غایة المرام و حجة الخصام فی تعیین الإمام جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غایة المرام و حجة الخصام فی تعیین الإمام - جلد 3

سید هاشم بن سلیمان بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

عليّ مثل الكعبة


1667/الأوّل: ابن أبي الحديد، وهو من أفاضل علماء العامة المعتزلة في "شرح نهج البلاغة"، قال: رُوي عن عليّ عليه السلام: أنّ فاطمة عليهاالسلام حَرّضته |يوماً| على النُّهوض والوُثُوب، فسَمِع صوت المُؤذّن: أشهدُ أنّ محمّداً رسول اللَّه. فقال |لها|: أيَسُرّك زوال هذا النِّداء من الأرض؟ قالت: لا. قال: فإنّه ما أقول |لك|.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 113:11.]

قال ابن أبي الحديد عَقيب ذلك: وهذا المذهب هو أقصدُ المذاهب وأصحّها وإليه يذهب أصحابنا المتأخّرون |من البغداديين| وبه نقولُ، واعلم أنّ حال عليّ عليه السلام في هذا المعنى أشهر من أن يحتاج في الدلالة عليها إلى الإسهاب والإطناب، فقد رأيت انتقاض العرب عليه |من أقطارها| حين بُويع بالخلافة بعد وفاة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بخمسٍ وعشرين سنة، وفي دون هذه المُدّة تُنسى الأحقاد، وتموت التِّرات،

[التِّرات: جمع تِرَة، الثأر.] وتَبْرُد الأكباد الحامية، وتسلو القلوب الواجدة، ويُعْدَم قَرْن من الناس، ويُوجد قَرْن، ولا يبقى من أرباب تلك الشَّحناء والبَغْضاء إلّا الأقلّ.

فكانت حاله بعد هذه المُدَّة الطويلة مع قريش كأ نّها حاله لو أفضت الخلافة إليه يوم وفاة ابن عمّه صلى الله عليه و آله، من إظهار ما في النفوس و هَيَجان ما في القلوب، حتّى إنّ الأخلاف من قريش والأحداث والفِتيان الذين لم يَشْهَدوا وقائعه وفَتَكاته في أسلافهم وآبائهم، فعلوا به ما لو كانت الأسلاف أحياءً لقَصَرت عن فِعله، وتقاعست عن بلوغ شأوه.

فكيف كانت تكون حاله لو جلس على مِنْبَر الخلافة وسيفه بعد يَقْطُر دماً من مُهَج العرب؟ لا سيما قريش، الذين بهم كان ينبغي لو دَهَمه خَطْبٌ أن يَعْتَضِد، وعليهم كان يجب أن يعتمد، إذا كانت تُدْرَسُ أعلام المِلّة، وتَتَعفّى رُسُوم الشريعة، وتعود الجاهلية الجَهْلاء إلى حالها، ويَفْسُد ما أصلحه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في ثلاث وعشرين سنة في شهرٍ واحدٍ! فكان من عناية اللَّه تعالى بهذا الدين أن ألهم الصحابة ما فعلوه، واللَّه مُتِمّ نُوره ولو كَرِه المُشركون.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 114:11.] إلى هنا كلام ابن أبي الحديد.

أقول: هذا السبب القويّ والحال الأصلعي والعُذر الواضح في أنّ أمير المؤمنين عليه السلام لو طلب حقّه الذي جعله اللَّه تعالى له على لسان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله رجعت المِلّة المحمدية إلى الجاهلية الجَهْلاء، فلذلك ترك أمير المؤمنين عليه السلام جهادهم، ولم يحمِل على عاتِقِهِ السيف لما يَؤول إلى فساد الدين وإطفاء الحقّ المستبين، فالعُذر له عليه السلام ولا عتاب للرعية، إذ الواجب عليهم تسليم الامامة والخلافة له عليه السلام عفواً لما نصّ عليه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بالامامة والخلافة، كما هو معلومٌ عند العامّ والخاصّ، فعذره عليه السلام واضحٌ، وما فعلته الجماعة من بيعة أبي بكر وعمر وعثمان فعلهم فاضحٌ، حيث انقلبوا على أعقابهم، كما قال اللَّه تعالى: 'وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أفَإِن مَّاتَ أوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِى اللَّهُ الشَّاكِرِينَ'.

