ولید الکعبة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ولید الکعبة - نسخه متنی

السیّد محمدرضا الحسینی الجلالی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


همزيّة التميميّ


غايَةُ المَدْحِ فِي عُلاكَ ابْتِداءُ++

لَيْتَ شِعْرِيْ ما تَصْنَعُ الشُعَراءُ؟

يا أَخَاالمُصْطَفَى وَخَيْرَ ابْنِ عَمٍّ++

وَأمِيْرٍ إِنْ عُدَّتِ الاُمَراءُ

ما نَرَى ما اسْتَطالَ إلّا تَناهَى++

وَمَعالِيْكَ مالَهُنَّ انْتِهاءُ

فَلَكٌ دائِرٌ إذا غَابَ جُزْءٌ++

مِنْ نواحِيْهِ أَشْرَقَتْ أَجْزاءُ

أَوْ كَبَدْرٍ ما يَعْتِرَيْهِ خَفاءٌ++

مِنْ غَمامٍ إِلّا عَراهُ انْجِلاءُ

يَحْذَرُ البَحْرُ صَوْلَةَ الجَزْرِ لكِنْ++

غَارَةُ المَدِّ غارَةٌ شَعْوَاءُ

رُبّما رَمْلُ عالِجٍ يَوْمَ يُحْصَى

[في الأعيان والمعادن والأنوار: ربّما عالجٌ من الرمْل يُحْصى.]++

لَمْ يَضِقْ فِي رِمالِهِ الإحْصاءُ

وَتَضِيْقُ الأَرْقامُ عَنْ مُعْجِزاتٍ

[في طبعة بغداد والأنوار: خارِقاتٍ.]++

لَكَ يامَنْ إِلَيْهِ رُدّتْ ذُكاءُ

[هذا البيت لم يرد في الأعيان.]

يا صِراطَاًإِلى الهُدَىمُسْتَقِيماً++

وَبِهِ جاءَ لِلِصُدُوْرِ الشِفاءُ

[في طبعة بغداد: شفاءُ.]

بُنِيَ الدِيْنُ فَاسْتَقامَ وَلَوْلا++

ضَرْبُ ماضِيْكَ مَا اسْتقامَ الِبناءُ

أَنْتَ لِلْحَقِّ سُلَّمٌ مالِراقٍ++

يَتَأَتَّى بِغَيْرِهِ الإِرْتِقاءُ

أَنْتَ هارُوْنُ وَالكَلِيْمُ مَحَلّاً++

مِنْ نَبِيٍّ سَمَتْ بِهِ الأَنْبِياءُ

[الأبيات "12-20" لم ترد في الأعيان.]

أَنْتَ ثانِي ذَوِي الكِسا وَلَعَمْرِيْ++

أَشْرَفُ الخَلْقِ مَنْ حَواهُ الكِساءُ

وَلَقَدْ كُنْتَ وَالسَماءُ دُخَانٌ++

مابِها فَرْقَدٌ وَلا جَوْزاءُ

فِي دُجَى بَحْرِ قُدْرَةٍ بَيْنَ بُرْدَيْ++

صَدَفٍ فِيْهِ لِلْوُجُوْدِ الضِياءُ

لَا الخَلا يَوْمَذاكَ فِيْهِ

[في غير المطبوعة ببغداد: فيها.] خَلاءٌ++

فَيُسَمَّى وَلَا المَلاءُ مَلاءُ

قالَ زُوْرَاً مَنْ قالَ: ذلِكَ زُوْرٌ++

وَافْتَرَى مَنْ يَقُوْلُ: ذَاكَ افْتِراءُ

آيَةٌ فِي القَدِيْمِ صُنْعُ قَدِيْمٍ++

قَاهِرٍ قَادِرٍ عَلَى ما

[في طبع بغداد والأنوار: من.] يَشاءُ

نَبَأٌ- وَالعَظِيْمُ قالَ- عَظِيْمٌ++

وَيْلَ قَوْمٍ لَمْ تُغْنِها الأَنْباءُ

[المطبوع في الباقيات: الأنبياءُ.]

لَمْ تَكُنْ فِي العُمْوْمِ مِنْ عالَمِ الذَرْ++

رِ وَتَنْهَى عن العُمُوْمِ النُهاءُ

مَعْدِنُ الناسِ كُلِّها الأَرْضُ لكِنْ++

أَنْتَ مِنْ جَوْهَرٍ وَهُمْ حَصْباءُ

شَبَهُ الشِكْلِ لَيْسَ يَقْضِي التَساوِي++

إِنَّما فِي الحَقائِقِ الإِسْتَواءُ

لَا تُفِيْدُ الثَرَى حُرُوْفُ الثُرَيَّا++

رِفْعَةً أَوْ يَعُمُّهُ اسْتِعْلاءُ

[الأبيات "23-29" ليست في الأعيان.]

