غایة المرام و حجة الخصام فی تعیین الإمام جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غایة المرام و حجة الخصام فی تعیین الإمام - جلد 3

سید هاشم بن سلیمان بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تكليم أصحاب الكهف علياً


1925/الأوّل: أبو الحسن الفقيه ابن المغازلي الشافعي، في كتاب "مناقب أمير المؤمنين عليه السلام"، باسناده عن أنس بن مالك، قال: اُهدي لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله بِساطٌ من بَهَنْدَف،

[في النسخة: خندف، وما أثبتناه من المصدر، وبَهَنْدَف: بُليد في آخر النهروان بين بادريا وواسط، من أعمال كسكر.] فقال لي: يا أنس، ابْسُطه. فبسطته، ثمّ قال: ادعُ العَشرَة فدعوتهم، فلمّا دَخَلوا أمرهم بالجُلوس على البِساط، ثمّ دعا عليّاً عليه السلام فناجاه طويلاً، ثمّ رَجَع عليّ فجلس على البِساط، ثمّ قال: يا رِيح احملينا. فحملتنا الرِّيح، قال: فاذا البِساط يَدِفّ بنا دفّاً،

[أي يسير سيراً ليناً.] ثمّ قال: يا رِيح ضَعِينا. ثمّ قال: تدرون في أيّ مكانٍ أنتم؟ قلنا: لا. قال: هذا موضع الكهف والرقيم، قوموا فسلّموا على إخوانكم.

فقُمنا رجلاً رجلاً، فسلّمنا عليهم، فلم يَرُدّوا علينا، فقام عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال: السلام عليكم معاشر الصّدِّيقين والشُّهداء. قال: فقالوا: وعليك السلام ورحمة اللَّه وبركاته.

قال: فقلنا: ما بالهم ردّوا عليك، ولم يَرُدّوا علينا؟ قال: فقال: ما بالكم لم تَرُدّوا على إخواني؟ فقالوا: إنّا معاشر الصِّدِّيقين والشُّهداء، لا نُكلّم بعد الموت إلّا نبيّاً أو وصيّاً.

قال: يا ريح احملينا. فحملتنا تَدِفُّ بنا دفّاً، ثمّ قال: يا ريح ضَعِينا. فوضعتنا فاذا نحن بالحَرّة. قال: فقال عليّ عليه السلام نُدْرِك النبيّ صلى الله عليه و آله في آخر رَكْعة. فطوينا وأتينا، وإذا النبيّ صلى الله عليه و آله يقرأ في آخر رَكْعة: 'أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً'.

[مناقب ابن المغازلي: 280/232، والآية من سورة الكهف 9:18.]

1926/الثاني: الثعلبي، قد ذكر خبر البساط، وزاد فيه: قال: فصاروا إلى رَقْدَتهم إلى آخر الزمان عند خُروج القائم المهديّ عليه السلام، يقال: إنّ المهديّ عليه السلام يُسلّم عليهم فيُحييهم اللَّه تعالى له، ثمّ يَرْجِعون إلى رَقْدَتهم، فلا يقومون إلى يوم القيامة.

[العمدة: 733/373 عن الثعلبي.]

1927/الثالث: مجاهد، عن ابن عباس، أ نّه قال: دعا النبيّ صلى الله عليه و آله عليّ بن أبي طالب عليه السلام ذات يومٍ فقال: يا علي، ائتني ببساطٍ. فأتى به فَبَسَطه، ثمّ دعا أبا بكر فأقعده على العُروة الاُولى، ثمّ دعا عُمَرَ فأقعده على العُروة الثانية، ثمّ دعا عمّار ابن ياسر فأقعده على العُروة الثالثة، ثمّ دعا سلمان فأقعده على العُروة الرابعة، ثمّ دعا عليّ بن أبي طالب فأقعده على وسطه، ثمّ رفع يده إلى السماء فقال: اللهمّ إنّك أمرت الريح أن تُطيع سليمان بن داود فأطاعت، فَأذن لها |أن| ترفع هذا البساط في الهواء. فجاءت ريحٌ غير مُؤذية، فرفعت البِساط في الهواء، فوضعته في بلاد الروم عند أصحاب الكهف الذين آمنوا بربّهم.

قال: فالتفت القوم بعضهم إلى بعضٍ، فقال لهم عليّ بن أبي طالب: مالي أراكم يلتفت بعضكم إلى بعض! قالوا: يا أبا الحسن، أين نحن؟ فقال: أنتم ببلاد الروم عند أصحاب الكهف الذين آمنوا بربّهم. فقام أبو بكر و دنا إلى باب الكهف، وأصغى باُذنه طويلاً، فسَمِع من أهل الكهف هَمْهَمةً شديدةً، فقال: السلام عليكم يا أصحاب الكهف، أفتية آمنتم بربّكم. فلم يُجِبه أحدٌ، فانصرف أبو بكر، وجلس مجلسه، فقام عمر هكذا، وعمار وسلمان |على| هذا الرسم.