[آل عمران 144:3.]

1668/الثاني: ابن أبي الحديد، قال: قال أحمد بن عبد العزيز الجوهري: وحدّثنا أحمد، قال: حدّثنا ابن عفير: قال: حدّثنا أبو عون

[في المصدر: أبو عوف.] عبد اللَّه بن عبد الرحمن، عن أبي جعفر محمّد بن علي عليهماالسلام: أنّ علياً حمل فاطمة على حِمارٍ، وسار بها ليلاً إلى بيوت الأنصار يسألهم النُّصرة، وتسألهم فاطمة الانتصار له، فكانوا يقولون: يا ابنة رسول اللَّه، قد مضت بيعتنا لهذا الرجل، لو كان ابن عمّك سبق إلينا أبابكر ما عَدَلنا به.

فقال عليّ عليه السلام: أكنتُ أترك رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ميتاً في بيته لا اُجهّزه وأخرُج إلى الناس اُنازعهم في سُلطانه!

وقالت فاطمة عليهاالسلام: ما صنع أبو حسن إلّا ما كان ينبغي له، وصنعوا هم ما كان اللَّه حسيبهم

[في المصدر: ما اللَّه حسبهم.] عليه.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 13:6.]

1669/الثالث: ابن أبي الحديد، قال: في كتاب معاوية المشهور إلى علي عليه السلام: وأعْهَدك أمس تحمِل قعيدة بيتك ليلاً على حِمارٍ، ويداك في يد ابنيك حسن وحسين، يوم بويع أبوبكر الصدّيق، فلم تَدَعْ أحداً من أهل بدرٍ والسوابق إلّا دعوتهم إلى نفسك و مشيت إليهم بامرأتك، وأدليت عليهم بابنيك، واستنصرتهم على صاحب رسول اللَّه، فلم يُجِبك منهم إلّا أربعة أو خمسة.

ولعَمْري لو كنتَ مُحِقّاً لأجابوك، ولكنّك ادّعيتَ باطلاً، وقلتَ ما لا يُعرَف، ورُمتَ ما لا يُدرك، ومهما نسيت فلا أنسى قولك لأبي سفيان لمّا حَرّكك وهَيّجك: لو وجدتُ أربعين ذوي عزمٍ، لناهضت القوم. فما يوم المسلمين منك بواحدٍ، ولا بغيك على الخُلفاء بطريفٍ ولا مستبدع.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 47:2.]

1670/الرابع: ابن أبي الحديد، قال: وروى أبو جعفر الطبري، عن الشَّعبي، يقال: إنّ علياً عليه السلام لمّا استنجد بالمسلمين عَقيب يوم السقيفة وما جرى فيه، وكان يحمِل فاطمة عليهاالسلام ليلاً على حمارٍ، وابناها بين يدي الحِمار وهو عليه السلام يسوقه، فيَطْرُق بيوت الأنصار وغيرهم، ويسألهم النُّصرة والمَعُونة، أجابه أربعون |رجلاً|، فبايعهم على الموت، وأمرهم أن يُصْبِحوا بُكرةً مُحلّقي رُؤوسهم ومعهم سلاحهم، فأصبح لم يُوافِهِ عليه السلام منهم إلّا أربعة: الزبير، والمِقداد، وأبو ذرّ، وسلمان.

ثمّ أتاهم من الليل فناشدهم، فقالوا: نُصبّحك غُدوة، فما جاءه منهم إلّا الأربعة، وكذلك في الليلة الثالثة، و كان الزبير أشدّهم له نُصرة، وأنفذهم في طاعته بصيرةً، حلق رأسه وجاءه مِراراً وفي عنقه سيفه، وكذلك الثلاثة الباقون، إلّا أنّ الزبير هو كان الرأس فيهم، وقد نقَل الناس خَبَر الزبير، لمّا هُجِم على

[في المصدر: هجم عليه ببيت.] فاطمة عليهاالسلام وكُسِر سيفه في صخرةٍ ضُرِبت به، ونقلوا اختصاص عليّ

[في المصدر: اختصاصه بعليّ.] عليه السلام وخَلَواته به.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 14:11، وسيأتي في الحديث السابع من هذا الباب.]

