علی فی القرآن جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علی فی القرآن - جلد 2

سید صادق حسینی شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

سوره نمل


"وفيها عشر آيات"

1 ـ وَمَكَرُوا مَكْراً "إلى" وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ / 50 ـ 51

2 ـ أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ "إلى" قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ / 60 ـ 64.

3 ـ وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ / 87.

4 ـ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا "إلى" مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ / 89 ـ 90.

'وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ * فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ'

النمل/ 50 ـ 51.

روى العلاّمة الكبير السيد هاشم البحراني "قُدِّس سرُّه" عن كتاب "الصراط المستقيم" رواه من طريق العامة قال:

أُسند سليم إلى معاذ بن جبل أنّه عند وفاته دعا على نفسه بالويل والثبور.

"قال سليم": قلت "له": إنّك لتهذي؟

قال: فلِمَ ذلك؟

قال: لموالاتي فلاناً وفلاناً على أنْ أزوي خلافة رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" عن علي.

قال: قال العباس بن الحارث: لمّا تعاقدوا عليها "على الصحيفة التي ذكروا فيها تعاهدهم على غصب علي حقه، بعد وفاة الرسول "صلى الله عليه وآله وسلّم'، نزلت "قول تعالى": 'الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ' الآية.

قال: وقد ذكرها أبو إسحاق في كتابه، وابن حنبل في مسنده، والحافظ "يعني: أبا نعيم" في حليته، والزمخشري في فائقه، ونزل "قول الله تعالى فيهم":

'وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْراً' الآيتان

[غاية المرام/ ص445.]

'أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها أَ إِلهٌ مَعَ اللهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ * أَمَّنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَراراً وَجَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً أَ إِلهٌ مَعَ اللهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ * أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الأَرْضِ أَ إِلهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ * أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَ إِلهٌ مَعَ اللهِ تَعالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالأَرْضِ أَ إِلهٌ مَعَ اللهِ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ'

النمل/ 60 ـ 64

روى العلاّمة البحراني "مرسلاً" عن أنس بن مالك "خادم رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" قال:

لمّا نزلت الآيات الخمس في "طس":

'أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً'

الآيات إلى قوله تعالى: 'قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ' انتفض علي انتفاض العصفور فقال له رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم": ما لك يا علي؟

قال: عجبت يا رسول الله من كفرهم وحلم الله عنهم فمسحه رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" بيده ثم قال: "أبشر، فإنّه لا يبغضك مؤمن، ولا يحبُّك منافق، ولولا أنت لم يُعرف حزبُ الله"

[غاية المرام/ ص402.]

"أقول": الظاهر: أن هذا القول من الرسول "صلى الله عليه وآله وسلّم" في هذا المقام للتشبيه بين الكفار الذي ظهرت لهم آيات الله ولم يؤمنوا، وبين المنافقين الذين ظهرت لهم آيات فضل علي ولم يؤمنوا بها أو لم يظهروا تصديقها.

وبهذه المناسبة كان ذكر العلماء لهذه الآيات في مقام بيان فضل أمير المؤمنين "صلوات الله عليه"، واتباعنا لهم في ذلك.

'وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شاءَ اللهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ'

النمل/ 87

روى أبو الحسن الفقيه محمد بن علي بن شاذان في المناقب المائة، من طريق العامة بحذف الإسناد، عن ابن عباس ـ في حديث طويل ـ قال: سمعت رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" يقول:

"معاشر الناس، اعلموا أنّ لله تعالى باباً، من دخله، أمن من النار، ومن الفزع الأكبر".

فقام إليه أبو سعيد الخدري فقال يا رسول الله اهدنا إلى هذا الباب حتى نعرفه؟

قال "صلى الله عليه وآله وسلّم":

"هو علي بن أبي طالب، سيد الوصيين، وأمير المؤمنين، وأخو رسول رب العالمين، وخليفة الله على الناس أجمعين"

[المناقب المائة/ المنقبة الحادي والأربعون/ ص28 ـ 29.]

'مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ * وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ'

النمل/ 89 ـ 90

روى العلاّمة البحراني عن "العالم الشافعي" إبراهيم بن محمد الحمويني في كتاب فرائد السمطين "في فضائل المرتضى والبتول والسبطين" "بإسناده المذكور" عن أبي عبد الله الجدلي، قال: دخلت على علي بن أبي طالب فقال: يا أبا عبد الله ألا أُنبئك بالحسنة التي من جاء بها أدخله الله الجنّة، والسيئة التي من جاء بها، أكبّه الله في النار ولم يقبل معها عملاً؟

قلت: بلى.

