الامام عليّ وليد الكعبة وربيب النبوّة
[نفحات من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام، ديوان للمهندسة كوثر شاهين، سوريا- دمشق.]
للمهندسة السوريّة السيّدة كوثر شاهين، بعنوان:
صلّوا على "طه" النبيّ وآلهِ++
خير الصلاة بها ومن قرآنهِ
فاتلوا من الآياتِ ما قد أنزلتْ++
في ذكر خيرِ الأوصياءِ عليِّهِ
لثلاث عشرة قد مضين بجمعةٍ++
شقّ الجدار لكعبةٍ وإذا بهِ
"حواءُ" تسجدُ للإلهِ و "مريمٌ"++
مع "اُمّ موسى" يضرّعنِ بإسمهِ
وتردُ "آسيةُ" السلامَ عليكمُ++
هذا الوصيّ مضمّخٌ بعطورهِ
فلفَفنَهُ وحملنَهُ من سجدةٍ++
بشهادتين تلاهما وبختمهِ
باسم النبيّ محمّدٍ برسالةٍ++
ووصايةٍ وإمارةٍ جمعتُ بهِ
نطق السلام على الحضور فأشرقتْ++
سبعُ السموات العلا بضيائهِ
وغدا أبوهُ مهلّلاً لولادةٍ++
ومبشّراً بولايةٍ لرسولهِ
قال السلام عليكَ يا مَن بوركتْ++
منك الدُنا بوصايةٍ لنبيّهِ
ردّ السلام وقد تلألأ وجههُ++
من نورِ ربّ العرشِ فهُوَ بهديهِ
قد قال: يا أبتاهُ إلحق "مثرماً"++
في كهف "لكّامٍ" وضمنَ رحابهِ
مسجىً فبلّغهُ السلامَ لموعدٍ++
قولاً كريماً رحمةً من ربّهِ
بلّغ، فقامَ أبوه يسعى مؤمناً++
قال السلام عليك من عليائهِ
واللَّهُ أحياء "مثرماً" متشهّداً++
"للَّهِ" ثمّ "نبيّهِ" ووصيّهِ
وبكى واتبعَ ساجداً شكراً لمَنْ++
خلَقَ الدُنا واختارَ بعثَ نبيّهِ
وتلا،تمطّى ثمّ أردف موهناً++
ردَّ الغطاءَ عليّ من جنباتِهِ
فإذا هُوَ قد عادَ ميتاً مثلَما++
قبلَ النداء وعليه فضلُ غطائهِ
فأقامَ عبدُ مناف أيّاماً بِها++
مرّتْ ثلاثٌ من غداة وصولهِ
وبعيدَها والليلُ أبلجَ فجرُهُ++
جاءته تسعى حيّتانِ لِعِندهِ
عُدْ للوليّ أبا الإمامِ فإنّهُ++
يدعوكَ فارجعْ إنّنا أولى بهِ
مَنْ أنتُما؟ نحنُ الفِعال نذبُّ عن++
-هُ لحينِ أن يأتي غداً بحسابهِ
وبقدرة اللَّهِ العليِّ بخطوةٍ++
طويتْ مسافاتٌ وإذْ في بابهِ
جاءتهُ "فاطمةٌ" وقد ضحكتْ بها++
عينانِ إثرَ كلامِهِ وخطابهِ
نادتهُ "حيدرة" فقال لها اعلمي++
سمّاهُ ربُّ البيتِ من عليائهِ
ومن العلا شاءَ الإلهُ ولايةً++
ووصايةً تسمو بقربِ نبيّهِ
قال السلام عليكَ يا أبتاهُ مِن++
ربّ كريمٍ رحمةً بعبادهِ
وأتمّ بسملَةً وحمداً قارئاً++
"المؤمنونَ" بسورةٍ لرسولهِ
ردّ النبيّ وقد تهلّلَ باسماً++
بكَ أفلحوا واللَّهِ جئتَ بهديهِ
ولصدرِهِ ضمّ الإمامَ محبّةً++
ولسانهُ في فيهِ من تحنانهِ
وإذ الغداة أتاه هلّلَ ضاحكاً++
في التسعِ من ذي حجّةٍ بكتابهِ
سمّوا به "عرفات" يوم وقوفهمْ++
و "النحر" يتلو في وليمةِ ذكرهِ