1671/الخامس: ابن أبي الحديد، وقد روى كثير من المحدّثين أنّ علياً عَقيب يوم السقيفة تَظَلّم وتألّم، واستنجد واستصرخ، حيث ساموه الحضور والبيعة، وأ نّه قال وهو يشير إلى القبر: يابن اُم 'إِنَّ القَوْمَ اسْتَضْعَفُونِى وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِى'،

[الأعراف 150:7.] وأ نّه قال: وا جعفراه ولا جعفر لي اليوم، واحمزتاه ولا حمزة لي اليوم.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 111:11.]

1672/السادس: ابن أبي الحديد، قال: روى كثيرٌ من المُحدّثين عن عليّ عليه السلام: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال له: إنّ اللَّه قد كتب عليك جِهاد المفتونين، كما كتب عليَّ جِهاد المشركين.

قال: قلت: يا رسول اللَّه، ما هذه الفتنة التي كُتِب عليّ فيها الجِهاد؟ قال: قوم يشهدون أن لا إله إلّا اللَّه، وأ نّي رسول اللَّه، وهم مخالفون للسُنّة.

فقلت: يا رسول اللَّه، فعلام اُقاتلهم وهم يشهدون كما أشهد؟ قال: على الإحداث في الدِّين، ومخالفة الأمر.

فقلت: يا رسول اللَّه، إنّك كنتَ وعدتني الشهادة، فأسأل اللَّه أن يُعجّلها لي بين يديك. قال: فمن يُقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين؟ أما إنّي وَعَدْتُك الشهادة وستستشهد، تُضْرَب على هذه فتُخْضَب هذه، فكيف صبرك إذن؟

فقلت: يا رسول اللَّه، ليس ذا بموطن صبرٍ، هذاموطن شُكرٍ. قال: أجل، أصبت، فاعدّ للخصومة، فانّك مُخاصم.

فقلت: يا رسول اللَّه، لو بيَّنت لي قليلاً.فقال: إنّ اُمّتي ستُفْتَن من بعدي، فتتأوّل القرآن، وتعمل بالرأي، وتستحلّ الخمر بالنبيذ، والسُّحت بالهديّة، والربا بالبيع، وتُحرِّف الكتاب عن مواضعه، وتَغْلِب كلمة الضلال، فكُن جليس بيتك حتّى تُقَلَّدَها، فاذا قُلِّدتها جاشت عليك الصدور، وقُلّبت لك الاُمور، تُقاتل حينئذٍ على تأويل القرآن كما قاتلتَ على تنزيله، فليست حالهم الثانية بدون حالهم الاُولى.

فقلت: يا رسول اللَّه، فبأيّ المنازل أنزل هؤلاء المفتونين من بعدك، أبمنزلة فتنةٍ أم بمنزلة ردّة؟ فقال: بمنزلة فتنةٍ، يَعْمَهون فيها إلى أن يُدركهم العدل.

فقلت: يا رسول اللَّه، أيُدركهم العدل منّا أم من غيرنا؟ قال: بل منّا، بنا فتح اللَّه، وبنا يختِم، وبنا ألّف اللَّه |بين| القلوب بعد الشِّرك، وبنا يُؤلّف |بين| القلوب بعد الفتنة.

فقلتُ: الحمدُ للَّه على ما وَهَب لنا من فضله.

وقوله عليه السلام: 'ليس هذا من مواطن الصبر' كلامٌ عالٍ جدّاً، يَدُلّ على يقينٍ عظيمٍ وعرفانٍ تامٍّ، ونحوه قوله عليه السلام وقد ضربه ابن مُلْجَم: 'فُزْتُ وربِّ الكعبة'.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 206:9.]

