ولید الکعبة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ولید الکعبة - نسخه متنی

السیّد محمدرضا الحسینی الجلالی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


حديث الولادة والشعراء


عرفت أنّ الحديث الشريف بلغَ من الشهرة والثبوت بحيثُ لا يسعُ أيَّ مُعنت إنكاره.

ولذلك احتجّ به فريقٌ كبيرٌ من المحقّقين في كتب الإمامة، وأرسله إرسال المسلّمات جموعٌ من نياقد فنّ الحديث في باب الفضائل، وتبجّحَ به زرافاتٌ من حَمَلةِ العلم ونقّاده في مؤلّفاتهم.

وهنالك لفيفٌ لا يستهان بعدّتهم، ولا يغمزُ في شي ئ من تثبّتهم وضبطهم من صيارفة القول، وصاغة القريض، وزُبناء الشعر، بين عالمٍ ضليعٍ، وأديبٍ بارعٍ، وشاعرٍ مبدعٍ، تصدّوا لإثبات هذه الفضيلة فيما أفرغوه في بوتقة النظم، أو حاكوه على نول الحقيقة.

فسار ذكرها مع الرُّكبان، وانتشر نشرها مع مهبّ الريح، كما مرّ عن الحميريّ، والسّرخسي، والشفهينيّ، والحرّ العاملي، والأفنوني، وغيرهم.

وإليك ذكر آخرين منهم، وهم كما وصفناه لك من المكانة الراسية من العلم والأدب:

قال العلّامة الكبير الورع الشيخ، حسين نجف، المتوفى "1252 ه" من قصيدة ع لويّة مثبّتة في ديوانه المخطوط:

جعلَ اللَّهُ بيتَه لعليٍّ++

مَوْلِداً يا لَه عُلاً لا يضاهى

لم يشاركهُ في الوِلادة فيهِ++

سيّدُ الرسل لا ولا أنبياها

علمَ اللَّهُ شوقَها لعليٍّ++

علمه بالذي بهِ مَن هَواها

إذ تمنّت لقاءَهُ وتمنّى++

فأراها حبيبَهُ ورآها

ما ادّعى مدّعٍ لذلكَ كلّا++

مَن ترى في الورى يرومُ ادّعاها؟

فاكتست مكّةٌ بذاك افتخاراً++

وكذا المشعران بعدَ مِناها

بل بهِ الأرضُ قد علت إذ حوتْهُ++

فغدت أرضُها مَطافَ سماها

أو ما تنظرُ الكواكبُ ليلاً++

ونهاراً تطوفُ حولَ حِماها؟

وإلى الحشر في الطواف عليهِ++

وبذاكَ الطواف دامَ بقاها

[ديوانه المخطوط.]

وللمولى محمّد مسيح المعروف ب "مسيحا" الفَسويّ الشيرازيّ، المتوفى سنة "1127 ه" من قصيدة يمدح بها أمير المؤمنين عليه السلام:

ما كان ربّاً ولكن ليسَ من بشرٍ++

وليسَ يشغلُهُ شأنٌ عن الشانِ

هو الذي كان بيتُ اللَّه مَوْلِدُهُ++

فطهّرَ البيتَ من أرجاس أوثانِ

هو الذي من رسول اللَّه كانَ لَهُ++

مقامُ هارونَ من موسى بن عمرانِ

هو الذي صار عرشُ الربّ ذا شَنَفٍ

[الشَّنف الذي يلبس في أعلى الأُذن، والذي في أسفلها القُرط. لسان العرب- شنف- 183:9.]++

إذ صارَ قُرطيه ابناهُ الكريمانِ

[وردت هذه الأبيات في الغدير 29:6 و 370:11.]

وهو من أعاظم علماء الشيعة، جمع المعقول والمنقول، من تلمذة المحقّق الخوانساري، ترجمه وأثنى عليه الشيخ عليّ الحزين في "تذكرته" والميرزا محمد عليّ الهندي في "نجوم السماء" والعلّامة الأميني المعاصر في "الغدير في الكتاب والسنّة والأدب".

وللعلّامة المدرّس السيّد نصر اللَّه الحائري الشهيد سنة "1154 ه" من قصيدة علوية ما نصّه:

مَن شُرِّفَ البيتُ بميلادهِ++

وحِجرُهُ والحَجَرُ الأنورُ

وقد صفا عيشُ الصفافيه وال++

-مَرْوة أضحت بالهنا تحظرُ

[توجد في ديوانه المخطوط.]

والرجل من أعاظم علماء الشيعة، له في المعاجم تراجم ضافية الذيول، وثناء بليغ، وتجد ترجمته المبسوطة في كتابه "شهداء الفضيلة" للعلّامة المعاصر الأميني.

وقال حامل لواء الفضيلة والشرف الشريف الرضيّ، محمد بن فلاح الكاظمي في قصيدته الكراكرية المربية على أربعمائة بيت، المقرَّظة من ثمانية عشر رجلاً من علماء عصره وأُدبائه، نظماً ونثراً:

ولدتهُ فاطمةٌ ببيت اللَّه يا++

طُوبى لطاهرةٍ أنت بِمُطهَّرِ

ونشا بِحِجْرِ المصطفى طفلاً فأد++

دَبَهُ بآدابِ العليِّ الأكبرِ

لولاهُ ما طافَ الحجيجُ به وذا++

ك الهَدي لولا سيفُهُ لم يُنْحَرِ

قد كان أوّل طائفٍ فيهِ ومُع++

تَكِفٍ بهِ ومحلّقٍ ومُقَصِّرِ

عقمت فلم تلد الحرائرُ مِثْلَهُ++

بل قد عَقَمْنَ فلم يَلِدنَ كقَنْبَرِ

وقال الشاعر المفلق ميرزا عباس الدامغاني المتخلص "بنشاط" الهزارجريبي الدامغاني، المتوفى سنة "1262 ه":

اى زاده تو در ميان كعبه++

از مادر پاك جان كعبه

اى كعبه شَرف گرفته از تو++

نه تو شَرف از ميان كعبه

اى بنده خانه زاد ايزد++

وى خاجه بندگان كعبه

اى قدوه خاندان طه++

اى نخبه دودمان كعبه

اى از شَرف ولادتِ تو++

طوقى كه بر آستان كعبه

وقال البارع المفضال الشيخ حسين بن محمّد بن علي بن محمد التقيّ بن بهاء الدين الفتوني الهمداني الآملي الحائري في اُرجوزته المسماة ب "الدوحة المهديّة" في تواريخ أئمة الهدى عليهم السلام، وفرغ منها سنة "1278 ه" وعن خطّه نقلتُ:

وفي ضُحى الجمعة قد تولّدا++

مُطهّراً مُكرّماً مُسدّداً

وكن ذا في كعبة الرحمنِ++

لسبعةٍ خلونَ من شعبانِ

وقد روي أنّ الإمامَ المنتَجب++

مولدُه ثالث عشرٍ من رجَب

وقيل في الثامن منه وُلِدا++

وذا ضعيفٌ لم يكن معتمدا

وقد رووا في رمضان مولدُه++

في نصفه وكان يروى سندُه

مولدُه بعد ثلاثين سنه++

من مولد النبيّ يقفو سُننه

وللعلّامة السيد محمد تقي القزويني، من علماء عصر شيخ الطائفة الإمام الأنصاري من "اُرجوزة" له، قوله:

بعدَ النبيّ سيّدِ الموالي++

بنصّه هو العَليُّ العالي

هو الذي مولده البيتُ وفي++

حِجر النبيّ المصطفى قد اصطُفي

ولسيد فلاسفة الاسلام السيّد محمد باقر بن محمد الحسيني الاسترآبادي الشهير "بالداماد" المتوفى سنة "1041 ه" أبيات فارسية، ضمنها قصة الميلاد الشريف بكل صراحة، منها قوله:

در مرحله علىّ نه چون است و نه چند++

در خانه حقّ زاده بجانش سوگند

بى فرزندى كه خانه زادى دارد++

شك نيست كه باشدش بجاى فرزند

وله قدس سره:

در كعبه "قُل تَعالَوا" از مام كه زاد؟

از بازوى "باب حِطّه" خيبر كه گشاد؟

بر ناقه "لا يؤدّي عنّي" كه نشست؟

بر دوش نبى پاى گرامى كه نهاد؟

وقال الشاعر الفارسي المفلق محمد اليزدي الملقّب في شعره "بجيحون" والمتوفى حدود سنة "1318 ه":

از كنز نهائى كنون كعبه مشرّف++

كز اوست عيان سرّ "فأحببَتُ أن أعرف"

زين كنز خفى طنز جلى زد بفلك أرض++

كش خاك بشد پاك چو افلاك مشرّف

ذرّات بكرّات چو أفواج كه از حاج++

بستند و گشادند بى طوف حرم صَف

عقل آمد و "لبيّك" زنان حلقه بدر زد++

تا چون بود احباب ورا باز مكلّف

شاهِ همه او بود چون او پرده بر افكند++

هر ذرّه برش بنده صفت گشت موقّف

وقال الشاعر الفارسي المجيد المولى رضا ابن المولى محمد الرضتي الملقب في شعره "بمحزون" في مثنويٍّ له:

باز خواهم درفشانى سر كنم++

ياد از شير خدا حيدر كُنم

چون خداوند رحيمش ياد شد++

كعبه يكجا مطلع الأنوار شد

از كريم لا يزالى شد كرم++

مادرش آورد بيرون از حرم

در بغل آن كعبه مقصود را++

برد سوى خانه آن مولود را

وقال الحاج محمد خان الفارسي الملقب في شعره "بدشتي" من اُمراء العهد النصاري، المتولد سنة "1246 ه" في ديوانه المطبوع، من بائية علوية سمّاها 'فصل الخطاب':

كعبه مى بايد كه مُحرِم آيد اندر اين حرم++

با سر و پاى برهنه گشته عريان از ثياب

صاحب اين خانه در آن خانه خود خانه خدا است++

كان بنا از بهر مولودش خدا كرد انتخاب

ولعلّامة فِهر ونابغة مُضَر الحجة الظاهرة والآية الباهرد الحاج ميرزا إسماعيل، ابن عمّ الإمام المجدّد الشيرازي الأمير السيّد رضي قدّست أسرارهم، المتوفّى سنة "1305 ه" موشّحةٌ في مولد الإمام عليه السلام، يروقني إيرادها هاهنا، وهي من القصائد السائرة، قال:

رغدَ العيشُ فزدهُ رَغدا++

بسلافٍ منك تُشفي سَقَمي

طرَ الصبُّ على وصل الحبيب++

وهَنا العيشُ على بُعد الرقيب

وفنى من أكؤس الراح النصيب++

واسقنيها توأماً لا مفردا

فالهَنَا كلّ الهَنا في التوأمِ++

آتني الصَهباء ناراً ذائبه++

كلّلتها قَبستاتٌ لاهبه

واسقنيها والندامى قاطبه++

فلعمري إنّها ريّ الصدا

لفؤادٍ بالتصابي مُضرَمِ++

ما اُحَيلي الراح من كفّ المِلاح++

هي روحٌ هي روحٌ هي راح

فأدِرها في غُدوٍّ ورواح++

كذُكاء تتجلّى صَرْخَدا

[صرخد: موضع ينسب إليه الشراب لسان العرب- صرد- 251:3.]

