علی فی القرآن جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علی فی القرآن - جلد 2

سید صادق حسینی شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

سوره جاثيه


"وفيها آيتان"

1 ـ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ / 21.

2 ـ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ / 30.

'أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ'

الجاثية/ 21

أخرج الفخر الرازي، في تفسيره الكبير عند ذكر هذه الآية الكريمة قال: قال الكلبي:

"نزلت هذه الآية في علي وحمزة وعبيدة، وفي ثلاثة من المشركين عتبة وشيبة والوليد بن عتبة، قالوا للمؤمنين: والله ما أنتم على شيء ولو كان ما تقولون حقاً لكان حالنا أفضل من حالكم في الآخرة، كما أنا أفضل حالاً في الدنيا:

فأنكر الله عليهم هذا الكلام وبيّن أنّه لا يمكن أنْ يكون حال المؤمن المطيع مساوياً لحال الكافر العاصي في درجات الثواب ومنازل السعادات

[مفاتيح الغيب/ تفسير سورة الجاثية.]

وأخرجه قريباً من هذا المضمون، كلٌّ من الخطيب أبو بكر أحمد بن علي البغدادي في المناقب، وعالم الشافعية مفتي العراقين محمد بن يوسف بن محمد القرشي الكنجي، في الكفاية

[مناقب الخطيب البغدادي/ ص186 ـ كفاية الطالب/ ص120.]، وأخطب خطباء خوارزم، الموفّق بن أحمد الحنفي، في كتابه في مناقب على بن أبي طالب "عليه السلام"

[المناقب للخوارزمي/ ص195.] وعلاّمة الهند عبيد الله أمرتسري في أرجح المطالب

[أرجح المطالب/ ص62.] وغيرهم أيضاً.

'فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ'

الجاثية/ 30

روى الحافظ الحاكم الحسكاني "الحنفي" قال: حدثني علي بن موسى بن إسحاق "بإسناده المذكور" عن عكرمة عن ابن عباس قال:

ما في القرآن آية: 'الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ' إلاّ عليٌّ أميرها وشريفها، وما من أصحاب محمد رجل إلاّ وقد عاتبه الله وما ذكر علياً إلاّ بخير

[شواهد التنزيل/ ج1/ ص21.]

سوره احقاف


"وفيها آيتان"

1 ـ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً / 12.

2 ـ وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ / 29.

'وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً'

الأحقاف/ 12

روى العلاّمة البحراني قال:

أسند ابن مردويه ـ وهو من ثقات العامة ـ إلى أبّان بن تغلب، عن مسلم قال: سمعت أبا ذر والمقداد وسلمان يقولون:

كنّا قعوداً عند النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم"، إذ أقبل ثلاثة من المهاجرين فقال "صلى الله عليه وآله وسلّم" تفترق أمتي بعدي ثلاث فرق:

أهل حق لا يشوبونه بباطل، مثلهم كالذهب كلّما فتنته النار، زاد جودة وإمامهم هذا ـ وأشار "صلى الله عليه وآله وسلّم" إلى أحد الثلاثة ـ وهو الذي أمر الله في كتابه، اتباعه، حيث قال: "إماماً ورحمة".

وفرقة أهل باطل لا يشوبونه بحق، مثلهم كمثل الحديد، كلّما فتنته النار، زاد خبثاً وإمامهم هذا.

"وفرقة أهل باطل وحق خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً وإمامهم هذا"

[ما بين القوسين زيادة منا تستفاد من سابق الكلام بهذا المضمون والمعنى لا اللفظ بخصوصه، ولعله أسقط عمداً من قبل بعض الرواة الذين كانوا يبدلون ويغيرون، كما يشتهون وورد لعن النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" عليهم.]

"قال مسلم": فسألتهم "يعني أبا ذر والمقداد وسلمان" عن أهل الحق وأمامهم، فقالوا: علي بن أبي طالب، وأمسكوا عن الآخرين، فجهدت في الآخرين أنْ يسموهما فلم يفعلوا.

ثم قال: "والظاهر أنّ القائل ابن مردويه"، هذه رواية المذهب

[غاية المرام/ ص578.]

"أقول": ولعلّ مسلماً هو الذي أخفى اسم الآخرين لكونه ممّن يودونهما، لا سلمان وأبو ذر والمقداد، فهم أجلُّ شأناً، وأرفعُ إيماناً منْ أنْ يكتموا الحقَّ ولا يظهرونه، وقد أمر الله تعالى بإظهار الحقّ ونهى عن كتمانه.

ولا يخفى على ذوي البصائر، خصوصاً أهل التحقيق في السير والأخبار اسم الشخصين الآخرين، ولا أقل من تعيّنهما في جماعة محصورة.

"كما" أنّ هذا من التأويل، إذ ظاهر الآية كونه في القرآن وحيث إنّ علياً هو القرآن الناطق، ولولاه لم يعُد القرآن مطبّقاً ومفسّراً ومعلوماً ـ كما في عديد من الروايات ـ قال عنه النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم":

"وهو الذي أمر الله في كتابه 'إماماً ورحمة'.

'وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ'

الأحقاف/ 29

روى "الفقيه الشافعي" ابن حجر في "الإصابة" في ترجمة "عرفطة ابن شمراح" الجنّي من بني نجاح: ذكر عن الخرائطي في "الهواتف" حديثاً مسنداً عن سلمان الفارسي قال:

كنّا مع النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم"، في مسجده في يوم مطير، فسمعنا صوتاً "السلام عليك يا رسول الله"، فردَّ عليه، فقال له رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم": من أنت؟

قال: أنا عرفطة أتيتك مسلماً، وانتسب له، كما ذكرنا.

فقال "صلى الله عليه وآله وسلّم": مرحباً بك، اظهر لنا في صورتك.

قال سلمان: فظهر لنا شيخ أرث، أشعر، وإذا بوجهه شعر غليظ متكاثف، وإذا عيناه مشقوقتان طويلاً، وله فم، في صدره أنياب بادية طوال، وإذا في أصابعه أظافر مخاليب كأنياب السباع، فاقشعرت منه جلودنا.

فقال الشيخ: يا نبي الله، أرسل معي من يدعو جماعة من قومي إلى الإسلام، وأنا أردُّه إليك سالماً.

فذكر "يعني الخرائطي" قصة طويلة في بعثه "صلى الله عليه وآله وسلّم" معه علي بن أبي طالب، فأركبه على بعير، وأردف سلمان وأنهم نزلوا في واد لا زرع فيه ولا شجر، وأنّ علياً أكثر من ذكر الله، ثم صلّى سلمان بالشيخ الصبح.

ثم قام علي فيهم خطيباً، فتذمروا عليه، فدعا بدعاءٍ طويلٍ، فنزلت صواعق أحرقت كثيراً.

ثم أذعن من بقي، وأقروا بالإسلام، ورجع بعلي وسلمان.

فقال النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" ـ لمّا قصّ قصتهم ـ: أما أنّهم لا يزالون لك هائبين إلى يوم القيامة

[الإصابة في معرفة الصحابة/ حرف العين.]

"أقول": عرفطة واحد من مُنذري الجن، وعلي بن أبي طالب "عليه السلام"، صاحب فضيلة دخول الجن في الإسلام، وهو الوسيط بين رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم"، وبين الجن.

ولا مانع من ذلك بعد تصريح القرآن بأنّ للجن أقساماً، كأقسام الإنس مؤمن وكافر، وأنّ بعضهم آمنوا، وبعضهم كفروا.

/ 42