قال مُؤلّف هذا الكتاب: قول رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: 'وتَغْلِب كلمة الضَّلال، فكُن جَلِيسَ بيتك حتّى تُقلَّدها' نصٌّ صريحٌ في أنّ خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وقت تَغَلّب كلمة الضلال 'فكن جليس بيتك حتّى تُقَلَّدَها' حيث جعل الغاية 'حتّى تُقَلَّدَها' وهو واضحٌ بَيِّنٌ لمن تأمّل أدنى تأمَّل.

1673/السابع: ابن أبي الحديد، قال: إنّه عليه السلام لما استنجد بالمسلمين |عقيب السقيفة| وما جرى فيه، وكان يحمل فاطمة عليهاالسلام ليلاً على حمارٍ، وابناها بين يدي الحمار، وهو عليه السلام يسوقه، فيطرُق بيوت الأنصار وغيرهم، ويسألهم النُّصرة والمعونة، أجابه أربعون |رجلاً| فبايعهم على الموت، وأمرهم أن يصبحوا بُكرة محلّقي رُؤوسهم ومعهم سلاحهم، فأصبح لم يُوافه منهم إلّا أربعة: الزبير، والمِقداد، وأبو ذرّ، وسلمان. ثمّ أتاهم من الليل فناشدهم، فقالوا: نُصبّحك غدوة، فما جاءه منهم إلّا أربعة، وكذلك في الليلة الثالثة، وكان الزبير أشدّهم له نصرةً، وأنفذهم في طاعته بصيرةً، حلق رأسه وجاءه مراراً وفي عُنقه سيفه، وكذلك الثلاثة الباقون إلّا أ نّ الزبير هو كان الرأس.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 14:11، وتقدم في الحديث الرابع من هذا الباب.]

1674/الثامن: ابن أبي الحديد، قال: قال أبو جعفر: إنّ الأنصار لمّا فاتها ما طلبت من الخلافة، قالت - أو قال بعضها -: لا نبايع إلّا علياً.

قال: وذكر نحو هذا عليّ بن عبد الكريم المعروف بابن الأثير الموصلي في تاريخه.

قال: فأمّا قوله: 'لم يكن لي معين إلّا أهل بيتي، فَضَنِنتُ بهم عن الموت' فقولٌ ما زال عليه السلام يقوله، ولقد قاله عَقيبَ وفاة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، قال: 'لو وجدتُ أربعين ذوي عزمٍ'، ذكر ذلك نصر بن مزاحم في كتاب صفّين، |وذكره كثير من أرباب السيرة|.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 22:2.]

1675/التاسع: ابن أبي الحديد، قال: روى يونس بن خَبّاب، عن أنس بن مالك، قال: كنّا مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وعلي بن أبي طالب معنا، فمررنا بحديقةٍ، فقال علي عليه السلام: يا رسول اللَّه، أما ترى ما أحسن هذه الحديقة! فقال: إنّ حديقتك في الجنّة أحسن منها. حتّى مررنا بسبع حدائق يقول عليّ ما قال، ويُجيبه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بما أجابه.

ثمّ إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وقف فوقفنا، فوضع رأسه على رأس عليّ وبكى، فقال عليّ: ما يبكيك يا رسول اللَّه؟ قال: ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك حتّى يَفْقِدوني.

فقال: يا رسول اللَّه، أفلا أضع سيفي على عاتقي فاُبيد خضراءهم؟ قال: بل تَصْبِر.

قال: فإن صبرت؟ قال: تلاقي جَهْداً. قال: أفي سَلَامة من ديني؟ قال: نعم. قال: فإذن لا اُبالي.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 107:4.]

