غایة المرام و حجة الخصام فی تعیین الإمام جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غایة المرام و حجة الخصام فی تعیین الإمام - جلد 3

سید هاشم بن سلیمان بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

امر خالد بقتل أميرالمؤمنين


1657/الأوّل: صاحب كتاب "الصراط المستقيم" رواه عن جماعة من العامة، قال: لمّا بَغَض عَبَدة العِجل هارون ومن معه سَمّوهم رافضةً، فاُجري ذلك الاسم على شيعة عليّ عليه السلام، لمناسبته لهارون وشيعته، وهمّوا بقتل هارون، فكذلك العُمَران واطئا خالداً على قتل عليّ عليه السلام، فبعثت أسماء بنت عُميس زوجة أبي بكر خادمها

[في المصدر: خادمتها.] تقول له: 'إِنَّ المَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ'.

[القصص 20:28.]

فقال عليه السلام: رَحِمها اللَّه، ومن يَقْتُل الطوائف الثلاث قبل ذلك! فنَدِم أبو بكر، وأطال الجُلوس، ثمّ نهاه، فرأى عليّ عليه السلام السيف مع خالد وقال له: لو كنت فاعلاً؟! قال خالد: إي واللَّه.

قال عليّ عليه السلام: كَذَبت، أنت أجبن خلقه، لست من ذلك، أما واللَّه لولا ما سبق به القضاء، لعلمت أي الفريقين شرّ مكاناً وأضعف جنداً.

ثمّ قال عليه السلام: أفبعد قول النبي صلى الله عليه و آله: من كنتُ مولاه فعليّ مولاه، أنتَ منيّ بمنزلة هارون من موسى؟ قال: نعم.فَقَبَض على صدره، فرغا كالبَكْر،

[رغا: صوّت وضجّ، والبَكر: الفتى من الإبل.] وانساغ في المسجد ببوله، فاجتمع الناس ليُخلّصوه، فقال الأوّل: واللَّه لو تمالأ

[أي تعاونوا واجتمعوا.] عليه أهل الأرض لما استنقذوه، ولكن نادوه بحقّ صاحب القبر، ففعلوا، فخلّى عنه، وقال عليه السلام: لو عَزَمتُ على ما هممت به لشققتك شِقّين.

[في نسخة: لشققتك شقّ الثوب.]

روى ذلك الحسن بن صالح، ووكيع، وعباد، عن أبي المِقدام، عن إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. قال سفيان وابن حيّ ووكيع: وكان ذلك سيئة لم تَتِمّ، وأسند نحو ذلك العوفي

[في المصدر: العرفي، وكذا ما بعدها.] إلى الصادق عليه السلام.

وأسند العوفي، إلى خالد بن عبد اللَّه القَسْريّ، أ نّه قال على المِنْبَر: لو كان في أبي تُرابٍ خير ما أمر أبو بكر بقتله. وهذا يَدُلّ على كون الخبر بذلك مستفيضاً، ولولا وصيّة النبيّ صلى الله عليه و آله لكان عليّ عليه السلام بالقبض على رؤوس أعدائه وضرب بعضها في بعضٍ حتّى يَنْشُر دِماغها مليّاً.

وفي رواية أبي ذَرّ أ نّه عَصر حَلْقَه بين الوسطى والسَّبابة حتّى صاح صيحةً مُنْكَرةً.

وفي رواية البَلَاذُري: شاله بهما، وضرب به الأرض، فدَقّ عُصْعُصَهُ، فأحدث مكانه، وبقي يقول: هما واللَّه أمراني. فقال عبد اللّات لزُفر: هذه مَشُورتك المَنْكُوسة.

قال ابن حَمّاد في ذلك:




  • تأمّل بعقلك ما أزْمَعُوا
    بهذا فسَلْ خالداً عنهمُ
    وقال الذي قال قبل السلام
    حديثاً رواه ثقات الحديث
    إلى ابن معيوبة
    إلى ابن معيوبة



  • وهمّوا عليه بأن يَفْعَلُوه
    على أيّ ما خطّة وافقوه
    حديثاً رووه فلم يُنكروه
    فما ضَعّفُوه وما علّلوه
    إلى ابن معيوبة



[في المصدر: أتى ابن معاوية.] في الصحيح

وزكّى الرواة الذي أسندوه

[الصراط المستقيم 323:1.]

