ولید الکعبة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ولید الکعبة - نسخه متنی

السیّد محمدرضا الحسینی الجلالی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


حديث الولادة والنسّابون


انظراً للأهميّة الكبيرة التي يمتاز بها النسّابون في معرفة فنّهم 'النسب وأخباره' نرى شيخنا قد أفرد لهم باباً خاصّاً في هذه المسألة مبيّناً مدى أهمية خبرتهم ووظيفتهم في هذا الموضوع، متعرّضاً لبعض أقوالهم في خصوص ولادة الإمام علي عليه السلام. فنصوصهم فيها من الحجج القويمة على إثباتها، ولهم قضاء فصل فيها وحكم عدل.

ومن هؤلاء النسّابة:

العمري في "المجدي": وولدت- يعني فاطمة بنت أسد- عليّاً عليه السلام في الكعبة، وما وُلِدَ قبله أحد فيها

[المجدي: 11.]

جمال الدين الداودي الحسني "ت 828 ه" في "عمدة الطالب": ذكر أنّ الولادة كانت في الكعبة، ونفى أن يكون أحد وُلِدَ في البيت سواه قبله وبعده، إكراماً له من اللَّه عزّ وجل

[عمدة الطالب: 58.]

العلامة السيّد محمّد الحسيني النجفي في "المشجّر الكشاف لأُصول السادة الأشراف": وُلِدَ علي بمكّة ثمّ قال: 'ولم يولد قبلَه ولا بعدَه مولود في بيت اللَّه الحرام سواه'.

ومثلهم النسّابة أبو عبد اللَّه الراضي صاحب "مناهل الضرب في أنساب العرب".

وهناك اُرجوزة للنسّابة أبي صالح النباطيّ النجفي "ت 1183 ه":

مولدُه الجمعةُ يومَ السابعِ++

في شهر شَعبان ببيت الصانعِ

حديث الولادة والمؤرّخون


إن السابر زُبر التأريخ وحوادثه يجد هذا الحديث- والكلام للشيخ- من أثبت ما تعرّض له مؤلّفوها، وقد أثبتوه مخبتين به، مذعنين بحقيقته، ومنهم من نصّ بصحّته عندهم جميعاً.

وقد اختار الشيخ من هؤلاء المؤرّخين جمعاً وصفهم بالبراعة في فنّهم وقدرتهم على الوقوف على المختلف فيه والمتّفق عليه. وإن تعرّضت بحوث هذا الكتاب لمثل أقوال هؤلاء المؤرّخين أو بما يربو عليها أو يقاربها، ومع هذا نقرأ لبعضهم:

المؤرّخ محمّد خاوند شاه في "روضة الصفا"، قال: 'كانت ولادته عليه السلام في رواية يوم الجمعة في الثالث عشر من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل، وكان ميلاده عليه السلام في جوف الكعبة، فإنّ اُمّه كانت تطوف بالبيت، أو أنّ المشيئة الإلهية أجاءتها إلى فنائه، وكانت في أوّل الطلق، فكانت ولادته فيها، ولم تتح هذه السعادة لأيّ أحد منذ بدء الخليقة إلى الغاية. وإن لصحّة هذا الخبر بين المؤرّخين المتحفّظين على الفضائل صيتاً لا تشوبه شبهة، وتجاوز عن أن يصحبه الشكّ والترديد'

[روضة الصفا، مترجماً من الفارسية وملخصاً.]

والرجل مع ذلك- كما يقول الشيخ- يصافق مَن تقدّمه على أ نّها ممّا اختصّ بها أمير المؤمنين عليه السلام ولا يشاركه فيها أيّ أحد.

ولا ريب في ذلك غير أنّ أعداء آل البيت النبوي افتعلوا حديث حكيم بن حزام فتّاً في عضد هذه الفضيلة، لكن المنقّبين من الفريقين لم يأبهوا به، وبذلك تعرف قيمة ما هملج به القاضي روزبهان من أنّ ذلك مشهور بين الشيعة ولم يصحّحه علماء التاريخ، بل عند أهل التواريخ أنّ حكيم بن حزام ولد في الكعبة ولم يولد فيه غيره... إلى آخره.

