور: ذؤابة في المَشْرِق، وذؤابة في المَغرِب، والثّالثة وسَط السَّماء الدُّنيا.

مكتوبٌ عليه ثلاثة أسطُر، الأوّل: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، والثاني: الحمدُ للَّه ربّ العالمين، والثالث: لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، طول كلّ سَطرٍ ألف سنَةٍ، وعَرْضُه مَسيرة ألف سنَة، وتَسير بلِوائي والحَسَن عن يَمينِك والحُسين عن شِمالك حتىّ تَقِفَ بيني وبين إبراهيم في ظِلّ العَرْش، |ثمّ تُكسى حُلّة خضراء من حُلل الجنّة، ثمّ| ينادي مُنادٍ من تَحتِ العَرْش: نِعْم الأب أبوك إبراهيم، ونعم الأخ أخوك عليّ. أبشِر يا عليّ، فإنّك تُكسى إذا كُسِيت، وتُدعى إذا دُعِيت، وتُحبى إذا حُبِيت.

[مناقب الخوارزمي: 96.]

2072/السادس: موفّق بن أحمَد أيضاً، بإسناده - في حديثٍ طويلٍ - قال: لمّا قَدِم عليّ عليه السلام على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لَفتْح خَيْبَر، قال صلى الله عليه و آله: لولا أنّ تقولَ فيك طائفةٌ من اُمّتي ما قالت النَّصارى في المسيح عليه السلام لقُلت فيك مقالاً لا تَمُرّ بملأٍ إلّا أخَذوا التُّراب من تحتِ قدَميك ومِن فَضْل طَهُورِك يَسْتَشْفون به، ولكِن حَسبُك أن تكونَ منّي بمَنزِلة هارونَ من موسى، وأنا منك وأنت منّي، تَرِثُني وأرِثُك إلّا أ نّه لانبيّ بعدي، وإنك تُبرى ءُ ذِمّتي وتُقاتِل على سُنّتي، وإنّك غداً في الآخرةِ أقرَبُ النّاس مِنّي، وإنّك أوّل مَن يَرِد على الحَوض، وأوّل مَن يُكسى معي، وأوّل داخِل في الجنّة من اُمّتي، وإنّ شيعتَك على مَنَابِر من نُورٍ، وإنّ الحقّ على لسانِك، وفي قَلبِك، وبين عينَيك.

[في النسخة: معمر، تصحيف، وما أثبتناه من المصدر، انظر تهذيب الكمال 437:4.]

2073/السابع: موفّق بن أحمَد، بإسناده عن |جابر بن| سَمُرة،

[مناقب الخوارزمي: 258.] قال: قيل: يا رسول اللَّه، مَن يَحمِل رايتَك يوم القيامة؟ قال: مَن عسى |أن| يَحمِلها إلّا مَن حَملها في الدُّنيا، وهو عليّ بن أبي طالب.

[مناقب الخوارزمي: 258.]

2074/الثامن: موفّق بن أحمَد، بإسناده عن مالك بن دينار، قال: سألتُ سعيد ابن جُبَير، فقلت: يا |أبا| عبداللَّه، مَن كان حامل راية رسول اللَّه صلى الله عليه و آله؟ فنظَر إليّ وقال: كأ نّك رَخيّ البال!

قال: فغَضِبْتُ وشكَوتُه إلى إخوانه من القُرّاء، فقالوا لي: لأ نّك سألتَه وهو خائفٌ من الحَجّاج، وقد لاذ بالبَيت، فَسْلهُ الآن، فسألتُه، فقال: كان حاملها عليّ، هكذا سمِعتُه من ابن عباس.

[في النسخة: عيسى بن عبداللَّه بن عبيداللَّه بن عمر، انظر هامش الحديث الرابع من الباب التاسع والستين.]

2075/التاسع: موفّق بن أحمَد، بإسناده عن عيسى بن عبداللَّه |بن محمّد| بن عمر

[مناقب الخوارزمي: 259.] بن عليّ بن أبي طالب، قال: حدّثني أبي، |عن أبيه|، عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالب، عن النبيّ صلى الله عليه و آله، قال: أنا أوّل مَن تنشَقّ الأرض عنه يوم القيامةِ وأنتَ معي، ومعنا لواء الحَمد، وهو بيَدِك، تسيرُ به أمامي، وتَسبِق به الأوّلين والآخِرين.

[مناقب الخوارزمي: 259.]

2076/العاشر: موفّق بن أحمَد، بإسناده عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يأتي على النّاس يوم القيامة وقتٌ ما فيه راكِبٌ إلّا نحن أربعة.

فقال له العبّاس بن عبدالمُطّلب عَمُّه: فِداك أبي واُمّي، ومَن هؤلاء الأربعة؟

قال: أنا على البُراق، وأخي صالح على ناقةِ اللَّه التي عَقَرها قَومُه، وعمّي حمزة أسَد اللَّه على ناقتي العَضْباء، وعليّ بن أبي طالب على ناقةٍ من نُوقِ الجَنَّة مدبّجة الجنبين، عليه حُلّتان خَضراوان من كُسوة الرّحمن، على رأسه تاجٌ من نُور، لذلك التّاج سبعون ألف رُكنٍ، على كُلّ رُكنٍ ياقوتةٌ حَمْراء، تُضِي ء للرّاكب مَسيرة ثلاثة أيّام، وبيَدِه لواء الحَمْد، وهو ينادي: لا إله إلاّ اللَّه، محمّد رسول اللَّه.

فيقول |الخلائق|: مَن هذا؟ أهو مَلَكٌ مقرّب، أم نبيّ مُرسَل، أم حامِل عَرْش؟ فينادي منادٍ مِن بُطنان العَرْش: ليس هذا ملكاً مقرَّباً، ولانبيّاً مُرسَلاً، ولاحامِل عَرْشٍ، هذا عليّ بن أبي طالب، وصيّ رسول اللَّه، وأمير المؤمنين، وقائد الغُرّ المُحَجَّلين في جَنّات النعيم.

[مناقب الخوارزمي: 227.]

2077/الحادي عشر: موّفق بن أحمَد، بإسناده عن محمّد بن الحُسَين المعروف بشَلّقان، عن جعفر بن محمّد عليه السلام، عن جابر بن عبداللَّه، قال: سمِعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: أوّل مَن يدخُل الجنّة من النبيّين والصدِّيقين عليّ بن أبي طالب.

فقام أبو دُجانة، فقال: ألم تُخبِرنا عن اللَّه سبحانَه وتعالى أ نّه أخبَرك أن الجنّة مُحرّمةٌ على الأنبياء حتّى تَدْخُلها أنتَ، وعلى الاُمَم حتّى تَدخُلها اُمَّتك؟

قال: بلى، ولكن أما عَلِمتَ أ نّ حامِل لواء الحَمْد أمامهُم؟ وهو عليّ بن أبي طالب، حامل لواء الحَمد يوم القيامة بين يَدي، يَدخُل به الجنّة، وأنا على أثره؟ فقام عليّ عليه السلام وقد أشْرَق وَجْهُه سُروراً، وهو يقول: الحَمد للَّه الذي شرّفنا بك يا رسول اللَّه.

[مناقب الخوارزمي: 208.]

2078/الثاني عشر: موفّق بن أحمَد، بإسناده عن أحمد بن عامر بن سليمان، قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن موسى الرّضا، قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر، حدّثني أبي جعفر بن محمّد، حدّثني أبي محمّد بن عليّ، حدّثني أبي عليّ بن الحسين، حدّثني أبي الحسين بن عليّ، حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يا عليّ إنّي سألتُ ربّي خمسَ خِصالٍ فأعطاني، أمّا أوّلها: فسألتُ ربّي أن تَنْشَقّ الأرض عنّي وأنْفُض التُّراب عن رأسِى وأنتَ معي |فأعطاني|، وأمّا الثانية: فسألتُ ربّي أن يوقِفَني عِند كِفّة الميزان وأنتَ معي فأعطاني، وأمّا الثالثة: فسألتُ ربّي أن يجعَلك حامل لوائي، وهو لواء اللَّه الأكبَر، الذي تحته المُفلِحون الفائزون بالجنّة فأعطاني، وأمّا الرّابعة: فسألتُ ربّي أن تَسقي اُمّتي من حوضي فأعطاني، وأمّا الخامسة: فسألت ربّي أن يجعلك قائد أُمّتي إلى الجّنّةِ فأعطاني، والحَمد للَّه الذي مَنّ عليّ بذلك.

[في النسخة: رجل، وما أثبتناه من المصدر.]

2079/الثالث عشر: موفّق بن أحمَد أيضاً، بإسناده عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، أ نّه قال: يا عليّ، ليس في القيامة راكبٌ غيرنا ونحن أربعة، فقام رجلٌ من الأنصار، فقال: فِداك أبي واُمّي، أنتَ ومَن؟

قال: أنا على دابّة اللَّه البُراق، وأخي صالح على ناقةِ اللَّه التي عُقِرَت، وعمّي حَمزة على ناقتي العَضْباء، وأخي عليّ على ناقةٍ من نُوق الجنّةِ، وبَيدِه لواء الحَمْد، ينادي: لا إله إلاّ اللَّه، محمّد رسول اللَّه، فيقول الآدميّون: ما هذا إلّا مَلَك مُقرَّب، أو نبيّ مُرسَل، أو حامل عَرْش. فيُجيبهم مَلَك

[مناقب الخوارزمي: 209.] من بُطنان العَرْش: يا مَعاشِر الآدميّين، ليس هذا مَلكاً مقرّباً، ولانبيّاً مُرسلاً، ولاحامل عَرش، هذا عليّ بن أبي طالب.

[في المصدر: القيامة والأمين.]

2080/الرابع عشر: موفّق بن أحمَد، بإسناده عن أنسَ بن مالك، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يا |أبا| بَرْزَة، إنّ اللَّه ربّ العالَمين عَهِد إليَّ عهْداً في عليّ بن أبي طالب، فقال: إنّه راية الهُدى، وَمنار الإيمان، وإمام أوليائي، ونُور جميع مَن أطاعَني.

يا |أبا| بَرْزَة، عليّ بن أبي طالب أميني غداً في القيامة، وصاحب رايتي في القيامة، وهو يُعينني

[مناقب الخوارزمي: 220.] غداً في القيامة على مفاتيح خَزائن رحمة ربيّ.

[مناقب الخوارزمي: 231.]

2081/الخامس عشر: موفّق بن أحمَد، بإسناده عن ابن عبّاس، قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في بيته، فغَدا عليه عليّ بن أبي طالب عليه السلام بالغَداة، وكان يُحبّ أن لايَسبِقَه إليه أحد، فدخَل فإذا النبيّ صلى الله عليه و آله في صحن البيت، وإذا رأسه في حِجْر دِحْيَة بن خليفة الكَلْبي، فقال: السّلام عليك، كيف أصْبَح رسولُ اللَّه صلى الله عليه و آله؟ قال: بخير يا أخا رسول اللَّه. فقال عليّ عليه السلام: جَزاك اللَّه عنّا أهل البيتِ خيراً.

فقال له دِحْيَة: إنّي لَأُحِبُّك، وإنّ لك عندي مِدْحَةً أزُفّها إليك: أنت أمير المؤمنين، وقائد الغُرّ المُحَجَّلين، أنتَ سيّد ولد آدم يوم القيامةِ ما خَلا النبيّين والمُرْسَلين، لواء الحَمْد بيَدِك يوم القيامة، تُزَفّ أنت وشيعتك يوم القيامةِ مع محمّد وحِزْبِه إلى الجِنان زَفّاً زَفّاً، قد أفلَح مَن تولّاك، وخَسِر مَن تخَلّاك، محبّو محمّد مُحِبّوك، ومُبغضوك لن تَنالَهم شفاعة محمّد عليه السلام. اُدنُ منّي صَفْوةَ اللَّه، فأخذ رأس النبيّ صلى الله عليه و آله فوضَعه في حِجْرِه، فقال النبيّ صلى الله عليه و آله: ما هذه الهَمْهَمَة؟ فقال عليّ بما جرى، فقال: يا عليّ، لم يكن دِحْيَة، ولكن كان جَبْرَئيل، سَمّاك باسمٍ سَمّاك اللَّه به، فهو الذي ألقى محبّتك في صُدورِ المؤمنين، ورهبتك في صُدورِ الكافِرين.

[البينة 7:98.]

2082/السادس عشر: موفّق بن أحمَد، بإسناده عن يزيد بن شراحيل كاتِب عليّ عليه السلام، قال: سمِعتُ عليّاً عليه السلام يقول: حدّثني رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وأنا مُسنِدُه إلى صدري، فقال: أي عليّ، ألم تسمَع قول اللَّه تعالى: 'إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِك هُمْ خَيْرُ البَرِيَّةِ'

[مناقب الخوارزمي: 187.] أنتَ وشيعَتُك، ومَوعدي ومَوعِدُكم الحَوض، إذا جَثَت الاُمَم للحِساب تُدعَون غُرّاً مُحَجَّلين.

[في المصدر: وسعة.]

2083/السابع عشر: موفّق بن أحمَد، بإسناده عن أبي هريرة، وجابر، قالا: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: عليّ بن أبي طالب صاحِب حَوضي يومَ القيامةِ، فيه أكوابٌ كعدَد النُّجوم، وُسْعُ

[أيْلَة: مدينة على ساحل البحر الأحمر ممّا يلي الشام، وفي المصدر: ما بين الجابية، والجابية: قرية من أعمال دمشق.] حوضي ما بين أيْلَة

[مناقب الخوارزمي: 219.] إلى صَنعاء.

[في مناقب ابن المغازلي وأمالي الشيخ الطوسي: بالاسناد عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أ نّه سئل عن قول اللَّه عز وجل: 'وعد اللَّه الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجراً عظيماً' |الفتح: 29/48| قال: سأل قوم النبيّ صلى الله عليه و آله... إلى آخر الحديث.]

2084/الثامن عشر: موفّق بن أحمَد، بإسناده عن ابن عبّاس رحمه الله، قال: سأل قومٌ النبيَّ صلى الله عليه و آله |فقالوا|: فيمن نزَلت هذه الآية؟

[الحديد 19:57.]

قال: إذا كان يوم القيامة عُقِد لواء الحَمد من نُورٍ أبيض، ونادى مُنادٍ: لَيقُم سيّد المؤمنين، ومعه الذين آمنوا بعد بَعْثِ محمّد صلى الله عليه و آله. فيقوم عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فيُعطى اللّواء من النور الأبيَض بِيَده، وتحته جميع السابقين الأوّلين من المُهاجرين والأنصار، لاُيخالِطهم غيرُهم، حتّى يجلِس على مِنْبَرٍ من نُورِ ربِّ العِزَّة، ويُعَرض الجَميع عليه رجلاً رجلاً فيُعطيه أجرَه ونُورَه، فإذا أتى على آخِرهم، قيل لهم: قد عرَفتُم صِفتَكم ومنازلكم في الجنّة، إنّ ربّكم يقول: إنّ لكم عندي مغفرةً وأجراً عظيماً. - يعني الجنّة -.

فيقوم عليّ والقومُ تحتَ لِوائه معه، يدخُل بهم الجنّة، ثمّ يرجِع إلى مِنْبَرِه، فلا يزال يُعرَض عليه جميع المؤمنين، فيأخُذ نَصيبه منهم إلى الجنّة، ويُنزِل أقواماً على النّار، فذلك قوله تعالى: 'وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنَد رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ' يعني السابقين الأوّلين وأهل الولاية له 'وَالَّذِينَ كَفَرُوا وكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجَحِيمِ'،

[المناقب لابن المغازلي: 369/322، ولم نجده في المناقب للخوارزمي ولا في المقتل له أيضاً، وأورده صاحب "تأويل الآيات" في ج2 ص14/600 وعزاه إلى أخطب خوارزم. وروى هذا الحديث الشيخ الطوسي رحمه الله في أماليه: 810/378.] يعني كفَروا وكذّبوا بالولاية وبحقِّ عليّ عليه السلام.

[مناقب الخوارزمي: 110.]

2085/التاسع عشر: موفّق بن أحمَد أيضاً، بإسناده عن اُمّ سَلَمة، قالت في حديث: لقد سمِعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ، ولن يفتَرِقا حتّى يَرِدا عليّ الحَوض.

[إحقاق الحق 394:20 عن كتاب "آل محمّد عليهم السلام" لحسام الدين الحنفي ص326، وقد أخرجه حسام الدين الحنفي عن موفّق بن أحمد الخوارزمي.]

2086/العشرون: بالإسناد عن نافع، عن عبداللَّه بن عمر، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لعليّ بن أبي طالب عليه السلام: إذا كان يوم القيامة يُؤتى بك يا عليّ بنَجيبٍ من نُورٍ، وعلى رأسِك تاجٌ قد أضاء نُورُه، وكاد يَخْطَف أبصارَ أهل المَوقف، فيأتي النِّداء من عند اللَّه جلّ جَلاله: أين خليفة محمّد رسول اللَّه؟ فتقول: ها أنا ذا. قال: فينادي المُنادي: أدخِل مَن أحبّك الجنَّة، و|أدخل| مَن عاداك النّار، فأنت قسيم الجنّة، وأنت قسيم النّار.

[الفائق في غريب الحديث - صيد - 270:2.]

2087/الحادي والعشرون: كتاب "الفائق": إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال لعليّ رضى الله عنه: أنت الذائذ عن حَوضي يوم القيامة، تَذُود عنه الرّجال، كما يُذاد البَعيرُ الصّاد. أي الذي به الصَّيَد: داءٌ |يأخُذُ في الرأس، لا يُقْدَر من أجله أن| يُلوى العُنق.

[في النسخة: وتفي حصّتي، وما أثبتناه من المصدر.]

2088/الثاني والعشرون: نافع، عن ابن عمر، قال: سَمِعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: عليّ صاحِب لوائي، وأميني على الحوض، ومُعيني على مفاتيح خزائن الجنّة.

2089/الثالث والعشرون: موفّق بن أحمَد، بإسناده عن أبي سعيد الخُدري، وأنس بن مالك، قالا: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يا عليّ، أنتَ تُبَيّن لاُمّتي ما اختلَفوا فيه من بعدي.

يا عليّ، أنتَ تُغسّل جُثّتي، وتؤدّي دَيني، وتُواريني في حُفرَتي، وتَفي بذمّتي،

[مناقب الخوارزمي: 236.] وأنت صاحِب لوائي في الدُّنيا والآخِرة.

[في المصدر: قسيم النّار وإنّك.]

2090/الرابع والعشرون: ابن المَغازلي الشّافعي في كتابه، بإسناده، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لعليّ عليه السلام: إنّك قسيم الجنّة والنّار، وأنت

[مناقب ابن المغازلي: 97/67.] تقرَع بابَ الجنّة، وتَدخُلها بغير حساب.

[إحقاق الحق 210:6 عن ابن المغازلي، ورواه ابن أخي تبوك في مناقب عليّ عليه السلام المطبوع في ذيل المناقب لابن المغازلي: 3/427.]

2091/الخامس والعشرون: ابن المَغازلي الشافعي، في كتاب "المناقب"، قال: لمّا مَرِض الأعَمش مَرضه الذي مات فيه، دخَل عليه ابن شُبْرُمة وابن أبي ليلى وأبو حنيفة، فقالوا: يا أبا محمّد، هذا آخِر يوم من أيّام الدُّنيا، وأوّل يومٍ من أيّام الآخِرة، وكنتَ تروي عن عليّ عليه السلام، وكان السّلطان يعتَرِضك عليها، وفيها تعيير بني اُميّة، ولو كنتَ اقتصَرتَ لكان الرأي!

فقال: ألي تقولون هذا؟! سَنّدوني. فَسنَّدوه، فقال: حدّثني |أبو| المتوكّل النّاجي، عن أبي سعيد الخُدري، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: إذا كان يوم القيامة قال اللَّه تعالى لي ولعليّ: أدخِلا الجنّة مَن أحبّكُما، وأدخِلا النّار مَن أبغضَكُما، فيَجْلِس عليّ على شَفير جهنّم، فيقول: هذا لي، وهذا لك.

[الحُضر: العَدْوُ.]

