علی فی القرآن جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علی فی القرآن - جلد 2

سید صادق حسینی شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

سوره عنكبوت


"وفيها اثنتا عشرة آية"

1 ـ ألم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا "إلى" وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ / 1 ـ 3.

2 ـ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا / 4.

3 ـ مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللهِ "إلى" كَانُوا يَعْمَلُونَ / 5 ـ 7.

4 ـ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ / 9.

5 ـ فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ / 15.

6 ـ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللهِ وَلِقَائِهِ / 23.

7 ـ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ / 58.

8 ـ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ / 69.

'ألم * أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ'

العنكبوت/ 1 ـ 3

روى العلاّمة الهندي عبد الله بسمل عن ابن مردويه بسند عن علي ـ كرّم الله وجهه ـ في قوله تعالى:

'ألم * أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ'.

قال قلت: يا رسول الله، ما هذه الفتنة؟ قال: يا علي، بك، وأنت تخاصم فاعد للخصومة

[أرجح المطالب/ ص86.]

ورواه بهذا المعنى، العلاّمة الشافعي، ابن حجر الهيثمي وقال: أخرجه البخاري في "صحيحه" في باب "قتل أبي جهل"

[الصواعق المحرقة/ ص78.]

وروى العلاّمة البحراني، عن ابن شهر آشوب، عن أبي طالب الهروي، بإسناده عن علقمة

[هو: علقمة بن قيس بن عبد الله النخعي الكوفي، يكنى "أبا شبل" من أعاظم التابعين، رأى الكثير من أصحاب رسول الله، وروى عن بعضهم، واختص بعبد الله بن مسعود، حتى لقب بـ "صاحب ابن مسعود" روى عنه التابعون وتابعوهم، عد في أصحاب أمير المؤمنين علي "عليه السلام"، وروى بعضاً من الفضائل لأهل البيت، ولعلي "عليه السلام" خاصة، أخرج أحاديثه أصحاب الصحاح الستة وغيرهم مات عام "62" للهجرة.

ذكره وترجم له العديد من المؤلفين في السير والتاريخ والرجال، نذكر عدداً منهم ـ من العامة ـ للمراجعة: ـ

محمد بن سعد في الطبقات الكبرى/ ج6/ ص57.

ومحمد بن إسماعيل البخاري في "التاريخ الكبير" ج4/ ق1/ ص41 إلا أنه أخطأ فأثبته أحياناً "أبو علقمة" نبّه على ذلك الرازي في كتابه عن بيان أخطاء البخاري في تاريخه/ ص159.

وهو أيضاً في التاريخ الصغير/ص 63.

وعبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري في "المعارف" ص190.

والعلامة الذهبي في "تذكرة الحفاظ" ج1/ ص45. وفي "دولة الإسلام" ج1/ ص30.

وعبد الله بن أسعد اليافعي في "مرآة الحنان" ج1/ ص137.

وعبد الله بن العماد الحنبلي في "شذرات الذهب" ج1/ ص70.

وإسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي في "البداية والنهاية" ج8/ ص317.

وخير الدين الزركلي في "الأعلام" ج5/ ص48.

وأبو بشر الدولابي في "الكنى والأسماء" ج2/ ص7.

وحافظ المشرق الإمام الرازي في "الجرح والتعديل" ج3/ ق1/ ص404.

وأبو عبد الله الحاكم النيسابوري في "معرفة علوم الحديث" ص203.

وعلي بن محمد بن الأثير الجزري في "الكامل في التاريخ" ج4/ ص44.

وأبو زكريا النواوي في "تهذيب الأسماء" ص433.

وأحمد بن عبد السلام الأصبهاني في "حلية الأولياء" ج3/ ص96.

ومحمد بن طاهر القيسراني في "الجمع بين رجال الصحيحين" ص390 وفي "الأنساب المتفقة في الخط" ص18.

والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" ج13/ ص296

وأبو الفرج بن الجوزي في "تلقيح فهوم أهل الأثر" ص230. وفي "صفة الصفوة" ج3/ ص13.

ومحمد بن محمد الجزري في "غاية النهاية" ج1/ ص516.

وأحمد بن حجر العسقلاني في "تهذيب التهذيب" ج7/ ص276. وفي "تقريب التهذيب" ص268.