شَمِلَ الرُوْحَ مِنْ نَسِيْمِكَ رَوْحٌ++

حِيْنَ مِنْ رَبِّهِ أَتاهُ النِداءُ

قائِلاً: 'مَنْ أَنا' فَرَوَّى قَلِيْلاً++

وَهُوَ لَوْلاكَ فاتَهُ الإِهْتِداءُ

لَكَ إِسْمٌ رَآهُ خَيْرُ البَرايا++

مُذْ تَدَلَّى وَضَمَّهُ الإِسْراءُ

خُطَّ مَعْ إِسْمِهِ عَلَى العَرْشِ قِدْمَاً++

فِي زَمانٍ لَمْ تُعْرَضِ الأَسْماءُ

ثُمَّ لاحَ الصَباحُ مِنْ غَيْرِ شَكٍّ++

وَبَدا سِرُّها وَبانَ الخَفاءُ

وَبَرَا اللَّهُ آدَمَاً مِنْ تُرابٍ++

ثُمَّ كانَتْ مِنْ آدَمٍ حَوَّاءُ

[إلى هُنا ينتهي المطبوع في بغداد والأنوار وكذا المخمّس في عمل الشاعر عبدالباقي العمري والغزوات، وباقي القصيدة منقول من الأعيان فقط.]

