ولید الکعبة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ولید الکعبة - نسخه متنی

السیّد محمدرضا الحسینی الجلالی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


حديث المولد الشريف وتواتره


يفتتح المؤلّف حديثه في هذا الباب بمقدّمة قصيرة جميلة تنمّ على قدرة عجيبة في اختيار الألفاظ ودقّتها على المراد.

يقول فيها: 'إنّ المنقب في التاريخ والحديث جدّ عليم بأنّ هذه الفضيلة من الحقائق التي تطابق على إثباتها الرواة، وتطامنت النفوس على اختلاف نزعاتها على الإخبات بها حيث لا يجد الباحث قطّ غميزَة في إسنادها، ولا طعناً في أصلها، ولا مُنتدحاً للكلام على اعتبارها، وتضافر النقل لها وتواترت الأسانيد إليها، وإن وجدَ حولها صَخباً من شذّاذ الناس وطأه بأخمص حجاه، وأهواه إلى هوة البطلان السحيقة'.

بعد هذه المقدّمة راح ينقل الرواية التي تحكي ولادةً اُخرى غير ولادة علي عليه السلام داخل الكعبة. ولادة حكيم بن حزام، التي يرويها مصعب بن عبداللَّه، والتي ما إن يصل النيسابوري إلى الفقرة الثانية فيها '... ولم يولد قبلَه ولا بعدَه في الكعبة أحد' وهي من زيادة هذا الراوي حتّى قال: 'وهَم مصعب في الحرف الأخير وقد تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب- كرّم اللَّه وجهه- في جوف الكعبة'

[المستدرك 483:3.]

من هذا يتضح أنّ الحاكم وإن لم يناقش الفقرة الأُولى من الرواية "ولادة حكيم في الكعبة" بل سكت عنها مكتفياً بأ نّه وصف مصعباً بالتوهّم إلّا أ نّه نفاها في كلامٍ آتٍ له أثبته الحافظ الكنجي.

أقول: إنّه لم يكن متوهّماً بل يقول ما يعني ويعني ما يقول، إنّه كان قاصداً لمآرب في نفسه كما ذكرنا ذلك في المقدّمة.

ومع هذا فإنّ الشيخ الاُردوبادي راح ينقل الإطراء على الحاكم: والحاكم من أذعن الكلّ بثقته وحفظه وضبطه وتقدّمه في العلم والحديث والرجال والمعاجم طافحة بإطرائه والثناء عليه، والكتب مفعمة بالاحتجاج به والركون إليه، وتآليفه شاهدة بِنُبُوغه وتضلّعه، فناهيك به حاكماً بتواتر الحديث، أي حديث ولادة أمير المؤمنين عليه السلام في جوف الكعبة.

ثمّ نقل نصوصاً اُخرى توافق ما ذكره الحاكم في مستدركه، ومن هذه النصوص:

نصٌّ لشاه ولي اللَّه أحمد بن عبد الرحيم المحدّث الدهلوي وهو والد عبد العزيز الدهلوي مصنّف "التحفة الاثنا عشرية" في الردّ على الشيعة: 'قد تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علياً في جوف الكعبة، فإنّه وُلِدَ في يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة في الكعبة ولم يولد فيها أحد سواه قبلَه ولا بعدَه'.

هذا النصّ ورد في كتاب "إزالة الخفاء 251: 2، ط. الهند

ويتضمّن أمرين مهمّين:

تواتر الأخبار بالولادة.

نفيه لأيّة ولادة اُخرى غير ولادة أمير المؤمنين عليه السلام.

وأمّا الحافظ الكنجي الشافعي "ت 658 ه" فقد حمل إلينا في كتابه "كفاية الطالب" الذي ذكره الچلبي في كشف الظنون ونقل عنه ابن الصباغ المالكي في فصوله المهمّة واحتجّ به ابن حجر قال:

'أخبرنا الحافظ أبو عبد اللَّه محمّد بن محمود النجار بقراءتي عليه ببغداد، قلت له: قرأت على الصفار بنيسابور: أخبرتني عمّتي عائشة، أخبرنا ابن الشيرازي، أخبرنا الحاكم أبو عبد اللَّه محمّد بن عبد اللَّه الحافظ النيسابوري قال: 'ولد أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب بمكّة في بيت اللَّه الحرام، ليلة الجمعة، لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب، سنة ثلاثين من عام الفيل، ولم يولد قبلَه ولا بعدَه مولود في بيت اللَّه الحرام سواه، إكراماً له بذلك، وإجلالاً لمحلّه في التعظيم'

[كفاية الطالب: 407، وانظر الغدير "للشيخ الأميني" 22:6.]

وهو أيضاً نصّ من الحاكم لا ريب فيه على أنّ الولادة تمّت في الكعبة وفيه نفي لأيّة ولادة اُخرى مزعومة كولادة حكيم.