2092/السادس والعشرون: إبراهيم بن محمّد الحَمُّوئي بإسناده عن أبي سعيد الخُدري، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: إذا سألتُم اللَّه عزّ وجلّ فاسألوه لي الوسيلة، فسألتُ النبيّ صلى الله عليه و آله عن الوسيلة، فقال: هي درَجتي في الجنّة، وهي ألف مَرْقاة ما بين المَرْقاة إلى المَرْقاةِ حُضْر

[الرَّيْطَة: المُلاءة، كلّها نسج واحد، وكلّ ثوب ليّن رقيق.] الفَرس الجَواد شهراً، وهي ما بين مَرْقاة جوهرٍ إلى مَرْقاة زَبَرْجَد، ومَرْقاة ياقوتٍ إلى مَرْقاة ذَهَب إلى مَرْقاة فِضّة، فيُؤتى بها يوم القيامة حتّى تُنْصَب مع درجة النبيّين، فهي في دَرَج النبيّين كالقَمَر بين الكواكِب، فلايَبقى يومئذٍ نبيّ ولا صِدّيق ولا شهيد إلّا قال: طُوبى لمن هذه الدرجة درَجته. فيأتي النِّداء من عند اللَّه عزّ وجلّ، يُسمِع النبيّين وجميع الخلائق: هذه درجة محمّد.

فأُقبِل أنا يومئذٍ مُتَّزِراً برَيْطةٍ

["أحبك" ليس في المصدر.] من نُورٍ |الجنّة و| عليَّ تاج المُلك وإكليل الكرامة، وعليّ بن أبي طالب أمامي وبيَدهِ لوائي، وهو لواء الحمد، مكتوبٌ عليه: لا إله إلّا اللَّه، المُفلِحون الفائِزون باللَّه.

فإذا مَرَرْنا بالنبيّين قالوا: هذان مَلَكان مقرَّبان، لَم نعَرِفْهُما، ولم نَرَهما. وإذا مَرَرنا بالملائكةِ قالوا: هذان نبيّان مُرسَلان. حتّى أعْلُوَ الدّرجةَ، وعليٌّ يَتبَعُني، حتّى إذا صِرتُ في أعلى درجةٍ منها وعليٌّ أسَفل منّي بدرَجةٍ، فلا يبقى يومئذٍ نبيٌّ ولا صِدّيق ولا شهيد إلّا قال: طُوبى لهذَين العَبْدَين، ما أكرَمهما على اللَّه! فيأتي النِّداء مِن قِبَل اللَّه جَلّ جَلالُه، يُسمِع النبيّين والصّدِّيقين والشُّهَداء والمؤمنين: هذا حبيبي محمّد، وهذا ولييّ عليّ، طوبى لِمَن أحبّه، وويلٌ لِمَن أبْغَضَه وكَذَب عليه.

ثمّ قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: فلا يبقى يومئذٍ أحد أحبّك

["أو جحدك حقاً" ليس في المصدر.] يا عليّ إلّا استَرْوحَ إلى هذا الكلام، وابيَضّ وَجهُه، وفَرِح قَلبُه، ولا يَبقى أحدٌ مِمّن عاداك ونَصَب لك حَرباً أوجَحَدك حقّاً،

[فرائد السمطين 76/106:1.] إلّا اسوَدّ وَجهُه، واضطرَبت قدماه.

فَبَيْنا أنا كذلك، إذا مَلَكان قد أقبَلا إليّ، أمّا أحدُهما فرِضوان خازن الجنّة، وأمّا الآخر فمالِك خازن النّار، فيَدنُو رِضوان فيقول: السلام عليك يا أحمَد. فأقول: السلام عليك أيّها المَلَك، مَن أنتَ؟ فَما أحسَن وجهَك، وأطيَب ريِحَك! فيقول: أنا رِضوان خازِن الجنّة، وهذِه مَفاتيح الجنّة، بعَث بها إليك ربّ العِزَّةِ، فخُذْها يا أحمَد. فأقول: قد قَبِلتُ ذلك مِن رَبيّ، فله الحَمدُ على ما فضّلني به، ادفعها إلى أخي عليّ بن أبي طالب.

ثمّ يرجِع رضوان فيدنو مالك فيقول: السلام عليك يا أحمد. فأقول: السلام عليك أيها المَلَك، |من أنتَ؟| فما أقبح وجهك، وأنكر رؤيتك! فيقول: أنا مالك خازن النّار، وهذه مقاليد النّار بعث بها إليك ربّ العزّة، فخُذها يا أحمد. فأقول: قد قبلت ذلك من ربّي، فله الحمد على ما فضّلني به، ادفعها إلى أخي عليّ بن أبي طالب.

ثمّ يرجِع مالك، فيُقبِل عليٌّ ومعه مفاتيح الجَنّة، ومَقاليد النّار، حتّى يَقِف على عجزة جهنّم، وقد تَطاير شَرَرُها، وعلا زَفيرُها، واشتدّ حرُّهّا، وعليٌّ آخِذٌ بزِمامها، فتقول له جهنّم: جُزني يا عليّ، فقد أطفأ نُورُك لهَبَي، فيقول لها عليّ عليه السلام: قرّي يا جهنّم، خُذي هذا، واتْرُكي هذا، خُذي هذا عَدُوّي، واترُكي هذا وليّي.

فَلَجهَنّم يومئذٍ أشَدُّ مطاوعةً لعليّ من غُلام أحدِكم لصاحبه، فإن شاء يُذهِبها يَمْنَةً، وإن شاء يُذهِبها يَسْرةً، ولَجَهنّم يومئذٍ أشَدُّ مطاوعةً لعليّ فيما يأمُرها به من جَميع الخَلائق.

[سورق 24:50.]

2093/السابع والعشرون: صاحب الأربعين حديثاً عن الأربعين صحابياً، وهو الحديث الرابع عشر، بإسناده عن شَريك، قال: كنتُ عند سليمان الأعَمش في مَرْضَتِه التي قُبِض فيها، إذ دَخل عليه ابن أبي ليلى، وابن شُبْرُمَة، وأبو حنيفة، فأقبل أبو حنيفة على سليمان الأعمش، فقال: يا سُلَيمان، اتَّقِ اللَّه وحدَه لا شريكَ له، واعلَمْ أ نّك في أوّل يومٍ من أيّامِ الآخِرَةِ، وآخِر يومٍ من أيّام الدُّنيا، وقد كنتَ تَروي في عليّ بن أبي طالب أحاديث، لو أمسَكْتَ عنها لكان أفضَل.

فقال سليمان الأعَمش: لمِثلي يُقال هذا؟ أقعِدوني وأسنِدوني، ثمّ أقبَل على أبي حنيفة، فقال: يا أبا حنيفة، حدّثني أبو المتوكّل الناجي، عن أبي سعيد الخُدْري، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: إذا كانَ يومُ القيامِة، يقول اللَّه عزّ وجّل لي ولعليّ بن أبي طالب: أدخِلا الجنّة مَن أحبّكما، والنّارَ مَن أبغَضَكُما، وهو قول اللَّه عزّ وجلّ: 'أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ كُلَّ كُفَّارٍ عَنِيدٍ'

[من بشارة المصطفى: 49.] قال أبو حنيفة: قوموا بنا، لايأتي بشي ءٍ هو أعظَم من هذا.

قال الفضل: سألت الحسين بن عليّ عليهماالسلام: فقلتُ: مَن الكفّار؟ فقال: الكافِر بجَدّي رسولِ اللَّه صلى الله عليه و آله. |قلت:|

[أربعين الخزاعي: 14/14.] ومَن العَنيد؟ قال: الجاحِد حقّ عليّ بن أبي طالب.

[سورة ق 24:50.]

2094/الثامن والعشرون: أبو الحسن محمّد بن شاذان الفَقيه في "المناقب المائة" لعليّ وبنيه الأئمّة عليهم السلام من طريق العامّة، قال: الثالث والعشرون: عن الباقر، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أمير المؤمنين عليهم السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وسُئِل عن قوله تعالى: 'أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ':

[مائة منقبة: 23/47.] يا عليّ، إذا جُمع النّاس يوم القيامة في صعيدٍ واحدٍ، كنتُ أنا وأنتَ يومئذٍ عن يمين العَرش، فيقول اللَّه تعالى: يا محمّد، ويا عليّ، قُوما وألقِيا مَن أبغَضكما وخالفَكما وكذّبكما في النّار.

[تقدّم في الباب الحادي والخمسين من المقصد الثاني.]

وقد تقدّم في هذه الآية بمعنى ذلك، وأنّ عليّاً عليه السلام قسيم الجنّة والنّارِ، من طريق العامّة، رواياتٌ كثيرة.

[البقرة 285:2.]

في إمامة الإمام الثاني عَشَر


في نَسبه

هو الإمام محمّد بن الإمام الحسَن العسكري بن الإمام عليّ الهادي بن الإمام محمّد الجَواد بن الإمام عليّ الرّضا بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصّادق بن الإمام محمّد الباقر بن الإمام عليّ زين العابدين بن الإمام الحُسَين الشّهيد بن الإمام عليّ بن أبي طالب عليهم السلام.

وأ مّا الأحاديث:

2095/الأوّل: صدر الأئمّة وأخطَب الخُطَباء، خطيب خوارزم أبو المؤيد موفّق بن أحمَد المَكّي، بإسناده عن أبي سلمى راعي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، قال: سمِعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: ليلة أُسري بي إلى السّماء، قال لي الجَليل جَلّ جَلالُه: 'آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَبِّه'، فقلت: 'وَالمُؤمِنُونَ'،

[الشَّنّ: القِربة البالية.] قال: صدقت يا محمّد.

قال: مَن خلّفت في اُمّتك؟ قلتُ: خَيّرها. قال: عليّ بن أبي طالب؟ قلت: نعم، يا ربّ.

قال: يا محمّد، إنّي اطّلعتُ إلى الأرض اطّلاعةً فأخَتَرتُك منها، فشقَقْتُ لكَ اسماً مِن أسمائي، فلا اُذْكَر في موضِعٍ إلّا ذُكِرتَ معي، فأنا المَحمود وأنت محمّد، ثمّ اطّلعتُ الثانية فأختَرتُ منها عليّاً، وشقَقتُ له اسماً مِن أسمائي، فأنا الأعلى وهو عليّ.

يا محمّد، إنّي خَلقتُك وخلَقتُ عليّاً وفاطمة والحَسن والحسين والأئمّة من وُلدِه من نُوري، وعرَضتُ ولايتَكم على أهلِ السّماوات والأرض، فمَن قَبِلها كان عندي من المؤمنين، ومن جحَدهما كان عندي مِن الكافِرين.

يا محمّد، لو أنّ عبداً من عبيدي عَبَدني حتّى يتقطّع، أو يصير كالشَّنّ

[مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي 95:1.] البالي، ثمّ جاءني جاحِداً لولايتكم، ما غفَرتُ له حتّى يُقرّ بولايتكم.

يا محمّد، تُحِبّ أن تَراهُم؟ قلت: نعم، يا ربّ. فقال: التَفِت عن يمينِ العَرْش فالتَفتُّ، فإذا بعليّ وفاطمة والحسَن، والحُسين، وعليّ بن الحسين، ومحمّد بن عليّ، وجعفر بن محمّد، وموسى بن جعفر، وعليّ بن موسى، ومحمّد بن عليّ، وعليّ بن محمّد، والحَسن بن عليّ، والمَهدي عليهم السلام فى ضَحْضاحٍ من نُورٍ قيامٌ يُصَلّون، وهو في وسَطِهم - يعني المهديّ - كأ نّه كوكبٌ دُرّيّ، وقال: يا محمّد هؤلاء الحُجَج، وهو الثائر من عِتْرَتِك، وعزّتي وجَلالي، إنّه الحُجّة الواجِبة لأوليائي، والمُنتَقِم مِن أعدائي.

[في المصدر: الساقي.]

2096/الثاني: موفّق بن أحمَد، بإسناده عن الحارث وسعيد بن بشير، عن عليّ ابن أبي طالب عليه السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: أنا وارِدُكم على الحَوض، وأنت يا عليّ السابق،

[في المصدر: الفارط.] والحَسن الذائِد، والحسين الآمِر، وعليّ بن الحسين الفارض،

[مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي 94:1.] ومحمّد بن عليّ النّاشر، وجعفر بن محمّد السائق، وموسى بن جعفر مُحصِي المُحِبّين والمُبغضِين وقامِع المُنافقين، وعليّ بن موسى مُزيّن المؤمنين، ومحمّد بن عليّ مُنزِل أهل الجنّة في درَجاتهم، وعليّ بن محمّد خَطيب شيعته ومُزوّجهم الحُور العِين، والحسَن بن عليّ سِراج أهل الجنّة يستَضِيئون به، والمهديّ شَفيعهم يوم القيامة حيث لايأذن اللَّه إلّا لَمن يشاء ويَرضى.

["ومن لم يؤمن... فقد كفر" ليس في المصدر.]

2097/الثالث: إبراهيم بن محمّد الحَمُّوئي، من أعيان علماء العامة، في كتاب "فرائد السمطين في فضل المرتضى والبتول والسبطين"، بإسناده عن جابر بن عبداللَّه، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: مَن أنكَر خروج المهديّ فقد كفَر بما اُنزِل على محمّد، ومَن أنكَر نُزول عيسى فقد كفَر، ومَن أنكَر خروج الدّجّال فقد كَفر، ومَن لم يؤمن بالقَدَرِ خيرَه وشرّه من اللَّه فقد كَفر،

[فرائد السمطين 585/334:2.] فإن جَبْرَئيل عليه السلام أخبرَني بأنّ اللَّه عزّ وجلّ يقول: مَن لم يؤمن بالقَدَر خيَره وشرّه فليتّخِذ رَبّاً غَيري.

[مائة منقبة: 92/105، طبعة دار البلاغة.]

2098/الرابع: أبو الحَسن محمّد بن أحمَد بن شاذان الفقيه، من طريق العامّة؛ بحذف الإسناد، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: حدّثني جَبْرَئيل، عن ربّ العِزّةِ جلّ جَلاله، أ نّه قال: مَن عَلِم أن لاإله إلّا أنا وحدي، وأنّ محمّداً عبدي ورَسولي، وأنّ عليّ بن أبي طالب خليفَتي، وأنّ الأئمّة من وُلدِه حُجَجي، أدَخلتُه الجنّة برحمَتي، ونجيّتُه من النّار بَعفْوي، وأبَحْتُ له جِواري، وأوجَبتُ له كرامتي، وأتمَمْتُ عليه نِعمَتي، وجَعلتُه مِن خاصّتي وخالِصتي، إن ناداني لبيّته، وإن دَعاني أجَبتُه، وإن سألني أعطَيتُه، وإن سكَت ابتَدأتُه، وإن أساء رَحمِتُه، وإن فرّ منّي دَعَوتُه، وإن رجَع إليّ قَبِلتُه، وإن قَرَع بابي فَتَحْتُه.

ومَن لم يَشْهدَ أن لا إله إلّا أنا وحدي، أو شَهِد بذلك ولم يشهَد أنّ محمّداً عبدي ورسولي، أو شَهِد بذلك ولم يشهَد أنّ عليّ بن أبي طالب خَليفَتي، وشَهِد بذلك ولم يشهَد أنّ الأئمّة من وُلدِه حُجَجي، فقد جَحَد نعمتي وصَغّر عَظَمتي، وكَفَر بآياتي وكُتبي ورُسلي، إن قَصَدني حَجَبتُه، وإن سألني حَرَمتُه، وإن ناداني لم أسْمَع نِداءه، وإن دَعاني لم أستَجِب دُعاءه، وإن رَجاني خيَّبتُ رَجاءه منّي، وما أنا بظّلامٍ للعبيد.

فقام جابر بن عبداللَّه الأنصاري، فقال: يا رسول اللَّه، ومَن الأئمّة من ولد عليّ بن أبي طالب؟

قال: الحسن والحسين، سيدا شباب أهل الجنة، ثمّ سيد العابدين في زمانه عليّ بن الحسين، ثمّ الباقر محمّد بن عليّ، ستُدرِكه يا جابر، فإذا أدرَكته فاقرأه منّي السّلام، ثمّ الصادق جعفر بن محمّد، ثمّ الكاظِم موسى بن جعفر، ثمّ الرّضا عليّ بن موسى، ثمّ التّقي محمّد بن عليّ، ثمّ النقيّ عليّ بن محمّد، ثمّ الزّكيّ الحَسن ابن عليّ، ثمّ ابنه القائم بالحقّ مهديّ اُمّتي الذي يملأ الأرض قِسطاً وعَدْلاً كما مُلئت جَوراً وظُلماً.

هؤلاء - يا جابر - خُلفائي وأوصيائي وأولادي وعترتي، مَن أطاعهم فقد أطاعني، ومَن عَصاهُم فقَد عَصاني، ومَن أنكرهم أو أنكر واحداً منهم فقد أنكَرني، بهم يُمسِك اللَّه السَّماء أن تقَع على الأرض، وبهم يَحْفَظ اللَّه الأرض أن تَميد بأهلها.

[فرائد السمطين 561/310:2.]

2099/الخامس: إبراهيم بن محمّد الحَمُّوئي، بإسناده عن أبي سعيد الخُدْريّ، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: اُبشّركم بالمهديّ، يُبعَث في اُمّتي على اختِلافٍ مِن النّاس وَزلازِل، فيملأ الأرضَ قِسطاً وعَدلاً كما مُلئت ظُلماً وجَوراً، يَرضى عنه السَّماء وساكِن الأرض، يُقسّم المالَ صحاحاً.

فقال له رجل: وما صحاحاً؟ قال: السّويّة بين النّاس.

[فرائد السمطين 562/312:2.]

2100/السادس: الحَمُّوئي بإسناده عن عبداللَّه بن العباس، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: إنّ خُلَفائي وأوصيائي وحُجَج اللَّه على الخَلْقِ بَعدي الاثنا عشَر، أوّلهم أخي، وآخِرهم وَلدي.

قيل: يا رسول اللَّه، ومَن أخوك؟ قال: عليّ بن أبي طالب.

قيل: فمَن وَلدُك؟ قال: المهديّ، الذي يملأها قِسطاً وعَدلاً، كما مُلئت جوراً وظُلماً، والذي بعَثني بالحَقِّ بشيراً ونذيراً لو لم يَبْقَ مِن الدُّنيا، إلّا يومٌ واحِد، لطَوّل اللَّه ذلك اليَوم حتّى يَخرُج فيه ولدي المهديّ، فيَنزِل روح اللَّه عيسى بن مريم فيُصلّي خلفَه، وتُشرِق الأرض بنورِ ربّها، ويَبلُغ سُلطانُه المَشرِق والمَغرب.

[فرائد السمطين 563/313:2.]

2101/السابع: الحَمُّوئي، بإسناده عن عبداللَّه بن عبّاس، قال: سَمِعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: أنا وعليّ والحَسن والحُسَين وتسعة من وُلدِ الحسين مُطَهَّرون معصومون.

[فرائد السمطين 564/313:2.]

قال مؤلف هذا الكتاب: انظُر إلى الحَمُّوئي هذا، وهو من أعيان علماء العامّة، وروايته هذا الحديث وهو عين مذهب الشيعة الاثني عشريّة، فلِمَ لا أتّبِع قولَ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وأترك قولَ غيرِه! إنّ هذا هو الخُسران المُبين.

وقد تقدّم من روايته ورواية غَيرِه، ويأتي أيضاً من النّصّ من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله على إمامة الأئمّة الاثني عشَر، الذين أوّلهم عليّ بن أبي طالب وآخِرهم المَهديّ صلوات اللَّه عليهم أجمَعين.

2102/الثامن: الحَمُّوئي، بإسناده عن عبداللَّه بن عبّاس، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: أنا سيّد النبيّين، وعليّ بن أبي طالب سيّد الوصيّين، وإنّ أوصيائي بعدي اثنا عَشَر، أوّلهم عليّ بن أبي طالب، وآخرهم المَهديّ.

[في النسخة: المستورد بن نحيلان، وفي أُسد الغابة 353:4 المستورد بن جيلان، وما أثبتناه من المصدر والاصابة، ويأتي في الحديث 84 عن أبي نُعيم في "الاربعين" أنه المستورد بن غيلان.]