شَرَّفَ اللَّهُ فِيْكَ صُلْبَاً فَصُلْبَاً++

أَزْكياءً نَمَتْهمُ أَزْكِياءُ

فَكَأَنَّ الأَصْلابَ كانَتْ بُرُوْجَاً++

وَمِنَ الشَمْسِ عَمَّهُنَّ البَهاءُ

لَمْ تَلِدْ هاشِمِيَّةٌ هاشِمِيَّاً++

كَعَلِيٍّ وَكُلُّهُمْ نُجَباءُ

وَضَعَتْهُ بِبَطْنِ أَوَّلِ بَيْتٍ++

ذاكَ بَيْتٌ بِفَخْرِهِ الإِكْتِفاءُ

أُمِرَ الناسُ بِالمَوَدَّةَ لكِنْ++

مِنْهُمُ أَحَسَنُوا وَمِنْهُمْ أَساءُوا

يَابْنِ عَمِّ النَبِيِّ لَيْسَ وِدادِيْ++

بِوِدادٍ يَكُونُ فِيْهِ الرِياءُ

فَالوَرَى فِيْكَ بَيْنَ غالٍ وَقالٍ++

وَمُوالٍ وَذُو الصَوابِ الوِلاءُ

وَوِلائِي إِنْ بُحْتُ فِيْهِ بِشَيْ ءٍ++

فِبِنَفْسِيْ تَخَلَّفَتْ أَشْياءُ

أَتَّقِي مُلْحِدَاً وَأَخْشَى عَدُوَّاً++

يَتمارَى وَمَذْهَبِي الإِتِّقاءُ

وَفِرارَاً لِنِسْبَةٍ لِغُلُوٍّ++

إِنَّمَا الكُفْرُ وَالغُلُوُّ سَواءُ

ذا مَبِيْتِ الفِراشِ يَوْمَ قُرَيْشٌ++

كَفَراشٍ وَأَنْتَ فِيْهِ ضِياءُ

فَكَأَنِّي أَرَى الصَنادِيْدَ مِنْهُمْ++

وَبِأَيْدِيْهِمُ سُيُوْفٌ ظِماءُ

صادِياتٌ إِلى دَمٍ هُوَ لِلْمَا++

ءِ طَهُوْرٌ لَوْ غَيَّرَتْهُ الدِماءُ

دَمِ مَنْ سَادَ فِي الأَنامِ جَمِيْعَاً++

وَلَدَيْهِ أَحْرارُها أَدْعِياءُ

قَصُرَتْ مُذْ رَأَوْكَ مَنِهُمْ خُطاهُمْ++

وَلَدَيْهِمْ قَد اسْتَبانَ الخَطاءُ

شَكَرَ اللَّهُ مِنْكَ سَعْيَاً عَظِيَْماً++

قَصُرَتْ عَنْ بُلُوْغِهِ الأَتْقِياءُ

عَمِيَتْ أَعْيُنٌ عَنِ الرُشْدِ مِنْهُمْ++

وَبِذاتِ الفِقارِ زالَ العَماءُ

يَسْتَغِيْثُوْنَ فِي يَغُوْثٍ إِلى أَنْ++

مِنْكَ قَدْ حَلَّ فِي يَغُوْثَ القَضاءُ

لَكَ طَوْلٌ عَلَى قُرَيْشٍ بِيَوْمٍ++

فِيْهِ طُوْلٌ وَرِيْحُهُ نَكْباءُ

كَمْ رِجالٍ أطْلَقْتَهُمْ بَعْدَ أَسْرٍ++

أشْنَعَ الأَسْرِ إِنَّهُمْ طُلَقاءُ

يَرْدَعُ الخَصْمَ شاهِدانِ: حُنَيْنٌ++

بَعْدَ بَدْرٍ، لَوْ قالَ: هَذا ادِّعاءُ

إِنَّ يَوْمَ النَفِيْرِ والعِيْرِ يَوْمٌ++

هَوَ فِي الدَهْرِ رايَةٌ وَلِواءُ

سَلْ وَلِيْدَاً وَعُتْبَةً ما دَعاهُمْ++

لِفِناءٍ عَدا عَلَيْهِ الفَناءُ

لا تَسَلْ شَيْبَةً فَقَدْ أَسْكَرَتْهُ++

نَشْوَةٌ كَرْمُها القَنا وَالظُباءُ

قَدْ دَعَوا لِلنِزالِ أَنْصارَ صِدْقٍ++

زانَ فِيْهِمْ عِفافُهُمْ وَالحَياءُ

بَرَزَ الأَوْسُ فِيْهِمُ فَأَجابُوا++

- لا حَياءً-: لِتَبْرُزِ الأَكْفاءُ

ثُمَّ أَسْكَنْتَهُمْ بِقَعْرِ قَلِيْبٍ++

بَعْدَما عَنْهُمُ يَضِيْقُ الفَضاءُ

وَحُنَيْنٌ وَقَدْ شَكَتْ ثِقْلَ حَمْلٍ++

مُذْ وَطاها حُسامُكَ الغَيْراءُ

حَلَّ فِي بَطْنِها مِنَ الشِرْكِ رَهْطٌ++

حارَبُوا المُصْطَفَى وَبِالإِثْمِ باءُوا

لَيْسَ إلّا مَخاضُها يَوْمَ حَشْرٍ++

يَوْمَ لَمْ تَعْرِفِ المخاضَ النِساءُ

أُحُدٌ قَدْ أَرَتْكَ أَثْبَتَ مِنْهُمْ++

يَوْمَ ضاقَتْ مِنَ القَنَا البَيْداءُ

يَوْمَ حاصَتْ لُيُوْثُ قَحْطانَ رُعْبَاً++

وَبَلاءُ الأصْحابِ ذاكَ البَلاءُ

وَخَبَتْ جَمْرَةٌ لِعَبْدِ مُنافٍ++

صَحَّ مِنْ حَرِّها الهُدَى وَالسَناءُ

لَسْتُ أَنْسَى إِذا نَسِيْتُ الرَزايا++

كَبِدَاً فَلْذُهُ لِهِنْدٍ غِذاءُ

كَمْ شَرَقْتُمْ لاِلِ حرْبٍ بِحَرْبٍ++

وَإِلى اللَّهِ تَرْجِعُ الخُصَماءُ

لَيْسَ خَطْبَاً بَلْ كانَ أَعْظَمَ خَطْبٍ++

كَسْرُ سِنٍّ لَها النُفُوْسُ فِداءُ

فَرَّ مَنْ فَرَّ وَالمُنادِي يُنادِي++

إثْرَ مَنْ لا بِسَمْعِهِمْ إِصْغاءُ

كُلُّ هذا وَأَنْتَ تَبْرِي نُفُوسَاً++

هُمْ لِمَنْ حَلَّ فِي الصَفا رُؤَساءُ

وَلِصَبْرٍ صَبَرْتَهُ وَلِعِبْ ءٍ++

قَدْ تَحَمَّلْتَهُ أَتاكَ النِداءُ

لا فَتَى فِي الأَنامِ إلّا عَلِيٌّ++

وَكَذا السَيْفُ عَمَّهُ اسْتِثْناءُ

ثُمَّ فِي فَتْحِ خَيْبَرٍ نِلْتَ فَخْرَاً++

شاهِدُ الفَخْرِ رايَةٌ بَيْضاءُ

أُعْطِيَتْ ذا بَسالَةٍ قَدْ حَباهُ ال++

-لهُ يَمِيْنَاً ما فَوْقَ هذا العَطاءُ

فَسَقَى مَرْحَبَاً بِكَأْسِ ابْنِ وُدٍّ++

مُسْكِرَاً عَنْهُ تَقْصُرُ الصَهْباءُ

وَدَحا بابَ خَيْبَرٍ بِيَمِيْنٍ++

هِيَ لِلدِيْنِ عِصْمَةٌ وَوِقاءُ

قالَ لَمَّا شَكَتْ مَواضِيْهِ سُغْبَاً++

تِلْكَ أُمُّ القُرَى وَفِيْهَا القِراءُ

جاءَ نَصْرُ الإِلهِ فِي ذلِكَ اليَوْمِ++

وَبِالفَتْحِ تَمَّتِ النَعْماءُ

وَحَدِيْثُ الغَدِيْرِ فِيْهِ بَلاغٌ++

فِي مَعانِيْهِ حارَتِ الآراءُ

هَبَطَ الرُوْحُ مُسْتَقِلّاً بِأَمْرٍ++

مِنْ مَلِيْكٍ آلآؤُهُ الآلاءُ

بِهَجِيْرٍ مِنَ الفَلا وَهَجِيْرٍ++

مُحْرِقٍ مِنْهُ تَفْزَعُ الحَرْباءُ

قالَ: 'بَلِّغْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ فِي مَنْ++

تَشْكُرُ الأَرْضُ فَضْلَهُ وَالسَماءُ'

