ولید الکعبة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ولید الکعبة - نسخه متنی

السیّد محمدرضا الحسینی الجلالی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


روايتا المستدرك


الرواية الاُولى: سمعت أبا الفضل الحسن بن يعقوب يقول: سمعت أبا أحمد محمّد بن عبد الوهّاب يقول: سمعت علي بن غنام العامري يقول: ولد حكيم بن حزام في جوف الكعبة، دخلت اُمّه الكعبة فمخضت فيها فولدت في البيت

___________________________________

المستدرك 549:3 /6041 /1639.]

الرواية الثانية: أخبرنا أبو بكر بن أحمد بن بالعرية، ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، ثنا مصعب بن عبد اللَّه فذكر نسب حكيم بن حزام وزاد فيه: واُمّه فاختة بنت زهير بن أسد بن عبد العزى، وكانت ولدت حكيماً في الكعبة وهي حامل فضربها المخاض وهي في جوف الكعبة، فولدت فيها فحملت في نطع وغسل ما كان تحتها من الثياب عند حوض زمزم ولم يولد قبلَه ولا بعدَه في الكعبة أحد.

هذه العبارة الأخيرة لم ترد في الروايتين السابقتين فهي إضافة منه، وليس هذا غريباً عليه ولم يكن هذا منه بلا قصد ولا هدف فهو يعرف جيّداً ماذا يقصد بهذا النفي 'ولم يولد قبلَه ولا بعدَه في الكعبة أحد'، وكيف يعذر وهو يعرف جيّداً تواتر خبر ولادة علي عليه السلام في الكعبة ولم يكن جاهلاً به أو غافلاً عنه. وإنّما هي 'شنشنة أعرفها من أخزم' حقّاً إنّه حقد موروث وبغض مستحكم ضد عليّ عليه السلام توارثته هذه العائلة من يوم الناكثين، يقول الإمام علي عليه السلام: 'وما زال الزبير منّا حتى ولد له عبد اللَّه ابنه'.

فأراد أن ينفي هذه الكرامة لعليّ عليه السلام ولم يرض بأن تبقى الرواية 'ولادة حكيم' كما رواها غيره وإن كانت أيضاً لا تخلو من الضعف والإرسال، فأضاف عليها ما سوّلت له نفسه.

وبعد ذكر الحاكم النيسابوري لها قال: وهَمَ مصعب في الحرف الأخير.

أقول: وقد عرفت حال الرواية وما تعانيه من ضعف وانقطاع.

وقد يفهم من قول الحاكم هذا: 'وهم' أنّ مصعباً أصاب في كلامه الأول حول ولادة حكيم في الكعبة، إلّا أنّ هذا نفاه الحاكم في كلام آخر له في كفاية الطالب للكنجي الشافعي.

ثمّ راح يعزّز بشكل قاطع ردّه هذا بقوله: فقد تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم اللَّه وجهه في جوف الكعبة

___________________________________

المستدرك 550:3 /6044 /1642.]

علماً بأنّ حكيم بن حزام- وكما قلنا- لم يكن شخصاً مجهولاً في الجاهلية وغير معروف في الإسلام مع هذا لم يذكر هذه الفضيلة لنفسه يوماً ولم تُذكر عنه بل ولم يذكرها أحدٌ له على الإطلاق حتّى رواها كلّ من مصعب بن عثمان بن عروة بن الزبير ومصعب بن عبد اللَّه، بعد أكثر من 200 سنة أي في القرن الثالث الهجري.

إنّ أوّل كتاب ذكرت فيه ولادة حكيم هو "جمهرة النسب" لابن الكلبي، والكلبي وإن ورد فيه أ نّه متروك الحديث، وأ نّه غير ثقة وأ نّه يروي العجائب والأخبار التي لا اُصول لها

___________________________________

اُنظر سير أعلام النبلاء والأنساب وجمهرة النسب.]

إلّا أ نّه ورد فيه مدح كثير، وأن مبعث ما ذكر من مطاعن واتّهامات أنّ الرجل كان شيعيّاً لا غير.