2103/التاسع: الحَمُّوئي بإسناده عن سليمان بن أبي حبيب، قال: سمِعتُ أبا أُمامة الباهلي يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: بينكم وبين الرّوم سبع سِنين. فقال له رجل من عبد القَيس يقال له المُستَورد بن حبلان:

[قَطَوان: موضعٌ بالكوفة، تُنْسبَ إليه الثياب والأكسية، والقَطَوانيّة: عباءةٌ بيضاء قصيرة الخَمْل.] يا رسول اللَّه، مَن إمام النّاس يومئذٍ؟

قال: المَهديّ من ولدي ابن أربعين سنة، كأنّ وجهَه كوكبٌ دُرّي، في خَدّه الأيمن خالٌ أسوَد، عليه عباءتان قَطَوانيّتان،

[فرائد السمطين 565/314:2، الإصابة 407:3، لسان الميزان 383:4، وفيه: المستورد بن حلان.] كأ نّه من رجال بني إسرائيل، يستَخرج الكُنوزَ، ويفتَح مدائن الشِّرك.

[في المصدر: يتنعّموا.]

2104/العاشر: الحَمُّوئي، بإسناده عن أبي سعيد الخُدريّ رضى الله عنه، عن النبيّ صلى الله عليه و آله، أ نّه قال: يكون في اُمّتي المَهديّ، إن قَصرُ عُمره فسَبع سِنين، وإلّا فثَمان، وإلّا فتِسع سنين، تتنعّم اُمّتي في زَمانِه نعيماً لم يَتَنَعّم

[في المصدر: مدراراً ولاتدّخر.] مِثله قَطّ البَرُّ والفاجِر، تُرسل السّماء مِدراراً، ولم تَذْخَر

[فرائد السمطين 566/315:2.] الأرض شيئاً من نَباتها.

[فرائد السمطين 567/316:2.]

2105/الحادي عشَر: الحَمُّوئي، بإسناده عن أبي سعيد الخُدريّ رضى الله عنه: أ نّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: يخرُج المهديّ في اُمّتي، يبعثه اللَّه عِياناً للنّاس، تَنْعُم |به| الاُمّة، وتَعيش الماشية، وتُخرِج الأرضُ نباتَها، ويُعطي المالَ صحاحاً.

[في المصدر: رأسه غَمامة فيها مُنادٍ.]

2106/الثاني عشر: الحَمُّوئي، بإسناده عن عبداللَّه بن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يَخرج المهديّ وعلى رأسِه مَلَك

["خليفة اللَّه" ليس في المصدر.] ينادي: هذا المهديّ خليفة اللَّه

[فرائد السمطين 568/316:2.] فاتَّبِعوه.

[فرائد السمطين 569/316:2.]

2107/الثالث عشر: الحَمُّوئي بإسناده عن عبداللَّه بن عمر، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يخُرج المَهديّ وعلى رأسِه مَلَك يُنادي: إنّ هذا المَهديّ فاتّبِعوه.

[فرائد السمطين 572/321:2.]

2108/الرابع عشر: الحَمُّوئي، بإسناده عن الحارث وسعيد بن بشير، عن عليّ ابن أبي طالب عليه السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: أنا وارِدُكم على الحَوض، وأنتَ يا عليّ الساقي، والحسَن الذّائِد، والحسين الآمِر،

[تقدم في الحديث 2 من هذا الباب.] وساق الحديث، وقد تقدّم بتَمامِه في الباب من طريق موفّق بن أحمَد.

["الأرض" ليس في المصدر.]

2109/الخامس عشر: الحَمُّوئي، بإسناده عن أبي سَعيد الخُدْريّ، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: تملأ الأرض جَوراً وظُلماً فيخرُج رجُل من عِتْرَتي، يَملِك الأرض

[فرائد السمطين 573/322:2.] سبعاً - أو تسعاً - فيملأ الأرضَ قِسطاً وعَدْلاً.

[فرائد السمطين 574/324:2.]

2110/السادس عشر: الحَمُّوئي، بإسناده عن أبي سعيد الخُدري، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لاتقوم الساعة حتّى يَملِك الأرضَ |رجُلٌ| من أهل بَيتي، أجلى، أقنى، يملأ الأرض عدلاً كما مُلِئت قَبْلَه ظُلماً، يكون سبع سِنين.

قال الشيخ عبدالرحمن الجوزي: الأجلى: الذي قد انْحَسَر الشَّعرُ عن جَبْهَتِه إلى نِصْفِ رأسِه، والقَنا احْدِيدابٌ في الأنف.

[فرائد السمطين 575/325:2.]

2111/الرابع عشر: الحَمُّوئي، بإسناده عن حُذَيفَة رضى الله عنه، قال: خَطَبنا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فَذَكّرنا ما هو كائن، فقال: لو لم يَبْقَ مِن الدُّنيا إلّا يومٌ واحِد، لطَوّل اللَّه ذلك اليوم حتّى يَبْعَث رجلاً من ولدي، اسمه اسمي.

فقام سلمان رضى الله عنه فقال: يا رسول اللَّه، من أيّ ولدك هو؟ قال: من وَلَدي هذا، وضَرب بيِده على الحُسين عليه السلام.

[فرائد السمطين 576/326:2.]

2112/الثامن عشر: الحَمُّوئي، بإسناده عن عبداللَّه، عن النبيّ صلى الله عليه و آله، قال: لاتقوم السّاعة حتّى يلي رجُلٌ من أهل بيتي، يُواطئُ اسمُه اسمي.

[فرائد السمطين 577/327:2.]

2113/التاسع عشر: الحَمُّوئي، بإسناده عن عبداللَّه، عن النبيّ صلى الله عليه و آله، قال: لاتذهب الدُّنيا ولاتنقضي حتّى يَملِك العَرب رجلٌ من أهلِ بَيتي، يُواطى ء اسمُه اسمي.

[فرائد السمطين 577/327:2.]

2114/العشرون: الحَمُّوئي، بإسناده عن عبداللَّه، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لاتنقضي الدُّنيا ولاتذهَب حتّى يَلي اُمّتي رجلٌ من أهل بَيتي، يُواطئُ اسمُه اسمي.

[فرائد السمطين 579/329:2، إعلام الورى: 386.]

2115/الحادي والعشرون: الحَمُّوئي، قال: من كتاب "إعلام الورى" للشيخ إلامام أبي عليّ الفَضْل بن الحسن بن الفَضْل الطَّبَرْسيّ "قدس اللَّه روحه"، بإسناده عن سليمان بن إسحاق بن سليمان بن عليّ بن عبداللَّه بن العبّاس، قال: حدّثني أبي، قال: كنتُ يوماً عند الرّشيد، فذُكِر المهديّ وما ذُكِر من عَدْلِه، واُطْنِب في ذلك.

فقال الرّشيد: إنّي أحسَبُكم تَحْسَبونه أ نّه أبي المهديّ؟ حدّثني أبي، عن أبيه، عن جَدّه، عن ابن عبّاس، عن أبيه العبّاس بن عبدالمُطّلب، أ نّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال: يا عَمّ، يَملِك مِن وُلدي اثنا عشَر خليفة، ثمّ تكون اُمورٌ كثيرةٌ شديدةٌ عظيمةٌ، ثمّ يخرُج المهديّ من ولدي، يُصلِح اللَّه أمَره في ليلةٍ، فيملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جَوراً، ويَمْكُث في الأرض ماشاء اللَّه، ثمّ يَخْرُج الدَّجّال.

قال الحَمُّوئي عَقيب ذلك: قال الطَّبَرْسي: هذا بعض ما جاء من الأخبار من طريق المُخالفين ورواياتهم، في النَّصِّ على عدد الأئمّة الاثنَي عشر عليهم السلام وإذا كانت الفرقة المُخالفة قد نقَلت ذلك، كما نقَلته الشّيعةُ إلامامّية، ولم تُنكِر ما تضَمّنه الخبَر، فهو أدّل دليلٍ على أ نّ اللَّه تعالى هو الذي سخّرهم لرِوايته، إقامةً لحُجّتِه، وإعلاءً لكَلِمته، وما هذا الأمرُ إلّا كالخارِق للعادة والخارج عن الأمور المُعتادة، ولايَقدِر عليه إلّا اللَّه سُبحانَه، الذي يُذلّل الصَّعبْ، ويُقَلّب القَلْب، ويُسَهّل العَسير، وهو على كلّ شي ءٍ قدير.

[الشَّمَم: ارتفاع قَصَبة الأنف مع استواء أعلاه.]

2116/الثاني والعشرون: الحَمُّوئي، بإسناده عن أبي سعيد |الخُدري رضى الله عنه| عن النبيّ صلى الله عليه و آله، أ نّه قال: المَهديُّ منّا أهل البيت، رجلٌ مِن اُمّتي، أشَمّ

[فرائد السمطين 580/330:2.] الأنف، يملأ الأرض عَدْلاً كما مُلئت جَوراً.

[فرائد السمطين 581/330:2.]

2117/الثالث والعشرون: الحَمُّوئي، بإسناده عن أبي سعيد الخُدري، أ نّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: المهديّ منّا، أجلى الجَبين، أقنى الأنف.

[في النسخة والمصدر: عن، تصحيف، راجع تهذيب الكمال 324:17.]

2118/الرابع والعشرون: الحَمُّوئي بإسناده عن أبي سَلمة بن

[في النسخة: املأ، تصحيف صحيحه ما أثبتناه، وفي المصدر: أعلى.] عبدالرحمن ابن عَوْف، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: ليبعثَنّ اللَّه تعالى من عِترتي رجلاً أفرَق الثَّنايا، أجلى

[فرائد السمطين 582/331:2.] الجَبْهَة، يملأ الأرض عدلاً، يَفيض المالُ عليه فيضاً.

[فرائد السمطين 583/331:2.]

2119/الخامس والعشرون: الحَمُّوئي، بإسناده عن إبراهيم بن محمّد بن الحَنَفيّة رضى الله عنه، عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليه السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: المَهديّ منّا أهل البَيت، يُصلِحه اللَّه في ليلة.

[فرائد السمطين 570/318:2، والظاهر: يفتحهما، بدل: يفتحها.]

2120/السادس والعشرون: الحَمُّوئي، بإسناده عن أبي هُرَيْرَة، عن النبيّ صلى الله عليه و آله، قال: لاتقوم السّاعة حتّى يَملك رجلٌ من أهل بَيتي، يفتَح القُسطَنْطِينَة وجَبل الدَّيْلَم، ولو لم يَبْقَ إلّا يومٌ لطَوّل اللَّه ذلك اليوم حتّى يَفْتَحَها.

[البقرة 285:2.]

2121/السابع والعشرون: الحَمُّوئي، بإسناده عن أبي سلمى، راعي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، قال: سمِعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: ليلة اُسري بي إلى السّماء، قال لي الجَليل جلّ جَلاله: 'آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَبِّهِ' قلت: 'وَالمُؤْمِنَونَ'،

[في المصدر: الحجّة.] قال: صدَقَت يا محمّد.

قال: مَن خلّفتَ في أُمّتِك؟ قلت: خَيِّرها. قال: عليّ بن أبي طالب؟ قلت: نعَم يا ربّ.

قال: يا محمّد، إنّي اطّلعتُ إلى الأرض اطّلاعةً، فاختَرتُك منها، وشَقَقتُ لك اسماً من أسمائي، فلا اُذْكَر في مَوضِع إلّا ذُكِرتَ معي، فأنا المَحمود وأنتَ محمّد، ثمّ اطّلعتُ الثانيةَ فاختَرتُ منها عليّاً، وشقَقتُ له اسماً من أسمائي فأنا الأعلى وهو عليّ.

يا محمّد، إنّي خَلَقتُك وخلَقتُ عليّاً وفاطمةَ والحَسن والحُسَين والأئمّة من وُلدِه، مِن شبح نوري، وعرَضتُ ولايتَكُم على أهل السّماوات وأهلِ الأرض، فمَن قَبِلها كان عندي مِن المؤمنين، ومَن جحَدها كان عندي من الكافِرين.

يا محمَّد، لو أ نّ عبداً من عَبيدي عَبدني حتّى ينقَطِع، أو يَصير كالشّنّ البالي، ثمّ أتاني جاحِداً لولايتِكُم، ما غفَرتُ له حتّى يُقِرّ بولايتِكُم.

يا محمّد، تُحِبّ أن تَراهُم؟ قلت: نعَم يا ربّ.

فقال لي: التَفِتْ عن يَمينِ العَرش. فالتَفتُّ، فإذا بعليّ، وفاطمة، والحَسن، والحُسين، وعليّ بن الحُسَين، ومحمّد بن عليّ، وجعفر بن محمّد، وموسى بن جعفر، وعليّ بن موسى، ومحمّد بن عليّ، وعليّ بن محمّد، والحَسن بن عليّ، والمهديّ، في ضَحْضاحِ من نُورٍ قياماً يُصَلّون، وهو في وسَطِهم - يعني المهديّ - كأ نّه كوكبٌ دُرّيّ.

وقال: يا محمّد، هؤلاء الحُجَج، وهو الثائر من عِتْرَتِك، وعزّتي وجَلالي، إنّه المَحَجّة

[فرائد السمطين 571/319:2.] الواجبة لأوليائي، والمُنتَقِم من أعدائي.

[فرائد السمطين 584/333:2.]

2122/الثامن والعشرون: الحَمُّوئي، بإسناده عن عبداللَّه |بن| الحارث بن جَزْء الزُّبَيدي، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يخرُج ناسٌ من المِشرق فيوطِّئون للمهديّ - يعني سُلطانَه -.

[فرائد السمطين 586/334:2.]

2123/التاسع والعشرون: الحَمُّوئي، بإسناده عن جابر بن عبداللَّه الأنصاريّ، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: المهديّ مِن وُلدي، اسمُه اسمي، وكُنْيتُه كُنْيَتي، أشبَه النّاس بي خَلْقاً وخُلُقاً، تكون له غَيْبَةٌ وحَيرةٌ تَضِلُّ فيها الاُمَم، يُقبِل كالشّهاب الثّاقِب، يملأها عدلاً وقِسطاً كما مُلئت جَوْراً وظُلماً.

[فرائد السمطين 587/335:2.]

2124/الثلاثون: الحَمُّوئي، بإسناده عن صالح بن عُقْبَة، عن أبيه، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن أبيه سيّد العابِدين عليّ بن الحسين، عن أبيه سيّد الشهداء الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه سيّد الأوصياء أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب عليهم السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: المَهديّ مِن وُلدي، تكون له غَيْبَة وحَيْرَة تَضِلّ فيها الأُمم، يأتي بذخيرة الأنبياء "عليهم الصلاة والسلام" فيملأها قِسطاً وعَدلاً كما مُلئت جَورْاً وظُلماً.

[فرائد السمطين 588/335:2.]

2125/الحادي والثلاثون: الحَمُّوئي، قال: وبهذا الإسناد، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: أفضَل العِبادة انتِظار الفَرج.

[فرائد السمطين 589/335:2.]

2126/الثاني والثلاثون: الحَمُّوئي، بإسناده عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: إنّ عليّ بن أبي طالب إمام أُمّتي، وخليفتي عليها |من| بعدي، ومِن وُلدِه القائم المُنتظَر الذي يملأ |اللَّه| به الأرضَ قِسطاً وعَدلاً كما مُلِئت جَوراً وظُلماً، والذي بعثني بالحقّ بشيراً ونذيراً، إنّ الثابتين على القول بإمامته في زمانِ غيبَتِه لأعَزّ من الكبريت الأحَمر.

فقام إليه جابر بن عبداللَّه الأنصاري، فقال: يا رسول اللَّه، وللقائم من ولدك غيبة؟ قال: إي وربّي، ليُمَحِّص اللَّه الذين آمنوا ويَمْحقُ الكافرين.

يا جابر، إنّ هذا الأمر من أمر اللَّه، وسرٌّ من سرِّ اللَّه، علمهُ مطويٌّ عن عباده، فإيّاك والشّك |فيه|، فإنّ الشّك في أمر اللَّه عزّ وجلّ كفرٌ.

[الحجرات 13:49.]

2127/الثالث والثلاثون: الحَمُّوئي، بإسناده عن الحسين بن خالد، قال: قال عليّ بن موسى الرّضا عليه السلام: لا دينَ لِمَن لا وَرَع له، ولا إيمانَ لِمَن لا تقيّة له، و 'إنّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أتْقَكُمْ'

[فرائد السمطين 590/336:2، والآية من سورة الشعراء 4:26.] أي أعمَلكم بالتقيّة.

فقيل: إلى متى يابن رسول اللَّه؟ قال: إلى يوم الوقتِ المَعلوم، وهو يوم خُروج قائِمنا، فمَن تَرَك التقيّة قبل خُروجِ قائمِنا، فليس منّا.

فقيل له: يابن رسول اللَّه، ومَن القائم مِنكُم أهل البَيت؟

قال: الرابِع من وُلدي، ابن سيّدة الإماء، يُطهّر اللَّه به الأرض من كلّ جَورٍ، ويُقدّسها من كلّ ظُلم، وهو الذي يَشُكّ النّاس في وِلادته، وهو صاحب الغَيْبَة قبل خُروجِه، فإذا خَرج أشرَقت الأرضُ بنورِه، ووُضِع ميزان العَدْل بين النّاس، فلا يَظلِم أحدٌ أحداً، وهو الذي تُطوى له الأرضُ، ولايكون له ظِلّ، وهو الذي يُنادي مُنادٍ من السَّماء يَسَمُعه جميع أهل الأرض الدّعاء إليه، يقول: ألا إنّ حجّة اللَّه قد ظَهَر عند بيت اللَّه فاتَّبِعوه، فإنّ الحقّ فيه ومعه، وهو قول اللَّه عزّ وجلّ: 'إِن نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقَهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ'.

[في المصدر:يخرج فيملأها.]

2128/الرابع والثلاثون: الحَمُّوئي، بإسناده عن |عبدالسلام بن صالح الهروي| قال: سَمِعتُ دعْبل بن عليّ الخُزاعيّ يقول: أنشَدتُ مَولاي الرِّضا عليه السلام قصيدتي التي أ وّلها:

فلمّا انتَهيتُ إلى قولي:




  • خروجُ إمام لامحالةَ خارِج
    يُمَيّز فينا كلَّ حقٍّ وباطلٍ
    ويَجزي على النَّعماء والنَّقِماتِ



  • يقوم على اسمِ اللَّه والبَركاتِ
    ويَجزي على النَّعماء والنَّقِماتِ
    ويَجزي على النَّعماء والنَّقِماتِ



بكى الرّضا عليه السلام بكاءً شديداً، ثمّ رفَع رأسَه إليّ ثمّ قال: يا خُزاعيّ، نَطَق روح القُدس على لِسانك بهذين البَيْتَين، فهل تَدري مَن هذا الإمام، ومَتى يَقوم؟

فقلت: لا، يا مولاي، إلّا أ نّي سَمِعتُ بخُروج إمامٍ منكم يُطَهّر الأرض مِن الفَساد ويملأها عدلاً.

فقال: يا دعِبل، الإمام بَعدي محمّد ابني، وبعد محمّد ابنُه عليّ، وبعد عليّ ابنُه الحَسن، وبعد الحسَن ابنُه الحُجّة القائم المُنتظَر في غَيْبَتِه، المُطاع في ظُهورِه، لو لم يَبق من الدُّنيا إلّا يومٌ واحِد لطَوّل اللَّه ذلك اليوم حتّى يَخرج فيملأ الأرض

[فرائد السمطين 591/337:2.] عدلاً كما مُلئت جوراً.

وأ مّا متى؟ فإخبارٌ عن الوَقت، وقد حدّثني أبي، عن جَدّي، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ "صلوات اللَّه عليهم": أ نّ النبيّ صلى الله عليه و آله قيل له: مَتى يَخرُج القائِم من ذُرّيّتِك؟ فقال: مَثَله كمَثَل السّاعةِ، لايُجَلّيها لِوَقتِها إلّا هُو عزّ وجلّ ثَقُلت في السّماوات والأرض، لاتأتِيكُم إلّا بَغتةً.

[فرائد السمطين 592/338:2.]

2129/الخامس والثلاثون: الحَمُّوئي، بإسناده عن عبداللَّه بن عبّاس، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لَن تَهْلِك اُمَّةٌ أنا في أوّلها، وعيسى بن مريم في آخِرها، والمَهدي في وَسَطِها.

[فرائد السمطين 593/339:2.]

2130/السادس والثلاثون: الحَمُّوئي، بإسناده عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: كيف تَهلِكُ اُمَّةٌ أنا في أوّلها، وعيسى في آخِرها، والمَهديُّ مِن أهل بيتي في وسطها!