ثمّ قام عليّ المرتضى عليه السلام، ودنا إلى الكهف، وأصغى باُذنه، فسَمِع من أهل الكهف هَمْهَمةً شديدةً، فقال: السلام عليكم يا أصحاب الكهف، أفتية آمنتم بربكم. فقالوا: عليك السلام، يا وصيّ رسول اللَّه، إنّا اُمِرنا أن لا نُجيب داعياً إلّا لنبيّ أو وصيّ نبيّ، فعليك السلام. اقرأ محمداً منّا السلام. فانصرف عليّ وجلس مجلسه، ثمّ رفع يده إلى السماء، فقال: اللهمّ استجب دعوة نبيّ |اللَّه|؛ ودعا بدعواتٍ، فجاءت ريحٌ غير مُؤذيةٍ، فرَدّت البساط إلى المدينة، حتّى وضعته بين يدي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فقام علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: يا رسول اللَّه، إنّهم يقرؤنك السلام ويقولون: إنّا اُمِرنا أن لا نُجِيبُ داعياً إلّا لنبيّ أو وصيّ نبيّ.

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: أبشر يا عليّ، فَو الذي بعثني بالحقّ نبيّاً، لقد فضّلك اللَّه وكرّمك على جميع الاُمّة.

1928/الرابع: أبو القاسم علي بن موسى بن طاوُس في كتاب "سعد السعود"، نقله من طريق العامة، قال: ومن |كتاب| التفسير تأليف أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد القزويني، من تفسير سورة الكهف، باسناده عن محمد بن أبي يعقوب الجوّال الدِّينَوَري، قال: حدّثني جعفر بن نصر بحِمص، قال: حدّثنا عبد الرزّاق، عن مَعْمَر، عن ثابت، عن أنس بن مالك، قال: اُهدي لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله بِساطٌ من قريةٍ يقال لها بَهَنْدَف، فقعد عليه عليّ عليه السلام وأبو بكر وعمر وعثمان والزُّبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد، فقال النبيّ صلى الله عليه و آله: يا علي، قُل: يا ريح احْمِلينا. فقال علي عليه السلام: ياريح احملينا، فحملتهم حتّى أتوا أصحاب الكهف، فسلّم أبو بكر وعمر، فلم يَرُدّوا عليهما السلام، ثمّ قام عليّ عليه السلام فسلم، فردّوا عليه السلام.

فقال أبو بكر: يا عليّ، ما بالهم ردّوا عليك، وما ردّوا علينا؟ فقال لهم عليّ عليه السلام، فقالوا: إنّا لا نَرُدّ بعد الموت إلّا على نبيّ، أو وصيّ نبيّ. ثمّ قال عليّ: يا ريح احملينا، فحملتنا، ثمّ قال: ياريح ضَعينا. فوضعتنا، فوكز

[أي ضربها.] برجله الأرض، فتوضّأ عليّ وتَوَضّأنا.

ثمّ قال: يا ريح احْمِلينا. فحَمَلتنا، فوافينا المدينة والنبيّ صلى الله عليه و آله في صلاة الغَداة، وهو يقرأ: 'أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً'،

[الكهف 9:18.] فلمّا قضى النبيّ صلى الله عليه و آله الصلاة، قال: يا عليّ، أتُخبِروني عن مسيركم أم تُحِبّون أن اُخْبِركم؟ قالوا: بل تُخْبِرنا يا رسول اللَّه. فقال أنس: فقَصّ القصة كأ نّه معنا.

[سعد السعود: 112.]

1929/الخامس: صاحب "ثاقب المناقب" من طريق العامة، قال: حدّث مَعْمَر، عن الزُّهري، عن قَتادة، عن أنس، قال: كُنّا جلوساً في المسجد عند النبيّ صلى الله عليه و آله وقد كان اُهدي إليه بِساطٌ، فقال: ادعُ عليّ بن أبي طالب، فدعوته، ثمّ أمرني أن أدعو أبا بكر وعمر وجميع الصحابة، فدعوتهم كما أمرني نبيّ اللَّه، وأمرني أن أبْسُطَ البِساط، فبسطته، ثمّ أقبل على عليّ عليه السلام وأمره بالجلوس على البِساط، وأمر أبا بكر وعمر وعثمان بالجُلوس مع أمير المؤمنين، وجلستُ مع من جلس، فلمّا استقرّ بنا المجلس أقبل على عليّ عليه السلام وقال: يا أبا الحسن، قل: يا ريح الصَّبا،

[الصَّبَا: ريح مَهَبُّها من مشرِق الشمس، إذا استوى الليلُ والنهار.] احمليني، واللَّه خليفتي عليك، وهو حسبي ونعم الوكيل.

