موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 1

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




اسرة الإمام عليّ



الولادة


النسب



إنّ اُرومة الناس دليل على شخصيّتهم وفكرهم وثقافتهم. فاُولو النزاهة والصلاح والعقل والحكمة ينحدرون- في الغالب- من اُسَر كريمة طيّبة مهذّبة، وذوو السوء والقبح والشرّ غالباً هم ممّن نشأ في أحضان غير سليمة، وانحدر من اُصول لئيمة. ويتجلّى القسم الأوّل في الأنبياء- الذين هم عِلْية وجوه التاريخ، وقمم الشرف والكرامة والعزّة- ومَنْ تفرّع من دوحاتهم، ورسخت جذوره في بيوتاتهم الرفيعة.


وكانت لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام جذور ضاربة في سلالة طاهرة كريمة هي سلالة إبراهيم عليه السلام، فهو كرسول اللَّه صلى الله عليه و آله في ذلك. وإبراهيم عليه السلام هو بطل التوحيد، الراغب إلى اللَّه، المغرم بحبّه، وهو الواضع سنّة الحجّ؛ رمز العبودية ومقارعة الشرك. وهكذا فالحديث عن جُدود النبيّ صلى الله عليه و آله حديث عن جدود


عليّ عليه السلام، والكلام عن سلالته صلى الله عليه و آله هو بعينه الكلام عن سلالة أخيه ووصيّه عليه السلام، قال صلى الله عليه و آله في أسلافه:


'إنّ اللَّه اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل بني كِنانة، واصطفى من بني كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم'.


[سنن الترمذي: 3605:583:5، كفاية الطالب: 410.]


وهكذا فبنو هاشم هم صفوة اختيرت من بين صفوة الاُسر، ورسول اللَّه صلى الله عليه و آله وعليّ عليه السلام هما صفوة هذه الصفوة، قال الإمام عليه السلام واصفاً سلالة النبيّ صلى الله عليه و آله:


'اُسرته خير الاُسر، وشجرته خير الشجر؛ نَبَتت في حرَم، وبَسَقت في كَرَم، لها فروع طوال، وثمر لا يُنال'.


[نهج البلاغة: الخطبة 94 والخطبة 161 نحوه وراجع الخطبة 96.]


وهذا الثناء- بحقّ- هو ثناء على سلالته عليه السلام أيضاً، حيث قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: 'أنا وعليّ من شجرة واحدة'.


[راجع: القسم التاسع/عليّ عن لسان النبيّ/الخلقة/أنا وعليّ من نور واحد.]


وقال:


'لحمه لحمي، ودمه دمي'.


[راجع: القسم التاسع/عليّ عن لسان النبيّ/الخلقة/أنا وعليّ من نور واحد.]


وعلى هذا يكون بيت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وبيت عليّ هو بيت النبوّة، واُرومتهما اُرومة النور والكرامة، وهما المصطفيان من نسل إبراهيم وبني هاشم، مع خصائص ومزايا سامقة؛ كالطهارة، والفصاحة، والسماحة، والشجاعة، والذكاء، والحياء، والعفّة، والحلم، والصبر وأمثالها.


[راجع: كتاب 'أهل البيت في الكتاب والسنّة'/جوامع خصائصهم.] ناهيك عن منزلتهما المرموقة


العليّة بين قبائل العرب بأجمعها.


1- المناقب لابن المغازلي عن مُصعب بن أعبداللَّه: هو عليّ بن أبي طالب بن أعبدالمطَّلب بن هاشم بن أعبدمَناف بن قُصَيّ بن كِلاب بن مُرّة بن كَعْب بن لُؤَيّ ابن غالب بن فِهْر بن مالك بن النَّضْر بن كِنانة بن خُزَيْمة بن مُدْرِكة بن إلياس بن مُضَر بن نَزار بن معدّ بن عَدنان. واسم أبي طالب أعبدمَناف.


[المناقب لابن المغازلي: 1:5.]


2- شرح نهج البلاغة: هو أبوالحسن عليّ بن أبي طالب- واسمه أعبدمناف- ابن أعبدالمطّلب- واسمه شَيْبة- ابن هاشم- واسمه عمرو- ابن أعبدمناف بن قصيّ.