فَأَناخَ الرِكابَ بَيْنَ بِطاحٍ

[في الأعيان: البطاح.]++

لَمْ يَحُمْ حَوْلَها الكَلا وَالماءُ

ثُمَّ نادَى أَكْرِمْ بِهِ مِنْ مُنادٍ++

حانَ فَرْضٌ وَلِلْفُرُوْضِ أَداءُ

فَاسْتَدارُوا مِنْ حَوْلِهِ كَنُجُوْمٍ++

حَوْلَ بَدْرٍ تُجْلَى بِهِ الظَلْماءُ

فَبَدا مِنْهُ ما بَدا فِيْكَ مَدْحٌ++

فُتِحَتْ مِنْهُ فِتْنَةٌ صَمَّاءُ

هُوَ حُكْمٌ لكِنَّهُ غَيْرُ ماضٍ++

رُبَّ حُكْمٍ قَدْ خانَهُ الإمْضاءُ

إِنّما المُصْطَفَى مَدِيْنَةُ عِلْمٍ++

بابُها أَنْتَ وَالوَرَى شُهَداءُ

أَنَتْ فَصْلُ الخِطابِ حِيْنَ القَضايا++

عَلَمٌ فِيْكَ تَقْتَدِي العُلماءُ

وَفَصِيْحٌ كُلُّ الأَنامِ لَدَيْهِ++

بَعْدَ طه فَصِيْحُهمُ فَأْفاءُ

لَيْسَ إِلّاكَ لِلْبَلاغَةِ نَهْجٌ

[كان في الأعيان: للفصاحة.]++

وَعَلَى النَهْجِ تَسْلُكُ البُلَغاءُ

ثُمَّ لَمَّا هُنالِكَ انْقَطَعَ الوَحْ++

-يُ وَ فِي الخافِقَيْنِ قامَ العَزاءُ

وَبَكَتْ فاطِمٌ

[المطبوع في الأعيان: فاطمة.] لِفَقْدِ أَبِي الكُلْ++

-لِ فَأَشْجَى القُلُوْبَ ذاكَ البُكاءُ

مُذْ تَرَدَّيْتَ لِلخِلافَةِ أَوْرَى++

نارَهُمْ فِي القُلُوبِ ذاكَ الرَداءُ

يَوْمَ غُصَّتْ فَيْحاؤُهُمْ بِخَمِيْسٍ++

زالَ فِيْهِ عَنِ القُلُوْبِ الصَداءُ

أَصْبَحَتْ ضُبَّةٌ كَأَصْحابِ نَخْلٍ++

حانَ فِيْها عِنْدَ اللِقَاءِ البَقاءُ

وَأُبِيْحَتْ أَرْواحُهُمْ ودِماهُمْ++

وَأُصِيْبَتْ أَمْوالُهُمْ وَالنِساءُ

وَبِصِفِّيْنَ وَقْعَةٌ ما عَلِمْنا++

أَنْتَجَ الحَرْبُ مِثْلَها وَالوَغَاءُ

يَوْمَ وافَتْ كَتائِبُ الشامِ تَتْرَى++

حِمْيَرٌ وَالسَكاسِكُ السُفَهاءُ

قادَهُمْ ذُو الكِلاعِ فِي يَوْمِ بَدْرٍ++

مِثْلَما قادَ ذَا الكِلاعِ البِغَاءُ

لِخَمِيْسٍ فِي قَلْبِهِ أَسَدُ اللّ++

-هِ وخَيْلٍ مِنْ فَوْقِها أصْفِياءُ

رُكَّعٌ سُجَّدٌ إِذا جَنَّ لَيْلٌ++

حُلَفاءٌ مَعَ الوَغَى أَصْدِقَاءُ

عالَجُوا الشام بِالقَنا لِسَقامٍ++

حَلَّ فِيْهِ وَالداءُ ذاكَ الداءُ

إِنْ تَسَلْ عَنْ مَصاحِفٍ رَفَعُوْها++

هُوَ مَكْرٌ عَنِ الكِفاحِ وِقاءُ

شُبُهاتٌ كَفَى بِها قَتْلُ عَمّا++

رَ بَيانَاً، لَوْ أَنَّهُمْ عُقَلاءُ

قَدْ تَجَرَّعْتَ صابَها لا لِشَوْقٍ++

حَرَّكَتْهُ البَيْضاءُ وَالصَفْراءُ

يَوْمَ طَلَّقْتَها فَسامَتْكَ لَدْغَاً++

وَهِيَ أَفْعَى يَعِزُّ فِيْها الرُقاءُ

قَلَّدَتْ كَلْبَ مُلْجِمٍ سَيْفَ غَدْرٍ++

قَدْ سَقَتْهُ زُعافَها الرَقْشاءُ

ما عَرَا الدِيْنَ مِثْلَ يَوْمِكَ خَطْبٌ++

مُدْلَهِمٌّ وَنَكْبَةٌ دَهْياءُ

ثُمَّ كَرَّ البَلا وَأَيُّ بَلاءٍ++

مُسْتَطِيْلٍ أَتَتْ بِهِ كَرْبَلاءُ

يَوْمَ باتَ

[في الأعيان: باتت.] السَماءُ تَبْكِي عَلَيْهِمْ++

بِدِماءٍ وَهَلْ يُفِيْدُ البُكاءُ

أَيُّهَا الراكِبُ المُهَجَّرُ يَحْدُوْ++

يَعْمُلاتٍ مامَسَّهَا الإِنْضاءُ

يَمِّمِ الرَكْبَ لِلْغَرِيِّ فَِفِيْهِ++

بَحْرُ جُوْدٍ وَروْضَةٌ غَنَّاءُ

ثُمَّ قُمْ فِي مَقامِ مَنْ مَسَّهُ الضُرْ++

رُ وَغاداهُ كُلَّ يَوْمٍ عَناءُ

وَأَزِلْ عَبْرةً كَصَوْبِ سَحابٍ++

هَطَلَتْ عَنْهُ دَيْمَةٌ وَطْفاءُ

وَالْتَثِمْ تَرْبَهُ وَقُلْ: يا غِياثِي++

وَرَجائِي إِنْ خابَ مِنِّي الرَجاءُ

إِنْ أَتَتْكُمْ هَدِيَّةٌ مِثْلُ قَدْرِي++

فَبِمِقْدارِكُمْ سَيَأْتِي الجَزاءُ

[طبعت هذه الهمزيّة بإعداد السيّد محمد رضا الحسيني الجلالي، في مجلّة 'علوم الحديث' العدد الثامن.]