رصّعتها حببٌ كالأنجمِ++

حبّذا آناء أُنسٍ أقبلت++

أدركت نفسي بها ما أمّلت

وضعت اُمّ العُلا ما حملت++

طاب أصلاً وتعالى مَحتدا

مالكاً ثقل ولاء الاُممِ++

آنست نفسي من الكعبة نور++

مثلما آنسَ موسى نارَ طور

يوم غشّى الملأ الأعلى سرور++

قرعَ السمعَ نداءُ كَنِدا

شاطى ء الوادي طُوى من حَرَمِ++

وَلَدَت شمسُ الضحى بدرَ التمام++

فانجلت عنّا دياجيرُ الظلام

نادِ يا بُشراكمُ هذا غلام++

وجههُ فِلْقَةُ بدرٍ يُهتدى

بِسَنا أنواره في الظلمِ++

كُشف السترُ عن الحقِّ المبين++

وتجلّى وجهُ ربِّ العالمين

وبدا مصباحُ مشكاة اليقين++

وبدت مشرقةً شمسُ الهدى

فانجلى ليلُ الظلام

[في الغدير: الضلال.] المظلمِ++

نُسخ التأبيد من نفي ترى++

فأرانا وجهه ربُّ الورى

ليتَ موسى كان فينا فيرى++

ما تمنّاهُ بطورٍ مُجهَدا

فانثنى عنه بِكَفّي مُعدمِ++

هل درت اُمُّ العُلا ما وضعت++

أم درت ثديُ الهدى ما أرضعت؟

أم درت كفُّ النُّهى ما رفعت++

أم درى ربُّ الحِجَا ما ولدا؟

جلَّ معناهُ فلمّا يُعلمِ++

سيّدٌ فاقَ عُلاً كلَّ الأنام++

كان إذ لا كائنٌ وهوَ إمام

شرَّفَ اللَّهُ به البيتَ الحرام++

حينَ أضحى لعُلاهُ مَولِدا

فوطا تربتَهُ بالقدمِ++

إن يكن يُجعلُ للَّهِ البنون++

وتعالى اللَّهُ عمّا يصفُون

فوليدُ البيت أحرى أن يكون++

لوليّ البيتِ حقّاً وَلَدا

لا عُزَيرٌ لا ولا ابنُ مريم++

هو بعدَ المصطفى خيرُ الورى++

من ذُرى العرش إلى تحت الثَّرى

قد كست علياؤُه اُمَّ القُرى++

عزّةً تحمي حماها أبدا

حيثُ لا يدنوهُ من لم يُحرِم++

سبقَ الكونَ جميعاً في الوجود++

وطوى عالَمَ غيبٍ وشُهود

كلّما في الكون من يُمناه جُود++

إذ هُوَ الكائنُ للَّه يدا

ويدُ اللَّه مدرُّ الأنعمُ++

سيّدٌ حازت به الفضلَ مُضَر++

بِفخارٍ قد سما كلّ البَشَر

وجههُ في فلك العَليا قَمَر++

فبه لا بالنجومِ يُهتدى

نحو مغناه لنيل المَغنَم++

هو بَدْرٌ وذراريه بُدُور++

عقمت عن مثلهم اُمُّ الدُهور

كعبةُ الوفّادِ في كلّ الشُهور++

فازَ من نحوَ فَناها وَفَدا

بمطافٍ منه أم مستَلَم++

ورثوا العَلياءَ قِدماً من قُصَي++

ونزارٍ ثمَّ فِهرٍ ولُؤَي

لا يبارى حَيُّهم قَطُّ بِحَي++

وهُمُ أزكى البرايا مَحتدا

وإليهم كلُّ فَخرٍ ينتمي++

أيّها المُرجَى لقاهُ في الممات++

كلُّ مَوتٍ فيه لُقياك حَياة

ليتَما عجّلَ بي ما هُو آت++

علّني ألقى حَياتي في الرّدى

فائزاً منه بأوفى النِعَمِ

[وردت هذه القصيدة في الغدير 29:6-32.]++

وقال علّامة المجاهدين سيّدنا الحجّة الحاج السيد المصطفى بن الحسين الكاشاني النجفي، دفين الكاظمية، المتوفى سنة "1336 ه" المترجم في "نقباء البشر" و "العذب النمير" وغيرهما، من قصيدة علويّة:

أنتَ شرّفتَ زمزماً والمصلّى++

بل وركنَ الحطيم والمستجارا

حازت الكعبة التي خارها الل++

-هُ بِميلادك السعيدِ فَخارا

ولباقعة

[الباقعة: الذكي العارف الذي لا يفوته شي ء. أقرب الموارد- بقع- 54:1.] الفضل والأدب، ميرزا محمد تقي التبريزي الشهير بحجّة الإسلام والملقّب في شعره "بنيّر" صاحب كتاب "صحيفة الأبرار" وغيره، المتوفّى سنة "1312 ه" من لامية علويّة:

سر حنانيك في البلاد وباحث++

عن بُطون الكرام جيلاً فجيلا

فانظرن هل ترى لتيمِ بن مرّ++

أو عديٍّ يا سعدُ فيها محلّا

لا ومَن شقّ جانبَ البيت حتّى++

دخلت فيه اُمّهُ وهي حُبلى

فتخلّت عن أسجحٍ هاشميٍّ++

بُوركت حامِلاً وبُورك حَملا

وسما غارب النبيّ فنحّى++

عنهُ أصنامَهم وحَسبُكَ نُبلاً

[الديوان: 20.]

وفي الصفحة 196 من الديوان المذكور:

اى آنكه حريم كعبه كاشانه تو است++

بطحا صَدَفِ گوهر يكدانه تو است

گر مولد تو بكعبه آمد چه عجب++

اى نجل خليل خانه خود خانه اوست

وإلى قوله: 'لا ومن شق...' ألمحتُ بقولي من رائية علويّة عند تعداد معاجزه صلوات اللَّه عليه:

من البيت الحرام شَقَقتَ حملاً++

لاُمّك يومَ مولدكَ الجدارا

فحلَّت فاطمٌ منهُ مَقاماً++

لصِنو محمّد تَخِذَتهُ دارا

[الديوان: 196.]

وإلى معنى شعره الفارسي السابق أُوعز بقولي من مقطوعة في أهل البيت عليهم السلام:

وليس ولادهُ في البيت بِدعاً++

فإبراهيمُ شادَ له دِعامَهُ

وهذا البيتُ بيتُ أبيهِ قدماً++

وفاطمةٌ به وضعت غُلامَه

ولنابغة طبرستان الشيخ محمد الصالح، المتولّد سنة "1297 ه" صاحب المؤلفات الجمّة في المعقول والمنقول، وديوانه العربيّ والفارسيّ، من علويّة:

بالبيتِ قد وضعتهُ فاطمةٌ++

رفعاً له قد شُرِّفت وضعا

للَّهِ أُمٌّ أرضعت أسداً++

رضعَ النبيّ علومَه رضعا

تاللَّهِ لو كُشِفَ الغِطاء رأت++

نوراً ومُلتقماً لها ضرعا

وقال المولى اهلي الشيرازي المتوفّى سنة "942 ه" بشيراز، من علوية تحتوي "136" بيتاً، منها قوله:

كاشف علم اللَّه آن گيتى نماى "لو كُشِف"++

ديده را از هر دو كون از ديده "علم اليقين"

كعبه زان شد سجده گاه انبياء واولياء++

كامد آنجا در وجود آن كعبه ارباب دين

وقال المولى كاتبي المترجم في "مجالس المؤمنين" للقاضي التستري قدس سره، من علوية مستهلها:

بچشمِ عقلِ اقاليمِ سبعه گنجِ زر است++

ولى چه از مگرى اژدهاى هفت سر است

ومنها:

زبالِ او طيران يافت جعفر طيّار++

كه همچو طايرِ قدسش هزار زير پر است

بدامن "حَجَر الأسود" است مولدِ او++

چه جوهر است ندانم؟ كه مولدش حَجَر است

ولسراج الدين، محمد بن الحسن بن عيش القرشيّ التيميّ العدويّ الأموي اليماني الدرشن خاني، ويعرف بالشيخ "فدا حسين" الهندي، من قصيدته العلوية البالغة "1411" بيتاً، المسماة "بالنفحة القدسية":

ولِدت في البيتِ والأيّام مظلمةٌ++

والجوُّ منكدرُ الآفاقِ من ضَلَلِ

فكنتَ كالشمسِ في إبّان مطلعها++

بقائم اليوم زادَ الشمس في طَفَل

[النفحة القدسية: 68.]

وفي موضع آخر منها في تقريب: أن "أندر" إله الهنود مصحّف "حيدر"، وأ نّه المذكور في "الويدات واليرانات" قال:

فكلّ ذاك صفات "الأندر" عندهم++

وكلّ ذاك صفاتٌ للوصيّ عليّ

قتلتَ من قبل ثُعباناً بمهدك إذ++

وُلِدتَ في عُقر بيت الواحد الجَلَلِ

[النفحة القدسية: 178.]

وقال الفاضل الأديب الشيخ محمود عباس العامليّ، في قصيدته العلوية الكبيرة المسماة ب "الدرر السنيّة" المطبوعة المخمّسة:

فو حقِّ آيات الكتاب المنزَلِ++

ومكوّن الأكوانِ ذي المجدِ العَلي

وبحقّ هادينا النبيّ المرسَل++

ما حازَ كلَّ المكرمات سوى عَليّ

وسواهُ لا عينٌ لديه ولا أثر++

مَن مثلهُ في بيت بارئه وُلِد++

ذو خصلةٍ قد خُصّ فيها مُذ وُجِد

أمعِن بها- يا صاحِ- فكراً واعتمد++

وانظر لها النَظَرُ الصحيحَ ولا تَحِد

من واضح المنهاج وقيت الضرر ++

وقال باقعة العلم والأدب العلّا السيد رضا ابن العلامة الحجة السيد محمد الهندي النجفي، المتوفى سنة "1362 ه":

لما دعاك اللَّهُ قدماً لأن++

تولَدَ في البيتِ فلبّيته

شكرتَه

[في الديوان: جزيته.] بينَ قريشٍ بأن++

طهّرتَ من أصنامهم بَيته

[ديوانه: 25.]

وهناك بيت فارسي قديم استشهد به كثير من العلماء والمؤرّخين، ومن ذلك ما وجدته في مقالٍ كتبه بعض علمائنا جواباً عمّا كتبه إليه بعض أهل السنة.

قال بعد الحمد ما لفظه: 'والصلاة والسلام على أشرف الأنام الذي حملَ علياً عليه السلام لكسر الأصنام في بيت اللَّه الحرام، الذي شُرِّفَ لكونه مولداً له عليه السلام:

طوافِ خانه كعبه از آن شُد بر همه واجب++

كه آنجا در وجود آمد عليُّ بن أبي طالب'

[ترجمته: صار الطواف حول الكعبة واجباً على الجميع، لأن علي بن أبي طالب وُجدَ هناك.]

وذكره المؤرّخ الحاج زين العابدين الشرواني في "بستان السياحة" والقاضي الشهيد السعيد نور اللَّه التستري، في "إحقاق الحق" وغيرهما إلى العارف، لطف اللَّه النيسابوري، وذكره أيضاً صاحب "مناقب المعصومين".