لشهاب الدين أبي الثناء السيّد محمود الآلوسي المفسّر ورد في شرحه لعينية العمري حينما قرأ:

أنتَ العليُّ الذي فوقَ العُلا رُفعا++

بِبَطْنِ مكّةَ عند البيت إذْ وُضِعا

قال: 'وفي كون الأمير- كرّم اللَّه وجهه- وُلِدَ في البيت، أمر مشهور في الدنيا، وذكر في كتب الفريقين السنّة والشيعة... إلى قوله: ولم يشتهر وضع غيره- كرّم اللَّه وجهه- كما اشتهر وضعه، بل لم تتّفق الكلمة عليه.

وما أحرى بإمام الأئمّة أن يكون وضعه فيما هو قبلة للمؤمنين، وسبحان من يضع الأشياء في مواضعها وهو أحكم الحاكمين'

[الغدير "للشيخ الأميني" 22:6.]

أقول: وحينما وصل إلى بيت آخر من قصيدة العمري نفسها:

وأنت أنت الذي حطّت له قَدَمٌ++

في موضعٍ يدَهُ الرحمنُ قَد وَضعا

وقيل: أحبّ عليه الصلاة والسلام- يعني علياً عليه السلام- أن يكافئ الكعبة حيث ولد في بطنها بوضع الصنم عن ظهرها، فإنها كما ورد في بعض الآثار كانت تشتكي إلى اللَّه تعالى عبادة الأصنام حولها وتقول: أي ربّ حتى متى تعبد هذه الأصنام حولي؟ واللَّه تعالى يعدها بتطهيرها من ذلك، وإلى هذا المعنى أشار العلّامة السيّد رضا الهندي بقوله:

لما دعاك اللَّهُ قِدماً لأنْ++

تولَدَ في البيتِ فلبّيتهُ

شكرتَه بين قريشٍ بأنْ++

طهّرتَ من أصنامهم بَيتهُ

[انظر الغدير 22:6-23.]

وبعد ذلك راح المؤلّف ينقل أقوالاً اُخرى لعلماء من الشيعة منهم العلّامة السيّد الحسيني الآملي صاحب كتاب "الكشكول فيما جرى على آل الرسول": 'أ نّه وُلِدَ في الكعبة بالحرم الشريف فلم يسبقه أحد، ولا يلحقه أحد بهذه الكرامة...'

[الكشكول: 189.]

ومنهم العلامّة السيّد هاشم البحراني في "غاية المرام" قال: 'أنّ الروايات التي فيها أنّ أمير المؤمنين عليه السلام وُلِدَ في الكعبة بلغت حدّ التواتر، وهي معلومة في كتب العامّة والخاصّة'

[غاية المرام: 13.]

ومنهم السيّد محمّد الهادي الحسيني في كتابه "أُصول العقائد وجامع الفوائد" حيث قال: 'كان مولده عليه السلام في جوف الكعبة على ما روته الشيعة وأهل السنة'

[اُصول العقائد: 165 مترجماً من الفارسية وملخصاً.]

فهو يريد- والكلام للمؤلّف- أنّ الحديث ممّا تصافقت الأيدي على نقله، وتطامنت النفوس على روايته، وأصفقت الجماهير من الفريقين على إثباته، وذلك الذي نريد إثباته، وبه يثبت التواتر.

خبر الولادة عند من لا يعمل إلّا بالخبر المتواتر


وبعد كلّ ذلك انتقل المؤلف إلى أنّ هناك بعضاً من العلماء لا يأبه في عمله إلّا بالخبر المتواتر في وقت يعمل فيه جمعٌ منهم بالآحاد.

ومن اُولئك: الشيخ الطبرسي صاحب تفسير مجمع البيان "ت 548 ه" حيث قال في كتابه "إعلام الورى":

'لم يولد قط في بيت اللَّه تعالى مولود سواه لا قبلَه ولا بعدَه، وهذه فضيلة خصّه اللَّه تعالى بها إجلالاً لمحلّه ومنزلته وإعلاءً لقدرته'

[اعلام الورى: 153.]

ومن اُولئك: الشريف المرتضى "ت 436 ه" وهو يشرح القصيدة المذهبة للسيّد الحميري، قال:

'وروي أ نّها- يعني فاطمة بنت أسد- ولدته في الكعبة، ولا نظير له في هذه الفضيلة'

[شرح القصيدة المذهبة: 51.]

وهنا يقول المؤلف:

وليس قصده من إيرادها بلفظ 'روي' إسنادها إلى رواية مجهولة، وإنّما جرى فيها على ديدنه في هذا الكتاب من سرد الحقائق الراهنة مقطوعة عن الأسانيد لشهرتها وتضافر النقل لها وتداولها في الكتب لفتاً للأنظار إليها وإشادة بذكرها على نحو الاختصار، وعلى ذمّة الباحث إخراجها من مظانّها، ولذلك تراه يقول بعد الرواية غير متلكى ء ولا متلعثم: 'ولا نظير له...' كجازمٍ بحقيقتها، مؤمن بصحّتها وتواترها، وإلّا لَلَفَظَها كما هو دأبه في غير واحد من الأحاديث.