[العمدة: 900/430 عن الثعلبي.]

2131/السابع والثلاثون: الثَّعْلَبيّ أبو إسحاق أحمَد بن محمّد بن إبراهيم، في كتاب "الكَشْف والبَيان في تفسير القرآن"، بإسناده عن أنسَ بن مالك، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: نحنُ وُلد عبدالمُطَّلِب سادَةُ أهلِ الجَنّة: أنا، وحمزة، وجعفر، وعلي، والحسَن، والحُسَين، والمَهديّ.

[الزخرف 61:43.]

2132/الثامن والثلاثون: الثَّعْلَبيّ أيضاً، في تفسير قوله تعالى: 'وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ'،

[المُمَصَّرة من الثِّياب: التي فيها صُفرةٌ خفيفة.] قال: ذاك عيسى بن مريم عليه السلام، وروى ذلك عن جماعة.

قال: وقرأ ابن عبّاس، وأبو هُرَيْرَة، وقَتادة، ومالك بن دِينار، والضّحَّاك 'وَإِنَّهُ لَعلمٌ للسَّاعَةِ' بفَتح العين واللّام، أي أمارَة وعَلامة.

وفي الحديث: أ نّ عيسى عليه السلام يَنزِل في ثَوْبَين مَهْرُودَين، أي مَصبوغَين بالهُرْدِ، وهو الزَّعْفَران.

وفي الحديث: يَنزِل عيسى عليه السلام على ثَنِيّة مِن الأرض المُقدّسة يُقال لها اثبني، وعليه مُمَصَّرتان،

[العمدة: 901/430 عن الثعلبي.] وشعر رأسِه دَهينٌ، وبيَدِه حَرْبَة، وهي التي يَقتُل بها الدّجَّال، فيأتي بيت المقَدِس والنّاسُ في صلاة العَصْرِ، والإمام يؤمّ بهم، فيتأخّر الإمام فيُقَدّمه عيسى عليه السلام ويصلّي خلفَه على شريعة محمّد صلى الله عليه و آله ثمّ يقتُل الخَنازير، ويكسِر الصَّليب، ويُخرّب البِيَع والكَنائس، ويقتْل النَّصارى إلّا مَن آمَن

[حلية الأبرار 620:2 عن كتاب الأوسي.] به.

2133/وروى عمر بن إبراهيم الأوْسي، في كتابه، عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، قال: ينزِل عيسى بن مريم عليه السلام عند انفِجار الصُّبْح ما بَين مَهْرُودَين، وهما ثَوبان أصفَران مِن الزَّعْفَران، أبيَض، أصْهَب الرّأس، أفرَق الشَّعر، كأنّ رأسَه يقطُر دُهناً، بيَدِه حربَة، يكِسر الصَّليب، ويقتُل الخِنْزير، ويُهلِك الدّجَّال، ويقبِض أموال القائِم، ويَمشي خَلْفَه أهلُ الكَهْف وهو الوزير الأيمن للقائم، وحاجِبه، ونائبه، ويَبْسُط في المَغرِب والمَشرِق الأمن |من| كرامة الحُجّة بن الحسَن صلوات اللَّه عليه.

[الكهف 10:18.]

2134/التاسع والثلاثون: الثَّعْلَبي، في تفسير قوله: 'إِذْ أَوَى الفِتْيَةُ إِلَى الكَهْفِ'،

[العمدة: 903/431 عن الثعلبي.] وذكر حديث البِساط وسيرهم إلى الكَهْف، ويَقْظَتِهم.

ثمّ قال: بالإسناد المقدّم، قال: وأخَذوا مَضاجِعَهم، فَصاروا |إلى رقدتهم| إلى آخِر الزَّمان عند خروج المَهديّ عليه السلام، يقال: إنّ المَهدي عليه السلام يُسلّم عليهم فيُحْييهم اللَّه عزّ وجلّ، ثمّ يرَجِعون إلى رَقْدَتِهم، فلا يَقُومون إلى يوم القيامة.

[العمدة: 903/431 عن الجمع بين الصحيحين، صحيح البخاري 245/325:4، صحيح مسلم 244/136:1.]

2135/الأربعون: أبو عبداللَّه محمّد بن أبي نَصْر الحُمَيْدي، في كتاب "الجمع بين الصَّحِيحَيْن" في الحديث التّاسِع من المتَّفق عليه، من البُخاري ومُسلِم في "الصَّحِيحَين"، من مُسنَد أبي هُرَيْرَة، قالا: وأخرَجاه مِن حديث ابن شهاب، عن نافع مولى |أبي| قَتادة الأنصاري، |أنّ أبا هريرة| قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: كيف أنتُم إذا نزَل ابنُ مَرْيَم فيكم، وإمامكم مِنكم!

[في العمدة: هشام.]

2136/الحادي والأربعون: الحُمَيْدي أيضاً، من "الجمع بين الصَّحِيحَيْن"، الحديث العاشر من المتَّفق عليه في الصحيحين عن البُخاري ومُسلِم، من مُسنَد ثَوْبان مَولى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وليس في الصَّحِيحَين غير عشَرة |أحاديث| ممّا أخرجه أبو بكر البَرْقاني من حديث أبي الرّبيع الزَّهراني، وقُتَيْبَة من حديث أبي موسى، وبُندار عن شهاب،

[العمدة: 904/431 عن الجمع بين الصحيحين، وفي الحديث زيادة، صحيح مسلم 84/2239:4.] كما أخرَجه مُسلم من حَديثهم |بالاسناد|.

[العمدة: 905/432 عن الجمع بين الصحاح الستة، صحيح البخاري 245/325:4، صحيح مسلم 244/136:1.]

2137/الثاني والأربعون: أبو الحسَن رَزِين بن معاوية العَبْدري، من كتاب "الجمع بين الصحاح الستّة" في الجزء الثاني من أجزاء ثلاثة، في أ وّل ثاني كرّاسة منه، عن البخاري ومُسلِم، عن أبي هُرَيْرَة، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: كيف أنتُم إذا نزَل ابنُ مَرْيَم فِيكُم، وإمامُكم مِنكُم!

[ثَبَج الشي: وسَطُهُ.]

2138/الثالث والأربعون: في الجزء الثالث على حدّ رُبعِه الأخير، في باب جامع ما جاء في العرَب والعجَم، وهو آخِر الباب من صحيح النَّسائي، عن مَسْعَدة، عن جعفر، عن أبيه، عن جَدّه: أ نّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: أبشِروا وبَشِّروا، إنّما اُمّتي كالغَيث، لايُدرى آخِره خَيرٌ أم أوّله، أو كحديقةٍ اُطِعم منها فوَجٌ عاماً، ثمّ اُطِعم منها فوجٌ عاماً، لعلّ آخِرها فوجاً يكون أعرَضها عَرضاً، وأعْمَقها عُمقاً، وأحْسَنها حُسناً.

كيف تَهْلِك اُمّةٌ أنا أوّلها، والمَهديّ أوسَطها، والمَسيح آخِرها! ولكن بين ذلك ثَبَج

[العمدة: 906/432 عن الجمع بين الصحاح الستة.] أعوَج ليسوا مِنّي ولا أنا منهم.

[راجع ج1 هامش ص271 ففيه توضيح لمعنى هذا الحديث.]

2139/الرابع والأربعون: ومن "الجَمع بين الصِّحاح السّتَّة" وهو آخِر المُصنَّف، في باب تغيير |الزمان|، وذكر الأشراط من "صحيح أبي داود السّجستاني" وهو كتاب "السُّنَن" ومن "صحيح الترمذي" أيضاً، قال: عن زِرّ، عن عبداللَّه بن مَسعود، أ نّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه و آله قال: لو لم يَبْقَ من الدُّنيا إلّا يومٌ واحِدٌ لطوّل اللَّه ذلك اليوم حتّى يُبْعَث رجلٌ - قال: وفي رواية أبي هُرَيْرَة: حتّى يلي رجلٌ، وفي رواية: حتّى يَمْلِك العرَب رجل - منّي ومن أهل بَيتي، يُواطى ء اسمُه اسمي، واسمُ أبيه اسمُ أبي،

[العمدة: 907/432 عن الجمع بين الصحاح الستة، سنن أبي داود 4282/106:4، سنن الترمذي 2230/505:4.] يملأ الأرضَ قِسطاً وَعْدلاً، كما مُلِئت ظُلماً وجَوْراً.

[في العمدة: من الدنيا.]

2140/الخامس والأربعون: ومن "الجَمع بين الصَّحاح الستّة" بالإسناد، قال: عن عليّ عليه السلام، أ نّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: لو لم يَبْقَ من الدَّهر

[العمدة: 908/433 عن الجمع بين الصحاح الستة، سنن أبي داود 4283/107:4.] إلّا يوم لَبَعث اللَّه رجلاً من أهلِ بَيتي، يملأ الأرضَ عَدْلاً، كما مُلِئت جَوْراً.

[العمدة: 909/433 عن الجمع بين الصحاح الستة، سنن أبي داود 4284/107:4.]

2141/السادس والأربعون: ومن "الجمع" المتقدّم، بالإسناد، قال: عن اُمّ سَلَمة "رضي اللَّه عنها"، قالت: سَمِعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: المَهديّ مِن عِتْرَتي، مِن وُلدِ فاطِمَة.

[العمدة: 910/433، عن الجمع بين الصحاح الستة، سنن أبي داود 4285/107:4.]

2142/السابع والأربعون: ومن "الجمع" أيضاً، بالإسناد، قال: عن أبي سعيد الخُدريّ رضى الله عنه، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: المَهديّ منّي، وهو أجلى الجَبْهَة، أقنى الأنف، يملأ الأرضَ قِسطاً وعَدْلاً، كما مُلِئت جَوراً وظُلماً، يَمْلِك سبعَ سِنين.

[الجِران: باطن العُنُق من البعير وغيره، وضرب الاسلام بجِرانه: ثبت واستقرّ.]

2143/الثامن والأربعون: ومن "الجمع" أيضاً بالإسناد أيضاً، قال: وعن اُمّ سَلَمة "رضي اللَّه عنها" زَوج رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، قالت: قال صلى الله عليه و آله: يكون اختِلاف عند مَوت خليفة، فيَخرُج رجلٌ من أهل المَدينة هارباً إلى مكّة، فيأتيه ناسٌ مِن |أهل| مكّة فيُخرِجونه وهو كارِهٌ، فيُبايعونَه بين الرُّكنِ والمَقام، ويُبْعَث إليه بَعثٌ من الشّام، فيُخْسَف بهم بالبَيداء بين مكّة والمَدينة، فإذا رأى النّاس ذلك أتاه أبدالُ الشّام وعصائب أهل العِراق، فيُبايعونه.

ثمّ ينشأ رجلٌ من قُرَيش أخوالُه كَلْب، فيبَعث إليه بَعْثاً فيَظهرون عليهم، وذلك بَعثُ كَلب، والخَيْبَة لِمَن لم يَشْهَد غنيمة كَلبْ، فيُقسّم المالَ، ويَعْمَل بُسنَّتي - أو قال: بسُنّة نبيّهم - ويُلقي الإسلام بجِرانِه

[العمدة: 911/433 عن الجمع بين الصحاح الستة، سنن أبي داود 4286/107:4.] إلى الأرض فيلبث سبع سنين.

قال: وقال بعض الرّواة: عن هشام تسع سِنين.

[العمدة: 913/434 عن الجمع بين الصحاح الستة، سنن أبي داود 4290/108:4.]

قال مؤلّف هذا الكتاب: بنو كَلْب هم أخوال السُّفياني، والقائم عليه السلام يَظْفَر بالسُّفياني، فيُريد السُّفياني تَسليم الأمر الى القائِم، ولاتَرضى بنو كَلْب بذلك، فيُطيعهم السُّفياني، فيَرجِع عن تَسلِيمه الأمرَ إلى القائم عليه السلام، فيَقتُله القائِم عليه السلام، كما هو في حديث طَويل.

2144/التاسع والأربعون: من "الجمع" أيضاً، بالإسناد أيضاً، قال: وعن أبي الحسن بن هِلال بن عُمَير، قال: سمِعتُ عليّاً عليه السلام يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يخرُج رجُل من وراء النَّهر، يقال له الحارث |بن حراث|، على مقدّمته رجلُ يقال له مَنصور، يُوَطِّئ - أو يُمَكّن - لآل محمّد صلى الله عليه و آله كما مكّنت قُرَيش لرسولِ اللَّه صلى الله عليه و آله، واجبٌ على كلّ مؤمن نصرته أو قال: إجابته.

[العمدة: 914/434 عن الجمع بين الصحاح الستة، عقد الدرر: 198 عن سنن النسائي.]

2145/الخمسون: من "الجمع" أيضاً وبالإسناد |أيضاً|، يليه من الكرّاس المذكور، من "صحيح النّسائي"، قال: أنس بن مالك، قال: سَمِعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: لن تَهْلِك اُمّة أنا أوّلها، ومَهْدِيّها وسَطها، والمَسيح بن مريم آخِرها.

[في العمدة: غزرة.]

2146/الحادي والخمسون: صاحب كتاب "غريب الحديث" من الجزء الأوّل، في حديث النبيّ صلى الله عليه و آله، تأليف أبي محمّد عبداللَّه بن مسلم بن قُتَيْبَة الدّينوري، في "التناقض"، قال: بإسناده، حدّثنيه محمّد بن عبد، عن معاوية بن عمر، عن أبي إسحاق، عن الأوزاعي، عن يحيى - أو غزوة

[في العمدة: بشهيد.] بن رُوَيم -: أ نّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: خيار اُمّتي أوّلها وآخِرها، وبين ذلك ثَبَج أعوج ليس منّي ولستُ منه.

قال ابن قُتَيْبَة: الثَّبَج: الوَسط، قال أبو زَيد: يقال: ضرَب بالسيفِ ثَبَج الرّجلِ، أي وسَطه، والجمع أثباج، ومثله: جَوز وأجواز.

وقد جاءت |في هذا| آثار |منها|: أ نّه ذكر آخر الزّمان، فقال: 'المتمسّك منهم يومئذٍ بدينه كالقابِض على الجَمَر'.

والحديث الآخر: 'الشهيد منهم يومئذٍ كشهيد

[الزخرف 61:43.] بدر' هذا وما أشبهه من الكلام.

وفي حديث آخر: أ نّه سُئِل عن الغُرباء، فقال: 'الذين يُحيونَ ما أماتَ النّاس من سُنّتي'.

ومن ذلك قوله: 'لا نبيّ بعدي، ولاكتاب بعد كتابي، ولا اُمّة بعد اُمّتي، فالحَلالُ ما أحَلّه اللَّه على لساني إلى يوم القيامة، والحَرامُ ما حرّم اللَّه على لساني إلى يوم القيامة'.

قال: ليس برادّ للحديث الذي ذكر فيه أ نّ المسيح ينزِل فيقتُل الخِنزير، ويكسِر الصَّليب، ويَزيد في الحلال. لأنّ المسيح نبيّ متقدّم، رفعه اللَّه إليه، ثمّ يُنْزِله في آخِر الزَّمان علماً للساعة، قال اللَّه تعالى: 'وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ |فَلَا تَمْتَرُنَّ بَهَا'،

[العمدة: 915/434 وعقد الدرر: 198 عن غريب الحديث.] وقرأ بعض القراء: لَعَلَم للساعة| فإذا نَزَل لم يَنْسَخ شيئاً ممّا أتى به رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ولم يتقدّم الامام من اُمّته، بل يُقدّمه ويُصلّي خلفه.

[مصابيح السنة 4212/492:3.]

2147/الثاني والخمسون: أبو محمّد الحسين بن مسعود الفَرّاء في كتاب "المصابيح"، في |باب| أخبار المهديّ عليه السلام، وهو على حدّ أربعة كراريس من آخِر الكِتاب، بإسناده، قال: عن أبي سعيد الخُدري، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: المَهديّ منيّ، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما مُلئت ظُلماً وجَوراً، يَمْلِك سبع سنين.

[مصابيح السنة 4213/493:3.]

2148/الثالث والخمسون: أبو محمّد هذا، بإسناده، قال: وعن أبي سعيد الخُدري أيضاً، عن النبيّ صلى الله عليه و آله في قصّة المَهدي، قال: فيجي ءُ إليه الرجل، فيقول: يا مهديّ أعطِني، قال: فيَحثي له في ثوبه ما استطاع أن يَحْمَله.

[زاد في المصدر: أهل بيتي.]

2149/الرابع والخمسون: أبو محمّد هذا، بإسناده، قال: وعن أبي سعيد الخُدري أيضاً، قال: ذكر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بَلاءً يصيب هذه الاُمّة، حتّى لايَجِد الرّجل مَلجأً يَلْجَأ إليه من الظُلم، فيبَعث اللَّه رجلاً مِن عِتْرَتي

[في المصدر: ساكن السماء وساكن الأرض.] فيملأ به الأرض قِسطاً وعَدْلاً، كما مُلِئت جَوراً وظُلماً، يرضى عنه ساكن السماوات والأرض،

[مصابيح السنة 4215/493:3.] لاتَدَع السّماء من قَطْرِها شيئاً إلّا صَبّته مِدراراً، ولا تَدَع الأرضُ من نَباتها شيئاً إلّا أخْرَجته، حتّى يتمنّى الأحياء الأموات، يعيش في ذلك سبع سِنين |أو ثماني سنين| أو تسع سنين.

[زاد في المصدر: وفي رواية: لو لم يبق من الدّنيا إلّا يوم لَطوّل اللَّه ذلك اليوم حتى يبعث اللَّه فيه رجلاً منّي - أو من أهل بيتي - يُواطئ اسمه اسمي.]

2150/الخامس والخمسون: أبو محمّد هذا، قال: بإسناده عن عبداللَّه بن مَسعود، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لاتَذهب الدُّنيا حتّى يَمْلِك العرَبَ رجلٌ من أهل بَيتي، يُواطئُ اسمُه اسمي

[لنا توضيح لهذا الحديث في ج1 ص271، وراجع الحديث 117 من هذا الباب.] واسم أبيه اسم أبي،

[مصابيح السنة 4210/492:3.] يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظُلماً وجَوراً.

[مصابيح السنة 4211/492:3.]

2151/السادس والخمسون: أبو محمّد هذا، بإسناده عن اُمّ سَلَمة رضي اللَّه عنها، قالت: سمِعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: المَهديُّ من عِتْرَتي، من وُلدِ فاطمة.

[الفردوس 6668/222:4.]

2152/السابع والخمسون: ابن شيرويه الدَّيْلَمي، من كتاب "الفردوس"، وهوكتاب معروف عند الجمهور، ذكر في باب الألف واللام، بإسناده عن ابن عبّاس رضى الله عنه، عن النبيّ صلى الله عليه و آله أ نّه قال: المهديّ طاوُس أهل الجنّة.

[في المصدر: أهل السماء.]

2153/الثامن والخمسون: وبه، عن حُذَيْفة بن اليَمَان، عن النبيّ صلى الله عليه و آله، أ نّه قال: المهدي من وُلدي، وَجهُه كالقَمر الدُّرّي، اللون لونٌ عربيّ، والجسمُ جسمٌ إسرائيلي، يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جَوراً، يرضى بخِلافته أهلُ السماوات

[في المصدر: في الهواء.] والأرض، والطّير في الجوّ،

[الفردوس 6667/221:4.] يَمْلِك عِشرين سنة.

[الفردوس 6669/222:4.]

2154/التاسع والخمسون: وبه، عن عليّ، عن النبيّ صلى الله عليه و آله، أ نّه قال: المهديّ منّا أهل البيت، يُصلِحه اللَّه عزّ وجلّ في ليلة.

[الفردوس 6670/223:4.]

2155/الستّون: وبه أيضاً، عن اُمّ سَلَمة رضي اللَّه عنها أ نّها قالت: قال النبيّ صلى الله عليه و آله: المهديّ من ولد فاطمة.

[الحاوي للفتاوي 58:2، كنز العمال 38655/263:14.]

2156/الحادي والستّون: أبو نُعَيم أحمَد بن عبداللَّه الحافِظ الأصفهاني، في "حلية الأولياء"، من الجزء الرابع، عن زِرّ بن حُبَيش، عن عبداللَّه، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لا تَذهَب الدُّنيا حتّى يَمْلِك رجلٌ من أهل بَيتي، يُواطئ اسمُه اسمي.

[حلية الأولياء 177:3.]

