ولید الکعبة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ولید الکعبة - نسخه متنی

السیّد محمدرضا الحسینی الجلالی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


امّا أصحاب الاتّجاه الأوّل


فيرون أنّ أوّل من وُلِدَ في الكعبة هو حكيم بن حزام، ولا ينكرون ولادة أمير المؤمنين عليه السلام فيها.

قال الفاكهي في "أخبار مكة": أوّل مَن وُلِدَ في الكعبة حكيم بن حزام

[أخبار مكة "للفاكهي" 236:3.]

وقال في موضع آخر: أوّل مَن وُلِدَ في الكعبة من بني هاشم من المهاجرين عليُّ بن أبي طالب

[أخبار مكة "للفاكهي" 226:3.]

وغير الفاكهي آخرون أثبتوا هذه الفضيلة لأمير المؤمنين عليه السلام وأشركوا معه حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى القرشي الأسدي، ابن أخي خديجة اُمّ المؤمنين- رضي اللَّه عنها- قيل: إنّه وُلِدَ في الكعبة قبل عام الفيل باثنتي عشرة سنة، أو بثلاث عشرة سنة، ومات سنة خمسين، أو أربع وخمسين.

وقيل: عاش في الجاهلية ستين سنة، وعاش في الإسلام ستّين سنة

[راجع ترجمته في جمهرة أنساب العرب "لابن حزم": 121، وتهذيب الكمال "للمزيّ" 170:7 /1454، والمنتظم "لابن الجوزي"268:5 /374، والإصابة "لابن حجر" 32:2 /1695، وتهذيب التهذيب "لابن حجر" 446:2 /775، والتاريخ الكبير "للبخاري" 11:3 /42.]

ومستند أصحاب هذا الاتجاه ثلاثُ روايات:

الاُولى: رواها الزبير بن بكّار "ت 256 ه" في "جمهرة نسب قريش"

[جمهرة نسب قريش 353:1.]، ونقلها عنه أبو الفرج ابن الجوزي "ت 597 ه" في "صفة الصفوة"

[صفة الصفوة 725:1.]، وفي "المنتظم"

[المنتظم 269:5 /374.]، والمزّي "ت 742 ه" في "تهذيب الكمال"

[تهذيب الكمال 173:7.]، والذهبي "ت 748 ه" في "سير أعلام النبلاء"

[سير أعلام النبلاء 46:3.]، وابن حجر "ت 852 ه" في "الإصابة"

[الإصابة 32:2.] وغيرهم.

والثانية: رواها الحاكم النيسابوري "ت 405 ه" في "المستدرك"

[المستدرك على الصحيحين 482:3.]

والثالثة: رواها الأزرقي "ت 223 ه" في "أخبار مكة"

[أخبار مكّة 174:1.]

وقد استقصى زميلنا الفاضل شاكر شبع، في مقال له بعنوان "الولادة في الكعبة المعظّمة فضيلة لعليّ عليه السلام خصّه بها ربّ البيت"

[في مجلّة "تراثنا" العدد 26:7-42، وقد طبعت في هذه المجموعة، برقم "5".] المصادر الرئيسية لهذه الروايات وفق تسلسلها التاريخي، وأخضعها للبحث والتحقيق، وخرج بنتائج باهرة.

أهمّها: أنّ تلك الروايات جميعاً مرسلة، ورواتها ضعفاء، ومخالفة للمشهور، وتعرّضت بعض مصادرها للتحريف والتلاعب، ممّا يسقط الاعتماد عليها.

فلا نعيد الكلام حول تقييم هذه الروايات هنا.

