ولید الکعبة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ولید الکعبة - نسخه متنی

السیّد محمدرضا الحسینی الجلالی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


علماء أهل السنّة


ثمّ راح يعلن إصفاق علماء أهل السنّة ومحدّثيهم وعرفائهم معنا في إثبات هذه المأثرة الفاضلة، وعدّ هذا من أجلى الحقائق وأثبتها.

فكلام الحاكم في مستدركه وحكمه بتواتر النقل به، وما نقله الحافظ الكنجي الشافعي عنه ذلك وما حكم بتواتره المحدّث الدهلوي وقد وافقهم الآلوسي بما نصّه ب 'أنّ ذلك مشهور في الدنيا' ومثله ما ورد عن الصفوري الشافعي وفي 'تاريخ گزيده' لحمد اللَّه المستوفي، و "مطالب السؤول" لابن طلحة الشافعي و "مرآة الكائنات" لنشانجي زاده و "سير الخلفاء" للدهلوي المعاصر وكتاب "الحسين" للسيد علي جلال الحسيني، وعبد الباقي أفندي العمري والمولى الرومي، ومعين الدين الجشتي وعبد الرحمن الجامي في شعرهم والأمير محمّد صالح الترمذي في مناقبه.

ثمّ بعد كلّ هذا أخذ شيخنا أيضاً ينقل بعض أسماء العامّة ممّن لم يمتاروا في صحّة خبر الولادة بل فسّروه خاضعين لأمره كما يصفهم بذلك شيخنا، فنور الدين الصبّاغ المكي المالكي "ت 855 ه" في "الفصول المهمّة" قال صريحاً: 'ولد علي عليه السلام بمكّة المشرّفة بداخل البيت الحرام، يوم الجمعة الثالث عشر من شهر اللَّه الأصمّ رجب الفرد، سنة ثلاثين من عام الفيل قبل الهجرة بثلاث وعشرين سنة، ولم يولد في البيت الحرام قبله أحد سواه، وهي فضيلة خصّه اللَّه تعالى بها إجلالاً له وإعلاءً لمرتبته وإظهاراً لتكرمته'

[انظر الفصول المهمة: 30.]

وقد نقل هذه العبارة كلّ من الصفوري الشافعي في "نزهة المجالس"

[نزهة المجالس 204:2.] والسيّد علي خان المدني في "الحدائق الندية"

[الحدائق الندية: 10.] والشبلنجي الشافعي في "نور الأبصار" والسمهودي في "جواهر العقدين" وبرهان الدين الحلبي في "إنسان العيون"، وما ذكره السبط ابن الجوزي في "تذكرة خواصّ الاُمّة" هو: 'روي أنّ فاطمة بنت أسد كانت تطوف بالبيت وهي حامل بعليّ عليه السلام فضربها الطلق، ففتح لها باب الكعبة، فدخلت فوضعته فيها، وكذا حكيم بن حزام ولدته اُمّه فيها'.

وهنا راح يفرّق بين الولادة المزعومة لحكيم بن حزام داخل الكعبة وبين ولادة عليّ عليه السلام داخل الكعبة فيقول:

إن ولادة حكيم فيها، على تقدير صحّتها- والكلام للمؤلّف- من جملة الصدف والاتّفاقات غير القصديّة، فليس فيها فضل ما غير تلويث البيت بالمخاض، ويجب تطهيره. وأين هذه من ولادة أمير المؤمنين عليه السلام الذي فُتح لاُمّه الباب، كما في عبارة السبط نفسه "ففتح لها باب الكعبة فدخلت فيها"، ولم يُفتح لغيرها بالرغم من جهدهم في ذلك كما سبق في أحاديث كثيرة، أو انشقّ لها جدار البيت فدخلته كما في أحاديث الشيعة، ولا يعدو ذلك أن يكون الأمر إلهيّاً قصد به التنويه بشرف المولود المبارك الذي شرَّف البيت بولادته فيه!

وهناك حديث طويل أخرجه أبو نعيم الحافظ يبدو أ نّه في فضل فاطمة بنت أسد أو في فضل ولادة علي داخل الكعبة إلّا أ نّهم قالوا: 'في إسناده رَوح بن صلاح ضعّفه ابن عديّ فلذلك لم نذكره'.

وروح هذا في الوقت الذي ضعّفه ابن عدي فإنّ ابن حبّان ذكره في الثقات كما أنّ الحاكم قال عنه: ثقة مأمون

[انظر العسقلاني في لسان الميزان 465:2.]

كما أنّ نقل ابن الجوزي حديث الولادة المباركة لعليّ عليه السلام داخل الكعبة بصيغة المجهول 'روي' لم يكن به- والكلام للشيخ- أيّ إيعاز إلى الوهن فيه بعدما عرفنا أنّ المعهود من ابن الجوزي في غير مورد من هذا الكتاب من إرداف الحديث بنقده أو تعميمه أو حذفه رأساً لضعفه، وإنّما جاء به كذلك لتكثر طرقه الموجب للإطناب إذا تصدّى لسردها، ولشهرته المغني عن ذكر الأسانيد، وإنّما الغرض الإشارة إلى إحدى المسلّمات بأوجز بيان.