ومحمود بن أحمد العيني في "عمدة القارئ" ج1/ ص250.

وأحمد بن عبد الله الخزرجي في "خلاصة تهذيب التهذيب" ص271.

والعلامة السيوطي في "تلخيص الطبقات" ص3.

وآخرون...] وأبي أيوب:

أنّه لمّا نزل:

'ألم * أحسب الناس' الآيات.

قال النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" لعمّار:

إنّه سيكون من بعدي هناة، حتى يختلف السيف فيما بينهم، وحتى يقتل بعضهم بعضاً، وحتى يتبرأ بعضهم من بعض. فإذا رأيت فعليك بهذا الأصلع عن يميني، علي بن أبي طالب، فإنْ سلك الناس كلُّهم وادياً، فاسلك وادي علي بن أبي طالب وخل عن النّاس.

يا عمّار، إنّ علياً لا يردّك عن هدىً، ولا يردّك إلى ردىً.

يا عمّار، طاعة علي طاعتي، وطاعتي طاعة الله.

[غاية المرام/ ص403-404.]

'أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ'

العنكبوت/ 4

روى الحافظ الحسكاني "الحنفي" قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد "بإسناده المذكور" عن ابن عباس في قوله تعالى:

'أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ'.

"قال": نزلت في عتبة، وشيبة، والوليد بن عتبة، وهم الذين بارزوا علياً، وحمزة، وعبيدة

[شواهد التنزيل/ ج1/ ص440 ـ 441.]

وروى السّيوطي في تفسيره عن ابن مردويه، عن ابن عباس قال: لمّا برز علي وحمزة وعبيدة إلى عتبة، وابنه الوليد، وشيبة قال علي لهم:

أدعوكم إلى الله وإلى رسوله.

فقال عتبة: هلُم للمبارزة

[الدر المنثور/ ج1/ ص348.]

وروى السّيوطي أيضاً عن أبي حاتم، عن أبي العالية ـ في حديث ـ قال:

فبزر عتب بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، فنادوا النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" وأصحابه فقالوا: اِبعث إلينا أكفاءنا نقاتلهم.

فوثب غُلمة من الأنصار من بني الخزرج، فقال لهم رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" اجلسوا.

قوموا يا بني هاشم.

فقام حمزة بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، وعبيدة بن الحارث فبرزوا لهم.

فقال عتبة: تكلموا نعرفكم، إن تكونوا أكفاءنا، قاتلناكم.

قال حمزة بن عبد المطلب: أنا أسد الله، وأسد رسوله.

فقال عتبه: كفْءٌ كريم.

فقال علي: أنا علي بن أبي طالب.

فقال: كفْءٌ كريم.

فقال عبيدة: أنا عبيدة بين الحارث.

فقال عتبة: كفْءٌ كريم.

فأخذ حمزة شيبة بن ربيعة، وأخذ علي بن أبي طالب عتبة بن ربيعة، وأخذ عبيدة الوليد.

فأمّا حمزة فأجاز على شيبة، وأمّا علي فاختلفا ضربتين، فأقام فأجاز على عتبة، وأمّا عبيدة فأُصيبت رجله.

قال "أبو العالية": فرجع هؤلاء، وقتل هؤلاء.

فنادى أبو جهل وأصحابه: لنا العزّى ولا عزّى لكم.

فنادى منادي النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم": قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار

[تفسير الدر المنثور/ ج4/ ص348 ـ 349.]

'مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * وَمَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ * وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ"

العنكبوت/ 5 ـ 7

روى الحافظ الحاكم الحسكاني "الحنفي" قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد "بإسناده المذكور" عن أبي صالح، عن ابن عباس "في قوله تعالى":

'مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * وَمَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ'.

"قال": نزلت في علي، وصاحبيه: حمزة، وعبيدة

[شواهد التنزيل/ ج1/ ص441.]

وروى هو أيضاً عن فارس "بإسناده المذكور" عن ابن عباس في قوله "تعالى":

'وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ'

"قال": يعني علياً، وعبيدة، وحمزة.

'لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ'.

يعني: ذنوبهم.

'وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ' من الثواب في الجنة.

'أَحْسَنَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ' من الثواب في الدنيا.

"ثم قال ابن عباس": فهذه الثلاث آيات نزلت في علي وصاحبيه "حمزة وعبيدة" ثم صارت للناس عامةً من كان على هذه الصفة

[شواهد التنزيل/ ج1/ ص441.]

