غایة المرام و حجة الخصام فی تعیین الإمام جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غایة المرام و حجة الخصام فی تعیین الإمام - جلد 3

سید هاشم بن سلیمان بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

في خوفه من اللَّه


2041/الأوّل: ابن شَهْر آشوب في "المناقب" من طريق العامّة، عن سفيان بن عُيَيْنَة، عن الزُّهري، عن مُجاهد، عن ابن عباس 'فَأَمَّا مَن طَغَى، وَآثَرَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا'

[النازعات 40:79.] هو عَلْقَمَة بن الحارث بن عبد الدّار 'وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ'

[النازعات 41:79.] عليّ ابن أبي طالب عليه السلام خاف وانتهى عن المَعْصِيَة، ونهى عن الهَوى نفسَه 'فَإِنَّ الجَنَّةَ هِىَ المَأْوَى'

[مناقب ابن شهر آشوب 94:2.] خاصّاً لعليِّ، ومَن كان على منهاج عليّ هكذا عامّاً.

[المرسلات 41:77.]

2042/الثاني: ابن شَهْر آشوب، من طريق العامّة أيضاً، عن تفسير أبي يوسف يعقوب بن سُفيان، عن مُجاهد، عن ابن عبّاس 'إِنَّ المُتَّقِينَ فِى ظِلالٍ وَعُيُونٍ'

[المرسلات 44:77.] مَن اتّقى الذُّنوبَ، عليّ بن أبي طالب والحسَن والحُسَين في ظِلال من الشَّجر والخِيام من اللؤلؤ، طولُ كلّ خَيْمَةٍ مَسيرة فَرْسَخ في فَرْسخ - ثمّ ساق الحديث - إلى قوله: 'كَذَلِكَ نَجْزِى المُحْسِنِينَ'

[مناقب ابن شهر آشوب 94:2.] المطيعين للَّه، أهل بيت محمّد صلوات اللَّه عليهم في الجنّة.

[النمل 62:27.]

2043/الثالث: ابن شَهْر آشوب، من طريقهم، عن ابن بُطَّة في "الإبانة" وأبو بكر بن عَيّاش في "الأمالي" عن أبي داود السَّبيعي، عن عِمران بن حُصَين، قال: كنتُ عند النّبيّ صلى الله عليه و آله وعليّ إلى جَنبه، إذ قرأ النّبيّ صلى الله عليه و آله هذه الآية 'أمَّن يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ'

[مناقب ابن شهر آشوب 103:2.] قال: فارتَعد عليّ عليه السلام، فضرَب النّبيّ صلى الله عليه و آله على كَتِفه وقال: مالَكَ يا عليّ؟ قال: قرأت يا رسول اللَّه هذه الآية، فخَشِيت أن اُبتَلى بها، فأصابَني ما رأيت.

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لايُحِبّك إلّا مؤمن، ولا يُبغِضك إلّا مُنافِق إلى يوم القيامة.

[النمل 61:27.]

2044/الرابع: ابن شَهرْ آشوب، عن أنَس بن مالك، قال: لمّا نزَلت الآيات الخَمْس في طس 'أَمَّن جَعَلَ الأَرْضَ قَرَاراً'

[في المصدر: كفرهم.] انتفَض عليّ عليه السلام انتفاض العُصفور، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: ما لَك يا عليّ؟ قال: عَجِبتُ يا رسول اللَّه مِن كُفرانِهم

[مناقب ابن شهر آشوب 125:2.] وحِلم اللَّه تعالى عنهم، فمسَحه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بيَدِه، ثمّ قال: أبِشر، فإنّه لا يُبغِضك مؤمن ولا يُحبّك مُنافق، ولولا أنتَ لم يُعرَف حِزب اللَّه.

[في المصدر: ويَنْطِق بالحكمة.]