1676/العاشر: روى أبو مِخْنَف عن عبد الرحمن بن جُندُب، عن أبيه، قال: دخلت على أمير المؤمنين، وكنت حاضراً بالمدينة |يوم بُويع عثمان|، فاذا هو واجمٌ كئيبٌ، فقلت: ما أصاب قومٌ صرفوا هذا الأمر عنكم! فقال: صبرٌ جميلٌ. فقلت: سُبحان اللَّه! إنّك لصبور. قال: فأصنع ماذا؟ قلت: تقومُ في الناس |خطيباً| فتدعوهم إلى نفسك، وتُخْبِرهم أ نّك أولى بالنبيّ صلى الله عليه و آله بالعمل والسابقة، وتسألهم |النصر| على هؤلاء المتظاهرين عليك، فان أجابك عشرة من مائة، شددت بالعشرة، على المائة، فإن دانوا لك، كان لك ما أحببت، وإن أبَوا قاتلتهم، فان ظهرتَ عليهم فهو سلطان اللَّه الذي أتاه نبيّه صلى الله عليه و آله، وكنت أولى به منهم، إذ لك الأمر

[في المصدر: إذ ذهبوا بذلك.] فردّه اللَّه إليك، وإن قُتِلت في طلبه قُتِلت شهيداً، وكنت أولى بالعُذر عند اللَّه تعالى في الدنيا والآخرة.

فقال عليه السلام: أو تراه كان تابعي من كلّ مائة عشرة؟ فقلت له: لأرجو ذلك. قال: لكنّي لا أرجو، ولا واللَّه من كلّ مائة اثنين، وساُخبرك من أين ذلك، إنّ الناس إنما يَنْظُرون إلى قريش، فيقولون: إنّهم قوم محمّد صلى الله عليه و آله وقبيلته، وإنّ قريشاً تَنْظُر إلينا فتقول: إنّ لهم بالنبوّة فضلاً على سائر قريش، وإنّهم أولياء هذا الأمر من دون قريش والناس، وإنّهم إن ولّوه لم يخرُج هذا السلطان منهم إلى أحدٍ أبداً، ومتى كان في غيرهم تداولتموه بينكم، فلا واللَّه لا تدفع هذا السلطان قريش طائعةً إلينا أبداً.

فقلت: أفلا أرجِع إلى المِصر فأُخبر الناس بمقالتك هذه، وادعُوا الناس إليك؟ فقال: يا جُندُب، ليس هذا زمان ذلك. فرجعت فكلّما ذكرتُ للناس شيئاً من فضل عليّ عليه السلام زبروني ونهروني حتّى رفع ذلك من أمرى إلى الوليد بن عُقبة، فبعث إليّ فحبسني.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 266:12.]

1677/الحادي عشر: روى أبو مِخْنَف: أنّ عمّاراً رضى الله عنه قال في ذلك اليوم الذي بُويع لعثمان:




  • يا ناعيَ الاسلامِ قُم فانْعَهُ
    قَد ماتَ عُرْفٌ وأتى مُنْكَرُ



  • قَد ماتَ عُرْفٌ وأتى مُنْكَرُ
    قَد ماتَ عُرْفٌ وأتى مُنْكَرُ



أما واللَّه لو أنّ لي أعواناً لقاتلتهم. وقال لأمير المؤمنين عليه السلام: لئن قاتلتهم بواحدٍ لأكوننّ ثانياً. فقال عليه السلام: واللَّه ما أجد عليهم أعواناً، ولا اُحِبّ أن اُعرّضكم لما لا تُطيقون.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 265:12.]

1678/الثاني عشر: محمّد بن عليّ الحكيم الترمذي، من أكابر العامة، في كتابه، قال: رُوي عنه صلى الله عليه و آله أ نّه قال لعليّ رضى الله عنه: 'إنّما أنت بمنزلة الكعبة، تُؤتى ولا تأتي'. وقال: '|فإن| أتاك هؤلاء القوم فسلّموا لك هذا الأمر، فاقْبَله منهم، وإن لم يأتوك فلا تأتينَّهم' ثمّ قال عَقيب ذلك فأفصح عنه: إنّ ذلك كان منه رضى الله عنه بإشارةٍ من النبيّ صلى الله عليه و آله لا لخوف ولا لعجز.

[اُسد الغابة 31:4 'نحوه'.]