1658/الثاني: ابن أبي الحديد في "الشرح"، قال: وقد روى كثيرٌ من المحدّثين أنّ علياً عليه السلام عَقيب يوم السقيفة تَظَلّمَ وتَألّم، واستنجد واستصرخ، حيث ساموه الحضور والبيعة، وأ نّه قال وهو يُشيرُ إلى القبر: يابن اُمّ، إنّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني، وأ نّه قال: واجعفراه ولا جعفر لي اليوم، واحمزتاه ولا حمزة لي اليوم.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 111:11.]

قال ابن أبي الحديد في "الشرح": قرأت في كتاب صنفّه أبوحيان التوحيدي في تقريظ الجاحظ، قال: نقلتُ من خطّ الصُّولي، قال الجاحظ: إنّ العباس بن عبد المطّلب أوصى عليّ بن أبي طالب عليه السلام في عِلّته التي مات فيها - وساق الكلام بطوله إلى أن قال -: واعلم أنّ كلّ دمٍ أراقه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بسيف عليّ عليه السلام وبسيف غيره، فانّ العرب بعد وفاته صلى الله عليه و آله عصبت تلك الدماء بعليّ بن أبي طالب عليه السلام وحده، لأ نّه لم يكن في رَهْطه من يستحقّ في شرعهم وسُنّتهم وعادتهم أن تُعْصَب به تلك الدماء إلّا |بعليّ| وحده، وهذه عادة العرب إذا قُتِل منها قتلى طالبت بتلك الدماء القاتل، فان مات أو تعذّر عليها مطالبته، طالبت بها أمثل الناس به من أهله، ومن نظر في أيّام العرب ووقائعها ومقاتلها عَرَف ما ذكرناه.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 301 - 297 :13.]

ثمّ قال ابن أبي الحديد: وسألت النقيب أبا جعفر يحيى بن أبي زيد رحمه الله فقلت |له|: إنّي لأعجب من عليّ عليه السلام كيف بقي تلك المدّة الطويلة بعد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله؟ وكيف ما اغْتِيل وفُتِك به في جوف منزله مع تَلَظّي الأكباد عليه؟

فقال: لولا أ نّه أرغم أنفه بالتُّراب، ووضع خدّه في حَضِيض الأرض لقُتِل، ولكنّه أخمل نفسه، واشتغل بالعبادة والصلاة والنظر في القرآن، وخرج عن ذلك الزِيّ الأوّل، وذلك الشِّعار، ونَسي السيف، وصار كالفاتك يَتُوب ويصيرُ سائحاً في الأرض، أو راهباً في الجبال، ولمّا أطاع القوم الذين ولّوا الأمر تَرَكُوه وسَكَتُوا عنه، ولم تَكُن العرب لتُقْدِم عليه إلّا بمواطأة من متولّي الأمر وباطن في السرّ منه، فلمّا لم يكن لولاة الأمر باعثٌ وداعٍ إلى قتله، وقع الامساك عنه، ولولا ذلك لقُتِل، ثمّ أُجّل بعد معقلٍ حصين.

فقلت |له|: أحقّ ما يقال في حديث خالد؟ فقال: إنّ قوماً من العَلَويّة يَذْكُرون ذلك.

|ثمّ قال:| وقد رُوي أنّ رجلاً جاء إلى زُفَر بن الهُذيل صاحب أبي حنيفة، فسأله عمّا يقول أبو حنيفة في جواز الخُروج من الصلاة بأمرٍ غير التسليم، نحو الكلام والفعل الكثير أو الحَدَث. فقال: إنّه جائزٌ، قد قال أبو بكر في تشهّده ما قال.

فقال الرجل: وما الذي قاله أبوبكر؟ قال: لا عليك. فأعاد عليه |السؤال| ثانيةً وثالثةً. فقال: أخْرِجُوه |أخْرِجُوه|، قد كنتُ أُحدّث أ نّه من أصحاب أبي الخطّاب.

قلت له: فما الذي تقوله أنت؟ قال: |أنا| استبعدُ ذلك، وإن روته الإمامية.

ثمّ قال: |أمّا| خالد فلا استبعد منه الاقدام |عليه| بشجاعته في نفسه، ولبُغضه إيّاه، ولكنّي استبعده من أبي بكر، فانّه كان ذا وَرَعٍ، ولم يكن ليجمع بين أخذ الخلافة، ومنع فَدَك، وإغصاب فاطمة، وقتل علي عليه السلام، حاشا للَّه من ذلك.