2045/الخامس: صاحب كتاب "الصَّفوة في فضائل العَشرة" من العامّة بإسناده عن أبي صالح، قال: |قال| معاوية بن أبي سُفيان لِضرار بن ضَمْرة: صِفْ لي عليّاً، قال: أوَ تَعْفِيني؟ قال: لا أعفيك.

قال أمّا إذ لابُدّ: فإنّه واللَّه كان بَعيد المَدى، شَديد القُوى، يقول فصلاً، ويحكُم عَدلاً، يتفجّر العِلم من جوانبه، وتَنطِق الحكمةُ

[زَهْرَة الدنيا: متاعها وبهجتها.] من نواحيه، يستَوحِش من الدُّنيا وزَهْرَتِها،

[السُجُوف: السُّدول.] ويأنَس باللّيل وظُلمَتِه، كان واللَّه غزير الدَّمعة، طويل الفِكرة، يُقلّب كفيه ويخاطب نفسَه، يُعجِبه من اللِّباس ما خَشُن، ومِن الطَّعام ما جَشَب.

كان واللَّه كأحدِنا، يُجيبنا إذا سألناه، و|يبتدئنا| إذا أتَيناه، ويأتينا إذا دَعَوناه، ونحن واللَّه مع تقريبه لنا وقُربِه منّا لانُكلّمه هَيْبَةً ولانبتدئه لعِظَمه، فإن تبسّم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم، يُعَظّم أهلَ الدِّين، ويُحِبّ المَساكين، لا يَطمع القويُّ في باطله، ولاييأس الضعيفُ من عَدْلِه.

فأشهد باللَّه لقد رأيتُه في بعض مَواقِفه وقد أرخى الليل سُجُوفه

[السَّليم: المَلْدُوغ.] وغارت نُجومه، وقد مَثَل في مِحرابه، قابضاً على لِحْيَتِه، يتَمَلْمَلُ تَمَلْمُلَ السَّليم،

[تَشَوّف له: تَطَلَّع.] ويبكي بُكاء الحَزين، وكأ نّي أسمَعه وهو يقول: يا دُنيا، يا دُنيا، أبي تعرَّضتِ، أم لي تشَوّفت؟!

[أي طلّقتك طلاقاً بائناً قاطعاً.] هيهات هيهات غُرّي غَيري، قد بنتُّكِ

[صفة الصفوة 315:1.] ثلاثاً لا رجعةَ لي فيك، فَعُمرُكِ قصير، وعَيشُك حَقير، وخطَرُك كَبير، آهٍ من قِلّة الزّاد، وبُعد السَّفَر، ووَحْشَة الطَّريق.

قال: فَذَرَفت دُموع مُعاوية |حتّى خَرَّت| على لحيته فمَا يَمْلِكها، وهو يُنَشّفها بكُمِّه، وقد اختَنق القومُ بالبُكاء.

ثمّ قال معاوية: رَحِم اللَّه أبا الحسَن، كان واللَّه كذلك، فكيف حُزْنُك عليه ياضِرار؟ قال: حُزْنُ مَن ذُبِح ولَدُها في حِجْرها فلا ترقأ عَبْرَتُها، ولايَسكُن حُزنُها.

[نهج البلاغة: 77/480.]

وهذا الخبر من مشاهير الأخبار مذكور في الكتُب والأسفار.

2046/السادس: في "نهج البلاغة" خبَر ضِرار بن ضَمْرَة الضِّبابي عند دخوله على معاوية ومسألته |له| عن أمير المؤمنين عليه السلام، قال: فأشهَد لقد رأيتُه في بعض مواقفِه وقد أرخى اللّيلُ سُدولَه وهو قائم في محرابِه، قابضٌ على لِحْيَته، يتَمَلْمَلُ تَمَلْمُلَ السَّليم، ويبكي بُكاء الحزين، ويقول: يا دُنيا، ويا دُنيا، إليكِ عنّي، أبي تعرَّضتِ، أم إليَّ تشوّقت؟! لا حانَ حِينُك، هيهات هيهات، غُرّي غَيري، لا حاجةَ لي فيك، قد طلّقتُكِ ثلاثاً لارجعةَ فيها، فَعَيشُك قصير، وخَطَرك يَسير، وأمَلُك حقير، آهٍ من قلّةِ الزّاد، وطُول الطّريق، وبُعد السّفر، وعَظِيم المَورِد.