ولكن نذكّر أنّ الإرسال في هذه الروايات ينبئ عن أ نّها قد تكون وليدة الفترة الأموية التي اجتهد حكّامها- وعلى رأسهم معاوية- بكلّ حيلة في "إطفاء نور أمير المؤمنين عليه السلام، والتحريض عليه، ووضع المعايب والمثالب له، ولعنوه على جميع المنابر، وتوعّدوا مادحيه، بل حبسوهم وقتلوهم، ومنعوا من رواية حديث يتضمّن له فضيلة، أو يرفع له ذكراً، حتى حظروا أن يسمّى أحد باسمه"

[شرح نهج البلاغة "لابن أبي الحديد" 17:1.]

والرواية تناسب الاُسلوب الذي ابتدعه معاوية في التغطية على فضائل أمير المؤمنين عليه السلام المتواترة والمتّفق عليها، بنسبتها إلى غيره، إنكاراً لتفرّده بها.

وقد كتب معاوية ذلك في كتابٍ عمّمه إلى جميع الآفاق، جاء فيه: "إذا جاءكم كتابي هذا، فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين، ولا تتركوا خبراً يرويه أحدٌ من المسلمين في أبي تراب؛ إلّا وتأتوني بمناقضٍ له في الصحابة، فإنّ هذا أحبّ إليّ، وأقرّ لعيني، وأدحض لحجّة أبي تراب وشيعته".

قال الراوي: فرويت أخبارٌ كثيرة في مناقب الصحابة مفتَعلة، لا حقيقةَ لها، فظهر حديثٌ كثيرٌ موضوعٌ، وبهتان منتشر

[شرح نهج البلاغة "لابن أبي الحديد" 46:11.]

ولكن ما زاد ذلك أمير المؤمنين عليه السلام إلّا رفعة وسموّاً "وكان كالمسك كلّما ستر انتشر عرفه، وكلّما كتم تضوّع نشره، وكالشمس لا تستر بالراح، وكضوء النهار إن حُجبت عنه عينٌ واحدة أدركته عيون كثيرة"

[شرح نهج البلاغة "لابن أبي الحديد" 17:1.]

وعلى تقدير صحّة الرواية بولادة حكيم بن حزام في الكعبة المشرّفة.

فقد يكون ذلك لمحض المصادفة والاتفاق.

وقد صرّح بذلك عبد الرحمن الصفوري الشافعي "ت 894 ه" في "نزهة المجالس"

[نزهة المجالس 204:2، القاهرة.] حيث قال: وأمّا حكيم بن حزام فولدته اُمّه في الكعبة اتّفاقاً لا قصداً

[عليّ وليد الكعبة "للأُردوبادي": 40.]

ويدلّ على ذلك أيضاً ما جاء في رواية ولادة اُم حكيم من لفظ: "أعجلها الولاد" و "ولدت على النطع" كما جاء في رواية مصعب بن عثمان التي يقول فيها: دخلت اُمّ حكيم بن حزام الكعبة مع نسوةٍ من قريش، وهي حامل متمّ بحكيم بن حزام، فضربها المخاض في الكعبة، فأُتيت بنطعٍ حيثُ أُعجلها الولاد، فولدت حكيم بن حزام في الكعبة على النطع

[جمهرة نسب قريش "لابن بكار" 353:1.]

ولو تهيّأت أُمّ حكيم للولادة لما جعلت ثيابها لَقىً، كما جاء في رواية عبداللَّه بن أبي سليمان عن أبيه، قال: إنّ فاختة ابنة زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزّى- وهي اُمّ حكيم بن حزام- دخلت الكعبة وهي حامل، فأدركها المخاض فيها، فولدت حكيماً في الكعبة، فحملت في نطع، واُخذ ما تحت مَثبرها

[المثبر: الموضع الذي تلد فيه المرأة.] فغُسل عند حوض زمزم، واُخذت ثيابها التي ولدت فيها، فجُعلت لقىً

[أخبار مكة "للأزرقي" 174:1.]

وعليه فإنّ ولادة حكيم بن حزام لا يترتّب عليها أدنى فضل أو مكرمة سوى طهارة المكان الذي وُلِدَ فيه وشرفِهِ.