[شرح نهج البلاغة: 11:1.]


3- الإمام عليّ عليه السلام- من كلام له على منبر البصرة-: اسم أبي: أعبدمناف، فغلبت الكنية على الاسم، وإنّ اسم أعبدالمطّلب: عامر، فغلب اللقب على الاسم، واسم هاشم: عمرو، فغلب اللقب على الاسم، واسم أعبدمناف: المغيرة، فغلب اللقب على الاسم، وإنّ اسم قصيّ: زيد، فسمّته العرب مجمعاً؛ لجمعه إيّاها من البلد الأقصى إلى مكّة، فغلب اللقب على الاسم.


[معاني الأخبار: 1:121، الأمالي للصدوق: 954:700 كلاهما عن الحسن البصري، بحارالأنوار: 5:51:35.]


4- رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: خُلقت أنا وعليّ من نور واحد... فلم يزل ينقلنا اللَّه عزّ وجلّ من أصلاب طاهرة إلى أرحام طاهرة حتى انتهى بنا إلى أعبدالمطّلب.


[معاني الأخبار: 4:56 عن أبي ذرّ.]


راجع: القسم التاسع/عليّ عن لسان النبيّ/الخلقة.


الاب



أعبدمناف بن أعبدالمطّلب، المشهور بأبي طالب، أحد العشرة من أولاد أعبدالمطّلب.


[تاريخ اليعقوبي: 11:2، شرح الأخبار: 219:3.]


وكان أعبدالمطّلب الوجه المتألِّق في قريش، وله منزلته السامقة في أوساطها. ثمّ جاء بعده ولده أبوطالب فورث تلك المكانة الاجتماعيّة العليّة.


[راجع: تاريخ اليعقوبي: 13:2.]


وكانت اُسرة أبي طالب أوّل الاُسر التي اجتمع فيها زوجان هاشميّان.


[الكافي: 452:1؛ المستدرك على الصحيحين: 4573:116:3، فضائل الصحابة لابن حنبل: 933:555:2، المعجم الكبير: 151:92:1، سير أعلام النبلاء: 17:118:2، اُسد الغابة: 7176:213:7، الاستيعاب: 3486:446:4، تاريخ دمشق: 14:42، المناقب لابن المغازلي: 2:6، المناقب للخوارزمي: 9:46.]


تولّى أبوطالب رعاية النبيّ صلى الله عليه و آله الذي فقد أبويه في طفولته، ثمّ فقد جدّه.


[الطبقات الكبرى: 119:1، تاريخ الطبري: 277:2، مروج الذهب: 281:2، أنساب الأشراف: 105:1.]


ولمّا بُعث أمين قريش صلى الله عليه و آله لم يدّخر أبوطالب وسعاً في دعمه ومؤازرته على ما هو بسبيله في مسيرته الجهادية الشاقّة.


وآمن به أرسخ الإيمان،


[الكافي: 28:448:1 تا 33، الأمالي للصدوق: 979:712.] وأصحر بذلك في شِعره.


[الكافي: 29:448:1، الأمالي للصدوق: 980:712، تاريخ اليعقوبي: 31:2، شرح الأخبار: 222:3؛ السيرة النبويّة لابن هشام: 377:1، شرح نهج البلاغة: 77:14.] وكانت منزلته


الاجتماعيّة السامية بين قريش وأهل مكّة، ودعمه السخيّ لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله، حائلَين أصليّين دون وصول الأذى إليه صلى الله عليه و آله من قريش.


[السيرة النبويّة لابن هشام: 57:2.]


رافقه في حصار الشِّعب، وتحمّل مصائب المقاطعة الاقتصاديّة على كبر سنّه، ولم يتنازل عن معاضدته ومواساته.


[الطبقات الكبرى: 209:1، تاريخ الطبري: 336:2، الكامل في التاريخ: 504:1، السيرة النبويّة لابن هشام: 376:1.]