"أقول": لا تنافي بين هذا التفسير 'لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ' أي: ذنوبهم، وبين عصمة الإمام أمير المؤمنين "عليه السلام" لوجهين:

"الأول": إنّ علماء البلاغة يقولون في تقابل الجمعين لا يلزم ـ بلاغياً ولا عرفياً ـ أنْ يتصف كل فرد من أفراد هذا الجمع بالحكم، بل يكفي الغالب، فلو قيل: "باع القوم دوابهم" لا يلزم أن يكون لكل فرد من القوم دابة، حتى إذا لم تكن لواحد من القوم دابة، تكون القضية كاذبة، فمعنى ذلك: إنّ من كانت عنده دابة من القوم باعها.

والتفسير هنا هكذا: أي: من كان له فيهم ذنب يكفّره الله عنه، وليس معناه أنَّ ثلاثتهم مذنبون، بل يكفي تكفير ذنوب حمزة وعبيدة، وعدم وجود الذنب لأمير المؤمنين، حتى يحتاج إلى التكفير.

"الثاني": ما يجاب به عن رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" في قوله تعالى: 'لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ' "الفتح/ 2" يجاب بمثله هنا عن علي بن أبي طالب "عليه السلام" وهو أن المراد بالذنب، الذنب العرفي عند الناس، وهو الأحقاد، والعداوة، والبغضاء الكامنة في قلوبهم ضد رسول الله وضد علي "صلى الله عليهما وعلى آلهما".

إذ كما أنّ في انتصار رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" بفتح مكة ظهرت له الغلبة والشخصية في أعين الناس فلم يقدر أحد ـ والحال هذه ـ أنْ يظهر عداءه ويبرز ما في قلبه من الانتقاد لرسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" كذلك انتصار علي "عليه السلام" في قتل "عتبة" صار لعلي كرامة عند الناس وشخصية، محتا عنه ما جاشت به قلوب أعدائه من البغض والحقد.

وهذا المعنى قابل الجريان في "حمزة وعبيدة" أيضاً.

'وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ'

العنكبوت/ 9

روى الحافظ الحاكم الحسكاني "الحنفي" قال: حدثني علي بن موسى بن إسحاق "بإسناده المذكور" عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

ما في القرآن آية: 'وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ' إلاّ وعليٌّ أميرها وشريفها، وما من أصحاب محمد رجل، إلاّ وقد عاتبه الله، وما ذكر علياً إلاّ بخير.

ثم قال عكرمة: إنّي لأعلم أنّ لعلي منقبةً لو حدثت بها، لنفدت أقطار السماوات والأرض

[شواهد التنزيل/ ج1/ ص21.]

"أقول": أي: نفدت أقطار السماوات والأرض. قبل أنْ تنفد منقبة علي بن أبي طالب "عليه السلام".

"كما" مرّ ذكر هذا الحديث عدة مرات تحت مثل هذه الآية.

'فَأَنْجَيْناهُ وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْناها آيَةً لِلْعالَمِينَ'

العنكبوت/ 15

روى السّيوطي في تفسيره "الدرّ المنثور" عند تفسير قوله تعالى:

'وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً'.

الآية من سورة البقرة.

قال: وأخرج ابن أبي شيبة عن علي "كرّم الله وجهه" أنه قال:

"إنّما مثلنا في هذه الأمة، كسفينة نوح"

[الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ ج1/ ص150.]

وروى العلاّمة البحراني، عن علي بن الصباغ "المالكي" في كتابه "الفصول المهمة" عن رافع مولى أبي ذر قال:

صعد أبو ذر على عتبة باب الكعبة، وأخذ بحلقة الباب، وأسند ظهره إليه وقال:

"يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن أنكرني، فأنا أبو ذر سمعت رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" يقول:

"مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، من ركبها نجى، ومن تخلف عنها قح في النّار"

[غاية المرام/ ص238.]

وروى هو عن إبراهيم بن محمد الحمويني "الشافعي" ـ قال: أخبرني الجٌلّة من أهل الحلة "بإسنادهم التي ذكرنا" عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" لعلي بن أبي طالب "كرّم الله وجهه" ـ في حديث ـ:

"يا علي، مثلك ومثل الأئمّة من ولدك بعدي، مثل سفينة نوح، من ركب فيها، نجى، ومن تخلّف عنها، غرق.