وللمولى الروحيّ العارف الشهير صاحب "المثنويّ" المتوفّى سنة "672 ه" من قصيدة يذكر فيها الأئمة عليهم السلام:

اى شحنه دشتِ نجف از تو نجف ديده شَرَف++

تو درّى و كعبه صَدَف ستان ملامت ميكشد

ويلمح إليه قول الجامي عبد الرحمان المتوفّى سنة "898 ه":

بسوى كعبه رود شيخ و من بسوى نجف++

بحقّ كعبه كه آنجا مراست حقّ بطرف

تفاوتى كه ميان من است و او اينست++

كه مَن بسوى گُهر رفتم او بسوىِ صَدَف

وللعلّامة المعاصر السيد عليّ نقي النقويّ الهندي اللكهنوي، موشحة ميلادية يهنى ء بها آية اللَّه السيد ميرزا عليّ آقا الشيرازي قدس سره، بعد صرح الإمام عليه السلام، وذكر مولده الشريف، نزين بها صفحات هذه الرسالة:

مَن بدا فازدهرَ البيتُ الحرام++

وزَهَت منهُ ليالي رَجَب؟

طَرِبَ الكونُ لِبشرٍ وهَنَا++

إذ بدا الفخرُ بنورٍ وَسَنا

وأتى الوحيُ يُنادي مُعلِنا++

قد أتاكُم حجّةُ اللَّه الإمام

وأبو الغُرِّ الهداةِ النّجبِ++

خصّهُ الرحمنُ بالفضل الصراح++

ومزايا أشرقَت غُرّاً وضاح

وسما منزلُهُ هامَ الضراح++

فغدا مولدُهُ خيرَ مقام

طأطأت فيه رؤوسُ الشُهُبِ++

إنّهُ أوّلُ بيتٍ وُضِعَا++

للورى طُراً فأضحَوا خُضَّعا

وعلى الحاضِرِ والبادي معا++

حجَّةٌ أصبحَ فرضاً ولزام

طاعةٌ تتبعُ أقصى القُرَبِ++

وهو في القبلةِ في كلّ صلاة++

وملاذ تُرتَجى فيه النجاة

وقد استخلَصَهُ اللَّهُ حماة++

فلئن يأتِ إليه مستهام

في مُلِم داعياً يَستَجب++

تلكمُ فاطمةٌ بنتُ أسد++

أمّت البيت بكَربٍ وكَمَد

ودعت خالقَها الباري الصمد++

بحشاً فيه من الوَجدِ الضرام

قد علتهُ قبساتُ اللّهبِ++

نادت اللهمَّ ربّ العالمين++

قاضيَ الحاجاتِ للمستصرخين

كاشفَ الُضّرِ مجيب السائلين++

إنّني جئتُك من دون الأنام

أبتغي عندك كشف الكربِ++

بينما كانت تُناجي ربَّها++

وإلى الرحمان تشكُو كَربَها

وإذا بالبِشرِ غشّى قلبها++

من جدار البيتِ إذ لاحَ ابتسام

عن سنا ثغرٍ له ذي شَنَبِ

[الشنب: الرقة ولاعذوبة. الصحاح- شنب- 158:1.]++

فُتِقَ الزَهرُ أم انشقَّ القمر++

أم عمود الصُبح بالليل انفجر!

أم أضاءَ البرقُ فالكون ازدهر++

أم بدا في الأُفق خَرقٌ والتئام

فغدا برهانُ معراجِ النبيّ++

أم أشارد البيتُ بالكفِّ ادخُلي++

واطمئنّي بالإلهِ المُفضِل

فهنا يُولَدُ ذو العَليا علي++

مَن بهِ يحظى حطيمي والمقام

وينال الركنُ أعلى الرُتَبِ++

دخلت فاطمُ فارتدَّ الجدار++

مثلما كانَ ولم يكشف سِتار

إذ تجلّى النورُ وانجابَ الشرار++

عن سَنا بدرٍ به يَجلُوا الظلام

والورى تنجو بهِ من عطَبِ++

وُلِدَ الطاهرُ ذاك ابنُ جَلا++

مَن سما العَرشَ جلالاً وعُلا

فلهُ الأملاكُ تَعنُو ذُلَلا++

وبهِ قد بَشَّرَ الرُسلُ العظام

قومهم فيما خلا من حقب++

عَرِفَ اللَّه ولا أرضٌ ولا++

رُفِعَت سَبعُ طباقٍ ظُلَلا

فلذا خَرَّ سُجوداً وتَلا++

كلَّ ما جاء إلى الرُسلِ الكرام

قبله من صُحُفٍ أو كُتُبِ++

إن يكُ البيتُ مطافاً للأنام++

فعليٌّ قد رَقى أعلى سنام

إذ بهِ يطَّوَفُ البيت الحرام++

وسعى الركنُ إليه لاستلام

فغدا يَهُو بهِ من طَرَبِ++

لم يكن في البيتِ مَولُودٌ سِواه++

إذ تَعالى عن مَثيلٍ في عُلاه

أُوتيَ العلمَ بتَعليمِ الإله++

فغداهُ دَرَّةُ قبلَ الفِطام

يرتوي منهُ بأَهنا مَشرَبِ++

صَغُرَ الكونُ على سُؤددَهِ++

وانتمى الوَحيُ إلى مَحتِدِهِ

بَشِّرَ الشيعةَ في مَولِدِهِ++

واقصدِ العلّامةَ الحَبر الهُمام

[هو سيّدنا علّامة الهاشميين، آية اللَّه في العالمين، السيد ميرزا علي آقا الخلف الصالح السيّد الطائفة الإمام المجدد الحاج السيد ميرزا محمد حسين الشيرازي نزيل سامراء، المتوفّى سنة "1312 ه" ولد سيّدنا الممدوح سنة "1286 ه" وتوفي سنة "1355 ه" وكان أحد زعماء الدين، والأوحدي من فقهاء المسلمين، خلف أباه في علمه وخلائقه وهديه وهداه وفضائله كلّها.]

منبعَ العلمِ مَناطَ الأدبِ++

آيةَ اللَّهِ عليَّ المرتضى++

لم يزل للدين سَيفاً مُنتضى

حُكمُهُ جارٍ وعدلٌ ما قضى++

يُرشِدُ الناسَ إلى دارِ السلام

كلّهم من عَجَمٍ أو عَرَبٍ++

سيّدَ الأُسرةِ والنَّدبَ الشريف++

لَم يزل حاميةَ الدينِ الحَنيف

جاهداً في نصرةِ الدينِ المُنيف++

شيَّدَ العلمَ على أقوى دِعام

وهدى الناسَ لِنَهجِ المذَهبِ++

إنّ للوُفّادِ في مغنى حِماه++

بيتَ قدسٍ يقصدُ النائي فَناه

ابتغاءً فيهِ مَرضاةَ الإله++

طالِباً في قُربِهِ أقصى مقام

بفؤادِ المُرتَجى المرتقب++

عليمَ الأحكامِ قاموسُ الحِكَم++

لم يزل غيثُ هداهُ مُنسَجِم

وبهِ شَملُ المعالي مُنتَظِم++

دامَ في الكونِ إلى يوم القيام

بهنا بِشْرٍ وعَيشٍ مُخصِبِ

[أورده هذه القصيدة في الغدير 33:6-35، وشعراء الغري 436:6-438.]

ونشفع هذه القصيدة بثانية للسيّد العلّامة المذكور، ميلادية أيضاً، بارى بها قصيدة "إيليا أبي ماضي" الإلحادية المقفاة ب "لست أدري"، قال:

طَرِبَ الكونُ من البشرِ وقد عمَّ السُرور++

وغدا القُمريُّ يَشدُو في ابتسامٍ للزهُور

وتهانَت ساجِعاتٍ في ذُرى الأيكِ الطُيور++

لِمَ ذا البِشرُ وما هذي التهاني؟

لستُ أدري++

تلعبُ الريحُ وفيها الدَوح

[الدوح جمع دوحة: وهي الشجرة العظيمة المتسعة. لسان العرب- دوح- 436:2.] قامَت راقصات++

وبها الأوراقُ تَزهُو بالأكفِّ الصافِقات

ضارباً سَجعَ هَزارِ

[الهزار: العندليب. حيارة الحيوان 405:2.] الغصن أوتارَ الحياةِ++

مِمَّ هذي الدوحُ أضحَت راقصات؟

لستُ أدري++

قد كَسى وَجهَ الثَّرى من سُندُسٍ وشيُ الربيع++

فتهادى مائساً في حُلَلِ الخَصبِ المَريع

وغَدا يَختالُ بالأرياشِ والشأن البَديع++

قائلاً: هَل أحَدٌ يُوجدُ مثلي؟

لستُ أدري++

والنسيمُ الغَضُّ قد يَهمِسُ في سَمعٍ الأُقاح++

فترى باسمةَ الثغرِ نَشاطاً وارتياح

وهزيزُ الغُصنِ يُبدي شأنَ زَهوٍ ومَراح++

ما الذي قالَت؟ فردّت بابتسامٍ

لستُ أدري++

طَبَّقَ الأرضَ لهيباً نارُ مُحمّزرّ الشَقيق++

فغدا البلبلُ مُرتاعَ الحشا خَوفَ الحَريق

صارِخاً هَل لِنَجاتي عن لَظاها من طَريق؟++

هذهِ النارُ أتَتني كيفَ أُطفِي؟

لستُ أدري++

أشرقَت طلعةُ نُورٍ عَمَّتِ الكونَ ضِياءا++

لا أرى بَدراً على الأُفقِ ولم أُبصِر ذُكاءا

وتَفَحَّصتُ فلم أُدرِك هُناك الكَهرُباءا++

فَبِماذا ضاءَ هذا الكونُ نُوراً؟

لستُ أدري++

كانَ هذا الرَوضُ قبلَ اليوم رَهناً للذُّبول++

ساحِباتٍ فوقَها الأرواحُ قِدماً للذّيُول

تَعصِفُ النَكباء فيها دونَ أنفاسِ البَليل++

كيفَ عادَ اليومَ يَزهُو في شذاهُ؟

لستُ أدري++

قُمتُ استَكشِفُ عنه سائلاً هذا وذاك؟++

فرأيتُ الكُلَّ مثلي في اضطِرابٍ وارتباك

وإذا الآراء طُرّاً في اصطدامٍ واصطكاك++

وأخيراً عمّها العَجزُ فقالت:

لستُ أدري++

وإذا نبّهني عاطفةُ الحُبِّ الدَفين++

وتظنَّنتُ وظَنُّ الألمعي عينُ اليقين

أ نّهُ م ميلادُ مولانا أمير المؤمنين++

فدع الجاهلَ والقَولَ بأ نّي

لستُ أدري++

لم يكن في كعبة الرحمنِ مولودٌ سواه++

إذ تعالى البرايا عن مَثيلٍ في عُلاه

وتولّى ذِكرَهُ في محكم الذِكْرِ الإله++

أيقول الغِرُّ فيهِ بعدَ هذا:

لستُ أدري++

أقبلت فاطمةٌ حاملةً خَيرَ جَنين++

جاءَ مخلوقاً بِنُورِ القُدسِ لا الماءِ المَهين

وتردّى منظر اللّاهوتِ بينَ العالَمين++

كيف قد اُودعَ في جَنبٍ وصَدرِا

لستُ أدري++

أقبلت تدعُو وقد جاءَ بها داءُ المَخاض++

نَحوَ جِذعِ النَخلِ من ألطاف ذي اللُّطفِ المُفاض

فدعَت خالقها الباري بأحشاءٍ مِراض++

كيفَ ضجّت؟ كيفَ عجّت؟ كيفَ ناحَت؟

لستُ أدري++

لستُ أدري غيرَ أنَّ البيتَ قد رَدَّ الجواب++

بابتسامٍ في جدار البيت أضحى منهُ باب

دخلت فانجابَ فيه القشر عن مَحض اللُّباب++

إنّما أدري بهذا، غيرَ هذا

لستُ أدري++

كيفَ أدري وهو سرٌّ فيهِ قد حارَ العُقول++

حادثٌ في اليوم لكن لم يزل أصلَ الاُصول

مظهرٌ للَّهِ لكن لا اتّحادٌ لا حُلُول++

غايةُ الإدراكِ أن أدري بأ نّي

لستُ أدري++

وُلِدَ الطُّهرُ عليٌّ مَن تسامى في عُلاه++

فاهتدى فيه فريقٌ وفريقٌ فيهِ تاه

ضلَّ أقوامٌ فظنّوا أ نّه حقّاً إله++

أم جُنونُ العِشقِ هذا لا يُجازي؟

لستُ أدري

[أورد هذه القصيدة في الغدير 35:6-37، وشعراء الغري 438:6-441.]++

ولشيخنا الأُستاذ علم الهداية والحجّة والآية، الحاج الشيخ محمد الحسين، الأصفهاني المتوفّى سنة "1361 ه" قصيدة ميلادية فارسيّة، على طريقة الترجيع والبند المصطلح والمطرّد في الشعر الفارسي، تكاد تكون في حدّ الإعجاز من البلاغة، أذكرها على طولها.