[في المصدر: الكلام لعظمته.]

قال ابن أبي الحديد في الشرح، وهو من أكابر علماء المُعتَزِلة: السَّليم: المَلْسوع، وقوله: 'لا حانَ حِينُك' دُعاء عليها، أي لا حَظَر وَقتُكِ، كما تقول: لاكُنت.

فأمّا ضِرار بن ضَمْرَة، فإنّ الرِّياشي روى خبَره، ونقَلُته أنا مِن كتاب عبد اللَّه ابن إسماعيل |بن أحمد الحلبي| في التذييل على نهج البلاغة، قال: دخل ضِرار على معاوية - وكان ضِرار من أصحاب عليّ عليه السلام - فقال له معاوية: يا ضِرار، صِف لي عليّاً. قال: أوَ تَعْفِيني؟ قال: لا أعفِيك.

قال: ما أصِف منه، كانَ واللَّه شَديد القُوى، بعيدَ المَدى، يتفجّر العلم من أنحائه، والحكمة من أرجائه، حسَن المُعاشرة، سَهْل المُباشرة، خَشِن المأكل، قصير المَلْبَس، غزير العَبْرَة، طَويل الفِكرَة، يقلّب كفّه ويُخاطب نفسَه، وكان فينا كأحدِنا، يُجيبنا إذا سألنا، ويبتدئنا إذا سكَتنا، ونحن مع تَقريبه لنا أشدّ ما يكون صاحِبٌ لصاحب هَيْبَةً، لا نبتدئه بالكلام لِعظَمه،

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 224:18.] يُحِبّ المَساكين، ويُقَرّب أهلَ الدِّين، وأشهَد لقد رأيتُه في بعض مواقفه، وتمام الكلام مذكورٌ في الكتاب.

[في المصدر: استفتيناه.]

2047/السابع: ابن أبي الحديد: وذكر أبو عمر بن عبدالبّر في كتاب "الاستيعاب"، بإسناده عن الحِرمازي، عن رجل من هَمدان، قال: قال معاوية لِضرار الضِّبابي: يا ضِرار صِفْ لي عليّاً. قال: اعفِني يا أمير المؤمنين. قال: لَتَصِفَنَّهُ.

قال: أما إذا لا بُدّ من وَصفِه، فكان واللَّه بعيدَ المَدى، شديدَ القُوى، يقول فصلاً، ويَحكُم عدلاً، يتفجّر العِلم من جَوانبه، وتَنطِق الحكمةُ من نَواحيه، يستَوحِش مِن الدُّنيا وزَهرتها، ويأنَس باللّيل ووَحْشتِه، غزيز العَبْرة، طَويل الفِكرة، يُعْجِبه من اللّباس ما قَصُر، ومِن الطّعام ما خَشُن.

وكان فينا كأحدِنا، يُجيبُنا إذا سألناه، ويُنبئنا إذا استنبأناه،

[في المصدر: قد باينتُكِ.] ونحن واللَّه مع تَقريبه إيّانا وقُربِه منّا، لا نَكادُ نُكلّمه هيبةً له، يُعظّم أهلَ الدِّين، ويُقرّب المَساكين، لايَطْمَعُ القويُّ في باطِله، ولاَ ييأس الضّعيف مِن عَدلِه، وأشهَد لقد رأيتُه في بعض مواقفه وقد أرخى اللّيلُ سُدولَه، وغارت نُجومه قابضاً على لِحْيَتِه، يتَمَلْمَلُ تَمَلْمُلَ السَّليم، ويبكي بكاء الحزين، ويقول: يا دُنيا غُرّي غيري، أبي تعرّضت أم إليّ تشوّقتِ؟! هيهات |هيهات، قد| طلّقتُك

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 225:18.] ثّلاثاً لا رجعةَ لي فيها، فَعُمركِ قَصير، وخَطَرك حَقير، آهٍ مِن قلّةِ الزّاد، وبُعد السَّفر، ووَحشة الطّريق.