قال: الحسنة حبنا، والسيئة بغضنا.

"فله خير منها" أي من هذه الحسنة خير منها يوم القيامة، وهو الثواب والأمن.

قال ابن عباس: "فله خير منها" أي فمنها يصل إليه الخير.

وعن ابن عباس أيضاً "فله خير منها" يعني: الثواب؛ لأنّ الطاعة فعل العبد، والثواب فعل الله تعالى

[غاية المرام/ ص329.]

"أقول": وقد تواترت الأحاديث الشريفة القائلة بكلمة واحدة: إنّ بُغضَ علي سيئة تجرُّ إلى النار ولا تنفع ـ معه ـ أية حسنة.

وأخرج فقيه الحنفية، الحافظ سليمان القندوزي في ينابيعه أحاديث عديدة في تفسير الآيتين عن المفسّرين والمحدّثين بهذا المضمون وغيره.

وأخرج عالم الشافعية، السيد المؤمن الشبلنجي في "نور الأبصار" قال: حكي عن عبد الله بن عباس "رضي الله عنهما" أنّ سعيد بن جبير كان يعوده بعد أنْ كفَّ بصرهُ، فمرّ على صفة زمزم، فإذا بقوم من أهل الشام يسبُّون علياً "رضي الله عنه" فسمعهم عبد الله بن عباس "رضي الله عنهما"، فقال لسعيد: رُدّني إليهم، فردّه فوقف عليهم وقال: أيُّكم السابُّ اللهَ عزّ وجلّ؟

فقالوا: سبحان الله ما فينا أحد يسب الله.

فقال: أيُّكم السابُّ لرسوله؟

فقالوا: ما فينا أحدٌ يسبُّ رسولَ الله "صلى الله عليه وآله وسلّم".

فقال: أيُّكم السابُّ لعلي بن أبي طالب "رضي الله عنه"؟

فقالوا: أمّا هذا، فقد كان منّا.

فقال: أشهد على رسول الله بما سمعته أُذُناي ووعاه قلبي، سمعته يقول لعلي بن أبي طالب "رضي الله عنه":

"يا عليّ، من سبّك، فقد سبني، ومن سبني، فقد سبّ الله، ومن سبّ الله، أكبّه الله على منخريه في النار، وولى عنهم".

وقال: يا بني، ماذا رأيتهم صنعوا؟

قال: فقلت:




  • نظروا إليك بأعُينٍ مُحمّرةٍ
    نَظَرَ التّيُوسِ إلى شِفَارِ الجازمِ



  • نَظَرَ التّيُوسِ إلى شِفَارِ الجازمِ
    نَظَرَ التّيُوسِ إلى شِفَارِ الجازمِ



فقال: زدني، فداك أبوك فقلت:




  • خزر العيون نواكس أبصارهم
    نظر الذليل إلى العزيز القاهر



  • نظر الذليل إلى العزيز القاهر
    نظر الذليل إلى العزيز القاهر



فقال: زدني فداك أبي، فقلت ليس عندي مزيد، فقال عندي المزيد، وأنشد:




  • أحياؤهم عارٌ على أمواتهم
    والميتون مسبةٌ للغابر



  • والميتون مسبةٌ للغابر
    والميتون مسبةٌ للغابر



سوره قصص


"وفيها تسع آيات"

1 ـ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الأرْضِ "إلى" مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ / 4 ـ 6.

2 ـ قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ / 35.

3 ـ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاَقِيهِ / 61.

4 ـ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ "إلى" وَمَا يُعْلِنُونَ / 68 ـ 69.

5 ـ تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً / 83.

6 ـ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا / 84.

'إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أئمّة وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ'

القصص/ 4 ـ 6

روى الحافظ الحاكم الحسكاني "الحنفي" قال: حدثني أبو الحسن القادسي، "بإسناده المذكور" عن المفضّل بن عمر، قال: سمعت جعفر بن محمد الصادق يقول:

"إنّ رسول الله نظر إلى علي والحسن والحسين، فبكى، وقال: أنتم المستضعفون بعدي".

قال المفضّل: فقلت: له ما معنى ذلك يا ابن رسول الله؟

قال: معناه أنّكم الأئمّة بعدي، إنّ الله تعالى يقول:

'وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أئمّة وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ'.