ومثل السبط ابن الجوزي مثل السيّد ابن طاوس "ت 664 ه" في كتابه 'الإقبال' حيث كان يذكر رواية ولادة الإمام عليه السلام في الكعبة بصيغة المبني للمجهول فكان يقول: روي أن يوم ثالث عشر رجب كان مولد مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام في الكعبة قبل النبوّة باثنتي عشرة سنة

[الإقبال: 655.]

والمتحصل من ذلك كلّه أنّ الولادة محل إجماعهم وتأريخها محل خلافهم.

وقفة المؤلّف مع الكازروني


قال أحمد بن منصور الكازروني في "مفتاح الفتوح": ولدت فاطمة عليّاً عليه السلام في الكعبة، ونقل عنها أ نّها كانت إذا أرادت أن تسجد لصنم وعليّ في بطنها لم يمكّنها؛ ولذا يقال عند ذكر اسمه: 'كرّم اللَّه وجهه، أي كرّم اللَّه وجهه عن أن يسجد لصنم'.

وهنا يقول الشيخ: أنا لا أُحاول تصديق الرجل في كل ما يقول غير ما أتيت به من كلامه شاهداً لموضوع الرسالة، فإنّي لا اُصافقه على أنّ فاطمة كانت تسجد للصنم، وإن كان ابنها أكبر وازع عن عبادة الأوثان، ولو كنت اُجوّز لها تلكم الاُسطورة، لما عداني اليقين بما ذكره من أمر جنينها. لكنّي اعتقد أنّ كون الإمام سلام اللَّه عليه في بطنها حملاً، وتقدير كونها حاملاً له عليه السلام من اللَّه سبحانه منذ الأزل، كان عاصماً لها عن عبادة الأصنام كبرهان الربّ "العصمة" المانع يوسف عن الزنا، وهذا هو الذي نعتقده في آباء النبيّ والأئمة عليهم وعليه السلام واُمهاتهم، فهم مبرّؤون عمّا يصمهم في دين أو دنيا.

ثمّ قال: إنّا لا نقيم لهاتيك الرواية الساقطة وزناً، وإن وافق راويها في إخراجها ابن حجر في "الصواعق" ولقد أُسرَّ ناقلها حَسواً في ارتغاء يزيد وقيعة في اُمّ الإمام كما تحامل على أبيه المقدّس فحكم بكفره لأمر دبِّر بليل، فصبّها في قالب الفضيلة له وتلقّاها الغير في غير ما رويّة، انتهى.

أما عبد الرحمن الجامي في "شواهد النبوّة"

[شواهد النبوّة: 198.] فقد أسند حديث ولادة الإمام علي عليه السلام إلى بعضهم. وإن خلط الحابل بالنابل- كما يقول عنه المؤلف- وجاء بعثرات لا تقال حول تاريخ الولادة مخالفة للضرورة والإجماع، إلّا أنّ المهمّ في كلامه هو إسناد حديث الولادة.

وما قاله الشيخ عبد الحق بن سيف الدين المحدّث الدهلوي في "مدارج النبوّة"، وقالوا: 'إنّ ولادته كانت في جوف الكعبة'

[مدارج النبوّة 531:2 مترجماً من الفارسية.]

وأمّا حديث الولادة الذي رواه يزيد بن قعنب فقد ذكره الأمير محمّد صالح الكشفي الترمذي الأكبر آبادي في كتابه "المناقب" بأسانيد متكرّرة، وقد أرسله إرسال المسلّم في كتابه المذكور، ونقل أيضاً في كتابه هذا قول أبي داود البناكتي: 'لم يحظ أحد قبل الإمام عليه السلام ولا بعده بشرف الولادة في البيت'

[مناقب مرتضوي: 87، ط. بومباي، سنة 1321 ه، مترجماً من الفارسية.]

وصدر الدين أحمد البردواني وهو من متأخّري علماء السنّة في "روائح المصطفى" قال: 'كانت ولادته عليه السلام في جوف الكعبة...'

[روائح المصطفى: 10، ط. كابنور، سنة 1302 ه، مترجماً من الفارسية.]

وشاه محمّد حسن الجشني في كتاب "آئينه تصوّف" قال: إنّه عليه السلام وُلِدَ في الكعبة.

وميرزا محمّد بن رستم البدخشي قال في "مفتاح النجا في مناقب آل العبا":...ولم يولد في البيت الحرام أحد سواه، قبلَه ولا بعدَه، وهي فضيلة خصّه اللَّه بها.

وأمّا العلّامة الشيخ الشنقيطي المدرّس بالأزهر في "كفاية الطالب لمناقب عليّ بن أبي طالب" وهو شديد التحرّز من أحاديث الروافض المكذوبة كما يزعم؛ لأن الإمام عليه السلام في غنى عنها كما يرى الشنقيطي لكثرة ما ثبت في السنة من أحاديث فضائله، أرسله إرسال المسلّم أن من مناقبه- كرّم اللَّه وجهه- أ نّه ولد في داخل الكعبة، ولم يعرف ذلك لأحد غيره إلّا حكيم بن حزام رضى الله عنه.

وقد أوضحنا القول في هذه الولادة الأخيرة المزعومة في المقدّمة وفي متون هذا الكتاب فلا نعيد.

/ 48