فقلت له: أكان خالد يَقْدِر على قتله؟ قال: نعم، ولِمَ لا يَقْدِر على ذلك والسيف في عُنقه، وعليّ أعزل غافلٌ عمّا يُرادُ به، قد قتله ابن مُلْجَم غِيلةً وخالد أشجع من ابن مُلْجَم.

فسألته عمّا ترويه الامامية في ذلك، كيف ألفاظه؟ فضَحِك وقال: كم عالمٍ بالشي ء وهو يُسائل.

ثمّ قال: نَتْرُك الآن هذا ونُتِمّ ما كنّا فيه، وكنتُ أقرأ عليه في ذلك الوقت "جمهرة النسب" لابن الكلبي، فعُدنا إلى القراءة، وعَدَلنا عن الخوض عَما كان اعترض الحديث فيه.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 301:13.]

انا أولى بالأمر من أبي بكر


1659/الأوّل: موفّق بن أحمد، باسناده عن أبي الطُّفيل عامر بن وَاثِلة، قال: كنت على الباب يوم الشورى، فارتفعت الأصوات بينهم، فسمعت علياً عليه السلام يقول: بايع الناس أبابكر وأنا واللَّه أولى بالأمر منه، وأحقّ به منه، فَسَمِعْتُ وأطعتُ مخافة أن يرجع الناس كُفّاراً يَضْرِب بعضهم رقاب بعض بالسيف، ثمّ بايع أبو بكر لعمر وأنا واللَّه أولى بالأمر منه، فسَمِعتُ وأطعتُ مخافة أن يَرْجِع الناس كُفّاراً، ثمّ أنتم تُريدون أن تُبايعوا لعثمان، إذن لا أسمع ولا اُطيع، إنّ عمر جعلني في خمسة نفرٍ أنا سادسهم، |لايم اللَّه| لايَعْرِف لي فضلاً في الصَّلاح، ولا يَعْرِفونه لي، كما نحن فيه شَرْع سَوَاء، وايمُ اللَّه لو أشاء أن أتكلّم بأشياء لا يستطيع عربهم ولا عجمهم ولا المعاهد منهم ولا المُشرِك رَدّ خَصْلةٍ منها.

ثمّ قال: أنشدكم اللَّه أيها الخمسة، أمنكم أخو رسول اللَّه صلى الله عليه و آله غيري؟ قالوا: لا.

قال: أمنكم أحد له عمّ مثل عمّي حمزة أسد اللَّه وأسد رسوله غيري؟ قالوا: لا.

قال: أمنكم أحدٌ له أخٌ

[في المصدر: له ابن عمّ.] مثل ابن عمّي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله؟ قالوا: لا.

قال: أمنكم أحدٌ له أخٌ مثل أخي المُزيّن بالجَناحين، يطيرُ مع الملائكة في الجنّة؟ قالوا: لا.

قال: أمنكم أحدٌ له زوجةٌ مثل زوجتي فاطمة بنت محمّد صلى الله عليه و آله، سيّدة نساء هذه الاُمّة؟ قالوا: لا.

قال: أمنكم أحدٌ له سِبطان مثل |ولديّ| الحسن والحسين سِبطي هذه الأمّة ابني رسول اللَّه صلى الله عليه و آله غيري؟ قالوا: لا.

قال: أمنكم أحدٌ قَتَل مُشركي قُريش غيري؟ قالوا: لا.

قال: أمنكم أحدٌ وحّدَ اللَّه قبلي؟ قالوا: لا.

قال: أمنكم أحدٌ صلّى |إلى| القِبلتين غيري؟ قالوا: لا.

قال: أمنكم أحدٌ أمر اللَّه سبحانه وتعالى بمودّته غيري؟ قالوا: لا.

قال: أمنكم أحدٌ غَسّل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله غيري؟ قالوا: لا.

|قال: أمنكم أحدٌ سكن المسجد، يمرُّ فيه جُنباً غيري؟ قالوا: لا|.

قال: أمنكم أحدٌ رُدّت عليه الشمس بعد غروبها حتّى صلّى صلاة العصر، غيري؟ قالوا: لا.

قال أمنكم أحدٌ قال |له| رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حين قرّب إليه الطير ليأكُله:

[في المصدر: فأعجبه.] 'اللهمّ ائتني بأحبّ خَلْقك إليك يأكُل معي من هذا الطير' فجئتُ وأنا لا أعلم ما كان من قوله، فدخلت فقال: 'وإليّ يا ربّ، وإليّ يا ربّ' غيري؟ قالوا: لا.