فبكى مُعاوية، وقال: رَحِم اللَّه أبا حسَنٍ، كان واللَّه كذلك، فكيف حُزنُك عليه، يا ضِرار؟ قال: حُزْنُ مَن ذُبِحَ ولَدُها في حِجْرِها.

[في المصدر: حلمتها.]

2048/الثامن: ابن شهر آشوب، |عن| عُروة بن الزُبَير، قال: تذاكَرنا صالح الأعمال، فقال أبو الدَّرداء: أعبَدُ النّاس عليّ بن أبي طالب عليه السلام سَمِعتُه قائلاً بصوتٍ حَزينٍ، وَنغمةٍ شَجِيّةٍ، في موضِع خالٍ: إلهي كم من مُوبِقَةٍ حَمَلْتها

[الشّوى: اليَدَان والرِّجلان وأطرافُ الأصابع وقِحْفُ الرّأس.] عنّي فقابَلتَها بنِعَمك، وكم من جَريرةٍ تكرّمتَ عن كَشْفِها بكرَمك. إلهي إن طال في عِصيانك عُمري، وعَظُم في الصُّحفِ ذَنْبي، فما أنا مؤمِّل |غير| غُفْرانِكَ، ولا أنا براجٍ غير رِضْوانِك.

ثمّ ركَع ركَعات، فأخذ في الدُّعاء والبُكاء، فمِن مناجاتِه: إلهي اُفكّر في عَفْوِك فتَهُوْنُ عليَّ خَطيئتي،ثمّ أذكُر العَظيمَ مِن أخذِك فتَعْظُم عليّ بَليّتي.

ثمّ قال: آهٍ إن أنا قرأتُ في الصُّحِف سَيّئةً أنا ناسِيها وأنتَ مُحصِيها، فتقول: خُذوه، فَيا لَهُ مِن مأخوذٍ لا تُنجِيه عَشيرَتُه، ولاَ تنفَعُه قَبيلَتُه، يرحمه المَلأ إذا اُذِن |فيه| بالنِّداء، آهٍ مِن نارٍ تُنضِح الأكباد والكُلى، آهٍ من نارٍ نَزّاعةٍ للشَّوى،

[أي أطال وزاد.] آهٍ مِن غَمْرَةٍ من مُلهبات لَظى.

ثمّ أنْعَمَ

[مناقب ابن شهر آشوب 124:2.] عليه السلام في البُكاء، فلم أسمَع له حِسّاً، فقلتُ: غَلب عليه النَّوم، أُوقِضهُ لصلاةِ الفَجر، فأتَيتُه فإذا هو كالخشَبة المُلقاة، فحرّكتُه فلم يتحرّك، فقلتُ: إنّا للَّه وإنّا إليه راجِعون، مات واللَّه عليّ بن أبي طالب.

قال: فأتَيتُ مَنزِله مُبادراً أنعاهُ إليهم، فقالت فاطِمة عليهاالسلام: ما كان مِن شأنه؟ فأخبَرتُها، فقالت: هي واللَّه الغَشْيَة التي تأخُذه من خَشْيةِ اللَّه تعالى.