هذه الآية فينا جارية إلى يوم القيامة

[شواهد التنزيل/ ج1/ ص430 ـ 431.]

وروى هو أيضاً، قال: حدّثنا طاهر بن أحمد "بإسناده المذكور" عن حنش عن علي قال:

"من أراد أنْ يسأل عن أمرنا وأمر القوم فإنّا وأشياعنا يوم خلق السماوات والأرض على سنة موسى وأشياعه، وإنّ عدوّنا يوم خلق السماوات والأرض على سنّة فرعون وأشياعه.

فليقرأ هؤلاء الآيات:

'إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ' الآية.

'وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا ـ إلى قوله ـ يحذرون".

"ثم قال علي":

فأقسم بالذي خلق الحبة، وبرأ النسمة، وأنزل الكتاب على موسى صدقاً وعدلاً، ليعطفُن عليكم هؤلاء الآيات عطف الضروس على ولدها'

[صحيح الترمذي/ ج2/ ص109.]

"أقول": قوله "عليه السلام": "يوم خلق السماوات والأرض".

يعني: سبق في علم الله تعالى من يوم خلق السماوات والأرض، أنّ فلاناً، وفلاناً... الخ يعادون أهل البيت، كما عادى فرعون وأتباعه، موسى وأشياعه.

و "الضروس" هي الناقة السيئة الخُلُق التي تعضُّ ولدها، فيقال: "الحرب الضروس" أي الحرب المهلكة للنّاس.

وقوله "عليه السلام": "ليعطفُن عليكم هذه الآيات عطف الضروس على ولدها" يعني: لتشملنكم ولتحوينكم هذه الآيات كما تشمل وتسيطر الضروس على ولدها "كناية" عن قطعية وقوع الاستضعاف، ثم الانتصار بعده.

وروى "محمد بن عيسى الترمذي" في صحيحه، بسنده عن سعد بن أبي وقاص، أنّ النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" قال لعلي:

"أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي"

[شواهد التنزيل/ ج1/ ص431 ـ 432.]

"أقول": فوصي، ووارث العلم من رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" هو علي بن أبي طالب، كما أنّ وصي موسى بن عمران كان أخاه هارون.

وأخرج العلاّمة السيد هاشم البحراني في تفسيره عن إمام العامة أبي جعفر محمد بن جرير "بسنده المذكور" عن زاذان عن سلمان، قال: قال لي رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" "وسرد حديثاً طويلاً إلى أنْ قال سلمان":

قال "صلى الله عليه وآله وسلّم":

"إي والله، أرسل محمداً بالحق مني "يعني: في زمان وعهد مني" ومن علي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة، وكل من هو منا ومعنا وفينا، إي والله، يا سلمان، ليحضرن إبليس وجنوده وكل محض الإيمان محضاً، ومحض الكفر محضاً، حتى يؤخذ بالقصاص والأوتاد والأثوار، ولا يظلم ربُّك أحداً، وتحقق تأويل هذه الآية:

'وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أئمّة وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ'.

قال سلمان: فقمت من بين يدي رسول الله، وما يبالي سلمان لقي الموت، أو الموت لقيه

[تفسير البرهان/ ج2/ ص406 ـ 407.]

"أقول": فعلي بن أبي طالب "عليه السلام"، ممّن نزلت فيه هاتان الآيتان تأويلاً.

ونقل جار الله الزمخشري ـ أبو القاسم محمود بن عمر ـ المعتزلي في "ربيع الأبرار" عن علي "عليه السلام" أنّه قال: "لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها، عطف الضروس على ولدها".

ثم تلا عقيب ذلك:

'وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أئمّة وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ'

[ربيع الأبرار/ الورقة "74" للمخطوط في مكتبة كاشف الغطاء.]

'سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ'

القصص/ 35

روى الحافظ الحاكم الحسكاني "الحنفي" قال: "أخبرنا" الحاكم أبو عبد الله الحافظ "بإسناده المذكور" عن أنس عن النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" قال:

بعث النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" مصدقاً إلى قوم، فغدوا على المصدق فقتلوه، فبلغ ذلك النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" فبعث علياً فقتل المقاتلة وسبى الذّرية.

فبلغ ذلك النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم"، فسرّه.

فلمّا بلغ علي أدنى المدينة، تلقاه رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم"، فاعتنقه، وقبّل بين عينيه، وقال:

بأبي أنت وأمي، من شدّ الله عضدي به، كما شدّ عضد موسى بهارون

[شواهد التنزيل/ ج1/ ص435.]

