علی فی القرآن جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علی فی القرآن - جلد 2

سید صادق حسینی شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

سوره مومنون


"وفيها ثمان آيات"

1 ـ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ / 61.

2 ـ وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ / 73.

3 ـ وَإِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ / 74.

4 ـ قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ "إلى" لقادرون/ 93 ـ 95.

5 ـ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلاَ أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ / 101.

6 ـ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ / 111.

'أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ'

المؤمنون/ 61

روى العلاّمة البحراني في غاية المرام، عن "الفقيه الشافعي"، إبراهيم بن محمد الحمويني، بإسناده "المذكور" إلى سليم بن قيس الهلالي ـ في حديث المناشدة في فضائله، بمشهد جماعة من المهاجرين والأنصار ـ قال علي:

فأنشدكم الله، أتعلمون أن الله عزّ وجلّ فضّل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية، وأني لم يسبقني إلى الله عزّ وجلّ، وإلى رسوله "صلى الله عليه وآله وسلّم" أحد من الأُمة؟

قالوا: اللّهم، نعم

[غاية المرام/ ص386.]

روى ابن حجر "الفقيه الشافعي" في الإصابة، بإسناده عن عمرو بن مُرّة الجهني، وعبد الله بن فضالة المزني ـ وكانت لهما صحبة ـ عن جابر:

أنّهم كانوا يقولون: "علي بن أبي طالب أول من أسلم"

[الإصابة ـ ج4/ القسم1/ ص118.]

وروى "ابن الأثير" في "أسد الغابة" بإسناده عن علي، قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" لفاطمة: "لقد أنكحتكِ أكثرهم علماً، وأفضلهم حلماً، وأوّلهم سلماً"

[أسد الغابة/ ج5/ ص540.]

وروى "المحبُّ الطبري الشافعي" في "الرياض النضرة" بإسناده عن أنس، أنّ رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" قال لفاطمة:

"زوّجتك أقدمهم سلماً، وأحسنهم خلقاً"

[الرياض النضرة/ ج2/ ص182.]

وروى ابن عبد البرّ في "الاستيعاب" بإسناده عن قتادة، عن الحسن قال:

"أسلم علي وهو أول من أسلم"

[الاستيعاب/ ج2/ ص 458.]

والأحاديث في هذا الباب تعد بالمئات، والمئات.

'وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ'.

المؤمنون/ 73.

روى الحافظ القندوزي "الحنفي" قال: ومن المناقب.

وفي تفسير "قوله تعالى":

'وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ'.

قال جعفر الصادق "رضي الله عنه":

الصراط المستقيم ولاية أمير المؤمنين "علي بن أبي طالب"

[ينابيع المودّة/ ص114.]

'وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ'

المؤمنون/ 74

الصراط ولاية آل محمد.

أخرج العلاّمة الكشفي، المير محمد صالح الترمذي "الحنفي" في مناقبه عن المحدّث الحنبلي أنّه قال: المراد بالصراط في هذه الآية الكريمة: 'صراط محمد وآل محمد'.

وأخرج أيضاً عن ابن مردويه عن علي أنّه قال:

"عن ولايتنا أهل البيت"

[المناقب للكشفي/الباب الأول.]

'قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ * رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَإِنَّا عَلى أَنْ نُرِيَكَ ما نَعِدُهُمْ لَقادِرُونَ'

المؤمنون/ 93 ـ 95

روى الحافظ الحسكاني "الحنفي" عن تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي "بإسناده المذكور" عن جابر بن عبد الله قال:

أخبر جبرئيل النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلّم": إنّ أمّتك سيختلفون من بعدك، فأوحى الله إلى النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم":

'قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ * رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ'.

قال يعني: جبرئيل للنبي "صلى الله عليه وآله وسلّم": أصحاب الجمل.

فقال ذلك النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" "يعني: لأصحابه".

فأنزل الله:

'وَإِنَّا عَلى أَنْ نُرِيَكَ ما نَعِدُهُمْ لَقادِرُونَ' ...

قال جابر: بينما أنا جالس إلى جنب النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" وهو بمِنى يخطب الناس، حمد الله وأثنى عليه وقال: أيُّها الناس، أليس قد بلغتكم؟

قالوا: بلى.

قال: ألا لا ألفينكم ترجعون بعدي كفاراً، يضرب بعضكم رقاب البعض، أما لئن فعلتم ذلك، لتعرفني في كتيبة أضرب وجوهكم فيها بالسيف "قال جابر": فكأنّه غُمِز من خلفه، فالتفت، ثم أقبل علينا فقال: أو علي بن أبي طالب:

[شواهد التنزيل/ ج1/ ص406.]

'فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ'

المؤمنون/ 101.

روى الحافظ "الهيثمي" في "مجمع الزوائد" قال:

وعن ابن عباس قال: توفي ابنٌ لصفية، عمة رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم"، فبكت عليه، وصاحت، فأتاها النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم"، فقال لها: يا عمة، ما يبكيك؟ فقالت: توفي ابني.

قال "صلى الله عليه وآله وسلّم": يا عمة، من توفي له ولد في الإسلام، فصبر، بنى الله له بيتاً في الجنة.

فسكتت، ثم خرجت من عند رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" فاستقبلها عمر بن الخطاب، فقال: يا صفية، قد سمعتُث صُراخَكِ، إنّ قرابتك من رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم"، لن تُغني عنك من الله شيئاً.

فبكت، فسمعها النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" ـ وكان يُكرمها ويُحبها ـ فقال: يا عمة، أتبكين وقد قلت لك ما قلت؟

قالت: ليس ذاك يا رسول الله، استقبلني عمر بن الخطاب فقال: إنّ قرابتك من رسول الله، لن تُغني عنك من الله شيئاً.

قال "ابن عباس": فغضب النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم"، وقال: يا بلال، هجر بالصلاة

[التهجير هو التكبير والمبادرة.]

فهجر بلال بالصلاة، فصعد النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" المنبر، فحمد الله، وأثنى عليه ثم قال:

"ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع، كلُّ سببٍ ونسبٍ منقطعٌ يوم القيامة إلاّ سببي ونسبي، فإنّها موصولة في الدنيا والآخرة"

[مجمع الزوائد/ ج9/ ص173 وج8/ ص216 وج4/ ص271 بأسنانيد عديدة وألفاظ متعددة.]

وأخرج علاّمة الشوافع، الحافظ الواسطي، أبو الحسن بن المغازلي في مناقبه، عن أبي محمد الحسن بن أحمد بن موسى الغندجاني "بسنده المذكور"، عن ابن عمر قال: قال رسول الله ـ "صلى الله عليه وآله وسلّم" ـ:

"ألا كلُّ سببٍ ونسبٍ منقطع يوم القيامة، ما خلا سببي ونسبي، ألا وإنّ علي بن أبي طالب من نسبي، من أحبّه، فقد أحبني، ومن أبغضه، فقد أبغضني"

[المناقب لابن المغازلي/ ص109.]

وأخرج نحواً من ذلك بتعبيرات مختلفة في الألفاظ ومتحدة في أصل المعنى، جمع من المحدّثين والحفّاظ:

"منهم" الخطيب البغدادي في تاريخه

[تاريخ بغداد/ ج6/ ص182.]

"ومنهم" البيهقي في سننه

[سنن البيهقي/ ج7/ ص63 ـ 64.]

"ومنهم" الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني في حليته

[حلية الأولياء/ ج7/ ص314.]

"ومنهم" علامة الشافعية الذهبي في تذكرته

[تذكرة الحفاظ للذهبي/ ج3/ ص117.]

"ومنهم" ابن سعد في الطبقات الكبرى

[الطبقات الكبرى/ ج8/ ص463.]

وآخرون كثيرون...

'إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ'

المؤمنون/ 111.

روى الحافظ الحاكم الحسكاني، "الحنفي"، قال: أخبرنا عقيل "بإسناده المذكور"، عن عبد الله بن مسعود، في قول الله تعالى:

'إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا' يعني: جزيتهم بالجنة اليوم، بصبر علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين في الدنيا على الطاعات وعلى الجوع والفقر، وبما صبروا على المعاصي، وصبروا على البلاء لله في الدنيا.

'أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ' والناجون من الحساب

[شواهد التنزيل/ ج1/ ص408.]

سوره نور


"وفيها تسع آيات"

1 ـ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ / 27.

2 ـ اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ "إلى" وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ / 35.

3و4 ـ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ "إلى" الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ / 36 ـ 37.

5 ـ وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ / 48.

6 ـ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ / 51.

7 ـ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ / 52.

8 ـ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ / 55.

9 ـ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ / 58.

'يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ'

النور/ 27

أخرج ابن أبي حاتم، محمد بن إدريس الحنظلي، المعروف بـ "حافظ المشرق" في كتابه "الجرح والتعديل"، بسنده عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: ما نزلت آية فيها 'يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا' إلاّ وعليٌّ رأسها وأميرها وشريفها، ولقد عاتب الله عزّ وجلّ أصحاب محمد ـ "صلى الله عليه وآله وسلّم" ـ في غير آية من القرآن وما ذكر علياً إلاّ بخير

[الجرح والتعديل/ ج3/ القسم الأول/ ص275.]

"أقول": لا مانع من ورود النهي في آية، يكون علي "عليه السلام" رأس المؤمنين فيها وأميرهم وشريفهم، لعدم توجه النهي إلى مثله "أولاً"، وعدم الإشكال في توجهه إليه "ثانياً"، نظير توجه النهي في غير آية إلى النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" كما ذكرنا ذلك غير مرة.

'اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكادُ زَيْتُها يُضِي ءُ وَلَوْ لَمتَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْ ءٍ عَلِيمٌ'

النور/ 35

روي في كتاب "المناقب"، لابن المغازلي "الشافعي"، يرفعه إلى علي بن جعفر "وهو من أهل البيت"، قال: سألت أبا الحسن "يعني" أخاه موسى بن جعفر، عن قول الله عزّ وجلّ: 'كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ' "الآية".

قال: المشكاة فاطمة، والمصباح الحسن والحسين. و.

'الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ' قال: كانت فاطمة كوكباً درياً بين نساء العالمين.

'يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ' إبراهيم "عليه السلام".

'لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ' لا يهودية ولا نصرانية..

'يَكادُ زَيْتُها يُضِي ءُ' قال: كاد العلم ينطق بالحق 'وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ' قال: منها إمام بعد إمام 'يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ' ويهدي لولايتنا من يشاء

[مناقب علي بن أبي طالب/ ص317.] وممّن رواه أيضاً، علاّمة الشوافع، أبو بكر شهاب الدين الحضرمي، "الشافعي"، في رشفته

[رشفة الصادي/ ص29.]

"أقول": قوله "عليه السلام": "يهدي لولايتنا من يشاء" يعني لولاية علي والأئمّة من ولده، إذ: جزء الولاية هو ولاية علي، بل هو الجزء الرئيسي والأهم، الذي به تقبل الطاعات، وبدونه ترد الأعمال ـ كما دلّت روايات كثيرة.

'فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالآصالِ * رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصارُ'

النّور/ 36 ـ 37

روى الحافظ الحاكم الحسكاني "قال": حدثني أبو الحسن الصيدلاني، وأبو القاسم بن أبي الوفاء العدناني "بإسنادهما المذكور" عن أنس بن مالك، وعن بريدة "قالا":

قرأ رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" هذه الآية:

'فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ ـ والأبصار'.

فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله، أيّ بيوت هذه؟

قال: بيوت الأنبياء.

فقام إليه أبو بكر فقال: يا رسول الله، هذا البيت منها ـ لبيت علي وفاطمة ـ قال "صلى الله عليه وآله وسلّم":

نعم من أفاضلهما

[شواهد التنزيل/ ج1/ ص410.]

"أقول": كون بيت علي وفاطمة من أفاضلها، مع قول النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" قبل ذلك "بيوت الأنبياء" ولا شكّ أنّ علياً وفاطمة ليسا من الأنبياء، يتصور على وجهين:

"أحدهما": كون بيت علي وفاطمة هو بيت رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم"، كما أنّ أهل بيت رسول الله هم علي وفاطمة وأبناؤهما، وكما أنّ أولاد علي وفاطمة أولاد رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم".

"ثانيهما": باعتبار كون علي وفاطمة هما أفضل من جميع الأنبياء ـ باستثناء نبي الإسلام ـ ولذا كان لهما من الشرف والفضيلة ما للأنبياء وزيادة.

والكل محتمل.

وروى العلاّمة البحراني عن تفسير مجاهد، وأبي يوسف يعقوب بن سفيان، عن ابن عباس أنّه قال: إنّ دحية الكبي جاء يوم الجمعة من الشام بالميرة فنزل عند أحجار الزيت، ثم ضرب بالطبول ليؤذن الناس بقدومه، فنفر الناس إليه، "وانفضوا من حول النبي" إلاّ علياً، والحسن، والحسين وفاطمة، وسلمان، وأبا ذر، والمقداد، وصهيب، وتركوا النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" قائماً يخطب على المنبر.