ثمّ أتَوه بماءٍ فنضَحوه على وَجهِه فأفاقَ، ونظَر إليّ وأنا أبكي، فقال: مِمَّ بكاؤك يا أبا الدَّرداء؟ فكيف لو رأيتَني ودُعيَ بي إلى الحِساب، وأيقَن أهلُ الجَرائم بالعذاب، واحتَوَشَتني ملائكةٌ غِلاظ شداد، وزَبانية فِظاظ، فوقفتُ بين يدَي المَلِك الجبّار، قد أسلمَتني الأحبّاء، ورَحِمني أهل الدُّنيا، لكنت أشَدّ رحمة لي بين يَدي مَن لاتَخفى عليه خافية!

[حَفيت كفُّهُ: رَقّت من كَثْرة العمل.]

2049/التاسع: ابن أبي الحديد في "شرح نهج البلاغة"، قال: روى زُرارة، قال: قيل لجعفر بن محمّد عليهماالسلام: إنّ قوماً هاهنا ينتَقصِون عليّاً عليه السلام.

قال: بم ينتَقِصونه لا أباً لهم، وهل فيه مَوضِع نَقيصة؟ واللَّهِ ما عَرَض لعليّ أمران قَطّ، كلاِهُما |للَّه| طاعة، إلّا عَمِل بأشَدّهما وأشَقّهما عليه، ولقد كان يعمل العمَل كأ نّه قائمٌ بينَ الجنّةِ والنّار، يَنْظُر |إلى ثواب| هؤلاء فيعمل له، ويَنظُر إلى عقاب هؤلاء فيعمل له، وإن كان ليقوم إلى الصّلاة، فإذا قال: 'وجّهتُ وَجهي' تغيّر لَونُه حتّى يُعرَف ذلك في وَجهِه، ولقد أعتَق ألفَ عبدٍ من كَدِّ يدِه، كلُّهم يَعْرَق فيه جَبينُه، وتحفى

[زاد في المصدر: بِشَرّ.] فيه كفّه، ولقد بُشّر بعَينٍ نبَعت في مالِه مثل عُنق الجَزور، فقال: بَشِّر الوارِث،

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 110:4.] ثمّ جعَلها صدَقة على الفُقَراء والمَساكينِ وابنِ السبيل إلى أن يَرِث اللَّه الأرض وَمن عليها، ليَصرِف |اللَّه| النارَ عن وَجههِ، ويَصرِف وَجْهَه عن النّار.

[العِظْلِم: سوادٌ يُصْبَغُ به، وقيل: هو النِّيلَج، أي النِّيْلَة.]

2050/العاشر: ابن أبي الحَديد، قال: قال عليّ عليه السلام لأخيه عقيل: واللَّه لَأَن أبيت على حَسَكِ السَّعدانِ مُسَهّداً أو اُجَرّ |في| الأغلالِ مُصَفَّداً، أحَبّ إليّ مِن أن ألقى اللَّه ورَسولَه |يوم القيامة| ظالماً لبَعضِ العِباد، أو غاصِباً لشي ءٍ مِن الحُطام، وكيفَ أظلِم أحَداً لِنَفسٍ يُسرِع إلى البَلى قُفولها، وَيطول في الثرى حُلولُها.

واللَّه لقد رأيتُ عقيلاً وقد أملَق حتّى استَماحَني مِن بُرِّكُم صاعاً، ورأيتُ صِبْيانَه شُعْثَ |الشُّعور، غُبْرَ| الألوان مِن فَقرِهم، فكأ نّما سُوِّدَت وجوهُهم بالعِظْلِم،

[الدَّنَف: المرَض.] وعاوَدني مؤكِّداً، وكرّر عليّ |القول| مُرَدِّداً، فأصغَيتُ إليه سَمْعي، فظَنَّ أ نّي أبيعُه دِيني، وأتَّبِعْ قِيادَه مُفارِقاً طريقتي، فأحَميتُ له حديدةً، ثمّ أدنَيتُها مِن جِسمِه ليَعتَبِر بها، فضَجّ ضَجِيجَ ذي دَنَفٍ

[المِيْسَم: المِكواة.] من ألمها، وكاد أن يحتَرِق من مِيْسَمِها.