للعلّامة المرحوم السيّد مهدي نجل العلّامة السيّد هادي الحسينيّ الشهير بالقزويني المتوفّى سنة "1366 ه"

[مما ألحقه محقق 'مقتل أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام': 112- 110، تأليف السيّد الميرزا صالح الحسيني القزويني "ت 1304 ه" تحقيق جودت كاظم القزويني، وعلّق عليه بقوله: نقلاً عن كتابنا الكبير 'دليل الرجال- في ترجمات العلماء والاُدباء'، المخطوط.]

يا لائميَّ تجنّبا التفنيدا++

فلقد تجنّبت الحسان الخُودا

وصحوتُ من سُكر الشباب ولهوه++

لمّا رأيتُ صفاءه تنكيدا

ما شفّ قلبي حبّ هيفاء الدُمى++

شغفاً ولا رمتُ المِلاح الغِيدا

أبداً ولا أوقفتُ صحبي باكياً++

من رسم ربعٍ بالياً وجديدا

كلا ولا أصغيتُ سمعي مطرباً++

لحنين قمريّ شدا تغريدا

لكنّني أصبحتُ مشغوف الحشا++

في حبّ آل محمّدٍ معمودا

المطعمين إذا الشمال تناوحت++

في بردها والهاشمين ثريدا

والمانعين لما وراء ظهورهم++

والطيّبين سُلالة وجدودا

قومٌ أتى نصّ الكتاب بحبّهم++

فولاهم قد قارن التوحيدا

فلقد عقدتُ ولاي فيهم معلناً++

بولاء حيدرةٍ فكنتُ سعيدا

صنوُ النبيّ وصهرُه ووصيُّهُ++

نصّاً بفرض ولائه مشهودا

هو علّة الإيجاد لولا شخصُه++

وعُلاهُ ما كان الوجود وُجودا

قد كان للروح الأمين معلمّاً++

لمّا تردّد حائراً ترديدا

هو ذلك الشيخُ الذي في صف++

-حة العرش استبانَ لآدمٍ مرصودا

هو جوهرُ النور الذي قد شاقه++

موسى بِسِينا فانثنى رعديدا

ومذ انجلى بصرُ الخليل وشاهد ال++

-ملكوتَ كان بحزبه معدودا

كم سرّ قدسٍ غامضٍ فيه انطوى++

فلذاك فيه استيقنوا المعبودا

هو واجبٌ هو ممكنٌ هو اوّلٌ++

هو آخرٌ قد حيّر الموجودا

يا جامع الأضداد في أوصافِهِ++

جلّت صفاتُك مبدءاً ومعيدا

ما لُمْتُ من يدعوك أوّل صادرٍ++

عنه صدور الكائنات وجودا

لم يفرض اللَّهُ الحجيجَ لبيتِهِ++

لولم تكن في بيتِهِ مولودا

للأنبيا في السرّ كنتَ معاضِداً++

ومع النبيّ محمّدٍ مشهودا

فلقتلِ جالوت وهتك جنودِهِ++

طالوتُ باسمك قد دعا داودا

ولكم نصرتَ محمّداً بمواطنٍ++

فيها يعاف الوالد المولودا

من قَدَّ "عُتبةَ" و "ابنَ ودّ" و "مَرْحباً"++

و "العبدرين" و "شيبة" و "وليدا"