2157/الثاني والستّون: أبو نُعَيم هذا، من الجزء الثالث من "حلية الأولياء" أيضاً، من حديث أبي القاسم محمّد بن الحنفيّة، عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليه السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: المهديّ منّا أهل البيت، يُصْلِحه اللَّه عزّ وجلّ في ليلة - أو قال: في يومين -.

[في النسخة: معاوية، ما أثبتناه من المصدر، انظر تهذيب الكمال 473:27.]

2158/الثالث والستّون: أبو نُعَيم هذا، من الجُزء أيضاً، في أ وّله، من حديث الإمام محمّد بن عليّ الباقر عليه السلام، قال أبو نُعَيم: روى مسعُود

[حلية الأولياء 184:3.] بن سعد الجُعفي، عن جابر رضى الله عنه، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه السلام، قال: إنّ اللَّه تعالى يُلقي في قلوب شيعتنا الرُّعب، فإذا قام قائمنا وظَهر مهديُّنا، كان الرّجل أجرأ من لَيثٍ، وأمضى من سِنان.

[الفردوس 142/53:1.]

2159/الرابع والستّون: من الجزء الأوّل من كتاب "الفردوس" لابن شِيرَويه، في باب الألف، قال: عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: إنّا معشر بني عبدالمُطّلب سادةُ أهل الجنّة، أنا وعليّ، وحمزة، وجعفر، والحسَن، والحُسين، والمهديّ.

[الفردوس 4882/294:3.]

2160/الخامس والستّون: ومن الجزء الثاني من كتاب "الفردوس"، في كتاب الكاف، قال: عن أبي هُرَيْرَة، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: كيف أنتُم إذا نزَل ابن مريمَ فيكم، وإمامُكم منكم!

[الفردوس 8731/456:5.]

2161/السادس والستّون: ومن الجزء المذكور الثاني، في باب الياء، قال: عن جابر، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يكون بعدي خُلفاء، وبعد الخُلَفاء اُمَراء، وبعد الاُمَراء مُلوك، وبعد المُلوك جَبابِرة، وبعد الجَبابرة يخرُج رجلٌ مِن أهل بَيْتي يملأ الأرض عدلاً.

[الكُدس: المجتمع من كُلّ شي ء، نحوالحَبّ المحصود، والتمر، والدراهم وغيرها.]

2162/السابع والستّون: ومن الجزء أيضاً، وفي الباب أيضاً، عن أبي سعيد الخُدري، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يكون المهديّ في اُمّتي، فإن قَصُر عمُره فسَبْع، وإلّا فثَمان أو تسع، تَتنّعم اُمّتي في زَمانِه تنعّماً لم يتنعّموا بمثلِه قَطّ، البَرُّ منهم والفاجِر، تُرسل |السماء| عليهم مِدراراً، ولاتَحبِس الأرض شيئاً من نَباتِها، ويكون المالُ كُدُوساً،

[الفردوس 8737/457:5.] يأتيه الرجل فيسأله فيحثي له في ثوبه ما استَطاع أن يحمله.

[في المصدر: أبو سعيد.]

2163/الثامن والستّون: في كتاب "الفردوس" أيضاً، من الباب أيضاً، قال: عن أبي هريرة،

[الفردوس 8918/510:5.] قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يخرُج في آخر الزّمان خليفة يُعطي المال بلا عدَد.

[الفردوس 8920/510:5.]

2164/التاسع والستّون: ومن الجزء والباب، قال: عن عبداللَّه بن عمرو، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يَخْرُج المهديّ وعلى رأسه مَلَك ينادي: إنّ هذا المهديّ فاتّبِعوه.

[الفردوس 7523/82:5.]

2165/السبعون: ومن الجزء أيضاً، وهو الثاني من كتاب "الفردوس"، في باب "لا" عن أبي هُرَيْرَة، قال: قال صلى الله عليه و آله: لا تقوم الساعة حتّى يملك رجلٌ من أهل بيتي، يَفْتَح القُسْطَنْطِينِيَّة وجبَل الدَّيْلَم، ولو لم يَبْقَ من الدُّنيا إلّا يومٌ لطوَّل اللَّه عزّ وجلّ ذلك |اليوم| حتّى يفتَحَها.

[إحقاق الحق 125:13 عن السمعاني.]

2166/الحادي والسبعون: من كتاب "فضائل الصحابة" لأبي المُظفّر السَّمعاني، قال: بالأسناد عن أبي هارون العَبْدي، عن أبي سعيد الخُدري، قال: دخَلتْ فاطمة عليهاالسلام على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فلمّا رأت ما برسول اللَّه صلى الله عليه و آله من الضَّعْف خَنَقَتْها العَبْرَة، حتّى جرى دَمعُها على خَدّ رَسولِ اللَّه صلى الله عليه و آله، فقال لها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: ما يُبكيكِ يا فاطمة؟ فقالت: يا رسول اللَّه، أخشى الضَّيْعَة من بَعدِك. فقال لها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يا فاطمة، أما عَلِمتِ أ نّ اللَّه تعالى اطّلع إلى الأرضِ اطّلاعةً فاختارَ منهم أباكِ فبعَثه رسولاً، ثمّ اطّلع ثانيةً فاختار منهم بَعْلَكِ، فأمرني أن اُزوِّجك منه، فزوَّجتُك من أعظم المسلمين حِلْماً، وأكثَرهم علماً، وأقدَمهم سِلماً، ما أنا زوّجتُك ولكنّ اللَّه زوّجك منه.

قال: فضَحِكت فاطمة عليهاالسلام واسَتْبشَرت.

ثمّ قال: يا فاطمة، إنّا أهل بيتٍ اُعطِينا سبعَ خصالٍ، لَم يُعْطَها أحدٌ من الأوّلين، ولا يُدرِكها أحدٌ من من الآخِرين: نَبيُّنا خَيرُ الأنبياء وهو أبوك، ووَصيّنا خَير الأوصياء وهو بَعلُك، وشَهيدُنا خَير الشُّهداء وهو عمُّ أبيك حَمزة، ومنّا من له جَناحان يَطيرُ بهما في الجنّة حيث يَشاء وهو جعفر، ومنّا سِبْطا هذه الاُمّة وهما ابناكِ، ومنّا مهديّ هذه الاُمّة.

قال أبو هارون العَبْدي: ولَقِيتُ وَهب بن مُنَبّه أيّام المَوسِم، فَعَرَضتُ عليه هذا الحديث، فقال لي وَهْب: يا أبا هارون العَبْدي، إنّ موسى بن عِمْران عليه السلام لمّا فُتِن قَومُه واتّخذوا العِجل، كَبُر على موسى عليه السلام فقال: يا ربّ، فتَنْتَ قومي حيث غِبتُ عنهم! قال اللَّه: يا موسى، إنّ كلّ مَن كان قبلك من الأنبياء أفتَتِن قوَمه، وكذلك مَن هو كائنٌ بعدَك من الأنبياء، أفتَتِنُ اُمّتهم إذا قَعَدوا بينهم.

قال موسى: واُمّة أحمَد أيضاً مفتونون، وقد أعطَيْتَهم من الفَضْل والخَير ما لم يُعطَه مَن كان قبله في التّوراة؟ فأوحى اللَّه تعالى إلى موسى عليه السلام: إنّ اُمّة أحمَد سيُصيبهم فتنةٌ عظيمةٌ من بعده، حتّى يَعبُدَ بعضُهم بعضاً، ويتبرّأ بعضُهم من بعضٍ، حتّى يُصيبَهم حال أو حتّى يجحَدوا ما أمرهم به نبيُّهم، ثمّ يُصلِح اللَّه أمرَهم برَجلٍ من ذرّيّةِ أحمَد.

فقال موسى: يا ربّ اجعَله من ذرّيّتي. فقال: يا موسى، إنّه من ذُريّة أحمَد وعِتْرَته، وقد جعَلتُه في الكتاب السّابق أ نّه مِن ذُرّيةِ أحمَد وعِتْرَتِه، اُصلِح به أمرَ النّاس، وهو المَهديّ.

[كشف الغمة 467:2 عن الاربعين لأبي نعيم.]

2167/الثاني والسبعون: في "الأربعين حديثاً" الذي جمَعه الحافظ أبو نُعَيم أحمَد بن عبداللَّه، في أمر المَهديّ عليه السلام: عن أبي سعيد الخُدري، عن النبيّ صلى الله عليه و آله، |أ نّه| قال: يكونُ في اُمّتي المهديّ، إن قَصُر مُلكه فسَبع سِنين، وإلّا فثمان، وإلّا فتِسع، تَتَنَعّم اُمّتي في زَمَانه نعيماً لم يتنَعَّموا مِثلَه قَطُّ، البَرُّ والفاجِر، يُرسِل |اللَّه| السّماء عليهم مِدْراراً، ولاتَدّخِر الأرضُ شيئاً من نَباتها.

[كشف الغمة 468:2 عن الأربعين لأبي نعيم.]

2168/الثالث والسبعون: من "الأربعين" أيضاً، عن أبي سعيد الخُدريّ، عن النبيّ صلى الله عليه و آله، قال: تُمْلَأ الأرض ظُلماً وجَوراً، فيقوم رجلٌ مِن عترتي فيَمْلَأها قِسطاً وَعدلاً كما مُلِئت جَوراً وظُلماً، يَمْلِك سبعاً أو تِسْعاً.

[كشف الغمة 468:2 عن الأربعين لأبي نعيم.]

2169/الرابع والسبعون: من "الأربعين"، عن أبي سعيد الخُدري، قال: قال النبيّ صلى الله عليه و آله: لاتَنْقَضي الساعة حتّى يَمْلِك الأرض رجلٌ من أهل بيتي، يملأ الأرض عدلاً، كما مُلئت قبلَه جَوراً، يَمْلِك سبع سِنين.

[كشف الغمة 468:2 عن الأربعين لأبي نعيم.]

2170/الخامس والسبعون: من "الأربعين" أيضاً، قال: قوله صلى الله عليه و آله لفاطمة عليهاالسلام: المَهديّ من وُلدِك.

[كشف الغمة 468:2 عن الأربعين لأبي نعيم.]

2171/السادس والسبعون: "الأربعين"، قوله صلى الله عليه و آله: إنّ منهما مهديّ هذه الاُمّة، يعني الحَسن والحُسَين عليهماالسلام.

[كشف الغمة 468:2 عن الأربعين لأبي نعيم.]

2172/السابع والسبعون: "الأربعين"، عن عليّ بن هِلال، عن أبيه، قال: دَخلتُ على النبيّ صلى الله عليه و آله وهو في الحالة التي قُبِض فيها، فإذا فاطمة عليهاالسلام عند رأسِه، فَبكَت حتّى ارتفَع صَوتُها، فرفَع رسولُ اللَّه صلى الله عليه و آله إليها رأسَه، وقال: حبيبتي فاطمة، ما الذي يُبكيك؟ قالت: أخشى الضَّيْعةَ من بعدِك.

فقال: يا حبيبتي، أما عَلِمتِ أ نّ اللَّه عزّ وجلّ اطّلع إلى الأرضِ اطّلاعةً فاختارَ منها أباك فبعثَه برسالته، ثمّ اطّلع ثانيةً فاختارَ منها بَعْلَك، وأوحى إليّ أن أنكِحَك إيّاه.

يا فاطمة، نحن أهلُ بيتٍ قد أعطانا اللَّه عزّ وجلّ سبعَ خِصالٍ لم يُعطِها أحداً قبلَنا، ولم يُعطِها أحداً بعدَنا: أنا خاتَم النبيّين، وأكرَمُهم على اللَّه عزّ وجلّ، وأحبّ المَخلوقين إلى اللَّه تعالى |وأنا| أبوك، |ووصييّ خير الأوصياء، وأحبّهم إلى اللَّه عزّ وجلّ، وهو| بعلك، وشهيدنا خير الشُّهداء وأحبّهم إلى اللَّه تعالى وهو حَمزة بن عبد المُطّلب عَمّ أبيك وعَمّ بَعلِك، ومنّا مَن له جَناحان يَطيرُ في الجَنّة مع الملائكة حيث يشاء وهو ابن عَمّ أبيكِ وأخو بَعْلِك، ومِنّا سِبْطا هذه الاُمّة وهما ابناك الحسن والحسين وهُما سيِّدا شَباب أهل الجنّة، وأبوهما خَيرٌ منهما، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً لأبوهُما خيرٌ منهما.

يا فاطمة، إنّ منهما مَهديّ هذه الاُمّة، إذا صارت الدُّنيا هَرْجاً ومَرْجاً وتظاهرت الفِتَنُ وانقطَعت السُّبُل، وأغار بعضُهم على بعضٍ، فلا كبيرٌ يرحَمُ صغيراً، ولاصغيرٌ يُوقّر كبيراً، فيبَعث اللَّه عند ذلك منهما |من| يفتَح حصونَ الضّلالةِ وقلوباً غُلفاً، يقوم بالدّين في آخِر الزّمان كما قُمتُ به في أوّل الزَّمان، ويَملأ الأرضَ عَدلاً كما مُلئت جَوراً.

يا فاطمة، لا تحزني ولاتَبكي، فإنّ اللَّه عزّ وجلّ أرحَم بك وأرأف عليك منّي، لمَكانِك منّي، ومَوقعِك في قَلبي، قد زوّجك اللَّه به وهو أعظمهم حسَباً، |وأكرمهم منصباً|، وأرحَمهم بالرعيّة، وأعدلَهم بالسّويّة، وأبصَرهم بالقضيّة، وقد سألت اللَّه عزّ وجلّ أن تكوني أوّل مَن يَلْحَقني مِنْ أهل بيتي.

قال علي عليه السلام: لم تَبْقَ فاطمة بعدَه إلّا خمسة وسبعين يوماً حتّى ألحقَها اللَّه تعالى به.

[كشف الغمة 469:2 عن الأربعين لأبي نعيم.]

2173/الثامن والسبعون: صاحب "الأربعين" بإسناده عن حُذَيْفَة، قال: خطَبنا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فذكَر ما هو كائن، ثمّ قال: لو لم يَبْقَ من الدُّنيا إلّا يومٌ واحد لَطوَّل اللَّه تعالى ذلك اليوم حتّى يبعَث رجلاً من وُلدي اسمُه اسمي.

فقام سلمان رضى الله عنه فقال: |يا| رسول اللَّه |من| أيّ وُلدِك هو؟ قال: مِن وُلدِ هذا، وضَرب بيده على رأس الحسين عليه السلام.

[كشف الغمة 469:2 عن الأربعين لأبي نعيم.]

2174/التاسع والسبعون: "الأربعين" بإسناده عن عبداللَّه بن عمر، قال: قال النبيّ صلى الله عليه و آله: يخرُج المَهديّ من قريةٍ يقال لها كرعة.

[كشف الغمة 469:2 عن الأربعين لأبي نعيم.]

2175/الثمانون: "الأربعين" بإسناده عن حُذَيْفَة، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: المهديّ رجلٌ من وُلدي وَجهُه كالكوكب الدُّرّي.

[كشف الغمة 469:2 عن الأربعين لأبي نعيم.]

2176/الحادي والثمانون: "الأربعين" بإسناده، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: المهديّ رجلٌ مِن وُلدي، لونُه لون عرَبيّ، وجِسْمُه |جسمٌ| إسرائيليّ، على خدِّه الأيمَن خالٌ، كأ نّه كوكبٌ دُرّيّ، يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جَوراً، يرضى في خلافته أهلُ الأرض و|أهل| السّماء والطَّير في الجَوّ.

[كشف الغمة 469:2 عن الأربعين لأبي نعيم.]

2177/الثاني والثمانون: "الأربعين" بإسناده عن أبي سعيد الخُدريّ، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: المَهديّ منّا، أجلى الجبهة أقنى الأنف.

[كشف الغمة 469:2 عن الأربعين لأبي نعيم.]

2178/الثالث والثمانون: "الأربَعين" بإسناده عن أبي سَعيد، عن النبيّ صلى الله عليه و آله |قال|: المهديّ منا أهل البيت، رجلٌ من اُمّتي أشَمّ الأنف، يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جَوراً.

[تقدم في الحديث التاسع أنه المستورد بن حبلان، وقد اشرنا هناك إلى اختلاف المصادر في التسمية.]

2179/الرابع والثمانون: "الأربعين" عن أبي اُمامة الباهلي، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: بينكم وبين الرُّوم أربع هُدَن، يوم الرابعة على يَدِ رجلٍ من آل هِرَقْل، يدوم سبع سِنين.

فقال له رجُل من عبدالقيس يقال له المستورد بن غيلان:

[قَطَوان: تقدم شرحها في هامش الحديث التاسع من هذا الباب، وفي البحار 80:51 قطريّتان، وقال العلامة المجلسي في شرحها نقلاً عن الجزري في صفة المهدي عليه السلام: وفيه أنه عليه السلام كان متوشّحاً بثوب قطري، وهو ضربٌ من البرود فيه حُمرة، ولها أعلام فيها بعض الخشونة، وقيل: هي حُلل جياد تُحمَل من قبل البحرين. بحار الأنوار 85:51.] يا رسول اللَّه، مَن إمام النّاس يومئذٍ؟ قال: المَهديّ من ولدي، ابن أربعين سنة، كأنّ وجهَه كوكبٌ دُرّي، في خَدّه |الأيمن|خالٌ أسوَد، عليه عباءتان قَطَوانيّتان،

[أي من حيث تشبيهه في تمام جسمه وكماله، كما تقدّم في الحديث 81 'وجسمه جسمٌ إسرائيلي' تشبيهاً له عليه السلام بأولاد النبيّ يعقوب عليه السلام الذين عرفوا بهذه الصفة. وقال العلامة المجلسي في البحار 85:51: قوله 'جسمه جسم إسرائيلي' أي مثل بني إسرائيل في طول القامة وعظم الجثّة.] كأ نّه مِن رجال بني إسرائيل،

[كشف الغمة 470:2 عن الأربعين لأبي نعيم.] يستَخرج الكُنوزَ، ويفَتحُ مَدائن الشرك.

[كشف الغمة 470:2 عن الأربعين لأبي نعيم.]

2180/الخامس والثمانون: "الأربعين" بإسناده عن عبد الرحمن بن عَوْف، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: ليَبعثَنّ اللَّه مِن عترتي رجلاً أفرَق الثَّنايا أجلى الجبهة، يملأ الأرض عدلاً، يفيض المالُ عليه فيضاً.

[كشف الغمة 470:2 عن الأربعين لأبي نعيم.]

2181/السادس والثمانون: "الأربعين" بإسناده عن أبي اُمامَة، قال: خطَبنا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وذكر الدّجّال، قال: فتنفي المدينةُ الخَبَثَ كما ينفي الكِيرُ خَبَثَ الحديد، ويُدعى ذلك اليوم يوم الخَلاص.

فقالت اُمّ شَرِيك: فأين العرَب يومئذٍ يا رسول اللَّه؟ قال: |هم| يومئذٍ قليل، وجُلّهم ببيت المَقدِس إمامهم المَهديّ، رجلٌ صالح.

[كشف الغمة 470:2 عن الأربعين لأبي نعيم.]

2182/السابع والثمانون: "الأربعين" بإسناده عن أبي سعيد الخُدريّ، أ نّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال: يخرُج المَهديّ في اُمّتي، يبَعثُه اللَّه غياثاً للنّاس، تَنعَم الاُمّة، وتعيش الماشية، وتُخرِج الأرض نَباتَها، ويعطي المال |صحاحاً|.

[كشف الغمة 470:2، عن الأربعين لأبي نعيم.]

2183/الثامن والثمانون: "الأربعين" بإسناده عن عبداللَّه بن عمرو، قال: |قال| النبي صلى الله عليه و آله: يخرُج المَهديّ وعلى رأسه غَمامة فيها منادٍ يُنادي: هذا المَهديّ خليفة اللَّه فاتّبِعوه.

[في الكشف: السّويّة.]

2184/التاسع والثمانون: "الأربعين" بإسناده عن أبي سعيد الخُدري، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: اُبشّركم بالمَهدي، يُبعَث في اُمّتي على اختِلافٍ من النّاس |وزلازل| فيملأ الأرض قِسطاً وعَدْلاً كما مُلئت جَوراً وظُلماً، يرضى عنه ساكِن الأرض، يقسّم المال صحاحاً.