گوهرى را از صَدف آورده طبعم در كنار++

يا كه از خاك نجف تابنده درّى آبدار

برد از حدّ عدم تا "قاب قوسين" وجود++

رَفرَفِ طبع مرا يك غمزه زاندُلدُل سوار

شاهدِ بَزمِ ولايت شاه اقليم شُهود++

شمعِ ايوانِ هدايت نَيِّرِ گيتى مدار

صورتِ زيباى او يا طلعتِ "اللَّهُ نُور"++

معني والاي او يا سِرّ "لَم تَمسَسهُ نار"

خَطِّ دلجويش طِرازِ مُصحفِ كَونُ ومكان++

خالِ هِندُويَش مدارِ گردشِ ليلُ ونهار

پرتوى از نورِ رُويَش طُورِ سيناىِ كليم++

بنده درگاهِ گويش صَد سُليمان اقتدار

مشرقِ صُبحِ اَزل خوشيدِ عشق "لم يَزَل"++

چرخِ تا شام اَبد در زيرِ حُكمش بى قرار

دَر بَرَش پير خِرَد چون كودكى آموز گير++

بَر دَرَش "عَقلِ مجرّد" همچو پيرى خاكسار

شاهبازِ اوجِ او اذدنى بهنگام عُروج++

يكه تازِ عرصه ايجاد گاه گيرُ و دار

گوش جان بُگشا وبشنو از امين كردگار++

"لا فتى إلّا عليّ لا سيف إلّا ذو الفقار"

باز جان مى پرورد ساز پيامِ آشنا++

يا كه از طورِ غَري مى آيد آواز "أنا"

ميدمد صبحِ ازل از كوى عشقِ "لَمَ يَزَل"++

يا فُروزان شمعِ رُوىِ شاهدِ بَزمِ "دَنا"

جلوه شمعِ طريقت چشمها را خيره كرد++

يا "سنا بَرقِ" حقيقت ميزند كُوسِ فَنا

كعبه را تاجِ شرف تا اوج او ادنى رسيد++

يافت چون از مولدِ ميمون او "أقصى المنى"

قبله اهلِ يقين شد خطّه بيت الحرام++

روضه خلد برين شد ساحَت خِيفُ و مِنى

بيتِ معمور ار شَود ويران از اين حَسَرت رواست++

يا بيفتد گنبدِ دَوّار "مِن أعلى البنا"

از پىِ تعظيم خَم شُد گوئيا پشتِ فلك++

فرش را عرشِ مُعلّى گفت تبريكُ وهنا

"يا وليدَ البيتِ" غوغاى نصارى دَر مسيح++

گرچه مى زيبد ترا لكن "تعالى ربُّنا"

"مفتقر" گر ميكند با يك زبان مدحتگرى++

ميكند روح الأمين با صد نوا مدحُ وثنا

گوش جان بُگشا وبشنو از امين كردگار++

"لا فتى إلّا عليّ لا سيف إلّا ذو الفقار"

كعبه چون كوى سَبَق از سينه سينا گرفت++

پايه بَرتر از فرازِ گنبدِ مينا گرفت

خانه بى سالارُ و صاحب بود تا ميلاد شاه++

سَر بِكيوان زد چه "ربّ البيت" در وى جا گرفت

تا زِبُرجِ كعبه خُورشيدِ حقيقت جلوه كرد++

چرخ چارم سوخت از حسرت دل از دُنيا گرفت

كعبه شد چون با مقام "لي مع اللَّه" قرين++

از شرافت همسرى با بزم او ادنى گرفت

خاك بَسحا زِين عنايت آنچنان شُد سَر بلند++

رونقِ عزُّ و شرف از مسجدِ اقصى گرفت

كعبه شد تا مركز طاوسِ كلزار ازل++

تا ابد زاغ و زغن يكسر ره صحرا گرفت

خلوتِ حقّ شد زِهَر ديوُ ودَدِ ناپاك پاك++

در پناهِ اسمِ اعظم منزلُ ومأوى گرفت

خيرَ مقدَم اى هُمايون طالع برج شَرَف++

مُلكِ هستى زيبُ وفرزان طلعتِ غرّا گرفت

نغمه دستان نباشد در خور اين داستان++

شور جبريل امين در عالم بالا گرفت

گوش جان بُگشا وبشنو از امين كردگار++

"لا فتى إلّا عليّ لا سيف إلّا ذو الفقار"

گوهرى شد در درون كعبه بيرون از صَدف++

كرد "بيت اللَّه" را با آن شَرَف "بيتَ الشَرَف"

گوهرى سنگين بها رخشان شد از "بيت الحرام"++

كز ثُريّا تا ثرى را كرد كمتر از خَزَف

كعبه شد از مقدمِ اوقافِ عنقاء قِدَم++

شاهبازان طريقت در كنارش صَف بِصَف

سينه سينا مگر از هيبتش شد چاك چاك++

يا شنيد از رأفتش موسى نداى "لا تَخَف"

زاشتياقش يوسفِ صدّيق در زندان غم++

در فراقش پير كنعان نغمه سازُ واَسف

خلعتِ خِلَّت شد ارزانى بر اندام خليل++

كرد بنياد حرم چون بهر آن "نِعمَ الخَلَف"

كعبه را شد همسرى با تُربت پاكِ غري++

مبدأ اندر كعبه بود و منتهى اندر نَجف

آسمان زد كوسِ شادي دَر محيطِ "كُن فكان"++

زُهره ساز نغمه تبريك زد بى چنگ و دَف

هر دو گيتى را بشادى كرد فردوسِ برين++

نغمه روح الأمين با يك جهان شوق و شَغَف

گوش جان بُگشا وبشنو از امين كردگار++

"لا فتى إلّا عليّ لا سيف إلّا ذو الفقار"

آفتاب عالمِ لاهوت از برجِ قَدم++

كرد گيتى را چه صبح روشن از سَر تا قَدَم

كعبه شد مِشكاةِ مصباحِ جَمالِ "لَم يَزَل"++

بيت "ربّ البيت" را گرديد مَجلاي أتَم

كوكبِ درّى دَرِي بگشود از فيضِ وجود++

كز فروغش نيست جز نامِ دروغى از عَدَم

قدرت در درونِ كعبه نقشى را نگاشت++

پايه اش را برد برتَر از سَرِ لَوحُ وقَلَم

كعبه گوئى كنز مخفى بود و گوهر زاى شد++

زين شرافت تا ابد گرديد در عالم عَلَم

مكه شد "اُمُّ القرى" از مولدِ "اُمُّ الكتاب"++

قبه عرش برين زَد بوسه بر خاك عَدَم

شاه اقليم "سَلُوني" تا قَدَم در كعبه زد++

قبله حاجات گشت و مستجارُ و ملتزم

از مروّت داد عنوانى صفا و مروه را++

وز فتوّت آبروئى يافت زمزم نيز هَم

منطقِ تقرير ميگويد "لَقَد كَلَّ اللسان"++

خامه تحرير مينالد "لَقَد جَفَّ القلم"

گوش جان بُگشا وبشنو از امين كردگار++

"لا فتى إلّا عليّ لا سيف إلّا ذو الفقار"

گلشن خُلد برين شد عرصه بيت الحرام++

تا خرامان گشت در وى تازه سَروى خوشخرام

نو نهالى معتدل از بوستان "فاستقم"++

شاخه طوبى برى از روضه "دار السلام"

قامتى در استقامت چون "صراط مستقيم"++

سَرو آزادى بقامت همچو ميزانى تمام

قَدُّ و بالاى دل آرامش بغايت دِلستان++

عالَم از حسنِ نظامَش در كمالِ انتاظم

شمعِ بَزمِ كبريائى گاه قد افراختن++

نخله طور تجلّاى الهى در كلام

نقطه بائيه بود و در تجلّى شد ألف++

مصحفِ كونين را داد افتتاحُ واختتام

ت اقيامت وصف آن قامت نگنجد در بيان++

ليك ميدانم قيامت ميكند از وى قيام

زان ميان حاشا اگر حديثى در ميان++

سرّ "خاص الخاص" كى باشد روا در بزمِ عام

وصفِ آن بالا نباشد كار هر بى پا و سَر++

من كجا و مدحت آن سرور والا مقام

گوش جان بُگشا وبشنو از امين كردگار++

"لا فتى إلّا عليّ لا سيف إلّا ذو الفقار"

تا دَرخشان شد درونِ كعبه آن وجه حَسن++

"ثمّ وجهُ اللَّه" روشن شد برون شد شكُّ و ظن

چونكه بودش خلوتِ "غيب الغيوبى" جايگاه++

ديد "بيت اللَّه" را نيكو مثالى از وَطَن

كعبه شد طورِ حقيقت سينه سينا شكافت++

پور عمران كو كه تا باز آيدش آواز "لن"

در محيط كعبه چندان موج زد درياى عشق++

كز نهيبش گشت نُه فُلكِ فَلَك لنگر فِكَن

سِرِّ وَحدَت از جبينش آنچنان شد آشكار++

كَز دَرُ و ديوارِ بيتِ اللَّه فرارى شُد وَثَن

نقشِ باطل چيست با آن صورتِ يزدان پَرست++

با وجود اسم اعظم كى بماند اهرِمَن

تا عَلَم زد بَر فرازِ كعبه شاهِ مُلك و عشق++

عالم توحيد را يكباه روح آمد به تَن

شهريار "لا فَتى" تا زد قَدَم در آن سَرا++

حسنِ ايّام جوانى يافت اين دهر كُهَن

تيشه بَر سَر كوفت از ناقابلى فرهادوار++

مفتقر هر چند مى گويد بشير بى سخن

گوش جان بُگشا وبشنو از امين كردگار++

"لا فتى إلّا عليّ لا سيف إلّا ذو الفقار"

كعبه تا آن نقطه بائيه را در بر گرفت++

در جهان گوى سَبَق از چار دَفتر بر گرفت

در محيط كعبه شد تا نقطه وحدت مدار++

عالم ايجاد را آن نقطه سر تا سر گرفت

نامه هستى شد از طغراى نامش نامور++

طلعت زيبا از آن ديباچه دفتر گرفت

تا كه زير پاى او را از دلُ و جان بوسه داد++

آنچه را در وَهم نايد كعبه بالاتر گرفت

از قدوم روح قدسى از شغف پرواز كرد++

شاهباز سدّ رَه را در زير بالُ و پر گرفت

شد حرم "دار الأمان" در رقص آمد آسمان++

تا كه "شعرى" بوسه از خاكِ رَهِ مَشعَر گرفت

چشمه خاور فروغى ديد از آن ماهِ جبين++

نار طور از شعله نور جمالس در گرفت

عقل فعّال از دبستان جمالس بهره يافت++

چون خداوند سخنَ جابر سَرِ منبر گرفت

شَهسوارى آمد اندر عرصه ميدان رَزم++

كز سران عالم إمكان سَر و افسر گرفت

گوش جان بُگشا وبشنو از امين كردگار++

"لا فتى إلّا عليّ لا سيف إلّا ذو الفقار"