ومن استهان قريش في بطحائها++

وملكتهم وهم الملوك عبيدا

من ذلّل العرب التي لولاه ما++

ذلّت وما ألوت لملكٍ جيدا

من أبهر الأملاك في حملاته++

ولمن تمدّح جبرئيل نشيدا

"لا سيفَ إلّا ذو الفِقار ولا فتى++

إلّا عليٌّ" حيث صاد الصيدا

ومن اغتدى في فتح خيبر مقدِما++

وسواه كان الناكص الرعديدا

ولكم كفى اللَّه القتالَ بسيفه اس++

إسلام يوم "الخندق" المشهودا

أردى بها عمروَ بن ودّ بضربةٍ++

قد شيّدت دين الهدى تشييدا

أسنى من القمرين كان وإنّما++

عميت عيون معانديه جحودا

نفسي الفداء له إماماً صابراً++

فقضى جميع حياته مجهودا

في طاعة الرحمن أفنى عمره++

بلْ لم يزلْ في ذاته مكدودا

لم يلقَ من بعد النبيّ محمّدٍ++

إلّا الأذى والظلم والتنكيدا

حتّى إذا انبعث الشقيّ وقد حكى++

بعظيم جرأته شقيّ ثمودا

وافاهُ في المحراب صبحاً ساجداً++

ولكم أطال إلى الإله سجودا

فاستلّ مرهفه وهدَّ بحدّهِ++

حِصناً على دين الهدى محدودا

فأصاب طلعتَه الشريفةَ خاضِبا++

منها كريمتَه دماً خنديدا

فهوى صريعاً في المصلّى قائلاً++

قد فُزْتُ واللَّهِ العظيمِ سعيدا

أرداه والإيمان في محرابِهِ++

وأصاب من دين النبيّ وريدا

في ليلة القدرِ التي قد شرّفتْ++

أخبى بها مصباحَها الموقودا

تتنزّل الأملاكُ فيها كلُّهم++

وعليهِ كان سلامُها تعديدا

جاءتْ تشيّعُ جسمه وتعودُ في++

النفس الزكيّة للإله صعودا

يا ليلةً نادى الأمين بفجرها++

قُتِلَ الوصيّ أخُ النبيّ شهيدا

قد هدّمتْ واللَّهِ أركانُ الهُدى++

والعلم أمسى بابُهُ مسدودا

والصومُ من حزنٍ عليه وجوبُه++

من حيث كان بشهرِهِ مفقودا

وأمضّ ما يشجى النبيّ وقوعُه++

وله المدامعُ خدّدت أخدودا

فرحُ ابنِ آكلة الكُبود بِقتلِه++

بشراً وأعلن في دمشق العيدا

ذهب الذي أمسى شجىً في حلقِهِ++

وقذىً بعينيهِ فبات رغيدا

لهفي لآل محمّدٍ من بعدِهِ++

مدّوا إلى سيف الضلال الجيدا

"فأبو محمّد" بعدَه في دفنِهِ++

نحّوهُ عن قبر النبيّ طريدا

عافوهُ وهو إمامُهم واستبدلوا++

حنقاً معاويةً به ويزيدا

دسّوا له السُمّ النقيع بزادِهِ++

غدراً فغادرَ قلبه مقدودا

وقضى الحسينُ لُقىً بعرصة كربلا++

ونساؤُهُ حسرى تجوبُ البيدا

يتلُو على رأس المثقّف رأسُه++

القرآنَ والتهليلَ والتمجيدا

ما هكذا أوصى النبيُّ بِآلِهِ++

يا أُمّةً لا تعرفُ التسديدا

في مدح أميرالمؤمنين


وقال الحجّة السيّد محمّد عليّ خير الدين الهندي الحائري

[من ديوانه "ديَم النَيسان" من نسخة المرحوم السيّد محمّد علي الطبسي.]

"1313-1394 ه":