فقال رجل: ما معنى صحاحاً؟ قال: التّسوية

[كشف الغمة 471:2، عن الأربعين لأبي نعيم.] بين النّاس.

[كشف الغمة 471:2، عن الأربعين لأبي نعيم.]

2185/التسعون: "الأربعين" بإسناده عن عبداللَّه بن عمر، قال النبيّ صلى الله عليه و آله: لاتقوم الساعة حتّى يَملِك رجل من أهل بيتي يواطى ء اسمُه اسمي، يملأ الأرضَ عَدلاً وقِسطاً كما مُلئت ظُلماً وجَوراً.

[كشف الغمة 471:2، عن الأربعين لأبي نعيم.]

2186/الحادي والتسعون: "الأربعين" بإسناده عن حُذَيْفَة، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لو لم يَبْقَ من الدُّنيا إلّا يومٌ واحِد لَبَعث اللَّه فيه رجلاً اسمُه اسمي، وخَلقُه خَلقي، يُكنّى أبا عبداللَّه.

[راجع توضيحنا لهذا الحديث في ج1 ص271، وراجع الحديث 117 من هذا الباب.]

2187/الثاني والتسعون: "الأربعين" بإسناده عن ابن عمر، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لاتَذهَب الدُّنيا حتّى يبعَث اللَّه رجلاً من أهلِ بَيتي، يواطى ء اسمُه اسمي، واسمُ أبيه اسمَ أبي

[كشف الغمة 471:2، عن الأربعين لأبي نعيم.] يملأها قِسطاً وعَدلاً كما مُلئت جوراً وظُلماً.

[كشف الغمة 471:2، عن الأربعين لأبي نعيم.]

2188/الثالث والتسعون: "الأربعين" بإسناده عن أبي سعيد الخُدريّ، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لتُمَلأنّ الأرضُ ظُلماً وعدواناً، ثم ليَخرُجنّ رجلٌ من أهلِ بيتي حتّى يملأها قِسطاً وعَدلاً كما مُلئت جَوراً وظُلماً وعُدواناً.

[في النسخة: زرارة بن عبداللَّه، تصحيف، انظر تهذيب الكمال 335:9.]

2189/الرابع والتسعون: "الأربعين" بإسناده عن زِرّ، عن عبداللَّه،

[كشف الغمة 471:2، عن الأربعين لأبي نعيم.] قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يخرُج رجلٌ من أهل بَيتي يُواطى ء اسمُه اسمي، وخلقه خلقي، يملأها قِسطاً وعَدْلاً.

[كشف الغمة 472:2، عن الأربعين لأبي نعيم.]

2190/الخامس والتسعون: "الأربعين" بإسناده عن أبي سعيد الخُدرِيّ، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يكون عند انقِطاع من الزّمان وظهور من الفِتَن رجلٌ يُقال له المَهدي، يكون عَطاؤه هَنيئاً.

[كشف الغمة 472:2، عن الأربعين لأبي نعيم.]

2191/السادس والتسعون: "الأربعين" بإسناده عن أبي سعيد الخُدريّ، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يخرُج رجلٌ من أهلِ بَيتي يعمل بسُنّتي، وتَنزِل له البَركةُ من السَّماء، وتُخرِج له الأرضُ برَكتَها، ويملأ الأرضَ عدلاً كما مُلئِت ظُلماً وجَوراً، ويَحكُم على هذه الاُمّة سَبع سِنين، ويَنزِل بيت المَقدِس.

[كشف الغمة 472:2، عن الأربعين لأبي نعيم.]

2192/السابع والتسعون: "الأربعين" بإسناده، عن ثَوبان، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: إذا رأيتُم الرّايات السُّود قد أقبَلت مِن خُراسان، فأتوها ولو حَبْواً على الثَّلْج، فإنّ فيها خَليفة اللَّه المَهديّ.

[في النسخة: علقمة بن عبداللَّه، تصحيف، انظر تهذيب الكمال 121:16، و20:30.]

2193/الثامن والتسعون: "الأربعين" بإسناده، عن عَلْقَمَة، عن عبداللَّه،

[كشف الغمة 472:2، عن الأربعين لأبي نعيم.] قال: بينا نحن عند النبيّ صلى الله عليه و آله إذ اقبلت فتيةٌ من بني هاشِم، فلمّا رآهم النبيّ صلى الله عليه و آله اغرَوْرَقَت عَيناه وتغَيّر لَونُه، فقالوا: يا رسول اللَّه، ما نَزال نَرى في وَجهِك شيئاً نكرهه، فقال: إنّا أهلُ بيتٍ اختارَ اللَّه لنا الآخِرةَ على الدُّنيا، و|إنّ| أهل بيتي سيَلْقَون بعدي بلاءً وتَشْريداً وتَطريداً، حتّى يأتي قومٌ من قِبَل المَشْرِق، ومعهم راياتٌ سُودٌ فيَسألونَ الحقّ فلايُعْطَونَه، فيُقاتِلون ويُنصرون، فيُعْطَون ما سألوا فلايقبلون حتّى يدفعوه إلى رجلٍ من أهل بَيتي، فيملأها قِسطاً وعَدْلاً كما ملأوها جَوراً، فمَن أدرك ذلك مِنكم فَلْيأتِهم ولو حَبْواً |على الثَّلج|.

[كشف الغمة 472:2، عن الأربعين لأبي نعيم.]

2194/التاسع والتسعون: "الأربعين" بإسناده، عن حُذَيْفَة، قال: سمِعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه و آله: يقول: وَيْح هذِه الاُمّة من مُلوكٍ جَبابرة، كيف يَقتُلون ويخيفون المطيعين إلّا مَن أظهَر طاعتَهم، فالمؤمن التقيّ يُصانِعُهم بلِسانه، ويفِرّ منهم بقَلبِه، فإذا أراد تعالى أن يُعيدَ الإسلامَ عزيزاً، قصَم كلَّ جَبّارٍ عنيدٍ، وهو القادِرُ على ما يَشاء أن يصلح الاُمّة بعد فَسادِها.

يا حُذَيْفَة، لو لم يَبْقَ من الدُّنيا إلّا يومٌ واحِدٌ، لطَوَّل اللَّه ذلك اليَوم حتّى يَملِك رجلٌ من أهلِ بَيتي، |تجري| الملاحم على يَديه، ويظهر الإسلام، واللَّه لايُخلِف وَعْدَه وهو سريع الحِساب.

[كشف الغمة 473:2، عن الأربعين لأبي نعيم.]

2195/المائة: "الأربعين" بإسناده، عن أبي سعيد الخُدريّ، عن النبيّ صلى الله عليه و آله قال: تتنَعّم اُمّتي في زمان المَهديّ نعمةً لم يتَنَعَّموا مِثلَها قَطّ، يُرسِل السماءَ عليهم مِدراراً، ولاتَدَعُ الأرضُ مِن نَباتِها شيئاً إلّا أخرَجَته.

[كشف الغمة 473:2، عن الأربعين لأبي نعيم.]

2196/الحادي والمائة: "الأربعين" بإسناده، عن أنَس بن مالك، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: نَحنُ بَنو عبد المُطَّلب سادات |أهل| الجنّة: أنا، وأخي عليّ، وحمزة، وجعفر، والحسن والحسين والمَهديّ.

[كشف الغمة 473:2، عن الأربعين لأبي نعيم.]

2197/الثاني والمائة: "الأربعين" بإسناده عن أبي هُريْرَة، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لو لم يبق من الدُّنيا إلّا ليلة، لمَلّك اللَّه تعالى فيها رجلاً من أهل بيتي.

[كشف الغمة 473:2، عن الأربعين لأبي نعيم.]

2198/الثالث والمائة: "الأربعين" بإسناده عن ثَوْبان، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يُقتَل عند كنزكم ثلاثة، كلّهم ابن خليفة، ثمّ لا يصيرُ إلى واحد |منهم|، ثمّ تجي ء الرّايات السُّود فيقتلونهم قتلاً لم يُقْتَله قومٌ، ثمّ يجي ء خليفةُ اللَّه المهديّ، فإذا سَمِعتُم به فَأتوهُ فَبايعوه فإنّه خليفة اللَّه المهديّ.

[كشف الغمة 473:2، عن الأربعين لأبي نعيم.]

2199/الرابع والمائة: "الأربعين" بإسناده عن ثَوْبان، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: تَجي ء الرّايات السُّود مِن قِبَل المَشرِق، كأنّ قُلوبَهم زُبر الحديد، فَمن سَمِع بهم فَليأتِهم ولو حَبْواً على الثَّلج.

[كشف الغمة 473:2، عن الأربعين لأبي نعيم.]

2200/الخامس والمائة: "الأربعين" بإسناده، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: قلت: يا رسول اللَّه، أمِنّا آل محمّد المهديّ، أم من غَيرِنا؟

فقال النبيّ صلى الله عليه و آله: لا، بل مِنّا، يَختِم |اللَّه| به الدّين كما فَتح بنا، |وبنا| يُنْقَذون مِن الفِتَن، كما اُنقِذوا مِن الشِّرك، وبنا يؤلّف اللَّه بين قُلوبهم بعد عداوة الفِتْنَة، كما ألّف بينهم بعد عَداواة الشِّرك إخواناً في دينهم.

[راجع توضيحنا لهذا الحديث في ج1 ص271، وراجع الحديث 117 من هذا الباب.]

2201/السادس والمائة: "الأربعين" بإسناده عن عبداللَّه بن مسعود، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لو لم يَبْقَ من الدُّنيا إلّا ليلة واحدة لطّول اللَّه تِلك الليلة حتّى يَمْلِك رجلٌ مِن أهل بيتي، يُواطى ء اسمُه اسمي واسمُ أبيه اسمَ أبي،

[كشف الغمة 474:2، عن الأربعين لأبي نعيم.] يملأها قِسطاً وَعدْلاً كما مُلئت ظُلماً وجَوراً، ويقسّم المالَ بالسّويّة، ويجعل |اللَّه| الغِنى في قلوب هذه الاُمّة، فيَملِك سبعاً أو تِسعاً، ولاخير في عيش الحياة بعد المهديّ.

[كشف الغمة 474:2، عن الأربعين لأبي نعيم.]

2202/السابع والمائة: "الأربعين" بإسناده عن أبي هُرَيْرَة، عن النبيّ صلى الله عليه و آله قال: لاتقوم الساعة حتّى يَملِك رجلٌ مِن أهلِ بَيتي، يفتَح القُسطَنْطِينيّة و|جبل|الدَّيْلَم على يَدِه، ولو لم يَبْقَ من الدُّنيا إلّا يومٌ واحد لطَوّل اللَّه ذلك اليَوم حتّى يفتَحها.

[كشف الغمة 474:2، عن الأربعين لأبي نعيم.]

2203/الثامن والمائة: "الأربعين" بإسناده عن قيس بن جابر، عن أبيه، عن جَدّه، أ نّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال: سيكون بعدي خُلَفاء، ومن بعد الخُلَفاء اُمَراء، ومن بَعد الاُمَراء مُلوك جَبابِرة، ثمّ يخرُج رجُل من أهل بَيتي يملأ الأرض عدلاً كما مُلِئت جَوراً.

[كشف الغمة 474:2، عن الأربعين لأبي نعيم.]

2204/التاسع والمائة: "الأربعين" بإسناده عن أبي سعيد الخُدريّ، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: مِنّا الذي يُصلّي عيسى بن مَريم خَلْفَه.

[كشف الغمة 474:2، عن الأربعين لأبي نعيم.]

2205/العاشر والمائة: "الأربعين" بإسناده عن جابر بن عبداللَّه، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: ينزل عيسى بن مريم، فيقول أميرهم المهدي: تَعالَ صَلِّ بنا. فيقول ألا إنّ: بعضَكم على بعضٍ اُمَراء، تَكْرِمةً من اللَّه لهذه الاُمّة.

[كشف الغمة 474:2، عن الأربعين لأبي نعيم.]

2206/الحادي عشر ومائة: "الأربعين" بإسناده، يرفعه إلى محمّد بن إبراهيم الإمام، حدّثه أ نّ أبا جعفر المنصور حدّثه عن أبيه، عن جَدّه، عن عبداللَّه بن العَبّاس، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لن تَهلِك اُ مَّةٌ أنا في أوّلها، وعيسى بن مريم في آخِرها، والمَهديّ في وَسَطها.

[مواليد الأئمة عليه السلام: 200.]

2207/الثاني عشر ومائة: ابن الخَشّاب، قال: حدّثنا صدَقة بن موسى، قال: حدّثنا أبي، عن الرّضا عليه السلام، قال: الخَلف الصّالح مِن وُلد |أبي محمد| الحسَن بن عليّ العسكري، وهو صاحب الزَّمان، وهو المَهديّ.

[في النسخة: الزارع، تصحيف، راجع تاريخ بغداد 234:4 و184:5، وتاريخ مواليد الأئمة عليهم السلام: 160.]

2208/الثالث عشر ومائة: ابن الخَشّاب |حدّثني الجرّاح بن سُفيان|، قال: حدّثني أبو القاسم الطاهر بن هارون بن موسى العَلوي، عن أبيه هارون، عن أبيه موسى، قال: |قال| سيدي جعفر بن محمّد: الخَلَف الصالح من وُلدي، وهو المَهديّ، اسمُه محمّد، وكنيته أبو القاسم، يَخرُج في آخِر الزَّمان، يقال لاُمّه صقيل.

قال لنا أبو بكر الذارع:

[مواليد الأئمة عليهم السلام: 200.] وفي رواية اُخرى: بل اُ مُّه حكيمة، وفي رواية ثالثة: يقال لها نَرْجِس، ويقال: بل سَوْسَن، واللَّه أعلَم بذلك.

ويُكنّى أبو القاسم، وهو ذو الاسمَين: خَلَف، ومحمّد، يظهَر في آخِر الزَّمان، على رأسِه غَمامة تُظِلّه عن الشمس، تَدور معه حيثما دار، تنادي بصوتٍ فَصيح: هذا المهديّ عليه السلام.

[مواليد الأئمة عليهم السلام: 202.]

2209/الرابع عشر ومائة: ابن الخَشّاب، بإسناده عن الهَيثم بن عَديّ، قال: يقال: كنية الخَلَف الصّالح أبو القاسم، وهو ذو الاسمين.

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 481، سنن أبي داود 4282/106:4.]

2210/الخامس عشر ومائة: أبو عبداللَّه محمّد بن يوسف بن محمّد الكنجي الشافعي، صاحب كتاب "كفاية الطّالب" وكتاب "البيان في أخبار صاحب الزَّمان"، قال: إنّي جمَعتُ هذا الكتاب وعرّيتُه من طرق الشّيعة، ليكون الاحتِجاج به آكد، وهو أبواب:

الأوّل: في ذكر خرُوجه في آخر الزَّمان: عن زِرّ، عن عبداللَّه، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لاتَذهب الدُّنيا حتّى يَمْلِك العرَب رجلٌ من أهلِ بَيتي، يواطى ء اسمُه اسمي. أخرَجه أبو داود في سُنَنه.

[البيان في أخبار صاحب الزَّمان عليه السلام: 482، سنن أبي داود 4283/107:4.]

2211/السادس عشر ومائة: الكنجي هذا، عن عليّ عليه السلام، عن النبيّ صلى الله عليه و آله |قال|: لو لم يَبْقَ من الدُّنيا إلّا يومٌ، لبعث اللَّه رجلاً من أهل بيتي يملأها عدلاً كما مُلئت جَوراً، هكذا أخرجه أبو داود في سُنَنه.

[سنن الترمذي 2231، 2230/505:5.]

2212/السابع عشر ومائة: الكنجي، بإسناده عن الحافظ أبي الحسن محمّد|بن الحسين| بن إبراهيم بن عاصم الآبرُي، في كتاب "مناقب الشافعي" ذكر هذا الحديث، وقال فيه: وزاد زائدة في روايته: لو لم يبقَ من الدُّنيا إلّا يوم لطَوّل اللَّه ذلك اليوم حتّى يبعث اللَّه فيه رجلاً منّي - أو من أهل بيتي - يواطئ اسمُه اسمي، واسمُ أبيه اسمَ أبي، يملأ الأرضَ قِسطاً وعدلاً، كما مُلئت ظُلماً وجَوراً.

قال الكنجي: قد ذكر الترمذي الحديث في جامعه، ولم يذكر |قوله|: 'واسم أبيه اسم أبي'.

[سنن أبي داود 4282/106:4.]

وذكره أبو داود

[روي الحديث من طرق شتى بدون ذكر 'اسم أبيه اسم أبي' راجع مسند أحمد 448، 430، 377، 376:1، المعجم الكبير للطبراني الأحاديث: 10221 - 10217، 10215، 10214 و10230، 10229، 10227- 10223، حلية الأولياء 75:5، تاريخ بغداد 388:4، عقد الدرر: 51.] وفي معظم روايات الحفّاظ والثّقات مِن نقَلة الأخبار: 'اسمه اسمي' فقط،

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 482.] والذي روى: 'واسم أبيه اسم أبي' فهو زائدة، وهو يزيد في الحديث.

وإن صَحّ فمَعناه: 'واسم أبيه اسم أبي'، الحسين عليه السلام، وكُنْيَتُه أبو عبداللَّه، فجعَل الكُنْيَة |اسماً| كناية عنه أ نّه مِن وُلد الحُسَين دون الحسَن، ويحتمل |أ نّه قال: 'اسم أبيه اسم ابني' أي الحسن، ووالد المهديّ اسمُهُ الحسن|، فيكون الراوي قد توهّم قوله: ابني، فصحّفه فقال: أبي، فوجب حَمْلُه على هذا جمعاً بين الروايات.

[في المصدر: أصحابنا الشيعة فلا يصححون.]

قال الشيخ الفاضل عليّ بن عيسى في "كشف الغُمّة" بعد أن ذكر ما ذكرته: أ مّا أصحابُنا والمُنْصِفون فإنّهم لم يَلْتَفتوا إلى

[كشف الغمة 477:2.] هذا الحديث، ما ثبت عِنَدهم من اسمِه واسمِ أبيه عليهماالسلام، وأمّا الجُمهور فقد نقلوا أ نّ زائدة كان يزيد في الأحاديث، فوجب المصير إلى أ نّه من زياداته جمعاً بين الأقوال والرّوايات.

[كشف الغمة 477:2 عن الكنجي، سنن ابن ماجة 4086/1368:2.]

2213/الثامن عشر ومائة: الكنجي، بإسناده عن سعيد |بن| المُسيَّب، قال: كنّا عند اُمّ سَلَمة، فتذاكَرنا المهديّ، فقالت: سَمِعتُ النبيّ صلى الله عليه و آله يقول: المهديّ مِن وُلد فاطمة، أخرَجه ابن ماجة في سُنَنَه.

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 486، سنن أبي داود 4284/107:4.]

2214/التاسع عشر ومائة: الكنجي، بإسناده عن سعيد بن المُسَيَّب أيضاً، عنها قالت: سمِعتُ النبيّ صلى الله عليه و آله يقول: المَهديّ من عِتْرَتي مِن وُلدِ فاطمة، أخرَجه الحافظ أبو داود في سُنَنِه.

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 487.]

2215/العشرون ومائة: الكنجي، بإسناده عن عليّ عليه السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: المَهديّ منّا أهل البيت، يُصلِحه اللَّه في ليلة.

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 488، سنن ابن ماجة 4087/1368:2.]

2216/الحادي والعشرون ومائة: الكنجي، عن أنس بن مالك، قال: سمِعتُ النبيّ صلى الله عليه و آله يقول: نحن ولد عبد المُطّلب سادات أهل الجنّة: أنا، وحمزة، وعليّ، وجعفر، والحسن، والحسين، والمهديّ. أخرَجه ابنُ ماجة الحافظ في صحيحه.

[في المصدر: فإذا رأيتموه.]

2217/الثاني والعشرون ومائة: الكنجي، عن ثَوْبان، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلّهم ابن خَليفة، ثمّ لاتصير إلى واحدٍ منهم، ثمّ تَطلُع الرّايات السُّود مِن قِبَل المَشرِق، فيَقتُلونهم قَتْلاً لم يُقْتَله قومٌ، ثمّ ذكَر شيئاً لا أحفظه، ثمّ قال النبيّ صلى الله عليه و آله: فإذا رأيتُم أميرَهم

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 489، سنن ابن ماجة 4084/1367:2.] فبايعوه ولَو حَبْواً على الثَّلْج، فأ نّه خليفة اللَّه المَهديّ. أخرَجه الحافظ ابن ماجة.