كعبه كوى حقيقت قبله اهل وصول++

مستجار عُلوى و سُفلى و ارواح و عقول

نسخه اسماء و سَر لَوح حُروفِ عاليات++

مصدرِ افعال و اول صادرِ و اصلُ الاُصول

آنكه بودش "قاب قوسين" اولين قوس صعود++

كعبه اش گاه قتنزّل آخرين قوسِ نُزول

در رواقِ عرّتش اشراقيان را راه نيست++

در حريم خلوتش عقل است ممنوع از دخول

ريزه خوارِ خوانِ او ميكال با حفظ ادب++

حامل فرمان او جبريل با شرطِ قبول

قطره از قلزم جودش محيطى بى كران++

عكسى از نور جمالش آفتابى بى اُفول

حاكم ارض و سما بى شبهه اندر رتق و فَتق++

واجبِ ممكن نما بى اتّحاد و بى حلول

خاتمِ درِّ ولايت فاتح اقليم عشق++

هر كه اين معنى نمى داند ظَلوم است و جَهُول

دست "هو" ادراك كوتاه است از دامان او++

پس چه گويم من "تعالى شأنه عمّا نقول"

گوش جان بُگشا وبشنو از امين كردگار++

"لا فتى إلّا عليّ لا سيف إلّا ذو الفقار"

شد سَمَندِ يكّه تاز طبع را زاتُو دوتا++

چون قزدَم زد دَر مديح شَهسوار "لا فتى"

خامه مشكينِ مَن چون مى نگارد اين رقم++

خون خورَد از رَشكُ و حسرت نافه مشكِ ختا

گر بگيرم باج از تاجِ كيان نبوَد عَجَب++

چون سرايم نغمه از تاجدار "هَل اتى"

اى سروش غيب پيغامى ز كوى يار من++

جان بِلَب آمد ز حسرت هستى "حتّى متى"

عمر بگذشت و نديدم روى خوبى اى دريغ++

زندگانى رفت بر باد فنا "وا حسرتا"

روز من از شب سيه تر كو جهان افروز من++

صبحم از شام غريبان تيره تر "وا غربتا"

در حضيض جهل افتادم زاوج معرفت++

وز ميان شهر دانش در كنارِ رُوستا

عشق گُفتا دَست زَن دَر دامنِ شيرِ خدا++

تا رهائى از نهنگ طبع چُون پُور "متى"

آنكه در اقليم وَحدَت فرد بى مانند بود++

وآنكه اندر عرصه ميدان نبودش هيچ تا

گوش جان بُگشا وبشنو از امين كردگار++

"لا فتى إلّا عليّ لا سيف إلّا ذو الفقار"

وللسيّد عباس الحسيني الملقّب "بالجوهري" وتخلّصه الشعري "ذاكر" في "ديوانه" المطبوع سنة "1335 ه" المسمّى "خزائن الأشعار" في الخزينة الأُولى المسمّاة "جواهر الأسرار"، الصفحة 6:

ز پشت پرده تا بى پرده يار من نمايان شد++

ز سرم روى او خورشيد اندر پرده پنهان شد

ولادت يافت اندر كعبه آن مولود مسعودى++

كه ذات پاكِ او مرآت ذاتِ پاكِ يزدان شد

تجلّى كرد تا نور رُخَش اندر حريم حَق++

حَرَم حرمت گرفت و قبله گاهِ اهل ايمان شد

همان نوريكه موسى ديد اندر وادي ايمَن++

مگر بار دِگر در كعبه باز آن نور تابان شود

همانا كعبه آمد در شَرَف بالاتر از وادى++

كه آنجا نورِ او اينجا وجودِ او درخشان شد

وللخطيب المِصقع، الشاعر المفلق، الشيخ محمد عليّ بن الخطيب الأديب الشاعر الشيخ يعقوب الحلّي النجفيّ، من مقصورته العلوية المطبوعة:

له بِبَطن البيتِ خيرُ مولدِ++

نالَ بهِ البيتُ فَخاراً وعُلا

هناك سمّتهُ "عليّاً" اُمّهُ++

حيثُ مِنَ العَليّ وافاها النّدا

ثمّ تولّى أمرَهُ الهادي وكَم++

أرضعهُ لسانَهُ حتّى اغتذى

يحملُهُ طِفلاً على عاتِقِهِ++

يطوفُ فيهِ بشعابِ اُمّ القُرى

كَم قامَ بالليلِ الطويلِ ساهِراً++

يهزُّ فيه مهدَهُ طولَ الدُجى

يأويهِ ليلاً ونهاراً عندَهُ++

حتّى نشا في حِجرِ طه وارتبى

ربّاه طفلاً واصطفاه يافعاً++

لنصره إذ يستجير في حِرا

مستعدياً فيه على من ساءهُ++

أيّام قد عزّ المحامي والحمى

يُبدي إليه من خفايا سرّه++

حتى حَوى من العُلومِ ما حوى

وقال الشريف الفاضل المرحوم ميرزا ابو القاسم الحسيني الشيرازي وقد أبدع في نظمه:

اى وحدتِ و كثرت همه از روى تو پيدا++

از ذرّه و بيضا همه بر روى تو شيدا

عشقِ رُخِ تو از سَرِ هر ذرّه هويدا++

يك قطره زِعِمِ تو صَد قَلزم صيدا

اى عنصر خاكى كه به روح مجرّد++

آن كعبه و آن كوفه كه بس خلق شتابند++

بر طوف حرم شان صفِ املاك بيايند

از مولد و از مرقد تو مدح نمايند++

از حلم چو تو گوهر يكتاى نزايند

زان است كه عالم ز تو گرديده مشيّد++

مولود تو در كعبه چو بشگفت علم زد++

گوئى كه خداوند در آن بقعه قدم زد

بر نقشه اصنام جهان نقشِ عَدَم زد++

بر صفحه نروانى اسلام رَقَم زد

تأييد جهان كرد چُو خود بود مؤيّد ++

وللفاضل حامل لواء العلم والأدب الاُستاذ الشيخ جعفر النقدي، المتوفّى سنة "1372 ه" قصائد علوية، نظم في غير واحدٍ منها هذه الفضيلة الباهرة، فمن بائية له، قوله:

لاتعجبوا إذ أتى في البيت مولدُهُ++

فليسَ ذلكَ من عَلياهُ بالعجبِ

لأنّ فوقَ الثَّرى من أجلهِ رُفع ال++

-بَيتُ العتيقُ وفيهِ خُصّ بالرُّتبِ

ومن رائية له، قوله:

زهرت بهِ أكنافُ مكّةَ مُذ غدا++

ميلادهُ في البَيتِ ذي الأستارِ

ما البيتُ شرّفهُ ولكن شَرّفُ ال++

-بيتَ الحرامَ بساطِعِ الأنوارِ

ومن يائية له، قوله:

مَن خصّ مولدهُ في بيتِهِ شرفاً++

للبَيتِ يومَ أقامَ البيتَ بانيهِ

لذاكَ قبلةَ مَن صلّى لخالقِهِ++

غدا ومقصدَ مَن لِلحجِّ يأتيهِ

واقتصصتُ أثرَ القوم بنظم هذه الأبيات، وخمّسها النطاسيُّ المحنَّكُ، الميرزا محمد بن الطيب الحاذق الميرزا صادق بن شيخ الأواسيّ الميرزا باقر بن الورع التقي الصالح المتطبّب الميرزا خليل الرازيّ النجفيّ، وإليك الأصل والتخميس:

قد كَلَّ عن فضل الوصيّ المنطقُ++

مُذ ضاقَ فيه غَربُها والمشرقُ

ولذاكَ أعجب إذ يقول محقّقُ++

"سَبَقَ الكرامَ فها هم لم يَلحَقوا"

"في حَلبَةِ العَلياء شَأوَ كُمَيتِهِ"

[الشأو: الأمد والغاية والهمّة. المعجم الوسيط- شأو- 470:1. والكميت من اخييل ما كان لونه بين الأسود والأحمر. المعجم الوسيط- كميت- 797:2.]++

فَمَن الكرامُ؟ بجنبِ بَحرٍ زاخر++

طفحت بهِ أمواجُهُ بمفاخرِ

ضاعَ القياسُ لناظمٍ ولناثر++

"إذ خصّهُ المولى بفضلٍ باهر"

"فيه يميزُ حيُّهُ مِن مَيتِهِ"++

ولدتهُ فاطمةٌ بكعبته ومُذ++

ولدتهُ ظنّ به المغُالي يومَ شَذ

جَلّ الإلهُ عن الشريك غَداة إذ++

"لَم يتّخِذ وَلَداً وما إن يتّخذ"

"إلّا وكانَ ولادُهُ في بيتهِ"++

ما كانَ ابنٌ مثلَ ما قد ظنّهُ++

نَفَرٌ، بلى عبدٌ يحاول مَنّهُ

يدعو إلى توحيدِهِ لكنّه++

"في البيتِ مولدُهُ يُحقّقُ أ نّهُ"

"دونَ الأنام ذُبالةٌ

[الذُّبالة: الفتيلة التي تُسرج. لسان العرب- ذبل- 256:11.] في زَيتِهِ"

[علّق المؤلف وكتب الفاضل المخمّس إلينا في ذيل نظمه هذين البيتين:

خمّستُ أبياتَكَ لكنّني++

معترفٌ أ نّي لكم داعيه

إنّي تطفّلتُ عليها وقد++

تشفع لي أخلاقك الساميه

فكتبتُ تحتهما هذين البيتين:

كسوتَ أبياتي جَمالاً بهِ++

تَرفُلُ في أبرادهِ الضافيه

وحقّ أنّ أغدو له شاكراً++

ما خلدت آثاره الباقيه.]

وقال العلّامة البارع السيد مير عليّ ابن السيد عباس ابن السيد راضي ابو طبيخ النجفي، من قصيدة يخاطب بها أمير المؤمنين عليه السلام، ويعاتبه على المصائب الواردة:

أَلَم تَكُ للَّهِ أمضى حذسام؟++

أَلَم تَكُ في بيتهِ تُولَدُ؟

ينوّهُ باسمكَ منهُ المقام++

ويعنو لكَ الحَجَرُ الأسودُ

ولولاكَ لم يُهدَ هذا الأنام++

ولولاكَ لم يَستقِم مَعبَدُ

تدورُ بكَ الحربُ دَورَ الرَّحى++

فتثبُتُ كالقُطُبِ الماثلِ

وقال العلّامة الكبير السيد محسن الأمين العاملي، من مقصورة علوية له:

لكَ يا أمير المؤمنين مناقبٌ++

ظهرت ظهور الشمس في وقتِ الضُحى

مشهورةٌ لا يُستاطع جحودها++

فالناسُ مُذعنةٌ بها حتّى العدى

نَصُّ الغدير كفاكَ فضلاً إنّهُ++

لكَ في الرقاب جميعها عقدُ الولا

هيَ من فضائلك العظيم الشأن إح++

-داها إلى أمثالها الفضلُ انتهى

يكفيك ما قد جاء في التطهيرِ أو++

في "قُل تعالَوا" أو أتى في "هل أتى"

[ديوانه 71:1، والآيتان من سورة آل عمران: 61، والإنسان: 1.]