ما عنَّ لي بارقٌ إلّا وذكّرني++

عهدَ الغريِّ بذاك المُلتقى الحَسَنِ

فَبنيتُ أنشدُ والأشواقُ تقلقني++

مَن لي بعاصفِ شملالٍ يبلّغني

أرض الغريّ فيلقيني وينساني++

ذاك الغريُّ الذي قد حلّ ساحَته++

أخو النبيّ الذي نرجو شفاعتهُ

واللَّهِ ما خابَ راجٍ ساقَ حاجَته++

إلى الذي فرضَ الرحمانُ طاعَتهُ

على البريّة من جنٍّ وإنسان++

مولىً إليه العُلا ألقى مفاتِحَهُ

[كتب الشاعر هذا البيت "لمّا أفاض على الدنيا منائحه" ثم شطب عليه.]++

حتّى حوى المجدَ غاديهِ ورائحهُ

فهل يُبالي بِرِجْسٍ كان قادِحَهُ++

عليٌّ المرتضى الحاوي مدائحه

أسفارُ توراة بل آيات قرآنِ++

عليَّ للَّهِ نذرٌ من أخي ذممِ++

إن يُنجني اللَّهُ من كربي ومن سَقَمي

أسعى على الرأسِ حتّى ذلك الحرمِ++

لا أستعين بشملالٍ ولا قدمِ

من تُربِ ساحته طوبى لأجفاني++

قد كلّ في وصفه الزاكي تفكّرُنا++

وحارَ في شأنه السامي تصوّرُنا

وازداد في قدره العالي تحيّرُنا++

تنزّه الربُّ عن مثلٍ يخبّرُنا

بأ نّه ورسولُ اللَّه سيّانِ++

أقامهُ اللَّهُ تأييداً لدعوتهِ++

نوراً تنوّرتِ الدُنيا بجلوتهِ

قال المحبُّ مثالاً عن مروّتهِ++

كأنّ رحمته في طيّ سطوتهِ

آرام وجرة في استاد خفّانِ++

قد خاره اللَّهُ بعد المصطفى كرما++

على العباد لكي يهدي به اُمما

أكرمْ بهِ هادياً أنعمْ بهِ عَلما++

عمّ الورى كَرماً فاقَ الذُرى شَمما

روّى الثرى عَنَماً من نَحرِ فرسانِ++

لولاهُ ما أسلمتْ عربٌ ولا عجمُ++

ولا تطهّرَ من أصنامه الحَرَمُ

أمست على سيفه تثنى الظبا الخذمُ++

فالدينُ منتظِمٌ والشملُ ملتئِمُ

والكفرُ منهدِمٌ من سيفه القاني++

سيفٌ بهِ أعينُ الكفّارِ لم تَنَمِ++

وشِرعةُ المصطفى لولاهُ لم تُقمِ

تراهُ عندَ حلولِ البأسِ والنقَمِ++

كالبرق في بَسَمٍ والنارِ في ضَرَمِ

والماء في سَجَمٍ من نحر أفنانِ++

للَّهِ صمصامةٌ جبريلُ أنزلها++

وقبلَ ذلك عزرائيل أصقلها

كأ نّما وهيَ نارُ اللَّه عجّلها++

فقارها وهي في غمدٍ تجلّلها

آيُ الوعيد حواها جلدُ قرآنِ++

مولىً لهُ الأمرُ في الإيجاد والعدمِ++

وحكمُهُ نافذٌ في اللوحِ والقلمِ

إمامُ صدقٍ فَمَن والاهُ لم يُضَمِ++

قد اقتدى برسولِ اللَّه في ظُلَمِ

والناسُ طرّاً عكوفٌ عند أوثانِ++

تَعساً لأمّة سوءٍ اُمّة ضجرتْ++

ذاك الإمام وفي إنكاره ابتدرتْ

ضلّت نَعَم عن طريق الحقّ إذْ كفرتْ++

تعساً لها كيفَ ضلّتْ بعد ما ظهرتْ

لها بوارق آياتٍ وبرهانِ++

ألم يكنْ والدُ السبطينِ أفضلَهُمْ++

شأناً وأعدلهمْ حُكماً وأَفصَلهُمْ

إذْ خالفوا ربّهم فيه ومرسلَهُمْ++

وهلْ اُريدَ سواهُ حينَ قالَ لَهُمْ

هذا عليٌّ فَمن والاهُ والاني++

كمْ آيةٍ في كتاب اللَّه محكمةِ++

في فضلهِ ونصوص غير مبهمةِ

فهلْ أتى واحدٌ منهم بمكرُمةِ++

هلْ ردّت الشمسُ يوماً لابن حنتمةِ

أمْ هلْ هوى كوكبٌ في بيت عثمانِ++

قُلْ نبّؤنيَ مَنْ مِنهم بصارمِهِ++

قدْ هَدَّم الشركَ ضرْباً من دعائمِهِ

وأ يّهُمْ مَنْ غُمرنا في مراحمِهِ++

هلْ جادَ يوماً أبو بكرٍ بخاتَمِهِ

مُناجياً بين تحريمٍ وأركانِ++

ويلٌ على عصبةٍ للغيِّ لازمةٍ++

وفي مراعي الشقا والجهل سائمةٍ

عادوه من أجل دنياً غير دائمِةٍ++

لولاهُ لم يجدوا كُفواً لفاطمةٍ

لولاهُ لم يفهموا أسرارَ قرآنِ++

لولاهُ كان جميعُ الناسِ في ظُلَمِ++

لولاهُ لمْ يأتِ موجودٌ من العدمِ

لولاهُ ما شاعَ دينُ اللَّه في الاُمَمِ++

لولاهُ كان رسولُ اللَّهِ ذا عُقُمِ

لولاهُ ما اتّقدت مشكاةُ إيمانِ++

في ذاتِهِ

[كتب هنا أيضاً: ظلّت الآراء.] تاهت الأفهامُ والفِكَرُ++

ما بينَ من كفروا غالِين

[كتب هنا أيضاً: فيه ومن.] أو سَتَروا

قالوا: إلهٌ وقالوا:إنّه بَشرُ++

لولاهُ ما خُلِقَتْ شمسٌ ولا قَمَرُ

لولاهُ لم يقترنْ بالأوّل الثاني++

فاقَ الورى كلّهم شأناً ومرتبةً++

وكَم حوى فوقَهم فضلاً ومنقبةً

فهاكُموها من الآلاف واحدةً++

هلْ في فراشِ رسولِ اللَّه باتَ فَتىً

سواهُ إذْ حُفّ من نصلٍ بِنيرانِ++

مديحُهُ جاءَ مل ءَ الصُحفِ والزُبرِ++

وفضلُهُ شاعَ في الآياتِ والسُورِ

فجلّ معناهُ عن إدراك ذي نَظَرِ++

ما كان ربّاً ولكنْ ليس من بَشَرِ

وليسَ يُشغلُه شأنٌ عن الشانِ++

هو العليُّ الذي لو جئت

[كتب هنا أيضاً: زرت.] مشهدَهُ++

رأيتَ أعلى من الأفلاك مرقَدَهُ

هو الذي ربُّه بالرُوح أيّدهُ++