فقال النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم": لقد نظر الله إلى مسجدي يوم الجمعة، فلولا هؤلاء الثمانية الذين جلسوا في مسجدي، لأُضرمت المدينة على أهلها ناراً، وحصبوا بالحجارة كقوم لوط.

ونزل فيهم "أي: في الثمانية":

'رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ'

[غاية المرام/ ص412.]

وأخرج العلاّمة الطبرسي في تفسيره عن "المقاتلين": أنّ ذلك كان قبل أن يسلم دحية الكلبي.

قال أيضاً: وقيل: إنهم فعلوا ذلك ثلاث مرات، في كل يوم مرة لعير تقدم من الشام، وكل ذلك يوافق يوم الجمعة ـ عن قتادة ومقاتل

[مجمع البيان/ ج5/ ص287.]

'وَإِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ'

النور/ 48

روى العلاّمة "النيسابوري" في تفسيره بإسناده عن الضحاك في قوله تعالى:

'وَإِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ' أنّه قال: نزلت هذه الآية في المغيرة بن وائل، كان بينه وبين علي بن أبي طالب أرض فتقاسما

[تفسير النيسابوري/ سورة النور.]

"أقول": يعني: أنّ علي بن أبي طالب هو الداعي إلى الله ورسوله، وأنّ المغيرة بن وائل هو الفريق المُعرض.

'إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ'

النور/ 51.

روى الحافظ الحاكم الحسكاني "قال" حدثنا أبو بكر الحافظ بقراءته علينا من أصله "بإسناده المذكور" عن علي بن أبي طالب، قال: قال لي سلمان:

قلّما اطلعت على رسول الله ـ يا أبا الحسن ـ وأنا معه إلاّ ضرب بين كتفي وقال:

"يا سلمان، هذا وحزبه المفلحون"

[شواهد التنزيل/ ج1/ ص70.]

"أقول": ذكر علماء الأدب وعلماء البلاغة أنّ تعريف الجزء بـ "أل" يفيد الحصر، مثلاً إذا قلت "هذا العالم" كان معناه: هذا وحده هو العالم، وليس عالم غيره.

وحديث النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" هكذا: هذا وحزبه المفلحون، يعني الفلاح في المسلمين منحصر في علي وشيعته، ووجود نفس هذا الحصر في هذه الآية الكريمة، تعطي توارد الحصر بني على مورد واحد.

'وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ'

النور/ 52.

روى الحافظ الحسكاني عن تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي "بإسناده المذكور" عن ابن عباس في قوله الله تعالى:

'وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ ـ فيما بقي ـ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ'.

"قال": أنزلت في علي بن أبي طالب

[شواهد التنزيل/ ج1/ ص411.]

"أقول": كلمة "فيما بقي" ليس من القرآن، وإنّما هو من المعنى والتفسير، ولذا وضعناها بين خطين عرضيين.

'وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ'

النور/ 55

روى العلاّمة البحراني عن تفسير "أبي عبيدة" و "علي بن حرب الطائي" "قالا": قال عبد الله بن مسعود:

الخلفاء أربعة: 1" آدم "لقوله تعالى": 'إِنِّي جاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً'

[سورة البقرة/ آية "30".]

2" وداود "لقوله تعالى": 'يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ'

[سورة ص/26.] يعني: بيت المقدس

[يعني: المقصود من الكلمة "في الأرض" هو بيت المقدس لا كل الأرض، لأنّ داود لم يبعث إلى كل الأرض، وإنما بعث لبيت المقدس وأطرافها فحسب حيث مسكن اليهود.]

3" وهارون "لقوله تعالى نقلاً عن موسى لأخيه هارون": 'وَقالَ مُوسى لأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي'

[سورة الأعراف/142.]

4" وعلي: "لقوله تعالى": 'وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ' يعني: علي بن أبي طالب.

'لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ'

[سورة النور/55.]

"يعني": آدم، وداود، وهارون.

'وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ'.

يعني: الإسلام.

'يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ' بولاية علي بن أبي طالب 'فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ'.

يعني: العاصين لله ورسوله

[غاية المرام/ ص376.]

'يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ'.

النور/ 58

أخرج علاّمة الشافعية، محمد بن أحمد بن عثمان، المعروف بـ "الذهبي" في ميزانه بسنده عن علي بن بزيمة، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

"ما نزلت آية فيها 'يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا' إلاّ وعليٌّ رأسها وأميرها وشريفها"

[ميزان الاعتدال/ ج3/ ص311.]

/ 42