وكان له حقّ عظيم على الإسلام والمسلمين في غربة الدين يومئذٍ. وبعد خروجه من الشعب فارق الحياة حميداً. ففقد النبيّ صلى الله عليه و آله بوفاته ووفاة خديجة عليهماالسلام عضدَين وفيّين مضحّيين. واشتدّ أذى قريش وتعذيبها للمؤمنين عقب ذلك.


[الطبقات الكبرى: 211:1، تاريخ الطبري: 343:2، الكامل في التاريخ: 507:1، السيرة النبويّة لابن هشام: 57:2؛ الكافي: 31:449:1 و ج 536:340:8، كمال الدين: 31:174.]


5- كمال الدين عن الأصبغ بن نباتة: سمعت أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه يقول: واللَّه ما أعبدأبي ولا جدّي أعبدالمطّلب ولا هاشم ولا أعبدمناف صنماً قطّ! قيل له: فما كانوا يعبدون؟ قال: كانوا يصلّون إلى البيت على دين إبراهيم عليه السلام، متمسّكين به.


[كمال الدين: 32:174، بحارالأنوار: 22:81:35.]


6- الإمام الصادق عليه السلام: إنّ أباطالب أظهر الكفر وأسرّ الإيمان. فلمّا حضرته الوفاة أوحى اللَّه عزّ وجلّ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: اُخرج منها؛ فليس لك بها ناصر. فهاجر إلى المدينة.


[كمال الدين: 31:174 عن محمّد بن مروان، بحارالأنوار: 21:81:35.]


7- عنه عليه السلام: كان أميرالمؤمنين عليه السلام يعجبه أن يُروى شعر أبي طالب وأن يُدوَّن، وقال: تعلَّموه وعلِّموه أولادكم؛ فإنّه كان على دين اللَّه، وفيه علم كثير.


[إيمان أبي طالب لفخّار بن معد: 130 عن عليّ بن أحمد بن مسعدة عن عمّه، بحارالأنوار: 54:115:35.]


8- إيمان أبي طالب عن عليّ بن محمّد الصوفي العلوي العمري: أنشدني أبوأعبداللَّه بن منعية


[كذافي المصدر، وفي بحارالأنوار: 'بن صفيّه'.] الهاشمي- معلّمي بالبصرة- لأبي طالب:




  • لقد أكرم اللَّه النبيّ محمّداً
    وشقّ له من اسمه لِيُجلَّه
    فذو العرش محمودٌ وهذا محمّدُ



  • فأكرمُ خَلق اللَّه في الناس أحمدُ
    فذو العرش محمودٌ وهذا محمّدُ
    فذو العرش محمودٌ وهذا محمّدُ



[إيمان أبي طالب لفخّار بن معد: 284، بحارالأنوار: 73:128:35 وراجع الإصابة: 10175:197:7.]


9- إيمان أبي طالب عن ضوء بن صلصال: كنت أنصر النبيّ صلى الله عليه و آله مع أبي طالب قبل إسلامي، فإنّي يوماً لجالس بالقرب من منزل أبي طالب في شدّة القيظ، إذ خرج أبوطالب إليّ شبيهاً بالملهوف، فقال لي: يا أباالغضنفر، هل رأيت هذين الغلامين؟- يعني النبيّ وعليّاً صلوات اللَّه عليهما- فقلت: ما رأيتهما مذ جلست، فقال: قم بنا في الطلب لهما؛ فلست آمَنُ قريشاً أن تكون اغتالتهما.


قال: فمضينا حتى خرجنا من أبيات مكّة، ثمّ صرنا إلى جبل من جبالها فاستَرْقيناه إلى قلّته، فإذا النبيّ صلى الله عليه و آله وعليّ عليه السلام عن يمينه وهما قائمان بإزاء عين الشمس يركعان ويسجدان. قال: فقال أبوطالب لجعفر ابنه: صِل جناح ابن عمّك، فقام إلى جنب عليّ، فأحسّ بهما النبيّ صلى الله عليه و آله فتقدّمهما، وأقبلوا على أمرهم حتى فرغوا ممّا كانوا فيه، ثمّ أقبلوا نحونا، فرأيت السرور يتردّد في وجه


أبي طالب، ثمّ انبعث يقول:




  • إنّ عليّاً وجعفراً ثقتي
    لا تخذلا وانصرا ابن عمّكما
    واللَّه لا أخذل النبيّ ولا
    يخذله من بنيَّ ذو حَسَبِ



  • عند مُلِمّ الزمان والنُّوَبِ
    أخي لاُمّي من بينهم وأبي
    يخذله من بنيَّ ذو حَسَبِ
    يخذله من بنيَّ ذو حَسَبِ



[إيمان أبي طالب لفخّار بن معد: 248، كنز الفوائد: 270:1 نحوه، بحارالأنوار: 63:120:35؛ شرح نهج البلاغة: 269:13 نحوه.]


10- الفصول المختارة- في ذكر ما جرى في شعب أبي طالب-: لمّا نامت العيون، جاء أبوطالب ومعه أميرالمؤمنين عليه السلام فأقام رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وأضجع أميرالمؤمنين عليه السلام مكانه، فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: يا أبتاه، إنّي مقتول، فقال أبوطالب:




  • اصبِرنْ يا بُنيّ فالصبر أحجى
    قد بذلناك والبلاء شديدٌ
    لفداء الأغرّ ذي الحسب الثا
    إن تُصبْك المنون فالنبل يبرى
    كلّ حيٍّ وإن تملى بعيشٍ
    آخذٌ من سهامها بنصيبِ



  • كلّ حيّ مصيره لشعوبِ
    لفداء النجيب وابن النجيبِ
    قب والباع والفناء الرحيبِ
    فمصيبٌ منها وغير مصيبِ
    آخذٌ من سهامها بنصيبِ
    آخذٌ من سهامها بنصيبِ




قال: فقال أميرالمؤمنين عليه السلام:




  • أتأمرني بالصبر في نصر أحمدٍ
    ولكنّني أحببت إظهارَ نصرتي
    وسعيي لوجه اللَّه في نصر أحمدٍ
    نبيّ الهدى المحمود طفلاً ويافعا



  • وواللَّه ما قلت الذي قلت جازعا
    وتعلمَ أنّي لم أزل لك طائعا
    نبيّ الهدى المحمود طفلاً ويافعا
    نبيّ الهدى المحمود طفلاً ويافعا



[الفصول المختارة: 58، المناقب لابن شهر آشوب: 64:1، روضة الواعظين: 64 وفيه إلى 'بنصيب'، بحارالأنوار: 31:93:35؛ شرح نهج البلاغة: 64:14.]


11- الكافي عن إسحاق بن جعفر عن الإمام الصادق عليه السلام: قيل له: إنّهم يزعمون أنّ أباطالب كان كافراً؟ فقال: كذبوا، كيف يكون كافراً وهو يقول:




  • ألم تعلموا أنّا وجدنا محمّداً
    نبيّاً كموسى خُطّ في أوّل الكتبِ



  • نبيّاً كموسى خُطّ في أوّل الكتبِ
    نبيّاً كموسى خُطّ في أوّل الكتبِ



وفي حديث آخر: كيف يكون أبوطالب كافراً وهو يقول:




  • لقد علموا أنّ ابننا لا مكذَّبٌ
    وأبيض يُستسقى الغمامُ بوجههِ
    ثمال اليتامى عصمة للأراملِ



  • لدينا ولا يعبا بقِيل الأباطلِ
    ثمال اليتامى عصمة للأراملِ
    ثمال اليتامى عصمة للأراملِ



[الكافي: 29:448:1، بحارالأنوار: 81:136:35.]


12- إيمان أبي طالب عن الحسن بن جمهور العمي يرفعه: قيل لتأبّط شرّاً الشاعر- واسمه ثابت بن جابر-: من سيّد العرب؟ فقال: اُخبرُكم: سيّد العرب أبوطالب بن أعبدالمطّلب. وقيل للأحنف بن قيس التميمي:


[راجع: القسم السادس عشر:الأحنف بن قيس.] من أين اقتبست هذه الحكم، وتعلّمت هذا الحلم؟ قال: من حكيم عصره وحليم دهره؛ قيس بن عاصم المنقري.