بينما اكتسبت ولادة أمير المؤمنين عليه السلام أهميّتها بشرف الاصطفاء الإلهي والمشيئة الربّانية لا بخصوص فضل المكان وحسب.

فإذا كان حكيم بن حزام قد سبق بفضل المكان بمحض المصادفة والاتّفاق، فإنّ أمير المؤمنين عليه السلام قد تفرّد بشرف المكان وبكيفية الولادة على وفق الإرادة الإلهية والعناية الربانية.

الاتجاه الثاني


إنّ أصحاب هذا الاتّجاه قد أمعنوا في إنكار هذه الفضيلة على الرغم من كونها من الحقائق الناصعة والمسلّمة تاريخيّاً.

فادّعوا أ نّه لم يولد قبل حكيم بن حزام ولا بعده أحدٌ في الكعبة المعظّمة.

وأنّ القول بولادة علي بن أبي طالب عليه السلام هو مزعمة كثير من الشيعة، وأنّه ضعيف عند العلماء، ولا يعترف به المحدّثون، ولم يثبت عند بعضهم، وفي ما يلي بعض أقوالهم:

1- روى الحاكم في "المستدرك" بالإسناد عن مصعب بن عبد اللَّه في نسب حكيم بن حزام، قال: واُمّه فاختة بنت زهير بن أسد بن عبد العزّى، وكانت ولدت حكيماً في الكعبة، وهي حامل، فضربها المخاض وهي في جوف الكعبة، فولدت فيها، فحملت في نطع، وغسل ما كان تحتها من الثياب عند حوض زمزم، ولم يولد قبلَه ولا بعدَه في الكعبة أحد.

وكلام مصعب الأخيرينطوي على إنكار ولادة أمير المؤمنين عليه السلام في الكعبة.

وقد ردّه الحاكم في ذيل الرواية بقوله: وهم مصعب في الحرف الأخير، فقد تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم اللَّه وجهه في جوف الكعبة

[المستدرك "للحاكم" 483:3.]

2- ذكر الشيخ علي بن برهان الدين الحلبي الشافعي "ت 1044 ه" في سيرته "إنسان العيون"

[إنسان العيون 165:1.]، أنّ أمير المؤمنين عليه السلام وُلِدَ في الكعبة، وعمره- يعني عمر النبيّ صلى الله عليه و آله- ثلاثون سنة.

ثمّ قال: وقيل: الذي وُلِدَفي الكعبة حكيم بن حزام.

وقال بعضهم: لا مانع من ولادة كليهما في الكعبة.

لكن في "النور": حكيم بن حزام وُلِدَ في الكعبة، ولا يعرف ذلك لغيره، وأمّا ما روي أنّ علياً عليه السلام وُلِدَ فيها، فضعيف عند العلماء

[عليٌّ وليد الكعبة "للاُردوبادي": 83.]

3- ذكر ابن أبي الحديد في "شرح نهج البلاغة" أنّ حديث الولادة مزعمة كثير من الشيعة، والمحدّثون لا يعترفون بذلك، ويزعمون أنّ المولود في البيت حكيم بن حزام

[شرح نهج البلاغة "لابن أبي الحديد" 14:1.]

4- قال الديار بكري في "تاريخ الخميس"

[تاريخ الخميس 307:2.]: وُلِدَ |عليٌّ عليه السلام| بمكّة بعد عام الفيل بسبع سنين.

ويقال: كانت ولادته في داخل الكعبة، ولم يثبت

[عليٌّ وليد الكعبة "للاُردوبادي": 85.]

ولم يقل أحدٌ بأنّ أمير المؤمنين عليه السلام وُلِدَ بعد عام الفيل بسبع سنين، فكيف ثبت ذلك عند الديار بكري؟ ولم تثبت ولادة أمير المؤمنين عليه السلام في الكعبة مع كثرة القائلين بذلك؟

/ 48