قال أنس: فنادى أمير المؤمنين عليه السلام كما أمره النبيّ صلى الله عليه و آله فوالذي بعث محمداً بالحقّ نبياً، ما كان إلّا هُنيئة حتّى صِرنا في الهواء، ثمّ نادى: يا ريح الصَّبا ضعيني، فاذا نحن في الأرض، فأقبل علياً، وقال: يا معاشر الناس، أتدرون أين أنتم؟ وبمن قد حَلَلتُم؟ فقلنا: لا. فقال أمير المؤمنين علي عليه السلام: أنتم عند أصحاب الكهف والرقيم الذين كانوا من آياتنا عجباً، فمن أحبّ أن يُسلّم |على| القوم فليَقُم. فأوّل من قام أبو بكر، فسلّم على القوم فلم يَرُدّوا عليه الجواب، ثمّ قام عمر فسَلّم عليهم فلم يَرُدّوا عليه الجواب، فلم يزل القومُ يقومون واحداً بعد واحدٍ ويُسلّمون، ولم يَرُدّوا عليهم الجواب، إلى أن قام أمير المؤمنين عليه السلام، فنادى: السلام عليكم أيّها الفِتية، فتية أهل الكهف والرقيم، الذين كانوا من آياتنا عجباً. فقالوا: وعليك السلام ورحمة اللَّه وبركاته أيّها الامام، وأخا سيّد الأنام محمّد عليه السلام.

فلمّا سَمِع القومُ كلامهم لأمير المؤمنين عليه السلام قالوا: يا أبا الحسن، بحقّ ابن عمّك محمّد صلى الله عليه و آله اسأل القوم: ما بالهم سلّمنا عليهم، فلم يَرُدّوا علينا السلام؟ فقال عليه السلام: أيّتها الفتية، ما بالكم لم تَرُدّوا السلام على أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله؟

قالوا: يا أبا الحسن، قد اُمِرنا أن لا نُسلّم إلّا على نبيٍّ أو وصيّ نبيّ، وأنت خير الوصيّين، وابن عمّ خير النبيّين، وأنت أبو الأئمّة المهديّين، وزوج فاطمة سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين، وقائد الغُرّ المُحجّلين إلى جنّات النعيم.

فلمّا استتم القوم كلامهم أمرهم بالجُلُوس على البِساط، ثمّ نادى: يا ريح الصَّبا، احمليني. فإذا نحن في الهواء ما شاء اللَّه، ثمّ قال: يا ريح ضعيني. فاذا نحن في الأرض، فوكز الأرض برجله، فاذا نحن بعين ماءٍ، فقال: معاشر الناس، تَوَضّؤوا للصلاة، فانّكم تُدْرِكون صلاة العصر مع النبيّ صلى الله عليه و آله، قال: فتَوضّأنا، ثمّ أمَرَنا بالجلوس على البِساط، فجلسنا، ثمّ قال: يا ريح الصَّبا احمليني. فاذا نحن في الهواء، قال: يا ريح ضعيني. فاذا نحن في مسجد رسول اللَّه، وقد صلّى رَكْعةً واحدةً، فصلّينا معه مابقي من الصلاة وما فات بعده، وسلّمنا على النبيّ صلى الله عليه و آله، فأقبل بوجهه علينا، وقال: يا أنس: أتُحدّثني أم اُحدّثك؟ فقلت: الحديث منك أحسن. فحَدّثني حتّى كأ نّه معنا.

[الثاقب في المناقب: 160/173.]

ثمّ قال عَقيب ذكره هذا الحديث: قال عليّ بن موسى بن طاوُس: هذا الحديث رويناه من عِدّة طُرق مذكورات، وإنّما ذكرناه هنا لأ نّه من رجال الجمهور، وهم غير متّهمين فيما يَنْقُلونه لمولانا عليّ عليه السلام من الكَرَامات.

[سعد السعود: 113.]

السطل والمنْديل والقدس


1930/الأوّل: ابن المغازلي الشافعي، باسناده عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لأبي بكر وعمر: امضيا إلى عليّ حتى يُحدّثكما ما كان منه في ليلته، وأنا على أثركما.