واطّوفوا بالبيت سبعاً وادخلوا++
ألقوا السلام على "العليّ" لشأنهِ
فجرَتْ بذاك كسنّةٍ معمولةٍ++
من يومها وروى الرواةِ بحقّهِ
في اللوح جاء من السماء مسمّياً++
في الكعبة الغرّاء نسج حروفهِ
لكرامة المولود في طهرٍ بَدَتْ++
كالشمس لآلاءُ الضياء بوجههِ
أنعمْ بيومٍ للفضائل جامعٍ++
في جمعةٍ طهرتْ به وبذكرهِ
ولدتهُ في حرمِ الإله طهورةٌ++
مَن قد دعاها "أحمدٌ" بحروفهِ
اُماهُ إذْ كانتْ كخير اُمومةٍ++
أعطتهُ حبّاً واليتيمُ بحبّهِ
مدّ الإمام مباركاً متعهّداً++
صنو النبيّ وباب علم علومهِ
ولها أيضاً، بعنوان:
ذكرى استشهاد أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب
لا سيفَ إلّا ذُو الفِقار ولا فتى++
إلّا عليُّ المرتضى للمرسَلِ
روحي ونفسي تفتديهِ ومقلتي++
لأبي ترابٍ سيدي ومؤمّلي
مَنْ شادَ في البطحاء دينَ محمّدٍ++
مَنْ زلزلَ الأصنامَ عند الهيكلِ
مَنْ فاطمٌ ولدتْهُ داخلَ كعبةٍ++
لا قبلَهُ أحدٌ ولا بعداً يلي
مَنْ رُدّت الشمسُ التي في خدرها++
غابتْ إليه لأجل فرض تبتّلِ
مَنْ كانت الزهراءُ زوجه في السما++
قبلاً وفي الأرض ابتغاء الأفضلِ
مَنْ منهُ أبناءُ النبيّ تعاقبوا++
طُهراً ونُوراً عصمةً من أمثلِ
هُوَ خاصفُ النعلِ الذي في حبّهِ++
حبّ النبيّ وبغضُه للمقتلِ
وهُوَ الكريمُ هُوَ الغفورُ تعفّفاً++
وهُوَ الأمينُ وبابُ علم الموئلِ
وهُوَ القسيمُ هُوَ الشفيعُ شفاعةً++
بالمؤمنين ومَن كنور ينجلي
وهُوَ الوصيّ هُوَ الوليّ ببيعة++
عند الغدير وكلّ من لم يفعلِ
يغدو بكفرٍ سادراً متلبّساً++
بين الحطام عن الرسول بمعزلِ
والُوْهُ- قال محمّدٌ- كي تفلحوا++
يوم القيامة بالولاية من علي
هُوَ خاتمٌ للأوصياء وإنّني++
قد جئتُ خاتم أنبياءٍ للعلي
حينَ اجتباهُ إذ اصطفاه لاُمّهِ++
سمّاه في السبع العلا كي تنجلي
سُجُفُ الظلامِ بنورِ طلعةِ وجههِ++
وبحدّ سيفهِ نصرُ فتحٍ مقبلِ
يا سيدي يا مَنْ إليك تبتّلي++
في عتم ليلٍ إذ غدا وتوكّلي
فاسمعْ ندائي أستجير بِعَدلِكُمْ++
مِن ظلمِ دهرٍ كَلْكَلٍ متوغّلِ
قد جئتُ أبغي بابكمْ فلعلّني++
منكمْ أفوزُ ببعض علمٍ يعتلي
حرفي إليكمْ سيدي فبمدحكمْ++
نورُ الصراط يمدّ في العلياء لي
يا مَن بخاتمهِ الكريمِ تصدقتْ++
منه اليدانِ وفي الركوعِ الأفضلِ
ناداهُ جبريلُ المَلاكُ بوقعةٍ++
والنقعُ في الهيجاء ليس بمنجلِ
لا سيفَ إلّا ذُو الفِقار ولا فتى++
إلّا عليّ للنبيّ المرسَلِ
يا أوّلاً يا آخِراً يا ظاهِراً++
يا باطِناً إنّي إليك توسّلي
من باب حكمتك التي من غيرِها++
أمسي يتيماً ضائعاً في الأحبُلِ