هو الذي كان بيتُ اللَّه مولِدهُ

فطهَّرَ البيتَ من أرجاس أوثانِ++

هو الإمامُ الذي ذُو العرش فَضَّلَهُ++

وبالمعاجز والآيات خَوَّلهُ

هو الذي خَدَمَ الأملاكُ منزلَهُ++

هو الذي من رسول اللَّه كانَ لَهُ

مقامُ هارونَ من موسى بن عمرانِ++

سادُ النبيّين من تالٍ ومن سَلَفِ++

فلم يُدانُوه في عِزٍّ وفي شَرَفِ

هو الذي حُبّهُ من أعظم الترفِ++

هو الذي صارَ عرشُ اللَّه ذا شَنَفِ

إذْ صار قُرطَيهِ إبناهُ الكريمانِ++

أكفّهُ سمحتْ ناهيك

[وكتب أيضاً: في الجود.] ما سمحتْ++

آلاء فاضتْ بها الأكوانُ ما برحتْ

فالبحرُ لم يكُ إلّا بعض ما رشحتْ++

أقدامهُ مسحتْ ظهراً به مسحتْ

يدُ الإله بتبريدٍ وإحسانِ++

يا مَنْ لرفعتهِ الأملاكُ قد خضعتْ++

ومَن إلى بابه الحاجاتُ قد رُفِعَتْ

يا جامعاً لمزايا قطُّ ما اجتمعتْ++

يا واضعاً قدميه حيثُما وُضِعَتْ

يدُ الإله عليهِ عزَّ من شانِ++

ذُو ساعدٍ قدْ تولّى النفعَ والضَررا++

لو شاءَ لم يُبقِ من أعدائه أَثَرا

وراحةٍ بنداها أخجلَ المَطَرا++

عمَّت شآبِيبُهُ الآفاق إن شَجَرا

سقتهُ فهو مَعَ الطوبى بصنوانِ++

ما البحرُ إذْ يقذفُ الأمواجَ هائلةً++

وما الغمامةُ إذ تنهلّ هاطلةً

كسيّدٍ يُسبِلُ الآلاءَ واصلةً++

تفيضُ راحتُه للناس معجلةً

عقد اللّالي بلا مهلٍ كنيسانِ++

مُنوّلٌ لم يخبْ بالردّ آملُهُ++

كلّا ولم تنقطعْ يوماً نوائلُهُ

نَعَمْ هو البحرُ والإحسانُ ساحِلُهُ++

رَحْبُ الأكُفِّ إذا فاضتْ أنامِلُهُ

لو لم يقلْ حسبُ، ثنّى يومَ طوفانِ++

إذا أتاهُ منيبٌ عن جرائمهِ++

أجدى عليهِ وأغضى عن مآثمهِ

لكنّه إنْ تجلّى في ملاحمهِ++

ما تستقرُّ الرواسي تحتَ صارِمهِ

كالطورِ تندكّ من أسٍّ وبنيانِ++

وصيّةٌ من رسول اللَّه متبَعةٌ++

في ضمنها حِكَمُ للَّهِ مودَعَةٌ

قد قيّدتْهُ فكانتْ لِلعِدى سَعَةٌ++

لولا الوصيّةُ فالشيخانِ أربعَةٌ

يومَ السقيفةِ بل عثمانُ إثنانِ++

نَعَمْ تقلّبت الدُنيا بسادَتِها++

لِعُصبةِ قد أقامتْ في عنادَتِها

باعتْ هُداها وغابتْ عن سعادَتِها++

فيا عجيباً من الدُنيا وعادَتِها

أن لا تساعد غيرَ الوغدِ والدانِي++

مَن ربّهُ قبلَ خلقِ الناسِ عَيَّنَهُ++

ومن رِقابِ رُؤُوسِ الكُفرِ مَكَّنَهُ

وفَضلَهُ في جميع الكُتبِ بَيَّنةُ++

مَن كان نَصُّ رسول اللَّه عَيَّنَهُ

لإمْرةِ الشرعِ تَبليغاً بِإِعلانِ++

أوحى الجليلُ إليهِ بَلّغِ الاُمَمَا++

إنّي نَصَبتُ عليّاً بينَهمْ عَلَما

فقالَ: يا ربِّ أخشى منهم بَرَما++

فقال: بلّغْ وإلّا فادْرِ أ نّكَ ما

بَلَّغْتَ حَقَّ رِسالاتي وتِبياني++

رأى الأوامرَ مِن باريهِ قد غَلُظَتْ++

فقامَ مِن فوقِ أحداجٍ لَهُ نُصِبَتْ

وبلّغَ الوحيَّ والأملاكُ قدْ شهدتْ++

بينَ الجماهيرِ في بَيداءَ قد مُلئَتْ

بكلّ مَن كانَ من أعقابِ عدنانِ++

أَمْسَتْ ولايتهُ إذْ ذاكَ واجِبَةً++

وحيثُ كانتْ على الأعْداءِ نائِبَةً

أَخْفَتْ من المَكْرِ في الأحشاءِ شائِبةً++

وقال صحبُ رسولِ اللَّه قاطبةً:

بَخٍ لِذاكَ وكان الأوّلُ الثانِي++

مَن أظهرَ اللَّهُ في معناهُ قدرَتَهُ++

فاعجبْ إذا أمِنَ الأعداءُ سَوْرَتَهُ

لمّا أضاعُوهُ أُفديهِ وعترتَهُ++

مِن بعدِ ما شدَّدَ الرحمنُ إمرَتَهُ

على الرسول بإحكامٍ وإتقانِ++

كان الرسولُ ولمْ يبرحْ ملقّنَهُمْ++

ولايةَ المرتضى كيما يوطِّنهُمْ

حتّى قضى والقضا أفضى ليفْتِنَهُمْ++

تقدّمتْهُ أُناسٌ ليس عيَّنَهُمْ

نصُّ الإلهِ ولا منطوقُ بُرهانِ++

كَمْ شيّدوا هيكلاً وانهدّ هيكلُهُمْ++

ومثّلوا فَهْلَلاً وانبثّ فهللهُمْ

فقدّموا نَعْثَلاً إذْ ماتَ نَهْشَلُهُمْ++

حتّى إذا جدّثَ الأجداثَ نَعْثَلُهُمْ

بينَ اليهودِ بتحقيرٍ وخِذلانِ++

وحينَ عادَ إليهَ الأمرُ مُنتَهِيا++

وقرّ فوقَ سريرِ الملكِ مُستَوِيا

قامتْ حُميراءُ بالأجنادِ وهيَ هِيا++

من بعد ذاكَ ابنُ هندٍ قامَ مدّعِيا

مُمَوِّهاً أمرهُ من ثارِ عُثمانِ++

مَن في ولايتهِ كَمْ آيةٍ نزلَتْ++

ومن صنائعِهِ في الناس كمْ جملتْ

بنصرِهِ غِيَرُ الأيّام قد بخلتْ++

مَن اُمّهُ جهلتْ ممّن بِهِ حملتْ

أهل الخلافة بين الإنسان والجان++

يا دهرَ شؤمٍ مضى ما كان أبخلَهُ!++

على الأكارم بَلْ ما كان أجهلَهُ!

ما أقبحَ الدهرَ إنْ شخصٌ تأمّلَهُ++

لا أضحك اللَّه سنّ الدهرِ إنّ لهُ

قواعداً عدلت عن كلّ ميزانِ++

/ 48