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 490، سنن ابن ماجة 4088/1368:2.]

2218/الثالث والعشرون ومائة: الكنجي، عن عبداللَّه بن الحارث بن جَزء الزبيدي، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يخرُج ناسٌ من المشرق فيُوطِّئون للمهدي. يعني سُلطانَه.

|قلت|: هذا حديث حسَن صحيح، رواه الثقات والأثبات، أخرجه الحافظ أبو عبداللَّه |ابن| ماجة القزويني في سُنَنه.

[في المصدر: رجال مؤمنون.]

2219/الرابع والعشرون ومائة: ابن الأعْثَم الكوفي، في كتاب "الفتوح"، عن أمير المؤمنين عليه السلام، أ نّه قال: ويحاً للطّالَقان! فإنّ للَّه تعالى |بها| كنوزاً ليست من ذَهبٍ ولا فِضّة، ولكن بها رجالٌ معروفون،

[عقد الدرر: 164 عن كتاب الفتوح، البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 491.] عَرفوا اللَّه حقّ معرفِته، وهم أنصار المَهديّ عليه السلام في آخر الزَّمان.

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 492، سنن الترمذي 2232/506:5.]

2220/الخامس والعشرون ومائة: عن |زيد العمّي، عن أبي الصدِّيق الناجي، عن| أبي سعيد الخُدريّ، قال: خَشِينا أن يكون بعد نبيّنا حَدَث، فسألنا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فقال: إنّ |في| اُمّتي المَهديّ، يخرُج فيَعيش خمساً أو سبعاً أو تِسعاً - |زَيدٌ الشّاكّ| -. قال: قلنا: وما ذاك؟ قال: سِنين، فيجي ء الرّجل إليه فيقول: يا مهديّ أعطِني، قال: فيحثي له في ثَوبه ما استَطاع أن يحمِلَه.

قال الحافظ الترمذي: حديث حَسَن، وقد روي من غير وجَهٍ |عن| أبي سعيد، عن النبيّ صلى الله عليه و آله.

[في المصدر: تدّخر منه.]

2221/السادس والعشرون ومائة: عن أبي سعيد، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يكون في اُمّتي المهديّ، إن قَصُر فسَبْع، وإلّا فتسع، تَنْعَم فيه اُمّتي نِعمةً لم يَتَنَعّموا مثلها قطّ، تؤتي الأرض أُكلها ولا تدّخر فيها

[في المصدر: يومئذ كُدُوس، يقوم الرّجل فيقول.] شيئاً، والمالُ يومئذٍ كثيرٌ، يقول الرجل:

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 493.] يا مهديّ أعطِني، فيقول: خُذ.

[من كشف الغمة.]

2222/السابع والعشرون ومائة: عن اُمّ سَلَمة زوج النبيّ صلى الله عليه و آله |قالت|: قال: يكون اختِلاف عند موت خليفة، فيخرُج رجلٌ من أهل المدينة هارباً إلى مكّة، فيأتيه ناسٌ من أهلِ مكّة، فيُخرِجونَه وهو كارِهٌ، فيُبايعونَه بين الرُّكنِ والمَقام، ويبعث إليه بعث الشام، فتخْسِف بهم البَيداء بين مكّة والمدينة، فإذا رأى النّاس ذلك، أتاه أبدالُ الشّام وعصائب أهل العِراق فيُبايعونه.

ثمّ ينشأ رجلٌ من قريش أخواله كَلْب، فيبعث إليهم بعثاً فيَظهرون عليهم، وذلك بَعْث كَلْب، والخَيْبة لِمَن لم يَشْهَد غَنيمة كَلْب، فيُقسم المال، ويعمَل في النّاس بُسنّة نبيّهم صلى الله عليه و آله، ويُلقي الاسلام بِجِرانه |إلى| الأرض، فيلبث سبع سنين ثمّ يُتَوفّى، ويُصلّي عليه المُسلمون.

قال أبو داود: قال بعضهم عن هشام: تِسع |سنين، وقال بعضهم: سبع، وعن قَتَادة بهذا الحديث، وقال: تسع سنين، قال أبو داود: وقال غير مُعاذ عن هِشام: تسع سنين|.

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 494، كشف الغمة 479:2، سنن أبي داود 4286/107:4.]

قال: هذا سياق الحفّاظ كالترمذي، وابن ماجة القزويني، وأبي داود.

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 495، صحيح البخاري 245/325:4، صحيح مسلم 244/136:1.]

2223/الثامن والعشرون ومائة: عن أبي هُرَيْرَة، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: كيف أنتُم إذا نزَل ابن مريم فيكم وإمامكم مِنكُم؟

قال: هذا حديث صحيحٌ حَسَن، متّفقٌ على صِحّته، من حديث محمّد بن شِهاب |الزُّهري|. رواه البُخاري ومُسلم في صحيحيهما.

[في البيان: حسن صحيح أخرجه.]

2224/التاسع والعشرون ومائة: عن جابر بن عبداللَّه، قال: سمِعتُ النبيّ صلى الله عليه و آله يقول: لاتزال طائفةٌ من اُمّتي يقاتلون على الحقّ ظاهِرينَ إلى يوم القيامة. قال: فينزل عيسى بن مريم، فيقول أميرهم: تعالَ صلِّ بنا. فيقول: ألا إنّ بعضكم على بعضٍ اُمراء، تَكْرِمةً من اللَّه تعالى لهذه الاُمّة.

قال: هذا حديثٌ حسَنٌ، ورواه

[في البيان: لأ نّه صريح، فان.] مسلم في صحيحه، وإن كان الحديث المتقدّم قد أُوِّل، فهذا لايمكن تأويله، لأ نّه ذكر فيه أ نّ

[في البيان: أي يؤمّكم.] عيسى بن مريم يُقدّم أميرَ المسلمين، وهو يومئذٍ المَهديّ عليه السلام |فعلى| هذا يَبطُل تأويل مَن قال: إنّ معنى قوله: 'وإمامكم منكم' أي يأتيكم

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 496، صحيح مسلم 247/137:1.] بكتابكم.

[في المصدر: على ذلك وصِحّته.]

قال: فإن سأل سائل |وقال|: مع صِحّة |هذه| الأخبار، وهي أنّ عيسى بن مريم يُصلّي خلف المَهديّ عليه السلام، ويُجاهد بين يدَيه، وأ نّه يَقْتُل الدّجّال بين يديه، ورُتبة المُقَدَّم في الصّلاة معروفة، وكذلك رُتبة المتقدّم للجِهاد، وهذه الأخبار ممّا تثبت طُرُقها عند السنة، وكذلك تَرويها الشيعة، وهذا هو الإجماع من كافّة أهل الإسلام، إذ مَن عدا الشيعة والسنة من الفِرَق فقوله ساقط مَردود وحَشْو مطروح، فيثبت أ نّ هذا إجماعُ كافّة أهل الإسلام، ومع ثبوت الإجماع على صحّة ذلك جمعاً

[في المصدر: اجتماعهما وهو الإمام.] |فأيّما أفضل الإمام أو المأموم في الصلاة والجهاد معاً؟|.

والجواب عن ذلك أن تقول: هما قُدوَتان نبيٌّ وإمام، فإن كان أحدُهما قُدوةً لصاحِبه في حال اجتماعهما، وجب أن

[في عبارة المصدر تقديم وتأخير،فراجع.] يكون الإمام قدوةً للنبيّ في تِلك الحال، لمَوضِع ورودِ الشريعة المحمّدية بذلك، بدليل قوله صلى الله عليه و آله: 'يؤمّ بالقوم أقرؤهم، فإن استَوَوا فأعلَمُهم، فإن استَوَوا فأنفَقُهم، فإن استَوَوا فأقدَمُهم هجرةً، فإن استَوَوا فأصبَحُهم وجهاً'.

والمهدي عليه السلام أفقَه من عيسى، وأعلَم منه بالكتاب العزيز والسّنّة وغير ذلك، مع أ نّه ليس فيهما عليهماالسلام مَن تأخُذه في اللَّه لومة لائم، وهما معصومان من |ارتكاب| القَبائح |كافّة|، والمُداهنة، والرّياء، والنِّفاق، ولايدعو الداعي لأحدِهما إلى فعلِ ما يكون خارجاً عن حكم الشّريعة، ولامُخالفاً لمُراد اللَّه تعالى ورسولِه صلى الله عليه و آله، فإذا كان الأمر كذلك، فالإمام أفضَل من المأموم.

["أفضل منه و" ليس في المصدر.]

ولو علم الإمام أ نّ عيسى أفضَل منه لَما جازَله أن يتقدّم عليه، وكذلك لَو عَلِم عيسى أ نّه أفضَل منه، لَما جازله أن يَقتدي به لعِصْمَتِهما ولموَضِع تَنزيه اللَّه تعالى لَهُما عن كلّ مَكروه من رياءٍ، أو نفاقٍ، أو مُحاباة، أو غير ذلك، ولمّا تحقّق الإمام أ نّه أعلَم منه جاز له أن يتقدّم عليه، وكذلك قد تحقّق عيسى عليه السلام أ نّ الإمام عليه السلام أفضَل منه و

[التوبة 111:9.] أعلم منه قدّمه، وصلّى خلفَه، ولولا ذلك لم يسَعْهُ الاقتدِاء بالإمام، فهذه درجةُ الفضَل في الصلاة.

ثمّ الجهاد، وهو بذل النّفس بين يدي |من| يرغَب إلى اللَّه تعالى بذلك، ولولا ذلك لم يصِحّ لأحدٍ جهادٌ بين يدَي النبي صلى الله عليه و آله ولا بين يدَي غيرِه، والدّليل على صِحّة ما ذهبنا إليه قوله تعالى: 'إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤْمِنيَن أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّة'

[البيان في أخبار صاحب الزمان: 498.] الآية، ولأنّ الإمام نائبٌ الرسول صلى الله عليه و آله في اُمّتِه، ولايسوغ لعيسى عليه السلام أن يتقدّم على |الرسول، فكذلك على| نائب الرّسول.

[سنن ابن ماجة 4077/1361:2.]

2225/الثلاثون ومائة: وما يؤكّد قولنا أنّ عيسى عليه السلام يُصلّي خلف المَهدي، ما رواه الحافظ أبو عبداللَّه محمّد بن يزيد بن ماجة القزويني، |في سُننه| في حديثٍ صحيحٍ طويلٍ في نزول عيسى عليه السلام، فمِن ذلك: قالت اُمّ شَريك بنت أبي العَكر: يا رسول اللَّه، فأين العَرب يومئذٍ؟

قال: هم |يومئذٍ قليل وجُلّهم| ببيت المقَدِس، وإمامهم قد تقدّم يُصلّي بهم الصُّبح، إذ نزَل بهم عيسى عليه السلام، فيرجَع ذلك الإمام يمشي القَهْقَرى ليُقدِّم عيسى عليه السلام ليُصلّي بالنّاس، فيضَع عيسى عليه السلام يدَه بين كتفيه، ثمّ يقول: تقدّم.

[القائل هو الكنجي في البيان.]

قال:

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 499.] هذا حديثٌ صحيحٌ ثابتٌ، ذكَره ابن ماجة القزويني في كتابه، عن أبي اُمامة الباهلي، قال: خطَبنا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وهذا مختصره.

[زاد في المصدر: حسن.]

2226/الحادي والثلاثون ومائة: وبإسناده عن أبي سعيد الخُدريّ، عن النبي صلى الله عليه و آله: المَهديّ منّي، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرضَ قِسطاً وعدلاً كما مُلئت جَوراً وظُلماً، يَملِك سبعَ سِنين.

قال: هذا حديثٌ ثابتٌ

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 500، سنن أبي داود 2485/107:4، مصابيح السّنة 4212/492:3، مسند أحمد 17:3، عقد الدرر: 59.] صحيحٌ، أخرجه الحافظ أبو داود السّجستاني في صحيحه، ورواه غيرُه من الحفّاظ، كالطبراني وغيره.

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 500، الفردوس 6668/222:4.]

وذكر ابن شِيرَويه الدَّيلَميّ في كتاب "الفردوس" في باب الألف |واللام|، بإسناده عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: المهديُّ طاوُسُ أهل الجنّة.

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 501، الفردوس 6667/221:4.]

2227/الثاني والثلاثون ومائة: وبإسناده عن حُذَيفة |بن| اليَمان، عن النبيّ صلى الله عليه و آله قال: المهديّ |من ولدي| وجهه كالقمَر الدُّريّ، لونُه لون عربيّ، والجسم منه إسرائيليّ، يملأ الأرض عدلاً وقِسطاً كما مُلئت جَوراً، يرضى بخِلافته أهل |السماوات و| الأرض والطَّير في الجوّ، يَمْلِك عشرين سنة.

[في المصدر: مرضة نَقِه منها.]

2228/الثالث والثلاثون ومائة: عن أبي هارون العَبْدي، قال: أتيتُ أبا سعيد الخُدريّ، فقلت له: |هل| شهِدتَ بَدراً؟ فقال: نعم.

فقلتُ: ألا تحدّثني بشي ءٍ سمِعتَه من النبيّ صلى الله عليه و آله في عليّ عليه السلام وفَضله؟ فقال: بلى اُخبِرُك أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله مَرِض مرضةً ثقيلةً،

[تقدّم في ج1 ص335 الحديث 24 من الباب 12 عن الحافظ الدار قطني، وفي الحديث 71 من هذا الباب عن السمعاني.] فدخلت عليه فاطمة عليهاالسلام تعودُه، وأنا جالس عن يَمين النبيّ صلى الله عليه و آله، فلمّا رأت ما به من الضَّعف خنَقَتها العَبْرَة... "الحديث" وهو أ نّه صلى الله عليه و آله ضَرَب على مَنْكِب الحُسين عليه السلام وقال: مِن هذا مَهديّ هذه الاُمّة.

وقد مرّ ذِكر الحديث مَنقولاً في "كفاية الطالب"

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 501.] و|قال|: هكذا أخرجه الدّار قُطني صاحب "الجرح والتعديل"

[في المصدر: لايجبى إليهم قفيز ولادرهم.]

2229/الرابع والثلاثون ومائة: عن |إسماعيل بن إبراهيم، عن الجُريري، عن| أبي نَضْرَة، قال: كنّا عند جابر بن عبداللَّه، فقال: يُوشِك أهلُ العِراق أن لايُجبى لهم دينار.

[في المصدر: دينار ولامدّ، قلنا.] قلنا: من أين ذلك؟ قال: مِن قِبَل العَجَم، يَمْنَعون ذلك.

ثمّ قال: يُوشِك أهلُ الشّام أن لايُجبى إليهم دينار. فقلنا:

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 503، صحيح مسلم 67/2234:4.] من أين ذلك؟ قال: مِن قِبَل الرُّوم، ثمّ سكت هُنَيّة، ثمّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يكون في آخِر اُمّتي خليفة يحثي المال حَثْياً لايَعُدّه عَدّاً.

قال: قلت لأبي نَضْرَة وأبي العَلاء: أتَريان أ نّه عُمَر بن عبد العَزيز؟ قالا: لا.

قال: هذا حديثٌ صحيحٌ، أخرَجه مسلم في صَحيحِه.

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 504، صحيح مسلم 68/2235:4.]

2230/الخامس والثلاثون ومائة: بإلاسناد عن أبي نَضْرة، عن أبي سعيد، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: من خُلفائكم خليفةٌ يحثو المالَ حثواً لايَعُدّه عدّاً.

قال: هذا حديثٌ |حسن| ثابتٌ |صحيح| أخرَجه الحافظ مُسلِم في صَحيحِه.

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 504، صحيح مسلم 69/2235:4.]

2231/السادس والثلاثون ومائة: عن أبي سعيد، وجابر بن عبداللَّه، قالا: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يكون في آخِر الزَّمان خليفةٌ يقسّم المالَ ولايَعُدّه.

[في المصدر: نفساً أو عجز عنّي ما.]

2232/السابع والثلاثون ومائة: عن أبي سعيد الخُدريّ، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: اُبَشّركُم بالمَهديّ، يُبَعث في اُمّتي على اختِلافٍ من النّاسِ وزَلازِل، فيملأ الأرض قِسطاً وعدلاً كما مُلئت جَوراً وظُلماً، يَرضى عنه ساكِن السَّماء وساكن الأرض، يقسّم المال صِحاحاً. فقال رَجُلٌ: ما معنى "صِحاحاً"؟ قال: بالسّويّة بين النّاس.

|قال|: ويملأ اللَّه تعالى قُلوبَ اُمّة محمّد صلى الله عليه و آله غِنىً، ويسَعُهم عَدلُه حتّى يأمُر منادياً فيُنادي فيقول: مَن له في المالِ حاجة؟ فَما يقوم من النّاس إلّا رجُلٌ |واحد|، فيقول له: ائتِ السدّان - يعني الخازن - فقل له: إنّ المَهديّ يأمُرك أن تُعطيني مالاً. فيقول له: احثُ حتّى إذا جعَله في حِجْرِه وأبرَزه نَدِم، فيقول: كنت أجشَع اُمّة محمّد نفساً، أعجز عمّا

[زاد في المصدر: أو ثمان سنين، أو تسع سنين.] وَسِعهم. |قال|: فيَرُدّه ولايقبل منه شيئاً، فيقول له: إنا لانأخُذ شيئاً أعطَيناه. فيكون كذلك سَبع سنين

[مسند أحمد 37:3، و52.] ثمّ لاخَير في العَيش بَعْدَه - أو قال: لاخير في الحياة بعده -.

وقال: |هذا|: حديثٌ حسَنٌ ثابتٌ، أخرجه شيخ أهل الحديث في مُسنَدِه،

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 505.] وفي هذا الحديث دلالةٌ على أ نّ المُجْمَل في صحيح مسلم، هو هذا المُبيّن في مسنَد ابن حَنْبَل، وفقاً بين الرّوايات.

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 506، عقد الدرر: 222 عن أبي نعيم في "صفة المهدي" وتقدّم في الحديث 95 من هذا الباب عن أربعين أبي نعيم.]

2233/الثامن والثلاثون ومائة: عن أبي سعيد الخُدري، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يَكُون عند انقِطاعٍ من الزَّمان، وظُهورٍ من الفِتَن، رجلٌ يُقال له المَهديّ، عَطاؤه هَنيئاً.

قال: هذا الحديث حسَنٌ، أخرجَه أبو نُعَيم.

[في المصدر: عبدالرحمن بن حاتم.]

2234/التاسع والثلاثون ومائة: بالإسناد عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، قال: قلت: يا رسول اللَّه، أمِنّا آل محمّد المَهديّ، أم مِن غَيرِنا؟

فقال صلى الله عليه و آله: لا، بل مِنّا، يختِم اللَّه به الدِّينَ، كما فتَح بِنا، وبنا يُنْقَذون من الفتنة كما اُنقِذوا مِن الشِّرْك، وبِنا يُصبِحون بعد عَداوةِ الفتن إخواناً كما أصبَحوا بعد عَداوةِ الشِّرْكِ إخواناً في دينهم.

قال: |هذا| حديثٌ حسنٌ، عالٍ، رواه الحُفّاظ في كُتبهم، فأمّا الطبراني فقد ذكرَه في "المعجم الأوسَط"، وأمّا أبو نُعَيم فرواه في "حليته"، وأمّا عبدالرحمن بن حمّاد

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 506، كشف الغمة 483:2، عقد الدرر: 46.] فقد ساقه في عواليه.

[في البيان وكشف الغمة: أمراء.]

2235/الأربعون ومائة: وعن جابر، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يَنزِل عيسى ابن مريم، فيقول أميرُهم المَهديّ: تعال صَلِّ بنا. فيقول: ألا إنّ بَعْضَكم على بعض أميرٌ،

[في المصدر: الدجال بباب لِدّ بأرض.] تَكْرِمةً من اللَّه تعالى لهذه الاُمّة.

قال: |هذا| حديثٌ حَسَنٌ، رواه الحافظ الحارث بن أبي أُسامة، |في "مسنده"|، ورَواه |الحافظ| أبو نُعَيم في عواليه.

وفي هذه النّصوص دلالة على أ نّ المَهدي عليه السلام غير عيسى |ومدار الحديث: 'لا مهدي إلّا عيسى بن مريم' علي بن محمد بن خالد الجندي مؤذّن الجند، قال الشافعي المطلبي: كان فيه تساهل في الحديث|.