في قول رسول اللَّه لعليّ: 'سَتَغْدُر بك الاُمّة بعدي'


1679/الأوّل: ابن أبي الحديد، من العامة المعتزلة، في "شرح نهج البلاغة"، قال: روى عثمان بن سعيد، عن عبد اللَّه الغَنَوي: أنّ علياً عليه السلام خطب الناس بالرحبة، فقال: أيّها الناس، إنّكم قد أبيتم إلّا أن أقولها، وربّ السماء والأرض |إنّ| من عهد النبيّ الاُمّي إليَّ: أنّ الاُمّة سَتغْدر بك بعدي.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 107:4.]

1680/الثاني: ابن أبي الحديد، قال: روى الهيثم بن بشير، عن إسماعيل بن سالم مثله، وقد روى أكثر |أهل الحديث| هذا الخبر بهذا اللفظ، أو بقريب منه.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 107:4.]

1681/الثالث: ابن أبي الحديد، قال: قال أبو بكر: وحدّثنا عليّ بن حرب الطائي، قال: حدّثنا ابن فُضيل، عن الأجلح، عن حبيب، عن ثعلبة بن يزيد، قال: سَمِعتُ علياً يقول: أما وربّ السماء والأرض - ثلاثاً - إنّه لعهد النبيّ صلى الله عليه و آله الاُمّي |إليّ|: لتَغْدرنّ بك الاُمّة من بعدي.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 45:6.]

1682/الرابع: ابن أبي الحديد، قال: روى يونس بن خبّاب، عن أنس بن مالك، قال: كنّا مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وعليّ بن أبي طالب معنا، فمررنا بحديقةٍ فقال عليّ: يا رسول اللَّه، ألا ترى ما أحسن هذه الحديقة! فقال: إنّ حديقتك في الجنّة أحسن منها. حتّى مررنا بسبع حدائق، يقول عليّ ما قاله، ويُجيبه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بما أجابه.

ثمّ إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وقف فوقفنا، فوضع رأسه على رأس عليّ وبكى، فقال عليّ: ما يبكيك، يا رسول اللَّه؟ قال: ضغائن في صدور قومٍ لا يبدونها لك حتّى يَفْقِدوني.

قال: يا رسول اللَّه، أفلا أضع سيفي على عاتقي فاُبيد خضراءهم؟ قال: بل تَصْبِر.

قال: فان صبرت؟ قال: تُلاقي جَهْداً. قال: أفي سلامة من ديني؟ قال: نعم. قال: فإذن لا اُبالي.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 107:4.]

1683/الخامس: ابن أبي الحديد، في "شرح نهج البلاغة"، قال: قال أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري في تاريخه: روى أبو مُوَيهبة مولى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: أرسل إليّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في جوف الليل، فقال: 'يا أبا مُوَيهبة، إنّي قد اُمرت أن أستغفر لأهل البقيع، فانطلق معي'. فانطلقت معه، فلمّا وقف بين أظهرهم، قال: 'السلام عليكم يا أهل المقابر، ليهن لكم ما أصبحتم فيه ممّا أصبح الناس فيه، أقبلت الفِتَنُ كقِطَع الليل المُظْلِم يتبع آخرها أوّلها، الآخرة شرّ من الاُولى، ثمّ أقبل عليَّ فقال: 'يا أبا مُوَيهبة، إنّى قد أُتيتُ

[في المصدر: قد أوهبت.] مفاتح خزائن الدنيا والخُلد فيها،

[في المصدر زيادة: والجنة.] فخُيّرت بينها وبين الجنّة، فاخترتُ الجنّة.

فقلت: بأبي أنت واُمّي، فخُذ مفاتيح خزائن الدنيا والخُلد فيها والجنّة جميعاً! فقال: '|لا| يا أبا مُوَيهبة، اخترت لقاء ربّي'. ثمّ استغفر لأهل البقيع وانصرف، فبدأ بوجعه الذي قُبِض فيه.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 27:13.]