ومثلكم مثل النجوم كلّما غاب نجم، طلع نجم إلى يوم القيامة"

[غاية المرام/ ص238.]

"أقول": الروايات بهذه المعاني تعدُّ بالعشرات، بل هي فوق المئة، وبذلك تكون فوق الدرجات العالية من التواتر.

ومعنى هذه الروايات: أنّ الناجي من هذه الأمة، هو المتمسك بعلي وأهل بيته، كما أنّ الناجي في عهد نوح "عليه السلام" كان الذي يركب السفينة، والهالك من هذه الأمة هو التارك لعلي ولأهل بيته، كما أنّ التارك لسفينة نوح كان يهلك.

وقد تواتر نقل هذا الحديث عن النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" بأسانيد عديدة، وألفاظ مختلفة بالزيادة والنقصان في بعض الجمل، كلُّها متفقة بالمعنى.

وقد قال حافظ الشافعية ابن حجر الهيثمي في صواعقه:

جاء من طرق كثيرة يقوّي بعضها بعضاً:

"مثل أهل بيتي" "إنّ مثل أهل بيتي" "ألا إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح في قومه... الحديث"

[الصواعق المحرقة/ ص234.]

وممّن أخرجه: الحافظ أبو الحسن بن المغازلي في مناقبه

[المناقب لابن المغازلي/ ص132 ـ 134.]

والحافظ سليمان القندوزي في ينابيعه

[ينابيع المودّة/ ص28.]

والخطيب البغدادي في تاريخه بسنده عن أنس بن مالك

[تاريخ بغداد/ ج12/ ص91.]

والعلاّمة ابن كثير الدمشقي في تفسيره بسنده عن أبي ذر

[تفسير القرآن العظيم "بهامش فتح البيان" / ج9/ ص115.]

والحافظ السّيوطي في خصائصه

[الخصائص الكبرى/ ج2/ ص266.]

وأخرجه الحاكم في مستدركه بسنده عن أبي إسحاق

[المستدرك على الصحيحين/ ج3/ ص150.]

والحافظ أبو نعيم في حليته

[حلية الأولياء/ ج4/ ص306.]

والحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد

[مجمع الزوائد/ ج9/ ص168.]

والحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال

[ميزان الاعتدال/ ج1/ ص224.]

والحافظ السّيوطي "الشافعي" في كتابه المخطوط "الأنافة في رتبة الخلافة"

[الأنافة للسيوطي "مخطوط" الورقة 68 أ.]

'وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ وَلِقائِهِ أُولئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ'

العنكبوت/ 23

روى العلاّمة البحراني "قده" عن موفّق بن أحمد المكي الخوارزمي "الحنفي" ـ أخطب الخطباء ـ "بإسناده المذكور" عن مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم":

"من أحب علياً، قَبِلَ الله صلاته وصيامه، واستجاب دعاءه، ألا ومن أحبّ علياً، أعطاه الله بكل عرق في بدنه مدينة في الجنة، ألا ومن أحبَّ آل محمد، أمن من الحساب والصراط والميزان، ألا ومن مات على حبِّ آل محمد، فأنا كفيله بالجنة مع الأنبياء.

ألا ومن أبغض آل محمد، جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه، آيسٌ من رحمة الله".

ثم أعقب ذلك العلاّمة البحراني قائلاً:

قال مؤلف هذا الكتاب: أمّا موفّق بن أحمد فهو عامّي المذهب، ومالك بن أنس هو الذي تنسب إليه الفرقة المالكية إحدى الفرق الأربع من العامة، ونافع بن الأزرق هو مولى عمر بن الخطاب وهو من الخوارج

[لا بأس هنا بإيراد حديث ذكره الحاكم الحسكاني "الحنفي" في شواهد التنزيل، قال: أخبرنا أبو بكر اليزدي "بإسناده المذكور" عن أبي غسان خلف بن خليفة قال: سمعت أبا هارون العبدي قال: كنت جالساً مع ابن عمر، إذ جاء نافع بن الأزرق فقال: والله، إنّي لأبغض علياً، فقال: أبغضك الله تبغض رجلاً سابقة من سوابقه خير من الدنيا وما فيها.