[هو قيس بن عاصم بن سنان بن خالد بن منقر بن عبيد بن مقاعس، وفد على النبيّ صلى الله عليه و آله في وفد بني تميم وأسلم سنة تسع، ولمّا رآه النبيّ صلى الله عليه و آله قال: هذا سيّد أهل الوبر. وكان عاقلاً حليماً مشهوراً بالحلم، قيل للأحنف بن قيس: ممّن تعلّمت الحلم؟ فقال: من قيس بن عاصم؛ رأيته يوماً قاعداً بفناء داره، محتبياً بحمائل سيفه يحدّث قومه، إذ اُتِيَ برجل مكتوف وآخر مقتول، فقيل: هذا ابن أخيك قتل ابنك، قال: فواللَّه ما حلّ حبوته ولا قطع كلامه، فلمّا أتمّه التفت إلى ابن أخيه فقال: يابن أخي! بئسما فعلت؛ أثمت بربّك، وقطعت رحمك، وقتلت ابن عمّك... ثمّ قال لابن له آخر: قُم يا بنيّ إلى ابن عمّك فحلّ كتافه، و وارِ أخاك، وسُق إلى اُمّك مائة من الإبل دية ابنها فإنّها غريبة. قال الحسن البصري: لمّا حضرت قيس بن عاصم الوفاة دعا بنيه فقال: يا بنيّ احفظوا عنّي، فلا أحد أنصح لكم منّي، إذا أنا متّ فسودوا كباركم ولا تسودوا صغاركم فتسفّه الناس كباركم وتهونوا عليهم...، وإيّاكم ومسألة الناس فإنّها آخر كسب المرء، ولا تقيموا على نائحة؛ فإنّي سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله نهى عن النائحة "اُسد الغابة: 4370:411:4".] ولقد قيل لقيس: حلمَ من رأيتَ فتحلّمت؟ وعلمَ من رويتَ


فتعلّمت؟ فقال: من الحليم الذي لم تحلّ قطّ حبْوته، والحكيم الذي لم تنفد قطّ حكمته؛ أكْثَم بن صَيْفيّ التميمي.


[هو أكثم بن صيفي بن أعبدالعزّى، ولمّا بلغه ظهور رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أرسل إليه رجلين يسألانه عن نسبه وما جاء به، فأخبرهما وقرأعليهما: 'إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسَنِ...' الآية، "النحل: 90". فعادا إلى أكثم فأخبراه وقرأعليه الآية، فلمّا سمع أكثم ذلك قال: يا قوم، أراه يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها، فكونوا في هذا الأمر رؤوساً ولا تكونوا أذناباً، وكونوا فيه أوّلاً ولا تكونوا فيه آخراً. فلم يلبث أن حضرته الوفاة فأوصى أهله: اُوصيكم بتقوى اللَّه وصلة الرحم؛ فإنّه لايبلى عليها أصل، ولا يهتصر عليها فرع "اُسد الغابة: 218:272:1".]


ولقد قيل لأكثم: ممّن تعلّمت الحكم والرئاسة والحلم والسياسة؟ فقال: من حليف الحلم والأدب، سيّد العجم والعرب؛ أبي طالب بن أعبدالمطّلب.


[إيمان أبي طالب لفخّار بن معد: 332، بحارالأنوار: 78:133:35.]


راجع: كتاب 'بحارالأنوار': 68:35، نسبه وأحوال والديه.


كتاب 'إيمان أبي طالب' لفخار بن معدّ.


كتاب 'الغدير': 445:7 تا 550.


الامّ



فاطمة بنت أسد، وكانت امرأة لبيبة، صلبة العقيدة، فتيّة القلب، بَرّة، مبجَّلة.


احتضنت النبيّ صلى الله عليه و آله في طفولته،


[تاريخ اليعقوبي: 14:2، تاج المواليد: 88، شرح الأخبار: 214:3، كشف الغمّة: 59:1.] فكان يحبّها حبّاً شديداً، حتى قال فيها: 'كانت اُمّي بعد اُمّي التي ولدتني'.


[كنز العمّال: 37607:636:13.]


/ 30