"أقول": لا مانع من قول النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" لعلي بن أبي طالب "عليه السلام" "بأبي أنت وأمي"؛ لثبوت أفضلية علي بعد رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" من جميع الخلق، فهو إذاً أفضل من والديّ النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" فلا مانع من تغديتهما به.

'أَ فَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْناهُ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ'

القصص/ 61.

أخرج محمد بن جرير الطبري في تفسيره الكبير، عن مجاهد في هذه الآية الكريمة قال:

"نزلت في حمزة، وعلي بن أبي طالب، وأبي جهل"

[جامع البيان/ ج20/ ص62.]

ورواه أيضاً الواحدي في أسباب النزول

[أسباب النزول/ ص255.]

'وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللهِ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ * وَرَبُّكَ يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ'

القصص/ 68 ـ 69

روى العلاّمة البحراني "قُدِّس سرُّه" عن الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي وهو من مشايخ أهل السنة ـ في تفسيره المستخرج من التفاسير الاثنى عشر، في تفسير قوله تعالى:

'وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ'.

يرفعه إلى أنس بن مالك، قال: سألت رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" عن هذه الآية فقال:

إنّ الله خلق "آدم" من الطين كيف يشاء ويختار، وإنّ الله تعالى اختارني وأهل بيتي على جميع الخلق، فانتجبنا، فجعلني الرسول، وجعل علي بن أبي طالب الوصي.

ثم قال "تعالى":

'ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ'.

يعني: ما جعلتُ للعباد أنْ يختاروا، ولكن أختار من أشاء، فأنا وأهل بيتي صفوته وخيرته من خلقه.

ثم قال تعالى: 'سبحان الله' يعني: تنزُهاً لله 'عمّا يشركون' به كفار مكة.

ثم قال "تعالى":

'وربّك' يعني: يا محمد، 'يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ' من بغض المنافقين لك، ولأهل بيتك 'وَما يُعْلِنُونَ' "في الظاهر" من الحب لك ولأهل بيتك

[غاية المرام/ ص331.]

وأخرج عالم "الحنفية" المتقي الهندي في "كنز العمال" عن رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" أنّه قال لفاطمة:

"أمّا علمت أنّ الله عزّ وجلّ اِطلع إلى أهل الأرض، فاختار منهم أباك فبعثه نبياً، ثم اِطلع الثانية فاختار بعلك" "الحديث"

[كنز العمال/ ج6/ ص153.]

'تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ'.

القصص/ 83

روى الحافظ سليمان "القندوزي" الحنفي، عن الفقيه "الشافعي" أبي الحسن بن المغازلي في "مناقبه" روى بإسناده عن "زاذان" قال:

رأيت علياً يمسك الشسوع بيده، ثم يمرّ في الأسواق، فيناول الرجل الشسع ويرشد الضال، ويعين الحمال على الحمولة، ويقرأ هذه الآية:

'تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ'.

ثم يقول "رضي الله عنه": هذه الآية نزلت في الولاة، وذوي القدرة

[ينابيع المودّة/ ص.]

'مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ إِلاَّ ما كانُوا يَعْمَلُونَ'.

القصص/ 48.

روى الحافظ الحاكم الحسكاني "الحنفي" قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن أحمد "بإسناده المذكور" عن أبي جعفر "محمد بن علي الباقر" يقول:

دخل أبو عبد الله الجدلي على أمير المؤمنين فقال له "أمير المؤمنين":

يا أبا عبد الله، ألا أخبرك بقول الله تعالى:

'مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ إِلاَّ ما كانُوا يَعْمَلُونَ'.

قال: بلى جُعلتُ فداك.

قال: الحسنة حبُّنا أهل البيت، والسيئة بغضنا.

ثم قرأ الآية:

'مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ إِلاَّ ما كانُوا يَعْمَلُونَ'

[شواهد التنزيل ج1/ ص425 ـ 426.]

"أقول": قال العلاّمة البحراني في "غاية المرام" ـ في تفسير "فله خير منها" ـ.

"قيل": هو أنّ الله تعالى يقبل إيمانه وحسناته وقبول الله سبحانه خير من عمل العبد.

"وقيل": فله خير منها أي: رضوان الله تعالى، قال الله تعالى: 'وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ"

[غاية المرام/ ص329.].. الخ.

/ 42