قال: أمنكم أحدٌ كان أقتل للمشركين عند كُلّ شدّةٍ

[في المصدر: كلّ شديدة.] تَنْزِل برسول اللَّه صلى الله عليه و آله منّي؟

[في المصدر: غيري.] قالوا: لا.

قال: أمنكم أحدٌ كان أعظم عناءً عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله منّي، حتّى اضطجعتُ على فراشه، ووقيته بنفسي، وبذلتُ له مُهجتي، غيري؟ قالوا: لا.

قال: أمنكم أحدٌ كان يأخُذ الخُمس غيري وغير فاطمة؟ قالوا: لا.

قال: أمنكم أحدٌ كان له سَهمٌ |في| الخاصّ و سهمٌ في العامّ، غيري؟ قالوا: لا.

قال: أمنكم أحدٌ يُطهّره كتاب اللَّه غيري حتّى سدّ النبيّ صلى الله عليه و آله أبواب المهاجرين جميعاً وفتح بابي إليه، حتّى قاما إليه عمّاه حمزة والعباس، وقالا: يا رسول اللَّه، سددتَ أبوابنا وفتحت باب علي! فقال النبيّ صلى الله عليه و آله: 'ما |أنا| فتحتُ بابه، ولا سددتُ أبوابكم، بل اللَّه فتح بابه، وسدّ أبوابكم'. قالوا: لا.

قال: أمنكم أحدٌ تمّم اللَّه نُوره |من السماء| حين قال: 'فََاتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ'

[الروم 38:30.] |غيري|؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال: أمنكم أحدٌ ناجى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ستّ عشرة مرّة غيري حين نزل 'يا أ يُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً'

[المجادلة 12:58، وزاد في المصدر: أعمل بها أحد.] غيري؟ قالوا: اللهم لا.

قال: أمنكم أحدٌ ولي غَمْض عيني رسول اللَّه صلى الله عليه و آله غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال: أمنكم أحدٌ آخرُ عهده برسول اللَّه صلى الله عليه و آله حين وضعه في حُفرته غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

[مناقب الخوارزمي: 224.]

1660/الثاني: ابن أبي الحديد، من علماء السنّة في "شرح نهج البلاغة"، قال: روى أبو جعفر ما قاله علي عليه السلام في يوم الشورى.

وهو: الحمدُ للَّه الذي اختار محمداً منّا نبياً، وابْتَعَثَهُ إلينا رسولاً، فنحنُ أهل بيت النبوّة، ومَعْدِن الحِكمة، أمانٌ لأهلِ الأرض، ونَجَاةٌ لمن طلب، إنّ لنا حقّاً إن نُعطه نأخُذه، وإن نُمنعه نَرْكَب أعجاز الإبل، وإن طال السُّرى، لو عَهِد إلينا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله |عهداً| لأنفذنا عهده، ولو قال لنا قولاً لجالدنا عليه حتّى نموت، لن يُسرِع أحدٌ قبلي إلى دعوة حقّ وصِلة رَحْم، ولا حول ولا قوّة إلّا باللَّه |العليّ العظيم|، اسمعوا كلامي، وَعُوا مَنْطِقي، عسى أن تَرَوا هذا الأمر بعد |هذا| الجمع تُنْتَضى فيه السيوف، وتُخانُ فيه العهود، حتّى لا تكون لكم جماعة، وحتّى يكون بعضُكم أئمةٌ لأهل الضَّلالة، وشيعةً لأهل الجَهَالة.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 195:1.]

1661/الثالث: ابن أبي الحديد، قال عوانة: حدّثني يزيد بن جرير، عن الشّعبي، عن شَقيق بن مَسْلَمة: أنّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام لمّا انصرف إلى رَحْلِهِ - يعني في قِصّة الشورى - قال لبني هاشم:

[في المصدر: لبني أبيه.] يا بني عبد المطلب، إنّ قومكم عادوكم بعد وفاة النبيّ صلى الله عليه و آله كعداوتهم النبيّ في حياته، وإن يطِع قَومُكم لا تُؤمَّروا أبداً، واللَّه لايُنيب هؤلاء إلى الحقّ إلّا بالسيف.