"شواهد التنزيل/ ج1/ ص25".] وابن عمر هو عبد الله، وهو من رؤوس النواصب، الذين لم يبايعوا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، وهذه الرواية من عجيب رواياتهم لأنهم أعداؤه

[غاية المرام/ ص580.]

'وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ'

العنكبوت/ 58

روى العلاّمة البحراني عن "الجبري" في تفسيره "مرسلاً" عن ابن عباس أنّه قال:

"قوله تعالى": 'الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ'.

"نزلت" في علي وشيعته

[غاية المرام/ ص.]

"أقول": الله تعالى أمر بالإيمان بذاته المقدسة، وبالإيمان بنبيه محمد "صلى الله عليه وآله وسلّم" وبالإيمان بعلي بن أبي طالب "عليه السلام".

"والشيعة" حيث آمنوا بالأمور الثلاثة التي أمر بها الله تعالى كانوا هم المؤمنين حقاً.

"وعملهم" حيث كان متخذاً ممّن أمر الله بالأخذ عنه ـ باب مدينة علم النبي، وباب دار الحكمة، ومن يدور معه الحق كيفما دار، ومن هو مع القرآن والقرآن معه، أعني علي بن أبي طالب "عليه السلام" ـ كان عملاً صالحاً، يصلح لتقديمه إلى الله تعالى.

دون الذين لم يؤمنوا بالأمور الثلاثة كما أمر الله، ولم يتخذوا منهاج ـ أعمالهم ممّن أمر الله بالأخذ عنه ـ علي بن أبي طالب "عليه السلام" ـ فإنّ إيمانهم ليس الإيمان الذي به أمر الله، وعملهم ليس العمل الذي إليه دعا الله "ولذا" كانوا الشيعة هم الذين آمنوا وعملوا الصالحات.

'وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ'

العنكبوت/ 69

روى الحافظ الحسكاني "الحنفي" عن تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي "بإسناده المذكور" عن إبّان بن تغلب، عن أبي جعفر "محمد بن علي الباقر" في قوله تعالى:

'وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ'.

قال: نزلت فينا أهل البيت

[شواهد التنزيل/ ص442.]

"أقول": تكررت الأحاديث الشريفة عن رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" في أنّ أهل البيت هم: "علي، فاطمة، والحسن، والحسين" وقد ذكرنا بعضها في تفسير سورة الأحزاب آية "23" قوله تعالى: 'إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً'، وفي موارد أخرى في هذا الكتاب سبق بعضها، ويأتي بعضها الآخر.

سوره روم


"وفيها ثلاث آيات"

1 ـ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ / 15.

2 ـ فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ / 38.

3 ـ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ / 45.

'فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ'

الروم/ 15

أخرج الحافظ الحسكاني "الحنفي" قال: حدثني علي بن موسى بن إسحاق "بسنده المذكور" عن ابن عباس قال:

ما في القرآن آية: 'الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ' إلاّ وعليٌّ أميرها وشريفها

[شواهد التنزيل/ ج1/ ص64.]

'فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ'

الروم/ 38

أخرج علاّمة الأحناف، الموفّق الخوارزمي، في مناقبه قال: أخبرني الشيخ الإمام، شهاب الدين أفضل الحفّاظ، أبو نجيب، سعد بن عبد الله بن الحسن الهمداني، المعروف بالمروزي، فيما كتب إليّ من همدان "بسنده المذكور" عن أبي الطفيل

[هو عامر بن واثلة بن عبد الله الكناني الليثي المكي، اختلف فيه أمنْ أصحاب النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" أو كان من التابعين، ذكر بعض من اوتيت صحبته أنه آخر من مات من الصحابة، روى عن جمع من الصحابة، وروى عنه التابعون وتابعوهم، عدّ من أصحاب علي "عليه السلام" أخرج أحاديثه أصحاب الصحاح الستة كلهم وغيرهم أيضاً، نقل فضائل من الأحاديث في شأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام" وأهل البيت "عليهم السلام"، مات عام "100" للهجرة على الأصح.

ذكره وترجم له العديد من أصحاب الرجال وكتاب التاريخ، ومؤلفي السير، نذكر جمعاً منهم ـ من العامة ـ للمراجعة وهم: ـ

ابن حجر العسقلاني في "الإصابة" ج7 ص110. وفي "تهذيب التهذيب" ج5 ص82. وفي "تقريب التهذيب" ص187. وفي "مقدمة فتح الباري" ص410.