أسبغْ بفضلك إنّني لا أرتجي++
إلّا موالاتي بقلب للولي
هُوَ سيّد الكونينِ باب مدينةٍ++
للعلم في نصّ الكتابِ المنزَلِ
وبراءةٌ تعطي يداه ونفسه++
وبنفحِ طوبى عند قاعٍ مُمْحِلِ
وهُوَ الذي حملَ اللواءَ مجاهداً++
في نشر دين اللَّه يضربُ من علي
حتّى الملائكة الذين تنزّلوا++
يومَ الجهاد بهمْ من النور العلي
في شبه وجهِهِ يضربون كأنّهمْ++
في كفّهم سيفُ الإمام المنجلي
والعرشُ زُيّنَ باسمهِ فحروفُهُ++
صيغتْ من اللَّه العليّ المعتلي
يا سيّد البطحاء بعدَ محمّدٍ++
في محكم التنزيل للمتوسّلِ
يأتيكَ حبّاً قارئاً من آيةٍ++
فيها السلام لكلّ داءٍ معضلِ
قد جئتُ بابك سيّدي متوسّلاً++
في خير شهرٍ أستميح تأمّلي
أتلو كتابَ اللَّه نور هدايةٍ++
وتجيشُ نفسي بالعيون الهُمّلِ
في الثلث من رمضان تبكي أدمعي++
ويهيمُ قلبي خاشعاً للمرسلِ
في بيت ربّ البيت جاءَ مكبّراً++
للَّهِ يسجدُ في رحاب الأمثلِ
وغدا شهيد البيت عندَ سُجُودِهِ++
وبحرمةِ المحرابِ فاسمعْ واعقلِ
قول الرسول مخاطباً لوليّهِ++
صلّى الإلهُ عليهما فتوسّلي
عندَ الغريّ أجوزُ كلّ مسافةٍ++
في ركعةٍ للَّهِ أسجدُ للعلي
بتقربّي لأبي ترابٍ ألتجى++
عندَ القيامة بالقسيمِ الأعدلِ
صلّوا وزيدوا بالصلاة محبّةً++
للعترة الأطهارِ في النصّ الجلي
وقال بعضهم:
وتدورُ حُبلى والجنينُ يقودُها++
ليشقّ إجلالاً لذاكَ جِدارُهُ
وضعتْكَ بالبيتِ العتيقِ تطوفُهُ++
قطب الوجود ليستقيم مدارُهُ
وقال آخر:
كالدرّ وُلِدْتَ ياتمامِ الشرفِ++
في الكعبة واتّخذتْها كالصَدَفِ
واستقبلت الوجوهُ شطرَ الكعبة++
والكعبةُ وجهُها تجاهَ النَجَفِ [من محفوظات الشيخ حسن أخوان.]
وفي الديوان الفارسي للشاعرالتركي محمّد الفضولي يقول في قصيدة مطلعها:
ماييم درد پرور دنياى بيوفا++
با درد كرده خوشده مستغنى از دوا
إلى أن يقول ما نصّه:
شاهنشه سرير ولايت ولىّ حق++
سلطان دين إمام مبين شاه اوليا
اصل تمييز شرع نبى از طريق كفر++
وجه تفوّق نبى ما بر انبيا
از ذات پاك او صدف كعبه پر گهر++
وز فيض خاك او شرف ارض بر سما
از نسخه كرامت عامش سياهه ايست++
شرح شب مبارك معراج مصطفا
وز لاله زار حرمت آبش حديقه++
خاك بخون سرشته صحراى كربلا
ريگ نجف زپرتو ميل مزار تو++
در چشم مردمان مكرم است چو توتيا
إلى أن يقول ما نصّه:
روزى مباد اين كه براى توقّعى++
از من بغير آل على سرزند ثنا
در عمر خويش غير ثناى عليّ وآل++
از هرجه كرده ايم بيان توبه ربّنا [ديوان فارسى فضولى، به اهتمام حسيبه مازى اوغلو،كنگره بزرگداشت حكيم محمد فضولى- تهران 1374ش.]