وقال الشيخ عليّ الملقّب بالشيخ الرئيس الخراساني المتوفّى في حدود سنة "1320 ه" في منظومته الموسومة "بتنبيه الخاطر في أحوال المسافر"

[ص: 4.] عند ذكر الإمام عليه السلام:

شاهى كه به خلق پيشوا بود++

نَفسِ نبى و رُخِ خدا بود

مرآتِ حقيقتِ نهان او است++

سِرِّ همه مخفىُّ و عيان او است

دَر خانه كعبه زاد است++

ما نازِ طوافِ او مراد است

وقال الشاعر الطائر الصيت، ميرزا محمد علي التبريز، الملقّب في شعره "بصائب" المعاصر للشاه سليمان الصفوي عليهم السلام، الذي هبط "عبّاس آباد" من أعمال "اصفهان"، وسافر إلى الهند، ثم عرج عليها، من قصيدة يمدح بها الكعبة، ويذكر مزاياها، مستهلّها:

اى سوادِ عنبرين قامت سوداى زمين++

مغزِ خاك از نكهتِ مشكين لباست يافته چين

إلى أن يقول في التخلّص إلى مدح الإمام عليه السلام:

هيچ تعريفى تر از اين به نميدانم كه شد++

در تو پيدا گوهر پاكِ أمير المؤمنين

ذكره في "الخزانة العامرة"

[ص: 291.] نابغة الهند غلام علي آزاد الحسيني الواسطي البلگرامي، المولود سنة "1116 ه".

فذكر أ نّه نظم أيضاً قصيدة يمدح بها البيت الحرام، ويتخلّص إلى مدح الإمام عليه السلام مستهلّها:

مرحبا اى كعبه اشرف چه والا گوهرى++

قيمتى دارى كه قربان تو گردد مشترى

إلى أن قال في التخلّص:

مطلع خورشيد خوانم مَن تو را الحق بجا است++

از تو سر زد آفتاب سرورى

شاه مردان صفدر يزدان كه دست تيغ او++

كرد حك از صفحه ايام نقش كافرى

نور سيماى هدى يعنى على المرتضى++

افتخار دوره آدم زِروشن گوهرى

وذكر القصيدة برمّتها في الصفحة: 293- 292.

لكنّه بدل هذا التخلّص بعدما وقف على تخلّص الصائب، وما في القصيدتين من توارد الخاطرين، حذار أن يقذف بالسرقة بقوله:

بر تو واجب شكر مولائى كه دستِ قدرتش++

بر زمين افكند از بالا إله آذرى

وقلتُ في مولد مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، مادحاً ومهنئّاً بها آية اللَّه العظمى السيّد ميرزا علي آقا الشيرازي، نذكر منها قدر الحاجة:

لقد شُرِّف البيتُ في مولدٍ++

زهت بِسَناهُ عِراصُ النجف

بنفس الرسولِ وزوجِ البتول++

وأصلِ العُقولِ ومعنى الشَرف

وبابِ مدينةِ علمِ النبيّ++

وصارمِ دعوتِهِ والخَلَف

وجاءَ مطهّرُ بيتِ الإلهِ++

فعن مجدهِ كلَّ رِجسِ قَذَف

أزاحَ عن البيتِ أوثانَهم++

وأزهقَ مَن عَن هُداهُ صَدَف

وكانَ الخليلُ له رافعاً++

قواعدَهُ فلهُ ما رَصَف

فليسَ من البِدعِ أن أُسدَلَت++

على شبلهِ منهُ تلك السَّجَف

[السَجفُ والسِجفُ: الستر. الصحاح- سجف- 1371:4.]

وقال الشعر المسيحيّ بولس سلامة، في ملحمته التاريخية الكبرى المسمّاة ب "عيد الغدير" أبياتاً ضمّنها ولادة الإمام عليه السلام في الكعبة:

سمعَ الليلُ في الظلام المديدِ++

همسةً مثل أ نّةِ المفؤود

[في الغدير: المفقود.]

من خفيّ الآلامِ والكبتِ فيها++

ومن البشر والرجاء السعيد

حرّة لزّها المخاضُ فلاذت++

بستاِ البيتِ العتيقِ الوَطيدِ

كعبة اللَّه في الشدائد تُرجى++

فهي جسرُ العبيد للمعبودِ

لا نساءٌ ولا قوابلُ حَفَّت++

بابنة المجدِ والعُلا والجُود

يذر الفقر أشرف الناس فرداً++

والغنيّ الخليع غير فريدِ

أينما سارَ واَكبَتهُ جِباهٌ++

وظهورٌ مخلوقةٌ للسُجودِ

صبرت فاطمٌ على الضَيمِ حتّى++

لهثَ الليلُ لهثةَ المكدودِ

وإذا نجمةٌ من الاُفق خفّت++

تطعنُ الليلَ بالشُعاع الحَديد

وتدانَت من الحطيمِ وقَرَّت++

وتدلّت تدلّيَ العُنقودِ

تسكبُ الضوءَ في الأثيرِ دَفيقاً++

فعلى الأرضِ وابلٌ من سُعودِ

واستفاقَ الحَمامُ يسجعُ سَجعاً++

فتهشُّ الأركانُ للتَغريدِ

بَسَمَ المسجدُ الحرامُ حُبوراً++

وتنادت حجارُهُ للنشيدِ

كانَ فجرانِ ذلكَ اليومَ فَجرٌ++

لنهارٍ وآخَرٌ للوَليدِ

هالَت الاُمُّ صرخةٌ جالَ فيها++

بعضُ شي ءٍ من هَمهَمات الأُسودِ

دَعَتِ الشبلَ حَيدراً وتمنَّت++

واكبَّت على الرَجاء المَديدِ

أسَداً سمّت ابنها كأبيها++

لِبدَةُ الجَدّ أُهديت للحفيدِ

بَل "عليّاً" ندعوُهُ قالَ أبوهُ++

فاستفزَّ السَماءَ للتأكيدِ

ذلك اسمٌ تناقلته الفيافي++

ورواهُ الجُلمُودُ للجُلمودِ

يهرمُ الدَهرُ وهو كالصُبح باقٍ++

كلّ يومٍ يأتي بِفَجَرٍ جَديدِ

[وردت هذه الأبيات في الغدير 37:6-38.]

حديث الولادة مجمعٌ عليه


لعلّ الباحث لا يعروه الشكُّ في ذلك، بعدما وقف على عناوين هذه الرسالة في إثبات الحديث، وما سلف النصّ به من علماء الفريقين.

كقول الآلوسيّ فيه 'إنّه أمر مشهور في الدنيا' وذكر في كتب الفريقين السنّة والشيعة.

وما سبق عند السيد حيدر الآملي من عدّه في المناقب المتسالم عليها، التي لا يفتقر ناقلها إلى كتاب.

وما عرفته عن ابن اللوحيّ من إسناد روايته إلى الفريقين، وهصفاقهم على نقله.

وما سلف عن العلّامة النوري قدس سره أنّ تلك الفضيلة لا يبعد كونها من ضروريات مذهب الإمامية، وأ نّها جاء في أخبار غير محصورة، ومنصوص بها في كلمات العلماء، وفي ضمن الخطب والأشعار في جميع الأعصار.

إلى غير هذه من كلمات كثيرة تؤدّي ذلك المؤدّى.

على أنّ البحث لا يعدمنا النصّ الصريح بذلك.

قال العلّامة السيد هاشم البحراني، المتوفّى سنة "1107 ه" في "مدينة المعاجز": 'قال محمّد بن علي بن شهر آشوب في "مناقبه": أجمعت الشيعة على أ نّه عليه السلام ولد في الكعبة'

[مدينة المعاجز: 7.]

والظاهر أنّ النقل عن كتاب "المناقب" نفسه الذي لم نقف عليه، لا منتخبه المعروف المطبوع المشهور بمناقب ابن شهر آشوب، وهو لابن جبر

[الثابت عند المتخصّصين أنّ المطبوع هو 'مناقب آل أبي طالب' لابن شهر آشوب، وأنّ منتخبه الموسوم ب "نخب المناقب" لأبي عبد اللَّه الحسين بن جبر، ما يزال مخطوطاً، وموجوداً في بعض المكتبات. اُنظر الذريعة 22.]، فلا تذهب المذاهب بالقارى ء.

وفي "مناقب المعصومين عليهم السلام" عن "المناقب" أ نّه إجماع أهل البيت عليهم السلام

[في الذريعة 334:22 مناقب المعصومين "للشيخ عبد الخالق بن عبد الرحيم اليزدي" المتوفى سنة "1268 ه".]

ورأيت في موسوعة لبعض الفضلاء المتأخّرين، أنّ ولادته فيها هو الأشهر بل عليها الإجماع، وإلى الآن لم يولد فيها غيره.

ولنا أن نثبت إجماع الشيعة على ذلك طوراً، واتفاقها مع أهل السنّة تارةً.

أمّا اتفاق الشيعة:

فلا يعزب الجزم به أيّ باحث منقّب، وقف على كلماتهم، وسبر أخبارهم، واطّلع على تواريخهم.

وقد عرفت في تضاعيف هذه الرسالة طرفاً من أحاديث الباب وكلمات العلماء وقد أرسلوا فيها حديث الولادة إرسال المسلّم، نافين عنه أيّ شبهة وارتجاف.

وهناك جموع آخرين نوقفك على بعض عبائرهم أو مضامينها:

فمنهم العلّامة الأوحد قطب الدين محمّد ابن الشيخ عليّ الشريف اللاهيجي، تلميذ المحقّق الداماد المترجم في "أمل الآمل"

[أمل الآمل 285:2 /849.] في كتابه القيّم الفخم "محبوب القلوب".

فقد نصّ- كما عرفته من علماء اُمّته قبله وبعده- بولادة الإمام عليه السلام داخل الكعبة، يوم الجمعة في الثالث عشر من رجب، قبل الهجرة بثلاث وعشرين عاماً.

قال: 'ولم يُولد في البيت الحرام قبله أحدٌ سواه، وهي فضيلةٌ خصّه اللَّه تعالى بها، إجلالاً له وإعلاءً لمرتبته وإظهاراً لكرامته'.

ويقربُ منه ما ذكره البارع الجليل السيد عباس بن عليّ بن نور الدين الموسوي الحسيني المكّي في رحلته المسماة ب "نزهة الجليس ومنية الأديب الأنيس"

[نزهة الجليس 103:1.]

وما قاله العالم الناقد المتبحّر السيد نعمة اللَّه الموسوي الجزائري، المتوفى سنة "1112 ه" في "الأنوار النعمانية" ناهيك به ناقداً للأخبار، متبصراً فيها

[الأنوار النعمانية 370:1.]

ومنهم نظام الدين، محمد بن الحسين التفرشيّ الساوجي، تلميذ الشيخ بهاء الدين العاملي، ومتمّم "جامعه العبّاسي" بعده بأمر الملك السعيد الشاه عباس الصفوي.

قال في الباب السابع من تكملة "الجامع" المذكورة: 'إنّ ولادته عليه السلام في جوف الكعبة'.

وكذلك أرسله إرسال المسلّم شيخنا الفقيه الأوحد الشيخ خضر بن شلال آل خدام العفكاوي النجفي، المتوفى سنة "1255 ه" في مزاره المسمّى ب "أبواب الجنان وبشائر الرضوان".

قال: 'ومولده الشريف في الكعبة الحرام بعد عام الفيل بثلاثين سنة'.

ومثله في الجزم بذلك العلّامة المشارك في العلوم الحاج المولى الشريف الشيرواني، نزيل تبريز، من تلمذة سيّد الرياض، وهو من ثقات علمائنا، في كتابه "الشهاب الثاقب".

فقال: 'إنه ولد في مكّة ببيت اللَّه الحرام'، قال: 'ولم يولد فيه قطّ سواه، ولا قبله ولا بعده'.

وعيّن التأريخ بليلة السبت لثلاث وعشرين من رجب، قال: 'وقيل: يوم الجمعة'

[الشهاب الثاقب: فصل 2.]