وستجد نصوص التاريخ بذلك، وعرفت ردّ الحاكم النيسابوري على من حصر ولادة البيت بحكيم، وذكر تواتر النقل بولادة أمير المؤمنين عليه السلام فيه.

ومرّ أيضاً رواية أساطين أهل السنّة، ولذلك ما يتلوه:

المسعودي وهو الحجّة عند الفريقين يقول في "مروج الذهب" عند ذكر خلافة أمير المؤمنين عليه السلام مثبتاً هذه الحقيقة، جازماً بها من غير ترديد، قال: 'وكان مولده في الكعبة'

[مروج الذهب 349:2.]

وقد احتجّ بكتابه هذا الموافق والمخالف وهو من المصادر الموثوقة وقد راعى فيه- والقول للمولف- جانب التقيّة بما يسعه، بتأليفه على نسق كتب أهل السنّة وما يرتضونه من رواياتهم، حتّى حسبه بعض من لم يرَ من كتبه غيره أ نّه منهم.

فهل من السائغ إذن أن يذكر في كتاب هذا شأنه غير الثابت المتسالم عليه عند الاُمّة جمعاء، لا سيّما في مثل المقام الذي يكثر فيه بطبع الحال ورطات القالة؟

وذكر في كتابه الآخر "إثبات الوصية":

'وروي أنّ فاطمة بنت أسد كانت تطوف بالبيت، فجاءها المخاض وهي في الطواف، فلمّا اشتدّ بها دخلت الكعبة، فولدته في جوف البيت، وما وُلِدَ في الكعبة قبلَه ولا بعدَه غيره'

[إثبات الوصية: 111.]

و "إثبات الوصيّة" من أنفس كتب الإمامية، وليس من الجائز أن يحتجّ ويتبجّح فيه بما لا يقرّ به الخصم، ولا تذعن به اُمّته، ثمّ يقول بكلّ صراحة: 'وما ولد...' وبمشهد منه ومسمع ما تحذلقوا به من أمر حكيم بن حزام!! غير أنّ المؤرّخ لا يقيم له وزناً.

وذكر حمد اللَّه المستوفي "ت 750 ه" في "تاريخ گزيده": 'أنّ مولده عليه السلام كان سنة ثلاثين من عام الفيل، وكان في الكعبة حيث كانت اُمّه في الطواف فبان عليها أثر الطَلق، فأشارت إلى البيت ووضعته في جوفه'

[تاريخ گزيده "فارسي": 192 مترجماً وملخصاً.]

محمّد بن طلحة الشافعي في "مطالب السؤول" وقيل: 'ولد في الكعبة، البيت الحرام'

[مطالب السؤول: 11.]

ولا نكترث بإسناد ولادة البيت إلى القيل، بعد قول الحاكم بتواترها، وقول الآلوسي باشتهارها في الدنيا.

المؤرّخ نشانجيّ في "مرآة الكائنات": 'أ نّه عليه السلام وُلِدَ ولرسول اللَّه صلى الله عليه و آله ثلاثون سنة، كانت اُمّه فاطمة زائرة البيت فولدته فيه لحكمة للَّه سبحانه فيه، ولم يرزق هذا غيره وغير حكيم بن حزام'.

[مرآة الكائنات 383:1.] حيث عدّ ولادته عليه السلام من حكم اللَّه سبحانه.

عبد الحميد خان الدهلوي في "سير الخلفاء" نقل عن غير واحد من المؤرّخين، أ نّه 'ولد في مكّة المكرّمة، ولم يتولّد أحد قبله في حصار البيت...'

[سير الخلفاء: 208 مترجماً من الهندية وملخّصاً.]

المؤرّخ والمحدّث القمي في "تاريخ قم" سنة "378 ه": 'إنّ ولادة أمير المؤمنين عليه السلام في الكعبة...'

[تاريخ قم: 191.]