[المَلفُوفة: نوعٌ من الحَلْواء، أهداها الأشعث بن قيس إلى عليّ عليه السلام، وقد ظنّ الأشعث أ نّه يستميله بالمهاداة لغرض دنيوي كان في نفس الأشعث، وكان أمير المؤمنين عليه السلام يعلم ذلك، فردّ هديته.]

وقلت له: ثَكِلَتكَ الثَّواكِلُ |يا عقيل|، أتئِنّ من حديدةٍ أحماها إنسانها لِلَعِبه، وتَجُرّني إلى نارٍ سَجّرها جَبّارُها لَغَضِبه؟! أتئِنّ مِن الأذى، ولا أئنّ مِن لَظى؟! وأعجَبُ مِن ذلك طارِقٌ طَرَقَنا بمَلْفُوفَةٍ

[أي كرهتها.] في وعِائها، ومعجونةٍ شَنئتُها،

[أي تهذي.] كأ نّها عُجِنت بريقِ حيَّةٍ أو قَيئها، فقلتُ: أصِلَةٌ، أم زَكاةٌ، أم صدقةٌ؟ فذلك محرَّمٌ علينا أهلَ البيت! فقال: لا ذا ولا ذاك، |ولكنّها هديّة|.

فقُلتُ: هَبِلتْكَ الهَبول! أعن دين اللَّه أتَيْتَني لتَخْدَعَني؟ أمُخْتَبِطٌ |أم| ذو جِنَّةٍ أم تَهجُر؟

[أي قِشرتها.] واللَّه لو اُعطِيت الأقاليم السّبعة بما تحت أفلاكِها على أن أعصِيَ اللَّه تعالى في نَمْلَةٍ أسلُبُها جُلْبَ شعيرةٍ

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 245:11.] ما فعَلتُه، وإنّ دُنياكُم عندي لأهْوَن مِن ورَقةٍ في فَمِ جَرادةٍ تَقْضَمُها، ما لعليٍّ ولنعيمٍ يَفنى، ولذَّةٍ لاَ تْبقى، نَعوذ باللَّهِ من سُباتِ العقل، وقُبح الزَّلَل، وبه |نستعين|.

[مناقب الخوارزمي: 228.]

في أنّ أميرالمؤمنين يُنادى يوم القيامة


2051/الأوّل: أبو المؤيد موفّق بن أحمَد، بإسناده عن أنَس، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: إذا كان يوم القيامة يُنادى عليّ بن أبي طالب عليه السلام بسبعة |اسماء|: يا صِدّيق، يا دالّ، يا عابد، يا هاديّ، يا مهديّ، يا فتى، يا عليّ، مُرَّ أنتَ وشيعتك إلى الجنّةِ بغير حِساب.

["قبلي" ليس في المصدر.]

2052/الثاني: إبراهيم بن محمّد الحَمُّوئي بإسناده عن أنَس بن مالك، قال: قال رسول اللَّه عليه السلام: إذا كان يوم القيامة نُصِب لي مِنْبَرٌ فيقال لي: ارْقَ، فأكون أعلاه، ثمّ يُنادي مُنادٍ: أين عليّ فيكون قِبَلي

[فرائد السمطين 97/134:1.] دوني بمِرقاة، فيعلم جميع الخلائق أنّ محمّداً سيّد المُرسَلين، وأنّ عليّاً سيّد الوَصيّين.

قال أنس: فقام إليه رجلٌ منّا - يعني من الأنصار - فقال: يا رسول اللَّه، فمَن يَبْغُض عليّاً بعد هذا؟ فقال: يا أخا الأنصار، لاَيبْغُضه مِن قُرَيش إلّا سفحيّ، ولا مِن الأنصارِ إلّا يَهوديّ، ولا من العرَب إلّا دَعِيّ، ولا من سائر النّاس إلّا شَقِيّ.

[مناقب الخوارزمي: 209.]

/ 31