قال أنس: فمضيا ومضيتُ معهما، فاستاذن أبو بكر وعمر على عليّ عليه السلام فخرج إليهما، فقال: يا أبا بكر، حَدَث شي ء؟ قال: لا، وما يَحْدُث إلّا خير. قال لي النبيّ صلى الله عليه و آله ولعمر أيضاً: امضيا إلى عليّ يُحدّثكما ما كان منه في ليلته.

وجاء النبيّ صلى الله عليه و آله فقال: يا عليّ، حَدّثهما ما كان منك في ليلتك. فقال: أستحيي يا رسول اللَّه. فقال: حدّثهما، إنّ اللَّه لا يستحيي من الحقّ.

فقال عليّ عليه السلام: أرَدْتُ الماء للطَّهارة وأصبحتُ وخِفْتُ أن تفوتني الصلاة، فَوَجّهتُ الحسن في طريق، والحسين في طريق، في طلب الماء، فأبطيا عليَّ، فأحزنني ذلك، فرأيت السقف قد انشقّ، ونزل عليّ منه سَطْلٌ مُغَطّىً بمِنْدِيل، فلمّا صار في الأرض نَحّيتُ المِنْدِيل عنه، فاذا فيه ماءٌ، فَتَطَهّرتُ للصلاة، واغتسلت وصلّيت، ثمّ ارتفع السَّطل والمِنْدِيل، والتأم السَّقف.

فقال النبيّ صلى الله عليه و آله: أمّا السَّطل فمن الجنّة، وأمّا الماء فمن نهر الكَوْثَر، وأمّا المِنْدِيل فمن استبرق الجنّة، فمن مثلك يا عليّ في ليلتك وجَبْرَئيل يَخْدُمك!

[مناقب ابن المغازلي: 139/94.]

1931/الثاني: صاحب كتاب "المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة"، باسناده عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لأبي بكر وعمر: امضيا إلى عليّ عليه السلام حتّى يُحدّثكما ما كان منه في ليلته، وأنا على أثركما، قال: فمضيا فاستأذنا على عليّ عليه السلام، فخرج إلينا فقال: أحدث شي ء؟ قلنا: لا، بل قال لنا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: امضيا إلى عليّ يُحدّثكما ما كان منه في ليلته. فجاء النبي صلى الله عليه و آله فقال: يا عليّ، حدّثهما ما كان منك في ليلتك. فقال: إنّي لأستحيي يا رسول اللَّه. فقال: حَدّثهما، فانّ اللَّه لا يستحيي من الحقّ.

فقال عليّ عليه السلام: إنّي البارحة أرَدْتُ الماء للطهارة، وقد أصبحت وخِفتُ أن تَفُوتني الصَّلاة، فَوَجّهتُ الحسن في طريقٍ، والحسين في اُخرى، فأبطيا عليّ، فأحزنني ذلك، فبينما أنا كذلك فاذا السقف قد انشقّ، ونزل منه سَطْلٌ مُغَطّىً بمِنْدِيل، فلمّا صار في الأرض نَحّيتُ المِنْدِيل، فاذا فيه ماءٌ، فتطّهرت للصلاة، واغتسلت بباقيه، وصلّيت، ثمّ ارتفع السَّطْل والمِنْدِيل والتأم السقف.

فقال النبيّ صلى الله عليه و آله لعليّ ولهما: أمّا السَّطْل فمن الجنّة، و|أمّا| الماء فمن نهر الكوثر، والمِنْدِيل فمن استبرق الجنّة، من مثلك يا عليّ وجِبْرِيل في ليلتك يَخْدُمك!

1932/الثالث: موفّق بن أحمد، باسناده عن أنس بن مالك، قال: صلّى بنا النبيّ صلى الله عليه و آله صلاة العصر، وأبطأ في رُكوعه في الرَّكْعَة الأولى، حتّى ظننّا أ نّه قد سها وغَفَل، ثمّ رفع رأسه، وقال: سَمِع اللَّه لمن حَمِده، ثمّ أوجز في صلاته وسلّم، ثمّ أقبل علينا بوجهه كأ نّه القمر ليلة البدر في وسط النجوم، ثمّ جثا على رُكبتيه، وبَسَط قامته، حتّى تلألأ المسجد بنُور وجهه صلوات اللَّه عليه ثمّ رمى بطرفه إلى الصفّ الأوّل يَتَفَقَّد أصحابه رجلاً رجلاً، ثمّ رمى بطرفه إلى الصفّ الثاني، ثمّ رمى بطرفه إلى الصفّ الثالث يَتَفَقَّدهم رجلاً رجلاً، ثمّ كَثُرت الصفوف على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ثمّ قال: ما لي لا أرى ابن عمّي عليّ بن أبي طالب؟ يا بن عمّي، فأجابه عليّ عليه السلام من آخر الصفوف، وهو يقول: لبّيك لبيّك يا رسول اللَّه، فنادى النبيّ صلى الله عليه و آله: بأعلى صوته: يا عليّ، ادنُ منّي. قال: فما زال يَتَخطّى الصفوف وأعناق المهاجرين والأنصار مُمتدّة إليه، حتّى دنا المصطفى من المرتضى،