وقال السيّد علي جلال الحسيني المؤرّخ المصريّ في كتابه "الحسين عليه السلام": 'أ نّه |الإمام عليّ عليه السلام| وُلِدَ بمكّة في البيت الحرام، يوم الجمعة الثالث عشر من رجب، سنة ثلاثين من عام الفيل...'

[كتاب الحسين عليه السلام 16:1.]

أحمد الغفاري القزويني من مؤرّخي القرن العاشر ذكر في "تاريخ نگارستان" أ نّه عليه السلام وُلِدَ في جوف الكعبة

[تاريخ نگارستان: 10، وانظر بشأنه كشف الظنون 1976:2، والذريعة 308:24.]

المؤرّخ الشروانيّ ذكر أ نّه عليه السلام وُلِدَ في جوف الكعبة وأنّ غيره لم يولد هناك

[روضة الصفا الجزء العاشر مترجماً من الفارسية وملخّصاً كتاب جاماسب: 51.]

الكاشفي ذكر حديث بن قعنب في "روضة الشهداء" عن "بشارة المصطفى".

الإمام البناكتي أ نّه 'لم يولد أحد قبلَه ولا بعدَه في البيت'.

[روضة الشهداء: 146.]

عبد المسيح الأنطاكي صاحب مجلّة "العمران" المصرية، ونحن نقتبس طاقة من خمسة آلاف بيت نظمها في حياة أمير المؤمنين عليه السلام:

في رَحبة الكعبة الزهرا قد انبثقت++

أنوارُ طفل وضاءت في مَغانيها

واستبشرَ الناسُ في زاهي ولادته++

قالوا: السُّعودُ له لابدَّ لاقيها

قالوا ابنُ مَن؟ فأُجيبوا إنّه ولدٌ++

من نسل هاشم من أسمى ذَراريها

هنّوا أبا طالبِ الجوّاد والدَهُ++

والأُمَّ فاطمةٌ هُبُّوا نُهنّيها

إنّ الرضيعَ الذي شام

[شام: تطلع، انظر 'لسان العرب- شيم- 329:12. '] الضياء ببي++

-تِ اللَّه عزّتُهُ لا عزَّ يَحكيها

أ مّا الوليدُ فلاقى الأرض مُبتسماً++

فما رغا رَهَباً ما كان خاشيها

وعام مولده العام الذي بدأت++

بشائرُ الوحي تأتي من أعاليها

فيه الحجارةُ والأشجار قد هتفت++

للمُصطفى وهو رائيها وصاغيها

وإذ درى المصطفى فيه ولادةَ مو++

لانا العَليّ غدا بالبُشر يُطريها

وباتَ مُستبشراً بالطفلِ قال به++

لنا من النِعَمِ الزَهراء ضافيها

ثمّ راح الأنطاكي يقول: 'كانت ولادة سيّدنا ومولانا أمير المؤمنين في العام الثلاثين لولادة المصطفى- عليهما وعلى آلهما الصلاة والسلام- على ما حقّق المحقّقون، فتكون ولادته الشريفة حول سنة ستة مائة وواحد مسيحيّة، ومن بشائر سعده- عليه صلوات اللَّه- أ نّه وُلِدَ في الكعبة كرّمها اللَّه، ولدته اُمّه فيها فاستبشر بذلك أبوه وعمومته.

وعند ولادته الشريفة- والكلام ما زال للناظم الأنطاكي- دعته اُمّه: حيدرة، ومعنى هذه الكلمة: الأسد، فكأ نّها أرادت أن تسمّيه باسم أبيها، فلمّا وقعَ نظرُ أبيه أبي طالب عليه توسّم بملامحه العلاء، ودعاه عليّاً. وقد صدّقت الأيّام فراسته، فكان عليه صلوات اللَّه عليّاً في الدنيا والآخرة.