وشمس الدين الذهبي في "تجريد أسماء الصحابة" ج2 ص192. وفي "دول الإسلام" ج1 ص48.

وعبد الله بن أسعد اليافعي في "مرآة الجنان" ج1 ص207.

وإسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي في "البداية والنهاية" ج9 ص190.

ومحمد بن سعد ـ كاتب الواقدي ـ في "الطبقات الكبرى" ج5 ص338.

ومحمد بن إسماعيل البخاري في "التاريخ الصغير" ص120 وفي "التاريخ الكبير" ج3/ ق2/ ص446.

ومحمد بن أحمد الدولاني في "الكنى والأسماء" ج1 ص40.

وابن قتيبة الدينوري في "المعارف" ص149.

وأبو الفرج الأصبهاني في "الأغاني" ج13/ ص159.

والرازي ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ج3/ ق1/ ص328.

وابن عبد البر في "الاستيعاب" ج2/ ص153.

وابن القيسراني في "الجمع بين الصحيحين" ص378.

وابن عساكر الدمشقي في "تاريخ دمشق" ج7 ص200.

وابن الجوزي ـ أبو الفرج ـ في "تلقيح فهوم أهل الأثر" ص105.

وابن الأثير الجزري في "الكامل في التاريخ" ج5 ص22. وفي "أسد الغابة" ج5 ص233.

وابن العماد في "شذرات الذهب" ج1 ص118.

وخير الدين الزركلي في "الأعلام" ج4 ص26.

وآخرون أيضاً....] قال في حديث المناشدة يوم الشورى قال علي بن أبي طالب: أنشدكم الله، أيُّها الخمسة... إلى أنْ قال:

"أ منكم أحد تمّم الله نوره من السماء حين قال:

'فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ' غيري؟

قالوا: اللّهم لا

[المناقب للخوارزمي/ 224.]

وروى أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في تفسيره، قال: حدثنا القاسم "بإسناده المذكور" عن ابن عباس:

أنّ نجدة كتب إليه يسأله عن ذوي القربى؟

فكتب "ابن عباس" إليه كتاباً:

"نزعم أنْ نحن هم، فأبى ذلك علينا قومنا"

[جامع البيان في تفسير القرآن/ ج1/ ص5.]

وروى الحاكم الحسكاني "الحنفي" قال: أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي "بإسناده المذكور" عن أحمد بن عمار، قال:

سُئل رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم": من قرابتك؟

قال "صلى الله عليه وآله وسلّم": علي، وفاطمة، وولدهما "علي وفاطمة وولدهما، علي وفاطمة وولدهما" ثلاث مرات يقولها

[شواهد التنزيل/ ج2/ ص132.]

وروى الحسكاني أيضاً، قال: أخبرنا عقيل بن الحسين "بإسناده المذكور" عن ابن عباس ـ في الحديث ـ في تفسير هذه الآية قال:

'والمسكين': الطوّاف الذي يسألك، يقول: أطعمه.

'وابن السبيل' وهو الضيف حث على ضيافته ثلاثة أيام.

'ذلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ' يعني: وأنك يا محمد، إذا فعلت هذا، فافعله لوجه الله.

'وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ' يعني: أنت، ومن فعل هذا من الناجين في الآخرة من النار، الفائزين بالجنة.

[شواهد التنزيل / ج1/ 443.]

"أقول": قد تكرر عن الرسول "صلى الله عليه وآله وسلّم" أحاديث كثيرة، كلُّها بلسان واحد تقول:

"المفلحون هم علي وشيعته"

"الفائزون هم علي وشيعته".

وقد سبق، وسيأتي بعض ذلك في تضاعيف الكتاب.

'لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْ فَضْلِهِ...'

الروم/ 45

روى العلاّمة البحراني عن ابن شهر آشوب ـ من طريق المخالفين ـ بإسناده المذكور عن الشعبي ـ في حديث ـ قال:

إنّ رجلاً أتى رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" ... إذ أقبل عليٌّ، فقال الرجل: من هذا يا رسول الله؟

قال "صلى الله عليه وآله وسلّم": هذا من الذين أنزل الله فيهم.

'الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ'

[غاية المرام/ ص326.]

/ 42