[في المصدر: فما زال عليّ يتخطّى أعناق المهاجرين والأنصار حتّى دنا من المصطفى.] فقال له النبيّ صلى الله عليه و آله: ما الذي خَلّفك عن الصفّ الأوّل؟

قال: كنتُ على غير طهور، فأتيت منزل فاطمة، فناديت: يا حسن، يا حسين، يا فضّة، فلم يُجبني أحدٌ، فاذا بهاتف يَهْتِف بي من ورائي، وهو ينادى: يا أبا الحسن، يا بن عمّ النبيّ الْتَفِت، فَالتفتُّ فإذا أنا بسَطْلٍ من ذهبٍ فيه ماء، وعليه مِنْدِيلٌ، فأخذتُ المِنْدِيل ووضعته على مَنْكِبي الأيمن، وأومأت إلى الماء، فاذا الماءُ يفَيضُ على كَفّي، فَتَطهّرت وأسبغت الوضوء، ولقد وجدته في لِين الزُّبْد، وطَعْم الشَّهْد، ورائحة المِسْك، ثمّ التفتُّ فلا أدري مَن وَضَع السَّطْل والمِنْدِيل، ولا أدري من أخَذَه.

فَتَبسّم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في وجهه، وضمّه إلى صدره، وقَبّل ما بين عينيه، ثمّ قال: يا أبا الحسن، ألا اُبشّرك أنّ السَّطْل من الجنّة، والماء والمِنْدِيل من الفِردَوس الأعلى، والذي هيّأك للصلاة جَبْرَئيل، والذي مَنْدَلَك مِيكائيل عليه السلام، والذي نفس محمدٍ بيده، ما زال إسرافيل قابضاً بيده على رُكبتي

[في المصدر: قابضاً على منكبي بيده.] حتّى لَحِقت معي الصلاة، أفَيَلُومُني الناس على حُبّك، واللَّه تعالى وملائكته يُحِبّونك من فوق السماء!

[مناقب الخوارزمي: 215.]

1933/الرابع: الفقيه أبو الحسن بن شاذان، في "المناقب المائة" من طريق العامة، عن ابن عباس، قال: صلّى بنا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله صلاة العصر، ثمّ قام على قدميه، فقال: من يُحِبّني ويُحِبّ أهل بيتي، فَلْيَتبعني. فَاتّبعناه بأجمعنا حتّى أتى منزل فاطمة عليهاالسلام، فَقَرَع الباب قرعاً خفيفاً، فخرج إليه عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وعليه شَمْلة،

[الشَّمْلَة: كساء من صوف أو شعر يُتَغَطّى به ويُتَلَفّف به.] ويده مُلَطَّخة بالطين، فقال له: حَدّث الناس بما رأيت أمس.

فقال عليّ عليه السلام: نعم فِداك أبي واُمّي يا رسول اللَّه، بينا أنا في وقت الظهر أردت الطهور، فلم يَكُن عندي الماء، فَوَجّهت الحسن والحسين في طلب الماء، فأبطيا عليّ، فاذا بهاتِف يَهْتِف: يا أبا الحسن، أقْبِل على يمينك، فالتفتُّ فاذا أنا بقُدَسٍ

[القُدَس: الَقدَح، ويُطْلَق على السَّطل أيضاً.] من ذهبٍ مُعَلّق، فيه ماءٌ أشدّ بياضاً من الثلج، وأحلى من العَسَل، فوجدتُ فيه رائحة الورد، فتوضّأت منه، وشَرِبت جرعاتٍ، ثمّ قطرت على رأسي قطرة، وجدتُ بَرْدَها على فؤادي.

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: هل تدري من أين ذلك القُدَس؟ قال: اللَّه ورسوله أعلم. قال: القُدَس من أقداس الجنّة، والماء من |تحت| شجرة طُوبى، أو قال: من نهر الكوثر، وأمّا القطرة من تحت العرش، ثمّ ضَمّه إلى صدره، وقبّل بين عينيه، ثمّ قال: حبيبي مَن كان خادمه جَبْرَئيل بالأمس.

[مائة منقبة: 42/73.]

/ 31