قال: وعبد اللَّه بن عمر بن الخطّاب، كان داخلاً عليهم، قد سَمِع الكلام كُلّه، فدخل وقال: يا أبا الحسن، أتريد أن يَضْرِب بعضهم بعضاً؟

[في المصدر: أن تَضرب بعضهم ببعض.] فقال: اسْكُت ويحك، فواللَّه لولا أبوك وما رَكِب منّي قديماً وحديثاً، ما نازعني ابن عفّان، ولا ابن عَوف؛ فقام عبد اللَّه فخرج.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 54:9.]

1662/الرابع: ابن أبي الحديد، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: وَا عَجَبَا أن تكون الخلافة بالصحابة، ولا تكون بالصحابة والقرابة.

قال الرضيّ رحمه الله: وقد رُوي له شعرٌ قريبٌ من هذا المعنى وهو:




  • فإن كنتَ بالشورى مَلكَت اُمورهم
    وإن كنتَ بالقُربى حَجَجْتَ خَصِيمهم
    فغيرك أولى بالنبيّ وأقربُ



  • فكيف بهذا والمشيرون غُيّبُ
    فغيرك أولى بالنبيّ وأقربُ
    فغيرك أولى بالنبيّ وأقربُ



[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 416:18.]

قال ابن أبي الحديد في "الشرح": حديثه عليه السلام في النثر والنظم المذكورين مع أبي بكر |وعمر|، أمّا النثر فإلى عمر توجيهه، لأنّ أبا بكر |لمّا| قال لعمر: امدُد يدك. قال له عمر: أنت صاحب رسول اللَّه في المواطن كُلّها، شدّتها ورخائها، فامْدُد أنت يدك. فقال عليّ عليه السلام: إذا احتججت لاستحقاقه الأمر بصُحبته إيّاه في المواطن |كلّها| فهل سلّمت الأمر إلى من قد شركه في ذلك وزاد عليه بالقرابة؟

وأمّا النظم فموجّه إلى أبي بكر، لأنّ أبا بكر حاجّ الأنصار في السقيفة، فقال: نحن عِترة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وبيضته التي تَفَقّأت عنه. فلما بُويع احتجّ على الناس بالبيعة، وأ نّها صدرت عن أهل الحَلّ والعَقد. فقال علي عليه السلام: امّا احتجاجُك على الأنصار بأ نّك من بيضة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ومن قومه، فغيرك أقرب نسباً منك إليه، وأمّا احتجاجك بالاختيار ورضا الجماعة بك، فقد كان قومٌ من جِلّة

[في المصدر: من جملة.] الصحابة غائبين لم يَحْضُروا العَهْد، فكيف يثبُت.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 416:18.]

1663/الخامس: ابن أبي الحديد، قال: قال عليه السلام: ما زلت مدفوعاً عن حقّي مستأثراً عليّ منذ قَبَضَ اللَّه نبيّه صلى الله عليه و آله حتّى يوم الناس هذا.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 223:1.]

1664/السادس: ابن أبي الحديد، قال: قال عليه السلام: ما زلتُ مظلوماً منذ قَبَض اللَّه نبيّه حتّى يوم الناس هذا، ولقد كنتُ أُظْلَم من قَبْل ظهور الاسلام، لقد كان أخي عقيل، يُذْنِب أخي جعفر، فيَضْرِبني.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 241/283:20.]

1665/السابع: ابن أبي الحديد، في "الشرح"، قال: نحن نَذْكُر ما استفاض من الروايات من مناشدته أصحاب الشورى، وتعديده فضائله وخصائصه التي بان بها منهم ومن غيرهم، قد روى الناس ذلك فأكثروا، والذي صحّ عندي

[في المصدر: عندنا.] أ نّه لم يكن الأمر كما رُوي من تلك التعديدات الطويلة، ولكنّه قال لهم بعد أن بايع عبد الرحمن والحاضرون عثمان وتلكّأ هو عليه السلام عن البيعة: إن لنا حقّاً إن نُعطه نأخُذه، وإن نُمنعه نَرْكَب أعجاز الإبل، وإن طال السُّرى. في كلام قد ذكره أهل السيرة، وقد أوردنا بعضه فيما تقدّم.

ثمّ قال لهم: أنشدكم اللَّه، أفيكم أحدٌ آخا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بينه وبين نفسه حيث آخى بين بعض المسلمين وبعض، غيري؟ فقالوا: لا.

قال: أفيكم أحد قال له رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: 'من كنتُ مولاهُ فهذا مولاهُ' غيري؟ فقالوا: لا.