ومنهم المحقّق الحكيم العارف الأخلاقي الفقيه المحدّث الشاعر المولى محمّد ابن المرتضى المدعو بالمحسن الفيض الكاشاني، المتوفّى سنة "1091 ه" فقد أثبت ذلك في كتابه "تقويم المحسنين" في حوادث شهر رجب: 'أنّ في ثالث عشرة يوم الجمعة على الأشهر ولد عليّ بن أبي طالب عليه السلام في الكعبة، قبل النبوّة باثنتي عشرة سنة، وللنبيّ صلى الله عليه و آله يومئذ ثمان وعشرون سنة'

[تقويم المحسنين: 17.]

وماثله في ذكر الفضيلة بصفة الجزم بها الشيخ ابو محمّد الحسن بن أبي الحسن محمّد الديلمي في "إرشاده" وكذلك في تأريخ الاُسبوع والشهر، وذكر أ نّها كانت سنة ثلاثين من عام الفيل، ونفى أن يكون قبله عليه السلام أو بعده أحدٌ في البيت، وأ نّها إحدى فضائله الجمّة المخصوصة به

[إرشاد القلوب: 211.]

ومثله العلّامة الأوحد، الجامع للمعقول والمنقول، الحاج السيد ميرزا حبيب اللَّه ابن محمّد بن هاشم الموسوي الخوئي في شرح نهج البلاغة، المسمّى "منهاج البراعة".

قال: 'وقد خصّه اللَّه بهذه الفضيل على سائر الأنام، ولم يولد في البيت أحدٌ قبله ولا بعده، وفي ذلك يقول أبوه أبو طالب عليه السلام:

أنتَ الذي فرضَ الإله ولاءَهُ++

ونطقتَ حقّاً بالجوابِ الصائبِ

أنتَ الذي رفعَ الإله محلّهُ++

وعَلا عُلاك على الشهابِ الثاقبِ

وولدتَ في البيت الحرام وخصّكَ++

الباري بكلّ مكارمٍ ومواهبِ

[علّق المولّف: أنا لا يروقني إثبات هذه الأبيات لشيخ الاُمة وأب الأئمة عليهم وعليه السلام، فإنّ شعره أفحل من أن تعدّ هذه في عداده، والعبرة هنا بكلام هذا السيّد الجليل لا الشعر المنقول، ولا بأس بأن تكون لبعض الشعراء.]

[منهاج البراعة 216:1.]

ومنهم العلّامة الفقيه السيّد حيدر الحسني الحسيني الكاظمي، المتوفّى سنة "1265 ه" قال في كتابه "عمدة الزائر": '... وأ نّه ولد بمكّة في البيت الحرام، يوم الجمعة لثلاث عشر ليلة خلت من رجب، بعد عام الفيل بثلاثين سنة، وهو المشهور.

والأقوى عندي ما رواه الشيخ في الصحيح عن الصادق عليه السلام قال: كانت ولادته يوم الأحد، لسبع خلون من شعبان، وكان بين مولده ومولد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ثلاثون سنة، ولم يولد قبله ولا بعده في بيت اللَّه الحرام سواهُ، إكراماً له وتعظيماً له من اللَّه تعالى بذلك وإجلالاً لمحلّه'

[عمدة الزائر: 54.]

وقال سيّد الفقهاء، الآية الباهرة، السيد مهدي القزويني قدس سره، المتوفّى سنة "1300 ه" في "فلك النجاة": 'ولد يوم الجمعة، ثالث عشر رجب، وروي سابع شعبان، والأول أشهر، بعد مولد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بثلاثين سنة، في الكعبة البيت الحرام، هو أوّل من أسلم يوم مبعث النبي صلى الله عليه و آله وهو ابن عشر سنين، وأوّل من صدّق به'

[فلك النجاة: 326.]

وفي "عدّة الرجال" للعلّامة المحقّق السيد محسن الأعرجي: 'ولد أمير المؤمنين عليه السلام بعد عام الفيل ومولد النبي بثلاثين سنة، في أيّام هِرَقل، يوم الجمعة في رجب، وقيل في شعبان في البيت الحرام، ولم يولَد في البيت أحدٌ قبله ولا بعده'

[عدّة الرجال...:....]

ثمّ ذكر حديث يزيد بن قَعنب كما مرّ عن الصدوق.

وهذا العالم البّحاثة النيقد وجد خلافاً في شهر الولادة فأوعز إليه، لكنّه لم يجد في حديث البيت أيّ ترديد، فلم ينبس عنه ببنتِ شَفَةٍ، ولو كان مثله يجد شيئاً لما آثر تركه، وهو ذلك الصريح الشديد في البحث.

والشيخ عبد النبي الجزائري في "حاوي الأقوال" والشيخ أبو علي الرجالي في "منتهى المقال" وإن نقلا هذه الحقيقة الراهنة عمّن قبلهما من العلماء، وقد أثبتنا في هذه الرسالة مقاله، لكن العبرة في المقام بإخبات الرجلين- وهما من أعلام علماء الدين- بها وبخوعهما لصحّتها.

ومنهم البحر الخضمّ علّامة العصور السيّد عليّ خان المدني الشيرازي، المتوفى سنة "1210 ه" في "الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية".

فقد نقل عن "الفصول المهمة" عبارته الآتية مكتفياً بها، مذعناً بحقيقتها وحقّيتها

[الحدائق الندية: 10، والفصول المهمة: 30.]

وهناك من مؤلّفي العصور الأخيرة العالم النيقد المولى عليّ أصغر البروجردي، الذي أطلق القول الصراح في كتاب "عقائد الشيعة": بأنّ 'مولده عليه السلام في وسط البيت، ضحى الجمعة، بعد ثلاثين عاماً من ولادة النبيّ الأعظم'

[عقائد الشيعة: 31.]

ولغيره كتاب آخر في المعارف الإلهية أحسنَ فيه وفي مبحث الإمامة، لم يشكّ بأنّ مولد الإمام عليه السلام في الكعبة، بعد عام الفيل بثلاثين عاماً في الثالث عشر من رجب يوم الجمعة.

قال: 'ولم يولد فيها أحد سواه، لا قبله ولا بعده'.

إلى هنا نكتفي من نماذج هذا الفصل بما ذكرناه، على أنّ جميع ما وقفت عليه تحت عناوين هذه الرسالة شروى هذه النقول، فيمكننا في هذا الموقف الاحتجاج بكلّ ذلك، ولعلّها جمعاء كقطرٍ من بحرٍ، بالنسبة إلى ما يجده السابر لكتب علمائنا.

وأ مّا إصفاق علماء أهل السنّة ومحدّثيهم وعرفائهم معنا في إثبات هذه المأثرة الفاضلة، فمن أجلى الحقائق وأثبتها.

لقد أسمعناك كلمة الحاكم في "المستدرك" وحكمه بتواتر النقل به.

ثمّ نقل الحافظ الكنجيّ الشافعيّ عنه ذلك بصفة اُخرى.

وحكم آخر بالتواتر عن المحدّث الدهلويّ.

وكلام الآلوسي بما يوافقهم ونصّه ب 'أنّ ذلك مشهور في الدنيا'.

وما عن الصفوريّ الشافعي في ذلك.

وعن "تاريخ گزيده" لحمد اللَّه المستوفي.

وعن "مطالب السؤول" لابن طلحة الشافعي.

وعن "مرآة الكائنات" لنشانجيّ زاده.

و "سير الخلفاء" للدهلويّ المعاصر.

وكتاب "الحسين" للسيد علي جلال الدين الحسيني.

وعن عبد الباقي أفندي العمري في قصيدته.

وعن المولى الروميّ.

ومعين الدين الجشتيّ.

وعبد الرحمن الجامي في شعرهم.

والأمير محمد صالح الترمذي في "مناقبه".

بل ذكر العلّامة الشيخ أبو الحسن الشريف العامليّ في "الفوائد الغروية والدرر النجفية" أ نّه 'روى حديث الولادة أكثر العامّة، وأ نّه يوم الجمعة، ولم يولد فيها أحد غيره'.

وإليك أسماء آخرين منهم لم يمتاروا في صحّة الخبر، فسردوه خاضعين لأميره:

قال نور الدين عليّ بن محمد بن الصبّاغ المكّي المالكي، المتوفى سنة "855 ه" في "الفصول المهمة": 'ولد عليّ عليه السلام بمكة المشرفّة، بداخل البيت الحرام، يوم الجمعة الثالث عشر من شهر اللَّه الأصمّ رجب الفرد، سنة ثلاثين من عام الفيل، قبل الهجرد بثلاث وعشرين سنة، وقيل: بخمس وعشرين سنة.

وقبل المبعث باثني عشرة سنة، وقيل: بعشر سنين.

ولم يولد في البيت الحرام قبله أحدٌ سواه، وهي فضيلة خصّهُ اللَّه تعالى بها إجلالاً له وإعلاء لمرتبته، وإظهاراً لتكرمته'

[الفصول المهمة: 30.]

كما عرفت نقلها كذلك عن العلامة السيد علي خان المدني في "الحدائق الندية" قبيل هذا

[الحدائق الندية: 10.]

والسيد مؤمن بن الحسن بن مؤمن الشَّبلنجي الشافعي في "نور الأبصار" قال: 'ولم يولد في البيت الحرام قبله أحد سواه، قاله ابن الصباغ'

[نور الأبصار: 156.]

ونقل عن "الفصول" هذه مع نسبتها إلى مؤلّفها غيرُ واحد من أثبات أهل السنّة غير هؤلاء، كالسّمهودي في "جواهر العقدين" وبرهان الدين الحلبيّ في "إنسان العيون"

[إنسان العيون: 165.]

وقال شمس الدين أبو المظفر يوسف بن قزأُوغلي الشهير بسبط ابن الجوزي في "تذكرة خواصّ الاُمّة": 'روى أنّ فاطمة بنت أسد كانت تطوف بالبيت وهي حامل بعليّ عليه السلام فضربها الطَلقُ، ففُتِحَ لها باب الكعبة، فدخلت فوضعته فيها.

وكذا حكيم بن حزام ولدته اُمه فيها.

قلت: وقد أخرج لنا أبو نعيم الحافظ حديثاً طويلاً في فضلها.

إلّا أ نّهم قالوا: في إسناده رَوح بن صلاح، ضعّفه ابن عَديّ فلذلك لم نذكره

[قال العسقلاني في لسان الميزان 465:2: رَوح بن صلاح المصري، ضعّفه ابن عدي، وقد ذكره ابن حبّان في الثقات، وقال الحاكم: ثقة مأمون. انتهى.

وقد أخرج المتقي الهندي في كنز العمال 636:13 حديثاً في فضلها عليهاالسلام عن أبي نعيم الحافظ في المعرفة والديلمي، وقال: سنده حسن.]

[تذكرة الخواص: 10.]

عرفت أنّ ولادة حكيم فيها، على تقدير صحّتها، من جملة الصدف والإتفاقات غير القصدية، فليس فيها فضل ما غير تلويث البيت بالمخاض، ويجب تطهيره.

وأين هذه من ولادة أمير المؤمنين عليه السلام الذي فُتح لاُمّه الباب- كما في عبارة السبط نفسه- ولم يُفتح لغيرها، بالرغم من جهدهم في ذلك، كما سبق في أحاديث كثيرة.

أو انشقّ لها جدار البيت فدخلته- كما في أحاديث الشيعة- ولا يعدو ذلك أن يكون الأمر إلهيّاً قصد به التنويه بِشَرَف المولود المبارك الذي شرَّف البيت بولادته فيه.

وقوله: 'فيما رواه ابو نعيم من الرواية المحكوم عليها بالضعف'.