قال: وقد تواترت الأخبار واستَفاضت بكثرة رُواتِها عن النبيّ صلى الله عليه و آله في المهديّ عليه السلام وأ نّه يَمْلِك سبع سنين، ويملأ الأرضَ عدلاً، وأ نّه يَخْرُج مع عيسى عليه السلام، ويساعده في قَتْلِ الدّجَّال في أرض

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 507، كشف الغمة 484:2.] فلسطين، وأ نّه يؤمّ هذه الاُمّة، وعيسى يصلّي خلفه، في طول من قصّته وأمرِه.

وقد ذكر الشافعي في كتاب "الرسالة" وكتابه أصلٌ، ونرويه، ولكن يَطول ذِكر سَنَده، |قال: اتّفقوا على أ نّ الحديث لا يُقبَل إذا كان الراوي معروفاً بالتساهل في روايته|.

[راجع الحديث 137 المتقدم في هذا الباب.]

2236/الحادي والأربعون ومائة: عن ابن عباس، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لن تَهْلِك اُمّةٌ أنا في أوّلها، وعيسى في آخرها، والمهدي في وسطها.

قال: هذا حديثٌ حسَنٌ، رواه الحافظ أبو نُعَيم في عواليه، وأحمد بن حَنْبَل في مُسنَده، ومعنى قوله صلى الله عليه و آله: 'وعيسى في آخِرها' لَم يُرِد به أ نّ عيسى عليه السلام يبقى بعد المَهديّ عليه السلام، لأنّ ذلك لايجوز لوجوه:

منها: أ نّه صلى الله عليه و آله قال: '|ثمّ| لاخَير في الحياةِ بعده' وفي رواية: اُخرى: '|ثمّ| لا خيَر في العَيشِ بعد المهدي' كما تقدّم.

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 508، كشف الغمة 484:2.]

ومنها: أ نّ المهديّ إذا كان إمامَ آخِر الزَّمان، ولا إمام بعده مذكورٌ في رواية أحدٍ من الاُمّة، فلا يجوز أ نّ الخَلْقَ يبقى بغيرِ إمامٍ.

فإن قيل: إنّ عيسى عليه السلام يبقى بعده إمام الاُمّة.

قلت: لا يجوز هذا القول، وذلك أ نّه صلى الله عليه و آله صرّح أ نّه لا خير بعده، واذا كان عيسى عليه السلام في قومٍ لايجوز أن يُقال إنّه لا خير فيهم، وأيضاً لا يجوز أن يُقال أ نّه نائبه، لأ نّه جلّ منصبه عن ذلك، ولا يجوز أن يقال إنّه يستقلّ بالاُمّة لأنّ ذلك يُوهِم العَوامّ انتِقال الملّة المحمّديّة إلى الملّة العِيسَوِيّة، وهذا كُفْر، فوجب حَمْلُه على الصّواب، وهو أ نّه صلى الله عليه و آله أوّل داعٍ إلى مِلّة الإسلام، والمَهديّ عليه السلام أوسَط داعٍ، والمسيح أخِر داعٍ، وهذا معنى الخبَر عندي.

ويَحْتَمل أن يكون معناه: المهديّ أوسَط هذه الاُمّة، يعني خيرها، إذ هو إمامها، وبعده ينزِل عيسى عليه السلام مُصَدّقاً للإمام، وعوناً له ومساعداً، ومبيِّناً للاُمّةِ صِحّةَ ما يدّعيه الإمام، فعلى هذا يكون المَسيح آخِر المُصَدِّقين على وَفْق النصّ.

[من كشف الغمة.]

2237/الثاني والأربعون ومائة: بالإسناد عن حُذَيْفَة: قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لو لم يَبْقَ مِن الدُّنيا إلّا يومٌ واحِدٌ، لبَعث اللَّه رجلاً اسمُه اسمي،وخُلُقُه خُلُقي، يُكنّى أبا عبداللَّه.

قال: |هذا|

[في البيان وكشف الغمة: حسنٌ رزقناه.] حديثٌ حسَنٌ رواه ورويناه

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 509، كشف الغمة 485:2، والآية من سورة القلم 4:68.] عالياً |بحمد اللَّه| ومعنى قوله صلى الله عليه و آله: 'خُلقه خُلقي' من أحسن الكِنايات عن انتِقام المَهديّ عليه السلام من الكفّار للدِّين، كما كان النبيّ صلى الله عليه و آله، وقد قال اللَّه تعالى 'وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ'.

[في المصدر: كرمه وشرفه.]

قال عليّ بن عيسى في كتاب "كشف الغُمّة" بعد أن ذكَر ذلك: العجَبُ |من| قوله: 'أحسن الكِنايات' إلى أخِر الكلام، ومن أين يَحْجُر على الخُلق فجَعله مقصوراً على الانتِقام فقَط، وهو عامٌّ في جميع أخلاقِ النبيّ صلى الله عليه و آله من كَرمه، وزُهده،

[أي كشف الغمة.] وعِلمه، وحِلمه، وشَجاعته، وغير ذلك من أخلاقه التي عدَدتُها صدرَ هذا الكتاب!

[كشف الغمة 486:2.] وأعجَب من قوله ذِكره الآية |دليلاً| على ما قرّره.

[في المصدر: حسنٌ رزقناه.]

2238/الثالث والأربعون ومائة: بإسناده عن عبداللَّه بن عمر، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يَخْرُج المَهديّ من قريةٍ يُقال لها كرعة.

قال: هذا حديثٌ حسَنٌ رويناه

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 510.] عالياً، أخرَجه |أبو| الشيخ الأصفهاني في عواليه كما سُقناه.

[في النسخة: عبيداللَّه، وما أثبتناه من البيان.]

2239/الرابع والأربعون ومائة: بإسناده عن عبداللَّه |بن عمرو|،

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 511، كشف الغمة 486:2.] قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يخرُج المهديّ وعلى رأسه غَمامة فيها مُنادٍ يُنادي: هذا المَهديّ خليفة اللَّه |فاتّبعوه|.

قال: هذا حديثٌ حسَنٌ ما رويناه عالياً إلّا من هذا الوَجه.

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 512، كشف الغمة 486:2.]

2240/الخامس والأربعون ومائة: بإسناده عن عبداللَّه بن عمرو، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يَخْرُج المَهديّ وعلى رأسه مَلَك ينادي: |إنّ| هذا المَهديّ فاتّبِعوه.

قال: هذا |حديث| حسَن، روَتهُ الحُفّاظ والأئمّة من أهل الحديث كأبي نُعيم، والطَّبَراني وغيرِهما.

[في البيان: والجسم.]

2241/السادس والأربعون ومائة: بإسناده عن حُذَيْفَة، أ نّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: |المهديّ| رجلٌ مني، لونُه لون عربيّ، وجسمه

[في المصدر: حسن رزقناه.] جسمٌ إسرائيليّ، على خدّه الأيَمن خالٌ، كأ نّه كوكبٌ دُرّيّ، يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جَوراً، يرضى بخلافته أهل الأرض وأهل السّماء، والطَّير في الجَوّ.

قال: |هذا| حديثٌ حَسَنٌ، رويناه

[في المصدر: وسنده.] عالياً بحَمد اللَّه، عن جَمٍّ غَفيرٍ من أصحاب الثَّقَفي، وإسناده

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 513، كشف الغمة 486:2.] معروفٌ عندَنا.

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 514، كشف الغمة 487:2، وتقدم في الحديثين 9 و84 من هذا الباب.]

2242/السابع والأربعون ومائة: بإسناده عن أبي اُمامة الباهلي - وقد مرّ - قال: هذا سياق الطَّبراني في "معجمه الأكبر".

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 515، كشف الغمة 487:2، وتقدم في الحديث 24 من هذا الباب.]

2243/الثامن والأربعون ومائة: وعنه، وذكر حديث أ نّه عليه السلام أفرَق الثَّنايا، وقد تقدّم عن عبدالرحمن بن عَوف. قال: كذا أخرَجه أبو نُعَيم الحافِظ في عواليه.

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 516، وتقدم في الحديث 70 من هذا الباب.]

2244/التاسع والأربعون ومائة: بإسناده عن أبي هُرَيْرَة، عن النبيّ صلى الله عليه و آله في حديث: أ نّه يَفْتَح اللَّه القُسطَنْطِينيّة على يَدِه. وقد مرّ، قال: هذا سياق الحافظ أبي نُعَيم، وقال: هذا هو المَهديّ بلاشَكّ، وَفْقاً بين الرّوايات.

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 518، وتقدم في الحديث 108 من هذا الباب.]

2245/الخمسون ومائة: وعنه، عن قيس بن جابر، عن أبيه، عن جَدّه، عن النبيّ صلى الله عليه و آله حديث: ملوك جَبابرة، ثمّ يخرُج، وقد مرّ، قال: هكذا رواه أبو نُعَيم الحافِظ في "فوائده" والطَّبَراني في "مُعجَمه الأكبَر".

[المعجم الكبير للطبراني 7644/146:8، وتقدم في الأحاديث 147، 84، 9 من هذا الباب.]

2246/الحادي والخمسون ومائة: وعنه، عن أبي اُمامة، قال: خطبنا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله... وقد مرّ.

قال: |هذا| حديث حَسَنُ المَتْن، رواه الحافظ أبو القاسم الطبراني في "معجمه الأكبر".

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 519، وتقدم في الأحاديث 151، 149، 84، 9 من هذا الباب.]

2247/الثاني والخمسون ومائة: وعنه، عن أبي اُمامة، قال: خطبنا رسول اللَّه. وقد مرّ، قال: هذا حديثٌ حسَنْ، هكذا رَواه أبو نُعَيم الأصفهاني.

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 519، وتقدم في الأحاديث 72، 67، 11، وغيرها من هذا الباب.]

2248/الثالث والخمسون ومائة: وعنه، عن أبي سعيد الخُدريّ، عن النبيّ صلى الله عليه و آله، وهو حديث تَنَعُّم الاُمّة، وقد مرّ.

قال: هذا حديثٌ حَسَنُ المَتْن، رواه الحافظ أبو القاسم الطَّبَراني في "مُعْجَمِه الأكبر".

[محمد صلى الله عليه و آله" ليس في المصدرين.]

2249/الرابع والخمسون ومائة: عنه، عن ثَوْبان، قال: قال النبيّ صلى الله عليه و آله: يُقْتَل عند كنزكم ثلاثة، وقد مرّ.

قال: هذا حديثٌ حسَنُ المَتْن، وقع علينا عالياً من رواية ثَوْبان، وفيه دليل على شَرَف المهديّ بكونه خليفة اللَّه في الأرض على لسان أصدق ولد آدم عليه السلام محمّد صلى الله عليه و آله،

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 520، كشف الغمة 488:2، والآية من سورة المائدة 67:5، وتقدم في الحديث 103 من هذا الباب.] وقد قال اللَّه تعالى: 'يَا أَيُّهَا الَّرسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ' الآية.

[حلية الأبرار 118/718:2.]

2250/الخامس والخمسون ومائة: قال الشَّعْبيّ، وهو من المُنحَرِفين عن أمير المؤمنين عليه السلام من علماء العامّة: إعلَم أ نّ رواياتنا نحن وأكثر أهل الإسلام أيضاً أ نّ نبيّنا صلى الله عليه و آله قال: لابُدّ من مهديّ من وُلدِ فاطمة ابنته عليهاالسلام يظهر فيملأ الأرضَ عدلاً وقِسطاً، كما مُلئِت من غيره ظُلماً وجَوراً.

قال السيّد ابن طاوُس: وقد روى ذلك أيضاً جماعة من رجال المذاهب الأربعة في كتبهم، وأجمَع عليه أهلُ الإسلام، ثمّ ذكر من رواياتِهم الكثيرة ما رَويناه هنا وغيره.

[عقد الدرر: 69، حلية الأبرار 119/718:2.]

2251/السادس والخمسون ومائة: من كتاب "عقد الدرر" من طريق المُخالفين، بسنده إلى الحسين بن علي عليهماالسلام، أ نّه قال: لو قام المهديّ لأنكَره النّاس، لأ نّه يرجِع إليهم شابّاً مُوفّقاً، و|إنّ| من أعظم البَليّةِ أن يخرُج إليهم صاحِبُهم شاباً وهم يَحْسَبونه شيخاً كبيراً.

[زاد في المصدر: أو ثمان.]

2252/السابع والخمسون ومائة: ومن "المستدرك على الصّحيحَين" لأبي عبداللَّه الحاكم، يرفعه إلى أبي سعيد الخُدري، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: ينزِل باُمّتي في آخِر الزَّمان بلاءٌ شديدٌ من سُلطانِهم لم يُسْمَع ببلاءٍ أشدّ منه، حتّى تَضيق عنهم الأرض الرّحبة، وحتّى تُملأ الأرضُ جَوراً وظُلماً، ولايَجِد المؤمن مُلتَجَأً يلتجئ إليه من الظُّلم، فيبعَث اللَّه عزّ وجلّ رجلاً من عِترتي، فيملأ الأرضَ قِسطاً وَعْدلاً كما مُلئت جَوراً وظُلماً، يرَضى عنه |ساكن السماء و| ساكِن الأرض، لاتدّخر الأرضَ شيئاً مِن بَذْرِها إلّا أخرَجته، ولا السّماء مِن قَطْرِها شيئاً ألّا صبّه اللَّه عليهم مِدراراً، يعيش فيهم سبع سِنين،

[المستدرك على الصحيحين 465:4.] أو تسع، يتمَنّى الأحياءُ الأمواتَ مِمّا صَنَع اللَّه عزّ وجلّ بأهلِ الأرضِ من خير.

[عقد الدرر: 292 عن حذيفة بن اليمان، إحقاق الحق 208:13 عن الطبراني.]

2253/الثامن والخمسون ومائة: من "معجم الطَّبراني" و"مناقب المهديّ" لأبي نُعَيم الحافِظ، بسنَدِهما إلى جابر بن عبداللَّه الأنصاري، قال: سمِعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: يلتفتُ المهديّ وقد نزَل عيسى بن مريم، كأنّما يَقطُر من شعره الماء، وساق حديثه، وفي آخِره: قام عيسى حتّى جَلَس بالمَقام، فيُبايعه... الحديث.

[عقد الدرر: 292، إحقاق الحق 199:13 عن الفتن.]

2254/التاسع والخمسون ومائة: من كتاب "الفتن" للحافظ أبي عبداللَّه نُعَيم ابن حَمّاد، يرفَعه إلى أبي سعيد الخُدريّ، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: منّا الذي يُصلّي عيسى بنُ مريم خَلْفَه.

[عقد الدرر: 293، الحاوي للفتاوي 65:2.]

2255/الستون ومائة: ومن كتاب "الفتن" يرفعه إلى هِشام بن محمّد، قال: المهديّ من هذه الاُمّة هو الذي يؤمّ عيسى بن مريم عليه السلام.

[عقد الدرر: 293، الحاوي للفتاوي 65:2.]

2256/الحادي والسّتون ومائة: ومن "حلية الأولياء" في حديث طويل، قال فيه: وجلّهم - يعني المسلمين - في بيت المقدس، إمامُهم المهديّ رَجلٌ صالح، فبينا إمامهم قد تقدّم يُصلّي بهم الصّبح، إذ نزَل عيسى بنُ مريم، حتّى كبَّر للصُبحِ، فيرجِع ذلك الإمام يَنْكِص ليُقدِّم عيسى ليُصلّي بالنّاس، فَيَضَع عيسى يَدَيه بين كَتِفَيْه فيقول: تقدّم فصَلِّها، فإنّها لكَ اُقيمَت، فيُصلّي بهم إمامُهم.

[الرُّضاض: دُقاق الشي ء وفُتاته، أي مارُضّ منه.]

2257/الثاني والسّتون ومائة: ومن كتاب "العرائِس" لأبي إسحاق الثَّعْلَبي، بإسناده إلى تَميم الدّاري، قلت: يا رسول اللَّه، إنّي مررتُ بمدينةٍ صِفَتُها كَيْت وكيت، قريبة من ساحِل البَحر.

فقال النبيّ صلى الله عليه و آله: تلِك أنطاكية، أما إنّ في غارٍ من غيرانها رُضَاضاً

[في المصدر: حتى يسكنها.] من ألواح موسى، وما |من| سحابةٍ شرقيّة ولاغربيّة تَمُرّ عليها إلّا ألقَت عليها من بركاتها، ولن تذهَب الأيّام واللّيالي حتّى يَمْلِكها

[عرائس القرآن: 186.] رجلٌ من أهل بَيتي يملأها قسطاً وعَدلاً كما مُلِئت جَوْراً وظُلماً.

[في الإحقاق: فضائل الكوفة.]

2258/الثالث والسّتون ومائة: ومن كتاب "فضل الكوفة"

[في الإحقاق: المهدي تسعاً.] لأبي عبداللَّه محمّد بن عليّ العلوي، يرفعه إلى أبي سعيد الخُدريّ، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يَمْلِكُ المَهديّ النّاس سبعاً

[إحقاق الحق 258:13 عن فضائل الكوفة.] أو عشراً، أسعَد النّاس به أهل الكوفة.

[حلية الأبرار 720:2 عن الردّ على الزيدية.]

2259/الرابع والسّتون ومائة: ومن كتاب "الرّدّ على الزّيديّة" للشيخ |أبي| عبداللَّه جعفر بن محمّد بن أحمد الدُّوريستي، من طريق المخالفين، بإسناده عن سليمان بن إسحاق بن عليّ بن عبداللَّه بن العَبّاس، قال: حدّثني أبي، قال: كنتُ يوماً عند الرّشيد، فذُكر المهديّ وماذُكر من عَدْله، فأُطنِب في ذلك.

فقال الرّشيد: إنّي أحسَبُكم تَحْسبُونه أبي المَهديّ، حدّثني أبي عن أبيه، عن جَدّه، عن ابن عبّاس، عن أبيه العَبّاس بن عبد المُطَّلب، أ نّ النبيّ صلى الله عليه و آله، قال له: يا عَمّ، يَملِك من ولدي اثنا عشَر خليفة، ثمّ تكون اُمورٌ كريهةٌ وشِدّةٌ عظيمةٌ، ثمّ يَخْرُج المهديّ من ولدي، يُصلِح اللَّه أمرَه في ليلةٍ، فيملأ الأرضَ عدلاً كما مُلئِت جَوْراً، ويمكُث في الأرضِ ما شاء اللَّه، ثمّ يَخْرُج الدّجّال.

["أخو إمام" ليس في المصدر.]

2260/الخامس والسّتون ومائة: موّفق بن أحمَد الخوارزمي، بإسناده عن سلمان المحمّدي، قال: دخلتُ على النّبيّ صلى الله عليه و آله وإذا الحسين على فَخِذه وهو يُقَبّل عَيْنَيه ويَلْثِم فاه، ويقول: أنت سيّد ابن سيّد أبو سادةٍ، أنت إمام ابن إمام أخو إمامٍ

["اخو حجة" ليس في المصدر.] أبو الأئمّة، أنت حُجّة، ابن حُجّة، أخو حُجّة،

[مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي 146:1.] أبو حُجَجٍ تِسْعة مِن صُلبِك، تاسِعُهم قائمهُم.

[في النسخة: يقول.]

قال مصنّف هذا الكتاب: هذه الرّوايات كلّها من طرق العامّة، وهي أكثر ممّا ذكَرنا، اقتصَرتُ على هذا القَدر لأ نّه يطول الكتاب بالزّيادة على ذلك وهو يؤثر الضَّجر والملَل، وفيما ذكرتُه كفاية للمُنصِف.

فإن قلت: فيما ذكرتَه من الرّوايات، تَكْرارٌ في بعضها، فما الحاجة إلى ذكرها مرّة ثانية؟

قلت: ما ذكَرتُه وإن كان فيه تَكْرار، ولكنّ النّقلة والمُصَنّفين مختَلِفون، بعضُهم يَزيد وينقُص في روايته، وبعضُهم يَحكُم بصِحّة ما رَواه ويُحسّنه ويجْعَلُه عالياً، وهو من مقبول

[الحِلى: جميع حِلية، الخَصْلَة.] الحديث ومرجّحاته كما هو مذكورٌ في الأُصول، والتَّكْرار في القليل من هذه الرّوايات لهذه النُكَت التي ذَكَرْتُها، واللَّه سبحانه وتعالى هو المُوّفق.

/ 31