فقال: أفيكم أحدٌ قال له رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: 'أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أ نّه لا نبيّ بعدي' غيري؟ قالوا: لا.

قال: أفيكم من اُؤتمن على سورة براءة، وقال له رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: 'إنّه لا يُؤدّي عنّي إلّا أنا أو رجلٌ منّي' غيري؟ قالوا: لا.

قال: ألا تعلمون أنّ أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فَرّوا عنه في مواطن

[في المصدر: في مأقط، والمأقِط: موضع القتال.] الحرب، في غير موطنٍ، وما فررتُ قطُّ؟ قالوا: بلى.

قال: ألا تعلمون أ نّي أوّل الناس إسلاماً؟ قالوا: بلى.

قال: فأيّنا أقرب إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله نسباً؟ قالوا: أنت.

فقطع عليه عبد الرحمن بن عوف كلامه، وقال: يا عليّ، قد أبى الناس إلّا

[زاد في المصدر: على.] عثمان، فلا تجعلنّ على نفسك سبيلاً. ثمّ قال: يا أبا طلحة، ما الذي أمرك به عمر؟ قال: أن أقْتُل من شَقّ عصا الجماعة.

فقال عبد الرحمن لعليّ: بايع إذن، وإلّا كنتَ متَّبعاً غير سبيل المؤمنين، وأنفذنا فيك ما اُمرنا به.

فقال: لقد عَلِمتم أ نّي أحقّ بها من غيري، واللَّه لأسْلِمن... الفصل إلى آخره، ثمّ مدّ يده فبايع.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 167:6.]

1666/الثامن: البَلَاذُري، وهو من أعيان العامّة وثقاتهم في كتابه، عن |ابن| الكلبي، عن أبيه، عن أبي مِخْنَف في إسنادٍ له: أنّ أمير المؤمنين عليه السلام لمّا بايع عبد الرحمن عثمان، كان قائماً فقال له عبد الرحمن: بايع وإلّا ضربت عُنُقك. ولم يَكُن مع أحدٍ يومئذٍ سيف غيره، فيقال: إنّ علياً عليه السلام خرج مُغْضِباً، فَلَحِقه أصحاب الشورى، فقالوا|له|: بايع وإلّا جاهدناك. فأقبل معهم يمشي حتّى بايع عثمان.

[أنساب الأشراف 128:6، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 265:12.]

قال السيّد المرتضى عَقيب ذِكره هذا الحديث في "الشافي": فأيّ رضاً هاهنا وأيّ إجماع؟ وكيف يكون مختاراً من يُهَدَّد بالقتل والجهاد! وهذا المعنى - يعني حديث التهديد بضرب العُنق - لو روته الشيعة لتَضَاحك المخالفون منه، ولتغامزوا وقالوا: هذا من جُملة ما يَدَّعونه من المُحال، ويروونه من الأحاديث، وقد أنْطَقَ اللَّهُ به رُواتهم وأجراه على أفواه ثِقاتهم.

[الشافي 210:4، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 265:12.] إلى هاهنا كلام السيّد المرتضى.

أقول: إنّه قد صحّ في أخبار العامة وأهل السنة والجماعة من الأخبار المتقدّمة في الباب السادس والخمسين، وفي هذا الباب: أنّ أمير المؤمنين عليه السلام إنّما بايع وصالح المُتَقَدّمين عليه الذين أخذوا الامامة والخلافة منه، أبا بكر وعمر وعثمان، إنّما وقع الصُّلح منه عليه السلام لهم إلّا بعد أن هُدّد عليه السلام بالقتل إن لم يُبايعهم فإذا كان الأمر على ذلك، فانّما صالحهم إلّا لخوف القتل منهم له عليه السلام، وبيعته عليه السلام وقعت منه على سبيل التقيّة والخوف، فلا تكون بيعته عليه السلام حُجّةً للعامّة، كما هو واضح بيِّن، لأنّ من هُدِّد بالقتل واُكْرِه على أمرٍ ففعله لايكون فعله له باختيارٍ منه، وما وقع على غير اختيارٍ لايكون صاحبه يُنْسَب إليه الفعل الاختياري، ويكون حُجّة عليه وعلى أوليائه الموافقين له في أمره، من ذلك يُعْلَم أنّ مذهب العامة على شَفاجُرفٍ هارٍ فانهار به في نار جهنّم ألا ذلك هو الخسران المبين.

/ 31