1684/السادس: أبو المؤيد مُوفّق بن أحمد، باسناده عن أبي عثمان النَّهدي، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، قال: كنتُ أمشي مع النبيّ صلى الله عليه و آله في بعض طُرق المدينة، فأتينا على حديقةٍ، فقلت: يا رسول اللَّه، |ما أحسن هذه الحديقة! فقال:| ماأحسنها! ولك في الجنة |أحسن| منها. ثمّ أتينا على حديقةٍ اُخرى، فقلت: يا رسول، ما أحسنها من حديقة! |فقال|: لك في الجنّة أحسن منها حتّى انتهينا إلى

[في المصدر: حتى أتينا على.] سبع حدائق، أقول: يا رسول اللَّه، ما أحسنها! ويقول: لك في الجنّة أحسن منها.

فلمّا خلا له الطريق اعتنقني وأجهش باكياً، فقلت: يا رسول اللَّه، ما يبكيك؟ قال: ضغائن في صدور أقوامٍ لا يُبدونها لك إلّا بعدي، فقلت: في سَلَامة من ديني؟ فقال: في سلامة من دينك.

[مناقب الخوارزمي: 26.]

1685/السابع: إبراهيم بن محمّد الحَمُّوئي، باسناده عن أبي عثمان النَّهدي، عن عليّ بن أبي طالب صلوات اللَّه عليه، قال: كنتُ أمشي مع النبي صلى الله عليه و آله في بعض طُرق المدينة، فأتينا على حديقةٍ... وساق الحديث إلى آخره.

[فرائد السمطين 115/152:1.]

1686/الثامن: ابن أبي الحديد في "الشرح"، عن أبي الفرج، قال: حدّثني محمد بن جرير الطبري باسناد ذكره في الكتاب عن أبي عبد الرحمن السّلمي، قال: قال |لي| الحسن بن عليّ عليه السلام: خرجت وأبي يُصلّي في المسجد، فقال لي: يا بُني، إنّي بتُّ الليلة اُوقظ أهلي لأ نّها ليلة الجمعة صبيحة يوم بدر لتسع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان، فملكتني عيناي، فسنح لي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فقلت: يا رسول اللَّه، ماذا لقيت من اُمّتك من الأوَد واللَّدَد؟

[الأوَد: الانحراف والشدة والتعب، واللَّدد: الخصومة الشديدة مع الميل عن الحقّ.] فقال |لي|: ادعُ عليهم. فقلت: اللهمّ أبدل لي بهم من هو خير لي منهم، وأبدل لهم

[في المصدر: اللهم أبدلني بهم خيراً منهم وأبدلهم.] بي من هو شرّ لهم منّي.

قال الحسن بن علي عليه السلام: وجاء ابن النبّاح

[في النسخة: ابن أبي النباح، وفي المصدر: ابن أبي الساج، تصحيف، انظر قاموس الرجال 267:10 ومعجم رجال الحديث 47:23، ومقاتل الطالبيين.] فآذنه بالصلاة، فخرج وخرجت خلفه، فاعتوره الرجلان، فأمّا أحدهما فوقعت ضربته في الطاق، وأمّا الآخر فأثبتها في الرأس.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 121:6 ومقاتل الطالبيين: 25، وفيهما: في رأسه.]

1687/التاسع: ابن أبي الحديد، يرفعه إلى سَدير الصيرفي، عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام، قال: اشتكى عليّ عليه السلام شَكاة، فعاده أبو بكر وعمر، وخرجا من عنده، فأتيا النبيّ صلى الله عليه و آله فسألهما: من أين جئتما؟ قالا: عُدنا علياً.

قال: كيف رأيتماه؟ قالا: رأيناه يُخَاف عليه ممّا به. فقال: كلاّ |إنّه| لن يموت حتّى يُوسعَ غدراً وبغياً، وليكوننّ في هذه الاُمّة عِبرةً يَعْتَبِر به الناس من بعده.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 106:4.]

1688/العاشر: ابن أبي الحديد، قال: روى أبو جعفر الاسكافي أيضاً، أنَّ النبيّ صلى الله عليه و آله دخل على فاطمة عليهاالسلام فوجد عليّاً عليه السلام نائماً، فَذَهَبَتْ تُنَبّهه، فقال: دَعيهِ، فرُبّ سَهَرٍ لهُ بعدي طويل، ورُبّ جَفْوةٍ لأهل بيتي من أجله شديدة. فبكت فقال: لا تبكي، فانّكما معي، وفي موقف الكَرَامة عندي.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 107:4.]