والشريف الرضيّ، "ت 406 ه" في كتابه "خصائص الأئمّة" حيث قال: 'ولد عليه السلام بمكة في البيت الحرام لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة، واُمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وهو أوّل هاشميّ في الإسلام وُلِدَ من هاشم مرّتين، ولا نعلم مولوداً في الكعبة غيره'

[خصائص الأئمة: 39.]

كما حذا حذوهما شيخ الطائفة الطوسي، "ت 460 ه" في "التهذيب" ثالث الكتب الأربعة المعوّل عليها عند الشيعة حيث قال: 'ولد بمكّة في البيت الحرام يوم الجمعة...'

[التهذيب 19:6 كتاب المزار.]

وروى في "مصباح المتهجّد" تأريخ شهر الولادة ومحلّها

[مصباح المتهجد: 741 و 754.]

ومنهم أيضاً الشيخ المفيد، "ت 413 ه" قال في "الإرشاد": 'ولد بمكّة في البيت الحرام يوم الجمعة، ولم يولد قبلَه ولا بعدَه مولود في بيت اللَّه سواه، إكراماً له من اللَّه جلّ اسمه له بذلك، وإجلالاً لمحلّه في التعظيم'

[الإرشاد: 90، والمقنعة: 72، ومسار الشيعة: 35.] كما روى في مزاره وشاركه في هذا كلّ من الشهيد في مزاره وابن طاوس في مصباح الزائر ما علّمه الإمام الصادق عليه السلام لمحمّد بن مسلم حين زيارته أمير المؤمنين عليه السلام: 'السلام عليك يا من وُلِدَ في الكعبة أو السلام على المولود في الكعبة'

[انظر الإقبال: 608، ومصباح الزائر: 106، والمزار الكبير: 267، والبحار 374:100.]

والشيخ المفيد- والقول للمؤلّف- من عرفته الاُمّة بالنقد والتمحيص وأ نّه كيف كان يردّ الأخبار لأدنى علّة في أسانيدها أو متونها أو يتردّد في مفادها، يعرف ذلك كلّه من سبر كتبه ورسائله ومسائله، أو هل تراه مع ذلك يعدل عن خطته القويمة فيرمي القول على عواهنه بذكر الواهيات على سبيل الجزم بها لا سيّما في كتاب "الإرشاد" الذي قصد فيه إعلاء ذكر آل محمّد صلى الله عليه و آله والتنويه بفضلهم وإمامتهم وتقدّمهم فيها، فهل يذكر فيه إلّا ما هو مسلّم بين الفريقين أو الملأ الشيعي على الأقلّ؟!

وتبع الشيخ المفيد معاصره النسّابة ابن الصوفي

[انظر المجدي: 11.]

مع السيّد الحميري:

وقد أوشك هذا الفصل على نهايته، ارتأى الشيخ أن يقتطع شيئاً ممّا نظمه السيّد الحميري "ت 179 ه" فيما يخصّ ولادة الإمام عليه السلام في الكعبة:

ولدته في حرم الإله وأمنهِ++

والبيت حيثُ فناؤه والمسجدُ

بيضاءُ طاهرةُ الثياب كريمةٌ++

طابَتْ وطابَ وليدُها والمولدُ

وله أبيات اُخرى منها:

طِبت كَهلاً وغُلاماً++

ورَضيعاً وجَنينا

وببَطْنِ البيتِ مولُو++

داً وفي الرَمْلِ دَفينا

[انظر المناقب "لابن شهر آشوب" 175:2-176، وروضة الواعظين: 81، وأعيان الشيعة 324:1.]

وقد عدّ المؤلّف نظم السيّد الحميري هذا أثبت لمفاده من أسانيد متساندة. والسبب في هذا- كما يقول المؤلّف-: هو أنّ السيّد الحميري الذي كان يسير بشعره الركبان في القرن الثاني، والذي راح ينافح الآخرين من أعداء أهل بيت الوحي عليهم السلام وحتّى تكون حجّته قويّة لابدّ له من أن يحاججهم لا بالواهيات ولا بما لا يعرفه الناس أو لا يعترفون به.

وممّا نظمه كلّ من السرخسي:

ولدتْهُ منجبةٌ وكان وِلادُها++

في جوف كعبة أفضل الأكنان

والشفهيني:

أم هل ترى في العالمين بأسرهم++

بَشَراً سواه ببيتِ مكّة يولَدُ؟

ويختم هذا الفصل بقول ثقة الإسلام النوري: 'إنّ هذه الفضيلة الباهرة جاءت في أخبار غير محصورة، ومنصوص بها في كلمات العلماء وفي ضمن الخطب والأشعار...'.

وهنا يقول المؤلّف: ومهما حملنا قوله إنّها: 'جاءت في أخبار غير محصورة' على المبالغة، فإن أقل مراتبه أن تكون متواترة.

/ 48