وعام وُلِدَ سيّدنا أمير المؤمنين- عليه صلوات اللَّه- هو العام المبارك الذي بدى ء فيه برسول اللَّه صلى الله عليه و آله فأخذ يسمعُ الهُتاف من الأحجار والأشجار ومن السماء، وكشف عن بصره فشاهد أنواراً وأشخاصاً. وفي هذا العام ابتدأ بالتبتّل والانقطاع والعزلة في جبل حِراء، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يتيمّنُ بذلك العام وبولادة سيّدنا عليّ- عليهما وعلى آلهما الصلاة والسلام- وكان يسمّيه: سنة الخير، وسنة البركة. وقال المصطفى صلى الله عليه و آله لأهله عندما بلغته بشرى ولادة المرتضى: 'لقد وُلِدَ لنا الليلة مولودٌ، يفتحُ اللَّه علينا به أبواباً كثيرةً من النعمة والرحمة'. وكان قوله هذا أوّل نُبوّته، فإنّ المرتضى- عليه صلوات اللَّه- كان ناصره، والحامي عنه، وكاشف الغمّاء عن وجهه، وبسيفه ثبت الإسلامُ، ورسخت دعائمُه وتمهّدت قواعدُه'.

[القصيدة العلوية: 61، وهذه القصيدة تشتمل على 5595 بيتاً، وانظر الذريعة 120:17، والأعلام "للزركلي" 297:4.] وقد ضمّن قصيدته كلّ ذلك وغيره من حياة الإمام عليه السلام.

العلّامة السيّد محمّد الطباطبائي في الرسالة الموضوعة لتأريخ مواليد أئمّة الدين عليهم السلام ووفياتهم: أ نّه عليه السلام 'ولد بمكّة في جوف الكعبة، ولم يولد قبلَه ولا بعدَه أحد فيه سواه، إكراماً له من اللَّه جلّ اسمه بذلك...'.

السيّد أبو جعفر الحسيني في شرح قصيدة أبي فراس الحمداني، تعيين يوم ولادته بالجمعة... ومحلّها بالكعبة

[شرح الشافية: 15.]

قال الكفعمي في "المصباح": '... وُلِدَ عليّ بن أبي طالب عليه السلام في الكعبة...'

[مصباح الكفعمي: 512.]

شيخ الإسلام الزنوزيّ في "بحر العلوم": 'أنّ محلّ ولادته عليه السلام الكعبة'.

النخجوانيّ في "تجارب السلف في تواريخ الخلفاء ووزرائهم"، فرغ منه سنة "724 ه": 'أنّ علياً عليه السلام وُلِدَ في الكعبة، وسمّاه النبيّ صلى الله عليه و آله علياً، وكنّاه بأبي تراب'

[تجارب السلف: 37، ط. طهران، سنة 1313 ش، مترجماً من الفارسية.]

قال الحلبيّ في سيرته "إنسان العيون": 'إنّه عليه السلام وُلِدَ في الكعبة...'.

ثمّ قال: 'وقيل، الذي وُلِدَ في الكعبة حكيم بن حزام، قال بعضهم: لا مانع من ولادة كليهما في الكعبة، لكن في "النور" حكيم بن حزام ولد في الكعبة، ولا يعرف ذلك لغيره، وأ مّا ما روي أنّ عليّاً عليه السلام ولد فيها، فضعيف عند العلماء'

[إنسان العيون 165:1.]

وأنت تجد من سياق العبارة- وهذا القول للشيخ- أنّ المعتمد عند الرجل هو ولادة الإمام عليه السلام في الكعبة، ولذلك ذكرها أوّلاً مرسلاً إيّاها إرسال المسلّم، ثمّ عزا ولادة حكيم بن حزام فيها إلى القيل إيعازاً إلى وهنه، ولذلك أردفه بجواب البعض عنه، لكنّه وجد لصاحب "النور" كلمة لم يرقه الإغضاء عنها بما هو مؤرّخ، أخذ على عاتقه إثبات المقول في كلّ باب، وإذ لم يجد جواباً عنها لغيره لم يشفعها به، واكتفى هو بما ذكرناه من اعتماده على حديث الولادة عن أن يردّ كلمة الرجل، لأ نّه مؤرّخ لا مُنقّب.

/ 48