1689/الحادي عشر: ابن أبي الحديد، قال: روى جابر الجعفي، عن محمّد بن علي عليه السلام، قال: قال عليّ عليه السلام: ما رأيت منذ بَعَث اللَّه محمداً صلى الله عليه و آله رخاءً، لقد أخافتني قريش صغيراً، وأنصبتي كبيراً، حتّى قبض اللَّه رسوله، فكانت الطامّة الكُبرى، واللَّه المستعان على ماتصفون.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 108:4.]

1690/الثاني عشر: ابن أبي الحديد، قال: روى جعفر بن سليمان الضَّبعي، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخُدري، قال: ذكر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يوماً |لعليّ| ما يلقى بعده من العَنَت، فأطال له، فقال له عليّ عليه السلام: أُنشدك اللَّه والرَّحم يا رسول اللَّه، لمّا دعوت اللَّه أن يَقْبِضني إليه قبلك.

فقال: كيف أسأله في أجل مُؤجّل؟ قال: يا رسول اللَّه، فعلام اُقاتل مَن أمرتني |بقتاله|؟ قال: على الحَدَث في الدِّين.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 108:4.]

1691/الثالث عشر: ابن أبي الحديد، قال: روى الأعمش، عن عمّار الدُّهني، عن أبي صالح الحنفي، عن عليّ عليه السلام، قال: قال لنا يوماً: لقد رأيت الليلة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في المَنَام، فشكوتُ إليه ما لقيت حتّى بكيت، فقال لي: انْظُر. فنظرتُ فإذا جَلَاميد،

[أي صخور.] وإذا رجلان مُصَفّدان - قال الأعمش: هما معاوية وعمرو بن العاص - فجعلتُ أرضخ رُؤوسهما ثمّ تعود، ثمّ أرضخ ثمّ تعود حتّى انتبهت.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 108:4]

1692/الرابع عشر: ابن أبي الحديد، قال: روى نحو هذا الحديث عمرو بن مُرّة، عن عبد اللَّه بن سَلَمة، عن عليّ عليه السلام، قال: رأيت الليلة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فشكوتَ إليه، فقال: هذه جهنّم، فانْظُر مَن فيها. فاذا معاوية وعمرو بن العاص مَعْقُولين

[في المصدر: مُعلّقين.] بأرجلهما مُنَكَّسين، تُرْضَخ رؤوسهما بالحجارة، أو قال: تُشْدَخ.

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 109:4.]

1693/الخامس عشر: صدر الأئمّة عند المخالفين موفّق بن أحمد، باسناده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: قال أبي: دفع النبيّ صلى الله عليه و آله الراية يوم خيبر إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام - وساق حديثه بطوله، إلى أن قال له، يعني لأمير المؤمنين عليه السلام: اتَّقِ الضغائن التي لك في صدور من لا يُظهِرها إلّا بعد موتي، اُولئك يلعنهم اللَّه ويلعنهم اللَّاعنون.

ثمّ بكى صلى الله عليه و آله فقيل له: ممّا بُكاؤك، يا رسول اللَّه؟ قال: أخبرني جَبْرَئيل أ نّهم يَظْلِمونه ويمنعونه حقّه، ويُقَاتلونه ويَقْتُلون ولده ويَظْلِمونهم بعده.

وأخبرني جَبْرَئيل عن اللَّه عزّ وجلّ أنّ ذلك الظُّلم يزول إذا قام قائمهم، وعَلَت كلمتهم، واجتمعت الاُمّة على محبّتهم، وكان الشانئ لهم قليلاً، والكاره لهم ذليلاً.

[مناقب الخوارزمي: 24.]

وساق الحديث بطوله، وسيأتي الحديث بتمامه إن شاء اللَّه تعالى في الباب السبعين في أ نّه حامل اللواء يوم القيامة

[يأتي في الحديث 2 من الباب المذكور من هذا الفصل.] إلى آخره.

/ 31