وأمّا كتابه جمهرة النسب فقد تعرّض لإضافات كثيرة يعود سببها إلى أنّ أبا سعيد السكّري راوي الكتاب لم ينجُ من الاتّهام بأ نّه كان وراءها. فالدكتور ناجي حسن الذي يذكر في مقدّمة تحقيقه لجمهرة النسب: 'لقد وصلتنا جمهرة النسب لابن الكلبي برواية أبي سعيد السكري عن محمّد بن حبيب عن ابن الكلبي، ومع ذلك ظهرت فيه إضافات واضحة وزيادات وتعليقات بيّنة لم ترد في أصل الجمهرة بل أضافها الرواة والنسّاخ. ولا يستبعد أن يكون أبو سعيد السكري هو نفسه الذي قام بهذا العمل حين وجد لديه فيضاً من الأخبار ذات الصلة بالأنساب'

___________________________________

مقدّمة جمهرة النسب.]

أمّا الرواية الاُخرى التي يذكرها النيسابوري فهي عن علي بن عثام العامري كما هو اسمه في سير أعلام النبلاء ويبدو أ نّه حرّف من عثام إلى غنام عند النيسابوري. ولو كانت روايته هذه محل اعتماد لما تغاضى عنها الذهبي في سيره وهو المعروف بموقفه المضاد لمن يذكر مناقب لعليّ عليه السلام. وهذا يكفي في أ نّها من الضعف والهزال ما جعل الذهبي يتجاهلها.

وهناك رواية شاذة ذكرها الأزرقي في أخبار مكّة: حدّثني محمّد بن يحيى، حدّثنا عبد العزيز بن عمران، عن عبد اللَّه بن أبي سليمان عن أبيه أنّ فاختة بنت زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى- وهي اُمّ حكيم بن حزام- دخلت الكعبة وهي حامل، فأدركها المخاض فيها، فولدت حكيماً في الكعبة، فحملت في نطع وأُخذ ما تحت مثبرها "موضع الولادة" فغسل عند حوض زمزم، وأخذت ثيابها التي ولدت فيها فجعلت لقىً

___________________________________

أخبار مكة "للأزرقي" 174:1.]

فأوّلاً: أنّ محمّد بن يحيى كما في كتاب الجرح والتعديل للرازي قال: سألت أبي عنه فقال: كان رجلاً صالحاً وكانت به غفلة، رأيت عنده حديثاً موضوعاً. توفي سنة "243 ه"

___________________________________

تذكرة الحفّاظ 501:2، والجرح والتعديل 124/8، وسير أعلام النبلاء 96:12.]

أ مّا: عبد العزيز بن عمران فيقول عنه البخاري: إنّه لا يكتب حديثه، منكر الحديث، وقال عنه النسائي: متروك الحديث، وقال عنه الرازي: متروك الحديث، ضعيف الحديث، منكر الحديث جدّاً، وقال محمّد بن يحيى الذهلي النيسابوري: عليّ بدنة إن حدّثت عن عبد العزيز بن عمران حديثاً

___________________________________

التاريخ الكبير 29:6، والتاريخ الصغير 234:2، والجرح والتعديل 390:5، وتاريخ بغداد 441:10، وتهذيب التهذيب 351:6، وميزان الاعتدال 632:2.]

هذا مضافاً إلى أن الأزرقي في نفسه محل كلام حيث لم أعثر على شي ء يدلّ على توثيقه وأمامك حياته في كتابه أخبار مكّة.

والمتحصّل من هذا المختصر ومن غيره أنّ رواية ولادة حكيم إن لم نقل بسقوطها فهي غير معتبرة عند كثير من المحدّثين والمؤرّخين، بل نفاها جمع منهم بنفيهم ولادة غير أمير المؤمنين عليه السلام كما سنرى في مضامين هذا الكتاب

___________________________________

من المصادر التي اعتمدتها في هذه المقدمة المختصرة مقالة قيّمة ونافعة للأُستاذ شاكر شبع "الولادة في الكعبة المعظّمة" نشرت في مجلة تراثنا العدد 26، وطبعت في هذه المجموعة برقم "5".]

فصول الكتاب


/ 48