وقرأت هذا البيت بالفارسية، على جدار الرواق الكبير الموصل للداخل من ايوان الذهب إلى البابين الذهبيّين للحضرة المقدّسة العلويّة:
در كعبه شد پديد و بمحراب شد شهيد++
نازم بحسن مطلع و حسنِ ختامِ او
فترجمته إلى العربيّة نظماً:
في كعبة القدس شاء اللَّهُ مولدَهُ++
أكرمْ بِهِ مَطلعاً يختارُهُ اللَّهُ
حُسنُ الخِتام لَهُ المِحرابُ مشهدُهُ++
وأصبح النجفُ الميمونُ مَثواهُ [شقاشق، من نظم السيّد محمّد رضا الحسيني الجلالي، في رجب "1422 ه".]
و مما قلتُ:
ولدتْ فاطمةٌ بنتُ أسدْ++
شبلَها حيدرَ في بيتِ الصَمَدْ
أَعْلَنَ النُقّادُ بالإجماعِ أنْ++
لمْ يكنْ فيهِ لَهُ كُفْوَاً أَحَدْ
للمولى محمّد طاهر القمي بالفارسيّة:
دليل رفعت شأن علىّ اگر خواهى++
به اين كلام دمى گوش خويشتن مى دار
چو خواست مادرش از بهر زادنش جائى++
درون خانه خاصش بداد جا جبّار
پس آن مطهّره با احترام داخل شد++
در آن مقام مقدّس بزاد مريم وار
برون چو خواست كه آيد پس از چهارم روز++
ندا شنيد كه نامش برو عليّ بگذار
فداى نام چنين زاده اى بود جانم++
چنين امام گزينيد يا اُولى الأبصار [مجله "پاسدار اسلام" القمية، سال پنجم، شماره 52، الصفحة 8.]
وقال آخر:
اى آنكه حريم كعبه كاشانه تواست++
بطحا صَدَف درّ گرانمايه تو است
گر مولد تو بكعبه آيد چه عجب++
اى نسل خليل خانه خدا خانه تو است
وقال آخر:
بهركس نگردد ميسّرْ سعادتْ++
بكعبهْ ولادتْ بمسجدْ شهادتْ [من محفوظات الشيخ حسن أخوان.]
وقال الشيخ محمّد حسن المولوي القندهاري الخراساني، مضمّناً مطلع 'الغديرية العصماء' للشيخ الملّا علي الخوئي النجفي بن علي رضا "1292-1350 ه." [نقباء البشر "للطهراني" 1491:4، وشعراء الغري 419:6.] يقول في مقطع منه:
علي اي مخزن سرِّ معبودْ++
رونق افزايِ گلستانِ وجودْ
كعبه از قوسِ نزولتْ مسعودْ++
مسجدِ كوفه ترا قوسِ صعودْ
خالقتْ چون درِ هستى بگشودْ++
عشق بازى به تو بودش مقصودْ
غرض از عشق و محبّت اين بودْ++
تا گشايد به جهان سفره جودْ
من چه گويم به مديحِ حيدرْ++
عاجز از مدحِ علي جنّ و بشرْ
"ها عليٌّ بَشَرٌ كيفَ بَشَرْ++
رَبُّهُ فِيهِ تَجَلّى وَظَهَرْ" [داستانهاى شگفت "للشهيد دستغيب الشيرازي": 317، رقم 145، وهو موجود في ديوان الشاعر باسم "غبار نجف" المخطوط.]