فسياق العبارة يعطي أ نّها في فضل فاطمة بنت أسد فحسب، غير متضمّنة لحديث الميلاد الشريف، فلا يهمنا إذن ضعيفةً كانت هي أو قوية.

وإن كانت تتضمن شيئاً من ذلك فهو غير ضائر لنا، فإنّ مستند السبط في أمر الولادة غيرها، ولو كان مأخوذاً منها لتركه كما تركها لضعفها، فإنّ الضعف إن كان مسقطاً لجميع الرواية عن الاعتبار وموجباً للتحرّج عن إيرادها، فليس للاستناد إلى بعضها مبررٌ يرتضيه عالمٌ يترفّع عن التعويل على الأخبار الضعيفة.

فليس في نقله الحديث 'يروى' بصيغة المجهول أيّ هيعاز إلى الوهن فيه، بعد ما عرفت حال الرجل في خصوص المقام، وهو المعهود منه في غير مورد من هذا الكتاب من إرداف الحديث بنقده، أو تصحيحه، أو حذفه رأساً لضعفه.

وإنّما جاء به كذلك لتكثّر طرقه الموجب للإطناب إذا تصدّى لسردها، ولشهرته المغني عن ذكر الأسانيد.

وإنّما الغرض الإشارة إلى إحدى المسلمات بأوجز بيان.

ومثله من علمائنا ما وقع في عبارة السيد رضي الدين ابن طاوس، المتوفّى سنة "664 ه" في "الإقبال".

قال: 'روي أنّ يوم ثالث عشر رجب كان مولد مولانا عليّ بن أبي طالب عليه السلام في الكعبة قبل النبوة باثنتي عشر سنة'

[الإقبال: 655.]

فالمسند فيه إلى تلك الرواية هو يوم الولادة ثالث عشر رجب الذي وقع الخلاف فيه، لا محلّها المجمع عليه، الذي تضافرت الروايات به وتواترت الأسانيد.

وما كان مثل السّيد ابن طاوس بالذي يخفى عليه جليّة الحال في المقامين، وهو نابغة العلم وبحاثة الحديث، ورواية السير.

وقال أحمد بن منصور الكازروني في "مفتاح الفتوح": 'ولدت فاطمة عليّاً عليه السلام في الكعبة.

ونقل عنها أ نّها كانت إذا أرادت أن تسجد لصنم وعليّ في بطنها لم يمكّنها، ولذا يقال عند ذكر اسمه: 'كرّم اللَّه وجهه' أي كرّم اللَّه وجهه عن أن يسجد لصنم'.

أنا لا أُحاول تصديق الرجل في كل ما يقول غير ما أتيت به من كلامه شاهداً لموضوع الرسالة، فإنّي لا اُصافقه على أنّ فاطمة كانت تسجد للصنم، وإن كان ابنها أكبر وازع عن عبادة الأوثان.

ولو كانت اُجوّز لها تلكم الاُسطورة، لما عداني اليقين بما ذكره من أمر جنينها.

لكنّي اعتقد أنّ كون الإمام سلام اللَّه عليه في بطنها حملاً، وتقدير كونها حاملاً له عليه السلام من اللَّه سبحانه منذ الأزل، كان عاصماً لها عن عبادة الأصنام كبرهان الربّ "العصمة" المانع يوسف عن الزنا.

وهذا هو الذي نعتقده في آباء النبيّ والأئمة عليهم وعليه السلام واُمهاتهم، فهم مبرّءون عمّا يصمهم في دين أو دنيا.

ولهذا البحث مقالٌ ضافٍ لا يسعه المقام، وإنّما المراد هنا فذلكة

[الفذلكة: مجمل ما فُصل وخلاصته. المعجم الوسيط- فذلك- 678:2.] المقام من أ نّا لا نقيم لهاتيك الرواية الساقطة وزناً، وإن وافق راويها في إخراجها ابن حجر في "الصواعق".

ولقد أُسرَّ ناقلها حَسوا في ارتغاء يزيد وقيعة في اُمّ الإمام، كما تحامل على أبيه المقدّس، فحكم بكفره لأمر دبِّرَ بليل، فصبّها في قالب الفضيلة له وتلقّاها الغير في غير ما رويّة.

وأسند عبد الرحمن الجاميّ في "شواهد النبوّة"

[شواهد النبوة: 198، ط. المطبعة الحيدرية- بومباي- سنة "1288 ه".] حديث ولادة الكعبة إلى بعضهم.

غير أ نّه خلط الحابل بالنابل، وجاء بعثرات لا تقال.

فحدّد عام المولد الشريف بالسابعة من عام الفيل، عن الضدّ من ضرورة التاريخ والحديث، وعلم النسب، المثبتة أ نّه في الثلاثين، وشذّ من أرّخه بالثامن والعشرين منه.

ثمّ ذكر على ذلك: أ نّه كان عند بعثة النبي صلى الله عليه و آله ابن خمسة عشر عاماً.

وعليه يجب أن تكون البعثة في الثاني عشر من عام الفيل، أو أن يكون الإمام عندها إبن ثلاثة وثلاثين عاماً.

وكلاهما مخالف للضرورة والإجماع.

وعلى العلّات، فالغرض من نقل ما ذكره الرجل هو ما عزاه إلى البعض من حديث الولادة نفسه، فلا يقصر أن يكون إحدى روايات الباب.

وللجامي رباعية في حديث الولادة، والشعراء تلمح إلى هذه الفضيلة بما يكاد أن يبلغ مبلغ الصراحة.

وقال الشيخ عبد الحقّ بن سيف الدين المحدّث الدهلوي في "مدارج النبوة" ما ترجمته: 'قالوا: إنّه سمّته- يعني الإمام عليه السلام- اُمّهُ فاطمة بنت أسد "حيدرة" موافقة لاسم أبيها أسد، فإنّ حيدرة اسم للأسد، ولمّا جاء أبو طالب كره ذلك، فسمّاه "عليّاً".

وسمّاه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بالصديق كذا في "الرياض النضرة"

[انظر الرياض النضرة 104:3 و 107.]: وكنّاه بأبي الريحانتين.

ولقّبه ب "بيضة البلد" و "الأمين" و "الشريف" و "الهادي" و "المهتدي" و "ذي الاُذن الواعية" و "يعسوب الاُمة".

وقالوا: إنّ ولادته كانت في جوف الكعبة'

[مدارج النبوة 531:2، ط. لول كشور، 1914 م.]

مترجماً من الفارسية.

ولا منافاة بين ما ذكره من أنّ أبا طالب عليه السلام سمّاه عليّاً، وبين ما مرّ من أنّ التسمية كانت من عند اللَّه سبحانه، وأُنهيت إلى أبي طالب بطريق غير عادي.

وقد علمت أن شيخ الأبطح لما بلغه الأمر الإلهي سمّاه "عليّاً" فهي في الظاهر منسوبة إليه.

وأمّا تسرّع فاطمة بالتسمية فلا تصحّ عندي.

والأمير محمد صالح بن عبد اللَّه الكشفيّ التّرمذي الأكبر آبادي، بعد أن ذكر حديث يزيد بن قَعنب السابق ذكره بأسانيد متكرّرة مرسلة له إرسال المسلّم في كتابه "المناقب" نقل عن أبي داود البناكتي أ نّه 'لم يحظَ أحدٌ قبلَ الإمام عليه السلام ولا بعده بشرف الولادة في البيت'

[مناقب مرتضوي: 87، ط. بومباي، سنة "1321 ه".]

مترجماً من الفارسية.

وفي "روائح المصطفى" لصدر الدين أحمد البردوانيّ من متأخري علماء القوم: 'كانت ولادته عليه السلام في جوف الكعبة بعد عام الفيل بثلاثين سنة، يوم الجمعة في الثالث عشر من رجب'

[روائح المصطفى: 10، ط. كانبور، سنة "1302 ه".]

مترجماً من الفارسية.

وفي كتاب "آئينه تصوّف" لشاه محمد حسن الجشتيّ: 'أ نّه عليه السلام ولد في الكعبة في الثامن عشر من رجب، سنة ثلاثين من عام الفيل عند الضحى قبل مبعث البي صلى الله عليه و آله بستّ سنين وستّة أيام'

[آئينه تصوف: 9، ط. لامپور، سنة "1311 ه".]

مترجماً من الهندية.

وفيه من الغرائب تعيينه يوم الولادة بالثامن عشر من رجب، وأغرب منه تحديده الوقت بما قبل البعثة بستّ سنين وستّة أيام.

فإنّ من المتسالم عليه أنّ مولده صلى الله عليه و آله في عام الفيل، وأنّ بعثته على رأس الأربعين من عمره الشريف، فيجب أن تكون ولادة الإمام عليه السلام، وهي بعد الثلاثين من عام الفيل قبل المبعث بعشر سنين.

وفي "مفتاح النجا في مناقب آل العبا" لميرزا محمّد بن رستم معتمد خان الحارثيّ البدخشيّ، بعد تحديد شهر الولادة ويومها من الاسبوع وسنتها بالجمعة في الثالث عشر من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل، وأ نّها بمكّة في البيت الحرام: 'وسمّته اُمّه حيدرة، وسمّاه النبيّ صلى الله عليه و آله عليّاً، فرضي أبواه بذلك، ولم يولد في البيت الحرام أحدٌ سواه، قبله ولا بعده، وهي فضيلة خصّه اللَّه بها'.

وفي "كفاية الطالب لمناقب علي بن أبي طالب" للعلّامة الشيخ محمد حبيب اللَّه الشنقيطي المدرّس بالأهزر- بعد التزامه فيه بشدّة التحرّز من أحاديث الروافض المكذوبة، فيما زعمه، لأنّ الإمام عليه السلام في غنىً عنها لكثرة ما ثبت في السنّة من أحاديث فضائله-.

وأرسل إرسال المسلّم: أنّ من مناقبه- كرّم اللَّه وجهه-، أ نّه ولد في داخل الكعبة، ولم يعرف ذلك لأحدٍ غيره، إلّا حكيم بن حزام رضى الله عنه.

ففي "شرح الشفا" للشيخ عليّ القاري، بعد أن قال في حكيم بن حزام: 'ولا يعرف أحدٌ ولد في الكعبة غيره على الأشهر' ما نصّه: 'وفي "مستدرك الحاكم" أنّ عليّ بن أبي طالب- كرّم اللَّه وجهه- أيضاً ولد في داخل الكعبة'

[كفاية الطالب: 25 و 37، وشرح الشفا 151:1، طبع الآستانة، والمستدرك 483:3.]

ليت القارى ء لم يسحب ذيل أمانته على كلمة الحاكم الموجودة في "المستدرك" التي أسلفنا إثباتها عند إثبات تواتر هذا الحديث.

وليته ذكر قوله: 'تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في جوف الكعبة'.

ليت! وهل ينفع شيئاً ليتُ

[مأخوذ من بيت لرؤية من العجّاج، عجزه: ليت شباباً بوعَ فاشتريت.]؟ عذرته.

فهو حين رمى القول على عواهنه في ولادة حكيم بن حزام بإسناده إلى الأشهر- المستخرج من علبة مخيلته- لم يكن يسعه المصارحة بأنّ خلافه ممّا تواترت به الأخبار.

فلا أقل من التكافؤ بأن يكون كلّ منهما مشهوراً، فكان الأحفظ لسمعته والأستر لَمينِه

[المين: الكذب. لسان العرب- مين- 425:13.]، أن يمسخ كلمة الإمام الحاكم إلى رأيت، وكان من المحتمل القريب أن لا يناقشه أحدٌ الحساب.

لكن الحقيقة لابدّ وأن تبرز نفسها.

/ 48